نشرة “الإنسان والتطور”
31-3-2012
السنة الخامسة
العدد: 1674
حوار مع الله (56)
من موقف “أدب الأولياء”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
مقام الولى بينى وبين كل شئ، فليس بينى وبينه حجاب.
وقال لى:
سمّيت وليى وليى لأن قلبه يلينى دون كل شئ
فهو بيتى الذى فيه أتكلّم.
فقلت له:
لا أطمع فى مقام بينك وبين كل شيء،
ولا أنا أثق فى ولىّ يقف بينى وبينك،
قلبى بيتك دون ولاية
لا أحمل أن تتكلم فيه كما كلّمت مولاىَ هنا هكذا،
هذا كرم منك فوق طاقتى
رضيت أنا بأن أكلمك وأنت فى كلّى، وليس فقط فى قلبى
هو أصغر من أن تلقى فيه ما لا قدرة له عليه
إلا أن ترضى عنى فأرضى عنك
أذوب فى نورك، ولا أنطق بكلماتك.
ما دمتَ قد قلت له، فهو ما قلت له.
ماذا أملك إزاء عجزى إلا أن أستغفرك وأستلهم عفوك، وأنا أحذر أولياءك
أحذرهم، لا أنكرهم، ولا أتبعهم
أخاف أن يكونوا ساترا بينى وبينك
أنا لا يلزمنى وليا إليك،
ولا أن أكون وليا لك إليهم،
إلا أن أكون مشكاة يتجمع فيها نورك ليضىء قلبى فقلوبهم.
وقال لى فى نفس الموقف (أدب الأولياء) :
إما أن تدعونى فآتيك وإما أن أدعوك فتأتيني
“أدعوك فتأتنيى” هذا ما وعدتَ به عبادك أنك قريب تجيب دعوة الداعى
أمّا أن تدعونى فآتيك فهذا فضل أكبر مما أستحق
ما دمتَ تفضلت به علىّ، فأنا أستحقه: علىّ أن أعمل حتى أستحقه
أنفض شركى الخفى طبقة وراء طبقة، آتيك، أكدح كدحا إليك،
تغمرنى حرية لا يعرفونها
أبحث لها عن اسم آخر فلا أجد إلا نورك وامتدادك
وسع كرسيك السماوات والأرض
هكذا آتيك ، فادعنى كثيرا ، أدعوك أكثر