الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (44) من موقف “الإسلام” وموقف “الإدراك”

حوار مع الله (44) من موقف “الإسلام” وموقف “الإدراك”

نشرة “الإنسان والتطور”

 7-1-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1590

حوار مع الله (44)

من موقف “الإسلام”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

ولا تطلب على حقى عليك دليلا من قِبَل نفسك

فإن نفسك لاتدلّك على حقى أبدا

ولا تلتزم حقىّ طوعا

فقلت له:

حقك هو سبيلى أن “أكون” بك،

حقك هو حقى، فكيف أحتاج دليلا أصلا من قِبَل نفسى أو من قبلِ غيرى؟

نفسى إذا انفصلت عنك هلكتْ، وإذا هلكت انشغلتْ بما يخفى هلاكها عنها

نفسى تتحذلق وتبحث عنك بأدلة لا حاجة بى إليها

فكيف آمل أن تهدينى بمثل ذلك إلى حقك علىّ،

 أو حتى إلى حقى على نفسى

منك أستلهم حقى، وبه أتوجه إلى حقك علىّ

بدونك ليس لى إرادة تمارسها نفسى طوعا

حقك علىّ هو حقى عليك

فارحمها واعف عنها

****

من موقف “الإدراك” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

العلم طرقات تنفذ إلى حقائق العلم،

وحقائق العلم عزائمه، وعزائم العلم مبلغه،

ومبلغ العلم مطلقه،

ومطلق العلم حدّه،

وحدّ العلم موقفه

فقلت له:

طريق العلم هو العلم الحقيقى

العلم غير حقائق العلم

فريضة العلم هى سعى مطلق إليه، إليك

أغلَقُوا علينا الطريق إليك، واكتفوا بالطريق الدائرى حول أنفسهم

بعضهم يستعمل اسمك لغيره

مبلغ مطلق العلم هو دوام انطلاقه

ولا حدّ للعلم وهو يتجدد إلا بموقف تخطى الحدود

****

من نفس موقف “الإدراك” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

العلم كله طرقات،:

طريق فطنة،

طريق فكرة،

طريق تدبّر،

طريق تعلّم

طريق تفهّم

طريق إدراك

طريق تذكرة

طريق تبصرة

طريق تنفّذ

طريق توقّف

طريق مؤتلفة

طريق مختلفة.

فقلت له:

جعلوا العلم بديلا عنك

وحين اضطروا لوصفك رسموا صورة له ولك ليثبتوك بها

فاختفت عنهم حقيقتك

تعدد الطرق فََرْحة

وتشتت الطرق فُرصَة

وتباعد الطرق مِحْنة

وتقارب الطرق امتحان

وتكامل الطرق ألفة

وتضفـّر الطريق دعوة

واختلاف الطرق رحمة

وتماثل الطرق استحالة

وكل الطرق الحقيقية هى أسهم فى اتجاه المعرفة الحقيقية

أسهم فى اتجاهك

****

من نفس موقف “الإدراك” (3)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 ما إلى المعرفة طريق ولا طرقات ولا فيها طريق، ولا طرقات

فقلت له:

الطريق هو هو منهج الطريق:

إذا حَسُن مهما تعددت المسالك فالكشف يقين،

واليقين علم

 والعلم حق،

 والحق فعل،

 والفعل توجّه لا يتوقف.

العلم هو منهج العلم.

المعرفة تجمع جُمّاع الطرق معا  إليك

المعرفة التى تفضى إليك لا تعرفنا بك، بل باتجاه سهم المعرفة إليك

إذا ما حَلّ طريق محل كل الطرق فهو أوحد أظلم من الظلم والظلام

أحتمى بك منى: أن استسهل وأنساق وراءهم

أحتمى بك منهم.

أحرص على خوفى ما دامَ يُلزمنى رحابك.

 العلم بداية المطاف لا نهايته.

العلم طريقٌ إلى حقائقه.

 العلم طريقٌ إلى عزائمه.

 الحقائق بلا عزائم تموع حتى تختفى بعيدا عن دوائر الوعى إليك

السائر ناظرا إلى موقع قدمه يتصور استقامة مسار خطوه وهو يدور حول نفسه

تقاطع الطرق فرصة لإعادة النظر نحوك

تتخلق الطرقات من جذب المعرفة

وتتخلق المعرفة على قدر علاقتها بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *