الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 5-12-2008

حوار/بريد الجمعة 5-12-2008

“نشرة” الإنسان والتطور

5-12-2008

السنة الثانية

العدد: 462

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحوار هذا الأسبوع شديد الثراء، وإن كان أغلبه “صناعة محلية”، لكن ما وصلنى منه، مع الردود، تبينت من خلاله جرعة طيبة من محاولة الإنارة والتدريب، ربما تعين أى ممارس للطب النفسى أو العلاج النفسى.

 الحمد لله

هل يا ترى يمكن جمعه إلى بعضه لاحقا فى كتاب يفيد فى هذا أو ذاك؟

هل يا ترى ستنقلب النشرة، ولو فى أغلبها، لتقوم بهذا الدور أساسا أو تماما؟

الله أعلم!

وفى كلٍّ خير.

****

 الحرمان من حق الألم (4)

تحريك الوعى قَسْرًا، وأوهام التغيّر  (الإدمان: دفعٌ لنمو كاذب)

د. أسامة عرفة

كثيرا ما كنت أتأمل ألم المدمنين وأستطيع أن أميز أربعة أنواع (1) ألم الإدمان نفسه و(2) ألم الانقطاع. و(3) ألم التغير أثناء التعافى، ثم (4) هذا الألم الخفي القابع  فيما قبل البداية، وتوقفت عند هذا الأخير كثيرا حتى كدت أظن أنه الأصل في الإدمان وليس البحث عن اللذة .. وهو غير محتمل فيزاح من الشعور الظاهر ليحل محله إما الاكتئاب أو القلق  أو كلاهما معا أو متبادلين، وهنا يأتي نوع المخدر ليتعامل مع أحد البديلين أو كليهما، غير أن هذا القابع الخفي يؤجج حركة طاقة ما، تظل حبيسة ويدخل المخدر أو المنشط في محاولة لتثبيط هذه الطاقة أو المنشط لإطلاقها، ولكنها تبقى حركة دائرية في المحل وتستمر الحلقة الجهنمية للإدمان.

د. يحيى:

(دع جانبا الآن رأيى فى تصنيفك لأنواع ألم المدمن، وهو اجتهاد جيد، ولنتكلم فى الألم المعنى فى هذه النشرة الذى أسميته أنت هذا الألم الخفى القابع قبل البداية)

المصيبة يا أسامة أن هذا الألم الأخير الذى حاولت أن أشير إليه بتقديم هذه الحالة، ليس سلبيا من حيث المبدأ، وبالتالى فهو ألم محتمل، بل ومطلوب، وإذا تم احتواؤه والسماح به، فهو قوة للنمو وسط علاقة جدلية محيطة، ولأن ذلك لا يتحقق فى أغلب الأحيان، حيث لا يطيق الوالدان عادة أن يتألم ابنهما أو بنتهما، لأنهما شخصيا خاصما  ألمهما الوجودى الخلاّق هذا منذ اغتربا!

 هذا ما كنت أعنيه بتعبيرى عن “حق الألم” ثم عن “الحرمان منه”،

 بعد هذا الحرمان بالإنكار والمحو ينقلب هذا الألم الخلاّق إلى ما ذكرتَ من “طاقة حبيسة، ثم حلقة جهنمية”

علينا أن نتعلم، فنُعلم كيف نحترم الألم، لا نسْتعذبه،

حين أطلق سليفانو أريتى على الاكتئاب وصف “الوعى بالألم” فَرحت، ورحبت لكننى تراجعت بعد ذلك، لأن الاكتئاب، شىء آخر، لهذا أفَضّل – كما ذكرت قبلا – أن أسميه “الانهباط”.

الألم شىء آخر

(إلى آخره .. الذى ليس له آخر)

د. سيد الرفاعى

أقترح قبل عرض مثل هذه الحالات الهشة أن يكون متوفراً معلومات عن مدى سير المتابعة الحالية.

د. يحيى:

عندك حق، لكن لماذا أسميتها “هشة”؟

ثم إنه كما تعلم لا تكون معلومات المتابعة متاحة فى كثير من الأحيان،

 ثم إن المتابعة – عادة – لا تنتهى.

د. سيد الرفاعى

هل مجرد الحرمان من الحق فى الألم بالضرورة يؤدى إلى نمو كاذب؟ ولماذا لا يكون الحق فى الغضب أو الفرح له نفس مكانة الحق فى الألم؟

د. يحيى:

لا أعرف ماذا جرى يا أبو السيد؟

 هل قال أحد أن هذا الحق أوْلى من ذاك؟

 ثم: منذ متى، نحن نتكلم بتعبيرات مثل: “مجرد” أو “بالضرورة”؟

 إن المدرسة التى تنتمى إليها، ونمارسها معا، تقف بشدة ضد أى اختزال، أو حتمية سببية!!

 ماذا جرى؟

د. سيد الرفاعى

أقول ذلك لأننى خفت من مخاطر تعميم هذه الفروض التى أصدقها أنا أيضاً ولكن أود مراجعتها وإعادة النظر فيها خاصة وأنا آخر المعالجين الذين يتابعون هذه الحالة الآن، ويبدو أنهم ظاهرياً فى قمة التعاون مع الفريق العلاجى، ولكن فى الحقيقة هم بعيدون جداً جداً، وأنا منزعج جداً من سرعة التنقل بين هذا وذاك.

د. يحيى:

الآن فهمت جزئيا، فلعلك لاحظت تحذيرى من التعميم طول الوقت، ليس فقط فى البحث العلمى أو العلاج، بل أيضا فى السياسة وكل نواحى الحياة،

 أما رغبتك فى المراجعة فهى ما اتفقنا عليه، وهى الوظيفة الأولى لهذه النشرة، بل ولمجلة الإنسان والتطور منذ ظهرت،

مسألة التعاون مع الفريق العلاجى ودور المعالجين تحتاج لتفاصيل هى عندك بقدر أكبر مما هى عندى،

 والبركة فيك، وفيهم.

د. سيد الرفاعى

ما يزعجنى حقاً هو أن المرض عامة، والإدمان خاصة، يمكن أن يظهر فى أى أسرة، فالعلاقة بين الإدمان والعادية تبدو أنها علاقة تحتاج إلى وقفة حقيقية.

د. يحيى:

هذا صحيح تماما، وأنت تعرف كم أشرت مرارا إلى أن الأسرة المثالية (بأى مقياس) تفرز مدمنا مثل الأسرة المفككة فى حالات أخرى، وأن طيبة الوالد قد تفرز مدمنا فى حين أن قسوته مع ملابسات مختلفة، تفرز مدمنا من نـوع آخر، كذلك غياب الوالد – مثلا – قد يكون أهم من حضوره سواء فى الإحداث، أو فى العلاج.

 أنا معك ألا نُشَد وراء المسلسلات والإشاعات إلى موقف اختزالى شبه أخلاقى بعيد عن الواقع، ولهذا نواصل فتح باب الإدمان هكذا، ويبدو أننا لن نغلقه أبدا، فنزداد معرفة دائما.

د. عمرو محمد دنيا

فعلاً، الأصل فى التربية والوقاية والعلاج هو التغيير، هو الحركة، وليس البديل أو الحل هو أن تخمد هذا الوعى تحت ميكانزمات الاغتراب والجمود وللأسف إن ما يحدث فى واقعنا حالياً يؤدى إلى الاغتراب والجمود فلكم جزيل الشكر لهذا الجهد الحقيقى المتواصل الدؤوب لنشر هذا الفكر الذى لن تجده أو تلقاه فى أى مكان آخر.

د. يحيى:

أظن أن هذا الفكر، وأفضل منه، موجود فى كثير من المحاولات الجادة، أنا لا أقلل من تشجيعك يا عمرو، ولا من حماسك، لكننى أذكرك أن فرصتنا فى المعرفة لا ينبغى أن تقلل من الفرص الأخرى بطرق أخرى،

على أية حال، فقد فرحت حين التقطت تركيزى على إتاحة الفرص الكافية للحركة والتغيير وقاية من الإدمان وغيره.

د. محمد الشاذلى

أحاول ربط هذا الفرض – بكون المخدرات تحدث حركة لكنها فى المحل دون أى خطوة للأمام فهى مجرد دائرة محمومة تبدأ مع لحظة التعاطى، وتنتهى فى نفس المكان – وفى بعض حالات الإبداع الحقيقية التى تظهر مع التعاطى فالأمثلة كثيرة لمبدعين فى مجالات مختلفة لا يمارسون هذه العملية الإبداعية التخليقية إلا وهم تحت تأثير المخدر (الكحوليات والحشيش مثلاً)، الإبداع فى النهاية ليس حركة فى المحل، كما افتُرض.

ربما هناك اختلافات أكثر نوعية بين أنواع المخدرات المختلفة، ربما حالة الوعى أو “الدماغ” تندفع فى اتجاه يتوقف على نوعية الحركة القائمة فعلاً قبل التعاطى؟ (أى ربما تحُرك ذات وتثُبط الأخرى)، لا اعلم تحديداً.

د. يحيى:

نبدأ بنهاية تعقيبك “لا أعلم تحديدا”، هذا هو نور الجهل الرائع،

 أظن أننى سأنشر قريبا إضاءات مولانا النفرى فى مسألة “الجهل المعرفى”

 ثم دعنى أعود إلى بدايات تعقيبك، فقد أثرتَ عدة نقاط معا تحتاج كل منها إلى رد خاص أوجز بعضه كما يلى:

كثير من الاضطرابات النفسية الإدمان وغير الإدمان (مثل اضطرابات الشخصية مثلا) هى حركة فى المحل، ولكن بتنويعات وألاعيب مختلفة بلا حصر.

  • الحركة لا تكون فى المحل إذا نتج عنها تشكيل جديد
  • الإبداع لا يتم عادة تحت تأثير مواد إدمانية، وإن كان قد يبدأ أحيانا بالاستعانة بقليل منها.
  • الإبداع لا يتم من مستوى وعى واحد، ولكن من جماع أكثر من مستوى.
  • نوعية الحركة القائمة قبل التعاطى لها تأثير طبعا فى مآل ونوع هذه الحركة.

أ. محمد المهدى

مش فاهم ما المقصود بطاقة (برجسون)

د. يحيى:

أنا لم أقرأ برجسون قراءة منتظمة تسمح لى بالرد الكافى، لكننى معجب به أشد الإعجاب، وقد التقطت بعض فكره الذى أضاء لى بعض طريقى، أثناء ممارستى لمهنتى من المنطلق التربوى والعلاجى.

إن مفهوم الطاقة وضرورة الاعتراف بها وتوجيهها والإحاطة بها واحترام مساراتها الإيجابية، هو من أبعد ما يكون عن بؤرة أغلب المعالجيين والمربيين حاليا، والأمر يحتاج لتفاصيل أكثر طبعا.

أ. محمد المهدى

وصلنى أن انتقال المدمن بين المواد المختلفة ليس راجعاً لقلة تأثيرها عليه أو رغبته فى تجريب مادة أكثر تأثيراً ولا لزيادة تحمله، بقدر ما هو راجع لأنه يريد تغيير وعيه بعد أن ثبت لفترة نتيجة لتعاطيه نفس المادة؟

د. يحيى:

هذه النقطة التى وصلتك تؤكد ضرورة الحرص على إتاحة الفرصة لحركية النمو بشكل حقيقى، ضمن برامج الوقاية حتى لو كان فى ذلك بعض المخاطرة.

أما حكاية قلة وكثرة تأثير مادة بعينها، فأنا لم أركز على ذلك ولكن ما أشرت إليه هو الحاجة أساسا لتغيير نوعية الوعى وليس فقط لإثارة أو تثبيط الوعى، المدمن يبحث عن “دماغ” وتعريف “الدماغ” الذى قدمناه أخيرا هو تغير الوعى نوعيا سواء بتغيير المخدر، أو تغيير جرعته، أو حتى الانقطاع عنه.

أ. محمد المهدى

وصلنى الفرق بين صورة الذات ومخطط الذات.

د. يحيى:

أعترف لك يا محمد أننى مازالت محتارا فى محاولة إيجاد لغة أوصل بها فكرتى/رؤيتى للفرق بين مخطط الذات Self schema وصورة الذاتSelf image  وأول أمس وأنا أناقش حالة ذهانية فى مرور يوم الثلاثاء، دخل علينا عامل آخر يربط صورة ومخطط الجسد، بصورة ومخطط الذات، بتنويعات متداخلة ومتباينة، والأمر – فى تقديرى الآن – يحتاج إلى صبر ومنهج، ورصد ملاحظات بأكثر من وسيلة.

د. نعمات على

وصلتنى إضافة عندما قرأت احساس ووصف عادل للمخدر وتأثير كل مخدر فيه على حده، فكرت لماذا لا ألجأ أنا إلى هذا الحل، لأشعر بالسعادة والدماغ العالية، فخفت، لا أعرف لماذا؟ وفكرت فى الوجع والآلم، وأنها سعادة زائفة، وكبران خادع، كما تذكرت كم من المرات القليلة أحسست فيها بالسعادة الحقيقية، وقلت ممكن أعمل دماغ بحاجة تانية  غير المخدر فالسعادة من غير وجع، والمر ليس له طعم.

د. يحيى:

أحترم بساطتك وشجاعتك هكذا

وتعجبت كيف لا تدرين سبب خوفك، أنا  شخصيا خفت على الريحة.

لكن أذكرك أيضا أن السعادة الحقيقية ليست بالضرورة ” من غير وجع:

 والمر له طعم المرارة.

د.أميمة رفعت

هل فى حالة مريض مثل عادل يجب عمل برنامج علاجى للأسرة ككل، طالما انه ما زال يعيش بين أفرادها ومعتمدا عليها؟ أليس هناك احتمال أنه كلما تقدم العلاج خطوة يتأخر خطوات بسبب استسهال هذه الأسرة وسطحيتها الشديدين؟ وهل تقوم مراكز علاج الادمان – مثل مستشفى الدكتور ادوارد الخراط بوادى النطرون مثلا – بمثل هذه البرامج أو على الأقل بالتوعية والتثقيف للأسر بجانب الاثنى عشر خطوة للمريض، أم ان التركيز فى العلاج يكون على المدمن وحده، وعليه أن ينضج بدرجة كافية (من خلال العلاج) لأن يختار طريقه دون مساعدة أسرته، أو برغم عيوب أسرته المؤثرة؟

د. يحيى:

نعم..

كل مراكز التأهيل – تقريبا – تقوم بهذا الدور تحديدا، كل بطريقته.

****

تعتعة: قصة هذه القصة

د. محمد أحمد الرخاوى

الكلمات الناقصة (الحسرة والحركة فى المحل)

د. يحيى:

أشكرك،

هذه هى الجائزة، (الشكر!!)

 وإن كنت لم أراجع النصيّن للمقارنة بعد.

أ. رامى عادل

لا يخمد الحلم،

نتقصاه لوفرته،

مشبعا بالضرورات

د. يحيى:

“ماشى”!!

د. محمود مختار

منذ الوهلة الأولى عند القراءة الثانية للقصة وقعت عينى على الإضافة (الحركة فى المحل) ودعانى الإستسهال الى المقارنة بين القصتين للحصول على الكلمة الرابعة فوجتها(الحسرة).

 سؤالى يا د. يحيى ماذا عن الفضفضة وأهميتها؟

د. يحيى:

نفس الرد السابق حالا على د. محمد أحمد

أما عن الفضفضة فهى مهمة، ومفيدة أحيانا، لكن فى خبرتى وجدت أنها ليست غاية المراد، ولا هى أحسن السبل للتفريغ عما تكنه النفس، ففى كثير من الأحيان، وخاصة فى بلدنا، تنقلب الشكوى المتكررة إلى نوع من “العديد” أو “النعابة”، وأيضا إن التوقف عند مرحلة الفضفضة، هو نوع من التفريغ الذى قد يوقف الحركة،

 أوافق على الفضفضة حين تكون بداية حركة أو حفز مراجعة، ولا أوافق عليها حين تكون تسكينا بمثابة نهاية المطاف.

د. مدحت منصور

طبعا أغرتنى الجائزة فطار عقلى ولم ولن أفكر إلا فى الجائزة، بحثت عن أربع كلمات، قلبت النص، لن أفكر فأنا مرهق جدا لدرجة أنى لن أنظر إلى قدمى أين تخطو كما كنت أحترق فى انتظار التعتعة (والحسرة والحركة فى المحل) والله لمأرجع للقصة السابقة فلست محتاجا لذلك, فى انتظار الجائزة.

د. يحيى:

نفس الرد على د. محمد أحمد، د. محمود مختار

د. عمرو محمد دنيا

أنا أتعرض لظاهرة “سبق الرؤية” Deja-va هذه كثيراً ولا أجد لها تفسيرا أبداً فأكاد أجزم أنى لم أر هذا الشىء من قبل، رغم شعورى الحقيقى برؤيته قبلاً ولم أجد لذلك تفسيراً.

د. يحيى:

ولماذا تنكر على نفسك ظاهرة طيبة تدل على حركية الدماغ عادة، لماذا تجزم بإنكار ما يأتيك فى خبرتك هكذا عيانا بيانا؟ هل لمجرد أن غيرك حرموا من هذه المزية (التى قد تكون ليست مزية فى أحوال أقل تواترا).

د. عمرو محمد دنيا

أعترض يا دكتور يحيى على تفسير حضرتك لظاهرة (سبق الرؤية) Deja-vu بأن المعلومات التى كنتَ قد قرأتَها كنت قد سبق وعايشتها فى مرضاك من قبل، هذا التفسير لا يكفينى لتفسير هذه الظاهرة الغريبة فعلا، لا أدرى لماذا ولكنه لم يكفنى، وأعتقد أن تفسيرها أعقد من ذلك بكثير، أو أبسط من ذلك بكثير، وكلنا لا نراه.

د. يحيى:

كل شىء جائز

ثم إن هذا تفسيرى الخاص لخبرتى الخاصة فى موقف معين دون تعميم لظاهرة سبق القراءة   Deja lu وليس سبق الرؤية،  وهما متوازيان، وبالنسبة للطب النفسى، فى ترتيب زمنى محدد، كانت هذه هى خبرتى، ثم وجهة نظرى، فكيف بالله عليك تنكر علىّ اجتهادى فى تفسيرى لما عايشت؟

 ثم إننى لم أقصر التفسير على هذه الخبرة المحدودة،

 إن التفسير الأعم لم أتطرق إليه وهو فرض اختلاف زمن وصول رسائل الإدراك إلى النصفين الكرويين بأقل من ثانية وهذا يحتاج تفصيل آخر.

د. عمرو محمد دنيا

ملاحظات: بمناسبة الفزورة، فالحل هو الأربع كلمات الزائدة هى: (الحسرة والحركة فى المحل)

ملحوظة: لقد توقعت هذه الزيادة بمجرد أن قرأت القصة ولما عدت للقصة الأصلية دهشت جداً لصدق توقعى، يمكن فرحت يمكن استغربت، ولكنى أكيد حمدت الله على حسن توقعى.

د. يحيى:

يا خبر!!

ألهذا الحد أثارت الجائزة (الوهمية المجهولة) هذا البحث الجاد من كثير من الأصدقاء!!

ليس عندى تعليق أكثر مما قلت للأصدقاء حالا.

أ. هالة حمدى البسيونى

……. احساس باليأس كده جالى إنى ماستبشرش خير من حكاية أوباما، يعنى اللى فات حايفضل كده، المهم أننا نتأقلم على الوضع ده.

-كلام تماضر “اللى هى عارفه كل حاجة بالتفصيل ولا تبرير ولا تريد أن تتحدث فيه، بيفكرنى بنفسى أوى، عارفه حاجات كثيرة بالتفصيل بس الفرق إنى مش قادرة اتكلم فيه.

د. يحيى:

من قال ذلك؟

كيف نستسلم أن “اللى فات حايفضل كده”

هذا لن يحدث إلا لو رضينا نحن، أو اخترنا، أن “نفضل كده”، إن مجرد تغيّرك شخصيا، يجعل كل شىء قابل للتغير.

أما معرفتك حاجات كثير تكتمينها مرغمة،  فقد تكون ثروة، وقد تكون غير ذلك.

أ. محمود محمد سيد

اعترض على رفض موضوع الرمز فى الإبداع فالإبداع يزداد قوة بالرمز.

د. يحيى:

هذه وجهة نظر محترمة لا أرفضها، لكننى لا أفضلها.

أ. محمود محمد سعد

وصلنى اختلاف المضامين والمعانى التى يأخذها كل قارىء لنفس القصة.

د. يحيى:

أحيانا يكون هذا هو وظيفة الإبداع الأولى

أ. أيمن عبد العزيز

لم أفهم لماذا تكاد أن تقتل من يقترب من منطقة إبداعك، وما المشكلة أن تعيد النظر فيها، وهل هذا متعلق بتصديق ويقين الشخص من شىء ما، وعند محاولة تنبيهه أو نقده يصبح شيئا مزعجا جداً لى.

د. يحيى:

“أكاد أقتل” لا تعنى أننى أرفض، بل هو تعبير عن الغيظ خوفا من التشوية، ثم أننى لاحظت عندى – وعند غيرى غالبا – أن قبول نقد المسودات أو المحاولات الأولى – قد يطفئ جذوة الاندفاعة الأولى للتشكيل الإبداعى،

 والأفضل – غالبا – هو أن تأتى الملاحظات فى صورة النقد المسئول بعد نشر الإبداع فعلا.

أ. أيمن عبد العزيز

ملاحظات: الكلمات الأربع المتجاورة فى متن هذه القصة هى (والحسرة والحركة فى المحل).

علماً بأننى فرحت جداً عندما عثرت على هذه الكلمات وفى انتظار الجائرة.

د. يحيى:

نفس الرد

يا للجائزة!!

شكرا

(هذه هى الجائزة كما ذكرت سابقا)

د. محمد الشاذلى

أظن أن من حق المبدع أن يكتب أو يبدع كما يشاء، وبالتالى من حق المتلقى أن يتذوق هذا الإبداع كما يشاء، هذا هو سبب أن القصة وصلت غير ما قصدت يا سيدى، وأظنك أشرت مسبقاً إلى أن قراءة النص بما يحركه فى المتلقى هو نوع من النقد والإبداع أيضاً.

د. يحيى:

هذا صحيح جدا

د. إسلام إبراهيم

ليه يا د. يحيى مستغرب أن اليومية حركت حاجة إنت مش قاصدها.

 اللى أنا أعرفه من حضرتك أن التعتعة مش مهم تحرك إيه، المهم إنها تحرك أى شىء.

د. يحيى:

فعلا

شكرا جدا

****

 الإشراف على العلاج النفسى (24) الوعى بجدل العلاقة أثناء الممارسة

د. مدحت منصور

الحقيقة كان عندى فكرة خاطئة أن المعالج يجب أن يتحمل أى شئ وكل شئ من مريضه وتذكرت قول الناس الطيبين فى الريف (دكتور وتعبا؟!!) فهم أيضا ينكرون علىّ حقى فى المرض إجلالا لى وتعظيما من شأنى حتى يتناسون أنى بشر.

 وكما أن المريض أحيانا يتناسى شعور المعالج وأنه بشر فأحياناأخرى يكون موقفه استنجاد وطلب الغوث دون أن يشعر بمعنى شوف كم أنا سخيف أو لزج أو ثقيل؟ وافعل شيئا. عندما يتعرى الإنسان لا يستطيع أن يعرى جزءا ويخفى الآخر على مزاج طبيبه أو حسب رغبته, لقد عرى الرجل تناقضه وانسحابه وممارسته المرضية للعادة السرية فلم يجد ما يمنع أن يعرى ما تبقى, لذلك أنا متعاطف مع أستاذ أكمل أكثر من تعاطفى مع المريض ولا أنكر تعاطفى معه. العملية تحتاج كثير من الصبر والمجهود من المعالج حتى يتمكن المريض من أن يرى نفسه كإنسان وليس كمريض(ليس عليه حرج) ثم يرى المعالج كإنسان وليس كمعالج فقط. (ولا يلقاها إلا الذين صبروا).

د. يحيى:

أوافق على معظم ما جاء بتعقيبك

أ. رامى عادل

او الطبيب نكدى ولا يعرف يتذوق العيان,أو يخرج منه هذه الروح_ روح البلياتشو

د. يحيى:

أحيانا

د. وليد طلعت

أنا لا أخاف إلا من بُعدى عنك سواء بالسيئة أو بالحسنة اللهم لا تحرمنا معذرتك وعفوك ولا تبعدنا عنك أبداً.

د. يحيى:

آمين

د. عمرو محمد دنيا

أنا فعلا ماكنتش بابقى فاهم ليه فيه عيان ماليش نفس اشوفه، مش عارف، وكنت باتعب قوى من الشعور ده بس أحيانا بيبقى موجود ويمكن من غير ما اعرف السبب، أو بمعنى أدق بابقى مش عايز أعرف السبب، بس مع الإشراف زاد وفسر زملائى إن مش أنا لوحدى اللى بيجيله الشعور ده. وده إدانى سماح أشوف واستحمل واكمل واكون اكثر صراحة.

د. يحيى:

هذا بالضبط هو أهم فوائد الإشراف، ثم أذكّرك بأول حالة أرسلتْها للاستشارة الدكتورة أميمة رفعت فى هذه النشرة وفتحت بها باب “استشارات مهنية”، هذه الحالة سمحت لنا أن نقر ونعترف بحق المعالج فى رفض المريض فى بعض مراحل العلاج حتى السماح بالشعور بالكراهية دون التخلى، شكرا للجميع على كل هذا.

أ. هالة حمدى البسيونى

مش عارفه معنى الشخصية التجنبية avoidant personality

د. يحيى:

هذا الاسم هو جديد فى التصنيف، وقد ورد أساسا فى التصنيف الأمريكى الرابع للأمراض النفسيةDSM IV  ويمكن أن ترجعى إليه، وهو ببساطة أحد تجليات الشخصية الشيزيدية Schizoid personality، وتتميز هذه الشخصية عموما بتجنب كل اقتراب أو مواجهة من أول تجنب التقاء النظرات حتى تجنب المواقف المحرجة (وأحيانا غير المحرجة)…. إلخ.

أ. هالة حمدى البسيونى

وصلنى قد أيه صعب الواحد يستحمل الاعتماديه بتاعت العيان اللى وصلت للدرجه بتاعت العيان اللى فى الحالة، بس حسيت بتناقض، ازاى اكون مش متحملاه للدرجة دى وفى نفس الوقت ماينفعش أسيبه

الحل هو رأى حضرتك فعلاً انى لو ممكن استحمل فترة كده لو ماكنش فيه فايدة (يعنى مش باقدّم له اى مساعدة) يبقى من الأحسن انى احوله لمعالج غيرى يقدر يقدم ليه اى حاجة تساعده.

د. يحيى:

يعنى،

لكن أرجو ألا تسسهلى

وأن تستعينى بالإشراف ما أمكن ذلك

أ. منى أحمد فؤاد

من رأيى ان يكمل المعالج مع تلك الحالة اولا، عشان الشعور بالذنب وانه بيعمل اللى عليه قدام ربنا وثانيا عشان يتعلم يمكن الدنيا تتغير عند المريض ويتحسن.

بصراحه صعبان عليا المعالج

 الواحد لما بيزهق من حد بيبقى مش عاوز يتكلم معاه نهائى ولكن فى الحاله دى الواحد بيحكم ضميره أولا وعقله وفى الآخر مشاعره.

د. يحيى:

هو ذلك

(تقريبا)

أ. محمود محمد سعد

وصلنى أن عملية التصارح مع النفس أو مع المشرف علينا، تساعد على تخفيف حدة الصراعات داخل المعالج ويساعد الى حد ما فى تقبل المعالج للمريض.

د. يحيى:

هذا صحيح

أ. علاء عبد الهادى

مش فاهم هل زيادة معدل ممارسة العادة السرية فى سن مبكر قد يشير الى احتماليه حدوث اعراض ذهانية بعد ذلك؟

د. يحيى:

لا

هذا غير صحيح

أ. محمد المهدى

وصلنى أن المعالج من حقه أن يشعر بثقل مريض ما، وأن يكره، ولابد له من قبول هذا الحق، ولكن لا يتصرف على أساسه فيستسهل إنهاء العلاقة العلاجية، إن قبول فكرة أن من حقى الشعور بلزوجة مريض أو ثقله أو حتى كرهى له والوعى بقبول هذا الحق هو الذى يزيد من نضج المعالج وقدرته على احتمال المريض وليس استسهال انهاء العلاقة.

د. يحيى:

هذا صحيح جدا

أ. عبد المجيد محمد

وصلنى: معنى الموجَة الثانية

وأيضا: كيف أن الزهق والاستسهال بيقلل الخبره

من حقى ازهق وأرفض وأقرف من أى عيان لكن ما انصرفش عنه على أساس الزهق.

د. يحيى:

يارب صبرنا، واشف مرضانا

أ. محمد اسماعيل

مش فاهم إزاى الخبرة تقل؟ ممكن تثبت، بس تقل إزاى؟

د. يحيى:

هذا سؤال جيد، من حيث المبدأ: “من لا يتقدم يتأخر”

 أما كيف ذلك فقد تزيد دفاعات المعالج تدريجيا مع زيادة مخاوفه من كشف نفسه أمام نفسه أو أمام مريضه، فتزداد المسافة تدريجبا بينه وبين مريضه، ويلجأ إلى أساليب علاجية أسهل: مثل الاكتفاء بإعطاء الأدوية، والتسكين دون التحريك، واختزال المرض والمريض إلى كيان كيميائى ناقص كذا أو زائد كذا، وهذا هو المجال الذى تلعب فيه شركات الدواء وتقوم بغسيل مخ الأطباء بشكل متزايد طول الوقت.

أ. محمد اسماعيل

فيه الحق من القرف!! طب فيه الحق من الغضب والحقد والاستنكار؟ وإيه هى المشاعر السلبية المقبولة فى العلاج وإيه اللى مش مقبول؟.

د. يحيى:

يوجد الحق فى كل شىء

الاعتراف بكل المشاعر هو خطوة إيجابية صعبة، الاعتراف مهم على شرط ألا يكون هذا هو نهاية المطاف، وإنما بداية التحرك نحو تحمل مسئوليتنا كل ذلك لصالح علاج المريض، ونمو المعالج وزيادة خبرته.

أ. محمد اسماعيل

معترض على العنوان علشان مختصر ومش بيقول كل حاجة فى الحالة ومش كل اللى وصل منها.

د. يحيى:

عندك حق

****

يوم إبداعى الشخصى (بركة دم)

د. سيد الرفاعى

أنا لا أستطيع الكلام عن الشعر ولكنى توقفت عند هذا الجزء:

 “ذُبْنَا بنبض الخوف قبل الرؤية”

يا جمال الشعر وروعته، أحسست بنهاية القصيدة بأنها بداية كل شىء نفعله ونحيا به جميعا

 نفرح، ونحزن، ونعمل، ونغضب، ونخاف، دائما قبل الرؤية من كل شىء

 أحس بمعنى رائع لا أستطيع شرحه.

د. يحيى:

هذا هو الشعر

شكرا

أ. أحمد يسرى

….. “يوم الدينونة”

هذا ما قد وصلنى من بركة الدم المتخثرة التى لم تتشربها الرمال

 فتخثر الزمان أمامها ومعها!!

د. يحيى:

لك ما وصلك

ربما

 ****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (2)

د. مدحت منصور

شعرت بعفو الله ينزل بى وبك وبرحمته تغمرنى وتغمرك وأنه يرانى ويراك.

د. يحيى:

يارب يكون هذا صحيحا

الحمد لله

أ. عبير محمد رجب

بقالى كتير قوى ما اتكلمتش مع ربنا؟

بصراحه اتضايقت قوى لما قريت اليومية

د. يحيى:

الدعوة عامة

والباب مفتوح دائما لكل من يطرقه

د. نرمين عبد العزيز

“لا اكتفى ان انزلك فى الحسنه لتنزل فى السيئة، بل انزلك فى كل فعل حتى لو كان عصيانك

يخاف البلهاء ان ينزلوك بالسيئة فيتطاولون على رحمتك، أنا لا أخاف إلا من بعدى عنك بالسيئة أو بالحسنة..”

هذه الأبيات من أجمل ما قرأت فى الحوار مع الله، ربما لأنها تعبر عن جزء من علاقتى بالله

الشعر معقد جداً وصعب فهمه وهو كيف أكون قريبه من الله واذكره حتى وانا أعصيه…..

د. يحيى:

إن ما وصلك يا نرمين هو أكبر كثيرا مما تصورت أنه يمكن أن يصل لأحد.

أ. أنس زاهد

يقول الإمام علي كرم الله وجهه :

ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج. يقول ولا يلفظ، ويحفظ ولا يتحفظ، ويريد ولا يضمر. يحب ويرضى من غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة .

د. يحيى:

كرم الله وجهه

ووجهك

د. محمد أحمد الرخاوى

يتولد وجود من وجود
اذا اتصل الفرع بالاصل
فى مقعد صدق

تتوالف لغة دون كلام
لا تفهم
بل تمشي علي اقدام!!!!

يقذف بالحق علي الباطل
فاذا هو زاهق

يمشي اصحاب الوجود الجديد
مثل اصحاب الكهف
حتى يكشف عن ساق!!!!!

ُيْربط علي قلوبهم
فيشرق نور الله في كل شئ

د. يحيى:

شكرا،

 بداية أخرى أطيب!

برجاء فتح الأبواب للكافة.

أ. رامى عادل

حوار مع الله

 قلت له في موقف العشم

لقبح محال بديع

لا طل اذا لم اجرم

وزلتي وانحطاطي, بهما تجيرني وتجيز

د. يحيى:

الأخطاء المطبعية – غالبا – حالت دون أن تصل رسالتك كما تمنيتَ.

****

أحلام فترة النقاهة: حلم 111 & حلم 112

د. أميمة رفعت:

 ملاحظات على الأحلام والتقاسيم :

كنت أتجول للمرة الثالثة أو الرابعة – لا أذكر تحديدا – بين صفحات الأحلام والتقاسيم، من شدة ثرائها أرى فى كل مرة شيئا جديدا وكأننى لم أقرأ كل هذا من قبل. وقد تتبعت تطور الأحلام والتيمات الأساسية منذ البداية وحتى الآن \” الحلم 112 \”، كما تتبعت النقد والقراءة وتحولها إلى تنويعات عند الحلم \” 53 \” ثم إلى تقاسيم على اللحن الأساسى عند الحلم \” 55\” وحتى الآن. وقد أثار دهشتى أنه بالرغم من قرار الناقد (الذى هو أنت د. يحيى) منذ الحلم الأول أن تكون القراءة والنقد على غرار نقد الأصداء، إلا أنه كان من الواضح أيضا الرغبة الشديدة فى التراجع عن هذه الطريقة منذ البداية، مما ظهر فى شكل حوار داخلى فى نفس الناقد ينبهه بأن هناك خطأ ما..شىء غير مريح، هذا الحوار كان فى الحلم الرابع أى منذ البداية فعلا : صعبُ هذا الحلم (أحسن)، لا أريد أن أقرأه ناقدا (من حقك)، من يقرؤه إذن (أنت مالك – دعه يصل إلى أصحابه بدون نقد)…….. بعد هذا الحوار الداخلى، عدت اقلب الصفحات اتصفح أغلب الأحلام، وقررت أنه ليس لزاما علىّ أن أنقدها جميعها…..كما وضح لى الصراع بين التفسير والتحليل والإضطرار لإستخدام الرمز والحماس أحيانا والفتور فى معظم الأحيان حتى تولدت فكرة التقاسيم.

تيمات الأحلام دمجها محفوظ سويا ببراعة : الفتاة الجميلة، والبيت، والموت، والشعور بالشك والمؤامرة والتربص الذى ترجمته بإبداع شديد المطاردات التى لا تنتهى أبدا لصالح الراوى بدءا (بالجو المثير للأعصاب) فى الحلم \” 12\” وإستمرار الوساوس مع اول مطاردة يفشل الراوى فى مواجهتها (لم أسلم من الوساوس)فى الحلم \” 17\” إلى قمة المطاردة والجرى واللهاث فى الحلمين \” 23-24\” لتنتهى بآخر مطاردة مصحوبة بالحركة فى الحلم 45 حيث يظهر إحتمال المواجهة والقضاء على الشكوك (عند الشاطىء يتضح الموقف).

تسير الأحلام بعد كل هذه المطاردات بخطى أهدأ، وتبدأ التقاسيم بمواكبتها، تلتقط الخيط وتنسج على نفس النول، ويشعر القارىء بالتناغم بين اللحن والتقاسيم، حتى تتحول الأحلام تدريجيا إلى شكل شديد الكثافة تتلاصق فيه الفكرة والمشاعر والتيمات والإنتقال فى الزمان والمكان، وبين الموت والحياة بأقل قدر من الكلمات وأكبر شحنة من المشاعر حتى ان من يقراها يظن انه توقف عن التنفس لحظة القراءة. فتأتى التقاسيم لتخلخل كل هذا وتذيب اللاصق وتحرك الثابت عن طريق كل من الشكل والمحتوى فى آن واحد. وربما أجمل تحريك قرأته كان فى الحلم 101حيث بدأت كثافة الأحلام تقل ولم يتبق على ما يبدو سوى كتلة اخيرة راسخة تحتاج إلى إزاحتها ليروق الجو وتتضح الرؤية من جديد (الدولاب العملاق)، وهنا تأتى التقاسيم بجديد رائع: فبدلا من إزاحة الكتلة، تتم خلخلتها من الداخل، تتفكك أجزاؤها إلى جزيئات صغيرة (أقزام) فيخف وزنها (فهؤلاء هم الذين كانوا سببا فى ثقل الدولاب وحين ينتهى خروجهم سوف نستطيع زحزحة الدولاب).

يتغير مسار الأحلام مرة ثانية، فتدخل فى مرحلة إلتقاط الأنفاس، فيتصالح الكاتب مع الماضى، وما بين العتاب الرقيق (عتب على المرحومة عين طول غيابها) و(الموت لا يفرق الأحبة) فى الحلم 104. وحتى التناقض بين (قد تضحك لى الدنيا وقد أعدم بدون محاكمة.) لم أشعر بالمشاعر المشحونة الخانقة السابقة. فجاءت التقاسيم لتحرك القارىء هذه المرة ولا تتركه لاستكانة المشاعر، بل تشحنه بما يشحذ أحاسيسه وإنتباهه.فها هى تقلب المائدة بما عليها فى الحلم 107 (وراح الجميع يهللونفرحين بالتخلص من الكتب والسيوف والأشباح والفقيد معا.) بعدما حاول محفوظ التصالح مع الماضى وأعطى الكاتب بعض المجد فى وفاته تعويضا عن سوء حظه فى حياته. كما إحتجت التقاسيم عل التسامح البادى فى الحلم 105 (فرأيت الحسناء تراقص الأسطى وهما فى غاية الحيوية والمرح.) لتطيح بهما بسيارة مارقة، وتحل مشاعر الراوى (الغيظ والحسد) وشماتة الأسطى وإنتصاره على غريمه محل سماحة اللحن الأساسى.

أرى \” دويتو \” الألحان والتقاسيم مثل منحيات الرسم البيانى، الألحان بالأحمر والتقاسيم بالأخضر، يتقابلان ويتقاطعان ويفترقان ويتحدان صعودا وهبوطا، ولكنهما ليسا على ورق، بل هما مضاءان بالليزر، دبت فيهماالحياة والحركة، فيتراقصان على أنغام تكاد تصل إلى أذنى فعلا.

يا ترى ما الذى يستطيع أن يملأ الفراغ الهائل الذى ستتركه \” أحلام فترة النقاهة \” وتقاسيمها بعد أن ينتهى عرضها؟

د. يحيى:

يا دكتورة أميمة!! كنت قد نسيت أننى أقوم بهذا العمل، لأننى أنهيت التقاسيم مرة واحدة، منذ أكثر من شهرين، حتى آخر حلم 209، ودفعت بها إلى المطبعة خوفا من التراجع.

قراءتك الناقدة هذه طمأنتنى أننى لا أخرف،

 وهى تشجعنى أن أعود للوفاء بما التزمُت به وهو ما اسميته “القراءة الشاملة” ونشرت منها فصلا واحدا فى عملى المنشور “أصداء الأصداء” المجلس الأعلى للثقافة 2006.

 وأيضا كنت قد وعدت بنوع من القراءة الشاملة لأحلام فترة النقاهة،

 والأرجح أنه قد لا يسعفنى الوقت أو يطول بى العمر، فجاءت رسالتك هذه تقول أن غيرى يمكن –يوما ما – أن يقوم بما أمِلْتُ فيه.

شكرا.

أ. رامى عادل: حلم 111

الخلاص، ضالتنا المنشوده، ويغمرنى الماء وتفيض روحى ويتعلق الرفيق بحبل النجاه الوحيد من وجهة نظره، الا هو وانا، ويعلو ويهبط بجسدى الميت داخل الماء، وينوء بكاهله حملى، لأستقر بالقاع، ملحقا بترانيم الذبح، يشدوها قربانا الهه.

أ. رامى عادل: حلم 112

وعبرنا الشارع، ممسوسا بنظرة امى الذاهله، وصرخة اخى المسخسخ تنزع امى مني، تحبسها في، تلوذ بصمم، تشق طريقا الى محبسها.

د. يحيى:

الاستثناء مستمر

عذرا للآخرين

أ. هشام حامد

ما رأيكم فى اختلال الإنية،

 هل يعانى الطفل الصغير حتى يعقل من اختلال الانية؟

 هل عندما يكرمنا الله وندخل الجنة ويكرمنا بمتعة النظر الى وجهه هل عندما يتوه البشر من جمال وجه الله هل هذا اختلال فى الانية

د. يحيى:

لا طبعا، بالنسبة للتوجه إلى الله.

أما بقية الأسئلة فتحتاج إلى تفاصيل ليس هذا مجالها الآن

عذرا

وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *