نشرة “الإنسان والتطور”
17-3-2012
السنة الخامسة
العدد: 1660
حوار مع الله (54)
من موقف “قلوب العارفين” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى قلوب العارفين وقال لى: قل للعارفين
إن رجعتم تسألونى عن معرفتى فما عرفتموني،
وإن رضيتم القرار على ما عرفتم فما أنتم مني
فقلت له:
كل خافية بادية، وكل بادية جارية، وكل جارية آتية،
الخافية البادية الجارية الآتية لا تسمح بالشك فيما عرفت،إلا لتستزيد
تدفع للمزيد لأعرف أن ما عرفت هو كاف لأن أواصل، لا لأن أعرف
لا أسأل عن معرفتك بل أتقدم إليها أكثر فأكثر
لا أكتفى، فتحيط أنت بى رحمة ورضى، فلا أرضى القرار، وأواصل.
لو أرضى القرار على ما عرفت، فلا أنا عرفت، ولا أنا رضيت
طريقى بلا رجوع، فهو يختفى ورائى أولا بأول، فلا أمل إلا أن أواصل
تتنامى معالم معرفتك من خلال السعى إلى معرفتك بالسعى إلى معرفتك
إن رضيت القرار انتهت حركة الكدح،
فهو التوقف فى دوامة العدم
العارف ليس عارفا إلا بحضورك فى قلبه ليعرف، فيعرف، فيعرف….
حين تقف فى قلبى يتواصل الإيقاع لأكون بك نحوك،
حين أتوقف عند وهـْم معرفتك،
حين أرضى القرار على ما عرفت،
لا أعود منك، ولا إليك
استمرار السعى هو غاية كل غاية.
*****
من موقف “قلوب العارفين” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
قل لقلوب العارفين
من أكل فى المعرفة ونام فى المعرفة ثبت فيما عرف
فقلت له:
لا يثبت فى المعارف إلا من نام فيها وأكل فيها (لا أكل منها)
عيون قلوب العارفين هى عيون العارفين القادرة على الرؤية أمام/خلف
المعرفة يقظة متجددة، والنوم فيها غفلة مظلمة.
قلب العارف لا يكف عن الحركة للمعرفة فكيف يثبت فى أية معرفة؟
وهل يحتاج العارف أن أقول له ما تقوله لى؟
رحمتك بهم أن تعينهم عليهم.
عجزى هو حدّى، وهو دفعى، وهو قوتي.
سامحنى.