نشرة “الإنسان والتطور”
31-12-2011
السنة الخامسة
العدد: 1583
حوار مع الله (43)
من موقف “العبادة الوجهية”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
إذا وقفت بين يدىّ فبقدر ما تقبل الخاطر يأتيك الروع
وبقدر ما تنفيه ينتفى عنك الحكم الروع
فقلت له:
كنت أخاف الروع فأصبحت أعرف أنه لا سبيل إلى الكشف إلا بقبوله.
الروع قبل الخاطر هو الروع الجسور
تختل الخبرة إذا تقدم الخاطر وكان سببا للروع
إذا قبلت الروع أولا ثم جاءنى الخاطر، يذوب الخاطر فى كدحى إليك
إذا قبلت الخاطر أولا أبعدنى عنك بروع آخر
الطريق الرائع المرعب، لا مكان فيه للخواطر
أخاف الروع يغلفه الخاطر
كما أخاف الحكم حتى لا أتوقف
من يتوقف يتفرق.
حين أقتحم بالروع وهو ينفى الخاطر يذهب عنى الروع والخاطر معا
ولا يبقى إلا وجهك
****
من موقف “العبادة الوجهية”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
يا كاتب القدس المسطور بأقلام الرب على أوجه محامده أنت فى الدنيا والآخرة كاتب.
وقال لى يا كاتب النور المنشور على سرادقات العظمة
أكتب على رفارفها تسبيح ما سّبح.
وأكتب على تسبيح ما سّبح معرفة من عرف
فقلت له:
المعرفة المعرفة هى غاية الغايات، وكل ما عداها وسائل: التسبيح والتقديس والكتابة وسرادقات العظمة
المعرفة لمن عرف لا لمن كتب.
القدس المسطور بأقلام الرب لا يحتاج كتابة أخرى.
للقدس المسطور نور بذاته لذاته، ينتشر من بين ثناياه بلا استئذان
نوره يهدى إلى نورك، فإن لم يهد إلى نورك فكاتبه كاتب، وقارئه قارئ.
الكتابة النور ليست كتابة بل معرفة
والمعرفة نور
فلماذا الكتابة
مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح فى زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية،
يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار.
فما حاجتى لكى أغمس ريشتى فى زيت المصباح؟