الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

6-11-2009

السنة الثالثة

 العدد: 798

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

يتطور البريد فى اتجاه لا أعرفه

يبدو أنه سوف يصبح مجلة مستقلة؟

ومع أن أغلبه مازال يأتينى تحت ضغط، إلا أنه لابد يعبر عن قطاع ما، يتشكل ببطء إلى اتجاه ما،

أدعو الله أن يكون مفيدا لكل المشاركين،

وغير المشاركين.

*****

تعتعة الوفد

دعوة للمشاركة فى بحث علمى مقارن عن: “المصريين اليوم”

د. مدحت منصور

يطمئننى حذف حضرتك لجزء أو كل الرسالة إلى أن أسترسل فى أفكارى دون أن أضع على نفسى ضوابط قد تمنع أفكارا جيدة من الخروج من ذهنى مع إيمانى الكامل بأن التلميذ يجب أن يخطئ والأستاذ يصحح تصحيحا قد يصل لحد التوبيخ وهذه هى العملية التعليمية حسب مفهومى وعلى من يريد أن يتعلم أن يتحمل الحلو والصعب.

د. يحيى:

وأيضا الاستاذ من حقه أن يخطئ فيصححه تلاميذه يا أخى، ثم إن توضيحك (فى ثانيا) ما طلبت منك توضيحة فى رسالتك السابقة، مازال ليس واضحا فدعنا ننتقل إلى “ثالثاً”.

د. مدحت منصور

ثالثا: أصبحت قلقا إذ أشعر أن كم التعليقات قد أصبح مرهقا لحضرتك، ولذا أقترح أن يتم تجزئة البريد على يومين أو انتقاء أهم التعليقات مع ذكر بقية التعليقات دون رد أو ذكر أسماء المعلقين دون نشر مثلا وبقولنا: وعلق أيضا: فلان وفلان.

لحضرتك جزيل الشكر.

د. يحيى:

يبدو أن هذا سوف يحدث حتما، وإن كنت أشعر أنه بذلك سوف تزيد وصايتى على البريد!!

*****

تعتعة الوفد

لعن الله من تشاءم جالسا، أو تفاءل ناعسا

أ. رامى عادل

المقتطف: “لنفرض أننا نحن الفراغ نفسه، وأنهم هم الذين أفرغونا مما ملأنا الله به، فإن الله…” 

 التعليق: يلفح وجهى لهيب الذنب، فلايبقى منى ولا يذر، اتسربل بقطران، ساهيا مسحور( هذا حال المجنون منا فى جحيم الجمرات)، فهل يقبلنا الله?

د. يحيى:

يقبلنا ونصف

وفى رأيى أن الذنب نفسه ليس له لهيب

الشعور بالذنب هو القطران الذى يسربلنا ساهيا مسحورا

والمجنون فى جحيم الجمرات يكون أحيانا افضل من “العادى” فى “ديب فريز” التعظيم سلام”،

ومع ذلك فأنا لا أحيى المجنون إذا رضى بجنونه حلاًّ، وتوقف عنده

أ. محمود

احيى حضرتك على مقالتك الرائعة “لعن الله من تشاءم جالسا أو تفاءل ناعسا”

واطلب منك نفس الشىء اللذى طلَبته منا وهو فعل شىء حيال مستقبل مصر وشكرا.

د. يحيى:

وهل أنا افعل غير ذلك فى كل حياتى؟

علما بأن مستقبل مصر ليس قاصرا على مصر مرة قلت فى شعر قديم

“مصر ام الدنيا” “مصر البنى آدم” “مصرى” مش حتة أرض!

د. محمد أحمد الرخاوى

بصراحة يا عمنا انا لى عتاب عليك المرة دى الكلام ده دلوقتى وفى الظروف دى ماعدش ينفع كده، التفاؤل متحركا دافعا مستبشرا متيقنا برحمة ربنا انه سينصر من ينصره موجود، وان كل واحد يعمل اللى عليه فى اقل القليل دفعا الى ان يحق الحق – كل ده ماشى وموجود وحلو وانا مصدقه والله وباعمله غالبا والله، ولكن انا باحاول اتقمص جحافل البشر وخصوصا الشباب عندنا اللى مش لاقى شغل او قدوة او حتة يحشر فيها امله كى يدفع به باحاول ان اتقمص هذا الشاب وهو يقرأ تعتعتك هذه ويرفضها بصراحة

د. يحيى:

ألم تقرأ آخر التعتعة “من كان يؤمن بالوطن والرأى الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت”

د. محمد أحمد الرخاوى

ما ينفعشى يا عمنا الواحد يفهم او او يوافق على الكلام ده من غير ما يشوف نظام وسياسة وحد بيفكر فيه وحد بيصلح فعلا وبيغير فعلا، يا عمنا المنظومة مضروبة كلها لان النظام مخوخ بص على حادثة القطار الاخيرة اليس لها دلالات عندك؟ بص لمنظومة الاخلاق وانهيارها؟ مثلا بص لكم النفاق فى مؤتمر الحزب الوطنى الحالى؟ ليس هذا هو وقت الكتابة عن الأمل بل هو الصمت انكارا لمنكر لا نستطيع ان نغيره بيدنا؟ الآن طبعا كل ده لا يعنى ان كل واحد لازم يعمل اللى يقدر عليه ويدفع بالامل
لكن المصيبة كبيرة والواقع خانق والامل يهال عليه التراب اولا باول من السلبية اساسا ثم من الطغيان والجبروت والفساد والانفلات ثانيا الى عاشرا

د. يحيى:

قل لى بالله عليك يا محمد، أما آن الأوان أن تكف عن هذه اللعبة الصفرية (من صِفْر)،

أنت تهيل التراب على كل حركة وكل رؤية وكل مسئوليه تلوح لك منك أو من غيرك، أكتشف وأنا أتابعك أن كل لمحة رؤية تلوح لك، تسارع بأن تسكب عليها سوادا مخاطيا من سخطك اللزج (الغبى فى كثير من الأحيان)، أحيانا أشعر أنك تحمل قدرا من الكراهية والقسوة تبعدك عنى وعن نفسك، وعن الناس

راجع يا محمد حصيلة صياحك، وجمود موقفك، ربما، ربما!!،

بعد عامين وربع يا محمد لاحت لى بارقة أمل أن تكتشف بعض طيبتك، ولكنك أحبطتنى فى كل مرة

 أنت تدعى أن عائلتنا تحمل بذرة الإبداع والجنون بجموح شديد، ويبدو أن هذا صحيح، لكننى أرى أنك لا تحاول إلا فى المحل، هل بحثتَ فيك عن بذرة أخرى فى عائلتنا هى الطيبة الواعية، أنا أفتقدها فيك بصراحة مع أنى واثق أنها موجودة أيضا، فلا تحرم نفسك منها بكثرة الاستشهاد بنصوص تضع لها أسنانا قبل أن توصلها إلى قارئك

يا إبنى أنت أولى بك وبطيبتك،

ألم تنتبه أن قذائفك تصيبك قبل أن تصل إلى من رسمتهم أعداء لك – شخصيا- على الجانبين.

صدقنى يا محمد: أنت أولى بِكَ كلك.

د. مدحت منصور

الغريب يا أستاذنا أننا فعلا نتعلم كالسلحفاة نتعلم كالسلحفاة نخطو ولكن نتحرك، لم أكن أتوقع ذلك فى البداية ولكن لاحظت أننى أحمل مسئولية تفاؤلى ولو شيئا يسيرا وأصبح مريضى الغلبان إنسان وآخر وموضوعا، يجلس محترما على كرسى (فى المستشفى القروى) أحيانا يكون رد فعله سخيفا لأنه لم يعتد ذلك ولكنهم يتجاوبون والله حقيقة ويكونون سعداء بأنهم أجروا الكشف كما فى عيادة خاصة ويساعدوننى الآن فى تنظيم دخولهم حالة وراء الأخرى دون عامل أو ممرضة، والله شعب متجاوب لدرجة أن هذا الموقف يجعلنى أقول شعب عظيم ولكن أعطه الفرصة كى يعبر عن عظمته، هكذا بدأت وسعيد بتلك البداية وسأحاول فى مجالات أخرى من نفس المنطلق وربنا معايا ومعاك ومعانا، أما ما أسأل عنه كيف يحمل المتشائم مسئولية تشاؤمه يعنى ماذا يفعل؟

د. يحيى:

أظن أن كل ردودى، وخذ مثلا ردى على محمد ابن اخى حالا، هى رد على تساؤلك الأخير.

د. إسلام إبراهيم

أنا عندى موقف لمحاولة التغيير. آخر انتخابات رئاسية ذهبت للتصويت وبعد الشحططة بين عدة لجان، ولم أجد إسمى بالبطاقة كا قالوا.

ولم أيأس ودخلت لمقابلة المستشار المراقب لإحدى اللجان فسألنى أنت مواليد أى محافظة، فقلت السعودية، فكان الرد “روح انتخب الملك فهد”. فما رأيك؟

د. يحيى:

بصراحة مستشار دمه خفيف، هذا قول سياسى جميل، حرّك عندى مشروع تعتعة جديدة مناسبة،

د. إسلام إبراهيم

دعنى استشهد فى هذا الموقف بقول أحد المرضى، حل الشعب المصرى قنبله ذرية وإحضار شعب آخر استيراد.

د. يحيى:

لا..لا..لا..لا..

أنا لا أوافق مريضك هذا، ولا أوافقك على الاستشهاد به،

ثم هل عندك فكرة عن أى شعب تنصح أرض الكنانة أن تستورده بعد أن تفنينا قنبلة مريضك الذرية؟، حتى الشعب الصينى صاحب كل هذا التضخم المرعب فى الانتاج والتصدير الذى يعلن عن قدر عملاق من العمل والعرق، ليس هو مثلى الأعلى الذى يتصور البعض أن علينا أن نستورده. أو حتى أن نقلده

برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. شىءٌ مـَا”

يا ترى هل تابعت سلسلة نشرات (برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. شىءٌ مـَا”)  ثم نشرتى (إنى لو لم أولد مصريا..!!)، (…لوددت أن أكون مصريا) …. إلخ.

أ. محمد إسماعيل

اكتشفت من هذه التعتعة أننى مشاركُ بشكل أو بآخر

كما وصلنى لأول مرة حديث الرسول (صلى الله عليه)، وفهمته.

القصيدة وصلتنى بس أنا لو طفل مش فاهم منها حاجة، ولاّ يمكن الطفل بتاعى هو اللى فهم.

د. يحيى:

هو كذلك

سّلمْ لى عليه.

أ. محمد إسماعيل

مش عارف: أنا مين فيهم والغريب أنى باحس بنفسى مع الاثنين كل شوية، وماباعملش حاجة غير اللى العنوان بيقوله، هو فيه حاجة تانية ممكن تتعمل؟

د. يحيى:

نعم، طبعا

وانت بالذات تعمل الممكن وتتجاوزه

تكفيك يقظة تلقيك لكثير مما يصلك

هذا عملُ جيد فى ذاته

أ. محمد إسماعيل

العنوان جاب المصريين كلهم اللى انت منهم وماعرفتش حضرتك مع مين فيهم.

د. يحيى:

ليس إلى هذه الدرجة!!

ألم تلاحظ أن العنوان يبدأ بـ “لعن الله…..”

وهل معقول أنا يا محمد أننى ألعن “المصريين كلهم”

أما أنا من فيهم؟، فعليك أن تحكم أنت

أ. عماد فتحى

الظاهر إن أحنا كلنا فى حتة واحدة من التشاؤم جالساً أو المتفاءل ناعساً، وهو نفس الموقف السلبى، كل واحد بيبرر لنفسه الموقف اللى هو فيه عشان يعفى نفسه من المسئولية.

د. يحيى:

صحيح، لكن دون تعميم، ودون وقفه

بعد إدراك صدمة هذين الاحتمالين، دعنا نبدأ

وقد بدأنا

د. هانى مصطفى

متفق مع حضرتك فى وجوب الإيجابية، ومعك فكريا فى ذم السلبية وبلاش أقول إنى متشاءم، بس بصراحة مش شايف قدامى أى حاجة صغيرة احتمال تكبر وتتطور، فيتحسن الحال، لا حزب ولا حركة ولا جماعة ولا حتى فكرة، بالتالى مش عارف اتحرك لوحدى، ولا لاقى سياق اجتماعى اتحرك خلاله، يعنى مش باتحرك خالص هل هذا يعنى أنى سلبى؟

د. يحيى:

لا طبعا

مجرد إسهامك هذا، ينفى عنك السلبيه لكنه لا يكفى

برجاء قراءة تعتعه الوفد “رؤية مواطن” ثم تعتعة الدستور السبت بعد القادم،

دعنا نعترف يا هانى بالصعوبة ونحن نشكل بإصرار السياق الاجتماعى الذى تفترضه حتى يخفف بالتدريج كل هذا المجهود الفردى المرهق لو استمر كل منا يعمل على حدة.

*****

تعتعة الدستور

أخيراً!! السماح بتكوين الأحزاب، وإلغاء الأحكام العرفية!!

د. مدحت منصور

قرأت ولم أفهم لماذا نذكر هذه الأحداث الآن بالذات هل لمجرد أن سردها الأستاذ هيكل فى برامجه التى لا أشاهده غالبا؟ ولكننى عدت ففهمت ثانى يوم،

والحمد لله على سلامتى وربنا يسترها على أولادنا.

د. يحيى:

برجاء قراءة تعتعة الوفد التى ستنشر هنا بعد غد (الاحد)

د. إسلام إبراهيم

وما الفرق يا د. يحيى؟ ما الفرق بين ما حدث، وما يحدث، وما سيحدث؟

هل هناك فرق بين عبد الناصر والسادات ومبارك وجيمى؟

هل هناك بديل؟ وهل هناك من سيعترض؟

لماذا مازالت هذه المسرحيات مستمرة؟

مجلس الأمناء، مجلس الشعب، الأحزاب، المعارضة، الصحافة.

أعتقد أن إلغاء الأحكام العرفيه، وتكوين الأحزاب الحقيقية قريب جدا فقط بعد 100 عام فقط.

د. يحيى:

ولو بعد ألف عام، فالحق تعالى والتاريخ سوف يحاسبنا على ما نملأ به سنوات عمرنا المحدودة، يحاسبنا “بدءًا من هنا والآن” لأن موقفنا المسئول هو الذى يعطى لحياتنا معنى، حتى لو نأخر تحقيق ما نرجو مهما نأخر.

*****

حوار/بريد الجمعةوملحقان”

ا. رامى عادل

اهلا عم مدحت منصور،انت فعلا بتعرف تتكلم احسن شويه من بعض من اقابل من المختصين فى الكلام، تطل كلماتك من بين طيات وعيى، كانك عراف

د. يحيى:

تعبيرك “تطل كلماتك من بين طيات وعيى” كأنك عراف تعبير جميل

وقولك “بعض المختصين فى الكلام” هو إشهار لتخصص جديد/قديم علينا أن نحدد مؤهلات أهله.

أ. إيمان

أنا إيمان التى رددت عليها سابقا. لا أريد أن أزعج حضرتك بمشكلتى ولكن أنا بجد محتاجه مساعدة حضرتك وخصوصا انى بحبك وواثقة فى حضرتك. راجعت نفسى شوية وحسيت إن ممكن تكون أمى مرت بحاجات وجعتها شويه –يعنى كانت بنت فى اسرة على قدر ضئيل من التعليم فكانت تمييز معاملة الولد لدرجة قد تهين اخواته البنات- وأنا ساعات لما باحلم بشريك حياتى باتمنى طيبة وتسامح بابا لكن باتمنى انه يكون اقوي،يمكن تساهل باب فى حقه مع اخواته كان بيوجع ماما.
يمكن كان لازم حد يشد فى البيت،وبابا عمرة ما مد ايده علينا أوحتى وجه كلمة جارحة…

طاب لو كانت امى اتحرمت فمقدرتش تعطينا..أمال أنا هأعمل مع أولادى هاحرمهم هما كمان ولا هأغرقهم !!

د. يحيى:

لا تتسرعى يا إيمان فى إصدار الأحكام السببية هكذا أنت لست محرومة وفرصك أرحب، وأولادك سوف يكونون أوفر حظا إن شاء الله.

أ. إيمان

أنا خايفة لتكون اتكونت عندى عقدة ولا نكون إحنا الثلاثة(ماما-أختي-أنا) فى مرحلة تعبير قرأته هنا (مرحلة تحضير للمرض). طب ماما تأثرت بالظروف التى مرت بها قوى، مش باظلمها لكن أنا

أ. إيمان

أختى بتقول إنه مفيش فايدة وبتقول إن ماما مش شايفه نفسها خلطانة فى حقنا.

هى فعلا لما بتتعصب مش بتبقى حسه بالكلام اللى بتقوله لانها بتقول كلام صعب جدا إنه يتقال بين أم وبناتها،وكمان مش مدركة إن العلاقة الإنسانية تراكمية..ولا إيه؟.

د. يحيى:

يا رب تكونى أنت مدركة معنى تعبير: “إن العلاقة تراكمية”

أ. إيمان

هل ممكن العلاقه تموت لدرجة ألا تحيا من جديد؟

د. يحيى:

لا طبعا

أ. إيمان

أنا حاولت معها بكل الطرق بالكلام الهاديء وبالجوابات وبالمواجهة وبالثورة… ولم تثمر محاولتى بشئ، أمى هى أمى التى تركت المنزل بسببى وقالت لأبى :يا أنا يا البنت دى فى البيت وكان عندى 12 سنة وكان السبب أننى قلت رأى فى شئ فتعارض مع رأيها أمام ناس فقالت أنى أكذبها ولا أحبها!!

د. يحيى:

إن كان قد حدث هكذا فأنا أقر أنه حدثٌُ صعب

أ. إيمان

أنا لا أريد أن أحاكم أحد …الله غفور رحيم… الله رب العالمين…

د. يحيى:

أحيانا أشعر يا إيمان أننا لا نفعل شيئا إلا أن يحاكم بعضا البعض

أ. إيمان

كل ما أريده أن تصفو نفسى ويزول شبح احتمال غضب ربى على بسبب علاقتى بأمى وأن أحيا بلا دموع لا أعرف سببها فلحظة تكون ألم ولحظة تكون ندم ولحظة تكون احساس بالذنب ولحظات تكون خوف من الآتى

د. يحيى:

الله هو العدل، وهو يغضب علينا لنا – وليس لما نتصوره من ذنوبنا أصلاً، ثم أرجو أن ترجعى إلى تحفظى على حكاية “الشعور بالذنب”

أ. إيمان

أخاف أن تستجاب دعوات أمى علينا التى لا تنتهى ولم اسمع منها غيرها

د. يحيى:

هل تعرفين المثل المصرى الجميل “أدعى على ولدى وقلبى يقول بعد الشر”

أ. إيمان

أخشى أننى أكون قد أصبحت انسانة معقدة لا تقوى على الحياة أو الأخذ أو العطاء، خصوصا وأنى فى أخر سنة فى كلية الحاسبات والمعلومات.

د. يحيى:

قلت لك أننى لا أستعمل كلمة “معقدة ولا أحبها، وهى تعنى عندنا غالبا معنى مسببا مسطحا.

أ. إيمان

على فكرة أنا ربنا منّ على وسكنت فى المدينة الجامعية ورأيت عالماً غير عالمى ولا أخفى عليك سراً…لقد رأيت ما أحمد الله عليه من رؤيه ليست كبيرة ولكن أكبر مما كنت تربيت عليه..

د. يحيى:

عايشت إيجابيات هذه النقلة (إلى المدينة الجامعية) فى كثير من بناتى اللاتى أتيح لى متابعة نموهن

أ. إيمان

ماذا أفعل؟؟؟ماذا أفعل مع أمى وأختى ونفسى حتى أستطيع أن أحقق بعض ما جال بخاطرى؟؟

د. يحيى:

ما تفعلينه فى نفسك لنفسك، هو فعل طيب لأمك

أ. إيمان

هل أمى بعد الأربعين من عمرها يمكن أن أساعدها وتساعدنى وأن تغير ماعاشت عليه؟

د. يحيى:

طبعا يمكن، وبعد السابعة والسبعين مثلى، ولكن ليس هكذا

أ. إيمان

ماذا أفعل؟ أفقد الأمل..؟

د. يحيى:

الحق فى الأمل، وفى الحلم هو زاد الاستمرار

هل قرأت أمس آخر ما قاله لى محفوظ، مما لم يقله، فحضرنى شعر قديم قلته فى أحد أعياد ميلاده، فختمت به تقاسيمى على إبداعه الأحلام وأنا أقول:

“المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنا”

أ. إيمان

إننى أخاف أن أحاول فى المستحيل..فيضيع منى الممكن

 أدعوك ربى

أدعوك ربى بأن تجيب دعوتى

أن أدخل برحمتك جنتك

وأن تلمس يد الحبيب فؤادي

أن تقوى همتى للحياة بحبك

وان أرى نور الحياة إيماني

أن تصفو نفسى لجميع خلقك

وأن أسامح من أساء لذاتي

أن ترضى نفسى يا ربى برزقك

وأن تجعل القناعة زادي

أن ينشرح صدرى برؤية كونك

وأن أقّدرنعمة الحياة بعد موتى الأصغر…فافرح

فكم من نائم…مات…ولم يرزق..بيوم كالذى أٌرزق..

د. يحيى:

إذا تيقنت بحتم الاستجابة، فالحق تعالى لن يصدك أبدا.

أ. إيمان

وكم من يوم مر…ولم أفرح..

فهل فى الدنيا..من فرح..كباب فتح لم يغلق..

د. يحيى:

باب الفرح لا ينغلق وحده، نحن الذين نغلقه.

أ. إيمان

خزانة عمرك تنادي… فهيا املأها

وأدخل فيها ما تستطع..من الخير..لذاتك قبل أن تندم…

د. يحيى:

أبدئى أنت، وهم سيتبعونك

أ. إيمان

أعتذر لحضرتك لما فى هذا الكلام من أخطاء..أنا لست شاعرة.

د. يحيى:

الخطأ فى الكلام يزيّنه

 أحيانا، والشعر ليس بالضروره هو ما يطلق عليه شعرا.

أ. إيمان

نسيت أسأل حضرتك :هل ممكن أحب بجد وأكون علاقة طبيعية سليمة؟

د. يحيى:

أنت وشطارتك، وشطارته

أ. إيمان

أنا خايفة أرتبط بانسان وأنا فى هذه الحالة – يعنى بأقول إنى لسه بأدرس – طيب أنا فى سنة رابعة يعنى أخر سنة…خايفة أحب وأنا جعانة كده فماحبش،أو أظلم إنسان معي.

د. يحيى:

عندك حق، نسبى، خاصة فى “خايفة أحب وأنا جعانة” “فما أحبش”

برجاء متابعة الصعوبة التى أتبينها أكثر فأكثر وأنا أكتبها فأعرف أنها أصعب من تصوراتى السابقة، وهو ما نواصله فى باب (أو كتاب) “فى فقه العلاقات البشرية”

الجوع للحب، هو خطر على الحب، لكنه بداية لا يمكن تجنبها على ما يبدو.

أ. إيمان

ساعات بتطل فى رأسى أفكار مجنونة..يعنى بأقول أنا أحسن لى متجوزش وأكسر الحلقة دي(أم محرومة..حرمت بناتها..وبناتها ممكن يحرموا بناتهم..وهكذا..)

د. يحيى:

هذه خيبة هروبيه مشروعة، ومرفوضه فورا

أ. إيمان

كنت عايزة أسأل حضرتك على موقف أختي..أصلى خايفة عليها قوي

خايفة من تجاهلها لحياتنا..خايفة عليها جدا

د. يحيى:

لا تبالغى فى وصايتك على أختك وإبدئى بنفسك

أ. إيمان

خايفة عليها خصوصا إنى رأيت فى المدينة الجامعية بلاوى..ربنا يحفظنا البنت ممكن تعمل اللى هى عايزاه والأهل غلابا رغم إنهم مش فقراء ومتعلمين…

د. يحيى:

أرجوك لا تبالغى فى الحكم على الآخرين بهذه السهولة.

أ. إيمان

أنا خايفة على أمى قوى وعارفة إنها موجوعة لأن وصلها شعورنا ناحيتها وكمان حياتها فاضية شوية هى واخدة بالها من البيت وكده لكن البنتين اللى طلعت بيهم من الدنيا مش بيحبوها.. المشكلة كمان إنها دايما بتربط بين العلاقة الإنسانية والفلوس!

د. يحيى:

لا يُفرح أمك أكثر من أن تصنعى حياتك أفضل من ما وصلت إليه هى فى محاولتها، أما ربطها بين العلاقة الانسانية والفلوس، فهذا جزء من الواقع، وليس خبيثا على طول الخط.

أ. إيمان

وساعات لما بتتعصب بتصرخ وبتقول كلام غير صحيح وتقول إنها مش بتبخل علينا بفلوس وواخده بالها من البيت ومن حياتنا..إزاى متحبونيش دا أن لو أم حد غيركم كان شلنى من على الأرض شيل..

د. يحيى:

ليس إلى هذه الدرجة (مش للدرجة دى)

أ. إيمان

أنا خايفة عليها وعلينا ومش عرفه أتصرف إزاى ومش متصورة إنى أتجنب الموضوع ونعيش كده والسلام لأنى ببساطة مبقتش قادرة أعيش..وساعات بأبقى عايزة أبكى مرة واحدة وأنا وسط أصحابى أو وسط نا س غرب..لكن بأمسك نفسى وباحجر دموعى فى عينى وأمسحها من سكات..

د. يحيى:

الخوف هكذا، زاد حبتين والبكاء بالدموع ليس دائما أكثر أنواع السلوك صدقا، برجاء مراجعة نشرة “فقه العلاقات بين البشر (العين الحرامية)، وشرحى لتعبير: “والدمعة يا دوب حاتبان”.

أ. زكريا عبد الحميد

شكرا د.يحيى على سؤالكم عن العبد لله واستفساركم عن قلة مشاركاته وتعقيباته على إضاءات المعرفة السيكولوجية الزاخرة بها نشرات الانسان والتطور. قلة مشاركاتى مرجعها سببين

1-سبب متواصل وهو كونى اتواصل مع النشرات من محلا ت او كافيهات الانترنت (ليس لدى كمبيوتر شخصى) حيث يشوشر على ضجة مرتادى هذه المحلا ت خاصة فى العطلا ت الصيفية الدراسية حيث تكثر العاب النت الجماعيةالشبابية

2 – سبب مستجد من 4 شهور فقط عندما اصبحت والدتى (84 سنة) فى عهدتى أى تقيم لدى.ولك أن تتصور يا دكتور يحيى حضرتى الذى عاش صعلوكاطليقا(بلا أية التزامات عائلية)طوال عمره يجد نفسه اخيرا وهو على وشك الستين مقيدا بسلاسل مسئولية لا طاقة له على احتمالها(ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به).

د. يحيى:

يا خبر يا زكريا!! ستون عاماً؟

كنت أمس فى انتظار مقابلة مع عميد الكلية، تأخرت من جانبه دون اعتذار ساعة ونصف ساعة اضطررت للبقاء منتظرا إياه فى مكتبه لهذه المدة، وكلما دخل علىّ رجل عجوز جداً، (أستاذ) وحيانى قائلا أنا من تلاميذك، أفاجأ مفاجأة كبرى وأجدنى أقول لنفسى:

  • كل هؤلاء الكهول هم تلاميذى، فأى كهل أنا إذن؟

ورعايتك لوالدتك هكذا هى من أشرف ما بقى للمصريين هكذا.

أ. زكريا عبد الحميد

والدتى لديها نصف دستة من سلبيات الحالات الامراضية التى تنورت بمطالعتها عبر نشرتكم\\نشرتنا نشرات الانسان والتطور (كمثال هى تؤمن من زمن شبابها أن جدى وجدتى ليسا ابويها الحقيقين ) وعلى ذكر النشرات فقد انعكست متابعاتى لها على سطور كتابى الثانى الذى انتهيت من طباعته على نفقتى الخاصة مؤخرا(وستصلكم نسخة منه فى خلال اسبوع ان شاء الله)والذى يهمنى رأيكم فيه لأن فكرة نصوصه مستلهمةمن مؤلفكم(نصوص على نصوص\\أحلام فترة النقاهة)وهو كذلك أى نصوصه مستلهمة من الابداعات المحفوظية.وفى انتظار التشرف بمطالعة نهاية قصيدتكم فى أحد أعياد نجيب محفوظ تقبلوا كثير الشكر والامتنان.

د. يحيى:

فى انتظار مزيد من إبداعاتك، أدعو الله ألا تنقطع

*****

يوم إبداعى الشخصى

شعر البرعم‏ ‏والأنغام

أ. إيمان

حياة فى موت…وموت فى حياة..وحياة فى حياة..والكل يتحرك.

ألا يوجد موت مطلق؟

د. يحيى:

ياه يا إيمان!!

هل وصلتك كل هذه الحركية من هذه القصيدة القديمة التى اكتشفت أننى كتبتها ونسيتها فى أوائل الثمانينات؟

تسألين ألا يوجد موت مطلق؟

فأجيب:

لا…

لا يوجد موت مطلق، إلا الخلود الغبى فى هذه الدنيا  يمكنك أن تقرئى نقدى لرواية الحرافيش لمحفوظ “دورات الحياة وضلال الخلود ملحمة الموت والتخلق”.

*****

التدريب عن بعد: (63)

المرضى: أسرة ممتدة، والطبيب والد

د. عمرو دنيا

أجد بداخلى صعوبة شديدة فى الاتصال بالمريض مهما كان السبب، ولم أفعلها حتى الآن وأظن أننى أقرب إلى ألا أفعلها مطلقا، وقد يكون الاتصال بأى من أقاربه أو من يهتمون به أسهل بالنسبة إلىّ وإن لم أفعلها حتى الآن… صعوبة شخصية أم إلتزام حالة سميات وأنه رسميا لا يجوز بينما مصرياً قد يجوز كما أشرت حضرتك لا أدرى؟

د. يحيى:

عندك حق

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (35)

فقه العلاقات بين البشر(العين الحرامية)

محاولات دائبة، وألم متجدد، ونهاية سلبية: بالانسحاب للفرجة….!!

أ. محمد المهدى

استمتعت كثيراً بقراءتى لهذه اليومية، ووصلنى منها مفاهيم جديدة أثرت ما كنت أعتقد أنى أدركه تماماً فمثلاً وصلنى أن العلاقة الحقيقية بين البشر تتضمن مثلاً القدرة على تحمل التناقضات (الحذر فى مقابل الأمان، الاحجام فى مقابل محاولة الاقتراب، بل والأمل فى القبول فى مقابل التهديد بالترك)، كما أعجبنى جداً شرح حضرتك لأنواع الفرجة وأهدافها، والتى كنت أعتقد أن هدفها الوحيد هو عدم التورط فى علاقة حقيقية وتحمل مسئوليتها.

لكنى لم أفهم تحديداً ما قصدته حضرتك بأن المعرفة هى فى ذاتها ذنب؟!

أرجو توضيح ذلك.

د. يحيى:

شكرا، وأصدقك

وقد أثارت هذه النشرة بالذات، والتعقيب عليها، وخاصة تعقيب أ. أمل محمود، مما أفادنى جدا، وقد تم تغير حتى عنوان الكتاب كما سوف تلاحظ يوم الخميس القادم (وكما ألمحنا يوم الأربعاء الماضى)

أما ما قصدتُ أنا إليه بقولى إن المعرفة هى فى ذاتها ذنب، فيمكنك من حيث المبدأ الرجوع إلى نشرة 27-1-2008 (الشعور بالذنب) أو إلى الأطروحة الأصلية فى الموسوعة (موسوعة النفسية: حرف الذال “ذنب” – مجلة الإنسان والتطور عدد أبريل 1988) وأيضا يمكنك متابعتنا يوم الخميس القادم، ونحن نناقش فيه التعقيبات على هذه النشرة بوجه خاص.

أ. عبده السيد على

فرحت جداً لسماحك لزميل بالإتصال بمريضته، لأنى أفعل ذلك أحياناً وكنت أخاف من تجاوزات “مهنية فى هذا الفعل، لكنى كنت أجده ضرورة أحيانا وكان بمثابة فارق فى العلاقة العلاجية وهو ما كنت أحتكم إليه.

د. يحيى:

ومع ذلك، فيستحسن التحفظ أكثر وجعله استثناءًا نادرا، فقط (برجاء قراءة تعقيب د.عمرو حالا والرد عليه)

أ. نادية حامد

أشكرك على هذا التنوع الذى وصلنى من مصطلح “ذنب” بالشكل الذى تم ذكره فى السيكوباثولوجى على الرغم أنه مصطلح واحد.

إلا إنه وصلنى بأكثر من معنى على سبيل الذكر.

* أنا مذنب دون أن أذنب.

* مأزق السعى إلى المعرفة وأنها فى ذاتها ذنب وربطها بأسطورة الشجرة المحرمة.

* ذنب الإنفصال عن الوعى الكلى سعياً إلى وعى ذاتى.

د. يحيى:

أعتقد يا نادية أن تنوع ما كُتب لا يكمله إلا تنوع ما وصلك، فلك نفس الشكر.

بقيت لك عندى دعوة أن ترجعى إلى الأصول (ذكرت بعضها فى ردى على محمد المهدى حالا).

ثم انتظرى وشاركى فيما قد يرد فى المناقشات – التاليه (يوم الخميس القادم، وربما كل خميس).

*****

رسائل:

رسالتان من خارج نشرة الإنسان والتطور (تقليد قد لا نتمادى فيه)

“مفهوم التفويت”  

برنامج “مع الرخاوى” قناة أنا 30-10-2009

أ. السيدة

عظيمة جدا حلقة التفويت وعشان افوت لازم يكون فيه رصيد للطرف الاخر وكمان حسب حجمه مش اتشطر على الغلبان وكما نحسب المشكلة نفسها لكن للاسف فيه ناس لما بنفوت لهم كتير بيعتبر انه ضعف جاتهم القرف اغبية ممكن حضرتك تاخد دور المذيع كل شهر حتى ولومرة انى احترمك جدا\”وجدا\”

د. يحيى:

أنت يا سيدتى تشيرين إلى الحلقات التى تذاع اسبوعيا، وأنزلها فى موقعى أولا بأول، وهذا أول تعليق يصلنى عنها من زوار الموقع عموما (إن كان له زوار) ولست أعرف مشروعية أن ندخل التعليق على مثل ذلك فى بريد نشرة “الانسان والتطور” أم لا.

ومع ذلك فهأنذا أغامر باختراقةٍ ما، ربما يثرى ذلك البريد بشكل أو بأخر. وصاحب الموقع هو صاحب النشرة على ما كل حال.

أ. هيثم أحمد الزبيدى

السلام عليكم ولكم تحية طيبة ارغب بلمشاركة فى مؤتمراتكم العلميه وارجوا ان ترسلوا لى مواضيع عن الشيخوخه لكونى رئيس وحدة ابحاث الشيخوخه بالعراق ولكم خالص الشكر والامتنان

د. يحيى

أهلا يا د. هيثم

بالنسبة للمؤتمرات العلمية، فأود أن أخبرك أننى لم أستطع أن أتبين ما تقصد تحديدا بهذا التعبير، فالمؤتمرات العلمية التقليدية لم تعد لى علاقة بها أصلا، اللهم إذا تفضل بعض تلاميذى، وزملائى بالضغط علىّ حتى أساهم بمحاضرة افتتاحية.

أما إن كنت تقصد النشاط المتواضع الذى تقوم به جمعيتنا (جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى) فأفيدك بالتالى:

أولا: الندوة الشهرية العلمية والثقافية، تعقد فى قاعة محاضرات مستشفى دار المقطم للصحة النفسية بالقاهرة، أول جمعة من كل شهر، والأرجح أنها الآن تنزل الموقع أولأ بأول.

ثانيا: النشرة “اليومية الإنسان والتطور: تصدر كل يوم كما ترى، منذ أكثرمن سنتين وقد تطور فيها بريد الجمعة حتى كاد يصير مؤتمرا منعقدا باستمرار، وندعوك للمشاركة يوميا فى هذا المؤتمر العلمى الممتد.

أما عن طلبك عن مواضيع الشيخوخة فهذا ليس تخصصى الدقيق، وإن كان هو اهتمامى الإنسانى (يمكنك مراجعة مداخلة أ. زكريا عبد المجيد فى بريد اليوم والرد عليه).

ثم دعنى أحيلك إلى الزميل أ.د. عبد المنعم عاشور فهو المختص من بين من أعرف من الزملاء فى هذه المنطقة طب نفس المسنين.

*****

رد خاص فضلت أن أضمنه البريد لأسباب ترونها:

أ. اسلام حاكم

ارجو من سيادتكم وصف علاج حيث مقبل على مقابلة شخصية الاسبوع القادم وحيث انى مصاب بالرهاب الاجتماعى اريد علاج يحفظ لى صلابتى ايام المقابلة

د. يحيى:

ماذا تقصد بالله عليك؟

هل أدلك على حبوب تأخذها قبل المقابلة؟

أليس فى هذا خداع ما؟ (هو –الخداع- حقك على كل حال) لكننى أعتقد أن الحبوب لا تنفع.

ما رأيك لو تقول وأنت ذاهب، وتدعى الابتسام، ترسم على وجهك لنفسك ابتسامة تقول: “أنا كده، واللى عاجبه”. عدة مرات جدا،، ثم تضحك حتى بافتعال!

أو دعنى أدعوك إلى أن تدندن أغنية صالح عبد الحى

 “الله المدبر، والدنيا شئون”

لا تكثر لهمك ما قدر يكون”

ثم تعيد الفقرة الأخيرة هكذا

ما قدر يكون، لا تكثر لهمك.

كل هذا وأنت تبتسم

ويا حبذا لو تلعب حواجبك، وأنت تدندنها، ولكن إياك أن تتمادى حتى لا تسنى وتلعب حواجبك أثناء المقابلة الشخصية

*****

ملحق البريد: نقد قصيدة

د. وليد طلعت

شعر: ياسين عبده

يبدو أن باب ملحق البريد سوف يستوعب مشاركة الأصدقاء، كما ذكرت الأسبوع الماضى.

د. وليد طلعت

قراءة فى قصيدة (الموت) للشاعر “ياسين عبده”

لياسين عبده تجربته الشعرية شديدة الخصوصية فهو من الشعراء المقلين المجيدين، الذين لا يولون اهتماما كبيرا للنشر-لم ينشر بعد ديوانه الأول – وإن كانت معظم قصائده قد نشرت فى الدوريات الأدبية وخصوصا أخبار الأدب..

هو شاعر ممن أثرتهم تجاربهم ومعاناتهم الشخصية إثراء متفردا وعركتهم الحياة عركا شديدا لينصهر شعرا .. فى واحد من آخر لقاءاتى معه عبر الوسيط الالكترونى كتب لى: اليوم عيد ميلادى .. عارف .. نفسى يكون معايا قنبلة ذرية و….

تستطيعون إكمال الجملةبعد أن نقرأ سويا هذا النص- الأخير للشاعر حين نشره فى العدد 134 من مجلة الشعر ضمن ملف الملتقى الأول لشعر العامية المصرية..

يبدأ ياسين نصه “الموت” فيقول

البنت

بقولها

 بحبك

طلعت من شنطتها

 قنبله

 مسيله للدموع

حدفتنى بيها

فوقعت

ووقعت

 من عيونى الملايكه

ومن جيوبى السحاب

حيث يبادرنا بانكسار رومانتيكى عاصف يتم فيه تجريده بدءا من حقه الأصيل فى المحبة -أن يحب ويحب- وأن يكتمل بالآخر، لنجد أنه ينهزم عودة إلى الطين، حيث يسقط السحاب الذى كان يحمله معه وتنزع منه الملائكة فكأنه بهذه الصدمة يمهد لنا لهذا الوجود العدمى الذى يمتد بامتداد القصيدة فالرد عل “بحبك” هو قنبلة مسيلة للدموع تجرده من ملائكيته وترده قسرا إلى الأرض بعد أن تنتزع منه أجنحته وأحلامه..

بعد البنت يأتى الصاحب فيقول

صاحبي

ماسك

 كوباية ميه فى ايده

وبيحط

التليفزيون بتاعهم

جوه بقه

وبيبلعه بيها

فى فعل غرائبى يتجدد ويستمر عبر النص نرى هذا الصاحب وقد تحول أثناء تجواله فى الشوارع لأداة تنتهكها وتستخدمها الآلة الإعلامية المشوهة لازدراء وإيذاء الناس

 وبيطلع من عنيه

وهو ماشى فى الشارع

المذيع

وبتطلع من بقه

 المذيعه

يضربوا الناس اللى ماشيين فى الشوارع على قفاهم

 وفى مقطع آخر يعود لنا الصاحب للظهور قرب نهاية النص لكنه هذه المرة وربما كتوطئة للنهاية فنجده – الصاحب -!! وهو بصورة أو بأخرى أحد أوجه الذات قد صنع عالمه الخاص المكون من”علبة كبريت”ينعزل داخل هذا العالم ويختبئ ولا يخرج منه – حين يخرج – إلا ليتخلص ممن يفترض أنهم يربطونه بالعالم الحقيقى صاحبي

طلع علبة كبريت

من جيبه

وفتحها

ودخل جواها

وبنى بيوت

وشوارع وحارات

وبيفتحها

وبيبص ليا

وبيمضغ بسنانه

حبيبته

وأهله

وأصحابه

ويتفهم فى الزباله

ويضحك

ويعيط

ويدخل تانى العلبه

ويقفل

ولا يتم فعل العزلة والتخلص المأساوى هذا بدم بارد إنما يحمل فى طياته مفردات جنون قاتل ويائس وبائس حيث إنه”يضحك .. ويعيط”وبعد أن يلفظهم”يدخل تانى العلبة .. ويقفل”.. فهو بشكل ما يحاول إنقاذهم من الحياة والبؤس الذى يظنه طائلا لهم لا محالة .. ثم ينفرد بالعذاب الأبدى فى عزلته..

 المرأة الفقيرة لا تنتقم لنفسها وإنما”

بتنشق بطنها

وبيطلع منها تمساح كبير .. يزحف وياكل الناس وبيبلع كل البيوت”تتحول المرأة أيضا إلى أداة قتل جماعى وانتقام وهى فى هذا مجرد أداة _ بتنشق بطنها وبيطلع”وكأنه لا إرادة لها فى ذلك إنما هى إرادة أعلى تفعل بها وبهم ذلك..

على الجانب الآخر من هذه – الشيأنة – للأشخاص إن جاز التعبير وفى سلسلة رصدية متصلة تبدأ – شخصنة – مفتوحة الدلالة للأشياء، حيث رموز منتقاة وعلامات دالة تخرج عن معانيها وقيمها الحقيقية لتتحول مع تنقل الشاعر بينها إلى دلالات شائهة ومدمرة..

فالعلم بما يحمله من قيمة وخصوصية نراه

“بيقلع بنطلونه

ويقعد جنب حيطه

يقضى حاجته”

لا يكتفى الشاعر بهذا الرصد للعلم – الرمز – المشخصن- وهو يقضى الحاجة وإنما يشكل علاقة دالة به شخصيا وبوجوده وقصائده ودموع أمه التى تهون مع هوانه

وبعد ما يخلص”

يمد ايده

ياخد قصايدي

ودموع أمى

يمسح بيهم

ويقوم ماشي”

أما النيل ف”

قاعد يرتعش جوه خندق

مع عيل صغير”فكأنه – النيل – رمز الحياة وسرها لهذا الوطن لا يملك لنفسه ولا لغيره مهربا سوى الاختباء المرتعد بينما

“الطيارات

بتقصف كل الشوارع والميادين

بالقنابل

وبالأحزان

وبجرايد سكرانه”

أما السينما فتتحول إلى عاهرة رخيصة بل وسارقة، حين يتحول الفن الذى يفترض به أن يساهم فى الكشف واتساع الرؤية ويسهم فى البناء ودفع المجتمع للأمام إلى وسيلة داعرة للتعمية وجمع المال وتشويه العقول ونشر الفساد

السينما”

حاطه روج

وراكبه اتوبيس زحمه

عماله تقول نكت تافهه

وبترمى صدرها العريان

على الناس

وتمد ايدها

تسرق منهم الفلوس والساعات

والنضارات

وبكره “

هذا الذى يرى فيه الشاعر المسرح الجاد طائرا فى الهواء يتساقط من فوقه الممثلون على أسياخ تخترقهم .. ليعلو الصراخ

مسرح جاد”

طاير فى الهوا

وسط الشارع

وبيقع منه الممثلين

على أسياخ حديد مدببه

بتخش فى بطونهم

وبنسمع صريخ .

البيضة التى ربما يخرج منها أمل الغد تفقس”دبابة بتصوصو .. تشرب من وريد الشارع دم ..

وتلقط من الأرض قنابل”

أما الزنزانة .. رمز كل قبح وقمع فتتحول لكائن وضيء

“بتفتح الحنفيه

وتتوضا وتصلي

وتفتح التليفزيون

تتفرج

لى أفلام كرتون …”

بينما هى فى الحقيقة مازالت تمارس ما تمارسه منذ الأزل دون هوادة وبلا قلب..

“تمد ايدها فى قرطاس

مليان بنى أدمين بيعيطوا

تاخد منه تقزقز

وترمى على الأرض”.

حالة عجيبة من التشوه والتشويش تسود بينما تستمر الصور فى التتابع والحراك النافذ لنرى البشر راكعين لصنم يملأ الميدان وكمسيخ دجال يمسك فى يده مشنقة بينما ينجذب الكل إليه ..

بيطلع”

من جسمه فراش

ومن عنيه

موسيقى

وفى ايده مشنقه

وراكعه الناس قدامه

ماكسين سكينه

بيدبوحوا بيها السما

على صخره كبيره

قربان له”.

أما السماء – القربان- فهى غير قادرة على الدفاع عن نفسها فى رأيه بل هى بصورة أو بأخرى شريكة فى المجزرة الكبيرة…

“السما

بتبرق أوى

وبتتفتح

وبينزل منها حصان مجنح

جناحاته كبيره كبيره

نزل

وراح قعد على القهوه

يشرب شيشه

ويلعب دمنو

مع عسكرى

ماسك كرباج”.

والمئذنة تتحول لأداة قتل فى يد صغير يلهو ليقصم بها الأرض وتتفجر أنهار من الدم تتحول فئران تسرى فى كل مكان ..

“عيل صغير

بيشيل مادنة الجامع

من مطرحها

وبيضرب بيها

على الأرض

بتتقسم الأرض نصين

وبيطلع منها

نهر دم

وبيتحول الدم

 لفيران”.

وهكذا يسود العبث وتعم الفوضى والدماء والصراخ تملأ الأرض وحتى الأحلام تولد مقتولة فى فعل عبثى مكرور وبكل سهولة يتم التخلص من آثار جريمة قتلها النكراء ..

جوه اوضتي”

مطار كبير

بتطلع منه طيارت

محمله بجثث أحلامي

بتاخدها وتروح بعيد بعيد

ترميها

 فى وسط البحر

وترجع”.

وإذن فلم البقاء وما الذى يمكن عمله بعد هذا الرصد لهذا الكم من التشوه والقتل المستمر لكل جمال إلا أن تنفجر الذات الشاعرة بالصراخ ليتعالى صوت الجنون وحده والموت متسقا مع كل هذا الجنون المحيط لتأتى النهاية:

وسط الشارع

والناس رايحه وجايه

بقلع عريان على الآخر

وأصرخ

وأصرخ

والاقينى بكبر واكبر

وبيطلعلى ديل تنين

وراسي

بتتحول لمدفع

ورجلى تتجنزر

وايديا تتحول

لجناحين طياره

وأصرخ

وأصرخ

وأصرخ

وأنفجر

وينفجر

كل الكون

  • مايكوفسكي.. غيمة ترتدى بنطلونا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *