الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (31) من “موقف الأمر” (2 من ؟) (من موقف الأمر) 1

حوار مع الله (31) من “موقف الأمر” (2 من ؟) (من موقف الأمر) 1

نشرة “الإنسان والتطور”

19-12-2010

السنة الرابعة

 العدد:  1206

يوم إبداعى الشخصى

   حوار مع الله (31)

من “موقف الأمر” (2 من ؟)

(من موقف الأمر) 1

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إذا أردتك بحكمى لا بحكم العلم أمرتك فمضيت للأمر

 لا تسألنى عنه ولا تنتظر منى علمه.

فقلت له

تدربت أن أتلقى الأمر دون انتظار، وأنا أمضى وكفى

فزدنى نورا، لا علما

****

(من موقف الأمر) 2

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 إذا أمرتك فجاء عقلك يجول فيه فانفه

 وإذا جاء قلبك يجول فيه فاصرفه حتى تمضى لأمرى ولا يصحبك سواه فحينئذ تتقدم فيه،

 وإن صحبك غيره أوقفك دونه

 فعقلك يوقفك حتى يدرى فإذا درى رجح،

وقلبك يوقفك حتى يدرى فإذا درى ميل.

فقلت له

أنفى عقلى لا يقودنى وأمنع عنه أن يرى حتى لا يرجح

وأصرف قلبى لا يجرجرنى وأحول بينه وبين أن يرى حتى لا يميل

لا يصحبنى أحد سوى أمرك وأنا أمضى فى أمرك

أتقدم فيه!!

أتقدم فيه بلا عقل ولا قلب ولا أحد سوى أمرك فى جسدى؟ حسى؟ كُلىِّ؟ أنت؟

أمْرك

أمْرك

لا راد لأمرك

أنت

****

(من موقف الأمر) 3

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

إذا أشهدتك كيف تنفذ أوليائى فى أمرى لا ينتظرون به علمه ولا يرتقبون به عاقبته رضوا به بدلاً من كل علم وان جمع على ورضوا بى بدلاً من كل عاقبة وان كانت دارى ومحل الكرامة بين يدى فأنا منظرهم لا يسكنون أو يرونى ولا يستقرون أو يرونى فقد أذنتك بولايتى لأنك أشهدتك كيف تأتمر لى إذا أمرتك فى تعرفى وكيف تنفد عنى وكيف ترجع إلى،

 عبدى لا تنتظر بأمرى علمه ولا تنتظر به عاقبته انك إن انتظرتهما بلوتك فحجبك البلاء عن أمرى وعن علم أمرى الذى انتظرته ثم أعطف عليك فتنيب ثم أعود عليك فأتوب ثم تقف فى مقامك ثم أتعرف إليك ثم آمرك فى تعرفى فامض له ولا تعقب أكن أنا صاحبك، عبدى أجمع أول نهارك وإلا لهوته كله واجمع أول ليلك وإلا ضيعته كله فأنك إذا جمعت أوله جمعت لك أخره.

فقلت له

عجزت أمام حدْس تلقى مولانا

وقد أعود

****

 (من موقف الأمر) 4

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

اكتب من أنت لتعرف من أنت

فإن لم تعرف من أنت فما أنت من أهل معرفتي

فقلت له

أكتب من أنا؟

 أنا؟!! أكتب من أنا؟

أنا!؟!

 لماذا الكتابة؟

ألم تحذرنى من الكتابة والحساب، حتى خفتُ من الرموز والتراكم، ورُعبتُ من الحرف والقولية، فلماذا الكتابة الآن؟ وكيف؟

 لكن: أمرك!!

كتبتُها  كما أمرت، ولم أعرف من أنا

أصرّ – برغم ذلك – أننى من أهل معرفتك

كتبتها: وعرفتُ من أنا

تصورت أننى كتبتها بك انت عصى على الكتابة

ليس أمامى حلا إلا أن اكتبنى

لا أعرف لى نفسا منفصلة.

هل تأمرنى أن أقرأ كيفَ كتبتَني

تُفْهمنى أنّ على أن أشكِّلَنى بعد ما كتبتَنى فكأننى أكتبنى من جديد،

أنا هكذا أقرأ من أنا، لا أكتبه

هل تريد منى أن أعيد كتابة ما قرأت؟

هأنذا افعل، فظهر مختلفا،

 هل هذا هو؟

نعم هو هو

فهل، هكذا؟ أنا من أهل معرفتك

****

وقال له (لمولانا النفـّرى) 5

وقال لى:

أليس إرسالى إليك العلوم من جهة قلبك إخراجاً لك من العموم إلى الخصوص أو ليس تخصصى لك بما تعرفت به إليك من طرح قلبك وطرح ما بدا لك من العلوم من جهة قلبك إخراجاً لك إلى الكشف أو ليس الكشف أن تنفى عنك كل شيء وعلم كل شيء وتشهدنى بما أشهدتك فلا يوحشك الموحش حين ذلك ولا يؤنسك المؤنس حين أشهدك.

فقلت له

عجزت أمام صعوبة مولانا

وقد أعود

*****

(من موقف الأمر) 6

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى (يكمل):

وحين أتعرّف إليك ولو مرة فى عمرك

إيذانا لك بولايتى لأنك تنفى كل شئ بما أشهدتك،

فأكون المستولى عليك،

وتكون أنت بينى وبين كل شيء

فتلينى لا كل شئ ويليك كل شئ لا يليني.

فهذه صفة أوليائى، فاعلم أنك ولي

فقلت له

مرّة واحدة!!؟؟

 تكفينى وزيادة : مرة واحدة!!!

لحظة واحدة، تكفينى وزيادة: لحظة واحدة

مرة واحدة تتعرف إلىّ؟ أم تتعرف علىّ؟

نعم تكفى

 فكم تعرّفتُ عليك، أو خيل إلى ذلك، ثم غامت الدنيا، فابتعدتت وما استطعت

أمّا أن تتعرف أنت – سبحانك – إلىّ، ولو مرة واحدة، فهى كفاية الكفاية.

لا أكاد أصدق.

مرة واحدة: أجدنى فى النور، فأرى أننى لم أخن أمانة ما وضعتَه في:

فرضيتَُ عنى، فرضيتُ عنك، فرضيتََ عنى

تضعنى بينك وبين كل شيء، ومن أنا حتى أليك فيلينى كل شيء،

الولاية أصعب من النبوة

وهل كنتُ مجهولا أنا لـك حتى تتعرف إلىّ أم هو التكليف؟

أنت استوليتَ على برضاك عنّي.

أنزلتنى منزلة الأولياء فحمّلتنى مسئولية الأنبياء دون وحى يحمينى مني.

 استيلاؤك على هو أمانى، لكنّه لا يخدّرنى

هو لا يميزنى عنهم إلا بمسئوليتى الأكبر

راضٍ أنا بهذا الاستيلاء، ما دمتَ قد تعرفت علىّ

حين كتبتنى كما أمرت عرفت من أنا، عرفت من أنت

أكتُبنُىِ اقرأنُىِ أعيدٌنِى إليك يلونى.

أطمئن

مرة واحدة؟!!

أكثر من كفاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *