نشرة “الإنسان والتطور”
7-5-2010
السنة الثالثة
العدد: 980
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
لا مقدمة
*****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (63)
أ. محمد المهدى
أرى أن هذه اليومية قد أوضحت لى بكلمات بسيطة حقيقية ما يدور فى رحلة العلاج، إلا أننى على الرغم من معرفتى بما تقصده حضرتك بمفهوم “حركية الحياة” أندهشت حين ذكرت حضرتك “أن هذه الحركية لا تتوقف حتى بعد الموت”، وأرجو إيضاح ذلك أكثر.
د. يحيى:
عظيم أنك عرفت ما أقصده بهذا التعبير الصعب، لأننى شخصيا لا أعرف ذلك بأية درجة من اليقين، لكنه التعبير الذى عبّر عن ما أريد مرحليا.
أما حكاية أن هذه الحركية لا تتوقف حتى بعد الموت، فيبدو أن هذا مرتبط بفروضى الأخيرة حول الموت، مرة من حيث أنه نقلة من الوعى، الشخصى إلى الوعى الكونى، ومرة أخرى باعتباره “أزمة نمو”، ومرة بقراءتى النقدية التى اكتشفت من خلالها مفهوم الموت عند الأطفال من خلال نقدى لهانز كريستيان أندرسون، ويمكن الرجوع إلى بعض ذلك فى الموقع (مجلة وجهات نظر: مارس 2005 “أطفالنا: بين روح الشعر ونظم الحكمة) أو فى النشرات (نشرة 5-1-2008 الموت: ذلك الوعى الآخر) ونشرة 25/11/2005 (كيف ومتى يعرف الطفل ما هو الموت؟ ونحن أيضا؟) ونشرة 2/12/2005 (مِنَ الموت “الجمود إلى الموت المولود”).
أما الموت العدم، فهو شئ آخر.
ولنا عودة
أ. محمد المهدى
فيما يتعلق بمفهوم “المشى على الصراط”، فأتفق مع حضرتك أن حالة الانتقال من الوجود الساكن إلى وجود آخر غير محدد المعالم، وغير واضح تجعل المريض فى حالة من التية والحيرة وكثيراً ما يشكو المدمن الذى يقترب من التعافى من هذه الحالة (اللخبطة وعدم الاستقرار على شىء واضح)، ويستعجب جداً حين نقول له أن هذا معناه أنه يسير على طريق التعافى.
د. يحيى:
ياليتك يكون عندك وقت لتقرأ الثلاثية على بعضها وكلها تحت اسم “المشى على الصراط” الجزء الأول: “الواقعة”، والثانى: “مدرسة العراة” والثالث: “ملحمة الرحيل والعوْد”، وهو أقرب إلى الجزء، علما بأننى لم أجد بعد الناقد الذى يهتم بهذا العمل، فيكمَل به ما أردت أو يفتح الحوار معه، وأدعو الله ألا أكون أنا هذا الناقد يوما ما مضطرا طبعا.
د. محمد الشرقاوى
أنا قربت روايه المشى على الصراط مرتين، باحس ان فيها عمق غريب تخليك تقدر تقراها اكتر من مره مع انى لا احب ان اقرا اى موضوع مرتين وكمان متهيالى انها مستوحاه من اشخاص من الواقع بما فيهم شحصيه حضرتك الدكتور عبد الحكيم على ما اعتقد وانا هذه القصة تعبر عن رؤيه حضرتك للمريض النفسى وطريقه نظر الطبيب النفسى لنفسه.
د. يحيى:
أولا: أشكرك
ثانيا: لعلك تذكر أن د. عبد الحكيم لم يظهر شخصيا إلا فى آخر صفحة فى الجزء الثانى بعد ظهوره المبدئى القصير فى الجزء الأول، أما فى الجزء الثالث فقد ظهر ابنه.
ثالثا: الأشخاص طبعا غير حقيقيين، ولا حتى من بين المرضى.
رابعا: ياليتك تقرأ ردى على الابن محمد المهدى حالا.
د. إيمان الجوهرى
بيبقى احساس يفرح قوى لما المريض يتحرك فى اتجاه يقربه من نفسه ويسعد بقربه وأشوف لمعه عينه.
بس أعمل ايه؟… احيانا باخد الموقف الفوقى ده غصب عنى. مع بعض المرضى بالذات اللى بيعصلجوا اوى فى الشغل والقرب.
مش عارفه ليه أفتكرت حاجه كتبتها احلام مستغانمى فى روايتها فوضى الحواس اللى هى جمله..(لا تتعجل تصحيح أخطاءك فأنت لا تعرف ماذا تضع مكانها).
د. يحيى:
أظن أن جملة أحلام مستغانى هذه هى جملة جميلة جدا وشديدة الدلالة، لكنها أقل من احتمال أن نعتبر ما نتصوره خطأ: صوابا محتملا.
د. إيمان الجوهرى
بعقلى الجمله دى بتخوفنى وتعطلنى احيانا مع المريض.
بس اللى بجد انى بقلبى بابقى مستعجله تصحيح الأخطاء سواء فى نفسى او فى المريض.
وممكن أكون بافكر نفسى بالجمله دى لما ابقى مش عارفه أحرك حاجه أو أصححها برضه مع نفسى او مع مريض.
مش عارفه باخدها حجه ولا تصبيره ولا جد.
د. يحيى:
أولا: كل ذلك جائز ومهم.
ثانيا: هناك مبدأ جيد مفيد، هو جزء من المنهج الفينومينولوجى وهو أن نضع القضايا، ومنها ما نتصوره خطأ، ومنها ما نظنه صوابا، بين قوسين، وهو ما يسمى أحيانا “تعليق الحكم” وهو منهج يحد تماما من الاستعجال والاختزال وأيضا من اليقين بالصواب الأوحد.
*****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (64)
أ. رامى عادل
تعقيب:اتوقف! فاعيد اكتشاف العتمه التى تعلن لساكنيها امكانية أن ينظروا فيروا ماخفى عن بقية الناس، حقا يجذبنى العمى، ربما لهول الرؤيه، لست ادرى كيف يخلق المغشى عليهم عالمهم باسراره، ودقائقه تعرف جيدا يا د.يحيى أن الكائن الحى يتكيف والوضع، أو الموقف، فلا تستثنى الظلاميين لو سمحت، ففى حد علمى أن حرمان المجانين من مشاهداتهم بفعل العقاقير، لا يحرمهم بالضروره من القدره على التغريد، بل يبعث فى كلامهم العذوبه، والله على ما اقول شهيد.
د. يحيى:
هذه رؤية جديدة مفيدة لحسن استعمال العقاقير أحيانا
أشكرك.
*****
كل شىء هادئ فى الميدان الشرقى!!
أ. أيمن عبد العزيز
ثقافة الحرب لا أعرفها وأعتقد أن كل من هو فى سنى لا يعرف هذه الثقافة، ولكن كل الذى أعرفه هو ترديد أن السلام خيار استرتيجى كما يقال فى كل قمة عربية، وفى كل خطاب رئيسى، كأن هذا هو الحل لنا فقط، والمصدَّر إلينا والمفروض علينا، وهو حل تسكينى لنا على عكس ما يجرى فى إسرائيل، وأمريكا، فعندما أقارن بين حالهم وحالنا أجد أنهم لديهم ثقافة الحرب، وأن هذه الثقافة تؤدى إلى حركة وتطور وحافز للإبداع، فكيف تدعو إلى ثقافة يريدوها أن تموت؟
د. يحيى:
هم لديهم ثقافة الإبادة، فعل الحرب، وليس ثقافة حرب، أعرف أن الأمر غامض ويحتاج عودة وعودة، وأيضا نذالة القتل، غير موقف القتال.
ثم إنى لا أدعو إلى ثقافة حرب، أنا أعلن أن هذا هو “قانون البقاء”، كذلك: هم فعلا يريدون لثقافة الحرب أن تموت عندنا، ويصدرون ذلك تحت عنوان رخو اسمه “السلام”،
وهو ليس إلا الاسترخاء الأعمى، وهذا حافز لى ولك أن نرفض ما يريدونه ونتمسك بحقنا فى البقاء جاهزين لحروب لا تنتهى، مهما اختلفت الأدوات والميادين.
د. سهام
أعجبنى جدا قولك هى حالة، ففعلاً هذا تعبير ملائم جدا لوصف ثقافة الحرب وعلاقتها بالحياة وليست فقط كما توصف بالجهل والتخلف.
د. يحيى:
الحالة، غير الفعل، غير الثقافة
كل ما علينا هو أن نحسن انتقاء أدوات الحرب أرقى فأرقى، وأن ننتصر لعدونا ونحن ننتصر لأنفسنا، بمعنى أن نقبل – من حيث المبدأ– أن نعامله إنسانا قد تشوه لا أكثر، وليخرج الإنسان المحارب القوى منا ومنه معاً، فيختلف معنى الحرب لصالح الحياة.
