الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (72) من موقف “الثوب”

حوار مع الله (72) من موقف “الثوب”

نشرة “الإنسان والتطور”

21-7-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1786  

 

 حوار مع الله (72)

من موقف “الثوب”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أغريتك بى حيث لم أجعلك على ثقة من عمرك.

فقلت له:

لو علمتُ متى عمرى، مدى عمرى، لدرت فى موقعى انتظره فاغرا فاهى!!

الجهل الواعد بك هو الذى يغرينى بالبقاء إليك

****

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 أى عيش لك فى الدنيا بعد ظهوري

فقلت له:

لا عيش لى فى الدنيا، ولا فى الآخرة، دون السعى  نحو ظهورك

فما بالى بعد ظهورك الذى لا أريده: لأُريده: لأعيش إليك

****

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 حصل لك كل شئ فأين غناك.

 فاتَكَ كل شئ فأين فقرك.

فقلت له:

هل غناى أن يحصل لى كل شىء؟ وفقرى أن يفوتنى كل شىء؟

الغنا والفقر يرتبطان بالشىء

حين تكون أنت ليس كمثلك شىء

أكون أنا حرًّ من كل شىء

لا يفقرنى شىء ولا يثرينى شىء

يغنينى سعيى إليك، ويفقدنى عجزى عن ذلك

****

وقال له (لمولانا النفـّرى)

وقال لى:

أعذتك من النار فأين سكوتك

وأظفرتك بالجنّة فأين نعيمك.

فقلت له:

سكوتى هو يقينى برحمتك،

فما حاجتى إلى الاستعاذة من النار وأنا فى حضن حضن رحابك؟

وجنتى هى نعيم السعى إليك، فأين النعيم الذى يمكن أن أظفر به بعيدا عن مسعاى

السكوت الدهشة، والنعيم الكدح، هما السبيل والغاية معا لكل من اجتهد فى ضخ نبض السعى إليك ليعرف، فيعرف، ليجهل فيعلم … أبدا

****

وقال له (لمولانا النفـّرى)

وقال لى:

الجزء الذى يعرفنى لا يصلح على غيري

فقلت له:

الجزء منى الذى يعرفك يكفينى،

أنا لا أعرفه تحديدا ولا أريد أن أعرفه

أخشى أن أعرفه لا يكون “هو”

يكفينى أن أراه فريدا لا يصلح لغيرك

الجزء قد يعرف الجزء إلا قليلا  أو إلا كثيرا

الجزء يعرف ما يقدر من كل الكل، فيعرف أكثر بلا توقف

يكفينى الكرسى جزءًا رحبا رحبا

وسع السماوات والأرض

****

وقال له (لمولانا النفـّرى)

وقال لى:

ما بينى وبينك لا يـُعـْلـَم فَـيـُطـْلـَب

فقلت له:

هو يطلب لأنه لا يعُلم

ولا يُعلم حتى أظل أطلب

هذا هو الفضل العميم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *