الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (48) من موقف “بين يديه”

حوار مع الله (48) من موقف “بين يديه”

نشرة “الإنسان والتطور”

4-2-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1618

حوار مع الله (48)

من موقف “بين يديه” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إن سكنت إلى العبارة نمت وإن نمت مِتّ

فلا بحيوة ظفرت ولا على عبارة حصلت.

وقال لى الأفكار فى الحرف والخواطر فى الأفكار

وذكرى الخالص من وراء الحرف والأفكار

واسمى من وراء الذكر

فقلت له:

 الخوف الرعب الضياع أن أستغنى عن العبارة قبــل أن أعرف الطريق إليك بلا عبارة.

رحمتك هى التى جعلت العبارة وسيلة بينى وبينك

فلا تحرمنى منها ولا تغننى عنها قبل الأوان.

لا أسكن إليها وإلا توقفت عندها غرورا، فاكتفيت بها غباءً.

أحاول أن أجعل العبارة وصلا إليك لا بديلاً عنك حتى أتقن الكدح بلا عبارة، أو بعبارة ليست عبارة.

العبارة الجزء من كلِّــك غير العبارة المستغنية بنفسها عن ما تشير إليه،

العبارة العبارة هى ليست عبارة هى عبّارة

أين السكون إلى عِبَارة أغلقتْ أبوابها دونك،

حتى لو كانت “تقول” صفتك، فهى لا تقول عنك إليك.

*****

من موقف “بين يديه” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

اخرج من العلم الذى ضدّه الجهل

ولا تخرج من الجهل الذى ضدّه العلم تجدني.

وقال لى اخرج من المعرفة التى ضدّها النكرة

تعرف فتستقرّ فيما تعرف فتثبت فيما تستقرّ

فتشهد فيما تثبت فتتمكّن فيما تشهد.

وقال لى العلم الذى ضدّه الجهل علم الحرف

والجهل الذى ضدّه العلم جهل الحرف

فاخرج من الحرف تعلم علما لا ضدّ له وهو الربانى

وتجهل جهلا لا ضدّ له وهو اليقين الحقيقي

فقلت له:

إذا طرد العلم الجهل من تركيبه ليكون ضدا له: تضاءل وتزيّف إلى حرف مفرغ له صليل

الجهل يطرد العلم الضد الزائف من كيانه فيحتوى العلم الذى ليس ضده، فيصلنى بك

عالم الأضداد المتقابلة المتباعدة إلى طرفَىْ الحقيقة: يختزل الحقيقة،

 وعالم الأضداد المتداخلة إلى جوهر الحقيقة، تشرق منه الحقائق فيتسع بها إليك.

الجهل الذى ضده العلم لا ضد له إلا لتأكيد اليقين بك،

 هو الظلام الواعد بالنور القادم، والقابل لكل الأضواء،

العلم الذى ضده الجهل: ينفى وينكر ويزيح ويحتكر.

أخاف الاستقرار فيما أعرف، حتى لا يحول بينى وبين المضى إلى ما لا أعرف

 أخاف الثبات فيما أستقر فيه،

لا  أطمئن إلى استقرار إلا إذا تأكدت أنه لا سكون فيه،

أحاول أن أخرج من المعرفة التى ضدها النكرة،

 أتمسك بحقى فى أن أستعملها دون أن أسكن فيها أو إليها.

أخرج من الحرف معه وبه، لا أستغنى عنه، ولا أنحبس فيه.

العلم الذى لا ضد له، يحتوى الجهل الدافع إلى مزيد من الكشف بالعلم وبالجهل وبالصبر وبالمشاهدة،

كَرَمُكَ إذْ نسبته إليك (العلم الرباني) هو خير ما يـُطـَمـِئـِنُ المرعوبَ من غموضه وخصوصيته.

الجهل الذى ضده العلم الذى هو ضد العلم هو الحركة المستمرة إلى يقين واعد بلا معالم إلا ما تتخلق منه.

هو هزة فى طبيعة وجوده مهما تأخر ظهوره، دون التمحك بتسميته علما

أخرج من المعرفة التى ضدها النكرة، لا لأستقر، لكن لأنطلق منها

أثبت فيما لاثبات له إلا لينطلق إلى الشهادة أتمكن بها من حمل الأمانة

العلم الربانى لا يحتاج إلى الحرف ليحدده

مضطر أنا إلى الحرف لأستغنى عنه اطمئنانا إلى جهل لا ضد له

وهو اليقين الحقيقى،

بلا سكون دائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *