الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة، والشبكة العربية النفسية (شعن)

حوار/بريد الجمعة، والشبكة العربية النفسية (شعن)

نشرة “الإنسان والتطور”

18-5-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1722  

حوار/بريد الجمعة، والشبكة العربية النفسية (شعن)

مقدمة:

يبدو أن أصدقاء الموقع قد سمحوا أن يعطوا الفرصة، أرحب فأرحب للضيوف المُسْتَدعين – دون إذن- من “شعن” إلى حوار مصنوع، وهذا يحتاج منى أن أوجه إلى الأصدقاء القدامى عتابا وشكراً فى نفس الوقت، وعليهم أن يعرفوا هم سببا لكلٍّ.

 وحين أفشل أيضا – إن شاء الله – مع محاورى الشبكة، سوف أجد لى سبيلا آخر حسب ما عودنى ربى، فاعتدت.

****

القسم الأول : حوار أصدقاء الموقع:

حوار مع الله (62)

من موقف “بين يديه”

أ. نادية حامد

المقتطف: فعرفت نفسى من خلالك،  عرفتها فعرفتك وعرفتك فعرفتها

التعقيب: أعجبنى جداً هذا الوصف من حيث الدقة ووصلنى منه درجة عالية من الشفافية والروحانية.

د. يحيى:

أنا يا نادية – كما تعرفين- لا أستعمل لفظ “الروحانية” أبدا، وأفضل أن أتجنب أية إجابة عن “الروح” بعد الآية الكريمة التى حدد ربنا لنبيه (عليه الصلاة والسلام) حدوده فى هذا الشأن “وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي”، أما “الشفافية”، فقد شاع استعمالها فى مجال السياسة بفضفضة مخلة حتى كدت أرفضها، بل ربما كنت أتجنب استعمالها من قبل، لأن الغموض عندى أجمل منها، فأنا أحاول أن أرى فى “ضباب الغيب” أعمق وأوضح من مرايا الرموز ونقش أرابيسك الألفاظ كما تلاحظين فى نشرات الإدراك (نشرة 8-5-2012)،  (نشرة 9-5-2012)، (نشرة 16-5-2012).

د. إيمان الجوهرى

ما وصلني اننا في حركه ثم حركه ثم حركه وجميعها اليه …

اخشي ان اكون شخصيا اعيش السكون بعيدآ عنه.

 #توجّهت أطالبك بى، فوجدتك # اقشعريت حين قرأتها……هل حتي لو لم تكن وجهتي له؟؟

د. يحيى:

هى له رضيتِ أم لم ترضى

الفرق هو الوعى بذلك وتحمل مسئوليته.

أ. هالة فتحى

ليس بكثر هم بالله العارفين

قلة  من هم في الكون بمؤمنين

دين اله يسر شاق علي الضالين

ليت نوح معنا وابراهيم فيروا تغزل الصالحين

في الحب الالهي في جوف ليل ساكن امين

تناجيه فيجيب مع شجر ونجم ساجدين

مع يوم صومٍ تزكي به نفس الامين

او اعتمار وطلب علم يرقي بالعابدين

نتقرب اليه ذراعا فما للتقصير تذرعا

ودنا منا باعا فنأينا عما نهانا

اين منه فنرفض للرحمن إتباعا

ليت رؤي الحبيب تحقق إجتماعا

بأحباء الله في ملأ لا يريبنا

نروي ۥسقي غدير طول انتظارنا

د. يحيى:

لا مانع

أهلا هالة.

أ. ياسمين عبد اللطيف

انا بحترم حضرتك وبحبك اوي يااحلي اب في الدنيا

د. يحيى:

والله سبحانه يحبنا معا، نجتمع عليه، ونفترق عليه

الحمد لله.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (74)

  الإدراك (35)

 “العين الداخلية” (6)

و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات” (5)

 Information Processing

د. مروان الجندى

هل يمكن أن نستغل حرص المريض على أن يكمل كما لاح فى حالة رشاد حتى ولو كان لهدف آخر غير العلاج وقلب هذا لمصلحته العلاجية؟

د. يحيى:

طبعا يمكن ونصف، المهم مصلحة المريض.

أ. عمر صديق

استاذى العزيز، قبل حوالى اسبوع او اكثر سجلت لنفسى اللعبة التى اقترحتها وهذه اول مرة اسجلها فكنت سابقاً لا العبها بجدية او لا يصلنى الكثير منها ولكن لا ادرى هذه المرة كانت مختلفة، لقد سجلتها مع نفسى متخيلاً اشخاصا، وهم ما عدا حضرتك من افراد عائلتي.

سأذكر التكملة فقط ما عدا الاولى.

  • يا عمر، انا خايف اقول كلام من غير كلام لحسن ما فهموش
  • ….. لحسن ما تفهمنيش
  • ….. )توقفت قليلاً) لحسن لا يخرج مثل ما اريده
  • ….. لحسن لا يفهمنى احد
  •  …..  لحسن لا اعرف كيف اعبر
  • ….. لحسن تكون العواقب غير مرضية
  • ….. لحسن ما اعرف ارجعه
  • ….. لحسن يكون فيه تجاوز
  • ….. ليس فيه فائدة
  • ….. لحسن لااستطيع ان اعبر

ملاحظة: على الرغم انى شعرت فى البداية ان التكملة غير مختلفة خصوصاً عندما تكون مقاربة للمعنى، شعرت بأختلاف المعنى بمناداتى للشخص نفسه، بمعنى انه كلما كان الشخص اقرب الى نفسى وجدتنى مرتاح أكثر فى التعبير.

ملاحظة مهمة: استاذى العزيز اعلم انك مشغول جداً خصوصاً عندما قرأت بريد هذا الاسبوع، فأرجوك ان كانت تعليقاتى طويلة او خارجة عن الموضوع، سأكون متفهماً جداً انى اشرت الى بالتوقف. جزاك الله خيراً.

د. يحيى:

أولاً: شكرا يا عمر فأنت – مع قلة قليلة كما تلاحظ- الذى بقيت مثابرا من أصدقاء الموقع على الحوار والمحاولة فكيف أنشغل عنك .

ثانياً: شكرا لأنك الوحيد حتى الآن الذى شاركت فى اللعبة علما بأننى فى بداية عرض مثل هذه الألعاب فى الموقع كانت تأتينى عشرات المشاركات شديدة الثراء والإثراء.

ثالثاً: لقد أكملتُ استعمال هذه اللعبة (أول أمس/الأربعاء) مع بقية أفراد نفس المجموعة الذين كانوا قد تغيبوا الأسبوع الماضى وقبل الماضى وحصلت من مجموع الثلاث جلسات خلال أسبوعين على مادة شديدة الثراء، أغرتنى بأن أستفيد منها فى موضوع الإدراك، لكننى رعبت أن أقطع حالة “رشاد” وقد لا أعود إليه، فأجلت عرض النتائج التى تكاد تمثل لى منهجا متكاملا، بحثا علميا حقيقيا .

سوف أنشر هذه النتائج مع نتائج لعبة “يا خبر دانا لما ما بافهمشى يمكن……”  فى ملف “الإدراك”.

شكرا يا عمر مرة أخرى

وفى انتظارك دائما.

****

القسم الثانى: مشاركة فى حوارات الشبكة العربية للعلوم النفسية (شعن)

أواصل حوارى مع الزملاء (شعن) بدءا بصاحب الفضل الجليل، والحس الجميل: الشاعر المبدع أ.د.صادق السامرائى

……

توقفت الأسبوع الماضى فى الرد على صديقنا المبدع أ.د.صادق السامرائى قبيل كتابة شعره الجميل بشكل عمودى مباشر، علما بأنى تلقيت رسالته كلها شعرا، وقلت إن الشعر لا ينقد إلا شعرا، وقلت تقريبا الأتى:

“…. فى النصف الثانى من تعليقك الذى سأرد عليه الأسبوع القادم، وصلنى شعرك النثرى شعرا صريحا واضحا جميلا، ثم القصيدة العمودية الرصينة، وبما أن الشعر يأتى على مزاجه وبما أننى توقفت عن كتابة الشعر من زمن ليس قصيرا فكان علىّ أن ألزم حدودى وأنا أنقد (أو أرد على) شعرك الجميل شعرا، فخطر ببالى أن أبحث فى أوراقى القديمة لعلى أجد ما يعيننى، وفعلاً وجدت ما يستحق، ليكون ردى على ما تبقى من تعليقك أغلبه شعرا، فنثبت أيضا بذلك أن الرد قد يسبق المبادأة، ولم لا؟

وإذا به يفاجئنى اليوم (الأربعاء) بباقى قصيدته العمودية الرصينة، وأيضا بانطباعات اكلينيكية شديدة الأهمية بالنسبة لشغلى الشاغل فى موضوع “الفصام” (المزعوم) بعنوان: “الشيزوفرينيا” وفلسفة المجهول”.

احترت والله العظيم يا صادق للأسباب التالية :

أولاً: قد يحتاج الرد على إبداعك وتدفقك عشرات الصفحات مع إحالة بروابط إلى مئات الصفحات فى الموقع على الأقل.

ثانياً: سوف أضرب لخمة فى التفضيل: بأى مداخلاتك أبدأ، وما الذى يلى ذلك.. الخ.

ثالثا: دفعنى كرم تدفقك أن أؤجل الرد أو التعقيب على بقية الزملاء مع أنى كنت حريصا جدا على إبداء رأيى فى ثلاثة مواضيع أثاروها بطرق مختلفة ومن زوايا متنوعة، مواضيع لها أولوية خاصة فى مرحلتى الحالية: الأول: الفصام د. صادق  وآخرون، والثانى: الحرف (الشكل المنهج) بدءً بالابن د. الوزانى، والثالث: الفطرة (الطبيعة البشرية)….الخ.

مرة أخرى عذرا وعذرا وعذرا.

وبعد

مرة أخرى أسجل قائمة الانتظار (انتظارى أنا حتى أكمل واجبى) التى سبق نشرها ثم إضافة أغلب ما وصلنى لاحقا، دون وعد هذه المرة بالرد، لكننى آمل بشدة أن أكون عند حسن ظن ربى بى.

أولاً: عناوين ما سبق نشره:

د. إدريس الوزانى: رسالتان فى تأملات في فرضيات د. يحيى الرخاوي “الحرف والمعنـى”، “قضية الموت والحياة”،” مع الفروض الرخاوية العقل والروح”، “العلاج النفسى وخطورة المنطلق”

د.صادق السامرائى : “الاقتراب النفسى الثانى، (بقية) نظرة فى الطغيان”/ “ومضات معرفية”/ “الاختصاص والهوية”/ “ومضات فكرية”، “قراءة نفسية فى ملحمة الأمل المصرية”

د مرسلينا شعبان: “حول فكرة العلم على إيجاد نظرية نفسية عربية”/ “الإرهاب النفسى  ما بين طرفى الصراع”،

د سداد جواد التميمى: معاملات بشرية قصة رجل وحصان

د. إبراهيم رجب: تطبيق منهجية التأصيل الإسلامى فى: دراسة قضية “الطبيعة البشرية”

 د قاسم العوادى: علاقة الدين بالطب النفسى

د. قاسم حسين صالح : الشيزوفرينيا… مرض وراثى ام منغصات حضارة

د. مها يونس : إلا الفصام

د. حمدى فؤاد مصيلحى، د. شعبان أ.محمد بشر: تعقيبات على مقال الشيزوفرينيا .. مرض وراثى أم منغصات حضارة

****

ثانياً: ما وصل مؤخراً (هذا الأسبوع)

د. صـادق السامرائي: الشيزوفرينيا” وفلسفة المجهول

أ. يوسف مسلم: نحو تأسيس “الدليل العربي للممارسة العملية التطبيقية في العلوم النفسية

د. سـداد جواد التميمي: صحة نفسية بين التعلق و التعقل

د. مرسلينا شعبان حسن: عقد لقاءات علمية حيّة تتقاطع فيها الخبرات العلاجية

بروفسور خالد الفخرانى: إسمحوا لي ابداء الرأي في ” شبكة العلوم النفسية العربية”

أ. السيـد فهمـي : دعم المنتدى باللقاء الحقيقي مع صفوة الفكر

أ.د. نميـر الدملوجـى: أقترح تأسيس “منتـدى الشبكة”…الخ.

****

والآن إلى إكمال الرد على رسالة د. صادق السامرائى التى نشرنا بعضه الأسبوع الماضى، بالمنهج الذى ذكرناه فى المقدمة “شعر على شعر”.

د. صادق السامرائى

الصداقة

ما نسميه صداقة فى عرفهم سذاجة

            فالمصلحة دستور السلوك

                     وعقيدة الحوار

                               والغاب هو القانون الأصدق

………..

د. يحيى الرخاوى :

…….

…….

