الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

8-5-2009

السنة الثانية

العدد: 616

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

تعجبت حين وجدت بريد هذا الأسبوع يكاد يخلو من التعقيب على الحالة المستمرة “فصامى يعلمنا“، اللهم إلا تعقيبا واحدا موجزا من أ. علاء عبد الهادى على الحلقة الرابعة “الكلام يحرك ما حول الكلام“، وآخر يكاد يكون ليس له علاقة بالنشرة وهو تعليق الصديق رامى عادل على الحلقة (الثانية) الوضوح الغامض، ثم د. مدحت منصور (الحلقة السادسة) “العين الداخلية”، مع أننى أعتقد أن هذه الحالة – ومثلها– هى من أهم ما كتبت فى الأسابيع الثلاثة الماضية؟

 كنت – ومازلت– آمل وأنا أغامر بهذه التجربة، أن أقدم من خلالها علما (سيكوباثولوجى)، يعلمنا (تدريبا) ونحن نحدد بعض معالم ثقافتنا الخاصة (من نخاع المجتمع المصرى)، وأيضا أن أقدم شكلا جديدا (للحوار مع مرضانا)، وحين واجهت هذا العزوف الشامل عن التعقيب فى بريد اليوم، رحت أتساءل عن السبب،

هل يا ترى:

 لأنها نشرت على حلقات هكذا؟

هل هى مملة؟

 هل نحن مازلنا نستسهل ولا نقدر مثل هذا الجهد؟

 هل نرفض هذا المنهج؟

ثم ساءلت نفسى:

هل أكمل؟

هل هذا هو المطلوب؟

هل هذه النشرة اليومية هى للتسلية؟

 أم للمشاركة والحوار؟

 أم للإنارة؟

 أم لماذا؟

ولم أحاول الإجابة حتى لا أتوقف.

أمّا باب التدريب عن بعد، فخذ عندك:

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (45)

توريط المعالج فى غير مهمته

د. مدحت منصور

توقفت عند قولك:

“لكن ليس معنى أنها الأقرب إلى الواقع أن نضحك عليها لتتحمل القدر الأقذر والأغبى من الواقع.”

أرجو من حضرتك الإيضاح، هل المقصود ألا نضحك عليها بشقة أو بإغراءات من هذا النوع لتدفع ثمن هذا تحملها للجزء الغبي و القذر من الواقع و كأننا نقول أخذتي المقابل، خذى على دماغك؟

د. يحيى:

شكراً لتنبيهى لمبالغتى فى التعبير “…القدْر الأقذر والأغبى من الواقع”، صحيح أن الواقع مَرّ غالبا، لكنه نادراً ما يكون قذرا وغبيا جدا هكذا،

 أما ما أعنيه فهو ما ذكرتُ فى الرد فى النشرة، ولا أجد عندى إضافة، وأقبل تفسيراتك بتحفظ شديد (ورفض نسبى).

د. مدحت منصور

البنت رافضة خطيبها و مع ذلك تريد أن تظهر أمامه صاغ سليم، هو… حقها، ما دامت لن تستمر في العلاقة.

د. يحيى:

يجوز …

لا أوافق أيضا.

****

التدريب عن بعد:  الإشراف على العلاج النفسى (46) العلاج القصير المدة، فى مقابل العلاج التعويضى الدائم

د. عمر محمد دنيا

فيه مشكلة عندى فعلا فى الحالة دى: السن.. ربة منزل وسنة علاج نفس أو أكثر… ثانوية عامة .. حاسة بوحدة وعزلة – روحى، نادى – جيم – مش عارف إيه، ومش لاقى حاجة حقيقية عند السيدة دى فى السن ده!!

د. يحيى:

ماذا تعنى يا عمرو بـ “حاجة حقيقية”؟ بأى مقياس تقيس الحاجات الحقيقية من الحاجات غير الحقيقية، ما هى الحاجات الزائفة عندك يا أخى؟

 واحدة واحدة يا عمرو، إياك أن تستعمل مقاييسك الخاصة جدا (الذاتية عادة) للحكم على الناس، وخاصة المرضى، بما هو حقيقى وما هو غير حقيقى، إعمل معروفاً.

ثم إنى أذكرك بعدم الدقة، فالبنت ليست ربة منزل، ومرتبها يصل بالحوافز إلى ألف ونصف، أرجو أن تراجع النشرة من فضلك.

د. نعمات على

بصراحة لم أفهم هل الحالة ستحول إلى معالج آخر أم لا وإذا كان لا؟ ماذا سيفعل المعالج الأول معها إذا استمرت فى مناقشة الطرح؟؟

شعرت فى هذه الحالة بنمو المعالج حيث اختلف موقفه فى السنة الأولى عن السنة الثانية.

د. يحيى:

هذا أمر متروك لتطور العلاقة واستمرار الإشراف، والمطروح الآن غالبا حسب المناقشة هو أن يواصل نفس المعالج مساعدة المريضة مع مساعدة الاشراف أولا بأول.

أما ما وصلك من نمو المعالج وتزايد خبرته فهو صحيح.

د. هانى مصطفى

كيف يتدرب المعالج على التحكم فى مشاعر الطرح تجاه المريض خاصة من الجنس الآخر إذا وافق احتياجاته؟ وإن لم يستطع أن يضبط الجرعة، فكيف يمنع تأثير ذلك على مسيرة العلاقة والعلاج؟.

د. يحيى:

هذا سؤال شديد الأمانة، سؤال طيب، وواضح.

ليس أمامنا إلا التدريب، والممارسة، والإشراف، والنمو، إذا كنا نريد أن نواصل مهنتنا بشرف وعطاء.

إن الإعتراف بمشاعرنا نحو مرضانا هو بداية احترامهم واحترام المسيرة العلاجية لصالح نمو الطرفين: واحدٌ يشفى نضجا، وواحدٌ ينمو معالجا قادرا وإنسانا أميناً.

أرجو أن تنتبه يا د. هانى (فى المداخلة السابقة مباشرة) إلى ملاحظة د. نعمات كيف أن المعالج اختلف موقفه فى السنة الأولى عن السنة الثانية، هذا بعض ما أعنيه بأن الممارسة تحت إشراف (كل أنواع الإشراف بما فى ذلك الإشراف الذاتى)، تسمح بالنضج، وبالنسبة للجزء الأول من تساؤلك فإن خلاصة ما نشر تشير إلى التوصية باستمرار المعالج الأول.

أ. محمد إسماعيل

مش فاهم: برضه معنى العلاج التعويضى الدائم لو سمحت إيضاحا أكثر؟

د. يحيى:

هو أن يستمر العلاج وكأنه لن يتوقف، أى دون تحديد مدة معينة، فيكون تعويضا عن ما تفتقده مريضة أو مريض ليس له مصدر رىّ إنسانى إلا بهذا العلاج، ربما يضطر المريض أحيانا للاستمرار مدة أطول فأطول لعدم وجود أى دعم أو رعاية خارج العلاقة العلاجية، تحميه من بقايا المرض أو النكسات.

أذكرك يا محمد أن هذا احتمال نادر سخيف، لا يخلو من ضرر، أرجو ألا نلجأ إليه إلا مضطرين جدا جدا.

أ. محمد إسماعيل

أنا ساعات باعترض على حضرتك لما تقول ممكن تسيب العيانه لو مفيش عندك وقت، أو لو حد حايدفع فلوس أكثر، بس ممكن يبقى رأى صح، بس أنا باعتبره تخلى، وعايز أعرف فى أى عمر وأى خبرة ينفع أعمل ده؟

د. يحيى:

حين أقول ذلك أحيانا، فأنا أسخر، وطبعا أن لا أقترح تنفيذ ذلك كقاعدة، وأحسب أن فى تلك السخرية الهادفة، محاولة تعرية بعض داخلنا الذى هو ليس عيبا،

إن مثل هذه التعرية هى الوقاية ضد التخلى الخفى عن المريض ثم انتحال أى سبب آخر غير هذا السبب القبيح (مع أنه بداخلنا).

المعالج مسئول نسبيا عن من يستمر معه، وعن من ينقطع عن مواصلة العلاج، هو مسئول أمام نفسه، وأمام الله، قبل أن يكون مسئولا أمام المريض أو أمام أهله أو بحسابات آداب المهنة التقليدية.

أ. محمد إسماعيل

ما جدوى ضرورة أو فائدة التعاقد مع المريض.

د. يحيى:

الاتفاق المبدئى، ثم المتجدد (إعادة التعاقد) هو تحديد معلن أو ضمنى للهدف من العلاج ومدته، والاتفاق يتضمن علامات التحسن..والأهداف المتوسطة.. إلخ، وكلما تغيرت حالة المريض، وعلامات المرض، وأيضا كلما اتسعت دراية الطبيب، مع تغير الظروف الخارجية، يحتاج الأمر باستمرار إلى “إعادة التعاقد” حسب تغير أى من هذه العوامل.

أ. محمد إسماعيل

ما معنى “ملء الحياة” و”ضرورة وجود معنى”، وأهميته.

د. يحيى:

ملء الوقت بالنشاط والانشغال، هو غير ملء الحياة بالمعنى الدلالة،

 وإن كان الأول يؤدى إلى الثانى فى الظروف الملائمة.

د. محمود حجازى

رأيى هو إنهاء هذه العلاقة العلاجية فوراً رغم الاحتجاج على أنها Transference & Counter transference (علاقة تعلق متبادل) تحدث عادة بهذا الشكل، ذلك لأننى أرى أن محاولات المعالج لاجتياز هذه الأزمة فى هذه الحالة قد فشلت وأصبح هو البديل لها فى حياتها. وأنها قد توقفت عن النمو عندما أصبحت هذه العلاقة هى حياتها.

ومش مشكلة جامدة قوى (ألا تواصل العلاج) هى قدرت تخليها 43 عاما بدون علاج.

أرجو الإشارة إلى القواعد التى تسمح بالتحويل إلى معالج آخرأو أو تلزم بالتحويل؟

د. يحيى:

لا أوافقك على هذا الرأى الآن، وإن كان الاحتمال واردا فى وقت لاحق

أما عن قواعد التحويل إلى معالج آخر، فلا توجد قواعد عامة، ولابد من النظر فى كل حالة على حدة، وقد سبق مناقشة ذلك فى نشرة 22-2-2009 “الحضور الوضوح الحسم المسئولية: فى ثقافة تسمح”.

د. محمد شحاته فرغل

فى رأيى أن الأنسب فى هذه الحالة أن تحول إلى معالج آخر، ولكن بشكل عام قد تكون علاقة الطرح – والطرح المقابل مفيدة للاثنين. كما حدث فى بداية هذه الحالة. ولكن لاشك أن لها أثار جانبية أخرى كالاعتمادية. وقد تتخطى حدود العلاقة الرسمية التى تتحرك فى إطار التوجيه والدعم.

د. يحيى:

عندك حق “بشكل عام” ..

لكن بالنسبة للاقتراح الأول، تحويل الحالة إلى معالج آخر، فأرجو أن تقرأ ردى السابق على د.محمود حجازى.

د. مروان الجندى

أعتقد أن إنهاء العلاقة العلاجية فى هذه المرحلة ربما يكون له فائدة للمريضة، ولكن هل يمكن عمل إعادة تعاقد بشروط أخرى؟

د. يحيى:

الإنهاء لصالح المريضة وارد

وإعادة التعاقد أيضا وارد

د. محمد الشاذلى

فى وقت ما أثناء العلاج، ربما تكون العلاقة بالمعالج هى العلاقة الوحيدة الحقيقية، وأنا أتساءل كيف يمكن فهمها واستثمارها فى دفع المريض إيجابياً؟ مازلت أجد صعوبة فى ذلك حتى الآن.

د. يحيى:

الصعوبات ستظل موجودة طالما نحن نمارس مهنتا بأمانة، وهى تقل باستمرار مع تزايد الخبرة لكنها لا تنتهى أبدا.

أما كيفية فهمها واستثمارها فإن هذا يأتى من خلال الممارسة وتحت إشراف، وهذه هى فائدة التدريب عن قرب، أو عن بعد.

تنبيه أخير، أرجو الوقوف طويلا أمام حكاية “العلاقة الوحيدة الحقيقية”، نعم أن تكون كذلك هى علامة خطر، إلا أن الجملة خاطئة من أساسها، فالعلاقات الحقيقية لا يمكن أن تكون وحيدة، العلاقة الحقيقية هى “القدرة على عمل علاقات حقيقية!!”.

أ. إسراء فاروق

المعالج فى الحالة دى لما قال للمريضة “يستحسن تكملى مع حد تانى” هل ده كان هروب؟ وهل فى الحالة دى تحويل العيان من معالج لآخر مفيد؟

د. يحيى:

لا أظن أنه هروب

وقد تناولت ذلك فى ردى عليه،

 أما حكاية التحويل فقد رددت عليها فى الردود السابقة حالا بما تيسر.

د. عماد شكرى

لدى اعتراض حاد يجعلنى أتساءل: هل استمرار المعالج فى العلاقة العلاجية وقيامه بدور الآخر البديل الدائم ليس الآخر المؤقت، هو لصالح المريضة؟

 أجد ذلك متواترا بشكل مهدد فى علاقاتنا العلاجية.

د. يحيى:

عندك حق

عندك حق، لكننا لا نوصى بمثل هذا الاستمرار إلا نادرا جدا وفى حالات استثنائية تماما،

 بل إن أى علاج مهما طالت المدة، ينبغى فى نهاية النهاية أن يكون “مؤقتا” فعلا، إلا فى حالات الضرورة القصوى، وينبغى أن تكون نادرة تماما.

(أنظر أيضا ردى على محمد اسماعيل حالا).

أ. محمود سعد

هل يمكن أن نحدد قبل بدء جلسات العلاج أو فى بدايتها (خاصة فى ثقافتنا) طريقة للتعاقد قصيرة ومحددة المدة؟

د. يحيى:

نعم، جدا

 وثقافتنا تسمح بذلك تماما.

أ. محمود سعد

وماذا إذا كانت الأعراض تستلزم فترة أطول من ذلك، وكيف يمكن التعامل مع موضوع الطرح؟

د. يحيى:

 فى هذه الحالة تتم “إعادة التعاقد” بمجرد اكتشاف الظروف الجديدة التى استدعت ذلك وتطول المدة التالية أو تقصر حسب الحسابات الجديدة لهذه الظروف، وهكذا.

(أنظر أيضا ردى على محمد اسماعيل حالا، سؤاله الثانى)

أ. محمود سعد

أنا شايف أن موضوع الطرح من المواضيع الصعبة جداً فى العلاج النفسى وخطر ببالى سؤال يقول: “ماذا كان الوضع إذا لم يكن أخو هذه المريضة متفهم بصورة ما لهذا الموضوع؟” أعتقد أن الموضوع سوف يكون بالغ الصعوبة والحساسية.

د. يحيى:

نعم.

هذا الموضوع هو دائما بالغ الصعوبة.

أ. رامى عادل

تجتاحنى، تتشبث بي كهره، تلتف حولي كقرنفله، تستنشقنى، اتلفت حولي لاجد عبيرها يملؤنى، يثير بي جو من الرحابه، تتراف بى، تعاملني كمن هي امى، انستني لدرجه لم اتحملها، لفرط حقدى، تتناولني كعود من الفل، بلا رائحه، بلا معالم، بلا هدف،اتجمل، اتملي اجمل ما في الكون،امتليء فالتقط نفسا قادما من بعيد، يقودني اليها مرات ومرات، تسجننى، تشكونى، تفرمني الحيره، لا اجد سوي ابى، يدعونى، لاستثمر فضته، في قصه في مقتبل العمر

د. يحيى:

لا تعليق

أكمل يا رامى

****

  “فصامى” يعلمنا: (2)  الوضوح الغامض

أ. رامى عادل

واللى بيلم الشق: القول الثقيل، والوزن، والجسد، والدماغ، والعين، وانت بتقولها، بتوجهها، بكل حواسك، اقوم اتلقاها بقلبى وبروحي، اتلقاها، حتى لو مقلتهاش، حتى لو بالصمت، بالنظر، طالما قلبى مصحصح، وانت ويايا يا بابا، طالما جواى نبض بيقول يا رب، طالما عينى مش شابفه غيرك، وانت قلبك عليا،وانا وياك بنادي، يمكن السماء تسمع ندانا، تنشق لصدانا، تبقى وردتنا المفتحه،يمكن صوتنا يوصل للحق، حتى لو مانطقناهاش، بقولهالك، اتصالحنا،على روحنا، وياهم وياكم،نبقى كتله واحده،مننفكش، صف و بنيان مرصوص،نشوف المولي،كلنا، نبقى واحد ،ونسامح، نعود، نبرق، نومض، كلحن نجم عاصف، تكلمنى عن بكره، عن الميعاد

د. يحيى:

على الرغم من عجزى عن ربط تعقيبك هذا مع ما جاء فى النشرة التى هى بعنوان “الوضوح الغامض”، إلا أننى قبلت تعليقك يا رامى، ربما لأنه التعليق الوحيد الذى تناول هذه النشرة (إقرأ مقدمة البريد اليوم).

****

فصامى” يعلمنا (4): ….”الكلام” يُحرَّك ما حول “الكلام”!! (الحلقة الرابعة)

أ. علاء عبد الهادى

كنت مشغول إزاى العيانين بيتحسنوا لما يروحوا للمعالجين الشعبيين يمكن عشان شوية حاجات (بيصدق اللى جارى له بحق وحقيقى؟ ويقبله ويسمعه ويحترمه، مابيرفضوش، وبيعيد الحاجات الغريبة إللى عنده للداخل (الجن) وده بيساعد فى أنه يتلم أكتر، يبدو أن فيه مستوى ثانى شغالين به.

د. يحيى:

أرجو أن تكمل متابعة التفسير، يا علاء لأن المسألة ليست بسيطة حتى لو اتفقت البداية: مثلا حكاية “يعيد الحاجات الغريبة اللى عنده للداخل” هذا لا يحدث إطلاقا تقريبا عن هؤلاء الناس، بل العكس هو الذى يحدث، الجان الذى يحضرونه ويصالحونه، أو يروضونه،أو يطردونه، ويختفى أو لا يختفى، هم يؤكدون أنه فى الخارج فتنقلب كل محاولات إرجاعه للداخل كبداية للتآلف،

 كل ما أحاول أن أقدمه لكم ولزملائى وللناس هو أن الجان هو بالداخل “فعلا” وليس “فكرا”، وأن له حقوق بلا ميثاق، يمكن أن نسميها “حقوق الجان” أسوة بحقوق الإنسان، وإذا أخذ جمهور الجان (الذوات) فى الداخل حقوقهم سواء فى الحلم أو فى الإبداع أو فى حركية التكامل، فهم لن يحتاجوا أن يفرضوا أنفسهم علينا سواء بالخبرة (ملبوسين) أو بالمرض (هلاوس وضلالات)، (علما بأنهم يفرضون حضورهم فى الإبداع بشكل رائع.

 الفرق بين ما أحاول أن أوصله من خلال هذه الرؤية والممارسة، وبين ما يفعلونه فيما يسمى الطب الشعبى، ليس يسيرا، وإن كان هذا الفرق هو أقل كثيرا من الفرق بين ما أحاول أن أوصله وبين ما يعتقده الأطباء الكيميائيون الآليون،

 وفى كلٍّ خير لو أحسنا الانتقاء والتنغيم العلاجى.

****

فصامى” يعلمنا (6): العين الداخلية (أداة الحس الداخلية)

د. مدحت منصور

 \”آلة الحس البدائية التطورية الداخلية\”، وصلنى أن تلك الآلة موجودة عند كل الناس و لكنها ليست نشطة عند الكل وهى هبة من الله  وهى لا ترتبط بشعب أو جنس أو ديانة، تستقبل تلك الآلة شيئا ما (ربما طاقة) تحولها إلى أفكار ويسقطها العقل الأرقى على إحدى الحواس (سمع، بصر، أنف) فى بعض الأحيان (لمس، تذوق) ، قد يتخطى ذلك الإدراك المكان فيدرك الأفكار عبر المسافات و قد يتخطى الزمان فيدرك الماضى أو المستقبل ويعبر عنها الشخص برأيت أو سمعت و هكذا و لكنه لم يسمع أو يرى فعليا وهو مدرك لذلك، فى التفعيل الشعبى يقال عند المسلمين عليه عفريت و عند المسيحيين عليه روح و فى ظروف أخرى مبروك أو بركة، القرب من الله يساعد فى تنمية تلك الآلة بشكل أو بآخر. فى الأحلام تنشط تلك الآلة نسبيا وبنسب متفاوته ويتغير النشاط بتغير الظروف وهذا يفسر الأحلام التى تتحقق والرؤيا.

د. يحيى:

كل هذا كلام طيب خطر .

أحيلك إلى كل ما  كتبت فى النشرات وفى الموقع عن هذا الموضوع، وآسف أننى لم أتمكن أن أحدد لك الروابط كلها الآن فى هذا الرد .

****

تعتعة: معنى آخر لـ: “حسن نصر الله” !!

أ. رفيق محمد محمد

حضرتك ماتعرفش بجد قد إيه المقالة دى فرقت معايا النهارده يمكن عشان عبرت عن كلام كتير أعتقد أنه مش جوايا انا بس بل جوا ناس كتير بتتنكد كل يوم لما تبص فى الجرايد أو تفتح الأخبار على الانترنت وتتنكد بكلام جهابذة صحافة النظام عن سيادة مصر وأمن مصر ودس السم فى العسل لغاية ما الواحد بقى يشعر أن بلدنا بقت واقفة زى موظفين الأمن على بوابة فلسطين المحتلة، وللأسف دى مش حاجة جديدة لسه طالعة اليومين دول، بالعكس ده منهج بيتم تكريسه من ساعة اتفاقية كامب ديفيد المشئومة بإيهام الناس بأن الحروب اللى خضناها هى السبب فى كل مأساة بنعيشها فى البلد من أول العقارات اللى بتنهار مرورا بحوادث الطرق والعبارات اللى بتغرق والقطر والمسرح اللى اتحرقوا باللى فيهم وكأننا احنا اللى اخترنا نخوض هذه الحروب بمزاجنا ولم تفرض علينا ولدرجة أحيانا الواحد بيتخيل أن اوروبا وأمريكا لموا شوية الفلسطينيين اللى معكرين مزاجهم فى بلادهم وبعتوهم بقواتهم يضربوا ويحتلوا أرض الشعب اليهودى المسكين اللى عايش فى حاله ومش طمعان غير فى أرضه اللى عايش عليها وشوية أشجار الزيتون اللى بيزرعها وياكل منها عيش

وكأن الأردن كانت غلطانة لماماقبضتش على قواتنا الخاصة اللى اتسللت من أراضيها دون علمها لضرب ميناء إيلات وفرحنا بيهم وعملنالهم فيلم يمجد بطولاتهم أو السنغال لما برضه قواتنا الخاصة راحت تفجر حفار البترول اللى كان مبعوت يشفط نفط سيناء فى داكار.

مش عارف يا د.يحيى بجد إيه أخرة المرار اللى الواحد بقى حاسس بيها كل يوم وهو بيشوف بلدنا عمالة تصغر وتتقزم لدرجة إنها وصلت لمرحلة بقت تحط راسها براس حزب ومحطة تليفزيون فى دولتين مساحتهم وتعداد سكانهم مايتعدوش محافظة فى مصر. وبدل ما نفهم ونشوف ازاى حسن نصر الله وشوية الناس البسيطة اللى معاه وقفوا فى مواجهة أعتى آلات الحرب وكسروا أنفها ونتعلم منهم تحولنا لمهاجمتهم ومحاولة تسفيه انتصاراتهم ومجهودهم الرائع فى الدفاع عن أرضهم ومحاولة مساعدة ناس لا فى بلدهم ولا من ملتهم بس مشتركين معاهم فى قضية واحدة وهى الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال ورفض أجندة الاستعمار. على الأقل اذا مش قادرين نعمل زيهم نسكت “وإذا بليتم فاستتروا”

كلام كتير جوة الواحد ولكن هاكتفى بالقدر ده وأسف على الكتابة بالعامية بس انا لقيت الكلام طالع لوحده فمرضيتش أوقفه بحثا عن المفردات اللغوية المناسبة للكتابة بالفصحى وأسف لو كنت طولت عليك وخدت كتير من وقتك لكن فعلا المقالة فجرت جوا الواحد كلام وأسئلة كتير أعتقدت انه من الممكن نسألها سوا

وربنا يديك الصحة.

د. يحيى:

أوافقك بصفة عامة، وأفرح بحسن تلقيك، لكن لى تحفظات على أى تعميم فى اتجاه تقديس حسن نصر الله، (أو غيره) وأيضا فى اتجاه تخوين كل من ينتقده، وبالذات بالنسبة للتصرف الأخير،

 لقد حاولت مثلك، ومثل آخرين أن أعيد قراءة هذه التعتعة بنفس الموضوعية التى كتبتها بها “بقدر جهدى” وحمدت الله على ان بعض إيجابياتها قد وصلت لكثيرين

وإليك ملاحظات من إعادة القراءة ومن استطلاع الرأى مشافهة، ومن “بعض” ما وصلنى من مصادر أخرى، لعلها تصلح تعقيبا على تعقيبك.

أولا: توقف البعض عند تعريتى ونقدى لمشروع عبد الناصر لتشكيل الوطن العربى الأكبر، باعتبار أن مشروعه (مشروعنا) “وطنى حبيبى الوطن الأكبر”، لم يتحقق، أو لعله لم يولد أبدا إلا فى الخطب والنوايا الحسنة،(أو الخبيثة المتعمدة) ومازلت أرى أنه مادام الاقتصاد القومى العربى قد ظل مشرذما، ومادامت الجيوش لم تتآلف فى جيش واحد، أو جيوش متكاملة عدة وعددا قادر رادع موحد، فإن هذا المشروع لم يتعد حسن النية والخطب الرصينة المفرقعِة، وأعتقد أن هذا البعض قد عمَّمَ رفضه لهذه الجزئية على بقية التعتعة فرفضها كلها.

ثانياً: توقف آخرون عند احتمال قبولى “كامب ديفيد” ولم يلحظوا (أو لم يعرفوا من طول موقفى وعرضه) ما بينُته مرارا من أن كامب ديفيد استردت الأرض ولم تسترد الوطن، وأن ربطها بحكاية آخر الحروب دون تسريح الجيش وتجنيد كل الشعب دون استثناء استعدادا لحروب وحروب، أن هذا وذاك قد أجهض كثيرا من إيجابياتها، ولكن أيضا دون أن نحرمها فضل واقعيتها المؤلمة التى لم نستفد منها بالقدر الكافى.

ثالثا: لم ينتبه الكثيرون إلى الفرق الذى أشرتُ إليه حالا بين “الأرض والوطن” الأمر الذى دفعنى إلى أن أكتب التعتعة التى ستقرأها هنا غدا لأبين أن “الوطن” هو وعىٌ فردىٌ فجمعىٌ يجمعنا، وأرجو أن تسمح لى أن أوقف تفسير ذلك أكثر من ذلك حتى تقرأها غدًا.

رابعا: لم يستطع البعض أن يفرق بين حسن نصر الله الشخص وبين حسن نصر الله “المعنى”، فلم ينتبه إلى معنى دوره الإيجابى، فى تزكية “نمو الوطن الوعى” الذى هو ركيزة الإنسان الحر ومنطلقه فى كل زمان ومكان.

خامسا: أرجو أن تقرأ بقية التعليقات ربما أفاد ردّى عليها فى بيان موقفى هذا الصعب فعلا، وشكرا.

أ. سميح ملحيس

(الله يطول عمرك يا دكتور وتفضل متعتع رائع..) فى وقت قمة قطر قبل الاخيره والكلام والمزايدات التي بدات بالشارع العربي كنت باتكلم انا وصديقه مصرية وقلت لها اننا شعوب (أو بعض منا حتى لا تزعل انت من التعميم) ما زالت العصبية القبلية بداخله بدليل ما حصل وقتها من احكام مباشره من اهل هذا البلد أو الثاني ومن يؤيد هذا ومن يخون ذاك وهكذا فانزعجت مني لاني كنت باتكلم عن.. عندما تدايق وانزعج الاخ الاكبر (مصر) للعرب لماتحرك اخاصغر منه بكثير تاريخا وعددا وقوة ….الخ وبادر فشعر الاكبر بهزة .كيف هذا الصغير الحقير يأتي ويدخل على خطي انا الاكبر وانا المجمع وانا المفرق لا يحق لأحد ان يخرج عن خطي وعلى الكل موافقتي حتى لو نفاقا (كما هو حاصل مع حماس )….هل توافقني ان العصبيه القبليه ما زالت فينا ؟ واننا نطبق المثل القائل انا واخوي على ابن عمي ..بدون التكمله وانا وابن عمي على الغريب ..عندما يذكر احد ما وطن احد منا بكلمه نثور عليه حتى لو كان على حق ويصبح خائنا متامرا … والله يا دكتور ما انا عارف اكمل الله يستر علينا ونتعتع تعتعه كبيره تهزنا تحركنا ..

ذكرت ان لو حرب 67 امتدت كما امتدت حرب غزة، ما تقصد بكما امتدت حرب غزه؟؟

د. يحيى:

أكتفى بالرد على السؤال الأخير، علما بأننى لم أستطع أن أتتبع ما قبله بدقة كافية، فأثبته هنا دون تعليق لعله يفيد دائرة أوسع.

أما الرد على السؤال الأخير، فعليك أن تحسب كم يوما حاربنا (الجيش المصرى المظلوم والسورى فى الشمال) فى حرب 1967 ، وكم يوما حاربت غزة (ولا أقول حماس فقط) فى الأزمة الأخيرة وسوف تجد الرد .

أ. سميح ملحيس

لو قيل ان تهريب السلاح للمقاومة الجزائرية عبر أراضى عربية معينه هو اعتداء على تلك الدوله العربيه او تلك ممن مرت الاسلحه باراضيها وقتها، هل من سيقول ذلك وقتها سيعتبر وطنيا او قوميا او او او ….الخ ام خائنا ؟ ولو نعته احد بذلك الوقت بالمتسلل والمعتدي على سيادة الدوله التي تمر منها الأسلحة إلى المقاومة وخائنا هل ستعتبر الشعوب العربيه وقتها هذا النعت او الوصف خيانة ام وطنيه؟ اعتقد: خيانة عظمى

 ما الذي تغير اليوم يا رب ؟

د. يحيى:

الذى تغير هو كثير جدا جدا،

 ومع ذلك فإننى لا أعرف التفاصيل حتى تكون المقارنة بهذه المباشرة

 ولا يهمنى فى هذه اللحظة أن أتناول قضية ما يسمى خلية،

وحتى لو أن حسن نصر الله ثبت خطأه لأنه لم يخطرنا ولم يستأذننا سرا أو علانية، فكان علينا، لو أن شيئا لم يتغير أن نحتوى خطأه بشجاعة أكبر ولا تسمح له بالتمادى فيما فعله بحسن نية، إلا بموافقة قد تدل على اننا لنا أرض وحدود وإرادة، هذا إذا كان لنا موقف واستقلال وحكومة.

أ. رامى عادل

كيف تدافع عن هذا المتشنج؟ وهو تكاد تقع عمامته من علي راسه من فرط عصبيته ؟ انا اكره انصاف الالهه، المتعطشين للانتقام، موقدي الحروب، الثابتين علي لمبدا، الذين لا يخطؤون او يعتقدون في ذلك، واعترض علي قولكان يتصور احد ان الله يكلمه في القران (هو بالذات في الاغلب) ، فيحكم نفسه وصيا، وان من اخطا في حقه هو الضال، وان الدنيا اما ابيضا او اسودا، وتخرج الكلمات الرصاص من فاه سبابا ساخطا لاعنا علي المعترضين اوالمضادين( وهم ليسوا كذلك دائما )، يعتقد في قرارة نفسه ان من يخطيء سيدخل النار، ويتهمه بالكفر.. الخ,وان من يكلمه الله في القران داخل الجنه داخلها، ومنتصر دنيا واخره، وان الله في صفه، هو يعتقد ذلك، ومهما يذله الله لا يؤمن بالصراط، ولا بالعقاب الذي يناله هو من فرط غضبه وانانيته وتشنجه، ارجوكم احذروا ان يكلمكم الله، فستكونون ساعتها الحاكمين بامره، وان المخطيء في حقكم يجب جلده او رجمه، وان دمه حلال، وان القيامه ستقوم لو داس لكم احد علي طرف، سامحك الله يا نصر الله

د. يحيى:

لا أظن أنك فهمتنى يا رامى، وبرغم أننى أقبل منك كل شطحك وتجاوزك وإبداعك وهجومك فى كل موقع آخر، إلا أننى لم أقبل أبدا رؤيتك هذه، هل تعايره يا رامى بعمامته التى تكاد تسقط من على رأسه من فرط عصبيته، ذكّرتنى يا رجل بسخف وتفاهة من يعايرونه بأنه يرسل رسائله من مخبئه تحت الأرض، فيصفونه – لذلك – بالجبن، ما هذا بالله عليك، وعليهم؟

 ثم إنى لا أقدس أحدا، ولا أحترم شخصا أى شخص حتى أجعل منه نصف إله أو ربع شيطان قادر، ثم إنى أيضا لم أفهم حكاية “أن الله يكلمه”، ولم أتابع خطبه بشأن الجنة والنار كما تزعم، ولو ثبت ما قلته على لسانه لفهمت كلامك أكثر.

فعذرا .. ورفضا .. !!

د. محمد أحمد الرخاوى

أصبت في التحليل تماما ولكن دائما يا عمي اذا كان الامر بهذه الخطورة من عدم الوعي وعدم الانتماء نتيجة لكل ما ذكرت فاذن ماذا؟؟ وما الحل؟؟؟ وكيف نغير الوعي؟؟؟ والوعي بالوعي؟؟ والموات و….و……و……

الحل في حتم المشاركة السياسية الحقيقية وفي المشروع القومي وفي فقه الاوليات وفي التربية المستنيرة والاخلاق وفي العدل وفي الحرب علي كل ما هو فاسد عفن وفي حفر الامل والثقة وبالايمان رغم كل شئ رغم كل شئ رغم  كل شئ

والا \”إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد.\”

د. يحيى:

الجزء الأول شديد الوضوح يؤنسنى فعلا،

 لكن تساؤلاتك الحادة عن “كيف” وإذن ماذا؟ وما الحل؟ تنتهى – للأسف كالعادة – إلى هذه العناوين الصارخة، والحِكَم الرصينة، والاستشهاد الحاسم، وكل ذلك يقلقنى– كالعادة أيضا – .

مهندس/ قاسم علاء

اهنئك يادكتور يحى على هذا التحليل الرائع خاصة فى فترة عدل معظم المثقفين عن قولة الحق وحتى مجموعة ال88 امسكوا العصا من المنتصف فلقد كان تحليلكم فيه الحقيقه لمن اراد ان يراها

اشكرك من كل قلبى.

د. يحيى:

لا أزعم أن تحليلى فيه الحقيقة، لكنه محاولة للنظر من زاوية أخرى، وأعتقد أن الحقيقة لن تتبين حتى بعد المحاكمة، فما نعرفه أو ماتتاح لنا معرفته هو أقل بكثيرا جدا مما يجرى على أرض الواقع وخلف الكواليس، كل ما أرجوه هو، أن نواصل النقد، والحوار، والفعل، ونحن نقبل التحدى، ونتعرف على أعدائنا الحقيقيين.

د. مدحت منصور

شكرا على تلك النظرة البعيدة و العميقة لعلنا ننتبه

 عندما بدأ غزو العراق كنت أتحدى مؤيدي أمريكا بأنه لو صمد شهرا فهذا يكفيه رمزا للمقاومة و لعل حضرتك تذكر كيف كانت البيوت المصرية تجأر أيامها من الأخبار على الدش و كيف أن الجميع يوشك على الانهيار فقد كان داخلهم يريدون النصر للعراق و كأن العراق كان رمز المقاومة في رؤوسنا وعلى رأسه صدام، لم أكن أفكر في تقييمه أكان سفاحا أم لا كان كل تركيزي أن قاوم و قاوم واستمر، احترمت عقليتهم يوم أن أعدموه صباح عيد الأضحى المبارك قبل صلاة العيد يريدون أن يوصلوا لمن هم مثلي رسالة أو عدة رسائل و قد وصلتني, منذ المحاولة الفاشلة لغزو لبنان انتقل الرمز إلى هناك وأصبح نصر الله في رأسي هو الرمز قالوا شيعي قلت و ما له أهلا و سهلا طالما مناضل وما لي ومذهبه ثم ضبطت الخلية والتي لا أعلم للآن مهامها تحديدا ففتحت النار عليه فهنيئا لهم بنا لقد فعلنا أو على الأقل نحاول ما فشلوا هم فيه و أظن دون مقابل.شكرا.

د. يحيى:

أنا الذى أشكرك، فلعل هذا ما عنيته من أننا نقوم الآن بمهمة الطابور الخامس حتى العاشر نيابة عن اسرائيل وأمريكا معا،

 أنا لم أتعاطف مع صدام أبدا، ولا أثناء الغزو، ومع ذلك فما حلّ بالعراق بواسطة من دخلوا لتخليص العراق منه هو أبشع من صدام وحكم صدام،

نصر الله، (الذى لا أعرف حتى عن شيعته شيئا)، إن لم يره ناقدوه شخصا شجاعا وعقلا ذكيا، فهو معنى واعداً، ورمزا كريما

أما شخصه وأخطاؤه وتشيعه وما قد يترتب على احتمال قمعه لمن يخالفونه، فهذه ليست قضيتى الآن ولا ينبغى أن تكون قضية أحد حالا،

 نحن أمامنا عدو واضح المعالم، سافل الأداء، قاتل للأبرياء، محتل للأرض، جارح للعرض، كاذب متآمر مستغل قبيح، ألا يكفى أن نتفرغ له بدلا من أن نصنع أعداء لنا أصابوا أم أخطأوا، وكأن عدونا الأصلى لا يكفى أن يستوعب عضبنا وعدواتنا المشروع، إن قلب المعركة إلى الداخل هكذا لابد أن يلهينا عنه، ولا يلهيه عنا!

د. محمود حجازى

توقفت عند سؤال “هل هى مقصودة”؟

أعتقد أنها مقصودة ولنقرأ التاريخ

سوف نجد الكثير مما يدل على ذلك.

 حتى التاريخ نفسه مشكوك فيه.

أرى أننا ليس لنا أية مرجعية، وهذا شىء متعمد.

لا توجد مرجعية دينية: فمن يرفعون شعار الدين (الإخوان) يستخدمون الدين للمصالح السياسية.

أما أن نجتمع على هدف، على وطن، فهذا حلم وأصبح الحلم جريمة هذه الأيام؟

د. يحيى:

لا أظن،

 نحن شعب قوى،

 يكفى أننا مازلنا أحياء نمارس وجودنا بالحلول الذاتية، برغم سلطات وغباء وخبث الداخل والخارج .

ثم إن الحلم لا يمكن أن يكون جريمة، إلا إذا تنازلنا عنه

وهذا غير وارد.

د. محمد عزت

عذراً يا دكتور يحيى…

لا أرى فى حسن نصر الله أى معنى للوطن، ليس بسبب الموقف الأخير وإنما منذ أمد بعيد، أنا لم أفرح بما سمى انتصاره على إسرائيل فى الحرب فأنا لم أر انتصاراً فما رأيته كان أشبه بما هللنا له عام 1956 على أنه انتصار ولم يكن كذلك، ربما أكون مخطئا ولكنى لا أرى فيه إلا صاحب أيديولوجية دينية متصلبه تلعب بالدين والسياسة والوطن، وجه يشابه وجه الإخوان المسلمين أو حماس أو حتى الغرب المتعجرف أو اليمين الإسرائيلى القذر. عذراً أعرف أنك ربما تغضب منى جداً، ولكن هذا ما أقتنع به بعيداً تماما عن الهيمنه الإعلامية الحكومية أو الأمريكية أو أياماً كانت.

د. يحيى:

ما كل هذا ؟ ما كل هذا ؟

لى صديق عزيز علىّ جداً، احترم رأيه عموما، يفهم كثيراً فى السياسة والاقتصاد، أكثر منى على الأقل، وهو مثلك مقتنع بسلبيات وقبح وخطورة حسن نصر الله بعيدا عن الهيمنة الإعلامية الحكومية والأمريكية،

هذا الصديق لا يذكر أمامه اسم حسن نصر الله أو حتى “حماس” إلا وألحق بهم مثل كل ما قلتَ أنت وأكثر، كان هذا موقفه دائما قبل حكاية الخلية إياها، وكنت كلما غضب غضبته تلك، أتعجب وأمتلىء غيظا، وأحيانا حسرة، لكننى أبداً لم أغضب بمعنى الرفض، لكننى كنت – ومازلت – أتعجب لرؤيته تلك، وأحترمه، كما أفعل معك الآن.

 للأسف لم تتح لى فرصة مناقشته فيما جرى مؤخرا، فقد كان بعيدا مشغولا لظرف طارئ، وإن كنت تعجبت أن ما جرى ويجرى – بلغة الحكومة وعموم الإعلام– يؤيد رأيه ورأيك، مع أنى أعرف عن كل منكما الإخلاص والذكاء.

لكن اسمح لى بعد أن استمعت لرأيك، وتذكرت رأى صديقى هذا أن أظل عند موقفى، وأن أبلغك وإياه أنه مهما رفضنا الحكم الثيوقراطى (حكم السلطة الدينية وليس الدين، فالدين لا يحكم أحدا، ولا يعطى قيادة لحاكمٍ أصلاً) أقول مهما رفضنا التحكم (وليس الحكم) الثيوقراطى، وهو أمر غير وارد  غالبا فى حالة نصر الله، وإن كان وارداً فى حالة حماس أو المتخلفين من الإخوان، مرة ثالثة مهما رفضنا الحكم الثيوقراطى، وفهمنا خطأ ما يشيعونه عن الشيعة فهذا لا ينبغى أن يمتد إلى حسن نصر الله “المعنى” على الأقل فى هذه المرحلة.

وأخيرا، فلا يوجد وجه شبه بين تهليلنا لنصر ملتبس سنة 1956، وقد مرروا اسرائيل من ورائنا من مضايق تيران، وبين ما فعله ويفعله حسن نصر الله مهما كانت الخسائر، ومهما اعترف هو بأن دمار لبنان بسببه كان أكبر من حساباته.. الخ

دعونا نتمسك بحقنا فى الحياة الآن أو بعد مائة سنة، بطريقتنا نحن، وتضحياتنا نحن، فلتكن حرْبا لا تتوقف ولو استشهد فيها الملايين فعندنا فائض يكفى وزيادة، أو ليكن استسلاما لا يتجمل ويسمى نفسه سلاما، فهو بهذا يكون استعدادا لحرب أخرى بشروطنا هذه المرة.

د. عمرو محمد دنيا

فعلا كلمة حالة “جوع إلى وطن”، كانت تعبيرا عما أنا فيه، أنا فعلاً محتاج أن ألاقى وطن أحس بحاجة تستاهل الانتماء والتضحية إليه، فيه حاجات كثيرة تستاهل الانتماء والتضحية، ولكن الأمر يحتاج إلى منظومة عامة تضمنا – شىء يجمعنا ويرتبطنا، علشان نبقى وطن.

د. يحيى:

أرجو قراءة تعتعة الغد عن “الوطن وعى جماعىّ“يَتشكل“.

أ. محمد المهدى

لم أفهم مطلقاً دفاع حضرتك عن حسن نصر الله وكون أننا بما فعلناه لتشويهه ننضم بذلك لفئة العدو فهل تعتقد حضرتك أن هذه الخلية ما هى إلا مؤامرة مدسوسة ممن لهم مصلحة فى استعداء مصر لحزب الله.

د. يحيى:

أمر هذه الخلية هو فى يد القضاء ويستحيل الاعتماد على ما ينشر فى الصحف، وأنا لا أعتقد أنها مؤامرة مدسوسة، تقصد مدسوسة مِنْ مَنْ؟

 إنها على أسوأ الفروض، خطأ فى حسابات من قاموا بها.

وأعتقد أنه كان علينا – لو أذكياء كفاية – أن نحتويه فنفوّت الفرصة على الجميع.

أ. محمد المهدى

أعترض على تسمية مؤامرة الخلية المضبوطة بأنها “مغامرة” وليس جريمة؟ إن ترويع الناس الآمنين وقتلهم لا يسمى مطلقا “بالمغامرة”.

د. يحيى:

للجريمة تعريف رسمى،

 وأى متهم تحت التحقيق لا يصبح مجرما إلا بعد صدور الحكم،

 وحتى بعد صدور الحكم هناك مستويات أخرى لنقد الحكم وتصحيحه،

 إن تجاوز حدود وطنٍ ما، دون استئذان أهله – أيا كانوا – هو أمر لا شك يخالف القانون، وقد ينجرح أهل الوطن (وليس فقط حكومته) هذا من حيث المبدأ، وهو حقهم.

 لكن هناك فى القانون قاعدة تسمى “أسباب الإباحة“، وهذا ما قد أرجع له مستقبلاً فى تعتعة قادمة،

 وأخيرا فأنا لم اسمها “مغامرة” على ما أذكر، وإنما ألمحت حالا إلى أنها خطأ حسابات على أسوأ الفروض

د. عماد شكرى

لا أعرف لماذا لا أجد  لهذه الكلمة “الوطن” معنى فى وعيى، ربما افتقدته منذ الطفولة، وجدتها دائماً فى لبنان بوجود حسن نصر الله ليس فى نصر الله، ذاته، بمعنى أنى وجدتها فى ذلك الكل الذى يجمع المتناقضات دون أن يفقد كيانه “نظرياً على الأغلب”.

د. يحيى:

ياه، يا عماد!!!

أتيت فى وقتك بعد اعتراض محمد المهدى، أرجو أن تقرأ تعتعة الغد، ربما نتعرف معا جادين على ما أسميته “الوطن الوعى“، أفراد فجماعات.

أ. محمود سعد

أعتقد يا دكتور يحيى أنك دخلت منطقة شديدة الحساسية وهى “الانتماء”، فنحن نخلط بين الدولة والحاكم والوطن، فإذا كنا نكره الحاكم فهذا لا يعنى أننا نكره الوطن أو أن الوطن ليس وطننا، وأنا أرى أنه لابد أن يكون هناك وصلة بين هذا وذاك.

د. يحيى:

أنا معك أنها منطقة شديدة الحساسية، وقد تملكتنى حيرة طوال عمرى (كما سوف تقرأ فى تعتعة الغد) عن هذا المفهوم الذى اسمه الوطن، ولعلك تذكر نشرة (برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. “شىء ما”)، وكذلك تذكر نشرتىْ (إنى لو لم أولد مصرياً)،  (لو ددت أن أكون مصريا)، أرجو أن نلتقى فى حوار لاحق بعد أن نتذاكر معا بعض ذلك.

أ. محمود سعد

لقد أظهروا لنا من خلال المشكلة الأخيرة بين السلطة عندنا وحزب الله أن إيران وحزب الله هم أعداؤنا، وليس إسرائيل،

وأنا أرى أنه إذا كان حزب الله قد أخطأ، وهذا وارد، فإن هذا لا يعنى أنه عدونا، فهو صديق أخطأ فى حق أخيه،

أتذكر أن مشكلة عزام عزام لم تحظ بنفس الاهتام الذى حظيت به قضية حزب الله خاصة من قبل الإعلام الرسمى.

د. يحيى:

أنا معك أن الخطأ وارد،

 وإذا كان هو صديق قد أخطأ (هذا على فرض أنه صديق، وأنه أخطأ) فقد كان الواجب أن نحتوى خطأه مثلما يحتوى الصديق خطأ الصديق

الأمر لله

ولنا بإذن الله

والحمد لله أيضاً.

* * * *

يوم إبداعى الشخصى: “جـِِرْزَة”

أ. رامى عادل

وانتقل الي موقع الحادث ثلاثة قطط قرده, احدهم اصلع, ووقفوا في قبالة الأعمده يتوعدون ويزمجرون ويموؤن، وتشنجوا، واكتشف عم محمود ان بالمكان كفره، وان السحر بلغ اشده, وان الشياطين تدعوا القطط للنزال، او ان القطط تريدها حريقه، وكشفEveready  عن وجهه القبيح, وابيضت عيناه من الحزن، واعلنت الطبيعه عن غضبها، فقد كشرت عن انيابها، ولم يستطع عم محمود ان يميز بين امراته والقطه، ايهم hاقرب، واستطاع السحر ان يبتلع المعبد، واستمر، ورجال حمر يقفون خلف الاعمده بلا اقنعه يدعون الحكمه ويفعلون مثلما الابالسه, وقليل ما هم، وفرقعت قنبله موقوته كان يخفيها احدهم في انتظار  مولد طاقية الاخفاء

د. يحيى:

حاولت أن استقبل إسهامك هذا مرحبا كالعادة، لكننى – مخطئا – تذكرت رأيك فى التعتعة، وأسفت ولمت نفسى وأنا أمارس هذا الخطأ التعميمى الذى كاد يحرمنى من احترام إبداعك بسبب تشنج رأيك السياسى غير المبرر من وجهة نظرى، برغم اتفاق الكثيرين معك.

أنا آسف.

د. مدحت منصور

كنت أعلى العامود، إذ اني أميل إلى الارتقاء ورأيت الشبح، همس لي مرحبا، فزعت فلم أرد بل ألجمني الخوف و لكنه اختفى في لحظة ولم يكن أمامي إلا أن أردد ترنيمة محمود عبد السلام الخائبة المستحيلة ولكن لا وكيف وقد رأيته، اخيرا أخذت أضحك وأقول يا رب نجح فتحي.

د. يحيى:

يارب !!

* * * *

ملاحظات على الأحلام والتقاسيم الخلق، الوجود، الموت د. أميمة رفعت

د. محمد أحمد الرخاوى

ما كتبته في الاسبوع الماضي تعليقا علي نقد د. أميمة هو تقاسيم علي نقد د.أميمة فهي رأت انفلاق الحياة في تقاسيم الرخاوي مع نص محفوظ

فكان تعليقي ما كتبت (الرجاء الرجوع الي بريد الجمعة الماضي)

د. يحيى:

آسف وأحيلك إلى د. أميمة.

د. أميمة رفعت

وقع فى يدى بالصدفة منذ يومين كتاب نقدى جيد للناقد خالد عاشور تحت عنوان: “البحث عن زعبلاوى الحركة النقدية حول نجيب محفوظ “.

والكتاب نشرته الهيئة المصرية للكتاب ضمن سلسلة نجيب محفوظ رقم (3) وينقد الكاتب ناقدى اعمال محفوظ فى إطارهذه النوعية من الأدب النقدى (نقد على نقد) . و قد افرد الكاتب ما يقرب من الفصل الكامل لنقد نقد يحيى الرخاوى لأعمال محفوظ و خاصة السراب والحرافيش وألف ليلة و ليلة تحت باب (الناقد النفسى.

وقد تذكرت قولك بأنك طوال قرابة نصف قرن لم تقرأ كلمة واحدة تعلق على  أعمالك النقدية فتصورت أنك ربما لم تعلم بوجود هذا العمل نظرا لحداثة إصداره (2008)، لعلك تود إلقاء نظرة عليه .

د. يحيى:

شكراً جزيلاً، لقد قرأت هذا الكتاب بحذر فى البداية، لكننى اكتشفت فيه جهدا مثابرا موضوعيا، كما استفدت منه فى دراستى النقدية الحالية لبحث مقارن بين “السيميائى لكويلهو، ورحلة ابن فطومة لمحفوظ،

شكراً مكرراً.

* * * *

تعقيب بعد البريد

وصلنى الآن (الخميس الساعة 7.40 مساء) تعقيب مطول من الدكتور/ محمد يحيى الرخاوى، وهو تعقيب غاضب مستفزّ على تعتعة “معنى آخر لـ نصر الله”، ويتصادف أن هذا الصديق هو ابنى الذى اختلف معه كثيرا طويلا منذ عشرات السنين والذى أعرف مناطق اختلافنا وأرفضها عادة، ثم أستفيد منها سرا، ويتصادف فى هذه اللحظة أن النشرة لابد أن تدخل الموقع حالا فلا وقت للرد.

وبما أن التعقيب طويل مفصل، وأيضا هو جاد “غاضب مستفز” كما ذكرت، فلابد من إحترامه والرد عليه بما يستحق، وإلى أن أفعل يوم الأثنين بدلا من “إبداعى الخاص”، أو فى بريد الجمعة القادم أقترح عليه – دون إلزام – مايلى:

أولا: أن يقرأ التعتعة الجديدة، وقد نشرت فى الدستور أول أمس الأربعاء تحت عنوان “الوطن: وعىٌ يتشكل!! إياكم أن يتخثَّرَ” لعل حيرتى إزاء ما هو وطن وما هو مصر تتضح له. (وهى هى سوف تنشر هنا غدا)

ثانيا: أن يقرأ مقاله الذى صدر فى سطور أعتقد بعنوان “رسالة إلى انتحارى”.

ثالثا: أن يقرأ بريد اليوم والردود عليه

رابعا: أن يعيد قراءة التعتعة التى قام بالتعقيب عليها، ربما لم يلاحظ أننى كتبت عن “معنى آخر” لـ “نصر الله” وليس عن شخص نصر الله (فأنا لا أعرفه).

والأرجح أننى سوف أؤجل مناقشته، لعله يضيف جديدا بعد هذه التوصية، إن شاء.

شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *