الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (49) من موقف “بين يديه”

حوار مع الله (49) من موقف “بين يديه”

نشرة “الإنسان والتطور”

11-2-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1625

حوار مع الله (49)

من موقف “بين يديه” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إذا علمت علما لا ضدّ له وجهلت جهلا لا ضدّ له

فلست من الأرض ولا من السماء.

وقال لى أعمال أهل الأرض الحرص والغفلة

فالحرص تعبدّهم لنفوسهم

والغفلة سكونهم إلى نفوسهم.

وقال لى أعمال أهل السماء الذكر والتعظيم

فالذكر تعبدّهم لربهم

والتعظيم سكونهم إلى ربهّم

فقلت له:

العلم الذى أتعلمه منك ليس ضد الجهل.

والجهل الذى يجذبنى إليك ليس ضد العلم.

علاقتى بالأرض أقوى من علاقتى بالسماء

إلا إذا كانت الأرض هى الثبات الأدنى، والسماء هى المحيط الأوسع انفتاحا بلا آخر

يا فرحتى إن استغنيت عنهما معا إلا طريقا إليك

الحرص انتباهى، والغفلة راحتى، أستعملهماحقا مؤقتا، ولستُ من أهلهما

حين أحرص فأتعبد لنفسى: أختفى منى

وحين أقبل غفلة السكون إلى نفسى: أنفصل عن سعيى؟

الذكر التعبد إليك هو اليقظة

والتعظيم السكون فى رحابك هو العظمة

العلم الذى لا ضد له هو العلم المفتوح إلى جهل جديد رائع

الجهل الذى لا ضد له هو الذى يحفزنى إلى دوام السعى، فلا أسكن إلى حرف يدعى أنه وحده هو العلم كل العلم.

*****

من موقف “بين يديه” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

العبادة حجاب دان وأنا من ورائه محتجب بوصف العزّة،

 والتعظيم حجاب أدنى أنا من ورائه محتجب بوصف الغنى

وقال لى إذا جزت الحرف وقفت فى الرؤية

وقال لى لن تقف فى الرؤية حتى ترى حجابى رؤية ورؤيتى حجابا

فقلت له:

حين تحتجب وراء العبادة، والتعظيم، بوصف العزة والغنى، أطمئن إلى رحمتك بعجزى، وأقبل كل حجاب فى انتظار ما وراءه

أحافظ على الحجاب احتراما لعجزى، ووثوقا بما وراءه.

لا أسعى أن أراك إلا من وراء حجاب

ولا أقف عند حجاب يحول بينى وبينك

لا أقف فى الرؤية إذا أغرتنى بأنى لم أعد أحتاج إلى حجاب

ولا أقف فى الحجاب إذا أوقفنى عنده دونك

كلما وقفت فى الرؤية تجسد الحجاب

وكلما حال الحجاب دون أن أواصل: تجلت ملامح الرؤية

ولا حل إلا أن يكون حجابك رؤية ورؤيتك حجابا

فأعنِّى

أعنِّى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *