الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (39) : من موقف “الصفح والكرم”

حوار مع الله (39) : من موقف “الصفح والكرم”

نشرة “الإنسان والتطور”

 3-12-2011

السنة الخامسة

 العدد:  1555

 

حوار مع الله (39)

من موقف “الصفح والكرم”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

اتبعنى ولا تلتفت يمينا على الحسنات

واتبعنى ولا تلتفت شمالا على السيئات

فقلت له:

التحيات لله، والصلوات والطيبات.

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

الحسنات مثلها مثل السيئات هى تذكرة بك، وليست رصيدنا عندك.

كثيرا ما لا أميز بين الحسنات والسيئات،

ولكننى أميز بين الكدح إليك والبعد عنك

الحسنات إن انفصلت عن السعى إليك صارت سيئات

والسيئات إن دفعتنى إلى ذكرك  فهى حسنات

أثق فى عدلك فيتعمق يقينى

تصفح عنى إن وثقت فى حسناتى دون كرمك

أتراجع لأراجع:

كيف أستحق كرمك إن لم أحسن؟

فهو الصفح الجميل الذى يغمرنى بكرمك فأطمئن لصفحك.

من موقف “القوة”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أوقفنى فى وصف القوّة وقال لى هى وصف من أوصاف القيومية.

وقال لى القيومية قامت بكل شيء.

وقال لى القوة ماسكة

والقيومية مقلبة

والتقليب مُثْبتٌ ماحٍ

فقلت له:

وصف القوة غير القوة.

وصف الذات غير الذات.

القيومية تحضرنى مع اسمك الصمد

لكنها تضيف إلىّ قوة الحركة

وصف القوة أو وصف القيومية، هو إن راح أو جاء : وصف

القوة هى القوة، كذلك القيومية

حركية الإيقاع

حركية التقليب

حركية الإثبات

الإثبات التقليب، المحو إلى الإثبات التقليب: الإيقاع

وتبقى الحركة

وتتواصل

ولا تنغلق الدائرة

القيومية  قامت بكل شىء فلا يتصف بها إلا أنت،

يكفينى التقليب بها.. إليك.

أحتاج للقوة بك، وأستمد القوة منك،

يستحيل ضعفى قوة بفضلك.

القوة ماسكة لتبسط، والقيومية مقلِّبة تفكك الجمود،

 إن انفصلت القوة عن القيومية المقـلـّبة، أو خافت من المحو، خمدت فاستقرت

إما فى علم مستقر أو جهل مستقر فهو المحو: دعوة لأبدأ من جديد

لا أطمئن إلا إلى قوة تقلّبى فى رحاب القيومية.

******

وقال لى:

كلما قويت فى الجهل قويت فى العلم

وقال لى إن أردت وجهى ركبت القوّة

فقلت له:

أفرح حين يتكرر تنبيهك لما نبهتنى إليه.

فضل الجهل على العلم أكبر من فضل العلم على الجهل

فضل العلم يبدأ بقدرته على محو العلم المستقر إلى جهل غير مستقر

كلما ازددت علما ازددت جهلا

كلما ازددت جهلا اندفعت إلى العلم دفعا

القيومية تقليب دورى بين قوة العلم وقوة الجهل

 تقليب يمر بالمحو المرعب فلا يستقر أى منهما

القوة زيادة فى العلم والجهل معا.

والقيومية تقليب حى بينهما، إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *