الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

15-8-2008

العدد: 350

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

المساحة تضيق أمام طول رسائل الأصدقاء المشاركين، ومازلنا غير قادرين على أن نختصر ونحذف دون إلحاق ظلم آخر بالأصدقاء الذى يكرمومنا بآرائهم. مازال باب “الإشراف عن بعد” بالتبادل مع “استشارات مهنية” يجذب الأقلام أكثر، ربما لأن أغلب المشاركين فى البريد من الزملاء الأصغر.

 أهلا.

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (13)

إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه

د. محمود حجازى

أعتقد يا دكتور يحيى أن موقفك كأديب وناقد يطغى على موقفك كطبيب  فى هذه الحالة، هذه المريضة رغم أنها مبدعة أصيلة لكن زادت حدة هذه الأعراض إلى الدرجة التى أوقفت حياتها واضطرتها لدخول المستشفى، كما أن كثيراً من المحتوى للرواية هو عبارة عن ضلالات كما أكدت هى والمعالج، فأخشى أن خوفنا على إبداعها يحرمها من حقها كمريضة، أى من حقها فى الاحتياج للمساعدة.

 هى حسبة صعبة! لكن ماذا نفعل؟

د. يحيى:

  من قال لك يا محمود أن كثيرا من محتوى الرواية هو عبارة عن ضلالات؟ حتى لو أكدت هى أنها ضلالات هل تصبح ضلالات يا أخى؟ وأين الحدّ الفاصل بين الضلال والحقيقة وأسأل بيراندللو “لكلِّ حقيقته” أو “هنرى الثامن”، ومن قال لك أننى (أو أننا) نحرص على إبداعها أكثر مما نحرص على صحتها؟ تريد أن تنبهنا يا محمود أن ثَمَّ تعارضا بين حقها كمريضة وحقها كمبدعة، كيف ذلك؟ الإبداع هو قمة الصحة الإنسانية، ومع ذلك فإن المغامرة بالحفاظ عليه لابد أن تصحبها المغامرة بتحمل مسئولية المرور بالجنون غير المعلن أثناء أنتاجه، وذلك فى محاولة أن تحتوى تشكيلات الإبداع عشوائية الجنون، إن من يحرم أغلب الناس أن يكونوا مبدعين هو خوفهم من خوض هذه المغامرة الرائعة التى لايضمن أحد كيف تنتهى،

 إن أى تجربة محسومة النهاية قبل أن تبدأ لا ينتج عنها إبداع أصيل.

ما وصلنى من الأصدقاء عن هذه الحالة أزعجنى وأدهشنى، سواء ما وصلنى فى بريد الموقع، أو على “ميلى” الخاص (فأنا لا أنشر إلاّ ما يصل إلى الموقع مباشرة احتراما لصاحب الرأى، وانتظاراً لإذنه)، لم تكن دهشتى لأنه يختلف عن رأيى وموقفى، ولكن لأننى تبينت كم هو حجم الخلط الذى يعيشه أغلب الناس حين يتناولون ظواهر تتشابه فى البداية، وتنتهى إلى عكس بعضها البعض.

 لا أحد يبدع بحق، حتى فى الجنس يا أخى، أو فى التطور الحيوى عبر التاريخ، إلا إذا غامر بالموت أو بالجنون دون شروط مسبقة، فقط، علينا – وعليه معنا – أن نهيئ الظروف التى ترجح – ولا تحسم–  نهايةً إيجابية بشكلٍ ما.

أ. علاء عبد الهادى

أنا مش فاهم، أنا كنت حاسس إن أى عمل روائى أو غيره لازم يتراجع، طب إذا كان فيه كلام غير مترابط وأفكار مرضية فى محتوى الرواية، طيب إيه اللى هيوْصل للقراء؟ ورغم إنى مقتنع بكلام حضرتك بس التصرف اللى عمله الدكتور المعالج ناس كتير بتعمله.

د. يحيى:

ليس معنى أن “ناس كتير بتعمله” أنه صحيح، ثم إننى لم أخطِّئ الزميل المعالج على طول الخط، بالعكس أنا شكرته يا أخى وقدرتُ جهده بقدر ما قدرّت سؤاله، هذا هو الإشراف، أليس كذلك؟ أما حكاية مراجعة الإبداع أثناء إفرازه فهذه مسألة فيها مخاطرة تشويه المسار الغامض الرائع، وهى (المراجعة) نادرا ما تكون مفيدة،

أنا لست ضد المراجعة بشكل مبدئى مطلق، النشرات اليومية التى اكتبها هنا أعطيها لصديقى وإبنى حافظ عزيز يوميا لمراجعتها، صحيح أنها ليست إبداعا، وإن أطلت فيها بعض اشرقات إبداعى دون قصد، ليس فقط فى تقاسيمى على أحلام محفوظ ولا يوم إبداعى الخاص، اننى كثيرا ما تقفز منى فكرة جديدة حتى أثناء الكتابة المرسلة ردا على زميل متدرب، أو حتى فى البريد، مثل ما اكتشفته عن طريقة عمل جلسات الكهرباء لتنظيم إيقاع الدماغ، بأنها بمثابة إعادة تشغيل كمبيوتر  Restartبحيث تتوقف نتائجها – إيجابا أو سلبا – على حالة الكمبيوتر ومدى الخلل، لذلك فأن التوقيت والإعداد هما العوامل الحاسمة فى قرار إعطاء هذا العلاج.

حين أقول إن المراجعة واردة، أنبه أنها ينبغى ألا تكون مراجعة للأفكار لنحكم أن هذا مترابط وذاك ليس مترابط، أو أن هذا فكر سليم وذاك فكر خاطئ، أو أن هذا كلام معقول وذاك كلام غير معقول، لا .. لا .. لا ..، المراجعة واردة والمشورة جائزة، فى ظروف نادرة ومحددة تماما، ولا يأتى ذلك عادة من قارئ عادى ولا من طبيب معالج، خاصة فى الحالة الأخيرة لأن الطبيب قد يقوم بدور الأب الوصى بشكل ما، دون أن يدرى.

 ثم كيف نميز الكلام غير المترابط والأفكار المرضية من الكلام المترابط والأفكار السليمة، هل قرأت مؤخرا حلمَىْ محفوظ أمس 81، 82، ثم هل قرأت التقاسيم عليهما؟ وهل تستطيع أن تجزم بأن هذا ترابط إبداعى أم غير ذلك، (خصوصا لو شطبنا اسمَىْ الكاتبين)؟ وهل لو جاء مريض أو مَنْ كان مريضا مثل الابن رامى عادل وقال مثل هذا الكلام: كيف ستحكم على مدى ترابطه أو سلامة أفكاره؟

فعلا يا علاء يا إبنى المسألة شديدة الصعوبة.

أ. رامى عادل

من رأيى أن المجنون/المسخ حين يرى مدى بشاعته هو شخصيا. .يصاب فى الصميم, يقتل. لا يكفى أن يتوقف أو يفر. الجميل أن تكتمل مسيرته فيأخذ – الشروة – بغثها وسمينها. مع السلامه.

د. يحيى:

هل رأيتِ كيف أدرك رامى من خبرته وحدسه وإبداعه أنها شروة على بعضها، “مغامرة الجنون ووعد الإبداع”، التوقف أو الفرار يجهض العملية فتصبح مسخا مثل السَّقْط (الإجهاض) فى الشهر الثالث، أما الجميل – على رأى رامى – فهو أن تكتمل المسيرة فيأخذ صاحبها الشروة، هى ليست شروة، فاسمح لى يا رامى أن نقول أن تكتمل شهور الحَمْل، حتى لا يكون ناتج المحاولة سقْطاً (مسخا مجهضا = جنونا)، بل طفلا (إبداعاً) كامل النمو.

د. مدحت منصور

…..

….. وجدت فى موقعكم الكريم متنفسا للتعبير عما يجيش به صدرى ووجدت فى صدركم رحابة وعناية مما شجعنى على الاستمرار. والآن أسأل عن الفرق بين الإبداع الصادق وتوهم الإبداع؟

 كما أسأل متى يجب أن يتوقف الشخص مريضا كان أو صحيحا عن المحاولة؟

د. يحيى:

عن السؤال الأول: أرجو أن ترجع إلى أطروحتى، بالذات عن جدلية الجنون والإبداع (عن العلاقة بين الجنون والإبداع يومية 11-8-2008).

أما السؤال الثانى: “متى يجب أن يتوقف الشخص مريضا كان أو صحيحا عن المحاولة”؟

 فجوابه فيه مخاطرة، لأننى شخصيا أوصى بعدم التوقف أبداً، اللهم إلا إذا تكرر الإجهاض (لم تكتمل رحلة الإبداع، وحل محله جنون صريح المرة تلو الأخرى، وأخيرا دعنى باستمرار اعترف لك أن أحد لا يمكن التنبؤ بصدق كامل بمثل ذلك (طبعا ولا أنا)!.

د. محمد أحمد الرخاوى

فعلا المبدع هو الذى لا يعرف ماذا سيبدع إلا بعد أن يبدعه!!!!!
والأغرب أنه فى كثير من الأحيان يخرج أى إبداع من رحم المجهول التام فى رحلة سير مجهول قد يكشف أو لا يكشف!!!!

وبعد أن يكشف يكتشف أى مبدع حقيقى أن الابداع هو ابدا ما لم يكشف حتى يكشف وهكذا ابدا!!!!

د. يحيى:

طيب يا أخى، يا أبن أخى، قلها لنفسك (“ما تْقًولْ لنفسك”)، ولا تتعجل الاستشهاد وتستسهل الخطابة.

لماذا تشوه محاولاتك بخوفك من نفسك، فتسارع بما تفعل، أو تمسخه بما تلحقه به؟ وفى كلّ خيرْ، ولكن ….

****

إبداعى العلمى: عن العلاقة بين الجنون والإبداع

م. محمود مختار محمود

سعدت سعادة بالغة بهذا العنوان و تذكرت بعدها بعض أحاديث أبى وأنا صغير مع أصدقاءه الذين هم أكبر منى بعشرات السنين مثل: “لا ترقّع الدايب، ولا تعاتب الخايب” سمعتها مرة واحدة منذ أكثر من عشرين عاما، وحفرت في ذاكرتي قالها رجل يجهل القراءة والكتابة، لكنه يعلم أشياء غير تلك.

د. يحيى:

أظن أن سعادتك بالعنوان لا تعنى أن المحتوى وصلك، لاحظت أنك لم تعقب عليه وهأنتَ ذا ترى كل الاعتراضات الجيدة على المحتوى، وهى تستحق النظر والاحترام، المثل الذى استشهدتَ به ربما يبرر لى ظنى السابق، المسألة ليست ترقيع الدائب أو عتاب الخائب، المسألة هى نقد النص البشرى وإعادة تشكيله بمشاركة النص نفسه،

ثم كيف لا تعاتب الخايب، إلا إذا كنا قد يئسنا منه تماما، ونحن لا نيأس من أحد، أو قل، ينبغى ألا نيأس من أحد.

أ. علاء عبد الهادى

– أنا مافهمتش الجدول إلا بعض النقاط البسيطة بنسبة 30% تقريباً .

– الفرق بين الجنون والإبداع هو بسيط جداً، فالمبدع لديه زخم من الطاقة يجعله يشعر انه سجين داخل شيئا ما (حجرة مظلمة) ويهدف طول الوقت إلى تغييرها بشتى الطرق، أما الشخص المصاب بالجنون فلديه نفس الزخم من الطاقة ولكن ليس بمقدوره مواصلة طريقه فيظل سجين داخل أفكاره أو ينكص إلى مرحلة أكثر بدائية، أما الشخص العادى فإنه يبدع عندما يحلم، فالحلم هو لغة النائم ، فالحلم له مفرداته وقواعده ورموزه والعلاقة وطيده بين الحلم والإبداع .

د. يحيى:

أعتقد أن 30 % هى نسبة كبيرة، وقد كنت أنوى أن أتمادى فى شرح الجدول فقرتين فقرتين أيام الثلاثاء من كل أسبوع، لكن ما يشبه الإجماع، تقريبا، ما وصلنى يعلن عدم الفهم، فكان علىّ أن أتراجع متألما وحيدا، دون أن أشكو الوحدة، فهو خطئى – وليس خطيئتى – على أية حال.

تأكدت من حقك فى عدم الفهم حين بلغتك المسألة على أن الإبداع هو محاولة الخروج من حصن مظلم، المبدع ليس سجينا، المبدع رحالة مغامر، وهو فى رحلته لا ينبغى أن يتجنب الكهوف المظلمة، هو يقتمحها ورزقه على الذى خلقه، ثم الذى يخلقه هو بإبداعه،

لا .. إنى آسف، لم أقصد أى حجرة مظلمة ، أنا أتكلم عن الزوايا المظلمة، والكهوف المظلمة التى هى جزء لا يتجزأ من التركيب البشرى، ومن الواقع على حد سواء، وهى ليست مظلمة بمعنى الظلام أو السواد، ولكنها مظلمة لأننا لانعرف عن طبيعتها أو محتواها شيئا، ولأنها مخيفة على قدر ما نجهلها،

 المبدع ليس مهمته أن يضىء زوايا الظلام، (التى هى ضرورة لنكون بشراً)، إن حركية إبداعه تدفعه إليها، إلى محاولة استطلاع طبيعتها، وفى حالة الإنسان العادى (أعنى فى حالة العادية) يتراجع خوفا منها، وكثيرا منا ينكرها أيضا حين يتصور أنه عرف كل الحقيقة، فما الحاجة إلى الإبداع؟

 المبدع إذا كان يتمتع بالأدوات اللازمة، وكان قد أعد نفسه بمقومات المخاطرة، وأبجدية الحوار وألوان التشكيل ودُرْبة المران، فإنه يدخل تلك الكهوف والزوايا ليخرج منها وقد أضاء بعضها، ليضىء بعض وجودنا بإبداعه، فإذا هو غاب فيها ولم يعد، أو إذا هو أصيب من خلال مغامرته المحتملة العشوائية بإعاقة أو توقف أو تفسخ أو تناثر فإنه يقع المحظور: الجنون.

 لكن القصة لا تنتهى هكذا، فهو يستطيع أن يقوم ويواصل بالمساعدة الأمينة إما إلى الأمام مبدعا، وإما إلى التراجع عاديا..

وهكذا

وهكذا

أ. رامى عادل

يشد الفرد لجامه, لكي لا يبدو مجنونا, او يتباهي بكونه كذلك. وربما يصيب اخر بعدوى. وقد يتظاهر المحيطون بانه طبيعي مثلهم. فيشعر بانه كذلك. فقد لا يشكل الجنون إعاقه مركزيه, ولكنه لهيب للعواطف. فكم مره احب مجنونا ربما مجنونه مثله. وهل الحب الا جنونا, ورعبا, او مزيجا منهما.

د. يحيى:

فعلا مثل كل شئ، مزيج منهما، ياه يا رامى: تنقدنى حين “أحتاس” بأقل الكلمات وأكثرها اختراقا.

د. محمد أحمد الرخاوى

لا اوافق ان المبدع يقرر ان يبدع فالمبدعون عموما هم في حالة إبداع حياتي مستمر، غالبا رغما عنهم، يظهر هذا الابداع لعامة الناس حين يفرغ هذا الابداع في- مجال ما- في وقت ما- في ظرف  ما. بمعني آخر الإبداع هو موقف وجودي كونه كدحا الي كشف مجهول أبدى لروعة الانسان وسر كشف الصوفية هو في هذا اليقين بحتم المجهول المتواري المضئ ابدا

د. يحيى:

“ماشى” الحال

مع تحفظات مهمة لا أجد فى نفسى حافزا لذكرها الآن

****

تعتعة: إنى لو لم أولد مصريا…!!

أ.علاء عبد الهادى

نفس التساؤل والحيرة وصلتنى عندما قرأت ذلك المقال عن تبادل رفات الإسرائيليين بالعديد من الأسرى الأحياء، حينذاك وكنت أحسب أنه شئ مقدس، أما الآن وبعد أن عرفته أحب أن أخبرك أنه عندما التحقت بالجيش تعلمت العديد من الأشياء منها بايجازا أنه لا كرامة، ولا انسانية فى المعاملة تحت شعار (دع كرامتك فى منزلك)، وان كل شئ مباح من ضرب واهانات وسب للأهل ولو حاولت أن تحصل على أى من الحقوق المزعومة تحاكم تحت مسمى العديد من القوانيين العسكرية ، ولا تنزعج منى إذا قلت لك إنه جوايا احساس لو قامت حرب فإن أول من سأبحث عنه لاقتله هما قادتى بالجيش، ليس ذلك شعورى أنا فقط ولكن شعور معظم زملائى ، هكذا علمونا، فكونى مصرى هو قدرى وليس حلم كما يدعى البعض.

د. يحيى:

لا، لا، لا

أولا: أصدقك من حيث المبدأ، فهذا أشرف من الكذب.

لكن: لا .. لا .. لا ..

ثانيا: أنبه الذين جعلوك، جعلونا هكذا، أننى لم أبالغ حين حذرت من أن الرسائل التى تصل إلى الأصغر من هذا الجارى تؤدى إلى ما أنت فيه، وتقوله بهذا الصدق، وأنا أعرف أنك فى العشرينات، وأن هذا غالبا هو نتاج طبيعى لتصرفات الدولة وامتهان مواطنيها من كل المؤسسات الدينية والإدراية والأمنية، وربما مؤخرا: القضائية، ولست متأكدا من حقى فى التلميح إلى مشاركة المؤسسات الثقافية أيضا.

وبرغم كل ذلك، فأرجو أن تقرأ تعتعة الغد وهى ردى على الابن د. طلعت مطر دون ذكر اسمه فى الصحف فهذه التعتعة نشرت أول أمس فى الدستور، أنا أذكر اسمه هنا فقط فى الموقع، وأعيد نشر خطابه كاملا  وأضيف ما تيسر.

د. إسلام ابراهيم أحمد

برجاء توضيح قولك:

* هذه الرسالة لم تصل للشبان إذْ لم يتربوا عليها، فالإنسان المصرى لا يساوى شيئا سواء فى بلده أو خارجها.

* لو لم أكن مصريا لشكرت الله على ذلك هذا بيان حال الشباب اليوم.

د. يحيى:

الظاهر أن ثلاثة يوميات ينبغى أن تُقْرأ معا

 (1) “برغم كل الجارى، مازال فينا .. شئ ما”

 (2) “إننى لو لم أولد مصريا”،

 (3) “..لوددت أن أكون مصريا” (غدا)

د. إسلام ابراهيم أحمد

وصلنى أن إسرائيل لا تبعث رسائلها لناسها إيهاما وغرورا بل تبعث رسائل هى حق لشعبها. واللى بيحصل عندنا ده مش بيحصل فى أى مكان فى العالم

د. يحيى:

أنا لا احترم ديمقراطية إسرائيل، ولا ما يبدو وكأنه إيجابيات وجودها، ومن ثم مبرر ظلمها لنا وطردها لناسنا، وإهانتنا هكذا بكل غطرسة دنيئة، “إسرائيل” وجود باطل، نيزك ساقط، وما بنى على باطل فهو باطل مع أن لهم حقوق عندى شخصيا ما داموا بشرا مثل البشر، ليس على حسابنا لا.

 ولعلمك فأنا لا احترم ديمقراطية أمريكا أيضا، ولنا عودة.

أ. منى أحمد فؤاد

من زمان وأنا بجد فرحانة وفخورة بكونى مصرية، حتى لما اتقدم لخطبتى شاب غير مصرى كان لدى احساس بأنى أفضل منه لأنى مصرية. ولكن مع الوقت شعرت بأنه هو الأفضل، وأنها فرصه أفضل فى الحياة.

بجد أنا باحس إن المصرى زيه زى النملة ليس له أهمية ولا دية ولا كرامة.

كلنا بنفكر نسافر للخارج عشان نكون بشر وهناك نحس إننا عبيد. بجد مابقاش لينا مكان فى أى مكان.

د. يحيى:

مع كل احترامى، ليس هكذا تماما، (مش قوى كده) أرجو أن ترجعى إلى يومية “برغم كل الجارى، مازال فينا .. شئ ما”، “إنى لو لم أولد مصريا” وأن تنتظرى يومية الغد (السبت 16-8) “.. لوددت أن أكون مصريا”.

لن أمل من تكرار التوصية بضرورة قراءة اليوميات الثلاث معا.

د. محمود حجازى

أفهم ما يفعله الاسرائيليون من إصرارهم على الحصول على رفات جنودهم حتى لو أرجعوا ذلك لتفسيرات دينية مغلوطة. أما بخصوص ما يصل من حادث العبارة من رسائل خصوصا للأصغر فالأصغر فأنا لم أجد أنها أحدثت كل هذا الألم الذى أزعج حضرتك لأنها مجرد حلقة من حلقات مسلسل الاستهانة بحياة شعوبنا وقد أعتاد عليها الناس إلى الدرجة التى جعلت الكل يدرك لعبة تقديم  الاستئناف لأول مرة من النائب العام بعدها بساعات كخدعة لامتصاص غضبة الشعب، يبدو وكأنها أصبحت عادة من عاداتنا فنحن نثور ونثور ونرفع الشعارات ونحرق الاعلام ثم يعود كل شئ وكأن شئ لم يحدث .

ما أزعجنى هو احساس بنقلة تشاؤمية فى موقف حضرتك فى هذه التعتعة عن تعتعة شئ ما يومها لم توافقنى سيادتك وأنا من الأصغر على ما وصلنى من أن هذه بلاد لم تعد كبلادنا . لم أحتاج إلى موت 1000 مصرى حتى اتوصل إلى اننى لو لم أولد مصريا لفضلت أن أكون كنديا أو استراليا فهناك الآلاف يموتون كل يوم هناك الآلاف ممن تنتهك أعراضهم كل يوم، هناك الآلاف من مرضى الفشل الكلوى كل يوم، هناك الآلاف لايجدون رغيف الخبر كل يوم، هناك ….

د. يحيى:

يا خبرا !!

لو كنت أعرف أن ما كتبته سوف يكون له كل هذا الأثر لما كتبت ومع ذلك لست نادما، فلماذا نضع رأسنا فى الرمال؟ دعنى فقط أذكرك أنت أيضا بيومية “برغم كل الجارى، مازال فينا .. شئ ما”، وكذلك أنتظر يومية باكر “..لوددت أن أكون مصريا”.

د. أسامة فيكتور

وصلنى ما وصلك إنى مليش لازمه وحأعيش ليه واعمل إيه وأخلف عيال ليه

1-دخلت الجيش ضابط احتياط …إلخ.  (كلام محذوف)

2- فى سنة خامسة طب كنت عاوز أسافر لابن عمتى فى هولندا كنت باحلم أحسن وضعى المادى وأعيش بنى آدم (بشرا سويا كما ذكرت فى التعتعة) أبويا رفض عشان قال إيه .. هو مصرى وحارب فى 1973 (حتى الآن نحاول أن نحصل على مكافأة اشتراكه فى حرب 1967 و1973 ولم نصل لشئ) وعشان ميقدرش يسيبنى أبعد عنه وعشان مصر حلوة ورزق الله فى بلاد الله يعنى فى مصر زى هولندا .. طبعا لا وألف لا، كنت عاوز أسيب مصر عشان الظلم اللى شوفته فى الكلية وعلى فكرة … ( كلام محذوف)

3- حكاية الحكم فى موضوع العبّارة طبعا هزنى ومن أسبوع بقول لابن عمتى احنا حنربى ولادنا إزاى .. حنقولهم إيه .

4- أنا من الناس اللى حلموا بإنه يتجوز اسرائيلية .. عشان بس مدخلش الجيش، لكن وللأسف بحب مصر ولسه عندى أمل زى أبويا أنها فى يوم تتغير وتبقى أمنا صح .

5- انظر أمام .. معلش سامحنى

ملحوظة: أرجو عدم نشر بند (1) ولا موضوع أستاذ الجراحة بند (2) خليها سر مابينا .

د. يحيى:

تم الحذف إلا بضع كلمات لا مؤخذاة عليها

 خلّ بالك ليس إلى هذا المدى، وإن كنت فهمت أكثر مجمل الآلام والحقائق التى أوصلتنا إلى هذا الذى كنت أخشاه ولم أكن أعلم أنه قد وصل بهذا الحجم إلى الجيل الأصغر،

 صحيح أننى توقعت بعض ذلك لكن ليس بهذا الحجم.

د. مدحت منصور

أشكر حضرتك على تلك التعتعة التى أثارت المشاعر. عبر السيد مصطفى كامل عن حالته الوجدانية يوم أن كانت الدنيا بخير وكان المصرى فخورا أنه من أم الدنيا, وفى حادثة دنشواى استشهد خمسة من الفلاحين (المواطنين المصريين) فقام رد فعل شعبى غير وارد سرده هنا بالإضافة إلى سفر السيد مصطفى كامل إلى فرنسا لعرض قضية بلاده هل منعه أحد من السفر؟. دعونا نعد فقط شهداء العبارات على سبيل المثال وليس القطارات ونجد من يهز كتفيه على أنهم مجموعة من الفلاحين والبسطاء معا وكأنه ممثل الاحتلال العثمانى أو ينتمى إلى أسرة بارم ذيله. لقد وصل الإحباط بأن يسخف أحد الكتاب من الشباب عبارة السيد مصطفى كامل ويستحسن الشباب من الزملاء هذا الرأى بل ويحللون ذلك الرأى الأخير على أنه عبقرى متناسين انقطاع صلتهم تماما بتاريخهم. دفع ذلك الإحباط و عدم الثقة فى الوطن شابا حصل على الثانوية العامة الإحجام عن التقدم لكلية الشرطة معللا ذلك بأنه ليس من أولاد البكوات فليس عند أهله أملاك كما أن ليس لديه واسطة.