د. مدحت منصور
وصلت بنا القصة إلى نسف الحمائم مع الصقور وهذا ما نتمناه جميعا الآن، اثنين وستون عاما من الصراع، زادت خبرتنا ببعضنا البعض، أصبحنا نقرأ أو نستقرئ بعض جيدا. يراهنون أننا لا نورث أبناءنا أى شئ حتى يوجد الجيل الذى لا يعرف شيئا عن أى شئ وقتها سوف يتحركون أما على الجانب الآخر لا يخمد الصراع ولا العداء والعدوان لحظة وعلى جانبنا شئ يتحرك كالغريزة يقول فلتنسفوا أعداءنا أعداء السلام كى نعيش السلام الحقيقي.
د. يحيى:
لم أفهم جيدا
لكن أرجوك أن تقرأ الردين السابقين.
*****
هل ثَمَّ شبهٌٌ بين: “الهابط بالباراشوت”، و”النازل من الهليكوبتر”!!
أ. عماد فتحى
أعتقد أن هناك شبه بين النظام القائم والبديلين، ويمكن ده اللى يخلى الناس تقول اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش.
د. يحيى:
أنا لا أحب هذا المثل إلا فى حدود
الإيمان بالغيب هو إيمان بما لا تعرف
الإيمان بربنا الذى ليس كمثله شىء هو إيمان بما لا نعرفه تحديدا عيانيا.
الذى لا تعرفه واعد، أما ما تعرفه فهو مهم فقط كقاعدة انطلاق أساسا، وليس كنهاية للمطاف.
ومهما تعددت أوجه الشبه، فلا ينبغى أن تنسينا عمق الاختلاف ودلالته، وهو بلا حدود.
يستحيل أن يُختزل البرادعى فى النهاية إلى جمال مبارك حتى لو مثَّل الاثنان بعض جوانب النموذج الغربى.
أ. هيثم عبد الفتاح
أثناء قراءة اليومية خطر على بالى سؤال:
يا ترى اللى بيحكمنا دلوقتى (ومن فترة ليست بقليلة) هو الرئيس مبارك ولا إبنه الشاب المتورط؟!
د. يحيى:
ربما لا هذا، ولا ذاك، لكن الرئيس مبارك حاضر أكثر فى وعى الناس ولو بحكم التعود.
أ. هيثم عبد الفتاح
دائما ما كنت أوافق على رؤية ناسنا ووصفهم بالطيبة والشهامة والمغلوب على أمرهم.. الخ، لكن ولا أعلم السبب وراء، وجدتنى هذه المرة مسلط الضوء على سلبيات هذا الشعب والتى وجدتها ليست بالقليلة ليس هذا أنجب، بل نظرت لفئات المجرمين والحاقدين ومتحجرى القلب.
د. يحيى:
لا يوجد شعْب (ولا فردْ) بلا سلبيات
مبررات ظهور السلبيات موجودة، لكن التمادى فى السلبيات يلزم من يتمادى بدفع الثمن.
د. ناجى جميل
لا أعتقد أ، هناك وجه شبه على الرغم من وجود المفاهيم والاعتناقات المشتركة، فالشيخ ممارس جيد والشاب سامع تابع آمل.
د. يحيى:
مرة أخرى: الكلام عن وجه الشبه لا ينبغى أن ينسينا أوجه الاختلاف التى كلها لصالح البرادعى بداهة.
د. ناجى جميل
أما بالنسبة للمصلحة فأنا أشك فى إمكانية أن يغير فرد آياً كان مصر كل هذا التخلف والفساد والفكر الراكد..
د. يحيى:
التغيير قادم قادم، وإذا جاء نتيجة لتفاعل الناس وحركتهم فهو أضمن وأبقى، أما إذا كان نتيجة الاعتماد على فرد مهما بلغ إخلاصه وتعاظمت قدراته، فعندك حق، لأنه وهم غبى، حتى لو نجح بعض الوقت، فعمره الافتراضى شديد القصر.
د. عمرو دنيا
لم أستطع أن أجد شبه بينهما وأرى أنهما مختلفين تماما فأنا أرى أحدهم غارق فى الفساد، وعمى القوة والسلطة، وآخر لا أعرفه ولا أعرف عنه الكثير وآمل فيه أن يكون على عكس الآخر الذى أعرفه.
د. يحيى:
أرجو أن تقرأ ردودى السابقة، ودعنى أكرر أن أوجه الاختلاف أكثر كثيرا، وهى لصالح البرادعى.
د. محمد أحمد الرخاوى
اذن العلمانية، الليبرالية، الرأسمالية ضد الوعى الانسانى الاعمق !!!
د. يحيى:
ليست المسألة بهذا البساطة
د. محمد أحمد الرخاوى
طبعا دى كلها الفاظ منحوتة لها ما لها وعليها ما عليه
د. يحيى:
نعم لها ما لها وعليها ما عليها، لكن مجرد إقرار ذلك لا يكفى
د. محمد أحمد الرخاوى
والله بعد كل التجارب دى هل نستطيع ان نقول ان “الاشتراكية، الاخلاقية، المعرفية الجدلية” هى الحل (على وزن الاسلام هو الحل)
د. يحيى:
وهل نحن تنقصنا لافته كُشَرية (“من الكشرى”) جديدة؟! “اشتراكية أخلاقية معرفية جدلية”!! يا رجل حرام عليك، برغم أنى أتصور أنك تعنى كل كلمة فيها، لكننى أخشى هذا الاختزال المغرى بالرِّضا التلفيقى.
د. محمد أحمد الرخاوى
ورحم الله جمال عبد الناصر العادل الغبى الجبار
د. يحيى:
أنا أصالح عبد الناصر بهدوء هذه الأيام، ولا أوافق على وصفه لا بالعدل ولا بالغباء ربما يصح وصفه بالتحيز، أصالحه من خلال معايشتى حرب الاستنزاف بالذات من خلال كتاب اليوم السابع للمرحوم محمود عوض.
د. محمد أحمد الرخاوى
الحلو ما يكملش
فعلا المرحلة دى من عمر مصر عايزة رؤية طولية مصحوبة بحلول فورية لمنع السفينة من الجنوح.
البيضة ولا الفرخة
مثل انجليزى بيقول:
It takes seven centuries to make a gentle man
الشعب ده محتاج إعادة تربية بس بعد توفير حاجاته الاساسية.
حاجاته الاساسية هى خارج لعبة تغيير الدستور والترشيح للرئاسة
حاجاته الاساسية هى ان يحس ان فيه حد يبفكر فيه بجد وبيعمل له حساب بجد بدل الغابة الموجودة دلوقت اللى ملهاش صاحب
ويمكن عشان كدة اكتسب عبد الناصر هذه الشعبية الجارفة برغم غباؤه الشديد وغباء من تحمس له دون رؤية طولية وجدلية حيوية طول الوقت.
د. يحيى:
مرة أخرى لم يكن عبد الناصر غبيا حتى لو كان بين من تحمس له كثرة من الأغبياء
ثم دعنا نفكر فى أنفسنا وننطلق، أهم من انتظار من يفكر فينا ويعمل حسابنا
محمد أحمد الرخاوى
اقتراح لعبة جديدة
من ضمن التحريك السياسى ( المفروض انه جاري!!!!) ايه رايك ياعمنا نطرح لعبة نفسية كالآتى:
انا لو بقيت رئيس جمهورية حاعمل…..
هو البرادعى لو بقى رئيس جمهورية بكرة الصبح حيعمل ايه يعني يمكن
يا ترى حسنى مبارك دريان باى حاجة…..، إذن بقى..
ولا يعنى جمال محمد حسنى حاسس بينا، دى هبلة مسكوها طبلة……، يبقى أنا لازم..
يا عم روووووح ده مولد وصاحبه غايب بس أنا برضه…….
د. يحيى:
أوافق (بعد إضافة الكلمات بالأسود لتكون لعبة)
وأعرضها لمن شاء أن يشارك
أ. رامى عادل
المقتطف: فراح يتحسس طريقه بين الناس إلى الناس، لا ليتلمس الاقتراب منهم كسبا لأصواتهم كما يبدو لأول وهلة، ولكن ما وصلنى هو أنه يحاول أن يتعرف عليهم فعلا، يتعرف على الناس الآن من جديد، من هم؟ كيف هم؟ هل هم كما هم أم أنهم غيرهم؟
سؤالى من فضلك:هل تنوع الناس- الجمهور- ، يعطى كل من يحتك هذه الفرصه، ليكون غير ما اعتاد؟!
د. يحيى:
لا توجد قاعدة، كل واحد وشطارته
أ. رامى عادل
ثم الى اى درجه يا ديحيي،قد تضربنا المعرفه؟
د. يحيى:
كل واحد وتفتحه
*****
الألفاظ – التفكير اللفظى – الألفاظ
“الضرورة – المصيبة – التحدى” (3)
د. على طرخان
* أن تستقبل المعلومة غير أن تسمعها وتحللها وتدرسها.
* أن تعرف معنى الكلمة حق معرفة وجمعها وأبعادها هو ما يعطيك الحق أن ننطق بها ونتحملها.
د. يحيى:
هذا طيب أن تعيد النص دون تعليق
د. على طرخان
حق الناس عليك أن تسمع وجهات نظرهم وأرائهم ومعلوماتهم وحقك على نفسك أن تناقشهم وتعارضهم ونتمسك بوجهة نظرك…
د. يحيى:
هذا أيضا طيب
أ. نادية حامد
وصلتنى مسئولية كبيرة ومُلزمة فى إختيار (الألفاظ) حضرتك ذكرتها فى هذه اليومية بس شّيلتنى هم أكبر فى حمل هذه المسئولية لما حضرتك ذكرتها كده بوضوح.
د. يحيى:
حمل الهم ألم شريف
لكن أحذرك يا نادية من المبالغة فى محاولة الانتقاء، نحن نستخرج الكلمات تلقائيا بأمانة ومسئولية، فتحتوى ما نريد بها، وتوصّل ما نريد منها، أما التوقف للانتقاء قبل النطق بها فهو غير مطلوب (بس انت لو بصيت لرجليك تقع. “جاهين”)
أ. عبير محمد
نحن نتكلم حتى لا يقتل بعضنا بعضاً إندفاعا فى التواصل أو رعبا أو كليهما
ما معنى هذه العبارة؟.
د. يحيى:
قلت كثيرا يا عبير، إن شرح هذا النص بالذات يفقده حضوره وفاعليته فى الوعى مباشرة.
د. مدحت منصور
التيار شديد والإنارة أشد ولكن لا تراجع ولا استسلام ولو كان الثمن جنونا أو إبداعا.
د. يحيى:
هذا هو
أ. رامى عادل
إذا بلغت حيرتك مبلغا يضطرك إلى التفكير فى كل شىء معا، فاستسلم، وستغلب الفكرة الأوْلى بالرعاية.
التعقيب: وصلنى وبقوه فكرة الكشف عن وجود ربنا، وما يحدث من بعث لنور الله بداخلنا، كما كتب الغزالى
د. يحيى:
ياه للربط يا رامى!!! ربنا معنا
أ. رامى عادل
(91)
لو سكت الناس، كل الناس من كل لون وجنس، نصف ساعة عن الكلام يوميا…. وبإرادة اليقظة، نفس النصف ساعة: لتقاربوا رغما عنهم دون أن يضطروا للأحضان المنافقة.
التعقيب: رغماعنك، عاوز احضنك
د. يحيى:
موافق
أ. رامى عادل
(92)
نحن نتكلم… حتى لايقتل بعضنا بعضا اندفاعا فى التواصل، أو رعبا منه، أو كليهما.
التعقيب: نحن نتكلم..حتى نثبت صحة ما نقول، وكانه العكس.
د. يحيى:
ظريف أن يكون تعقيبك من النص
أ. رامى عادل
(93)
مالك تبدو سعيدا، مرتاحا، واثقا، منتهيا وأنت تخرج الألفاظ وكأنك تتكلم: تصف جوع الناس، وسحق الأطفال، وقهر الضعاف، وبؤس الرعاع، وسحل المذنبين، وقتل الأبرياء.
التعقيب: رايتك متالما حتى النخاع، وجها لوجه،اسميته-انا- تصدع،شقاء،سحق (من سحيق).
د. يحيى:
يا رجل يا رجل واحدة واحدة
لا أوافق
أ. رامى عادل
(94)
تثقيف هذه الأيام من مصادر الإعلام تتبع “نظرية الأوانى المستطرقة”، ولذلك…، فحتى تكون مثقفا تكنولوجيا معاصرا لابد وأن تستلقى فى الوضع راقدا، والراديو والتلفزيون أعلى من مستوى رأسك، حتى تنساب الثقافة عبر قناة استسلامك.
(ملحوظة: لا تنس فائدة نفس النظرية فى استعمال الحقنة الشرجية….).
التعقيب: اكره الجمادات جدا، والمتعاملين معها، وكل ما له علاقه بغير الواقع، او ما لا يمتلى به القلب، والعين، اعنى التليفزيون.
د. يحيى:
من الجماد ما ينطق أفضل من بشر مهلهلين
أ. رامى عادل
(95)
أخبث سبل التفكير المعاصر، هو أن يفكر لك الكتاب الذى بين يديك، حتى يريحك من مسئولية تلقّيه.
التعقيب: مره ثانيه،كيف يغذى بعض المجانين شططهم ببعض القراءات، ليثبتوا لانفسهم انه جانبهم الصواب، صدقنى يا د.يحيى لن ارضخ لحكم قراقوش، خصوصا لانى لا اريد ان اظلمك، او اظلم نفسي، تكفينى عينا، انهل منها اعذب وارق الانغام.
د. يحيى:
تكفى فعلا
أحيانا
أ. رامى عادل
(96)
لو تركت نفسك تلهث وراء ما تلقى به أمعاء المطابع كل ثانية، فقابلنى فى سوق “الدشت”.
التعقيب: حقيقه، الكتاب رحله لا نهاية لها، ولكن الشارع بناسه وحميره أهدا، وألطف، وأكيس
د. يحيى:
ليس دائما
أ. رامى عادل
(97)
لو أقفلت أبواب عقلك -استرخاءً- عما يزين صفحات الكتب إشراقا، فقابلنى فى بركة العطن.
التعقيب: صدقنى هذه المره، لن تكفى نظريات العالم اجمع، ولا كتبه المقدسه، مهما استقتلنا، لنبلغ قصة صدق يعيشها اسكافي، او زنجي، او بائعة هوى، او قديس، العن كل كتاب شغلنى عن رب الناس، الناس ايضا كتب واغلفه واوراق مرصوصه، لكنها تنطق بانات الهوى
د. يحيى:
هذا صحيح على شرط ألا يكون هو القاعدة
أ. رامى عادل
(98)
ولو تبدلت مع كل كلمة وكل رأى، دون اختبار أو رؤية، فقابلنى فى بئر التيه.
التعقيب: لم اقابل مثل هذا، لكن لا وجود له وسطنا، قد يكون مقطوع..من شجره
د. يحيى:
أحسن
أ. رامى عادل
(99)
ولو اخترت من بين الألفاظ ما تعرف أنك قادر على حمل مسئوليته وملتزم بفعله، فياويحك منك، ومنها.
التعقيب: لطمتنى ايتان -بصراحه- ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد، ومن كان يظن ان لن ينصره الله فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ، فلم استطع تزييفهما وحملت مسؤلية فهمهما حق الفهم، فلم تسعنى الحريه، وزج بى فى معتقل الغباء النحوى الصرف د.يحيي: مشكلتنا اننا قد نخدع الجميع، بعباره مثل الاستسهال المفرط، الخ، وهو ما لم اجده ولا فى احلامي، اسف انت لا تعرفنى جيدا يا د.يحيي، ربما لم اسمح لنفسى بذلك بخلا او انزعاجا او فرط تفكير، لا تنطقها مره اخرى لو سمحت، انا لست مستسهلا ولن اكون الا بغير ذلك، الطف بى يا رب.
د. يحيى:
حاضر
أ. يوسف عزب
اتصور ان جملة اذا استوعب اللفظ المعنى تصلح لعبة من كثرة ما تثيره من شغف وجمال وقد سمحت لنفسى بذلك
اذا استوعب اللفظ كل المعنى…. ما كتب احد لفظ واحدا
اذا استوعب اللفظ كل المعنى.. كانت الحياة شديدة القصر
اذا استوعب اللفظ كل المعنى… يسود صمت قريب
اذا استوعب اللفظ المعنى… ساد الفزع
اذا استوعب اللفظ المعنى… ما كان لقاؤنا بك
د. يحيى:
موافق
أ. أحمد سعيد
لما كان الكلام هو الفكر المنطوق، والكل يتكلم، إذن الكل يفكر، ولكن كلٌ يغنى على ليلاه.
د. يحيى:
أعتقد أننى لم أقصد أيا من ذلك
*****
د. زكى سالم
من صميم قلبى، لك كل الشكر يا دكتور، ما كل هذه الأمانة والدقة والموضوعية فى العرض.
لقد تذكرت معك كل هذه التفاصيل الجميلة، لكن العجيب، ولعله ليس عجيبا، أن هيكل كما هو، وأنت مازلت عند رأيك ذاته، وأنا أيضا، مع خالص مودتى زكى.
د. يحيى:
شكرا يا زكى مرة أخرى على تعقيبك، وشهادتك، وتشجيعك
أ. يوسف عزب
نفرح كل يوم خميس أن هذا الرجل مازال يحيا بيننا ويتنفس كما لم يتنفس احد قبله
د. يحيى:
أحيانا أراه بجوارى وأنا أكتب هذه اليومية، وأحيانا أشعر بأنفاسه وكأنى أميل على أذنه أقرأها له بعد كتابتها ليصححنى،
الحمد لله
*****
العلاج، وتعتعة “البدائى” فى الحلم
د. مدحت منصور
وصلنى أن عدم معرفة الطبيب بما يفعل ربما يكون أفضل من أن يعرف ويخطط لما يفعل شرط وجود إشراف من الأكبر.
د. يحيى:
أحيانا
د. محمد أحمد الرخاوى
بغض النظر يا عمنا عن فرضياتك البيولوجية عن التطور ولكن فعلا هل استطاع احد فعلا ان يسبر غور الانسان الاول ووجوده وعلاقاته كيف تطور هذا الوجود الى ما نحن عليه الآن من تقنين وتنظيم للعلاقات هل التطور يحدث عند مرحلة حرجة وبالتالى عكسه اى الانقراض الرسل والانبياء كلهم كانوا يبلغون الرسالة بوجود اله واحد ولكن لم يكن هناك دستور مكتوب (وحى بكتاب) الا بعد فترة من الرسل حتى بعد سيدنا ابراهيم والله اعلم هناك الكثير ممما لم يذكر عن الحياة الاولى للانسان الا حقيقة وجود الله كحقيقة مطلقة وبيولوجية وحتمية الكدح اليه لملاقاته بعد معرفته وانه ليس كمثله شئ !!!!!!
د. يحيى:
المعرفة متصلة، والكشف ممكن
عندى: أن الأسطورة أصدق من التاريخ
والانسان الآن يحمل فى خلاياه تاريخا أقوى من هذا وذاك،
هذا بعض ما نراه أحيانا فى خبرة الجنون.
أ.رامى عادل
بداية من المعقولات ان يتحكم الحلم فى الجنون، اقصد أن يحركه، فاوهام الملاحقه، فى انا مثلا، تطغى على الواقع، ولهذا صله مباشره بماهية الحلم ثم تداعياته، هل هذا ممكن؟ ان تكون الاحلام معبر لمابعد، أو تركيبه اخرى للواقع اليومى المعاش بكل جزئياته، بشكل آخر تنفيث، دعنى اتطرق يا د.يحيى إلى درجة التشبع بالحلم حتى الوعي، مع ندرته، أن تقوم بحل مشكله قد ارقتك ليلتها، مثل حل مسالة رياضيات، فى الحلم، بعد أن تغط فى سباتك.
د. يحيى:
كل هذا جائز
*****
حوار/بريد الجمعة
د. أميمة رفعت
رسالة إلى د. محمد احمد الرخاوى
ردى متأخر قليلا .. أعتذر .
سألتنى إذا كنت قد لاحظت ان عمك ديكتاتور؟ نعم لاحظت ذلك .
لم يصلنى منه أبدا ما يأخذه على الديموقراطية، لم أفهم أبدا حتى طلب منه جميع أصدقاء الموقع ذات يوم الكف عن نشرات أحلام فترة النقاهة والتقاسيم، كنت أنا ود. مدحت على ما أتذكر الوحيدين اللذين طالبا بالإستمرار . وقد فاجأنى د. يحيى بالموافقة على رأى “الأقلية” مع إحترام رأى “الأغلبية”!! أليس هذا ضد قواعد الديموقراطية تماما؟
بسبب ديكتاتورية عمك هذه تعرفت أنا على عمل من أعمال محفوظ وأحدث أعمال الرخاوى وقتها. بسببها تعرفت على نفسى وبعض ما أملك وقد رآه عمك” الديكتاتور” منذ أول رسالة بعثتها له ولم يصلنى أنا إلا بصعوبة، بسببها وجدت نفسى أستطيع النقد الآن. الأقلية إنتفعت والأغلبية لم تٌضر فى شىء بل ربما العكس، بعضهم إستفاد مع الوقت … إنها الديكتاتورية المستنيرة ألا ترى ذلك معى؟
عمك الديكتاتور كان يحجب أحيانا مما أكتب أنا أيضا (ربما لا تعرف أنت ذلك) ولكن لأننى أحبه، مثلك، أثق بأنه يحبنى وأثق به وبخبرته وبرأيه، فكنت كلما حجب شيئا أشعر بالصمت يلفنا معا وأتساءل ماذا يريد أن يقول، وأعتقد أننى كنت أفهم صمته وآخذ بنصحه الذى لم يقله فكبرت وتقدمت .
وصلنى على بريدى الخاص ما أرسلته لى تحت عنوان “قصائد” وأعتذر أننى لم أقرأه إلا مؤخرا إذ نادرا ما أطلع على بريدى هذا، ثم وصلنى بريد آخر وقد قرأتهما معا .
أنا لا أفهم فى بحور الشعر العربى وأوزانه للأسف، فقد درست الشعر بالفرنسية ولا أعرف مدى التشابه بين الإثنين، وأعترف بتقصيرى. ولكننى أعرف أن الشعرهو الموسيقى حتى لو كان نثرا غير منظوم وفى هذا أستطيع ان أدلى بدلوى قليلا، فقد كنت أعزف على آلة الكمان فترة من حياتى ولدى بعض الخبرة الموسيقية .
أشعر فيما تكتب يا د. محمد أنها كلمات مكتومة، ليس بها رنين، وكأنك تعزف على أوتارها بيد ثم تكتمها بسرعة باليد الأخرى فتموت نغماتها قبل ان تولد، وهذا يخنق القارىء المتلقى لها . وقد وجدت هذا فيما أرسلته لى سطرا وراء سطر وقد تعجبت فى الحقيقة من هذه المثابرة المثيرة للإهتمام . فإما أنك فعلا تعشق الشعر حتى أنك تريد أن تكتبه بأى ثمن، أو أنك تعشق شخصا ما وشعره وتريد أن تحذو حذوه. فى الحالتين من الواضح أنك تحب الشعر ولكنك لست بارعا فى كتابته بعد. ربما آن الأوان لتنظر فى داخلك من زاوية أخرى فربما لديك مثلا ملكة “تذوق” الشعر وهى هبة لا يتمتع بها الكثيرون، فإذا كانت لديك لا تهملها، إقرأ الشعر.. تذوقه.. إترك لنفسك العنان لتستمتع به.. أتركه يثيرك ويثير خيالك ويحرك خلاياك ويعبث بعالمك الداخلى، قد تكون هذه بداية لموهبة أخرى بداخلك لا تدرى عنها شيئا تتحرك وتفاجئك، وقد تكون هذه بداية لكتابة شعر حقيقى له نغم . فقط لا تشد لجام مشاعرك إلى الوراء. لن أقول لك لا تتعجل النتيجة، لأنك إذا دخلت فعلا مرحلة الإستمتاع لن تتعجل الخروج منها.. صدقنى، ولكن لا تترك نفسك لها أيضا إلى ما لا نهاية .
أطلت فى رسالتى على حساب الآخرين، علينا نحن الإثنين الإعتذار لهم، وعلينا شكر عمك الذى أتاح لنا أن نتواصل فى موقعه الديكتاتور جدا.
د. يحيى:
شكرا لكما، وليتواصل الحوار بينكما إن شئتما
أما من ناحيتى، فأنا إكتفى بأن أشير من جديد إلى بعض ما بينت من قبل فى هذا الشأن، مثل:
أن الديمقراطية أو الحرية الحقيقية هى تصارع ديكتاتوريات الأفراد علانية وبأسلحة متكافئة، أى فى إطار عدلٍ حقيقى
كيف؟… وأين الشهود العدول؟ (نشرة 9-11-2009 “عن الحرية” – كتاب حكمة المجانين).
ومع ذلك فمازال الكلام مرسلا- أنا لا أنكر دكتاتوريتى وأحاول أن أتحمل مسئوليتها،
* لا بديل عن الديمقراطية لتنظيم بعض شئوون مجاميع الناس
* أما حوار الوعى بين الناس (والأحياء) فهذا شأن آخر متعدد المستويات.
* كذلك يستحيل أن يتصف أى شكل من الإبداع، أو التفكير المبدع بما يسمى ديمقراطية، الإبداع تفرد مطلق لا ينتظر موافقة أحد حتى ينطلق بذاته لذاته، ثم يصل لمن يستطيع أن يحسن تلقيه.
* ثم إن النمل لم يبق حتى الآن وهو من ضمن الواحد فى الألف الذين تبقوا من الأحياء تماما مثل النوع الإنسانى، لم يبق النمل عن طريق صناديق الانتخابات حتى لو لم تكن مزوَّرة.
* ادعاء الديمقراطية ثم ممارسة دكتاتوريه الاعلام والنقود وغسيل المخ والاستغلال تحت لوائها هو أخبث أنواع الدكتاتوريه.
* من يريد أن يكون دكتاتورا فليكن، لكن على حسابه وليس على حساب غيره… الخ
ولنا عودة.
ملحوظة: يا د. أميمة ما يحاوله محمد إبن أخى ليس شعرا بالضرورة، وقصيدة النثر تتحدى النقاد بموسيقاها الداخليه حسب زعم كتابها، ثم أن “الكتابة عبر النوعية” لا تحتاج أن نصنف أصلا.
ومحمد يا د. أميمة يظلم نفسه، لكن هذا حقه
وإذا لم أنشر له فأنا بذلك أحبه وأحترمه وسوف يجد مكانا أكثر ترحيبا وأقل عرضة للشبهات.
****