نشرة “الإنسان والتطور”
4-8-2012
السنة الخامسة
العدد: 1800
حوار مع الله (74)
من موقف “موقف ما لا ينقال”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
المواجيد بالمقولات كفر على حكم التعريف.
وقال لى:
لا تسمع فى من الحرف ولا تأخذ خبرى عن الحرف.
وقال لى:
الحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني.
وقال لى:
أنا جاعلُ الحرف والمخبرُ عنه.
وقال لى:
أنا المخبر عنى لمن أشاء أن أخبره
فقلت له:
المقولات أعجز من أن تحتوى المواجيد وإن صحّت،
على أن المواجيد نفسها تخشى الوضوح، حتى لا ينكشف عجزها عن التوجه نحوك
فإذا اختبأت المواجيد فى المقولات فهو كفر على حكم التعريف
يظل الحرف حرفا على أطراف المواجيد والمقولات، فكيف آخذ خبرك عنه
الحرف إذا لم يتردد صداك فيه ظل خاويا يردد ما ينقر عليه ولا يدل عليك
فكيف يخبر عنك؟
يمكن للحرف أن يشير إلى ناحتيك لو امتلأ بما هو جدير بك لا به
وهل تحتاج أنت لمن يخبر عنك سواء كان حرفا أو موجدة أو مقولة
رحلات الذهاب والعودة لا تستبعد الكفر، بل قد تنصهر به، إليك
المواجيد التى تفرزها المقولات، ليست هى المقولات.
وكلاهما لا يغنيانى عنك
أسمع لك من الحرف، ولا أسمع الحرف بديلا عنك.
آخذ خبرك عن الحرف مبتدأ فأجتهد أنا له بالخبر.
الحرف لا يخبر عن نفسه ولا عنك، لكنّه يسمح لى أن أمتلكه لأشير به إليك.
أنت المبتدأ والخبر والمُخبر، وما الحرف إلا المبتدأ قبل كل ذلك، وليس بعد كل ذلك
الجملة المفيدة تظل هى رحمتك التى تظل من يحسن الوقوف بين يديك.