واستيقظ‏ ‏فىّ ‏ابن‏ ‏العم‏ ‏النمر

ولبست‏ ‏عيون‏ ‏الثعلب‏ ‏

ونمتْ‏ ‏فى ‏جلدى ‏بعض‏ ‏خلايا‏ ‏بصريةْ،‏ ‏

مثل‏ ‏الحرباء‏ ‏أو‏ ‏الحيّة‏،

وبدأت‏ ‏أعامل‏ ‏عالمَكم‏ ‏

بالوحش‏ ‏الكامن‏ ‏فى ‏نفسى

أرسلت‏ ‏زوائد‏ ‏شعرية‏ ‏

مثل‏ ‏الصرصور‏ ‏أو‏ ‏الخنفس‏

أتحسس‏ ‏ملمس‏ ‏سادتنا

ووجدت‏ ‏سطوحكمو‏ ‏لزجة‏ ..‏

تلتصق‏ ‏بمن‏ ‏يدنو‏ ‏منها

أو‏ ‏ملساء

تنزلق‏ ‏عليها‏ ‏الأشياء‏ ‏

أو‏ ‏يعلوها‏ ‏الشوك‏. ‏

(1974)

…….

…….

‏ ‏قد‏ ‏أنجح‏ ‏أن‏ ‏أبقى،  ‏

أن‏ ‏يدفع‏ ‏قلبى ‏الدم، ‏

أن‏ ‏تطحن‏ ‏أمعائى ‏ما‏ ‏يلقى ‏فيها، ‏

أو‏ ‏يقذف‏ ‏جسدى ‏اللذة، ‏

لكن‏ ‏أن‏ ‏أحيا‏ ‏إنسانا؟‏ ‏

هذا‏ ‏شئ ‏آخر، ‏

لا‏ ‏يصنعه‏ ‏العدوان‏ ‏أو‏ ‏القسوة، ‏

لا‏ ‏يصنعه‏ ‏الهرب‏ ‏أو‏ ‏اللذة‏

لكن‏ ‏يبنيه‏ ‏الحب‏ .. ‏النبض‏ .. ‏الرؤية، ‏

الألم‏ .. ‏الفعل‏ ‏اليقظة، ‏

الناس‏ ‘‏الحلوة‏’ ‏

من‏ ‏لى ‏بالحب‏ ‏؟؟‏ ‏

أين‏ ‏الناس؟؟

(1974)

****

د. صادق السامرائى

اللغة

علامتنا المميزة الفارقة

وهويتنا وجوهر وجودنا

ووعاء مسيرتنا الساطعة

            ولكى ننطفىء

                   صادر لغتنا

اللغة عروبة وحضارة وإسلام وفرقان

وآلة إنسان

ولهذا فهى الهدف المطلوب

وربما سيلبسونها صفة تحلل وأدها

وسجنها فى غياهب النسيان!؟

د. يحيى الرخاوى :

إفتح‏ْْ ‏عينَكْ‏ْْ ‏

أقدِمْ‏ ‏تكسبْ

الحظ‏ٌٌ ‏اليوم‏ ‏لأولاد‏ ‏الأفعى ‏

من‏ ‏وُجِدوا‏ ‏من‏ ‏لدغةِ‏ ‏عقربْ‏

إحذ رْ‏ ‏تترك‏ ‏طبخةَ ‏أمسٍ ‏مكشوفهْ

اللُّعبة‏ ‏أن‏ ‏تخُفِىَ ‏سرَّك‏ ‏

تَقلب‏ ‏وجه‏ ‏ثلاثَةِ‏ ‏أوراق

تُلقِى ‏حبات‏ ‏العَرَقِ ‏اللزجة‏ ‏

عُملةَ ‏نَقدٍ‏ ‏صَدئَهْ‏ – ‏

فوق‏ ‏الولد‏ ‏المخفى ‏وجهه

تقلبْ‏ . . . . .‏تخسر‏ْْ ‏

أين‏ ‏البنت‏ ‏القلب‏ ‏؟

تمسك‏ ‏يدها‏ ‏وسْط‏ ‏الحانه‏ :‏

هل‏ ‏مِن‏ ‏شار‏  ‏؟‏ ‏

هل‏ ‏مِنْ‏  ‏غاو ٍ‏ ‏؟‏

……..

……..

السوق‏ ‏انفضَّت‏ ‏

والآنية‏ ‏المقلوبه‏ ‏مازالت‏ ‏تخُفى ‏فى ‏رحِم‏ ‏الغيب

أرقام‏‏ ‏القـَهْرِ‏ ‏العـُهْرْ‏ ‏

إفتح‏ ‏عينك‏ ‏أقدم‏ ‏تكسب‏ ‏

إسحب‏ ‏جِّرب‏ْْ

. . .

صورتُك‏ ‏على ‏ظهر‏ ‏الورقة ،

تتوارى ‏.

(3)

يا‏ ‏تجار‏ ‏الكلمات‏ ‏الخاويةِ‏ ‏المهجورهْ ‏

أفيون‏  ‏السعد‏ ‏دعاره‏ ‏

المخدع‏ ‏أرجوحه‏ ‏

دارت‏ . . .‏ دارت‏ . . . ‏دوّاره‏ ‏

فتدحرجت‏ ‏الكرةُ‏ ‏الأثقلُ‏ ‏فى ‏غير‏ ‏الخانَه

(1980)

****

د. صادق السامرائى

التمثيل

أن تجيد مهارات الأخذ

وخداع العطاء

فقد أخذوا وأخذوا

وما وضعنا على موائدنا إلا السراب

فكيف خدعونا بالعطاء

وقد أخذوا منا كل شىء

د. يحيى الرخاوى :

يا‏ ‏تجار‏ ‏السعد‏

(‏القول‏ ‏الضدِّ‏ ‏

بحلول‏ ‏الغد‏،‏

الوعْد‏ ‏الوغد‏ ‏

. . ونزول‏ ‏العد‏) ‏

سلعتكم‏ ‏فسدتْ‏ ‏

والعنق‏ ‏المقطوعةُ‏ ‏مُدّت‏ْ ‏

طأطأت‏ ‏الرأس‏ًُ ‏استخذاءً‏ ‏

غمزت‏ ‏عينٌ‏ ‏يسرى ‏قبل‏ ‏طلوع‏ ‏الروح‏ ‏

وتُصرُّون‏ّ ‏بأنَّ‏ ‏سعادة‏ – ‏غير‏ ‏طلوع‏ ‏الروح‏ – ‏قريبة؟!

يا‏ ‏أسرع‏ ‏من‏ ‏هرب‏ ‏بسرداب‏ ‏الكلمهْ‏ ‏

يا‏ ‏أجبن‏ ‏من‏ ‏أعطى ‏الجوعان‏ ‏اللقمهْ‏ ‏

مسمومهْ، ‏مسمومهْ، ‏مسمومه‏ْْ ‏

بعتم‏ ‏للأطفال‏ ‏العزَّل‏  وهم‏ ‏الحرِّية‏  ‏

وهمو‏ ‏سمك‏ٌٌ ‏قد‏ ‏ترك‏ ‏الماءَ‏ ‏بحسن‏ ‏النية‏ ‏

وتقلَّب‏ ‏فوق‏ ‏الرمل‏ ‏الساخن

فاحت‏ ‏رائحة‏ ‏شواء‏ ‏

عبثت‏ ‏إصبعُ‏ ‏زان‏ِ  ‏فى ‏أوتار‏ ‏العانهْ‏ ‏

وانغمس‏ ‏السيف‏ُُ ‏الخشبى ‏المشهر‏ ‏داخل‏ ‏غمد‏ ‏                                         الظـُّلمة‏ 

فانطلقت‏ ‏حشرجة‏ ‏الأغنية‏ ‏الثكلى: ‏

ليس‏ ‏بجوف‏ ‏الناس‏ ‏عصاره‏ ‏

أغلقت‏ ‏الخماّرة …”

(1981)

****

د. صادق السامرائى

التفاوض

كلمة خرافية تمكنت من وعى الأمة

فكيف لمن لا يملك مصيره أن يتفاوض

وكيف لأمة بلا شعب أن تفاوض أمة بشعب؟

            الأمة وضِعت فى زنزانة أفراد

            يستعينون بالآخرين على الشعب

            فما معنى التفاوض فى صندوق غياب؟!

د. يحيى الرخاوى :

(تحديث أرجوزة: عن المفاوضات وخطة الطريق)

……..

(من المقدمة النثرية:)

…. الجميع ، فى النهاية، مثل الجميع، يدورون فى حلقة مفرغة،  وهم يتصورون أنهم يسعون جاهدين لتحقيق اللاشىء.  تحذر الأرجوزة فى نهايتها أن يكون حراس الأرض (الوطن) هم عجزة، يدعى كل منهم ما لا يستطيع:

نبدأ بكلمات نص الأرجوزة القديمة: التى تسخر من الذى “يعد بما لا يستطيع أو يملك” لمن “لا يستحق”.

كانْ فيهْ تلاتـَـهْ حِـبْـشْ

واقفين على تــلّ لِــبْشْ

اتْـنِينْ عُمْـى، وِوَاحِدْ ما بـيْشُوفشْ

 

إللي ما بيشٌوفشِ لَــقَى تلاتهْ فضّــةْ(1)

اتنــين ما سحـِيــنْ، وِوَاحِدْ ما بِيْروحشْ

 

إللى ما بِيْروحشْ اشتروا بيه تلاتْ قراريط،

اتنين باروا، وِوَاحِدْ ما طلعشْ

 

إللى ماطلعش وقّـفوا عليه أربعْ حـُـرّاس

أطرشْ، وأعمى، ومكسَّح، وعِـريان.

الأطرش قال: “حسّ خيلٍ دبَى”

الأعمى قال: “بايِنّـهُـم سبعة ثمانية”

المكسح قال: ياللا بْنَا نجرى

العريان قال: وكل إللى تجيبوه هاتوه فى حجرى

 

ثم أكملتُ نهج الأرجوزة القديمة عن المفاوضات الجارية وخطة الطريق.

كان فيه ثلاثةْ هِـبْل، ماشيين عالْحبْل

اتنين خابُوا، وِوَاحِدْ مانفعشْ.

 

إللى مانفعش رزع تلات خُطَبْ

اتنين زعيق، وواحدة ما تقالتشى.

 

إللى ما ما اتقالتشى سجّلوها على تلات شرايط:

اتنين اتمسحوا وواحد ما دارْشْ.

 

اللى ما دارشى أعلـن تلات قرارات :

اتنين اتأجّلوا، وِوَاحِدْ ما اتنفذشْ.

ثم إنى رحت أحدثها من جديد – بعد سنوات- وأنا أتابع ألاعيب مندوبى الولايات المتحدة، وممثلى الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربى فى نفس الشأن “خطة الطريق” وما شابهها كالتالى:

كان فيه تلاته لـَبَـطْ، سايقين الـعـبـَطْ.

اتنين قتّالين قٌـتَـلَة، وواحد ما تابشْ

 

اللى ما تابش قدِّم تلاتْ اقتراحات :

اتنين باظوا، وواحد ما نـْفِعـْشْ

 

إللى ما نفعشِى شكِّلْ  تلات لجان :

اتنين اتلـغُـوا، وواحدةْ ما اجتَـمَعِـتشْ.

 

إللى ما اجتمعتش وافقت على تحرير تلات مناطقْ:

اتنين زى ما همّه، وواحدة ما اتحررتشْ.

 

إللى ما اتحررتشِ قرروا إن قدامها تلات مراحلْ:

اتنين مالهومشى آخرْ، وواحدة ما بدأتشْ.

…..الخ  

****

د. صادق السامرائى

التحذير

الأمة لا ينفعها التحذير

لأنها لا تقرأ

ولا تسمع إلا ما تفهمه

وما تفهمه هو ثقافة الآخر

وبهذا فأنها تسمعه وتطرب له

وتنبذ إبنها الذى يصرخ فيها ويناديها

فكيف تحذر إنسانا منوما

فى صالة عمليات الإفتراس الحضارى المريح

والممتع حتى الإدمان ؟

 

د. يحيى الرخاوى:

قلت منذ حوالى ستين عاما أخاطب ناسنا وأنا بعد فى العشرين

……..

أراهم يحاكون وهما ونقصا

وناساً مسوخاً خَبِيِثِى الأثرْ

 فحتى المحاكاة لا يتقنوها

مسوخ قرود …، بقايا بَشَر

1954 (لا يوجد خطأ فى التاريخ)

****

د. صادق السامرائى

التعصب

هل تعصبّنا لعروبتنا وديننا وأمتنا

ومصالحنا الوطنية والإنسانية

هل تعصبّنا لوجودنا وحقوقنا وكرامتنا

هل تعصبّنا للتكامفل والتراحم والتفاعل

والألفة والأخوة والمعروف

            هل تعصبّنا للزراعة والصناعة والبناء؟

                     هل تعاصبنا وما تعصبّنا أبدا

                      وتغاضبنا وما غضبنا يوما

                               فأين الضمير الحى الرهيف؟

                                        التعصب سلوك إيجابى بقائى

                                        عندما نعى منافعه ونتوقى من أضراره!

د. يحيى الرخاوى: (أرجوزة قبل الشعر)

[‏بالقهر‏ ‏حجزنا‏ ‏مقعدنا

بدليل‏ ‏شهادة‏ ‏مولدنا

فالدين‏ ‏الأوحد‏ ‏مذهبنا

و”الأخَرُ”‏ ‏وهمٌ‏ ‏وغباء

***

الثُّلةُ‏ ‏قالت‏ ‏ما‏ ‏قلنا

فتردد‏ ‏فى ‏الصحن‏ ‏المغنى

وتمايلنا‏ ‏وتوجهنا‏:‏

للجنَّةِ‏ ‏دون‏ ‏الأعداء

***

جاء‏ ‏التنزيل‏ ‏وقال‏ ‏اتبع

فتبعت‏ ‏اللفظ‏َّّ ‏وما‏ ‏أسمعْ

وتأرجح‏ ‏فى ‏العقل‏ ‏المضجع

ونهيت‏ ‏الناس‏ ‏عن‏ ‏المنكر

***

والمنكر‏ ‏يسرى ‏يتسحب

أستغفر‏ ‏أسهو‏ ‏أستعذبْ

والغير‏ ‏جهنَّم‏ ‏فتحسَّب

لعذاب‏ ‏القبر‏ ‏ونار‏ ‏سقَر‏ْْ]‏

****

د. صادق السامرائى

شعارات

لا توجد أمة رفعت شعارات أكثر منا

أعظم إنجازاتنا شعاراتنا

وما حققنا إلا ما يناقضها تماما

فاسأل الوحدة والحرية

إذا كنت فى شك وظن

 

د.يحيى الرخاوى: (انظر بقية القصيدة “فرسان العصر”   إن شئت)

(‏ترتفع‏ ‏ستارة‏ ‏خوف‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏الشمس‏ ‏الوجلة‏)‏

المنظر‏:‏

‏[‏وقف‏ ‏الجيشان‏ ‏قبالة‏ ‏بعضهماالبعض

قد‏ ‏أعطى ‏كل‏ ‏فريق‏ ‏للآخر‏ ‏ظهره‏.‏

وانشغل‏ ‏الفارس‏ ‏فى ‏أحد‏ ‏الجنبين‏ ‏بملء‏ ‏الزمبرك‏ ‏اللامع‏.‏

وانهمك‏ ‏الأخر‏ ‏فى ‏وضع‏ ‏حجارة‏ ‏بطارية

تُملأ‏ ‏تلقائيا‏]‏

‏(‏ينفخ‏ ‏فى ‏الصور‏)‏

‏[‏يتقدم‏ ‏أحد‏ ‏الفرسان‏ ‏من‏ ‏الجيش‏ ‏الأول‏ ‏للخلف

يمسك‏ ‏بشماله

مقود‏ ‏فرس‏ ‏لعبه

ويلوِّحُ‏ ‏بيمينه

بذراع‏ ‏الزمبرك‏ ‏المخلوع‏:]‏

أنا‏ ‏فارس‏ ‏عصر‏ ‏الأزرارْ

الأقنعة‏ ‏الأسرار

قمرى ‏أخدود‏ ‏ظلام‏ من ‏صلب‏ ‏منصهر‏ ‏باردْ

ليلاىَ ‏من‏ ‏الألياف‏ ‏الممطوطه

والزرع‏ ‏قمامه

حوتى ‏يفتح‏ ‏فاه

ألقمه‏ ‏البشر، ‏بقايا‏ ‏القمح، ‏الكلمات

أنا‏ ‏فارس‏ ‏كل‏ ‏الأزمات  

(سنة 1980)

****

د. صادق السامرائى

الآن .. الآن

الآن عدونا

فالماضى هو رفيقنا

وما أثقله

وما أقساه

لأننا أمعنا فى جهله

وأصبحنا غرباء عنه

لكننا ندعيه

وما حقننا إلا ما يعاديه

د. يحيى الرخاوى:

وبلادٌ‏ ‏تركَبُهَا‏ ‏الفيله

والناس‏ ‏تساق

أقطار‏ ‏الواق‏ ‏الواق

الخائفة‏ ‏النائمة‏ ‏الدَّبِقَهْ

النقش‏ ‏الوهم‏ ‏على ‏الأوراق

المنزول‏ ‏الترياق

أبشرْ‏ ‏بالخير

أبشر‏ ‏بالشر

لا‏ ‏فرق‏ ‏اليوم‏ ‏الأحد‏ ‏السبت‏ ‏الجمعه

والناس‏ ‏سواسية‏ ‏والرجل‏ ‏السمعه

‏والقرش‏ ‏السيد‏ ‏والفتوىْ

والدين‏ ‏الصفوه

والثورة‏ ‏سابقة‏ ‏التجهيزْ

‏[‏تُستورد‏ ‏مشروطهْ‏]‏

تشفى ‏كل‏ ‏الأوجاع

آلام‏ ‏الرؤية‏ ‏ولزوجة‏ ‏الاستمتاع

والنظم‏ ‏يعتّم‏ ‏بهْر‏ ‏الرؤيه

فى ‏عصر‏ ‏التكفير‏ ‏عن‏ ‏التفكير‏ ‏بدس‏ ‏بقايا‏ ‏المعنى ‏فى ‏أى ‏كلام‏

(البيت الزجاجى سنة 1981)

****

د. صادق السامرائى

الحوار معهم

مغامرة خطيرة يربحونها دوما

فما يعرفونه يفوق ما نعرفه

فالمعرفة سلاح أمضى من أى سلاح

وأسس وآليات الحوار التى يدركونها

لازالت فى رفوف ما لا نعلم ولا ندرى

د. يحيى الرخاوى:

من‏ ‏هناك‏: ‏

رفع‏ ‏الإنسان‏ ‏المقطوع‏ ‏الجذر‏ ‏مظلة‏ ‏كِبْرِه‏ ‏

والساق‏ ‏المعقودة‏ ‏فوق‏ ‏الساق‏ ‏امتدت‏ ‏

قتلوا‏ ‏الرحمن‏ ‏فنضبت‏ ‏آبار‏ ‏الرحمه‏ ‏

وتجمد‏ ‏وجه‏ ‏البسمه‏ ‏

خافوا‏ ‏ ‏الفطره‏ْْ ‏

وعلت‏ ‏أصوات‏ ‏المعمعة‏ ‏بلهب‏ ‏محترق‏ ‏

من‏ ‏هنا‏: ‏

سلم‏ ‏مفتاح‏ ‏الوعى ‏ونور‏ ‏الفكره‏ ‏

شدَّ‏ ‏الأنفاس‏ََ ‏من‏ ‏النرجيلة‏ ‏دون‏ ‏طباق‏ ‏

فتناثرت‏ ‏النغمه ‏

كومة‏ ‏أشلاء‏ ‏

أسنان‏ ‏الذئب‏ ‏وريش‏ ‏نعام‏ٍٍ ‏ومخاصى ‏العوره‏ ‏

زرعٌ ‏جفَّ‏ ‏المطر‏ ‏بجوفه‏ ‏

ودماء‏ ‏رجراجة‏ ‏

تتخثَّر‏.

****

د. صادق السامرائى

الحوار معهم

وما علينا إلا أن نبتكر أدواتنا

وآلاتنا الحوارية التى تحقق مصالحنا

فالعقل العربى غير العقل الغربى

وما نراه لا يمكنهم رؤيته

وما يرونه يصعب علينا استجلاءه

يحاوروننا بترسانة عقول نابهة جامعة

ونحاورهم بعقل فريد

يحمل شارة الأمية وسيف أدرى !

د. يحيى الرخاوى: (انظر بقية القصيدة  إن شئت)

……….

يا‏ ‏جنّة‏ ‏خلدى ‏المخدوره

رائحة‏ ‏ظلام‏-‏

فاحت‏ ‏فتكاثر‏ ‏دود‏ ‏الرعب‏ ‏الأسود‏ ‏فى ‏عفنَ‏ ‏الوحدهْ

(4)

النجده‏ ‏

يا‏ ‏ناس‏ ‏النجده

يا ربى النجدة

يمتد‏ ‏اللولب

يتلألأ‏ ‏مطر‏ ‏الرحمه

تتفتح‏ ‏

للسمر‏ ‏الصفر‏ ‏البيض‏ ‏السود‏ ‏لكل‏ ‏الألوان

للفيل‏ ‏الأبيض‏ ‏والسنجاب‏ ‏الأزرق‏ ‏والإنسان

****

د. صادق السامرائى (من القصيدة العمودية التى قد أعود إليها)

أتشكونى

فتقديرى وإعجابى وحبّى

                     وإن سكنت فقد هتفت بقلبى

وشكرا حينما عتبٌ أتانى

                     أتيتك واعدا وبها ألبّى

سأبقى فى حوارات تنامت

                     بأفكار جلتْ نظر المربى

جمال التركِ تشكونى إليهِ

                     سأشكو منك إنْ فَترتْ وربّى!

د. يحيى الرخاوى: (2012

فأسعد بالخلاف ونبضُ خِلٍّ

وأفرح باللقاء بغير دربى

بسوق عكاظِ عصرىٍّ تنامى

بفضل “جمالٍ” ذى النبل المحبّ

[1] – نصف قرش (عملة قديمة) أواخر الثمانينات أوائل التسعينات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *