نشرة “الإنسان والتطور”
30-6-2012
السنة الخامسة
العدد: 1765
حوار مع الله (69)
من موقف “الصفح الجميل” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أطعنى لأنى أنا اللّه لا إله إلا أنا
أجعلك تقول للشئ كـُنْ فـَيكـُونُ.
فقلت له:
جعلتُ أتقرب إليك بكل ما أعرف وما لا أعرف، طمعاً أن تكون سمعى الذى أسمع به، وبصرى الذى أبصر به، ويدى التى أبطش بها،
رعبت من المسئولية، ثقيلةٌ أمانة الوعى!، فكيف بهذه الـ “كن”؟!
دعوت ألا تستجيب لطمعى، أنا أخاف دخول الامتحان.
حلّ بى الشعر ينبهنى إلى عكس ما تمنيت،
رعبت منها قوله “كُن” قائلا:
…..
…..
…يا مِقْوَدَ الزمان لا تُطْلقنى:
ثقيلةٌ ومرعبهْ :
قولةُ: “كن”ْ
لو كَانَ: بتُّ بائسا
لو كَانَ: طرتُ نَوْرَسَا
لو كَانَ: درتُ حول نفسى عَدَمَاً
…..
أفرغتُ كأسى فانصهرتُ جَذَلاً
ورحتُ أرضعُ الضياءَ أرتوي
أشيّد الكلامَ والبشرْ.
حين كتبت ذلك تصورت أنه قد قُبلت استقالتى من حمل أمانة “كن”
ضبطت نفسى فى آخرها متلبسا مناورا: “أشيّد الكلام والبشر”
“أطيعك” ….! هو أكسب لى وأثرَ ى
أدعوك أن تعفينى منها: “كُنْ”
اكتشفت أنها داء قديم بداخلى
كشفنى شعرى هنا وأنا “أشيّد البشر”
قبل أربعة عقود، كشفنى شعرى أيضا قائلا:
…………………….
فى روضتى .. ..
ألقيتُ بذرةَ القَلَق
نبتت بوجْدَان البشرْ
نحت الجنينُ الطينَ فانهارََ العدم ْْ
صرخ الوليدُُ الطفلُ أذّن بالألمْ ْ
وتطاولَ الشجَرُ الجديدْ
يعلو قباب الكون! أين المستقرْ ؟
والشوك يدمى الكف إذ يحمى الثمر ْ
واللؤلؤ البراق فوق الساق من صَمْغ الضجر ْ
-4-
ذى صرختى ..
سوط اللهيبِ النورِِ رعد القارعةْ
يكوى الوجوه ْ..
يا ويحكم ْ!!
من يوقف الرَّجْعَ الصَّدَى فى قلبكم
هيهات!! إلا الموت،
حتى الموت لا يخفى الحقيقة ماثِلَة
..
يا ويحكم منها بداخلكم.،
نعم، … ليستْْ “أنا”
بل “نحن” فى عمق الوجود
بل واهب الطين الحياة
بل سرُّ أصلِِ الكوْنِ،كُلُّ الكلِّ نبض الله فى جنباتنا
ليستْ أنَا
-5-
يا سادتي:
هذا أنا لمّا أزل…
سيفى خشبْ ؟؟
لكن لؤلؤةَ الحيَاةِ بِدَاخلى لا تنكسرْ
وبرغم واقعنا الغِبي
ينمو البشرْ… فى ملعبي.
****
أستغفرك وأتوب إليك
… ينمون فى ملعبى بفضلك
“يكونون” منك أنت، وما أنا إلا طوْع أمرِك
أنت واهب الطين الحياة
أنت سر أصل الكون فى جنباتنا
ليست أنا.