الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

4-9-2009

السنة الثالثة

 العدد: 735

حوار/بريد الجمعة

 مقدمة:

هذا هو أول حوار فى أول السنة الثالثة من عمر هذه النشرة “الإنسان والتطور”.

حين جمعت مواد السنتين كما أشرت إلى ذلك يوم الثلاثاء الماضى، وجدت أن باب الحوار هو من أكثر الأبواب ثراء برغم أنه أقلها تلقائية، من حيث أن أغلب المشاركين فيه، فيما عدا قلة لا تزيد عن أصابع اليدين، هم مشتركون قسرا بشكل أو بآخر. وحين تصورت أن الستة آلاف صفحة التى صدرت خلال العامين المنصرمين يمكن أن يخرج منها كتب متكاملة بعد التحرير والتبويب المناسبين، وجدت أن “باب الحوار” يقع خارج هذا الاحتمال، لأن أغلبه يدور حول نص غير متاح أصله، ومع ذلك يظل رأيى أنه أكثر الأبواب ثراء.

حوار اليوم، له ملحق أيضا مثل الاسبوع الماضى تواصل فيه د. أميمة رفعت دراستها النقدية لأحلام محفوظ، كما نواصل نحن متابعتها بعد أن أخطأنا فى نشر الجزء الثانى من دراستها النقدية قبل هذا الجزء الأول: فعذرا بجد.

مرة اخرى: رمضان كريم

فعلا!!

****

تعتعة الدستور:

 فضلُ الكهولة، وهل يورّث الوعى النقدى؟!

أ. سميح ملحيس

اسف على وقاحتى يا دكتور ..لكن عندما انهيت المقال شعرت برغبه قويه ان اسالك هل تحضر انت صلاة الجمعه؟

ثم إن كان هناك من يحكم على شخص كالذى وقعت طائرته بانه سيدخل النار يبقى بسيطه بالنسبه للأحكام التى تطلق على من هم من نفس الدين بانهم كفره والى جهنم …والخ من احكام غيبيه لا يحق لاحد الحكم بها غير الله.

 مع الاعتذار

د. يحيى:

يا سيدى الكريم، كيف تعتذر عن شجاعتك، وتلقائيتك وحقك فى إبداء الرأى؟ أشكرك يا رجل، وتقبل منى دعواتى واحترامى،

أما إجابتى على أسئلتك فهى:

أنه: الحمد لله رب العالمين،

 ثم إننا ليس نحن الذين نحكم على هؤلاء بدخول الجنة، وعلى أولئك بدخول النار، “إن الحكم إلا لله”،

 لكن برغم ذلك، وبرغم اجتهادنا الصادق، فإن للحكام الدينيين رأى غير ذلك، وحسابهم وحساب من اتبعهم على الله.

المسألة أبسط من كل تصور، ويمكن أن يجيب عليها إجابة صحيحة، طفل فى الخامسة، إجابة يرضى عنها الله، إجابة أصح من إجابات كثير من المدرسين والآباء والمشايخ والقساوسة،

إن التفكير السليم هو من أكبر نعم الله على البشر، وما ورد من حوار مع أبى رحمه الله إنما يظهر كيف أنه كان يعلمنا كيف نمارس هذه النعم القصوى – التفكير السليم والعدل المطلق- حتى يرضى الله عنا كما رضى هو عنه، فرضى عنه.

أشكرك مرة أخرى، ورمضان كريم ، ودعنى أدعو الله أن يتقبل صيامك وصيامنا، ويغفر لنا ولك

وعليكم السلام

الحمد لله

د. مدحت منصور

ابنى الكبير وابنتى الصغيرة يشبهان بعضهما إلى حد كبير وأقرب إلى الشبه بأمهما ويتشابهان فى السلوك بشكل مذهل والولد الأوسط أقرب إلى فى الشكل وأراه مختلفا عن أخويه فى السلوك تماما وأراه يحك رأسه بيده كما أفعل تماما وكما يفعل أبى وبنفس مواصفات الحركة كما أراه متأملا مفكرا بشكل مذهل، الفرق بينى وبينه أنى لم أحد من تفكيره وقدراته فنما بهذا الشكل الملفت وأرى أنه يمتلك وعيا نقديا كان يذهلنى وهو طفل عندما لاحظ أن كل ما يستعمله من أدوات مدرسية صينية الصنع وأضاف لها الولاعة التى أستعملها وأدوات المطبخ وأننا لا نصنع إلا السجائر فى مصر وعليه أظن أن الوعى النقدى يورث.

د. يحيى:

…وبرغم ذلك، وبرغم ما جاء فى النشرة، علينا ألا نبالغ فى تأثير الوراثة أكثر من ذلك، الوراثة سوف تظل – إلا نادرا- مجرد “مشروع” (هام جدا) قابل للتشكيل جدا (جدا)

د. مدحت منصور

موضوع آخر أردت التعليق عليه وهو صلاة الجمعة، أنا إما أبحث عن شيخ هادئ معتدل أو لا أذهب، أنا لا تعجبنى لا طريقة الإلقاء ولا الاستعلاء ولا الترهيب الغير واعى وهو فى تلك الحالة ترعيب وتنفير واستخدام الأحاديث الضعيفة للوى ذراع المصلى وأحيانا روايات مضحكة لا تليق بالإسلام أصلا والألعن أننى أشعر أنه عندما يتكلم يعطينى إيحاء أنه هو الإله الذى يتكلم وأننا عبيده هو ولسنا عبيد الخالق وقلة من هم أستطيع أن أصلى خلفهم.

د. يحيى:

لا أريد أن أعترض على ما قلت يا مدحت، وأشكرك لأنك لا تعمم، ولكننى ذات صلاة جمعة سمعت خطيبا ينبه تنبيها عجزت عن أوصله فى عشر مقالات، وهو أن الغنى جدا يستغرق حسابه فى الآخرة، وقتا أطول إذ أن ربنا سوف يحاسبه على أمواله الكثيرة، وعليه أن يبرر كيف رعى كل قرش امتحنه الله بامتلاكه، أى والله، أما الفقير، فالمقرر عليه أخف، ومن السهل أن يَجيب بسرعة وسلامة، ولم أشعر أنها دعوة للفقر، أو للرضا بالفقر، ولكنها وصلتنى شديدة الفائدة من خطيب جمعة جم التواضع.

وذات جمعة أخرى سمعت خطيبا آخر يقول: إن المال كلما أخذت منه نقص، فى حين أن العلم كلما أخذت منه زاد!! ففرحت به (بالخطيب)

ومع ذلك فأنا أحترم نقدك لأنه يمثل أغلبية الجارى، وأخيرا أدعو الله أن يهدى القاصرين والمقصرين، وأن ينير قلوب الذين يحملون أمانة توصيل الكلمات بما ينبغى لما ينبغى كما ينبغى.

أ. رامى عادل

فى حوار داخل جلسه علميه تحدى المعلم تلميذه بان صور له ثقبا اسودا متخيلا انه يشفط الكواكب، وان له قوة المرض، وان التلميذ (هو انا) هالك لا محاله، وانه ليس امامه سوى ان يفعل شيئا عظيما قبل نهاية الجلسه، وبدون ان ادرى او قبل ان اسمع عن هذه النظريه، حدثت د.أحمد الفار عن رؤيتى لاحد الشهب منطلقا خارح فوهة الثقب الاسود!هكذا بمنتهى البساطه

د. يحيى:

رد الله غربة د. أحمد الفار، ود. عنان زوجته، فهما فى إنجلترا يشرف اننا منذ سنوات، وقد هنآنى منذ شهور قليلة بأنهما أنجبا لى حفيدة جميلة،

وخلاص

أ. منى أحمد فؤاد

مش فاهمة معنى: “لا تجب الجمعة إلا فى مصر”، وهل لهذه الفكرة أصل دينى.

د. يحيى:

هذا نص فقهى فى مذهب الإمام أبى حنيفة يطول شرحه، وأذكر أن والدى قال لى أن أحد تلاميذ أبى حنيفة، يمكن أن يكون أبا يوسف، شرح أن “المصر” هو البلد الذى تقام فيه الشرائع وتحد الحدود، أما تلميذ أبى حنيفة الآخر “محمد”، ففسر “المصر” بأنه أى بلد فيه أكثر من أربعين مسلما، وكلا التفسيرين يشير إلى أن صلاة الجمعة حين تجمع المسلمين، لا ينبغى أن تجمع كل المسلمين- إذْ هم أقلية- مرة واحدة، حتى لا يتعرضوا للخطر مرة واحدة، وكلا التفسيرين يؤدى نفس المعنى.

أ. منى أحمد فؤاد

يفترض دائما أن الكهل رجل محترم راجح العقل إلا أن هذه الفكرة تغيرت مع التعامل مع الحياة. فليس السن هو المحدد للتصرفات.

د. يحيى:

السن إشكالة رائعة،

وقد تذكرت مناقب أخرى للكهولة بعد أن تم نشر التعتعة، لم أثبتها فيما نشر،

مثلا: الحمد لله أننى فى سنى هذه لن أشهد اتساع ثقب الأوزون (المزعوم)، فى حين أن جيلك يا منى (أو الأجيال من بعدكم) قد يأخذ هذا المقلب، ومهما طالت أذرعتكم فلن تتمكنوا من سد الثقب، وسوف أتفرج عليكم من الناحية الأخرى.

وأيضا بفضل سنى فأنا لن أحضر غرق الدلتا، ولن أشاهد كتبى وأحفادى وهم يغرقون تحت فيضان البحر المتوسط عليها، وهكذا سوف تدفعين أنت ومن فى عمرك، ثمن صغر سنك، فسارعى والحقى بسنِّى (إن كنت شاطرة!)

رمضان كريم

د. إسلام إبراهيم أحمد

عندى فضول شديد لمعرفة تفسير عدم صلاة الجمعة لدى الوالد رحمه الله عليه؟.

د. يحيى:

التفسير الذى سجلته شرحته تفصيلا حالا فى الرد على ابنتى “منى فؤاد”، أما التفسير الخاص الذى امتنعت عن البوح به، فقد تعلمت من مأساة الحلاج ومن أبى أن للبوْح حسابات ليست فى متناول كل واحد على كل حال

ثم إن استمرار فضولك هكذا هو شىء طيب، أعانك عليه يا شيخ

أ. محمد أسامة على

الكهولة تلعب دوراً كبيراً فى حياتنا وهى جزء من حياة الإنسان ولكن هى سلاح ذو حدين،

 السلاح الأول: يمكن الإنسان أن يستخدم الكهولة وهو بكامل وعيه لننسى شيئا معيناً سواء كان موقف أو ذكرى صعبة لا يجب أن يتذكرها زى ما حضرتك قولت “استعمال ادعاء النسيان”.

السلاح الثانى: تفرض الكهولة على الإنسان أن ينسى أشياء ويريد أن يتذكرها، ولكنه لا يستطيع لضعف القدرات الذهانية فى مرحلة الكهولة، والقدرة على عدم الترابط والنسيان باستمرار “بمعنى الكهولة تفرض عليك” نسيان ما لا تحب أن تنساه

د. يحيى

عندك حق

ولأنى فى هذه السن الرائعة، فأنا أعتبر كلا الأمرين-أن ننسى، أو أن نتناسى- نعمة من الله،

ما رأيك؟

أ. محمد أسامة على

هل حضرتك يا دكتور يحيى اتخلقت أصابعك مثل بعضها؟ طبعاً الجواب “لا”.

هل يورث الوعى النقدى؟ أرى ذلك بنسبة 1% ، لأن الله خلق الإنسان وميز كل إنسان على حده وبعقليه تختلف عن الآخر فعقلية حضرتك ليست كعقلية الوالد رحمه الله عليك، وإن قلنا أن عقليتك قريبة جداً من عقلية والدك سنقول أيضا توجد بعض الفنيات التى تجعلك تتفوق عليه فى النقد ويتفوق عليك فى أشيا أخرى.

د. يحيى:

طبعا، وقد حذرت د. مدحت حالا من التعميم أو التسليم لأثر الوراثة،

 لكن قل لى بالله عليك كيف قدّرت بنسبة الـ 1 % هذه يا شيخ؟

إن العقل البشرى ناقد بطبيعته، وترى ذلك فى أسئلة الأطفال بالذات، ونحن لا نفعل فى تربيتهم، إلا أن نقمع هذا العقل الرائع باكرا، وباستمرار، لأننا نخاف أن يُحيى فينا نحن الكبار نشاط هذا العقل الطازج نقدا، وهو الذى أخمدناه بكل هذه القسوة والغباء،

ونقول تربية!!! يّا شيخ روحْ

****

تعتعة الوفد:

 مشروع قانون:”السماحْ، بالتفكير المُـتاحْ”

د. محمد أحمد الرخاوى

بينى وبينك يا عمنا مش بذمتك اللى بيعمل القوانين دى مش سلبية الناس اكتر من ابالسة مخططينها

وبعدين تعالى قوللى هو مش برضه جماع القوانين دى هى مجموع المنتفعين الاغبياء مضروب فى ذهول العامة اللى انت لسة بتأمل فيهم

بعد زوال البترول وسيطرة العقول المتحجرة المنتحرة هل سيبقى الا من هو فى شعاب الجبال يسأل كان فى هنا على كوكب اسمه الارض كائن اسمه الانسان قضى على نفسه وعلى جنسه بعد ان اوتى ما لم يؤت احدا من العالمين

بينى وبينك برضه اذا كان فيه اى احتمال لامل عكس الانقراض فدة حيكون من مصر (أى مصر) اللى ابوك كان مابيصليش الجمعة عشانها

يعنى مصر اللى هى تعيش فيها وماتخافش لا من نفسك ولا من غيرك

ما تخافش تفكر ومتخافش من بكرة ومتخافش الا من الخوف!!!!!!!!

د. يحيى:

لم أفهم جيدا ما تقصد،

لماذا تحرم نفسك وتحرمنا “حق الخوف” الرائع

أى بديل عندك: البلادة أم اللامبالاة،

ثم دعنى أقول لك إنه يبدو أن سخرية التعتعة لم تصلك

لكننى أعجبت بانتباهك إلى الخوف من الخوف، وإليك هذه الرباعية هدية من صلاح جاهين

سَهِّير ليالى وياما لفِّيت وطُفت

وف ليله راجع فى الضلام قمت شفت

الخوف .. كأنه كلب سدّ الطريق

وكنت عاوز أَقتله .. بس خُفت

عجبى !!

أ. رامى عادل

من غير ما اكذب عليك، مش فاهم كويس، يبدو ان حضرتك بتسخر من حد مهم، ويبدو ان ده بيجلب منفعه، مش ضرورى ماديه، كفايه تكون بتضحك “من قلبك”، ممكن اكون مبعرفش اعمل ده.

د. يحيى:

غريبة هذه المرة،

يبدو أن إبداعك يا رامى ليس له علاقة بالإبداع الناقد الساخر

د. إسلام إبراهيم أحمد

القانون ده موجود فعلاً فلم التفكير فى بناء حزب جديد، ربنا يخليلنا الحزب الوطنى ويجعله عامر!

بعض الأحيان أيأس وأعتقد أن تطور شعبنا لابد أن يحدث عن طريق إبادة جماعية، واستيراد شعب Delivery

د. يحيى:

يا عم حرام عليك!! ما هذا؟ شعبنا جميل والله العظيم،

فاكر نشرة “شىء ما ” وما أثارت من تعقيبات، وردود؟

شعبنا صلب ولا تفنيه إبادات فردية أو جماعية وإلا كنا انتهينا من زمن، هو شعب مكافح رائع طول الوقت، شعب عبقرى أن يستمر هكذا فى هذه الظروف وهو يخرج لسانه لكل سلطة تتصور أنها تقوده، وهى لا تفعل شيئا إلا أن توقع على جهوده الذاتية. قال “ديلفرى” قال، والمصحف أترككم وارحل إلى بلاد الله لخلق الله، وسأجد شعبى هذا هو هو الذى أحبه ينتظرنى هناك.

أ. رباب حمودة

أعتقد أن هذا القانون مثالى جداً لا يقدر أى فرد أن يطبقه هل تستطيع تقبل أى نقد من أى شخص سواء فاهم أو غير فاهم، أعتقد أنه لا يفيد كل الناس معرفة كل الأرقام والإحصائيات وخاصة الناس البسطاء.

 د. يحيى:

ما هذا يا رباب أنت الأخرى، ألم تصلك اليومية؟ مثالى ماذا يا شيخه!؟ لعل المقصود هو العكس تماما.

أ. هالة حمدى

الإشتراكية – الرأسمالية – الديمقراطية هى مفردات لمعنى واحد هو التحكم فى مصير الشعوب والتدخل فى شئونهم وتستخدم كل من هذه الألفاظ فى الوقت المناسب.

شعب زى شعبنا الإنقراض أحسن له.

د. يحيى:

يكون فى علمك إننى لا أقبل أية إهانة لشعبى، وأعتبر إهانته هى إهانة شخصية لى، بشكل مباشر، فأنا مسئول عن كل أخطائه طول الوقت؟

ولسوف ينقرض أولا من هم سبب الانقراض من السادة “اللى فوق” من الذين يتاجرون فى كل شىء من أول ألعاب حقوق الإنسان حتى دعارة الأطفال مرورا بالحروب الاستباقية والتخريفات الدولية،

أو لعلك تقصدين الاشتراكية المجهضة، والرأسمالية الاحتكارية الاستهلاكية الغبية، والديمقراطية المزيفة المبرمجة، إذن نعم،

ليكن، فنحن لا ننتمى إلى أى من ذلك

ثم إن النوع حين ينقرض، ينقرض كله، ومن يتبقى يصبح نوعا جديدا،

وهذه هى فرصتنا.

أ. محمد إسماعيل

وصلنى منك خوف وغيظ زى اللى عندى، وكمان بقى أنا لسه شاب.

ثم دعنى أخبرك إنى أنا خايف عليك

حاسس الكلام تقيل قوى وصعب وحقيقى والحقيقى بيوجع.

د. يحيى:

وصلنى خوفك رقيقا ومحبا

لا عليك

أنا “قدها وقدود” بفضلك، وفضلهم، وفضلكم وفضل الله أولا وأخيرا.

د. تامر فريد حسين

مش قادر أستريح وأنا شايف الكلام مكتوب بطريقة غير مباشرة، أنا شايف أن حضرتك بتبقى أقرب وأصدق لما بتتكلم مباشرة.

د. يحيى:

لا، أيها الكسول

ربما الصيام هو المسئول عن عزوفك عن بذل الجهد المناسب، ولو أننى أعتقد أن الصيام يجلى الذهن، وليس العكس.

****

تعتعة الوفد:

 قالوا “إيش” خاطر الأحزاب؟!! قالوا سياسة بحق وحقيق!!

د. مدحت منصور

اسمح لى يا أستاذنا أن أختلف مع حضرتك جزئيا وقد علمتنا كيف نختلف كما علمتنا قيمة الاختلاف، المعارضة تواجه قوى سلطوية حقيقية وأحيانا قمعية وهذه نقطة اتفاق أما أن تنتظر المعارضة من الحكومة وحزبها أن تقدم لها الشارع والناس على طبق من فضة فهذا أمر غير وارد وخصوصا أن العقلاء يعلمون أن الشارع مستعد تماما لاستقبال المعارضة وهذا نبض الشارع والذى أنا منه وحتى مع التزوير دخل الكثيرون المجلس السابق أما أن تكتفى المعارضة بإصدار جرائد)بفلوس) فهذا ما لا أفهمه ولا أفهم أن تنتظر المعارضة إذن الحكومة لتبدأ نشاطها على الأرض، من اختار العمل السياسى عليه أن يبذل الجهد وأن يضحى فقد اختار رسالة وكل منا يختار رسالته بقدر إمكانياته، أود أن أضيف تفصيلا آخر يقول: لا أستعجب أن ينضم الناس بهذا الكم للحزب الوطنى لأنه الحزب مالك السلطة والمتسيد والمنتصر دائما ويشبه على بأن أغلب شعب مصر يشجعون لنادى الأهلى.

د. يحيى:

يا عم مدحت، يخيل إلى أن معنى المثل الأصلى لم يصلك وهو ” أيش خاطر الأعمى، قال قفة عيون”.

ومع ذلك فأنا مازلت لا أعترف بوجود حزب اسمه الحزب الوطنى، فهو مجرد الوجه الآخر للسلطة، لا أحد يدخل هذا التجمع لأنه حزب، ولا يوجد من أعضائه من يعرف معنى كلمة “حزب سياسى” من أصله، إن عضو الحزب المزعوم دخله لمجرد أنه سمع أن من يدخله قد يتميز عن سائر المواطنين ببعض المزايا مثل كارنيه فى نادى، أو رخصة لا أدرى ماذا، أو علاج على نفقة الدولة، أو كشك لست أدرى أين، وهكذا، أين الحزب يا رجل، أين السياسة أصلا، وتقول لى “معارضة”؟!! هل توجد “موافقة” أصلا حتى نعارضاها، يا عم صلى:

****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (24)

 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

دفاعات ضد “حركية” تجليات”الحب”على مسار النضج

د. ناجى جميل

ما تتضمنه هذه الدراسة أجده فى منتهى الصعوبة سواء على المستوى الشخصى للمعالج، أو على المستوى المعنى فى عملية العلاج.

كما أننى أجد صعوبة فى تقييم وقياس التطور والنمو إذا أخذنا فى الاعتبار تعدد وتداخل القياسات مثل الشطارة والمكسب والفهلوة والحداقة والعقلنة.. الخ.

أعتقد أن من يضطر للتطور بإلزام داخلى، نتيجة ورطة موضوعية وحركة داخلية، سيفعلها بدون وعى معقلن بها ودون صخب خارجى.

د. يحيى:

بصراحة يا ناجى عندك حق

والله العظيم يا شيخ عندك حق

صدقنى!!

ما رأيك؟

هل أتوقف عن النشرة وألزقها فيك؟

أنا موافق إذا وافقت

الحديث عن الجدل هو ضد الجدل (غالبا)

والحديث عن وجود الله بالعقل والعلم والمنطق هو ضد وجود الله (غالبا)

والحديث عن النمو هو ضد النمو (غالبا)

والحديث عن التطور هو ضد التطور (غالبا)

ماذا نفعل؟

أ. نادية حامد محمد

بالرغم من صعوبة ومثالية وعقلنة النوع الثالث من الحب اللى هو مسئولية وتحمل وطول نفس إلا إنه له نتائجه الإكلينيكية الطيبة مع بعض مرضانا، وممكن نستفيد منه فى تحريك مسار نمو ونضج مرضانا.

د. يحيى:

والله يا شيخة مرضانا أطيب وأكثر حركية من “اللى بالى بالك”

رمضان كريم

أ. محمد المهدى

بداية أتفق مع حضرتك أن كثرة ما يشاع عن “الحب” جعلها كلمة فضفاضة يعتقد كل شخص أنه يلم بجوهره ما الحقيقى، وتساءلت شخصياً وأنا أقرأ هذه اليومية هل أنا حقا أعى المعنى الحقيقى لهذه الكلمة ؟ لا أعرف. أعتقد أن هذه اليومية ساعدتنى كثيراً حين وضحت لىّ بعض هذا المفهوم الغامض خاصاً فيما أشرت له حضرتك عن بعض أنواع الحب وكيفية النقلة من الحب الخصوصى إلى القدرة على الحب، ومزاعم النضج المعقلنة فى بعض العلاقات الثنائية إلا أن هناك بعض العبارات التى لم أستطع فهمها جيداً وأرجو من حضرتك إيضاحها أكثر مثل:

“الحب الذى هو كنظام للحب”.

“النقلة من تخصيص الحب إلى القدرة على الحب صعبة وقد تختلط بنقلة إلى الخلف نكوصاً”.

أرجو الإيضاح أكثر، ولكم جزيل الشكر.

د. يحيى:

  • أما الحب الذى هو “كنظام الحب”، فهو الذى أشرت أنت إلى أنك كنت تحسب أنه حبا، ثم وصلك غير ذلك من اليومية ، يعنى هو الحب الذى هو ليس حبا
  • أما النقلة من الحب الخصوصى إلى القدرة على الحب فإن القدرة على الحب هو ما وصللك من معانى الحب الناضج، النابض، المسئول، الفرحان، المتألم، القوى
  • أما حكاية النكوص تحت عنوان القدرة على الحب، فهو الخوف أن تصبح المسألة “سبهللة”، وهات يا حب من الحب السائد، وتقول لى “مش انت اللى قلت نحب كل الناس”، وهات يا لذة، وهات يا حرية من التى مش هى، وكلام من ده،
  • هل عرفت الآن يا محمد ما هو الخوف من النكوص عندما تلوح بالحب للجميع دون تحفظ .

كفاية كده

نحن فى رمضان

****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (25)

 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

قراءة فى عيون بشرية

د. عمرو دنيا

أوافق تماما على أن هناك لغة أخرى بل لغات أخرى غير الكلام أكثر رُقَيا، وأكثر بلاغة وهى تساعده على إيجاد علاقة فاعلة وتواصل حقيقى أفضل من الكلام، والذى هو ليس بالضرورة وسيلة جيدة للتواصل بل قد يكون كلاماً أجوفاً مُعيقاً، لا يتجاوز فى قيمته الصفير فى الخواء.

د. يحيى:

أرجو أن تقرأ معى بقية العيون لأننى اكتشفت فيها أمورا تستهل ما دمت قد أمسكت المفتاح هكذا

أ. عبد المجيد محمد

الآن فهمت معنى الموت النفسى، وأهم السلبيات التى تؤدى إليه مخاطر التواصل بالجسد.

ليه حضرتك ما أشرتش إلى مخاطر الإختراق بالنظر.

د. يحيى:

بصراحة عندك حق،

ويبدو أنهم هم حين نعتوها بأنها “وقاحة” فى بلاد بره، ربما قصدوا ذلك لما لها من مخاطر،

قد أرجع للكتابة فى هذه المسألة مستقلة لأنه يبدو أن لها وجوها كثيرة تستحق الفحص،

ثم لعلك لا حظت فى كثير من المرورات الإكلينيكية التى نعقدها معا كيف يطل الحزن والألم حين أمارس هذا النوع من التعرية بمجرد إطالة النظر، وربما الاختراق، بغض لنظر عن التشخيص ..إلخ

والله يا عمرو لا أعرف كيف أوصل ما تراه بعينيك معى كل ثلاثاء تقريبا إلى من لم تتح له مثل هذه الفرصة ، أوصله بالألفاظ هكذا،

 والله لا أعرف، والله لا أعرف يا شيخ،

ربنا المعين.

****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (26)

 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

مش يمكن يطلع كل ده :”أنا” مش “هوّه”

أ.يامن نوح

استاذنا الدكتور يحي الرخاوي مازال يدور فينا ليعيد علينا نداءه الدائم:

الرؤية..الحب..العمل

د. يحيى:

ربنا يسهل

إيجاز مبدع منك بجدّ: “الرؤية – الحب – العمل”

ثم تعبير “يدور فينا”

بارك الله فيك

الحمد لله.

 ****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (18)

موقف القرب (2 من 2)

د. مدحت منصور

أستاذنا يحافظ على حركيته إلى الله تفاديا للسكون والقرب أو البعد منه إليه هو قرب.

د. يحيى:

الحمد لله، أحاول

أ. رامى عادل

يحفزنى البعد، وانادى بقلبى اليك، تسكن جوارحى، يسكننى نورك، برفعة بصيص كتابك، اجدنى ممتلئا بك، مشتبكا، والروع الوجد يغرقنى، يسحبنى نحوك، وشياطين الامس الحفاه المدججه، يعصفها لقاءنا، تمكنك !

