نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 31-10-2014
السنة الثامنة
العدد: 2618
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أشاركُ اليوم (الجمعة) هذا الصباح فى مؤتمر “الاسكندرية العالمى الحادى عشر” لكلية الطب جامعة الاسكندرية، وهو يدور حول ما يسمى “الطب النفسى التـَّرْجمى Psychiatry “Translational، هل سمعتم عنه؟ فكرته أنهم يريدون أن ما يجدوه على طاولة البحث (البحث العلمى) يطبق على المريض إكلينيكيا، وشعاره: From Desk to Bedside وورقتى الافتتاحية هى فى الاتجاه العكسى to Desk From Bedside أى أن المريض هو نقطة البدء وهو أصل المعارف، وحَكمُ النتائج، وعلى البحث العلمى أن يستقصى ذلك وليس العكس،
التفصيل قد أعود إليها لاحقا هنا فى النشرات.
****
الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس:
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (36)
اضطرابات الوجدان (العواطف) (2)
أ. عمر صديق
أولا: اليومية جميلة جدا واذكر اني استفدت كثيرا عند قرائتي لك سابقا لمخاطر الترجمة، فقد كانت فيها من المعلومات المهمة، كنت ولا ازال احب الترجمة واتمنى لو ان في وقت ما اترجم ما اود ترجمته ولكن فعلا تحتاج مهارة عالية واستغرب كيف ان بعض الترجمات تنقصها الدقة والخبرة وفي نفس الوقت لها شهرة واسعه! ولكن اعود للصور المطروحة، هل هذه الصور تمثل العواطف المذكورة المصاحبة لها؟ لانها بدت لي متشابهة اولا واحيانا كثيرة طبيعية جدا! هل ذلك مقصود؟ فتذكرت تمارين الصور السابقة وكيف من الصعوبة تسميتها ووصفها!
د. يحيى:
مرة أخرى: عندك حق
وقد تعمدت ألا أذكر اسم أية عاطفة تحت أية صورة لنفس السبب الذى ذكرته، أنت فى تعليقك
المهم هو أن نعايش الصعوبة بديلا عن الاستسهال باختزال الأمور إلى ما لا يفيد.
أ. عمر صديق
ثانيا: بالنسبة للوجد؛ الرسالة التي وصلتني هيه ان الوجد في حالات التصوف تكون عاطفة سوية على الرغم ان اعراضها غير ذلك!؟ هل ذلك كذلك !؟ والشيء الثاني كثير من عواطف التصوف تحصل ليس عن طريق البين شخصي! ام ماذا؟ واخيرا وعذرا للاطالة هل لديك كتابات بشيء من التفصيل عن التصوف؟ لانك تذكر التصوف هامشيا في احيان واذكر انك قلت لي مرة ان التصوف من اصفى مصادر المعرفة او شيء من هذا القبيل. مع حبي واعتزازي
د. يحيى:
طبعا عاطفة قوية وعالية ورائعة وأداة أعمق لاعتمال المعلومات
نعم هو التصوف سبيل إلى المعرفة ويستحسن ألا يسمى تصوفا،
وهل نحن نحاور مولانا “النفرى” على أنه متصوف أم أنه “العارف بالله”، وهذه هى الصفة التى يحبها المتصوفة دون أن يطلق عليهم متصوفة.
*****
الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس:
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (35)
اضطرابات الوجدان (العواطف) (1)
د. نجاة إنصوره
جيد أن عدلتم عن تأجيل تناول موضوع \” أعراض إضطرابات العواطف \” لأننا ننتظره بشغف بعد كل تلك المقدمة والتصنيف المتميز والرصين للعواطف .
شكرا جزيلا لك
د. يحيى:
ربنا يقدرنى
****
أ. إيهاب ناصر
كلام مولانا النفري وكلامك يا دكتور يحيى يذكرني بكتاب \”حي بن يقظان\” لابن طفيل، حيث يقول:
\”ذكروا: أن جزيرة قريبة من الجزيرة التي نشأ فيها حي ابن يقظان كان أهلها يعبدون الله سبحانه ويطيعونه. وقد ذاعت في تلك الجزيرة (انتشرت) تعاليم الدين الصحيحة، آمن سكانها بما جاء به الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم.
فما زال الدين ينتشر بتلك الجزيرة، وتقوى أواصره (روابطه) حتى قام به ملكها، وحمل الناس على التزامه والأخذ به.
وكان قد نشأ بتلك الجزيرة فتيان من أهل الفضل والرغبة في الخير؛ يسمى أحدهما “أسال” والآخر “سلامان”. فتلقيا ذلك الدين، وقبلاه أحسن قبول، وأخذا نفسيهما بالتزام جميع شرائعه، والمواظبة على تنفيذ أوامره، والانتهاء (الكفوالاجتناب) بنواهيه وزواجره، وجعلا يتفهمان دقائقه بعناية نادرة.
فأما أسال فكان أشد غوصاً على الباطن وأعمق، وأكثر تفقهاً لأسرار الدين ودقائقه الخفية.
وأما سلامان صاحبه، فكان أكثر احتفاظاً بظاهر ألفاظ الدين، وأشد بعداً عن التعمق في فهم أسراره، وكان لا يطيل الفكر والتأمل.
وكلاهما مجدّ في العبادة، مخلص لدينه، دقيق في محاسبة نفسه، ومجاهدة أهوائها ومحاربة نزعاتها الضارة.
وكان أسال يؤثر العزلة (يختارها)، ويميل إلى البعد عن الناس، ويرى أن في ذلك الفوز والنجاة. ولكن سلامان كان يرى في ذلك رأياً آخر؛ فهو يؤثر المعاشرة وملازمة الجماعة، ويرى في ذكل تمام سعادته، لأنه يتيح له الفرصة في إرشاد جمهرتهم (جماعتهم) إلى طريق الخير، وتحذيرهم عواقب الشر، وإنارة سبيل الهدى، وإخراجهم من الغير والضلال.
أما أسال فقد أخذ نفسه بالعزلة، لما كان في طباعه من دوام الفكرة، وملازمة العبرة والغوص على المعاني.
وأكثر ما كان يتأتى له أمله من ذلك: بالانفراد.
وتعلق سلامان بملازمة الجماعة، وأخذ نفسه بهذا المذهب؛ لما كان في طباعه من البعد عن التعمق، والانصراف إلى التصفح (التأمل والتعرف). فكانت ملازمة الجماعة عنده مما يدرأ الوسواس عنه ويدفعه. ويزيل الظنون المعترضة، ويعيذهمن همزات الشياطين ويحفظه من وساوسهم ونخساتهم ومكائدهم.
وكان اختلاف أسال وسلامان في هذا الرأي: سبب افتراقهما. ولما سمع أسال بتلك الجزيرة التي ذكرنا أن حي بن يقظان قد حل بها، وعرف ما فيها من الخصب والهواء المعتدل، ورأى أن الانفراد بها يتأتى لملتمسه، ويتيسر لطالبه؛ أجمع أمره (عزم وقرر) أن يرتحل إليها، ويعتزل الناس بها، بقية عمره.\” -انتهى-
حقيقة يا دكتور يحيى صراع أهل الحرف الظاهر والباطن صراع قديم قدم البشرية، والقرآن حافل بالآيات التي تتحدث عن هذا الصراع، آيات يكررها أهل الحرف الظاهر كأنها تتكلم عن قوم غيرهم، ولكن هذا الصراع نفسه لا يحيرني بقدر ما يحيرني ما الذي يجعل البعض يصبح من أهل الحرف الظاهر والبعض من أهل الحرف الباطن، حاولت التفكير كثيرا في ذلك ولم أجد جواباً مقنعاً، فما الأسباب وراء ذلك يا دكتور يحيى من وجهة نظرك؟ ولماذا أهل الحرف الظاهر -حسب افتراضي- يمثلون الغالبية الساحقة؟
د. يحيى:
شكرا لهذه المساهمة المفيدة، وأذكر أننا قدمنا كتاب “حى بنى يقظان” فى إحدى ندوات جمعيتنا التى تصدر هذه النشرة تحت مظلتها
أرجوك لا تنسَ أن المتجمدون قد كفروا ابن طفيل، ولو كان بيننا الآن لأطاحت داعش برقبته،
هداهم الله وهدانا أجمعين
*****
الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس:
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (34)
د. نجاة إنصوره
السلام عليكم
(صورة 1) حزن ممزوج بإنتظار لموقف يكسر اللحظة.
(صورة 2) تحفز محاذر مشوب بالإستعداد.
(صورة 3) هجومُطبق وغاضب.
(صورة 4) وحدة وتأمل ويأس ورغبة مقصودة في البعد دون أمل في العودة.
(صورة 5) عتاب ورغبة في إبراز مشاعر عدم الغفران لوقت غير معروف .
(صورة 6) رفقة وونس ومحاولة الإستمتاع باللحظة .
(صورة 7) إقدام بإصرار مع عدم توقع النتائج.
(صورة 8) مذلة مشوبة بيأس وإستسلام دونما أمل .
(صورة 9) لم أستطع تحديد نوع العاطفة لجمود ملامح أعضاء الجسد وبهتان رسم العاطفة على ملامح الوجه!.
(صورة 10) كإنه إنتظار غير متوقع لردود الفعل الطرف المقابل .
(صورة 11) ترقب وإنتظار مشوب بخوف .
(صورة 12) إستعراض قوة متضمنة لأستعداد مواجهة متأهب .
(صورة 13) أسى مثبط لأي محاولات لتغيير المزاج الحالي .
(صورة 14) حزن يعلن هزيمة نكراء .
(صورة 15) رفقه مؤنسة .
(صورة 16) أحتجاج غاضب .
(صورة 17) دهشة حائرة إنتظار مترقب .
د. يحيى:
لماذا أجهدتِ نفسك هكذا يا نجاة؟!
شكرا
لم أقصد أية تسمية كما جاء فى إجابتى للابن عمر صديق حالا
د. نجاة إنصوره
ملاحظة :
أعتقد إن عواطف \” العدوان \” و\”الخوف \” وما يتضضمنه من أحزان يكون أوضح من بقية العواطف حتى مع إستثناء صورة الجسد . عكس عواطف الفرح التى قد تتطلب فى كثير من الأحيان لتصنيفها للغة الجسد. وربما الصورة 14 بها شئ من هذا .
شكرا جزيلا سيدى
د. يحيى:
سوف نرى حين نقدم هذه العواطف الأصعب فى سوائها واضطرابها
*****
عن الطب النفسى والطبيب النفسى ومجريات الأحداث
أ. إيهاب ناصر
مصطلح النفسنة Psychiatrization مصطلح أعرفه لأول مرة منك يا دكتور يحيى، وحقيقة راق لي كثيراً.
وعلى ذكره فما رأي الدكتور يحيى في بعض الأطباء النفسيين خاصة أصحاب الظهور الإعلامي المكثف الذين أدخلواالطب النفسي في طرق التنمية البشرية وحل مشاكل زوجية، وتحدثوا في قضايا مثل مهارات التسويق والاقناع أو التضحية الزوجية وأساليب الاستمتاع بالحياة ومواجهة ضغوط الحياةونحوها، وجعلوها من صميم الطب النفسي؟
د. يحيى:
سوف أنشر رايى فى نشرة الأسبوع القادم وهو عبارة عن حديث مع أحدى متحمسات الإعلاميات عن التنمية البشرية.
أ. إيهاب ناصر
– ثانيا، سؤال من باب الفضول: لماذا لا يحبذ الدكتور يحيى محاولة التفاهم مع الطبقة التى يسميها \”أو لاَ للاّ\”، أو الـ\”فافى\”؟
د. يحيى:
والله ما أعرف
مع أن فيهم أفاضل فعلا، وأظن أنهم أفاضل \”أو لاَ للاّ\”، أيضا، لكن غالبا ليسوا “فافى”.
أ. إيهاب ناصر
المقتطف:\” إن حق المرض ، بالذات فى الطب النفسى هو من حقوق الإنسان الأساسية، وأنا أنتمى إلى مدرسة تقول إن المرض فى معظم الحالات هو \”قرار واختيار\”، صحيح أنه قرار خاطئ يدفع المريض ثمنه باهظا فى نهاية النهاية،لكنه – فى هذه المدرسة التى أنتمى إليها – يعامـَل المرض على أنه \”فعل\” وليس مجرد \”رد فعل\”، وهذا احترام للمريض وليس اتهاما له، لأن من يختار المرض حلا فى ظروف قاهرة، يستطيع أن يختار الصحة مخرجا إذا ما أتيحت له الفرصة السليمة، والطبيب يسرى عليه – خاصة إذا مرض- ما يسرى على سائر الناس.\”
التعليق: أخيرا، المقتطف ملهم جدا ويثير في عقلي الكثير من الأسئلة بصورة عبقرية ومحببة لي، فشكرا دكتور يحيى!!
د. يحيى:
العفو
أفرح حين أصل لوعى يقظ هكذا
*****
عــام
أ. دينا شوقى
حضرة الاب الفاضل الدكتور يحى الرخاوى ارجو ان تسمح لى حضرتك بتهنئة حضرتك بقرب حلول عيد ميلاد حضرتك وكل عام وحضرتك بالف الف خير ان شاء الله وامدك المولى بالصحه والعافيه وطول العمر ان شاء الله.
د. يحيى:
شكرا، بارك الله فيك
*****