 أوَّثق مشاعرى أم أعبر عن مشاعرى لا يهمنى سأواصل الكتابة طالما تحركت مشاعرى واهتز وجدانى ومرة ثانية أشكرك .

د. يحيى:

يا مدحت يا ابنى، أنت من جيل أكبر نسبيا، فاسمح لى أن أدعوك معى لقراءة آلام ويأس وضياع الجيل الأصغر التى وصلتنا فى هذا البريد، وأذكرك يا مدحت بعلاقتى الحذرة والمتواضعة بالتاريخ عامة وتاريخ مصر خاصة،

 أنا لا أستطيع أن أكتفى من حيث المبدأ بأن انتمى للتاريخ ولا حتى للمستقبل، إنتمائى هو لما افعله أنا وتفعله أنت الآن، أما ما يفعلونه بنا وبأبنائنا، فهو مسئوليتنا أيضا الآن، ولا أرى أن علينا أن نواصل الكتابة، بتلك الحروف السوداء على الورق الأبيض، بل علينا أن نواصل “الفعل بالكتابة”، الكتابة حين لا تكون فعلاً مغيرّا لا تعُد كتابة،

 هذا ما ينبغى ألا نتوقف عنه، ولا نتوقف عنده.

 مصطفى حسن

هزتنى هذه الكلمات ومعانيها وضربت فى جذور الألم الذى لا يكاد يندمل بعضا منه حتى تنكأه المزيد من جراح اللامبالاة، تلك التى تنعكس فى صورة جريمة هنا أو غش هناك أو موت بالغرق أو موت بطائرة، ناهيك عن ملياراتنا المنهوبة، والثروات التى تم اقتناصها وغيرها من التى يتم تجهيزها لنفس المصير…الخ.

يا دكتور يحيى نحن حتى الآن لم نعرف مصير الدكتور/ إيهاب الشريف سفير مصر بالعراق، ولست بقائل أن شخص السفير أغلى عندى من موظف بسيط أو عامل فقير، وإنما إذا كان الأمر كذلك بالنسبة لموظف رسمى يمثل الدولة فعندئذ يكون الأمر مفهوما فيما يخص المواطن الأبسط.

إن أنشودتك التى غنيتها شابا؛ قد لحقتنا بعض نسائمها فى أجيالنا التالية لكم، وإن كانت هناك من وقفة \”مسئولة\” فإننى أتوقعها من الجيل الحالى \”المسئول افتراضا\” أن يستلهم أنشودته من وسط الركام كرسالة تصل لمن بعدنا، وأتصور أننى بدأتها بشكل ما مع أولادى ومرضاى، وأتمنى ألا أكون واهما، وإن كنت غير واهم فأتمنى أن أتلمس رسالتى وأن يعيننى الله عليها كما أوصلتموها ـ ولازلتم ـ لنا.

د. يحيى:

شكرا يا مصطفى على مثابرتك، ولكن قبل أن أمضى: هل أنت أنت “مصطفى حسن” الذى طال صمته، وغاب عن البريد حوالى السنة، أعجبنى تعبيرك التلقائى “جراح اللامبالاة”، الناس تحسب أن اللامبالاة هى لامبالاة، أما أن يخرج منك ما ينبهنا إلى غير ذلك، فهذا مهم.

مثابرتك التى جاءت فى نهاية رسالتك ليست هى كل الممكن، لكن إن عجزنا عن غير ذلك، فدعنا نتقنها.

د. أميمة رفعت

فى طريقنا إلى الندوة الشهرية بالمقطم يوم 8 اغسطس الماضى، ركبنا القطار المدعو الأسبانى أنا و زميلى د. منير شكر الله . وبعد الإنطلاق من الإسكندرية بحوالى 15 دقيقة فوجىء الجميع بصوت إنفجار عند مقعد ورائى ولكن فى الجهة المقابلة. و لأول وهلة تصورنا جميعا أنه طلق نارى أو قنبلة ما، وقفزنا من أماكننا، وإذا بنا نكتشف أن \”أحدهم\” قد قذف حجرا كبيرا على نافذة القطار المزدوجة فحطم اللوحين الزجاجيين الخارجى والداخلى فأصدر الهواء المحبوس بينهما هذا الصوت الهائل الذى يشبه الإنفجار.

كانت هناك طفلة لا تتعدى العشر سنوات تجلس بجوار هذه النافذة مع أمها وأبيها، وقد إنتابتها حالة هيستيريه من الصراخ المتواصل، كما أصاب الأم هلع فأخذت إبنتها بين ذراعيها وكما لو كانت لا تعرف أين تصب هذا الهلع فأخذت تصرخ فى الطفلة، أما الأب فقد إمتقع لونه ولم يتكلم ولم يتحرك. أسرع الجميع إلى رعاية هذه الأسرة من بحث عن إصابات إلى تهدئة روع الطفلة والأم، إلى إزالة الزجاج المنثور عن شعرهم وملابسهم وأيضا عن شعر وملابس الركاب الجالسين بقربهم ( ومنهم طفل صغير جدا جرح جرحا طفيفا و قد ظل يقفز من مكانه خوفا كلما مر قطار آخر بجانبنا و أصدر صوتا أو إهتزازا حتى نهاية الرحلة) . أخذ \”أولاد الحلال\” الأم و إبنتها بعيدا عن موقع الحادث فقد إمتلأ بالزجاج ولم يعد صالحا للجلوس، أما الأب فقد بحث عن مقعد خاوى قريب وجلس صامتا..

طوال هذا الهرج والمرج لم يظهر أى مسئول بالقطار، وظننت أن أحدا لم يشعر بالحادث. ولكن عند وصولنا إلى طنطا، توقف القطار ودخل عاملان و معهما أدواتهما ولوح زجاجى وشرعا فى الإصلاح فى صمت. وهنا إنفجر الزوج وخرج عن هدوئه وأصبح كالثور الهائج… صمم الرجل ألا يحدث أى إصلاح، وأن يأتى إليه مفتش القطار ليثبت الحالة ويفتح محضرا ويعتذر بالنيابة عن السكة الحديد، تشاجر العاملان معه ثم أتى أحدهما بمندوب عن مفتش القطار )الذى ظل مختفيا إلى النهاية)، ورفض المندوب عمل محضربل وتحدى الزوج أن يكون به أى إصابات هو أو أفراد أسرته، وكأن على الراكب أن يشكره لأن الطوبة قذفت بفن و إتقان دون أن تحدث أى إصابة، وعلا الشجار وأتى أمناء الشرطة بمسدساتهم وأجهزتهم اللاسلكية، وظننت أن المسالة ستحسم، ولكن كل ما فعلوه هو نقل الصورة أولا بأول للضابط المسئول وناظر المحطة عن طريق اللاسلكى…إنقسم الركاب على أنفسهم : قسم كان فى صف الزوج، وقسم قدرى حمد الله أنها جاءت فى الزجاج و(قدر الله وما شاء فعل)، وقسم جاء يصرخ فى الجميع على تعطيل القطار و لا تعنيه القصة فى شىء، وقسم أخير عقد ذراعيه على صدره ووقف يتفرج على ال action بإبتسامة بلهاء.

فى النهاية بعد حوالى 20 دقيقة إستسلم الزوج المسكين ولم يحصل لا على محضر ولا حتى على إعتذار، وجلس فى مكانه و زوجته و إبنته فى مكان آخر..فى عربة أخرى.

تحرك القطار وجلس كل واحد منا وفى داخله ( أنا على الأقل) غضب، و خوف، و وحدة، وإغتراب. هذا الرجل لم يطلب تعويضا ماليا وإنما طالب ببساطة أن يحترم كإنسان و أن يأخذ حقوقه كمواطن، فوصلته الرسالة واضحة لا لبس فيها : أنت نكرة… أنت لا شىء. \قرأت التعتعة فى اليوم التالى، وكنت قد قرأت مقال د. سحر الموجى فى المصرى اليوم الإسبوع الماضى:/ لو لم أكن مصريا..\”، وأشاهد كثيرا أ. عمرو أديب فى القاهرة اليوم، ويبدو أن السؤال الذى بات يفرض نفسه الآن على الجميع: كيف نشعر أولادنا بأهميتهم، ونزرع فيهم قيمة الإنتماء لمصر وللمصريين إذا كانت الرسالة تصلهم دائما بأنهم نكرة وبأنهم لا شىء، ليس فقط من المسئولين الكبار، ولكن أصبح أيضا من أفراد بسطاء مثلهم: مفتش محطة..وأمين شرطة ..وراكب قطار؟

د. يحيى:

المهم فى رسالتك يا أميمة أنك حمّلت الحكّام الأصغر أيضا مسؤولية الاهمال والإهانة والامتهان.

 ليس عندى تعليق محدد، شرفْتِ الندوة أنت والدكتور منير، أشكركما وإن كنت قد توقعت تعليقاً ما ، فالندوة ومجلة الإنسان والتطور هى أصل هذه المحاولات التى تظهر الآن فى النشرة اليومية.

أ. رامى عادل

هل تبحث عن الانسانيه؟ شبعت كلاما عنها ومللت. ولكن لى صديق يعاملنى بها, يصبرني, واتمنى ان نجد يوما انفسنا, حين يضحك ويداعبني, وحين اسرح فيفهم, يتلقفنى. شكرا وكفي.

د. يحيى:

كفى ، ونصف

رسالة د. طلعت مطر

استاذى الفاضل

اعجبتنى المقالة لانى اختزن أفكارها في قلبى منذ زمان وكنت أتمنى أن أجد مكانا للنشر لايقرؤه الا المصريون ولكن للاسف هذا مستحيل ولكن ما باليد حيلة وقد شجعتنى مقالتكم على إيداء بعض الملاحظات حيث اننى اعيش خارج مصر في مجتمع متنوع الجنسيات فتكون الرؤية أفضل . ألم\” يقل أبتعد قليلا حتى تراني \”؟. ولاأدرى ان كنت توافقنى فيما رأيت أم لا

1)    لاحظت أن المصرى يريد أن يأخذ أكثر مما يعطى

2)    إن حكاية الكرامة التى يغنى بها هى وهمَْ فهو يتنازل عنها كثيرا فى سبيل تحقيق مكسب مادى أو شخصى

3)    أن المصرى -آسف على قول ذلك – قد الف العيش فى القذارة وانظر الى الشوارع المصرية وأكوام الزبالة

4)    ان المصرى مستكين يرضى بالذل والهوان ولايثور إلا ثورة القطيع

5)    إن المصريين أقل الناس إبداعا وهذا يفسر احتماءهم بالتدين الشكلى دون الجوهرى سواء المسلم أو المسيحى

6)  إن المصرى لايقدر قيمة العلم فهو لايؤمن به ولايطبقه في حياته وانظر الى نسبة انتشار الاتهاب الكبدى التى لاتضارعها اى نسبة فى شعوب العالم

7)    إن  المصرى من أقل الناس انتماء لبلده وانظر الى سلوك الناس وتعاملهم مع الممتلكات العامه

8)  ان المصرى لا يتذوق الجمال وانظر الى شكل الارصفة في شوارعنا وقد تقول إن القاهرة كانت في العشرينات من أجمل مدن العالم , أقول لك لأن الجاليات الاجنبية كانت تعيسش فيها وعندما رحلت ظهرنا على حقيقتنا

آسف على التعميم واعتذر لكل من لايرى نفسه كذلك وعليه أن يثبت ذلك عمليا

د. يحيى:

يا طلعت، يا طلعت

لعلك قرأت ردى المختصر عليك أول أمس فى “الدستور” دون أن أذكر اسمك، لأنى لم استأذنك، وكنت قاسيا، وعموما فانتظره انت وأصدقاء الموقع فى نشرة السبت/غداً. حين أعدت قراءته الآن وجدت أنه لا يكفى وفى نفس الوقت وجدتنى لا أريد أن أزيد، ومع ذلك فالرد هنا أرحب، واسمك كإبن وصديق يشرفنى ذكره بين أصدقائنا هنا، وإليك بعض الإضافة:

  • أشكرك على أنك انتبهت ألا تنشر مثل هذه الآراء حتى لو صح بعضها على من هو غير مصرى، فنقد الذات، عند من لا ينقدون ذواتهم، لا يجوز فعلا (أحيانا أتصور أن بعضهم لا ينقدون ذواتهم: لأنهم ليس لهم ذوات أصلا تستحق النقد) نقد الذات أمام من لا يتسحق ولا يشارك ليس مطلوبا دائما. شكرا
  • ثانيا: ليس بالضرورة أن من يبتعد عن الصورة يراها أفضل، هذا يتوقف على سبب ابتعاده، ومدى مسئوليته، خصوصا إذا كان مشاركا فى رسم الصورة، وأنت وأنا مشاركان، رضينا أم لم نرض
  • واضح أننى لا أوافقك، ومع ذلك فلو عدت فقرأت يومية “برغم كل الجارى…شئ ما”، فسنعرف أننى عددت سلبياتنا بلا حصر، لكن ذلك أبدا لم يمنعنى من أن أرى ذلك الشئ الـ ما الذى تراجع الاحساس به، وإن لم يَضْمر طبعا لأنى أن نشرت هذه التعتعة الرد عليك “..إنى لو لم أولد مصريا”. لكن الآلام يا طلعت فظيعة، يا خبر!
  • أظن أننى حذفت مما نشر فى الصحيفة الجزء الأخير من تعليقك رقم (8) فعلىّ أن أضيف الآن أننى رأيت نظافة داخل ناس بلدنا فى قريتى، وفى طنطا وزفتا فى تلك الفترة، وفى مرضاى والأطفال أصدقائى بعد ذلك ولم يكن فى كل هذا ولا خواجة واحد إلا بقال يونانى طيب فى زفتا، ثم بضع خواجات يتاجرون فى القطن أو يتعاملون بالربا، صحيح أنا معك فى أن نظافة الخارج تدل على نظافة الداخل، لكن الارتباط ليس بهذه المباشرة ولا هذا الاختزال.
  • أخيرا، راجعت علاقتى الطويلة، وبك من خلال هذا البريد الأخير، وراجعت ما شاركت فيه فى هذا البريد باكرا، وحديثك عن عطر زوسكند، ورأيت فيك الآن شيئا كنت أحدسه ولا أتبين معالمه، من أول تصفيقك المبالغ فيه لى، وحبك الصادق لما أعمله وأحاوله، وربما لشخصى حتى خطابك هذا الأخير، فاكتشفت قسوتك على نفسك بقدر قسوتك على ناس بلدك. فتذكرت العطر ودعوت لى ولك.

***

حوار/بريد الجمعة

د. عصام اللباد

I remember notifying and apologizing to you for being unable to use the arabic language in the web as I am unable to change the language setting in my new computer. It seems you missed reading this part of my message with contained the summary of CATIE study.

So, I am repeating it, hoping to be able to change the language setting soon.

Thanks.

Essam Ellabbad

د. يحيى:

فعلا،

وسوف أبحث عنه

شكراً وفى انتظار “لغتك العربية” الجميلة

د. مشيرة أنيس

أعتقد أن فكرة وضع التعليقات المطولة كملحق للبريد هى فكرة جيدة

د. يحيى:

أنا مع هذه الفكرة أيضا، لكننى أخشى أن يعنى ذلك تهميشا، وها أنت ترين أن حجم كلام الأصدقاء الضيوف هو البريد كله، فما رأيك أن أجعل كلامى أنا هو الملحق.(كما سأفعل من التوصية بعدم قراءة ملحق اليوم)

د. محمود حجازى

توقفت عند قولك:

“أنا لست معالجا نفسيا يا وليد وليس لى مدرسة بالمعنى الشائع بل إننى أكاد أقول إننى لست طبيبا نفسيا بمعنى الطبيب المؤسسى، (هكذا) أنا وتلاميذى وزملائى”

هذا كلامك يا دكتور يحيى

حينما أفكر فى هذا الموضوع كثيراً ما أصاب بقلق شديد نحو وبرغم ما نحققه من نجاح مع مرضانا، إلا أنى أحس أننا فى مكان، والآخرون على اختلاف مدارسهم فى مكان آخر، أحيانا أحس بغربة، ويفسر هذا الموضوع لى صعوبة التواصل مع المدراس الأخرى، هل هو خطأنا أم خطؤهم أم خطأ شركات الأدوية ، إن ما نتعلمه من حضرتك ومن مرضانا كما علمتنا هو علم، حتى ولم ينطبق عليه صفات علم بالمعنى الأكاديمى، وبدون إثبت لى وأثبت لك، هذا بعض ما أثاره بريد الجمعة هذا الأسبوع وأردت أن أشارك حضرتك فأنت ملاذنا دائما ، وشكراً

د. يحيى:

يا محمود، يا محمود، الطب طول عمره ممارسة واقعية (إمبريقية) لصالح المرضى، وهو فن أكثر منه علما، هو فن يستعمل العلم والمعلومات بأكبر قدر من المسئولية، العلم والمعلومات فى ممارسة فن الطبابة هى مثل ألوان اللوحة وقماشها، لكن فن اللأم، فن “المداوة والمواساة”، هو شئ آخر، سواء كنا علماء أم غير ذلك ، فتصنيفنا لا يهمنى وإن كنت لا أستهين باهتمامك بالتواصل، أما إن أصررت على التصنيف فإليك رأيى:

 أنا “صنايعى” أساساً، صنعتى هى النقد، أقوم بنقد النص البشرى بمشاركة النص نفسه،

 علما بأن النقد هو إعادة تشكيل، الفرق كما قلت دائما هو فى أن النص البشرى فى حالة العلاج الحقيقى إبداعا، يشترك فيه النص نفسه (المريض) ونحن نبدعه سوياً.

 هذا وسوف نجد يوما ما طريقا للتواصل،

 كما سيبدع الناس، كل الناس، ديمقراطية أخرى، قد تغنينا كل هذا الكذب، وأيضا عن أن يقفز إلينا وعينا، الحكم الشمولى، كلما نبهنا إلى كذب الديمقراطية السائدة،

 وسوف نتحقق كلنا بشرا آخرين، بشراً أفضل نحن ومرضانا، وحتى معيقونا أيضا

ولم لا ؟!

أو ننقرض!

ولم لا ؟!

د. وليد طلعت

هل سيطاوعنى الشعر الآن

وقد أجرمت

أنا العاصرُ

والساقي

والشارب

متعاطى الحزن

الخاسر

صاحب أصحابى

وعدو عدوي

لا أعرف كيف يكون الكرهُ سوى بدمٍ

وإذن لا أكره جديًا

   -لم أكره حتى الآن سوى نفسي-

تواق ٌ لمنازلة الأعداء

ولا أمتلك جوادًا أو سيفًا.

مغدورٌ أتباكى

و أمزّقنى فوق الأرصفة

 وفى الطرقات

أقطّعنى

فى أعين بشر

ليسوا غير الحفارين لقبري

غير هوائهم لا أتنفس أسفا

غير حنينٍ أجوف لا أملك

وصراخ ٍ بالكاد يغادر فيّ

أنا المولود الملعون بعشقى وجنوني

أنذركم بخرابٍ آتٍ لا ريب

ستغمركم حين الوقت دماء ٌ

تتمزق أجسادٌ

تشتعل قلوبٌ

تتشظّى أرضٌ

ترتعد سماءٌ

ويسود ظلامٌ لا يخدشه النور

ويعمُّ الحزنُ

يعم الحزن

وصمت ٌ أبدى

لا يقطع وحشته

غير أنين صبيّ

ونحيب صبية

كانا ينتظران الغد .

مش لازم ياعمى ترد ولا لازم تنزل القصيدة فالبريد ولو معندكش وقت متقراش المهم احساسى الجميل انى باتواصل معاك

عارف رغم أنى داخل العالم بتاعك بعنف(حماس زايد يمكن) حذرتنى منه زمان استاذتى وتلميذتك د. لميس الراعى وأنا شغال معاها فى الرسالة إلا أنى مش حاسس إنى فى عالم، غريب وحتى مفرداتك وحوارك وكلامك مشغريب علىّ يا سيدى

 رب ابن لى لم تلده امرأتى ويجعله عامر

د. يحيى:

إحنا وأنت وكل من ألقى السمع وهو شهيد

أ. رامى عادل

اربط بين حيرتك وتشتتك(فى القصيدة) ومحاور الاخ محمد احمد الرخاوى المتعددة. فمن الصعب ان يلم بنى ادم بكل هذه المعرفه –المتدفقة- أو يحاول.. دون ان يصاب فى مقتل!

د. يحيى:

قال مقتل قال

بعيد عن شنبهم

د. دينا عاصم (استفسار)

أريد بحثا علميا أو كتابا عن الرجوع لحالة الجنين فى الطب النفسي

د. يحيى:

على قدر علمى لا يوجد شئ اسمه “الرجوع لحالة الجنين” فى الطب النفسى، لعلك تقصدين النزوع للرجوع للرحم، وهذا أمر يحتاج شرحا طويلا أعدك أن أبحث لك عن المراجع المناسبة وأن أعود إليه بشكل ما.

****

استدراك حول “العين الداخلية”

د. محمود حجازى

وصلنى اجتهاد د. أميمة ومثابرتها

كما جعلنى لا أمل من تكرار طلبى من سيادتك بكتاب كامل عن الفصام .

د. يحيى:

حاضر: لك، ولأميمة، وللدكتورة أمانى الرشيدى فى فرنسا

****

إبداعى الخاص: الملاهى المعاصرة

أ. منى أحمد فؤاد

بصراحة أول مرة مشاعرى تتحرك لقصيدة وأحس منها شئ يمكن عشان أنا بجد مخنوقة فشعرت بالقصيدة.

د. يحيى:

يمكن

أ. منى أحمد فؤاد

* نفسى أعرف أفتح عينى شوية

* عندك حق إن الحظ لأولاد الأفعى مش لأى حد ياريت نكون زيهم أو الحظ يبقى لينا شوية

* معجبة جدا بقولك “اللعبة أن تخفى سرك”،

 فعلا صح جدا بس اللى مش عارف يعمل إيه؟

د. يحيى:

ولا حاجة،

يظل لا يعرف

أليس هذا أفضل

****

تعتعة: فرسكا

أ. منى أحمد فؤاد

وصلنى حزن شديد على ما نحن فيه

د. يحيى:

ألم تعرفى نهاية القصة، وكيف ضحك له البحر، فرد عليه…

” قال بصوت مرتفع ليصدق نفسه: الحل فى الفروسية وليس فى الفرسكا.

وابتسم للبحر،

فابتسم له البحر قائلا: “يبدو” أننى أحبك

هل هذه النهاية تبعث الخزى؟ ياه! !! شكرا، الحزن دافع رائع للإبداع والحياة والفرحة، فلنحزن فرحا، ليس على ما نحن فيه.

****

أحلام فترة النقاهة: “تقاسيم حلم 79 وحلم 80

أ. علاء عبد الهادى

حلم 79:

كنت أتوق لمعرفة هذه المفاجأة الغير متوقعة والتى تستعصى على اى أدراك ، والتى حولته من غضبه العارم إلى فرحة شاملة .

د. يحيى:

تحريك هذا “التوق” بالذات هو وظيفة الإبداع، وكذلك المفأجاة،

 أما القراءة التى تحاول أن تحدد الهدف من النص، فهى تفسير لم أعد أرتاح له، هذا هو ما دعانى للتوقف عن المضى فى التفسير بمنهج النقد الشائع بعد 52 حلما هل كنت معنا؟

حلم 80:

حاولت تصنيف نظرات الأخوة إلى والدتها كلا على حسب مسئوليته على الرغم من تداخل هذه المشاعر فكانت هكذا،

 الأخت الكبرى كانت نظره عتاب وألم،

 الاخت الأصغر منها كانت نظرة احجتاج وندم،

 والأخت التى تليها كانت نظرة رفض وسماح،

 أما الأخت الصغرى فكانت نظرة دهشة.

د. يحيى:

يا أخى حرام عليك،

 لقد فتحنا ملف الحب والكره، وقبله ومعه وبعده ماهية الوجدان ونحن نحاول أن نتخلص من سطوة الألفاظ على الوجود، واختزال الوجدان إلى اسمه لماذا حاولت تسمية هذه المشاعر، أليس الأفضل ألا تسمى وما يصلك يصلك،

 سوف أنشر هنا قريبا قراءتى للقصة القصيرة ليوسف أدريس “لغة الآى آى” لأعلن من خلالها أن “الإبداع هو الحل”، بمعنى أننا نحتاج لغة أخرى نصف بها مشاعرنا غير تسميتها وربما ساعتها لا نحتاج أيضا لتفسيرها، هذا ما وصلنا من تشكيلات الألم الجسدى والنفسى كما أشرت سابقا.

د. إسلام ابراهيم أحمد

مش فاهم قول الأم: انا التى أنجبتكم فى الدنيا هكذا. فما دخل القدر والمكتوب.

د. يحيى:

أحسن،

بمعنى – كررته فى البريد السابق ودائما:

 إنه يبدو أن الأفضل ألا نفهم الإبداع بنفس الطريقة التى نفهم بها دروس التربية الوطنية أو القراءة الرشيدة.

د. إسلام ابراهيم أحمد

وأنا أٌقول: انا مسئول عن أنى أحببت ودافعت عن حبى إلى النهاية.

د. يحيى:

قوّاك الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *