نشرة “الإنسان والتطور”
2-6-2012
السنة الخامسة
العدد: 1737
حوار مع الله (65)
من موقف “الثوب”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
إذا رأيت عدوّى فقل له مصيبتك فى اعتراضك عليه
أعظم من مصيبتى فى أخذك لي
فقلت له:
أُشفِق على عدوك دون استعلاء، وأعذره دون موافقة
وأدعو له دون إذنك، واثقا من رحمتك
احترم عداءه أكثر مما أحترم إنكار العميان
يصلنى أن عداوته بها اعتراف قبل الاعتراض، فالعداوة.
لكنها هى هى مصيبته
فضله أن غباء عداوته أظهرت لى أكثر: قيمة محبتك
عداوته تزيده ضعفا
فهو أعجز من أن يحاول أن يأخذنى أصلا، لكنه يحاول!
هو لا يأخذ إلا من انفصل عنك،
هو يلهب سعيى إليك، فيتعمق تناغمى معك.
ليس لى حق الشفاعة،
لكن يقينى فى رحمتك تُصِّور لى أنك لا تستثنيه منها
****
من موقف “العهد”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى العهد وقال لى اطرح ذنبك على عفوي
وألق حسنتك على فضلي
فقلت له:
لو لم توقفنى فى العهد لما ترددت أن أدخل فيه عشما فيك، وثقة بك،
وهل أمامى سبيل آخر؟
طلقت الشعور بالذنب حين اخترت أن أتحمل مشقة مواصلة الطريق، به، وبالرغم منه.
يقينى بعفوك لا يجعلنى أتمادى،
أخجل ان أطمع أكثر فى رحمتك، فأحرص أن أتعلم منه حتى لا أكرره حياءً وحبا.
حسناتى ليست حسنات إلا إذا كانت من فضل فيضك
أقبلها نعمة منك، لأحدث بها حمدًا لك.