الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (23) موقف: قد جاء وقتى (3 من3)

حوار مع الله (23) موقف: قد جاء وقتى (3 من3)

نشرة “الإنسان والتطور”

12-10-2009

السنة الثالثة

 العدد: 773

يوم إبداعى الشخصى

           حوار مع الله (23)

موقف: قد جاء وقتى (3 من3)

11) وقال لمولانا النفرىّ

وقال لى: وأعمر بيوتى الخراب وتتزين بالزينة الحق، وترى قسطى كيف ينفى ما سواه

فقلت له:

العدل هو الجنّة المستحيلة إلا بك.

هو جنّتى لا أروم سواها.

جنّة المستضعـفين

القسطاس المستقيم

حين تتزين بيوتك الخراب بالزينة الحق تعمر الدنيا

 بالحق النبل،

 والحق العدل،

 والحق الحق،

والحق السعى،

 والحق الكدح

12) وقال لمولانا النفرىّ

وقال لى: فأستخرج كنزى وتحقق ما أحققتك به من خبرى وعدتى وقرب طلوعى

فقلت له:

لم تعد الكلمات تصلنى بما تحمل،

بما ينبغى أن تحمل.

غمامة رحمتك تخفف عنى زخم إدراك نبض بهر كلماتك؟

كيف أنتظر قرب طلوعك، وأنت أقرب إلىّ منى؟

هل تنبهنى أننى أخطأت  حين رحت  أبحث عن  معنى فى المعني؟

هل غلبنى غرور محاولة الفهم فتناثرتْ منى الكلمات إلى أحرفها ؟

كنزك يهدينى نوره أكثرمما يثرينى الحصول عليه.

خبرك وعدتك لا يتحققان إلا برحمتك، وليس بإثباتك، ولا حتى بوهم رؤيتك

قرب طلوعك هو طلوعك، شريطة أن يتصل السعى ما دام الوعد.

ضباب غباء فهمى هو  رحمة منك تحافظ به لى على حقى فى الحركة على مسافة من بهر رؤيتك،

أتخبط نحوك كادحا، لا فاهما ولا مفتيا ولا مفسرا ولا ألمعيا، فأكدح متخبطا فرحا لا أكثر.

ضباب غبائى يطمئننى إلى الفجر القادم ، إلى الفهم الآخر

ما حاجتى إلى الفهم ما دامت حركتى منضبطة نحوك؟

13) وقال لمولانا النفرىّ

وقال لى: فإننى سوف أطلع وتجتمع حولى النجوم وأجمع بين الشمس والقمر، وأدخل فى كل بيت ويسلـّمون علىّ، وأسلم عليهم

فقلت له:

وعليكم السلام ورحمتك وبركاتك.

14) وقال لمولانا النفرىّ

وقال لى: ذلك بأن لى المشيئة وبإذنى تقوم الساعة، وأنا العزيز الرحيم.

فقلت له:

 هل نسيتُ يا تُرى؟

 وهل كنت أنتظر حتى يجيئ وقتك لأرى كيف أن لك المشيئة وبإذنك تقوم الساعة ؟

رُعِبْتُ وأنت تذكّرنى بأن لك المشيئة وبإذنك تقوم الساعة، وأنك العزيز الرحيمَ.

كنت أحسب أننى لا أحتاج لمثل هذه التذكرة؟

الساعة أنت سيدها ومؤذنها ومقيمها

 هى ساعة “جاء وقتك”،  وهى بعده وهى قبله.

الساعة قائمة لا ريب فيها.

 هى قائمة قادمة معا،

طول الوقت.

هى مشيئتك، ولا حول لها ولا قوة إلا بك

وأنت العزيز الرحيم من قبل ومن بعد.

أفخر بعجزى،

وأفرح بسعيى متخبطا،

فأزيد إصرارا على ضبط البوصلة تُوَجِّهُ حركتى

لا أرجو إلا سلامة توجه خطوي.

الوعد يكفينى،

والرحمة تظلنى،

 والسبيل قصدي.

هذا غاية ما عندى

وهو أكثر مما أرجو

إلا أن ترجو لى ما هو أكثر،

فأكثر

فأكثر

من كلٍّ حسب كدحه

وإلى كلٍّ حسب رضاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *