الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (27) من “موقف الوقفة”

حوار مع الله (27) من “موقف الوقفة”

نشرة “الإنسان والتطور”

27-11-2010

السنة الرابعة

 العدد: 1184

 

يوم إبداعى الشخصى

حوار مع الله (27)

من “موقف الوقفة”

مقدمة:

بعد توالى نشرى تحديث بعض قراءتى استلهاما لبعض مواقف النفرى، وما جاءنى فى بريد الجمعة تعقيبا على ذلك، أو تقسيمات على هذا وذاك، وأيضا بعد رجوعى إلى ترجمة “أرثر جون أربرى” للمواقف والمخاطبات للنفرى ومحاولة أحد أبنائى “محمد غريب” ترجمة بعض تعقيباتى إلى الانجليزية إضافة واحتراما، تبين لى ما احتاج إلى هذه الوقفة والمراجعة هكذا:

أولا: إنه يستحسن ألا التزم تماما بالنشر الأول لأنه كان يتداخل مع، وأحيانا يعقب على، قراءة المؤلف زميلى وإبنى د.إيهاب الخراط لنفس النص، وبالتالى فقد تبينت بعد مرّةٍ فمرة أن نشر قراءتى الأولى دون قراءته، بها نقص وتجاوز معا.

ثانيا: إن قراءتى لنص النفرى استلهاما واستطرادا كانت أطول  من أن تحتوى ما أريد، وقد تأكد لى الآن كيف أن “الأقصر أكمل”.

ثالثا: إن الاستسهسال التى لاحظته فى تعقيبات أصدقاء الموقع المنشورة فى بريد الجمعة جعلتنى أحذر أكثر فأكثر من أن تنقلب المسألة مجرد رصّ كلمات مماسَّه للنص، وليست نقل خبرة معيشة مستلهمة منه.

رابعا: إنه لا داعى للاقتصار على المواقف التى وردت فى الطبعة الأولى، وبالتالى يصبح الاختيار ليس مقصورا على ما سبق نشره، بل مفتوحا على كل المواقف والمخاطبات دون استثناء.

……….

ما رأيكم؟

*****

(من موقف الوقفة: 1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 إن دعوتنَى فى الوقفة خرجت من الوقفة،

وإن وقفتَ فى الوقفة خرجت من الوقفة

فقلت له

الوقفة دعاء بما هى، فما الحاجة إلى الدعاء إلا أن اكون خارجها

 الوقفة ليس بها وقوف، فهى لا تحتاج إلى تحريك بالدعاء أو بغيره

 الوقفة حركة مليئة بها، من توقَّف فيها خرج منها، أو لعله لم يدخلها.

وهل تتوقف دورات الأكوان؟

 دائرة دوارة نحو سدرة المنتهي. فبأى آلاء ربكما تكذبان؟

الوقفة لا تحتاج إلا ما هى به، ما هى فيه.

فى الوقفة أكون فى بؤرتها وأنت محيطها،

حركة البؤرة لا ترُى وسط دوران دوائر المحيط

ولا يؤوده حفظهما وهو العلى العظيم.

******

(من موقف الوقفة: 2)

 وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 لا ديمومية إلا لواقف، ولا وقفة إلا لدائم

فقلت له

لا ديمومة إلا فى رحابك، شرطَ ألا أعرف أنها كذلك.

 لا أقف لأدوم، ولكنى أداوم الوقوف حتى لا أتوقف

حين أعيش الوقفة بحقها أمتد فيهم ابتغاء وجهك

لا ديمومة لى بدونك وأنت الدائم بلا أول وبلا آخر

ديمومتى تصبح وقفه حين تحيطنى بما شئُت لما تشاء

******

(من موقف الوقفة: 3)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 من لم يقف رأى المعلوم ولم ير العلم،

فاحتجب باليقظة كما يحتجب بالغفلة

فقلت له

 العلم جوهرٌ، والمعلوم ظاهرٌ محتمل.

العالِمُ يتعلم المعلومات، يفرز المعلومات، ولا تحدّه المعلومات.

نـدّعى اليقظة فيحتد الانتباه فيختفى باقينا وراء ألمعية الغباء.

نـدّعى الغفلة، فنتخبّط فى العمى ونحن نحرم أنفسنا من حدّة البصر.

علم العلماء توقف عند علم العلماء.

الواقف خاشعا يستعمل علمه لما هو،

لا هو يرفضه ولا هو يعبـده.

 فى رحابك يضع العالم علمه حيث تضعه منه.

العلماء العلماء أدواتك إليك، لا هم بديلا عنك، ولا هم إثباتا لك.

هم يصلحون بعلمهم إذا ركبوه ولم يركبهم،

إذا ذكروه ولم يـنُسهم أنفسهم.

بفضلك: لم أتركهم، ولم أتبعهم، ولم أعلنهم أين أقف بين يديك إليك،

لا أخاف، ولا أنسحب، ولا أرفض.

اليقظة زادى إلى ما بعدها من غيبك المدهش الحافز للكشف،

والغفلة سماحُك لأجمع نفسى حتى أحتمل مواصلة السعى إليك.

لا تحجبنى عنك لو غرّتنى يقظتى عن خيبتى الرائعة،

ولا تطمسنى علىَّ لو طالت غفلتى  كسلا أو غباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *