نشرة “الإنسان والتطور”
19-5-2012
السنة الخامسة
العدد: 1723
حوار مع الله (63)
من موقف “الحجاب”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
جازف نفسك وإلا ما تفلح.
وقال لى حسابك غلط والغلط لا يملك به صواب.
وقال لى الحساب لا يصح إلا مني
فقلت له:
حين أجازف لأعرفك، فتتأخر معرفتى حتى أكاد لا أعرفك، يقتلوننى قبل أن أعرف.
لا يمكن أن أعرفك دون أن أجازف، ولا يمكن أن أجازف دون أن أطرح عنى كل شىء إلا سعيى إلى المعرفة، ولا معرفة إلا إذا اتجه سهمها إليك دون أن تسميك وهى تعيش اسماءك بتصعيد لا يتوقف
إذا عرفتك بلا مجازفة فقد عرفت صورتك التى صوّروها لى عنك لا أنت.
أجازف،
وأنا أعرف أنه لا ضمان فى المجازفة، وإلا فهى ليست مجازفة.
كلما أبعدتنى عنك المجازفة، اقتربت منك بقدر صدقها
أثق فى حسابك لأننى أثق فى عدلك، عرفتك أم لم أعرفك
ما دمت أتوجه إليك
هذا هو الفلاح المبين
الحساب الذى يصح منك هو يصح منى إذا أضأت بصيرتى لأكون علىّ حسيبا فأقدر بقدرتك أن أكون علىّ حسيبا
الحساب الذى يحول دون المجازفة، هو تابع لجدول الضرب الذى لا تصلنى منه إلا أرقامه
يصِحُّ الحساب منى حين يكون هو هو منك أيضا، وقبلا
****
من موقف “الثوب”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى الثوب
وقال لى إنك فى كل شئ كرائحة الثوب فى الثوب
فقلت له:
رائحة الثوب فى الثوب هى الثوب،
والتوب بلا رائحته لا قيمة له بل لا وجود له
ولا توجد رائحة من فراغ، فلابد أنها من الثوب وإليه
حين أكون فى ثوبى البشرى متجها إليك أكون فى كل شيء.
الثوب لا يحدد أبعادى، لكنه يعطى الفرصة أن تنطلق منى رائحته التى تدل عليه، وعلىّ
وحين تكون هى هى فى كل شيء، فهى تدل عليك،
فأواصل السعى واثقا منى إليك.
مطمئنا للرد منك إلىّ
وأظل متمسكا بألا أخلط بين طبقات الروائح
يكفى أنها طبقات متداخلة ذات رائحة متكاملة، فلماذا الأسماء؟