نشرة “الإنسان والتطور”
12-11-2011
السنة الخامسة
العدد: 1534
حوار مع الله (36)
من موقف “المحضر والحرف”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
معناك أقوى من السماء والأرض
فقلت له:
أستغفرك، وأستعين بك، وأستسمحك، لأسألك:
وهل لى معنى بدونك؟
كلما بحثت عن المعنى، حتى لو كان معناىَ أنا، قفز لى اسمى حرفا
حاولت أن أتعرف على معناىَ دون أن أحيطه بحرف يميزه، فتهتُ، وضعتُ، إلى أن وجدتك تحيط بى فأكون معناك لا معناى
إن كان الأمر كذلك، فهو أقوى من السماء والأرض
وما السماء والأرض بدونك
أكره التعبير بالإنجيزية عنك حين “يسألون السماء العفو أو العافية”، أو حين يوجهون لها الدعاء لها نيابة عنك.
أحذر التعامل مع الأرض منفصلة عن سائر افلاكك، أفلاكى
أتساءل أحيانا : هل لى معنى دون حرف، ودون إسم، ودون نعت؟
أخاف من المعنى الذى لا شكل له:
لكننى أخاف أكثر من الشكل الخالى من المعنى
المعنى الذى يتشكل باستمرار فى رحابة الجهل العظيم وسط نور الغيب البديع: هو الأقوى من السماء والأرض.
فلا معنى لى –شخصاً- بغير هذا السعى.
أحاول أن أسعى كادحا، لأكون معنى متغيرا: فأتشكل إليك.
حينئذ فقط : يكون معناىَ أقوى من السماء والأرض.
*****
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
انظر إلى قبرك، إن دخل معك العلم دخل معه الجهل
وإن دخل معك العمل دخل معه ضدّه من السوي.
وقال لى أُدخل إلى قبرك وحدك ترانى وحدى
فلا تثبت لى مع سواى
فقلت له:
قبرى رحم الكون
أدخل إليه خالصا بلا علم وبلا جهل وبلا عمل وبلا سوَى، فلا يسعنى إلا بك
أدخل إلى قبرى وحدى إليك، فلستُ وحدى ما دمتَ وعدتَ أن أراك وحدك
كل ما عداك يجمعنى إليك
لم أعد أحتاج إلا أن أراك بكل هذا معا فى واحد، فلا يعود أى منها أنا،
السوى يجمعنى إلى ما ليس أنا، فأكون أنا معناىْ
إذا زاحمنى العلم فى قبرى استعنتُ عليه بالجهل فيه أيضا
وإذا زاحمنى العمل عادلتـُه بضده من السوى
فلا يبقى معى إلا ما هو وحدى، فأراك وحدك.
فكيف أثبت بعد ذلك، أو تثبت لى، مع سواك!؟
لست خائفا.