الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 5-10-2012

السنة السادسة

العدد: 1862

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

لا مقدمة

فقط:

لا بد مما ليس منه بد

والقوس له وترٌ عَرض

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (111)

 الإدراك (72)

الإدراك والشعر وفهم ما لا يُفهَمْ

أ. محمد عادل النبوى

المقتطف:

“لا‏،.. .. لا ‏لم‏ ‏يُقـَلْ‏ ‏بعد‏ُ ‏الذى ‏لاَ‏ ‏يرتسم‏ْ ‏أبدًا‏،

 ‏لأنَّ‏ ‏الرسمَ….الخ”

التعليق: عند قراءتى لهذه اليومية وجدت صعوبة فى فهم معظمها، وأدركت أن كل ما يدرك ليس بالضرورة أن يفهم، فمتى أفهم ما لايفهم، أو أترك ذهنى وأسمح بعدم الفهم لينشط الإدراك كما قلت فى نشرة (10/4/2012) الإدراك (26) “السماح بعدم الفهم ينشط الإدراك” ولكنى أخاف من أن ينشط إدراكى وتواجهنى صعوبة فى عدم الفهم.

د. يحيى:

عندك كل الحق

يبدو أنه لا يسنِدُ عدم الفهم إلا: حضور الفهم، دون وصاية أو احتكار

وأن السماح بعدم الفهم هو الذى يعطى لنا فرصة أن نفهم أعمق فى الوقت المناسب: أن نفهم ما لابد من فهمه، وأن نستفيد ونستعمل ما لم نفهمه مؤقتا، ولا نحكم عليه إلا بنتائجه، وهكذا !!

أ. نجاة عيسى (من ليبيا)

في البداية أعلن تحيتي إلى أستاذنا الهرم الأكبر على المستوى القومي أدام الله عافيتك ذخرا للأمه….

آلا يمكن أن يكون عدم الفهم _ وكلنا نحترمه على اعتبار أنه فهم آخر _ هو بحد ذاته نقطة التوقف وجمود إعمال العقل (الفكر)؟!!!

د. يحيى:

أهلا بك يا سيدتى، قبلت التحية وتحفظت عليها كالعادة وأرجو أن تقبلى أن أعفيك من تكرارها

اهلا بك فى بلدك “معا”، وبعد

طبعا يمكن، لأن عدم الفهم غير العجز عن الفهم استسهالا، لذلك اسميته أحيانا: “عدم الفهم الإيجابى”، وأظن أن ذلك يقاس بمدى الجهد والسماح معا، ثم الرضا بالتأجيل، مع معايشة الناتج التذوقى الإبداعى، أو الناتج عن توسيع الوعى، مهما أحاطه الغموض.

أ. نجاة عيسى (من ليبيا)

فكيف لنا إعتباره في كل الحالات والمواقف فهما أخرا بعينه؟؟

مع تأكيدي بأني سأزداد قناعة بذاتي كوني لم أفهم ولكن لم يكن لدي فهم آخر ……

د. يحيى:

لماذا تعبير: “كل الحالات”؟ تكفى “بعض” الحالات” بالشروط السالفة الذكر التى ذكرتُها حالا، أما قناعتك بذاتك فهى إحدى النتائج الإيجابية، والسماح المتجدد… هو نتيجة أخرى.

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (112)

  الإدراك (73)

عودة إلى “محيط” الإدراك

أ. محمد عادل النبوى

إن الثلاث علاقات المتعلقة بالإدراك، أثارت انتباهى ودفعتنى إلى القراءة ومعرفة الكثير عن هذه العلاقات، حيث أن كل علاقة تفتح لى باب من المعرفة لا يغلق، كما أعجبنى كثيراً علاقة الإدراك بالإبداع، وهذا يدفعنى لاختيار الإدراك والإبداع لنبدأ بها.

د. يحيى:

بدأنا يا محمد يا ابنى والذى كان قد كان، وسوف نعود لعلاقة الإدراك بالإبداع حين يأتى دورها.

أ. نجاة عيسى (من ليبيا)

الإدراك الطريق اليقيني للفهم كما الجنون، الغوص في أغوار الكون بما يحمل من متناقضات ومقدمات معروفه قد تقودنا لنتائج بمنتهى الغموض حتى لنصطدم بها في أحيان كثيره وهي تفرض سلطانها بقوة على وجداننا … وذاك هو الطريق البدائي للجنون والذي لاتفصلنا عليه سوى شعرة.. فلو تصورنابإن إدراكنا اليقيني لكل ما هو موضوعي يسير حول ماهية الآمور في حقيقتها الربانيه وكما أرادها الإله أن تكون وأن تدرك لتصورنا بآن يتحول ذهولنا أمامها لجنون مطبق ومن هنا فقد يكون وجد الغيب ومن تم حجب علينا بمنطق اللافهم كحد قصرى للإدراك كي نجنب بآن يكون الجنون هو الظاهرة الإنسانيه الآكثر سواءا وألفه..

د. يحيى:

فهمت مغزى استعمالك كلمة الجنون هنا، لكننى أحذرك وأحذر نفسى وباستمرار، أن نستعمل كلمة الجنون استعمالا إيجابيا دون تحفظ، وقد تراجعت فى النشرات السابقة عن ذلك وابتدعت تعبير “الجنون/اللاجنون” (نشرة 3-1- 2012 ماهية الحرية والصحة النفسية “إشكالة الحرية وعلاقتها بالديمقراطية والطب النفسى”) لأعبر ربما عن ما بلغنى من تعقيبك.

الغيب هو الباب الأوسع لكل ذلك، فإن كان الناتج يقينا وحقائق ربنا تفتح غيبا جديدا، فهو نعمة من الله، وإبداع، أما إن كان الناتج فوضى وتفسخا فهو الجنون السلبى المرفوض على كل المستويات، مهما تشابهت البدايات.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (113)

 الإدراك (74)

الإدراك، والإيمان، والدين، والله!! (1 من ؟)

أ. عمر الصديق

استاذي العزيز، بداية اود ان اشكرك لهذه الوجبة اللطيفة الممتعة والمفيدة، وكما قلت حضرتك كأني قرأت كثير من هذه المعلومات لك في مقالات ومناسبات كثيرة ولكنها قد تجمعت بشكل جميل اليوم، طبعاً اكيد نفس التساؤولات التي خطرت في بالي في ذلك الوقت ،ها هي اليوم تظهر على السطح مرة اخرى، وسأستغل سعت صدرك وتحملك لكل الاسئلة والاستفسارات وما الى ذلك لتوضح لي ولنا من خلال هذا الجدل الجميل سعياً اليه، وسأضع كل ذلك في نقاط ارجو ان تكون سريعة.

د. يحيى:

أهلا عمر

أ. عمر الصديق

  • كل ما ذكرته لا أرى فيه اي اشكال الى حد ما (الا ما يغيب عني بعض معاني للكلمات التي قد تقصد بها شيئا اخر) بمعنى اذا تركنا جانباً بعض الافكار المتطرفة التي لاترقى الا ان تكون قشور (وان اثرت بشكل سلبي) فإن الخط العام للدين لا يبعد كثيراً عن ما تقول!

د. يحيى:

لم أفهم ماذا تقصد بـ “الخط العام للدين”، فأنا أخشى أن تعنى بذلك “الخط الرسمى الثابت” الذى اعتبره تجمدا – برغم حسن النية – لكن هذه النية مهما حسنت فليس من حقها أن تضع سقفا نهائيا تسميه “ماثبت فى الدين بالضرورة”، لأن باب الحق سبحانه وتعالى مفتوح للوعى البشرى المسئول بما يفيد البشر ويطورهم ويعمر الأرض ويثرى الإبداع دائما إبدا، ولا يوجد ما يثبته إلى حركيته الإيجابية المستمرة.

أ. عمر الصديق

  • لا زلت ارى ان الطريقة التقليدية لاثبات وجود الله لها فائدة في هذه المنظومة وان لم تكن هى الوحيدة او الامثل ولكنها كما قلت هى عبارة من مجموعة متكاملة (يدرك بالحواس كلها وبدونها وبغيرها(

د. يحيى:

أنا أرى أن وجود الله سبحانه “لا يحتاج إلى إثبات”، ذات يوم قال لى أحد أصدقائى الفلاحين الأميين دون مناقشات، قال ببساطة حين وصله أننا نطرق هذا الباب: إيه ده، إذا كان هوّ اللى بيقول “قل هو الله أحد” ولم يكمل بأى دليل آخر.

ماذا وصلك من هذا يا عمر؟

الله لا يحتاج إلى إثبات اللهم إلا إذا كان الإثبات يدور حول مفهوم يحمل نفس اللفظ دون مضمونه بعد أن فصلوه تماما عن الجوهر المطلق.

أ. عمر الصديق

  • في اكثر من مناسبة ارى ان بعض الناس يشيرون كيف انهم ولدوا مسلمين ولم يكن لهم اي دخل بذلك (وكأنهم علموا خاتمتهم ومألهم)! وقد شغلني هذا الموضوع كثيراً، فوجدت ان ولادة الانسان وهو حامل للافتة معينة لا تكن بالصدفة ابداً، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فإن الحياة طويلة وبها ما بها من اختبارات وابتلاءات ونتيجة كل ذلك سيكون تصديق لحمل هذه اللافتة او غيرها، والامثلة كثيرة جداً.

عذراً استاذي العزيز فقد اطلت كثيراً، ولكن يبدوا ان علينا جميعاً ان نصبر صبراً جميلاً.

د. يحيى:

لا طبعا

ولادتى مسلما، وكذلك انت ليست إلا مصادفة

لو سمحت خفف من خوفك واحمد ربك،

“وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً”

الحياة طويلة، لكن احتمال إعادة النظر بموضوعية هو احتمال ضئيل جدا، ولنكن أمناء مع أنفسنا، ومع غيرنا.

د. محمد شلبى

المقتطف: “إنه سبحانه يُدرك ولا يفهم، يُدرك بالحواس كلها”

التعليق: أعجبنى هذا المقتطف كثيراً فهو يزكى رأيى الشخصى فى هذا الموضوع فأنا أرى أن الله سبحانه وتعالى لا بفهم وإنما يدُرك، وهذا يعنى ألا تحاول أن تجتهد فى فهم الله أكثر من اللزوم، والأفضل أن ندركه بحواسنا كلها.

د. يحيى:

هذا المقتطف قديم، وقد امتدت المسألة إلى أن الله سبحانه إنما يدرك بالعقول كلها، بمستويات الوعى كلها، وليس فقط “بالحواس كلها”، ولا تنس يا محمد أننا دخلنا ملف الإدراك من باب يتجاوز الحواس الخمس دون إلغائها، فنحن ندرك الله سبحانه “بكل ما هو نحن” بالمعنى الأشمل، بما فى ذلك الجسد ككيان مفكِّر، وبمستويات الوعى، وبكل ما ذكرنا فى هذا الصدد.

د. محمد شلبى

يجب إن يسعى الإنسان بوعيه فى إدراك سبحانه وتعالى وهذا لا يأتى فى يوم وليله وإنما من خلال التزود بأسلحة وأن يكبر هذا الوعى تدريجياً خلال مراحل الحياة حتى يصل العبد إلى الإدراك بالله.

د. يحيى:

أظن أن هذا بعض معنى: “كادح إلى ربك كدحا فملاقيه”

أ. محمد عادل

المقتطف: “السعى إليه لا يكون إلا بالسعى إليه”

التعليق: أعجبنى هذا المقتطف كثيراً، ووصلنى معناه جداً، لأن من أراد السعى إلى الله لابد ولا يكون إلا من خلال السعى إلى معرفة السعى بكل الحواس، السعى نحو إدراكى، وبمجرد التفكير فى كيف أسعى؟ مجرد هذا التفكير يعتبر سعى من وجهة نظرى.

د. يحيى:

ليس فقط “بكل الحواس”

أقرأ ايضا الرد قبل السابق لو سمحت

أ. إسلام حسن عادل

أوافق حضرتك “إنه سبحانه يُدرك ولا يفهم” وأن الافتراضات لا تدخل وعينا المعرفى بالتفكير، إنما فعلاً بالمعايشة والتدريب والممارسة.

د. يحيى:

هذا صحيح

أ. إسلام حسن عادل

المقتطف: “السعى إليه لا يكون إلا بالسعى إليه”

التعليق: وصلنى من ذلك أن السعى إليه الأولانية وكأنها نتيجها والسعى التانية هى الفعل فعلاً.

وصلنى ان النقد والمعرفة الكثيرة تساعدنى فى الإدراك.

 د. يحيى:

هذا طيب

د. محمد أحمد الرخاوى

الوعي والوعي بالوعي ومعنى الحياة ومصير الانسان

خلق الانسان من سلالةٍ من طين وأوتي العقل الكابح لكي يعقل (يكبح)ما خلق منه بمحاولة التناغم بين مستويات وجوده دون كبت ودون إنسلاخ .

فكل ماهو داخله هو بصمات ما كان قبله، ثم نفخ فيه من روح الله لكي يعيش المعنى

—–

إذاً فهو واعي منذ خلق بالوعي

يعيشه بالسعي إليه!!كهدف مطلق على صراط مستقيم

يتكبد ارهاصات ما ليس كذلك ليتحقق ذلك .

\”اني جاعلٌ فالأرض خليفة\”

فيا لفداحة المسؤلية وأعظمهاوأقدسها

\”ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم\”

إذاً الحياة هي المعنى المطلق !! سعياً إليه (المعنى(

لذلك سجدت الملائكةلآدم

بعد أن سجد هو لله يقيناً

فعرف فحمد

فسبقت له من الله الحسنى

وتتنزل الملائكة عليه ألا يخاف

ولا يحزن

فالله هو الولي في الحياة

لو إتصل الأصل

بالفرع

والفرع بالأصل

كدحاً إليه

.لملاقاته

فمصير الانسان

هو تحقيق المعنى

وإلا

إن يشأ يذهبكم\”

ويأتي بخلق

\”جديد

د. يحيى:

ليكن

لا تكثر يا محمد من تقطيع أوصال الجمل

ثم قلل من التكرار لو سمحت

…. الخ.

أ. نجاة عيسى (من ليبيا)

نعم لا يمكننا تصور أي مستوى من الإدراك بدون إعمال الحواس … وكإن الإدراك منوط بما يرائى لنا من موجودات وبربط علاقات بين مواقف وأحداث وتصورات عن طريق قنوات المعرفه … ولكن لو إفترضنا بوجود إدراكا مزيفا فإنه دون شك سيؤدي لتشوها في لفهم وبالتالي تشوها في تصورات الفكر ….

ولو إن كل حواسنا قد ساقتنا بالضرورة إلى إدراك موضوعي للحدث حينها قد لانفترض بآي حال حدوث تشوه الفهم!!! أم إن الإدراك قد لايكون موضوعيا دائما حتى وفق حواسا سوي؟ بعيدا عن تزييف ذواتنا وإتباع الهوى الهدامه؟؟؟

هل يمكننا تصور نشؤ إدراكا متجاوزين فيه الحواس!!! بخلاف الحواس العشوائي (اللافهم)؟!

د. يحيى:

طبعا احتمال أن يوجد إدراك مزيف هو احتمال قائم،

 لكن بداية تعقيبك يحتاج لمراجعة: فقد كان مدخلنا إلى “محيط” الإدراك هو الإدراك المتجاوز للحواس، وعلى ذلك: يمكن تصور إدراك بدون إعمال الحواس ويمكنك الرجوع إلى نشرات:

– الإدراك (14): ثلاثة فروض أساسية  

– الإدراك (15) : “لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”  

– الإدراك (30) :البوابة المعرفية الأولى،  وفتح ملف العين الداخلية   

الإدراك (57) : وصف الهلاوس بتعبيرات تتجاوز الحواس الخمس!!  

الإدراك (58) : الإدراك بين الصورة والرمز والأنغام   

أ. نجاة عيسى (من ليبيا)

 … وكما ورد بأن تناثر الوعى وردته هو المرض، فالسؤال المهم هنا:

هل بالضرورة أن يمر الوعي بعدم الفهم ونعتبره (مرضا)؟؟

أو عدم الإستبصار والذي يتضمن (التشوه المعرفي)؟!

هل يمكننا تصور بأن نمر باللاوعي دون الوقوع في الخطأ ؟!

أم إننا بالضروره سنخطئ ونتمادى في ذلك وصولا للإعياء الذهني و (القشه التي قسمت ظهر البعير) وبالتالي الوقوع في المرض (عدم الوعي وما يتضمنه من تشوهات ..

د. يحيى:

هذه الأسئلة الكثيرة غير واضحة بالنسبة لى

 برجاء التركيز عليها سؤالا بعد سؤال حتى أستطيع الرد بما يفيد.

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (114)

 الإدراك (75)

 الإدراك، والإيمان، والدين، والله!! (2 من ؟)

د. أميمة رفعت

كنت قد أرسلت تعليقا منذ شهر تقريبا و لم تنشره لا أعرف هل لأنه لم يصل أم لأنك حجبته، لا أستطيع تكراره ولكننى أتذكر مشاركتى فى اللعبة (أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن … أغرق)

وأتذكر أننى عندما لعبت هذه اللعبة رأيت بداخلى فى العمق كهفا مليئا بالمياه و أن (الكلام من غير كلام) سيشدنى إليه و قد اغرق . كما اتذكر أيضا اننى شعرت وقتها بمشاعر مختلفة منها الخوف و الفضول و الرغبة فى المغامرة و الرغبة أيضا فى التأجيل و لكن إمتلأت سكينة .

د. يحيى:

أنا آسف: لم تصلنى مشاركتك فى هذه اللعبة، وأنا محتاج إليها حتى لو اضطررت أن تلعبيها من جديد، حتى لو تغيرت الاستجابات، إذا كنت نسيت الأولى.

د. أميمة رفعت

أذكر هذا الآن لأنه حدث بعدها فى إحدى جلسات العلاج الجمعى أن تطرق كلامنا إلى الصمت وتذكرت تجربة الصمت الذى حدثتنا عنها فى جلساتك مع مرضاك  وإقترحت على المجموعة تجربتها فوافقوا ،ولكننى سأركز على مريض بعينه (34 سنة متزوج ولديه طفل عمره سنتان و يعمل محاسب بمؤسسة كبيرة). قررنا الصمت لمدة 5 دقائق ، و لكن بعد دقيقة واحدة شعرت به يتململ فى كرسيه وينظر إلى الساعة و بعد اقل من نصف دقيقة قطع الصمت فورا . سألته عما حدث فأجاب بحدة بأن هذا يسبب له الملل الشديد ولا يرى جدوى فيما نفعل وشرع فى مهاجمتى بعدوانية رأيتها غير مناسبة للملل الذى يتحدث عنه ، فسألته (إنت خايف؟) فهدأ فجأة وقال ما لفت نظرى بشدة . قال أنه شعر أن لديه رغبة عارمة فى تحطيم العيادة بأكملها . و انه سيطر على نفسه بصعوبة ، ثم بعد لحظة صمت قال أنه رأى نفسه فى الداخل ينزلق ناحية كهف به ماء وأنه سيغرق فخاف جدا و غضب من الصمت .هذا المريض طلب بعد قليل تكرار التجربة و هذه المرة طمأنهالجميع أنه ليس وحده و أنهم سيكررونها معه، إختلفت تجربته هذه المرة فقد كان أهدأ، كان خائفا و لكن لديه رغبة فى التعرف على هذا (الكهف)  وبعد قليل قاطع حديث المجموعة ليقول أن حرقان المعدة الذى يعانى منه ليلا و نهارا منذ سنوات لا يشعر به الآن .

د. يحيى:

ليس عندى تعليق محدد لكن دعينى أذكر لك ملاحظات، مجرد ملاحظات:

أولا: لم أعتَدْ أن أحدد مدة الصمت (خمس دقائق) وافضل تركها مفتوحة.

ثانيا: لاحظت فرط مساحة السماح لما أسميه “خيالا”، وهو فى خبرتى له دور قليل تماما، لأنه عادة بعيد عن “هنا والآن” مقارنة “بالتفاعل” أو “اللعبة” أو “الدراما”.

ثالثا: لاحظت سهولة ربطك بين مثل هذه الخبرات والتحسن فى الأعراض مما أرى أنه يحتاج إلى تأنً وتأجيل الحكم.

د. أميمة رفعت

فى إحدى الجلسات الفردية مع مريضة (36 سنة – آنسة ، موظفة فى إحدى الفنادق ) طلبت التعبير عن داخلها بالرسم ،  فرسمت دائرة داخلها دوائر تصغر تدريجيا كلما إتجهت إلى الداخل (تشبه الماندالا) حتى إنتهت بنواة فى الداخل ولكنها رسمت فى الدائرة الداخلية حول النواة مثلثا رأسه إلى أعلى و لكنها قالت أنه هكذا (مقلوب) و تريد أن تعدله و كلما حاولت( تعديله) رسمته بنفس الشكل ثم تعجبت من أنها تراه مقلوبا مع أنه معدول . بعد إسبوع أعادت الرسم و لكن هذه المرة إنتشرت المثلثات الصغيرة عل خطوط كل الدوائر. لم (تفهم) المريضة ما رسمته و الحقيقة أننى وجدتها غير مهتمة بالفهم بل لم تلحظ أصلا أنها رسمت مثلثات و لكنها علقت بأنها تخاف بشدة من الدائرة المركزية برغم انها تتوق للوصول إلى النواة .. كانت متوترة و متألمة .

مريضة أخرى ( 18 سنة – طالبة ) رسمت نفسها أيضا دوائر أصغر فأصغر و فى الدائرة المركزية نواة و حولها مربع ، لونت النواة باللون اللبنى و قالت أن هذا المربع يمنعها من الوصول إلى النواة و أنه كالسجن ثم رسمت نقاط سوداء خشنة على خطوط الدوائر الأكبر  أسمتها (عوائق)، وقالت أنها تخاف جدا من رسمها هذا ومن الوصول للدائرة الصغرى و تتوق للنواة الصافية وبرغم الخوف تشعر براحة غريبة وامل .

كل هذا جعلنى أفكر فى: أولا فى العلاقة بين الصمت و عدم الفهم و الكلام من غير كلام .. يبدو أن الكلام والكلمات  والفهم يقفون عائقا بين الإنسان و داخله، و يبدو ايضا أن الإنسان يخاف من الدخول إلى هذا الداخل فلا يكف عن الحديث و الكلمات و الفهم حتى لا يدخل، ويبدو أن خوف الفرد من نفسه أشبه بخوفه من الآخر إن لم يكن أكبر .

د. يحيى:

آخر فقرة هى أقرب فقرة إلى ملف الإدراك، لكن ما قبل ذلك كان تعبيرا محدد المعالم أقرب إلى الترميز منه إلى مفهوم “الصورة” و”الكلية” التى يتميز بهما الإدراك .

مازلت أرى أنك تتحركين بالرموز والمفاهيم والتصوير، لا الصّور، وهذا أقرب إلى الفهم والخيال وهما ليسا من أهم معالم منطقة الإدراك التى نتجول فيها حاليا.

حافظى على محاولاتك ولا تتأثرى بتعليقاتى لو سمحت.

د. أميمة رفعت

ثانيا: هناك تشابها فى رؤيتنا أو إدراكنا لهذا الداخل ، صحيح أن هذه الأمثلة قليلة جدا  لكن ألا تشبه وصف يونج للماندالا التى إستوحاها أيضا من الهندوس وقبائل بدائية أفريقية وغيرها برغم البعد الجغرافى بينهم .هل هى من قبيل المصادفة ان أرى الماء مكان النواة تلك ويراها مريضى و تلونها مريضة أخرى بلون الماء؟

هل تكون هذه النقطة النواة بداخلنا هى الرحم أو ربما هى الله الذى نتوق للوصول إليه ونخاف الطريق فى الوقت ذاته، أتكون هذه الرؤية اللحظية هى التى سببت الراحة لصاحبها؟ هل أنا أبالغ فيما أكتبه؟ هل أبعد كثيرا عما هو مطلوب فى البريد وعلىَ أن أكف عن هذه النوعية من الكتابة؟

د. يحيى:

كل شئ جائز

ومن حقك أن تبالغى، لكن لا تتسرعى فى الاستنتاج

أ. محمد عادل

أنا أرى إن من أنكر الأديان طوال عمره ممكن أن يكون مؤمن بالله

من الممكن أن يؤمن بالله فى نهاية المطاف لأن من وجهة نظرى المحدودة، أنه لمجرد التفكير فى الأديان حتى لو أنكرها هذا يعتبر ذكر وتفكير فى الله، بعد ما أضل السبيل فى البداية من الممكن أن يصل إلى الصواب فى النهاية.

د. يحيى:

باب الله مفتوح للجميع

أ. إسلام حسن عادل

لفت نظرى فى السعى إلى الله لمعرفته فى جملة نقولها ربنا عرفوه بالعقل، ولكن فى الحقيقة لا أعرف ما هى مدى العلاقة بينهم.

د. يحيى:

لقد ذكرت وقبل ذلك مرارا أن هذه الجملة هى من أغبى الجمل وأسطحها، لأنهم يقصدون – غالبا- العقل المنطقى الظاهر المتحذلق فى حين أننى أحاول التأكيد أن ربنا عرفوه بالعقول كلها، وهى ما يقابل: مستويات الوعى: كلية الكل ….الخ

برجاء مراجعة الردود السابقة وأصل النشرات.  

أ. إسلام حسن عادل

وصلنى أن معرفة الله تكون من خلال الدين،

 وأعجبنى جداً أن الإدراك ينشط فى “هنا والآن”.

د. يحيى:

أولا: نعم تكون من خلال الدين الصحيح، لكن يبدو أنها ليست “حصريا” كذلك.

ثانيا: أكتشف كل يوم الثروة التى تأتينى من هذا المبدأ البسيط “هنا والآن”

د. محمد شلبى

1) نعم أنا أرى من أنكر الأديان طوال عمره ممكن أن يكون مؤمنا بالله، فرأيى الشخصى فى الدين هو أن الدين هو علاقة شخصية بين الفرد وربه مدعومة بعقيدته.

وأنى أرى أن كل واحد فينا يولد بدون معرفة عن ربه وإنما خلال مراحل الحياة نوصل إلى المعرفة ومن خلال الإدراك بالدين والتقرب إلى الله وذلك من خلال وعى مع الآخرين المحطيين بنا أمثال الأب والأم.

د. يحيى:

هذا من ضمن الاختزالات التى لحقت بالدين، أعنى وصفه أنه علاقة شخصية بين الفرد وربه، هو كذلك لكن هذه العلاقة هى البداية لرحلة الإيمان، والتواصل ليكون مجتمع ، والإبداع ليضطرد التطور…الخ

وهذا بعض ما جاءنى فى الفقرة الثانية من تعليقك

د. محمد شلبى

2) وصلنى المقصود بأن فى العلاج الجمعى يتكون كيان بين أعضائه، فمن خلال خبرتى القصيرة فى هذا النشاط تبين لى أهمية إن يكون أعضاء العلاج الجمعى مترابطين، فأنا شعرت بوجود سلاسل تربط بيننا فى اللقاء الصباحى يوم الأثنين، ……. فى ديننا حاضر بوعيه ولهدف واحد وهنا يجتمع وعى كل واحد فينا فى “الوعى الجمعى”

 لقد عجبنى هنا المصطلح كثيراً.

د. يحيى:

نعم: بالنسبة للقاء صباح يوم الأثنين

أما أهمية الترابط فينبغى أن تشمل أهمية الاختلاف، أو دعنى أصك تعبيراً مزعجا كالعادة فنقول: “أهمية الاختلاف الترابطى”، ما رأيك؟

أما مصطلح الوعى الجمعى فأرجو ألا يختلط عندك مع اللاوعى الجمعى الذى أكد أهميته كارل جوستاف يونج.

د. محمد شلبى

3) هل ترى فى لقاء الأثنين الصباحى وجود لقانون التوازن الممتد؟

فأنا ما وصلنى من هذا القانون هو ما أحس به فى هذا اللقاء، فهل فهمت معنى هذا القانون صح أم أنا مخطئ؟

د. يحيى:

لعله كذلك

وقد حاول فرويد مع تلاميذه مثل ذلك دون تحليل، وقد اعتبره بذلك بعض رواد العلاج الجمعى الحديث أنه مارس العلاج الجمعى التدريبى بشكل أو بآخر.

د. محمد شلبى

4) الإيمان بالله = الإدراك بالرب من خلال المعرفة بالدين + الوعى مشارك مع الآخرين فى نفس الاتجاه (الأب والأم كمثال)

فمن أنكر الأديان طوال حياته وأتت له الفرصة للتعرف على هذه العناصر يمكنه إن يكون فى يوم مؤمنا بالله.

د. يحيى:

بالسلامة

د. محمد أحمد الرخاوى

يتكثف هذا الكيان الذي تكاد تراه رأي العين في جلسات العلاج الجمعي في الحضور هنا والآن – واكاد اراه –انا ايضا- رؤي العين- في صلاة الفجر مثلا وهي من اندر صلوات الجماعة حضورا في المساجد اختيارا -، اقول هذا الحضور الجامع الضام الي محور ضام غائي حاضر يتشكل ويكاد يتجسد حينما يكون الكدح -اوسمه- الايمان اختيارا حقيقيا ويمكن هذا ما جعل قرآن الفجر مشهودا وهو بغالبية تاويل العارفين هو صلاة الفجر في جماعة.

د. يحيى:

ربنا يتقبل

د. محمد أحمد الرخاوى

ايضا هذا ما جعل لقيام الليل اختيارا، كدحا- ما يؤدي الي هذا الكشف ، فقط لانه اولا التماسا لنور وسط ظلام مادي محيط وهو ما يمثل  استكشاف الحضور وراء الغيب الظاهري!!!!!!!!!!

ويمكن ان يكون هذا ما وصفه الله بقوله \”يخرح الحي من الميت\” ويخرج الميت من الحي\” و\”يخرجهم من الظلمات الي النور \” !!!!!!

د. يحيى:

يخرجهم من الظلمات إلى النور: نعم

يخرج الحى من الميت: لم أجده مناسبا للسياق

د. محمد أحمد الرخاوى

طبعا انا لا اختزل او افسر – ولكن اقول ان اشكالة الحضور -الوعي- الادراك-المعرفة-الكدح متواترة في القرآن وغالبا في لغة بعض الصوفية يمكن اكثر بكثير من اي محاولة لتنظير معرفي جاهز.

 د. يحيى:

غالبا

د. ناجى جميل

ياليت رجال الدين أن تلهم ويوصلوا هذه المفاهيم لمريديهم.

د. يحيى:

ياليت

*****

تساؤلات عن نشرات: “الإدراك والإيمان، والله”

د. مصطفى مرزوق

أريد أن أسأل عن مفهوم “الدين الثابت” وهل هو ثابت فعلاً؟ أم أن هناك من أوهمونا بذلك؟

د. يحيى:

هناك، وهنا، من أوهمونا بذلك

د. مصطفى مرزوق

وما بال الحديث عن أفضلية السابقين الأوائل فى فهم وإدراك هذا الدين وأنهم كمصابيح الدجى بأيهم اقتدينا اهتدينا؟

د. يحيى:

هم مصابيح فعلا

لكن الاقتداء بهم يكون بأن نعمل فكرنا مثلما أعملوا فكرهم

وليس بأن نطبق ناتج فكرهم حرفيا

د. مصطفى مرزوق

وهل تمت الإجابة عن كل الأسئلة؟ وهى قُفل باب الاجتهاد؟

ودى أنه لا .. ولكنهم يقرون عكس ذلك.

د. يحيى:

يقرون ما يقرون، لكن الحق تعالى هو عدْل مطلق

وسوف يتبرأ منك ومنى كل من اتبعناهم دون إعادة نظر، وحين نسأل ربنا أن تكون لنا كرة لنتبرأ منهم كما تبرأوا منا ستكون الفرصة قد فاتت “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا…”

فألحق نفسك يا مصطفى

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “ليس ثمة إجابات جاهزة كما أنه ليس هناك منهج عام”

 التعليق: يصلنى دائما أنى مقبل – دوما – على محيط تماما، مظلم تماماً، مختلف تماماً، وبالطبع مخيف تماماً تماماً تماماً، لست أدرى ما هى أدوات سبر أغوار هذا المحيط، ولكنى أشعر أنى – أنا – الأداة الأهم – الوحيدة -.

د. يحيى:

هذا صحيح

مع الصبر، والتأجيل، والعودة، والكدح طول الوقت.

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “إنه سبحانه يدرك ولا يفهم”

التعليق: ها هو ذا يتأكد ما وصلنى من قبل – فأنا – كلى – الأداة الأهم للوصول إليه، أجد أننى اكتفيت سابقا بالتوقف عن اليقين بوجوده – سبحانه – وفقط، وأرى ذلك الآن غير كافى، فاليقين – وإن كان حقيقيا وصادقا وأصيلا – فهو بالتأكيد ليس نهاية المطاف وليس محطة للتوقف.

وأجدنى أتهم عقلى بأن مصدر هذا اليقين أو قل صاحب التوقف عن اليقين وفقط، فقد اكتفى بالإثبات وفقط دون محاولة اقتحام – لا أدرى ماذا اسميها – هذه المعية وهذه الكينونة.

د. يحيى:

إثبات ماذا يا رجل

هل تذكر تعبير “بيخطط فى المتخطط”

الأمر لا يحتاج إثبات الثابت

أنظر الرد على  الصديق عمر صديق، الفقرة الثالثة فى بريد اليوم

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “لغة الفهم التقليدية (الحجج والبرهان) فى مقابلة لغة المعايشة والتدريب”

التعليق: وبالطبع مع هذه التجربة الجديدة والفريدة من الغباء الشديد والاقتصار على استخدام نفس الأدوات الجاهزة مسبقا، فالأكيد أن هذا الجديد يحتاج أدوات جديدة ولغة جديدة و”أنا” ايضا جديدة أو على الأقل مختلفة.

د. يحيى:

من طـَلـَبَ شيئاً وَجـَدَهْ

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “العبادات وشحذ الإدراك”

التعليق: لابد أن لكل العبادات مغزى وهدف معين – حتى وإن لم نعرفه – وفى العبادات يتجلى عجز الفهم – العقل – بشكل كبير، فكيف يفهم مثلا ما وراء الصلاة أو الحج أو.. أو…، وهى بالنسبة له مجموعة من الحركات وفقط، ولذا لابد من أن تأثيرها ومردودها يصل عن طريق “آخر” غير هذا العقل.

د. يحيى:

توقفت تماما (حتى الرفض) عن بحث مغزى العبادات وحكمتها،

ومع ذلك إذا وصلنى شىء من ذلك قبلته لكننى لا أتحمس لتسويقه أو الدفاع عنه، فالعبادة عبادة حتى لو لم نجد لها ما يبررها، حتى لو لم نفهم مغزاها الآن.

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “الإغتراب – تشابك الوعى والوعى الآخر – المشاركة المسئولة”

التعليق: هذه هى الصعوبة بعينهها، فأحياناً ما أجد نفسى متلبسا مع شخص ما – أو مريض ما – بالحديث عن بعض الأشياء أو الممارسات التى لا أمارسها شخصيا، وإن اقتنعت بفضلها وأهميتها.

ويبقى هذا الجزء ينغص عليا واحتار بين التوقف عن قول ما لا أفعله شخصيا، بغض       النظر عن مدى قناعتى بصوابه، أم أقوله فقد ينجح الآخر فيما فشلت فيه شخصيا وأميل للثانية أحيانا، ولكن سرعان ما يحضرنى قوله تعالى “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”

د. يحيى:

إذا حسنت النية، فالقول الصادق هو فعل فى ذاته

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “العقل القلنسوة”

التعليق: تعبير كاشف ومعرى وأكثر من رائع، يصلنى تماما الأن أن العقل – الفهم – ما هو إلا أداة من ادوات الإدراك، فهو وسيلة – هامة – لغاية أهم.

د. يحيى:

هو أداة من أدوات المعرفة

والإدراك أداة أخرى

وهما يكمل أحدهما الآخر

وباستمرار

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “العقول – مستويات الوعى – مستويات الوجود”

التعليق: إن كانت مترادفات أو متوازنات – وقد وصلتنى كذلك – فهى تجعلنى أعيد النظر.

د. يحيى:

بالسلامة

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “الوعى المشتمل”

التعليق: هذا تعبير ملهم، وقد وصلنى بداية على أن لابد من “مايسترو” لتنظيم إيقاعية هذه العقول أو مستويات الوعى المتعددة، وكأنه كيان منفصل منهم، ثد بعد ذلك وصلنى أن هذا التناغم لا يحتاج إلى “مايسترو” فلو أدى كل عقل – مستوى وجود وعى – ما هو مطلوب منه – أو قل ما خلق له – وسُمح له بذلك فسوف يحدث هذا التناغم بشكل تلقائى تماماً (خلقة ربنا – الفطرة).

د. يحيى:

هذه أول مرة استعمل فيها هذا التعبير “الوعى المشتمل”! ولم أجد له بعد ترجمة للإنجليزية.

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “الوعى هو جماع العقول التشكيلية الهيراركية المتناغمة المتفاعلة”

التعليق: تعبير ملهم آخر، وهذا هو الوعى المشتمل كما وصلنى

د. يحيى:

أظنه كذلك

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “الواقع ليس واقعا واحداً، كما أن الوعى ليس وعيا واحداً”

التعليق: أصبح هذا الغرض اقرب تماماً إلى حقيقة بعد كل ما سبق

د. يحيى:

الحمد لله

د. مصطفى مرزوق

المقتطف: “الواقع الآخر وإنكار الغيب”

التعليق: أجد الآن إنكار الغيب ليس أكثر من مجرد غباء، وغباء شديد، فالغيب حقيقة واقعة ملموسة نتفاعل معها فى كل لحظة سواء شئنا أو أبينا، وغض الطرف عنها لا يعنى بأى حال من الأحوال زوالها أو عدم وجودها.

د. يحيى:

على البركة

د. مصطفى مرزوق

فى النهاية:

أرانى خايف جداً جداً، متكف جداً جداً، جبان جداً جداً، متشكك جداً جداً، متشكر جداً جداً،

د. يحيى:

أحسن

****

حوار مع الله (82)

من موقف “الأعمال”

د. محمد أحمد الرخاوى

مررت بطلبات كثيرة كان اكثرها طمعا وكان عطاؤك علي قدر ما يثبتني لا علي  قدر ما اطلب!!!! فوصلتني النعمة

خرجتني من نفسي التي تجرني خارج مدارات رحمتك فشملني ظلك فلم أعد أطلب وان طلبت

زلازل الدنيا لم تعد تنل مني بعد ان غشيني كل ما وعدتني به لارضي فرضيت .

عندما خرج الجموع من ظلالك ورضوا بما بلغهم من العلم- وكانه العلم- ضلوا واضلوا وعموا وصموا

وماذا بعد الحق الا الضلال

أرضي حين اطلب ولا تجيب فهذه هي الاجابة

اذا اجبتني ،ابتليتني، فاذا فشلت في الابتلاء لا تحرمني الا بجذبي علي الصراط

رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما  وألحقني بالصالحين

د. يحيى:

آمين

د. أميمة رفعت

أسعدنى هذا الحوار فقد كنت أحتاج إليه و جاء فى وقته تماما (هذه الجملة بت أكررها كثيرا و هى تحتاج إلى وقفة على ما يبدو ، إذ لا معنى لكل هذه الصدف .

كنت أدعو الله فيما يشبه المطلب، دون أن أحفظ دباجة بعينها للدعاء ، ثم وجدت نفسى أكرر المطلب مرارا و تكرارا و أنا سعيدة بالطلب و أرى بداخلى طفلة تمشى مبتسمة و هى تقفز أو تحجل . تعجبت من هذا الشعور و أنا عادة أخجل من الطلب و أشعر أننى لحوحة و ربما أعطيت من أطلب شيئا مسبقا كنوع من الرشوة على ما يبدو حتى لا يتضايق منى و من طلبى ، و لكن مع الله كان الأمر مختلفا .. و داخلى أيضا كان شكله مختلفا . هذه الوقفة لمولانا النفرى وجدت صدى لها بداخلى .

د. يحيى:

رحمه الله

وأفادنا من حدسه بما نقدر عليه

د. أميمة رفعت

رأيت – كما تقول – طرق الباب و فتحه لى أهم من الطلب ذاته . لا أشعر بيأس و لا يضايقنى تأخر الطلب أو منعه ، فأنا أشعر أنه يُجيرُنى فى كل الأحوال دونما طلب و لا أقول (سيجيرنى ) . وإنما الطلب من ربى هو الجميل فى الأمر، بهكما تقول عشم وأيضا فرحة و ثقة . لا أتصورأن من يشعر بهذا الشعور يصحبه إحساس بالعبودية المنكسرة أو المذلة بل بإكرام الله له و كرمه عليه .

كنت قد قرأت للدكتور أيمن الجندى ( أحب قصصه القصيرة و أحب رومانسيته ) كلمة أكد فيها على إحتياج المرء للذل لله و تعجبت ! لم أجد هذا بداخلى أبدا ، فقد وجدت حبا ثم حبا ثم كرامة ثم فرحا ، ثم قرأت مقالا لفهمى الهويدى يثنى على ما كتبه أيمن الجندى فى جريدة الشروق ، و راجعت نفسى أكثر من مرة و لكننى لم أجد ميلا إطلاقا لهذه المذلة و لا أشعر أن الله يريدها أصلا . هذه الوقفة طمأنتنى كثيرا .

د. يحيى:

أنا معك

*****

حوار/بريد الجمعة

أ. عمر صديق

استاذي العزيز، عذراً لاني لم استطيع ان اوصل الرسالة ولكن كانت هناك حالة معينة دفعتني لهذه الاسئلة وكنت متأملاً ان يصلك منها ما اريد، فلما لم يكن ذلك فلنتركها لوقت ثاني قد تنضج اكثر.

بريد الجمعة لهذا الاسبوع غني جداً! ماشاء الله، ولكن لماذا هذا التخوف من البداية بعلاقة الادراك بالايمان؟ سوء الفهم وارد جداً، والمسؤولية والامانة هنا هي ان يتسع صدرك الرحب للتعليق والاستشكال والتوضيح و انا متأكد من انها عملية ليست بالسهلة ولا اليسيرة ولكن ان شاء الله حضرتك لها.

د. يحيى:

ربنا يسهل

أ. عمر صديق

أخيراً وعذراً للإطالة، اذكر اني قبل تقريباً سنة علقت على مقال ولا اذكر ما هو بالضبط وتسائلت، هل نحن في عصر المسيح الدجال؟ وكانت اجابتك بكلمة واحدة هي: لا أظن! وعندما قرأتها فكرت، ماذا وصلك منها يا ترى وما هوتصورك عن هذا الموضوع… الخ وفي اكثر من مناسبة اريد ان اسأل او ازيد ولكن أرى التأجيل هو الافضل! هناك عالم اسمه عمران حسين من اصول هندية جعل هذا الموضوع  موضوع بحث لسنوات عديدة والف فيه كتب ليست كثيرة ولكنها كما اعتقد مهمة جداً وبأسلوب بسيط  وفيها من النقاط التي قد تكون موضحة لأشياء تحدث من حولنا، كما ان له محاضرات كثيرة، يهمني جداً ان اعرف رأيك بما يقول.

وشكراً وعذراً مرة اخرى للإطالة

د. يحيى:

أنا لا أشغل نفسى بهذا الاحتمال “المسيخ الدجال” لأننا والحمد لله عندنا الآلاف منهم، وعلى رأسهم مشايخ المال والحرب والإبادة والقهر، أنبياء الدين العولمى الجديد.

ثم إنى لا أحتاج توضيحا جديدا لما يجرى حولنا من مثل هذه المصادر التى أشرت إليها، فالأمور أكثر إلحاحا وواقعية وتحديا لا أحتاج معها إلى قراءة مثل هذه الكتب مع احترامى لاقتراحك، وأرى أن المبادرة بمحاربة كل هؤلاء الدجالين هى فرض عين لا فرض كفاية، إذا قام بها البعض لم تسقط عنى، وعنك.

****

تعتعة التحرير:

 وما زال نجيب محفوظ يعلمنا.. آداب الاختلاف واحترام الآخر وحب الله

د. محمد أحمد الرخاوى

مسألة احترام الاختلاف وتحمله محتاجة تربية شديدة من سنوات الطفولة الاولي جدا .

سمعت اخيرا ان هناك سلوكيات كثيرة ومواقف كثيرة جدا تتحدد منذ السنوات الاولي جدا بل تطرق بعضهم انها تكاد اول ثلاث سنوات من العمر. طبعا لا ينفي ان ان هناك تغيير وهناك ولادة جديدة ولكن السؤال ليه ابوظ حاجة لسة بخيرها وبعدين اقعد اصلح فيها.!!!!

التركيز يا عمنا هو في التربية وللاسف كثير من الكبار يحتاجون للتربية قبل الصغار لان فاقد الشئ لا يعطيه !!!

اذا كان هناك آفة فهي فعلا آفة قلة تربية الاختلاف وبالتالي تحمل الغموض فالكشف دون احكام مسبقة

د. يحيى:

قد يصلح الدهر ما أفسد الدهر

والآباء والأمهات مساجين وليسوا فقط مساكين

ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *