الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

15-5-2009

السنة الثانية

العدد: 623

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

مازالت أغلب التعقيبات تتجنب التعليق على الحالة: “فصامى يعلمنا” (إلا قليلا قليلا)، ويبدو أن هذا العزوف عن التعقيب لن يثنينى عن مواصلة نشر “حالات يومى الثلاثاء والأربعاء” فقد تكون -فى نهاية النهاية– أهم ما أنا منوط بتبليغه، ليس فقط للمرضى والأطباء والمعالجين، وإنما لكل الناس.

 تعلمنا من خمس حالات من التحليل النفسى لفرويد ما تعلمناه وكانت الإمكانيات التسجيلية والتحريرية أيامه أقل عشرات المرات من الآن، قد يكون فى هذا القرار الخاص بى هكذا نوع من التمادى فى فرض الرأى، وقد ينصلح الحال لاحقا وتظهر فائدة هذا الإصرار حين ننشر حالة (أو أكثر) فى كتاب ورقى.

ولكن هذا هو موقفى الآن، جدا.

وقد أتراجع من فرط الإحباط.

أما بقية التعقيبات فقد نال باب “التدريب عن بعد” أغلب الاهتمام كالعادة ويبدو أنه أسرع وصولا واقرب فائدة.

أما مفهوم الوطن وحكاية ومعنى وخطأ حسن نصر الله”، فمازالت التعقيبات تترى، ومازال تأجيل الرد على التعقيب المعترض الأساسى (محمد يحيى الرخاوى)، قائم، أملاً فى ردّ تفصيلى مناسب.

* * * *

التدريب عن بعد:  الإشراف على العلاج النفسى (47)

حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره

أ. إسراء فاروق

زى ما حضرتك قلت إن الإستشارة دى بدرى شويتين “5 جلسات” فقط  لكن لو كان نقص المعلومات ده مستمر أو ظهر بعد فترة طويلة من الجلسات هل من الممكن إن المعالج فى الحاله دى ممكن يستكمل العلاج فى ظل هذا النقص من المعلومات؟

د. يحيى:

بصراحة، نعم ممكن

العلاج هو العلاج، وعلينا أن نقدمه ونمارسه تحت كل الظروف طالما هو يحقق أهدافه المتوسطة، فالبعيدة حسب الاتفاق العلاجى، وحسب صالح المريض.

د. نعمات على

مع مرور الوقت والخبرة ونمو المعالج يعرف المعالج كيف يتحمل مسئولية قراراته والجرعة المناسبة لدفع المريض لأخذ موقف أو اتجاه معين….، ولكن ماذا يفعل قبل ذلك؟.

د. يحيى:

يتدرب، ويتعلم، وينمو، ويُثَابْ

أ. رباب حمودة

يعنى هوه لازم استريح لكل عيان أو احبه؟ ولو مش كده هوّا مش ده حايوصل للعيان برضه؟ طيب وأنا حايكون موقفى إيه؟

وهل هذا يفيد فى العلاج أم لا؟

د. يحيى:

المسئولية العلاجية هى الحب المطلوب، وهى تتحقق من واقع الموقف الأمين بما فى ذلك أن نمارس العلاج “بما هو نحن”، والاعتراف – دون إعلان مباشر- بالنفور من المريض أو عدم حبه، هو تحريكٌ لمستوى آخر من العلاقة غالبا هو مستوى أصدق وأكثر فائدة.

فهو حب أيضا وأصلا.

أ. رباب حمودة

فيه وقت احس انى مش فاهمه العيان أو أن كل اللى بيقوله كذب، واحس إنى كده مش باساعد فى اى حاجة وتختلف مصداقية العيان اللى موجود فى المستشفى عن عيان العلاج النفسى الفردى أعمل إيه؟

د. يحيى:

كل ما فى تعقيبك هذا هو جيد، لأنه صادق، وهو جزء لا يتجزأ من مهمتنا، وفريق المستشفى يطمئن إلى الوسط العلاجى عادة (إن وجد هذا الوسط فى المستشفيات التى تتصف بذلك) أما مريض العلاج النفسى على مستوى العيادة الخارجية فقد يكون أكثر توجسا وأقل انفتاحا.

أما عدم تصديق المريض أو عدم فهمه، فهى مرحلة غالبا، وهى تتغير إلى أحسن – عادة- باستمرار العلاقة، وتزايد الطمأنينة.

أ. محمد المهدى

حضرتك قلت أن من حق أى مريض أنه يتعالج، ولازم علشان المعالج يكبر ويتعلم ما يستسهلش أنه يرفض عيان فى بداية العلاج أو بداية تعلمه، ولكن لو المعالج بقى له فترة بيشتغل مع مريض ووصل لمرحلة إنه مابقاش مستحمل يكمل معاه، أمتى، يبقى من حقه أنه ينهى العلاقة العلاجية وإيه هيه المبررات أو المحكات اللى تعرفة إنه أعطى فرصه للمريض ولنفسه بحق قبل أن يفكر فى إنهاء العلاقة؟!

د. يحيى:

على المعالج أن يسأل نفسه، فى هذه الحال وغيرها سؤالا محدداً “إلى أين سوف يذهب المريض بعد إنهاء فرصته معه”؟

هل يوصى له أن يتوقف عن العلاج لأن هذا أفضل له؟

هل يذهب لزميل آخر تلقائيا؟

هل سيستوعب المريض خبرته الناقصة ويكملها وحده؟

هل سيصاب بمضاعفات أكبر لو أنه كان قد أكمل؟

وغير ذلك!!.

وما أصعب ذلك!!!.

أ. محمد المهدى

إذن ليس من الضرورى أن يصدق المريض فى كلامه فى بداية العلاج (بمعنى طرحه لكل ما بداخله) ولكن من حقه أن يطرح ما يراه مناسباً حسب المرحلة التى وصل إليها وفى الوقت الذى يحدده هوه من حقه مايتكلمش إلا إذا أطمن.

د. يحيى:

نعم

والمسألة بعد ذلك- وقبل ذلك – تتوقف على خبرة المعالج فى استكمال المسيرة، وكشف المستور.

أ. محمد إسماعيل

عايز اعرف بعد قد إيه أحكم إن المريض مش بيستفيد؟ وهل معقول إن فيه مريض مابيستفيدش حاجة خالص أن شاء الله لو العلاقة دى ماكانتش كاملة، أو ما استمرتش؟

د. يحيى:

لو أن العلاج جاد، ومسئول، فالفائدة واردة لا محالة مهما قصرت المدة.

أ. محمد إسماعيل

حضرتك ما اديتشى المعالج حقه فى الضجر، مع إنك علمتنا إن الواحد عنده حق فى كل حاجة.

د. يحيى:

أعتقد أننى أعطيته حقة فى الضجر، ولكن ليس حقه فى أن يكون هذا الضجر مبررا للإنهاء بدرجة متواضعة من المسئولية.

أ. محمد إسماعيل

يبدو أنه من الضرورى أن أتعلم أن أعمل على قدر المتاح من المعلومات، مع احترامى لعدم مصداقيه المعلومات، وأن أعمل مع ذلك دون ضجر، مكتفيا بالمحكات العمليه، وأنها هى المقياس الاول فى عملية العلاج، وإن أعطى اللى باحبه زى اللى مابحبوش، وأن استحمل….

د. يحيى:

ياه يا محمد، هذا هو، بشكل عام، إلا قليلا، هذا هو.

يبدو أن هذا الباب يؤدى دوره بكفاءة،

شكراً.

أ. عبير رجب

بيتهيألى لو جاى لى مريض عاوز يتعالج، وحاينقطنى بالمعلومات زى ما هو وارد فى الحاله، اعتقد انى هأزهق منه وأحس بقلة حيلة، ما هو طالما عاوز يتعالج يبقى لازم يساعدنى علشان أساعده.

د. يحيى:

وهل يوجد فى العلاج “يبقى لازم”؟

أهم ما هو لازم على المريض هو أن يحضر للعلاج، ما دام قد قرر العلاج، أما بعد ذلك فالمسئولية مشتركة طول الوقت، على العلاج أن يتواصل بأى قدر من المعلومات التى عادة ما تتزايد باضطرد مع نمو العلاقة.

د. محمد شحاتة

نحن قبل كل شئ بشر، نحتاج إلى أن نرى نتائج المجهود الذى يبذل مع المرضى فى شكل تحسن واستقرار. ورغم أنى بهذا ألتمس العذر للزميل مقدم الحالة إلا أننى على الناحية الأخرى أخشى من أن يصبح ذلك هروباً من المسئولية.

د. يحيى:

نعم، طبعا، النتائج تشجع بلا شك، والخوف من الهرب من المسئولية وارد، والإشراف (بما فى ذلك الإشراف الذاتى) يساعد فى حفز الاستفادة من النتائج، وأيضا فى التمييز بين الهرب من المسئولية وبين حسن التوقيت لقرار التوقف أو إعادة التعاقد.

د. مدحت منصور

متغاظ أنا من موقف الدكتور مختار وأرى فيه تعنتا شديدا دون سبب واضح، شئ محير، هل هناك شئ ما فى شخصية البنت، أو تركيبتها أو هيئتها، أقصد شئ يجعله لا يطيقها بهذا الشكل، إذا كانت البنت لا تطاق هكذا من أول خمس جلسات فهى فعلا محتاجة لكثير من المساعدة. نبهنى ذلك إلى أهمية الإشراف بكافة أنواعه ومنه مقابلة الأستاذ للمريض مع معالجه كل أربع جلسات لفرملة التعنت بكافة أشكاله.

د. يحيى:

لا أظن أن فى المسألة تعنت كما تقول.

لكن عندك حق فى أهمية الإشراف فى هذه الحالات.

د. مروان الجندى

أحيانا يكون المريض كتوما بدرجة تجعل عملية أخذ المعلومات تبدو فى صورة تحقيق، وهذا يجعل المهمة ثقيلة مما يجعلنى قد أرغب فى إنهاء العملية العلاجية مع المريض بعد بدايتها بقليل.

كيف يمكن التغلب على ذلك؟

د. يحيى:

أنت فعلا تتغلب على ذلك، بإقرار ذلك!!

وبعد ذلك، وأيضا قبله يأتى دور الاستمرار والإشراف.

د. طه رحمانى

احد الاسباب فى فشل العلاج مع اى مريض ان الدكتور يكون حاطط الساعه جنبه وبيعد الثوانى ويشوف جيب المريض

د. يحيى:

لا أظن، أو على الأقل ليست هذه هى القاعدة،

من حق الطبيب أن يحدد الوقت الذى يراه مناسبا لصالح المريض باتفاق مقبول. الالتزام مطلوب حسب الاتفاق لا أكثر ولا أقل، والمسألة ليست دائما بالكمّ (كم الوقت) وإنما بكل التفاصيل، بما فى ذلك حذق الصنعة، ودقة المحكات التى نقيس بها مسار العلاج، وموضوعية العلاقة… الخ.

د. طه رحمانى

دكتور انا عانيت من المشكله دى فى بدايه علاجى من الاكتئاب

دخلت على الدكتور قال لى مالك يا طه قلت له دكتور عندى اكتئاب قال لى طيب اكتئاب ومافى ولا كلمه زياده وخذ الدوا دا

الحمد لله الدواء كان فيه تغير فى حياتى طبعا بس الدوا من الدكتور الاول كان ناقص

تخيل دكتور يقول لى طه انت تخيل نفسك دايما تشوف احداث سبتمبر بحيث تمنع عقلك من التفكير والتشتت الى ان قلت لنفسى روح مستشفى عام فى دبى

الحمد لله هناك كان العلاج فى اول مره مختلف سمعنى الدكتور كويس لكن الجلسات الباقيه كانت ثلاث كلمات كما هى العاده الى الان

انت كويس

الدوا كويس معاك

شغلك كويس

اكتب موعد كمان شهر مع السلامه

د. يحيى:

هذا الاختلاف بين طرق العلاج وارد، وفى كلٍّ خير ما،

وعلى صاحب الشأن (المريض) أن يختار ما يلائمه، ومن يلائمه، وأنت كما ترى تحسنتَ بشكل ما بدرجات مختلفة، على أنواع مختلفة من العلاج.

د. طه رحمانى

الدكتورة هاله فخرى لما رحت عندها غيرت فكرى تماما

اللهم لك الحمد

الله يرزقها ويرزقك خير الدينا والاخرة يا دكتور يحيى

اشكرها واشكرك

د. يحيى:

د. هالة من تلامذتى فى فترة باكرة (ليست باكرة جدا) وبصراحة أنا فرح بما يبلغنى منك، فهو يطمئنى على ما تبقى من تدريبها الذى نضج لينضح بكل هذا الخير، مع أننى (وأعتذر لها) لم أتوقع ذلك منها أو لها فى بدايات تدريبها.

د. طه رحمانى

دكتور الى الان مش عارف اول مره خرجت منها فى العلاج الجمعى كيف كان احساسي

حسيت ان كل الطبقات والحواجز الى كنت عاملها فى بالى راحت

كل الضعف ال%D