نشرة “الإنسان والتطور”
2012-4-28
السنة الخامسة
العدد: 1702
حوار مع الله (60)
من موقف “العظمة” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى العظمة وقال لى لا يستحق أن يغضب غيرى
فلا تغضب أنت فإنك إن تغضب وأنا لا أغضب
فإن غضبت أذللتك لأن العزة لى وحدى.
فقلت له:
بل أغضب إليك، وأغضب لك، وأغضب وأنا استلهم غضبك
بغضبى هذا أختبر حقى فى عصيان ما وصلنى لأول وهلة وهو أنك تحرمنى من حق الغضب مع أنك خلقتنى به
أغضب وأنا ألتمس غفرانك بغضبى،
ربما لا تريدنى أن أغضب غضبى أنا، وألا أغضب نيابة عنك.
ومن أنا حتى أغضب إلا بك ومن خلالك؟!
حين استلهم غضبى من غضبك أشعر أننى أغضب لك ولى
إن غضبت لنفسى دونهم ودونك فأنا أستحق أن تذلنى
العزة لك وحدك، وهى لى من خلال توحيدك
أختلف فى محاولة أن أكون أقرب إلى “ربى كما خلقتنى”
أنت لا تذلنى لأكون ذليلا ولكن لأرفض أن أُذَلّ لغيرك،
ثم إنى أطلب العزة بك، ومنك
****
من موقف “العظمة” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى الرحمانية فقال لا يستحّق الرضا غيرى فلا ترض أنت، فإنك إن رضيت محقتك، فرأيت كل شئ ينبت ويطول كما ينبت الزرع ويشرب الماء كما يشربه وطال حتى جاوز العرش
فقلت له:
ربما تنهانى عن رضا الاستسلام،
لكن رضاى عنك أمر آخر.
أنت سمحت لى أن أرضى عنك إذ ترضى عنى
وأن ترضى عنى فأرضى عنك.
أنا لا أطمئن إلى أنك راض عنى إلا حين أرضى عنك.
الرضا الذى أخشاه حتى الرفض، هو الرضا الذى يعرض علىّ السكون التوقف،
ولو لبس قناعا يشبه النفس المطمئنة
أنا إن سكنت انمحقت
تمحقنى لأبدأ من جديد مخترقا السكون إليك، هذا فضل منك
تنقذنى من رضا خامد
أتخلّق زرعا يطول وهو يشرب ماء عذبا.
أنا على يقين أنك لن تمحق منى إلا ما هو ليس أنت،
الذى يتصور أنه قادر أن يطول حتى يتجاوز العرش يستحق أن تمحقه دون بدء جديد
أشرب من رضاك ماء الحياة، فلا أرضى إلا وأنا فى ظل عرشك
لا أتجاوزه لأننى حريص على جذورى فى الطين تستظل بظلك لا تبلغ عرشك أصلا، فكيف تتجاوزه!!؟
****