د. يحيى:

بالسلامة

أ. محمد اسامة على

توجد علاقة ربط بين كل من اللسان والشاهد والحقيقة. حيث ان اللسان جزء لا يتجزأ من الشاهد لأنه عندما ينطق الشاهد أو الذاكر فالوسيله التى يستخدمها هى اللسان، وكذلك اللسان والحقيقة وجهان لعمله واحدة حيث أن الحقيقة لا تنطق الا من خلال اللسان. والحقيقة هى قول الشاهد التى تنطق من خلال اللسان والشاهد. والدليل القرآنى حيث عندما ذهب سيدنا موسى إلى فرعون فقال ” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ” وكان هارون أفصح منه لساناً وبالتالى كانوا شهداء على القسم امام الله على ما اعطاه من رساله.

د. يحيى:

لا أوافقك على حسم الأمر هكذا

من قال أن اللسان والحقيقة وجهان لعملة واحدة؟ على الأقل ليس النفرى

ومن قال إن الحقيقة لا تنطق إلا باللسان؟

ومن قال أنك فهمت الآية الكريمة؟ أو أنها وصلتك؟

 ولماذا لم تعط الآية الكريمة “رب اشرح لى صدرى” نفس القوة المعرفية التى أشرٍت إليها فى الآية: “واحلل عقدة من لسانى”

إنشراح الصدر معرفة

الإدراك معرفة أرحب من تفعيلها فى رمز منطوق

…إلخ إلخ

فتح الله عليك بكل جوارحك، من كل جوارحك

****

بداية السنة الثالثة: وقفة قصيرة وتأملات سريعة

د. جمال التركى

الرخاوى كادحا فى فك شيفرة النص البشرى

اليوم (31 أوت / أغسطس 2009) صدر العدد 731 من النشرة اليومية للإنسان والتطور…

اليوم اكتملت 731 نشرة من الإنسان والتطور…يوما بيوم، دون توقف أو انقطاع…

اليوم أكمل البروفيسور يحيى الرخاوى سنتين بالتمام والكمال، فى “قراءته اليومية للنص البشرى فى سوائه واضطرابه من منظور تطورى”، قراءة عمّّقها الوعى وعتقتها السنين وأنضجها الخبرة والتجربة وحركتها الدهشة…

إلى اليوم مازال كادحا لوجهه تعالى فى فك شيفرة نص كائن كرّمه خالقه على كثير ممن خلق تفضيلا…

بالأمس القريب عندما كانت النية تتجه لدعوة تكريمه فى أحد المؤتمرات العربية، كتب لأصحاب الدعوة بتواضع العلماء: “أما دعوتكم فهى عندى هى التكريم ذاته “مضيفا”… وأنت خير من يعرف أن التكريم الحقيقى هو أن تصل الكلمة إلى أصحابها “ليختم بريده بقوله ” يكفينى هذا والله … “

 فى هذه المناسبة، إسمحوا لى أن أقف وقفة تقدير واحترام لهذا الرجل الذى لم يحظ بتقدير بما هو أهل له ولعلمه ولعطائه، من الاعتراف والتكريم، فى عالم عربى يضن بالتكريم على علمائه الحق، ويجزيه لمن هم دونه علما وجهدا وعطاءا وإشعاعا وتأثيرا.

نعم كنا قد كرّمناه سنة 2008 “عميدا للطب النفسى العربى” بإمكانات جد متواضعة، نعم كان قد كّرمه سنة 2005 البروفيسور محمد أحمد النابلسى رئيس مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية بجائزة مصطفى زيور للعلوم النفسية، نعم كرّمته الدولة المصرية عام 1979 بجائزة الدولة التشجيعية فى الأدب عن رواية “المشى على الصراط” (كرّم كـأديب وليس كعالم)، ولكن هذا التكريم لا يرقى برأيى إلى تكريمه كعالم من أعلى هرم السلطة فى بلده أو من هيئة علمية أو طبية تابعة للجامعة العربية.

 إنا من موقعنا فى شبكة العلوم النفسية العربية ندعو أن تكرم مصر البروفيسور يحيى الرخاوى بأعلى وسام الإستحقاق العلمى وأن يكرم عربيا بأن يسند له اتحاد الأطباء النفسانيين العرب أول جائزته بعد تفعيل “جائزة الإتحاد” (التى هى فى طور التأسيس).

فى وقفتى له ..

 إعترافا بفضله على أنسنة الإنسان وأنسنة الاختصاص. 

اعترافا بسعيه الدؤوب فى تخليص الطب النفسى من شراك شركات متعولمة (مهما ادعت أنها فى خدمة العلم والإنسان).

اعترافا بفضله على جيل كامل من الأطباء وأخصائيى العلوم النفسية العرب فى تأصيل وعيهم وتعميق إدراكهم بالنص البشرى.

إعترافا بتقصيرى فى حق عالم أجزى لنا العطاء ولم أرقَ إلى مستوى علمه وعطائه

أسأل الله له أن يمتع البروفيسور الرخاوى بالصحة والعافية وأن يحفظه راعيا لترشيد مسيرة علوم نفسية عربية هى فى أولى خطواتها.

د. يحيى:

وأنت – ياجمال – بالصحة والسلامة،

 والعطاء والأمانة،

 والإبداع والإفادة،

 والله العظيم يا جمال إن فضلك على استمرار هذه النشرة هو من أهم ما حافظ عليها حتى الآن.

بارك الله فيك، وفى معاونيك، وفى ابنائك وبناتك من ظهرك وفكرك وخلقك.

أما بالنسبة لاقتراحك الكريم، فهو فى حد ذاته كما أشرت سابقا هو التكريم الحقيقى،

وأنت تعلم من يُعطى الجائزة الأعظم فى نهاية النهاية،

الحمد لله.

أ. زكريا عبد الحميد

امض بنفس التلقائية..مع كل الاحتمالات..يا “من انسن الاختصاص وفك شفرة النص البشرى” على حد ما ذكر بصدق د.جمال التركى فى نشرته بشبكة العلوم النفسية العربية .وعيد ميلاد سعيد ياد.يحيى مع التمنيات بدوام الصحة والعطاء

د. يحيى:

شكراً لك ولجمال

أدعو الله أن أكون عند حسن الظن.

د. أميمة رفعت

أعرف أننى أكون أحيانا مندفعة فى ردود أفعالى ولكننى لا أملك سوى أن أفزع من إقتراحك أن تلغى يومية الثلاثاء لصالح التصنيف والفهرسة .

بماذا ستفيدنا الفهرسة، كيف تجمعنا سويا، كيف تحرك أفكارنا ومشاعرنا. مازلت أعانى من إفتقادى لأبواب ذهبت كانت تحرك وعيى وكان لها، ولازال، مذاق خاص فى فمى وهى أبواب المقال مثل أنواع العقول، والعدوان والإبداع، وعن التفكير المعقلن…. إلخ. هذه الأبواب هى التى تتعتع الوعى فعلا حتى وإن بدت صعبة للبعض كما فهمت مؤخرا من بريد الجمعة، ولكن كيف نتقدم للأمام وننمو لو كان كل شىء سهلا ومفهوما دون أى مجهود يُبذل؟

لم أعلق على تكرار باب التعتعة لأننى لاحظت تعلق الأكثرية به، ولكنك أردت الرأى، وها هو رأيى: أعتقد أن أصدقاء النشرة “يريحوا” عند هذا الباب، وهذا ليس عيبا لأن حبهم له جعلهم يفتحون أبوابا للمناقشة فى البريد مما أكمل وظيفة التعتعة تماما .ولكن لماذا “نريح” مرتين؟ ما الهدف؟ ثم لماذا إختفت أبواب المقال؟ وأخيرا هل إختذلت الأبواب النفسية كلها فى (دراسة فى السيكوباثولوجى)، والذى أراه بالمناسبة جيدا ومفيدا جدا، ولكن هل ستختفى الحالات ويختفى التدريب؟

 هل تعدنا يا د. يحيى لتوقف النشرات لكن تدريجيا؟

من حقك إذا كنت تعبت، ولكن إذا أوقفتها فأرجوك إجعل آخر أعدادها أجملها واثراها وليس فهرسا وتصنيفا … أشكرك لسعة صدرك .

د. يحيى:

أوقف ماذا يا أميمة؟ وأعدّكم لإيقاف ماذا؟

وهل هذا أصبح فى مقدورى أصلا؟

أشعر أننى إذا توقفت قبل أن يتوقف قلبى بإذن الله، فسَوف يكون حسابى عسيرا

الحمد لله

هذه الموضوعات الدسمة وغيرها من هذا الطراز هى التى أخذت منى نصف عمرى وأكثر، ومع ذلك قولى لى مَنْ من الذين يهتمون بالمسائل والإشكالات التى طرحتها وقلّبتها بحثا ونقدا وأنا أعرض فروضى ونظرياتى، من منهم قد أشار إشارة واحدة إليها، بالاختلاف معها، أو نقدها،….الخ

أما هؤلاء الأبناء والبنات الذين “يؤدون الواجب اليومى” Home work، فهم شابات وشبان طيبيون، لو سكت يوما عن إلزامى لهم بالتعقيب كنوع من التدريب الجبرى، بالتهديد بحرمانهم من حضور مروراتى إذا هم لم يعقِبوا، هؤلاء الأبناء والبنات لو رفعت عنهم التهديد يوما واحد لما كتبوا حرفا واحدا.

ثم دعينى أطمئنك أخيرا أننى قد عدلت نهائيا عن فكرة نشر الفهرسة،

 وسوف أعود أحيانا إلى ما اختفى – مؤقتا- من أبواب.

أم عندك اقتراح آخر لست أنا المنوط بتنفيذه؟

مثلا يمكن اقتراح إلى ربنا ليجعل اليوم أطول، أو الاسبوع 14 يوما أو مضاعفات ذلك، وهو أرحم الراحمين.

ربنا يسهل (لست أدرى كيف) هو – سبحانه- أدرى،

 يبقى أنا مالى أنا؟!!!

شكرا.

د. على سليمان الشمرى

الله يعطيك الصحة وطول العمر ولايحرمنا من ابداعك وانتاجك الفكرى الغزير. حقيقة يا دكتور يحيى تفاجأت كثيرا بتغطيت موضوع الادمان وهو تقريبا الشغل الشاغل فى هذه الايام وكنت اتصور ان ماكتبته عن الادمان اقل من هذا بقليل. وبسبب العودة الى الفهرست اقول “كأنك ايقظتنا من سبات ونبهتناعلى موضوعات فى غاية الاهمية كالادمان والفصام”. انا بصفتى متابع لما تنشره على هذا الموقع المبارك اتمنى استمرارك على نفس النهج واذا اتفقنا على اهمية الفهرسة فلاباس من تدويره اذا امكن بين ايام الاسبوع اى مرة يكون بدل موضوع يوم السبت ومرة عن الاحد الى اخره ماعدا يوم الجمعه لكونه بمثابة التغذية الاسترجاعية مع اعتقادى ان جميع المواضيع مهم بل واكثر من ذلك وشكر.

د. يحيى:

كما ترى من ردى على د. أميمة، لقد عدلت عن أن تحل فكرة الفهرسة محل نشرة أى يوم آخر.

د. أسامة عرفة

الوالد الحبيب كل عام وأنت متجدد الابداع ودائم العطاء

أرى أن المسألة أكبر من تصنيف محتويات النشرة، المسألة فى الأساس هى الإحاطة بـ وتدوين ممنهج لإنتاجكم العلمى والأصعب منه مدرستكم العلاجية وجماع خبرتها ناهيك عن تداول انتاجكم الأدبى والنقدى والأصعب فى كل ذلك تتبعالمشترك الفاعل والمطور وهو تلك الضفيرة الفريدة بين ما هو علم وما هو أدب وما هو إنسانى فى قراءة ومواكبة وحفز حركية البشر فى جدلية التدهور والارتقاء

إن ما تصبو إليه يحتاج فريق عمل محب لشخصكم متفهم لنتاجكم المبدع مواكب لتاريخكم أو لنوع القضايا التى اكتنفها إبداعكم ويحتاج لمساحة هائلة من الوقت ضمن جدول زمنى وخطة عمل دقيقين آخذين فى الاعتبار أنه من الصعب تصنيف مكتبة لفكر ما زال فى عنفوان حركتة وتطورة تصنيف المتحرك النابض يحتاج لمهارة لاعبى الأكروبات المحترفين وليس لخبراء الأرشفة وأمناء المكاتب النابهين، هل ندع النهر يشكل مجراه بعنفوان تدفقه ؟؟؟

د. يحيى:

شكرا يا أسامة

ولكن: مرة أخرى يا أسامة: أين كنت؟

شكرا

كل اقتراحاتك على العين والرأس، وهى موضوعية فعلا، لكنها ليست فى متناولى فى حدود إمكانياتى.

عاهدت ربى أن أملأ ما تبقى لى من وقت بما هو أحق بالوقت،

لكن المشكلة أننى لم أعد أعرف ما هو أحق بالوقت،

أدع لى يا أسامة

ورمضان كريم

ولا تحرمنا منك أحيانا

أ. وليد طلعت

كل سنة وانت طيب يا أستاذنا. كل رمضان وانت بخير وصحة وكل نشرة وأنت فى عطاء متجدد

د. يحيى:

وأنت بالصحة والسلامة والكتابة والتعليقات (غير المديح والأمانى الطيبة).

****

د. أميمة رفعت

أشكرك مرة ثانية على تشجيعك، ولكن يبدو أنه لم يصلك الجزء الأول مما كتبت. . فعذرا. ها هو ذا أرسله من جديد

د. يحيى:

أكرر أسفى، وقد نوهت فى مقدمة بريد اليوم على هذا الخطأ منى، أو من السكرتارية وأرجو من القارئ صديق الموقع ومتتبع الدراسة أن يقرأ هذا الجزء الذى ننشره اليوم أولا ثم يعيد قراءة الجزء الثانى الذى نشرناه فى ملحق بريد الأسبوع الماضى، فالدراسة جادة، وهى إبداع فى ذاتها، وتحتاج للقراءة أكثر من مرة، جدا.

شكرا يا أميمة

هيا ….!!

****

ملحق البريد

 الجزء الأول من نقد:

أحلام فترة النقاهة: نجيب محفوظ

بقلم

د. أميمة رفعت

(هى أشياء صغيرة لا تزيد على حجم الكف، يقول بعض الكرماء إنها قصص، ومصدر إلهامى فيها أحلامى الحقيقية التى أراها(.

هكذا يصف محفوظ آخر أعماله “أحلام فترة النقاهة” لجريدة الرياض عدد 29 مارس 2006.

يستلهم محفوظ من أحلامه فيبدع صورا صغيرة فى حجم الكف تحكى فكرا كبيرا بحجم ما تكَون بفكره وتَشَكل فى شخصيته على مدى ما يقرب من قرن من الزمان هو عمره كله (95عاما تقريبا).

قرن عاصر تاريخا طويلا من تاريخ مصر والعالم: أحداث سياسية وإقتصادية كبيرة، حروب وثورات وحركات تحرير، نهضات – وأحيانا كبوات – أدبية وحضارية فى مصر والعالم العربى والغربى. عاش وإمتزج بكل هذه الأحداث فإمتزجت به وأصبحا واحدا. ذاب فى الحضارة المصرية القديمة وفى أساطيرها، وفى حضارات الشرق والغرب وأساطيرها. جذبه الجمال والفلسفة وحيره الوجود والموت. عشق ماضيه وجذوره؛ الحسين والجمالية والعباسية والإسكندرية وأحيا ذكريات طفولته وشبابه فمنحها لحما ودما ونبضا وأحالها إلى حاضر تجرى أحداثه أمام أعيننا. …وكانت خلاصة كل ذلك ومحصلته هى آخر إبداعاته “أحلام فترة النقاهة”.. ويا لها من أحلام !!

تخرج هذه الخبرة الفردية الثرية الفريدة من أعماقه متشربة بخبرة إنسانية بشرية أعمق، لا يستطيع الوصول إليها إلا مبدع حساس خلاق كنجيب محفوظ. وقد تعامل محفوظ مع هذه الخامة بصنعة ومهارة.

فأحلام النقاهة عمل دقيق قام به حرفى ماهر، صائغ يتقن صقل الأحجار الكريمة الخام وتشكيل الذهب. قام بتشكيل خبرته فخرجت من بين أنامله مشغولات فنية صغيرة الحجم، دقيقة التفاصيل، مبهرة فى جمالها ورونقها ثم رصعها بأحجاره، فإرتفعت قيمتها لإبداعها بقدر إرتفاع قيمة خاماتها النادرة فأصبح ثمنها لا يقدر بمال..

لم يكتف محفوظ بهذه المشغولات الرائعة، كل على حدة، ولكنه نسقها جنبا إلى جنب حتى كون بها لوحة هائلة كلوحات الفسيفساء تخطف الأبصار ويصعب على العين تتبعها ورؤية تفاصيلها المنفردة. فإنفرد كل برؤيتها كما يحلو له وكما يصور له خياله، وسمح ثراؤها للجميع بالإجتهاد مما عدًد الآراء وأثرى الرؤى.

تخطى عدد الأحلام الخمسمائة حلم، كتبها على مدى عقد كامل، لم يتكرر منها أى حلم أبدا

  1. يُنشر فى الموقع – كما وعد الرخاوى – مائتا وستة حلم مصحوبة بقراءته الخاصة جدا والمتميزة “التقاسيم”.

 وأحاول هنا دراسة الأحلام أولا ثم دراسة التقاسيم حين يكتمل نشرها، بإعتبار أن كلا منهما عمل مميز قائم بذاته برغم إتصال الأخير بالأحلام إتصالا مباشرا. والعملان تجربتان فريدتان فى الأدب بصفة عامة، بحسب معلوماتى، ولذلك فقد أثارتا فضولى كقارئة هاوية. ومحاولتى هذه ليست إلا محاولة متواضعة (أرجو أن أكون على قدر مسئوليتها الكبيرة) لقراءة هذا العمل العظيم فى إنتظار وإشتياق لأن أقرأ بدورى محاولات أكثر تخصصا وعمقا.

الخلق، الحياة، الموت

بدأت فى قراءة الأحلام منذ عام ونصف تقريبا، وكلما قرأت ثم أعدت ثم راجعت كلما تمحورت رؤيتى لهذا العمل الفنى أكثر فأكثر حول فكرة واحدة هى وجودية الإنسان وعلاقته بالكون. وأرى أن كل حلم على حدة يدعو للتأمل فى الكون، والنظر فى الحياة ثم إعادة النظر فيها مرة أخرى بعد إضافة الموت إلى أبعادها.

و”الكون” هنا لا يقتصر على الكون الخارجى، أو هذا الفضاء الذى نحاول فهمه ورؤيته بالحسابات الفلكية والتكنولوجيات الحديثة، وإنما هو أعمق بكثير. .. هو الكون المزدوج الذى لا نعرفه إلا قليلا. فبرغم أننا لسنا أكثرمن ذرات متناهية فى الصغر بالنسبة له، إلا أن كلا منا يحتويه بداخله.

ما بداخلنا هو صورة مصغرة  microcosmos للكون الأكبر macrocosmos. وفى كثير من أحلام هذا العمل لا نستطيع التفرقة بين الكونين، فظلام الجهل بالكون الأكبر يقابله ظلام اللاوعى بداخلنا، وومضات النور التى تفاجئنا لتشحذ بصيرتنا تقابل النور الذى يمحى بعض الظلام عن الكون الأكبر فتتكشف لنا بعض أسراره. وما أن تنكشف الحجب فترة وجيزة حتى يغرق الإنسان مرة ثانية فى الظلام، ويظل يسعى ويكد لينير لنفسه ويبصر لعله يصل يوما ما إلى الرؤية المطلقة، فيرى خالقه سبحانه.

ويبدو أنه كلما تعمقنا أكثر فى الداخل تمكنا من الإنطلاق من هذا العمق إلى رحاب أوسع فى الخارج، حتى إذا ما لامسنا بؤرة وجودنا نرى الله بداخلنا. ..ومع هذه الرؤية نحيط بالكون كله ونرى خالقه !!!

 بهذا الفكر الصوفى صاغ محفوظ أحلامه. وقد وجد سبيله إلى ذلك عن طريق الرمز، فإستخدم الرموز الكونية التى ظهرت منذ زمن سحيق فى الأساطير ليكتب أحلامه، فكان هذا العمل الرمزى السيريالى الجميل.

ولكن كيف يُقرأ هذا العمل؟ وكيف تُقرأ الأسطورة؟ وما هى أصلا الأسطورة؟

لا يجب النظر للأسطورة على أنها حكاية او قصة، ولا جدوى من التساؤل بعد حكيها ” لماذا” أو “كيف”، كما لا يصح أن نقيسها بالنظريات والفروض العلمية للتاريخ أو الفلسفة مثلا أو أن نقيم عليها الأحكام الدينية أو الأخلاقية الفوقية. فالأسطورة لا تُقرأ بالعين أو بالعقل وإنما كما قال شارل كرينيى c.kerényi نتركها تنساب كالماء الرائق، نشربها فتنتشر فى خلايانا وتهز الأوتار الخفية لمشاعرنا فنشعر بها 2!

أليست هذه هى الطريقة التى يجب قراءة أحلام فترة النقاهة بها أيضا؟!

والأسطورة حكى شعرى، لها موسيقاها الخفية، موسيقى كونية ترجعك إلى أصل الأشياء. فمع الأسطورة ترجع إلى اليوم الأول لكل شىء والكائن الأول من كل شىء من الإله للإنسان للحيوان للنبات. وهى تبحث فى كمال الكون، الداخلى والخارجى، كما تبحث فى جوهره وطبيعته وعلاقته بالإنسان. هذه المادة الثرية هى المادة الخام التى تخلق داخل الأسطورة “حركيتها” الخاصة. . وهى الحركية التى تسمح لها بالتغلغل فى عمق تاريخ الإنسان وفى لاوعيه وفى أحلامه وفى كل وجوده دون أن يشعر

كان من الطبيعى إذن أن نجد رموزا كونية لها علاقه وثيقة بالأسطورة فى أحلام محفوظ وهو يسبر غور عالم الداخل ويشد ترحاله إلى العمق ناشدا الوصول إلى جوهر الوجود.

عبر هذه الرحلة يستعرض محفوظ سعى الإنسان وكدحه متمثلا فى شخصية “الحالم” الذى يقوم برحلات ومغامرات حلمية قصيرة تتخلل الرحلة الكبرى. هذه الرحلات ما هى إلا إستعراض عميق ومكثف لحياة الإنسان فى سعيه الدائم حتى يلاقى الله تعالى (يلاقيه داخله فيراه خارجه). أحداثها تكشف الكثير عن نجاحاته وإخفاقاته، تكشف محاولاته للتكامل مع نفسه ومع الكون الخارجى وأيضا محاولاته الحثيثة للمعرفة. كما يرى خلالها (فى داخله) الكون ومفرداته ويعبر عنها برموز وبأسلوب غاية فى الروعة.

وفى هذا السياق أستعرض الحلم رقم (1) كبداية لهذه الرحلة من الأحلام :

الحلم 1:

اسوق دراجتى من ناحية إلى أخرى مدفوعا بالجوع باحثا عن مطعم مناسب لذوى الدخل المحدود، ودائما أجدها مغلقة الأبواب، وحانت منى التفاتة إلى ساعة الميدان فرأيت أسفلها صديقى، فدعانى بإشارة من يده فملت بدراجتى نحوه واذا به على علم بحالى فاقترح علىّ أن أترك دراجتى معه ليسهل علىّ البحث، فنفذت اقتراحه وواصلت البحث وجوعى يشتد، وصادفنى فى طريقى مطعم العائلات، فبدافع من الجوع واليأس اتجهت نحوه على الرغم من علمى بارتفاع أسعاره، ورآنى صاحبه وهو يقف فى مدخله أمام ستارة مسدلة، فما كان منه إلا أن ازاح الستارة فبدت خرابة ملأى بالنفايات فى وضع البهو الفخم المعد للطعام، فقلت بانزعاج:

– ماذا جرى؟

فقال الرجل:

أسرع إلى كبابجى الشباب لعلك تدركه قبل أن يشطّب، ولم اضيع وقتا فرجعت الى ساعة الميدان، ولكننى لم أجد الدراجة أوالصديق.

التيمة الأساسية فى هذا الحلم هى “الجوع”، وهو الدافع الذى يحرك الحالم طوال الحلم. ويتكرر الجوع بنفس هذه الشدة فى الحلم (30) والحلم (90)، وتأتى موائد الطعام والطعام نفسه فى أحلام أخرى مثل (61) و(72)…. فما الجوع؟ هل هو يبحث فعلا عن طعام يشبعه؟ فى إعتقادى أن محفوظ يتحدث عن “جوع الإنسان إلى المعرفة”، المعرفة بمعناها الأشمل. . المعرفة الروحية.

 وهو يبحث عنها فى كل مكان ولا يعرف لها طريقا معينا يسلكه فهو يسوق دراجته باحثا (من ناحية إلى أخرى).

 وإستخدام (الدراجة) للبحث لافت للنظر، فقيادة الدراجة مرهقة وتعتمد على المجهود الشخصى للفرد وتتطلب السيطرة عليها مجهودا أكبر من السيطرة على سيارة مثلا، فالحالم إذن يسعى سعيا حثيثا ويبذل كل ما فى وسعه دون أن يكون لديه أدنى فكرة عن فى أى إتجاه يسير أو من أين ينهل معرفته.

ورغم جهله بالطريق إلا أنه كان واعيا تماما لشيئين مهمين يعمل حسابهما طوال الرحلة وهما: إمكاناته الشخصية (باحثا عن مطعم مناسب لذوى الدخل المحدود)، والزمن (حانت منى إلتفاتة إلى ساعة الميدان). ويبدو أن إمكانات الإنسان لا تؤهله للحصول على”المعرفة” بهذه البساطة فالمسألة صعبة و شاقة ومصادر المعرفة (دائما مغلقة الأبواب).

فى مرحلة من رحلته يتمهل صاحبنا قليلا، ربما ليتحرى الدقة فى البحث، فيتخلى عن الدراجة ويعتمد على قدميه فتصبح المسألة أبطأ وأصعب وخاصة وأن (جوعه يشتد) مع مرور الزمن.

 فى هذه المرحلة يصادف (مطعم العائلات): أعتقد أن العائلات هنا رمز للمجتمع ككل الذى يتكون من أفراد وأسر؟ كما أن إضافة لفظ (المطعم) الذى يوحى بالحميمية والخدمات والأخذ والعطاء إلى لفظ (العائلات) الذى يحمل نفس المعنى يوحى بنمط حياة المجتمع بأكمله، وبمعنى أشمل يوحى بنمط حياة الجنس البشرى.

ويدخل صاحبنا هذه الحياة بنشاطها ومسارها المعتاد متشككا، على ما يبدو، فى حصوله على ما يبغى إذ أنه لا يدخل إلا (بدافع من الجوع واليأس)، ومتخوفا مما قد تكلفه هذه التجربة من ثمن (على الرغم من علمى بإرتفاع أسعاره).

 (بهو) الحياة فخم، يعتقد الحالم أنه معد أصلا للروحانيات ولتقديم المعرفة للإنسان ولكن للأسف (ينكشف الستار) فلا يجده سوى (خرابة ملأى بالنفايات ) فيندهش !

 ولكنه يحاول بسرعة الإستمرار فى سعيه واللحاق بزمن الشباب (كبابجى الشباب) الذى يكاد يتركه و(يشطب). . ينتبه إلى الزمن (رجعت إلى ساعة الميدان) فيجده قد مر !

فات الأوان، ولم يعد لديه من الجهد ما يمكنه من الإستمرار، فقد إختفت أداة سعيه (لم أجد الدراجة)، ويكون الثمن الذى يدفعه لإختياره هذه الحياة المادية الخربة هو شبابه وطاقته.

هذا التأمل فى حياة الإنسان طوليا وسعيه خلالها يتكرر أيضا فى الحلم (91) :

فى ‏البدء‏ ‏كانت‏ ‏العربة‏. ‏كنت‏ ‏أدفعها‏ ‏أمامى ‏بقوة‏ ‏ومرح‏. ‏وذات‏ ‏يوم‏ ‏وجدت‏ ‏على ‏سطح‏ ‏العربة‏ ‏طفلة‏ ‏فازددت‏ ‏نشاطا‏ ‏ومرحا‏ ‏وتتابع‏ ‏القادمون‏ ‏حتى ‏غطوا‏ ‏السطح‏ ‏فاستنفدوا‏ ‏قوتى ‏ومرحى. ‏وشعر‏ ‏الراكبون‏ ‏بمعاناتى ‏فعزمت‏ ‏على ‏ترك‏ ‏العربة‏ ‏حالما‏ ‏تسنح‏ ‏فرصة‏ ‏طيبة‏. ‏وبمرور‏ ‏الأيام‏ ‏خلا‏ ‏السطح‏، ‏رجع‏ ‏إلى ‏أصله‏. ‏أما‏ ‏أنا‏ ‏فلم‏ ‏أرجع‏ ‏بل‏ ‏ازددت‏ ‏ضعفا‏ ‏وأخيراً‏ ‏ركنت‏ ‏العربة‏ ‏ورقدت‏ ‏إلى ‏جانبها‏.

(فى البدء كانت العربة(: تذكرنى هذه الجملة بالآية الإنجيلية “فى البدء كان الكلمة”، وإذا كانت الآية تعنى بداية خلق الكون، فبداية الحلم هنا ربما تعنى بداية الحياة. ولكن لماذا العربة؟ هذه ليست سيارة وإنما عربة يدفعها أمامه، كأنها عربة يد ولكنها هنا مخصصة لنقل ركاب (طفلة ثم آخرين)، أى أنها أشبه بالكارتة يقودها الحالم ولكن بدلا من جرها يدفعها للأمام.

هنا علينا أن نتوقف قليلا! فالكارتة كرمز لها مكانة كبيرة فى كل الأساطير، بل أن لأجزائها دلالات كونية عظيمة، فالشكل المربع للعربة نفسها يمثل “الأرض” فى الأساطير الصينية وإذا كان لها قبة مستديرة فوقها فهى تمثل “السماء” والحوذى بينهما ينظم أمور الأرض والسماء ويقودهما نحو التكامل، الفكرة مكررة فى الأساطير الهندية مضافا إليها العجلتين المستديرتين الممثلتين للأرض والسماء وبينهما عمود محورى ما هو إلا محور الكون.. فهى عربة كونية!

أما البوذيون فيرونها فى أساطيرهم تمثل “الذات” بغرائزها وشغفها وماديتها وهى أقرب ما يكون إلى كل ما هو حسى وله علاقة بالجسد والحوذى هو “النفس” أو الروح التى تقودها وتسوسها وتسيطر عليها وتقوِمَها، أى أن هذا الثنائى يمثل الطبيعة المزدوجة للإنسان المادية الحسية والروحانية. وهذه ليست المرة الأولى التى تظهر فيها الكارتة فى الأحلام فقد ظهرت فى الحلم (83) أيضا فى جو أسطورى واضح حيث كان يقودها حصان مجنح والحوذى فتاة جميلة. .ولنا لقاء بها لاحقا.

نتصور إذن أن هذه العربة والحالم معا يمثلان الإنسان جسدا وروحا فى بداية رحلته فى الحياة.

 كان صاحبنا يدفع العربة أمامه بحماس ولا يجرها، مما يوحى بالخفة وسهولة الحركة. المجهود فى الدفع أقل منه فى الجر رغم أن السيطرة على العربة فى الدفع أصعب منها فى الجر، مما يجعلنا نتخيل الحركة غير موجهة جيدا بل هى غالبا فى جميع الإتجاهات بلا تحديد. ثم تظهر (طفلة) على سطحها. ..فى هذا السياق نرى الإنسان “جسدا” و”روحا” ثم تضاف إلى الإثنين “الحيوية” (الطفلة) بكل ما تعد به من بدايات جديدة وآمال فى المستقبل فتزيده (نشاطا ومرحا). ولكن (تتابع القادمون) فى رحلة الحياة هذه، ولم تعد المسألة مجرد بدايات جديدة ولكنها حياة كاملة مليئة بالتفاصيل المرهقة تتابع القادمون حتى غطوا السطح فاستنفدوا قوته ومرحه (ثم تقل حيويته حتى تختفى) إختفاء الطفلة من الحلم. ومرة أخرى نرى الزمن يمر (بمرور الأيام) فيخلو السطح، تسقط عنه التفاصيل وتختفى الصراعات ويظن أنه (رجع لأصله) ولكن فى الحقيقة لا يرجع الإنسان كما كان أبدا، فقد (إزداد ضعفه). .. وهكذا يتوقف الجسد الواهن (يركن العربة) ويتركها الحوذى (ليرقد إلى جانبها) !

أول ما يلفت النظر فى هذين الحلمين هو الحركة، بالدراجة فى الأول وبالعربة فى الثانى، فنظنها العامل الأساسى المشترك للحلمين. ولكن لمن يدقق النظر يجد فى الحقيقة أن ما يلون الحركة ويغير طبيعتها ويتحكم بها هو عنصر آخر فى غاية الأهمية وهوعنصر (الزمن).

فى الحلم (1) لا يظهرعنصر الزمن فى البداية، ربما لم يشعر الحالم بعد بخطورته، وتبدو الحركة حماسية عشوائية (من ناحية إلى أخرى)، ولكن ما أن يصل صاحبنا إلى (الميدان) حتى يلتفت إلى الزمن !!

نرى هنا علاقة مهمة بين المكان (الميدان) والزمان (الساعة). فالميدان مكان واسع تخرج منه طرق عدة، فكأنه مفترق طرق بالنسبة للمار به. ونلاحظ أن هذا الميدان كان خاليا إلا من صاحب نصوح يقف تحت الساعة أغلب الظن أنه ذات أخرى للحالم من داخله (إتضح انه على علم بحالى).

هذا الميدان الخالى يُشعر صاحبنا بالوحدة والوحشة. ومع هذه الوحشة تظهر الساعة منتصبة منبهة مهددة بأن لحظة الإختيار قد حانت وأن عليه أن يتخلى عن عشوائيته ويترجل عن الدراجة ويتأنى فى إختيار الطريق. وبعد إختياره الحياة المادية، ربما كنتيجة لشعوره بالوحدة، وعدم حصوله على المعرفة الروحية التى يبغيها، يرجع صاحبنا مرة أخرى إلى الميدان وينظر إلى الساعة، فعليه أن يسرع هذه المرة إذ أن الزمن قد أصبح أكثر تهديدا.

 الآن زادت الوحشة فلم تعد للنصيحة قيمة (فإختفى صاحبه) ولم يعد هناك جهد (إختفت الدراجة) وفات الوقت للحاق بالشباب.

يشعر القارىء بأن هناك وقفات زمنية يركز عليها الكاتب عند لحظات الإختيار بالذات، لحظة إختيار الطريق ولحظة الرجوع عن الإختيار الأول. صوت إيقاع الزمن عال حاد فى هذه اللحظات يتردد صداه فى المساحة الواسعة الخالية للميدان…. وهكذا يغير الزمن من مشاعر الحلم ايضا – وليس فقط الحركة ـ فيجعلها مشاعر متوترة قلقة.

فى الحلم (91) يطل الزمن برأسه مع الكلمة الأولى (فى البدء). فطالما هناك بداية لابد من وجود نهاية ومرحلة زمنية فيما بينهما. وتأثير الزمن فى تغيير نوعية الحركة واضح فهو البطل الحقيقى فى هذه القصة، فحركة الزمن تصاحب حركة الحالم وإن لم تتبع إيقاعه، وهكذا (بمرور الأيام) يتغير إيقاع صاحبنا رغم ثبات إيقاع الزمن فتتحول الحركة من حركة سريعة خفيفة حماسية مرحة إلى أخرى ثقيلة تعسة منهكة حتى تتوقف تماما.

وبينما يظهر الزمن مكثفا سريعا فى الحلم الأول فنشعر أن الحالم يلهث معه ليلحق به، إلا أنه يحافظ على إيقاع ثابت واثق مخيف فى الثانى يُنهك الحالم ويستنفذه، يصفه بودليرBaudelaire فى قصيدته “مذاق العدم ” le goût de néant ” :

” وإبتلعنى الزمن دقيقة بدقيقة ” ” Et le temps m ‘engloutit minute par minute “

وهكذا نرى الزمن فى هذين الحلمين مهدِدا متربصا بالإنسان يوهن قوته ويسحقه تحت عجلاته. . فيبدو لنا محفوظ متشائما !

 ولكن من يتتبع الأحلام يجد أن هذه الرؤية هى أبعد ما تكون عن التشاؤم. . إذ أنه لما لم يستطع محفوظ أن يشبع جوعه للمعرفة الروحية فى الحياة وقد وجد أن الزمن لا يمهله ولا يعطيه، تطلع إلى عالم الموت والغيب لعله يعثر فيه على هدفه المنشود.

فكيف يرى محفوظ الموت؟ وكيف يظهر فى أحلامه؟

الموت فى أحلام محفوظ ليس الفناء والعدم، وهو ليس مجرد مرحلة تتبع مرحلة أخرى التى هى الحياة، ولا هى مجرد إنتقال “سر الخالق” من عالم إلى آخر لا نعرف عنه شيئا، وإنما هناك “حركية ما” داخل الموت ذاته تشكل الإنسان وتطوره وتغيره فتخلقه من جديد أثناء موته…. وهكذا يتطور فى الموت كما ينمو فى الحياة دون توقف.

لذلك لا تختفى الأموات فى أحلام فترة النقاهة بل نجدها تظهر وتتجسد وتتحدث وتتخذ مواقفا إيجابية مثلها مثل الأحياء، حتى أنه فى بعض الأحلام تكون مواقفها أكثر ثراء وتحديدا وحزما من بعض الأحياء.

ففى الحلم (6) مثلا جاء له المرحوم الشيخ محرم بعد ستين عاما من وفاته (بجبته وقفطانه الزاهيين وعمته المقلوظة وقال دون مقدمات: هناك عايشت العديد من الرواة والعلماء، ومِنْ حوارى معهم عرفت أن بعض الدروس التى كنت ألقيها عليكم تحتاج إلى تصحيحات فدونت التصحيحات فى الورقة وجئتك بها. قال ذلك ثم وضع لفافة من الورق على الخوان وذهب(

نلاحظ صورة المتوفى الواضحة بتفاصيلها التى لم يحظ بها الحالم نفسه، فصورته مجسَدة متحدِثة.

كما نلاحظ أنه جاء من(هناك)… . جاء الشيخ محرم من عالم آخر لا نعرف عنه شيئا فيه الأموات لا يكفون عن الدرس والجدل والتصحيح.

 هيئته وشكله الخارجى أنيق كما هو معهود عنه ولم يتغير، ولكن جوهره قد تغير فقد جدد أفكاره وصححها ولم يكتف بذلك بل قرر أن يكمل رسالته فيصحح أفكار الأحياء من تلامذته. لم تنته حياة الشيخ محرم بالموت، فالموت هنا منحه حياة جديدة. . لقد بدأ الشيخ محرم حياته بالموت 3!

لم يمنع الموت أيضا صديق الشباب وشهيد الوطنية فى (76) من أن يكمل مسيرة الجهاد فقد تجسد لصاحبنا تحت شجرة مورقة (‏وعلى ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏مرور‏ ‏عشرات‏ ‏السنين‏ ‏على ‏رحيله‏ ‏فإنه‏ ‏بدا‏ ‏أنيقا‏ ‏فى ‏صحة‏ ‏وعافية‏) مرة أخرى يظهر المتوفى وسيما أنيقا. وقد أصبح أكثر حزما (‏أوقفنى ‏بإشارة‏ ‏من‏ ‏عصا‏ ‏بيده‏، ‏ذكًرتُه‏ ‏بعهد‏ ‏الصداقة‏ ‏فلم‏ ‏يعبأ‏ ‏بكلامى. .) فأراد التغيير بإيجابية ومنح صاحبنا عصا السيطرة والقوة والسلطة (التى بعثت فيه روحا جديدة) إستطاع بها أن يقهر الفساد الذى ساد وعلا كالتل فى عالم الأحياء وينظف مكانه. . فإمتلأ أملا.

تبدو الحياة بعد الموت فى أحلام محفوظ أكثر جمالا، والأموات أيضا أجمل شكلا وموضوعا.

نلاحظ أن الحلمين (1،91) إنتهيا بالتوقف عن الحركة، بينما بدأ الحلمين (6، 76) بحركة نشطة نُقِلت إلى حياة الحالم، فالشيخ محرم يدخل فى الموضوع مباشرة (دون مقدمات) والصديق الشهيد يبدأ بالفعل فورا ويتجاهل حديث المجاملات. فالحركة تأتى بعد السكون، ولأن تدمير القديم لازم لخلق الجديد فلابد من لحظة الموت فى الحلمين الأوليين لتبدأ الحياة فى الحلمين التاليين.

إلا أن محفوظا لم يكتف بهاتين الفئتين (الأحياء والأموات) ولكنه يصر على فئة ثالثة يصفها (باللذين طال غيابهم)! فمن هم هؤلاء؟

فى الحلم (34) يلتقى (الصديقين الشقيقين اللذين طال غيابهما) وقد حزن على طول الغياب حزنا شديدا ثم فرح لظهورهما فكان (العناق الحار). هؤلاء (يبشرانه بالفرح. .. وبأنه سياهجر معهما إلى مكان جميل ذو رزق وفير) ولكن فقط عن طريق (أحد العظام شكلا وموضوعا)، حسب كلام هذا العظيم تحتاج الهجرة إلى (همة عالية وصبر طويل) ووعده خيرا ثم طلب منه (الإنتظار عند الجامع عند صلاة الفجر). هذان الصديقان وقد جاءا من عالم آخر أجمل بلا شك من حياة (التسول) التى يعيشها صاحبنا، وعداه بحياة الموت، والإنتقال إلى عالمهما ولكن يحتاج الأمر لحياة طويلة أولا وعمل جاد وصبر ربما ليتغير أثناءها ويتطور حتى يصبح مؤهلا لهذه النقلة الهامة. .. وهكذا يأذن الخالق العظيم بنقله إلى هناك. يفهم من هذا السياق أن الشقيقين هنا ربما كانا من الأموات.

ولكن فى الحلم (57) يطل من نوافذ الحصن الصغيرة وجوه (يعرف كل وجه منها بل و يحبه)، ويصنفهم الحالم (البعض طال غيابه، والآخر رحل عن دنيانا فى أزمنة مختلفة) فيحررهم وينتظر لقاءهم (بلهفة و شوق)، و يصفهم جميعا (بالأحبة). وهنا يبدو لنا أن من طال غيابه من الأحبة ليس بالضرورة من الأموات طالما أن الفئة الثانية قد غابت عن دنيانا فربما أن من طال غيابه عنا ما زال فى دنيانا وإن كنا لانراه لسبب أو لآخر.

 أما الحلم (104) فتأتى المرحومة عين لتتسامر معهم على القهوة، ويعاتبها المرحوم المعلم (على طول غيابها) وعندما تحججت بالموت قال لها (الموت لا يفرق بين الأحبة؟). المعلم مرحوم (من الأموات) ويتقابل مع الحالم بطريقة طبيعية للسمر، والمرحومة عين (من الأموات أيضا) ولكن يطول غيابها حتى تظهر أخيرا. ..

 فما حكاية هؤلاء اللذين يطول غيابهم؟! هل هم من الأموات أم من الأحياء؟ ربما يكونون من الأحياء الأموات، والأموات الأموات اللذين لا دور لهم ولا وظيفة فيغيبون عن العين فى دنيانا وعن الذاكرة بعد رحيلهم وينتظر الكاتب رجوعهم إلى الوجود مهما طال غيابهم فهم جميعا فى النهاية من “الأحبة”!

وربما يكونون من الأحياء الذين منعتهم غيبة الوعى أو غيبوبة المرض من الحياة بين الأحياء ولم يدركهم الموت فى الوقت ذاته، فما أن يطالهم الموت حتى يأتونه فى الحياة فيفرح بلقائهم!!! أيا كانت هويتهم فإننى أجد فى هذا التنوع من الوجود الإنسانى فكرا يدعو إلى التأمل والتعجب.

“تجدد الوجود الإنسانى” هى فكرة موغلة فى القدم، شغلت الإنسان دوما وستظل تشغله أبدا، وهى تمثل الخيط الأساسى الذى نسجت منه الأسطورة نسيجها عبر الزمن. فقد أدرك الإنسان منذ البداية أن الموت هو المصير الحتمى لكل كائن حىَ. وفكرة أن تغادر الحيوية الجسد وتتركه جثة هامدة تتحلل وتختفى أصابته بالجزع، فكان لابد له من أن يبحث عن حل يتخلص به من هذه “النهاية”، فألهمته الطبيعة بذلك. البذرة تسقط من النبتة على الأرض وتدفن تحت التراب وتختفى ظاهريا ولكنها فى الحقيقة تتحول إلى شكل آخر، فتمد جذرا إلى أسفل وساقا إلى أعلى لتنبت من جديد. والقمر ينقص حجمه وشكله تدريجيا ثم يعيد دورته من جديد، والشمس تظهر لتأفل ثم لا تلبث أن تشرق من جديد، فلماذا لا يتجدد الإنسان هو أيضا ويعاد خلقه؟ وهكذا كانت هذه التيمة هى العمود الفقرى لكثير من الأساطير وبخاصة الأساطير المصرية التى لا يمكن فصلها عن الفكر اللاهوتى المصرى القديم.

فأخذت الأسطورة من الطبيعة والكون رموزها وحكت بها قصص الآلهة والربات، وصراعاتهم فى الوجود، خلقهم ومماتهم وإعادتهم للحياة. تشًرب وجودنا بهذا التراث الأسطورى فظهر فى أحلامنا، وإلتقطه محفوظ من أحلامه بحسه المرهفبرموزه فجعله أداة للتعبير عن فكره الوجودى الصوفى، ثم وضعه فى إطار تشكيلى جميل لا يكمل فقط ما يريد حكيه وإنما يتعانق ويتشابك مع أفكاره ببراعة بحيث يصعب فعلا فصل الشكل عن المضمون.

د. يحيى:

هيا، يا أميمة

إياك أن تنقطع أنفاسك قبل أن تنهى هذه الدراسة المتميزة، فهى إعادة تشكيل نحن فى أمس الحاجة إليه

كفى هذا الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *