يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
24-12-2011
السنة الخامسة
العدد: 1576
حوار مع الله (42)
من موقف “الصفح الجميل”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
هذا مقام الأمان والظلّ وهذا مقام العقد والحلّ.
وقال لى هذا مقام الولاية والأمانة
فقلت له:
يوم لا ظل إلا ظلك، هو كل يوم، فهو كل الزمان،
ومقام العقد والحل هو ما امتحنتنى به لأشارك فى مصيرى نحوك
أما مقام الولاية والأمانة فهو مقام المسئولية،
عن ما أوليتنى رعايته، كل الخلق، بك كدحا نحوك، لا شريك لك.
وأنت تفيض برحمتك على تقصيرى بالسهو والغفلة.
وقال له (لمولانا النفـّرى) (نفس الموقف):
وقال لى:
اجعل سيئتك نسيا منسيا،
ولا تخطر بك حسنتك فتصرفها بالنفي.
فقلت له:
الوقوف عند السيئة هو وجْد بها،
وفرط الاستغفار عن السيئة هو إحياء لها،
وإعلان الذنب تجاه السيئة هو إصرار عليها،
لا أنسى سيئتى لأنها لم تعد كذلك بفضلك
تجاوُزُ السيئة وارد حين تذوب فى الكل فلا تعود سيئة.
التأكيد علـى اجترار ذكر الحسنة هو دلال عليك.
أنا أمارسه عاشما، فأعود شاكرا.
وقال له (لمولانا النفـّرى) (نفس الموقف):
وقال لى:
قد بشرتك بالعفو فاعمل به على الوجد بي
وإلا لم تعمل.
فقلت له:
إن لم يوصلنى العمل للوجد بك، فهو يُفْرِغُنِى منك
فأمتلىءُ باللا شىء
*****
وقال له (لمولانا النفـّرى) (نفس الموقف):
وقال لى:
يا ولى قدسى واصطفاء محّبتى.
وقال لى يا ولى محامدى يوم كتبت محامدى
فقلت له:
بفضلك وعفوك تمنحنى ولاية قدسك، واصطفاء محبتك، وولاية محامدك من بداية البداية، من يوم كتبت محامدك
كل هذه المنح دون أن تأمرنى بفعل ما أستحق به ذلك
كرمك يحملنى أن أواصل ما يطمئننى أننى أهلٌ لذلك
كيف أتطاول عليك بعد هذا بمعاودة السيئات، أو بالبكاء على ما فات.
وقال له (لمولانا النفـّرى) (نفس الموقف):
وقال لى:
أقم فى مقامك تشرب من عين الحيوة
فلا تموت فى الدنيا ولا فى الآخرة
فقلت له:
لم أفهم الخلود أبدا ولم أحبه
لا دائم إلا وجهك فلماذا أرجوه
الخلود هو “الآن” إذا ما أتقنا حق “الآن” وأديناه
“الآن” بما هو فيه، بك، هو الخلود
الخلود هو مقام الآن المتجدد بك
هذا هو ما أرتجيه، واسمح لى ألا أسميه الخلود
كلها لحظات “الآن” بلا قبل، ولا بعد.
فأين الموت؟ وكيف الآخرة؟
لكلٍّ منها آنـَـهُ الخاص به.
إقامتى فى مقامى “هنا” و “الآن” تجعلنى لا أستبق ولا أرجع.
أشرب من عين الحياة فلا أموت حتى وأنا ميت.
للموت “آنـُـهُ” الحى الذى لا يموت.