نشرة “الإنسان والتطور”
29-10-2010
السنة الرابعة
العدد: 1155
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
المفاجأة فى بريد اليوم هى الردود الجيدة بالإنجليزية على ترجمة ما ورد فى نشرة الاثنين الماضى “الإبداع الخاص” إلى الإنجليزية، ليس لأنها ردود جادة وهامة، ولكن لأننى اكتشفت من خلالها جمهور آخر، وجدية أخرى ووعيا آخر وشبابا آخر، برغم قلة العدد وتواضع البداية. قد تكون هذه البداية حافزا لى أن أطرق هذا الباب ولو عن طريق المتحمسين للترجمة ولو فى هذا النطاق الضيق.
أما التعليقات على بداية مشروع الكتابين فقد أثرتنى، وصَحّحتنى، وشجعتنى فى آن.
شكراً.
****
2- من مزايا وغباء وخداع “الزيف”.. و”العمى” (3 من 3)
د. محمد الشرقاوى
يعمل ايه الانسان اذا كان العمى بسبب غبائه او بعد حدوث مشاكل عرف انه كان غبى ويرجع تانى لنفس المشاكل ونفس الغباء إزاى الانسان يتخلص من غباؤه
د. يحيى:
البداية دائما هى من “الموجود”، الموجود هو الأصل حتى لو لم يكن هو ما نريد،
وللغباء ضرورته أحيانا،
غباء الزيف هو القادر على كشفه،
أما مزايا الزيف فهى تغرى بتسميته بأسماء أخرى، ومن ثمَّ فالاستمرار فيه وارد دون أن ندرى.
أ. عبير
حضرتك تقصد ايه بمعنى العمى
د. يحيى:
قلت عدة مرات أن شرح القصد من هذه الرسائل – الطلقات – القصيرة السريعة هو مستحيل
أما محاولة التفيهم فهى تشويه بشع
عذرا
ما يصل يصل!
وهو يكفى
أ. هيثم عبد الفتاح
“عرق الأيادى المصافحة”
موافق على أنه أنظف وأنفع وأصلح من دهن الوجوه المبتسمة.. الخ، لكن هل ناس هذا العصر قادرين على تحمل رائحة العرق أثناء هذا الاقتراب من الآخر؟
د. يحيى:
“إنشاالله ما قدروا”
نعمل ماذا؟
نكف عن الحكم على الآخرين باستسهال.
****
8 – الإحساس … وقلته، والألم … وروعته!! (1 من 4)
د. إيمان الجوهرى
لا تصدق الإحساس إلا إذا صاحبه: قرارٌ يؤكد الاختيار… والاستمرارٌٌ بأقل قدر من الاجترار… ومسئولية قابلة للاختبار.
*ياه.. وجعنى قوى الجزء ده بس برضه: ثم ماذا؟
يارب أقدر نفسى على نفسى. حتى اصدق أنى أحس
د. يحيى:
صدقى أو لا تصدقى
ليس هذا هو المهم
المهم أن “نحس” حتى لو لم نصدق
د. سحر عبد الخالق
مساء الخير يا دكتور:
المقتطف: الانفعال – أو حتى الفعل – النابع من الخوف قد يكون صادقا، ولكنه لا يبنى إنسانا، ولا يقيم حضارة، ولا يثرى وجودا، فلا تغترّ به، إلا أن يكون أول الطريق .
التعليق:
هل إذا كان الفعل جزء منه خوف وجزء منه رغبه حقيقيه يكون غير بناء ولا يثرى الوجود؟
هل يجب ان يتراجع الخوف نهائيا من أى فعل لكى يكون بناءا؟
د. يحيى:
لا طبعا
الخوف بناء فى ذاته برغم أنف كل الأدعياء
الجُبْن هو ما نرفضه وليس الخوف
أ. اسماعيل طارق الشريف
لو سمحت كنت عايز اعرف معني الجملة “281” وايه معني التوقف هنا.
يعني التوقف عن ايه؟
د. يحيى:
برجاء الرجوع إلى الرد على عبير
د. محمد أحمد الرخاوى
قد يخاف احد من احساسه غير عابئ بعماه، ولكن اذا تسرب هذا الاحساس رغما عنه اليه فقد تقع الواقعة ، ومن ثم قد يندم علي ما فاته . لكن حذار، فالإحساس دون فعل يقظ مصاحب هو فرحة طفل ولا يصح ان يغلب الطفل إلا بمصاحبة الكبير مسؤلية،، ليس انكارا للفرحة ولا حرمانا من طفولة فاعلة.
د. يحيى:
ماشى الحال
د. محمد الشرقاوى
هو كل الناس عندها إحساس زى بعضها؟ أو لا يمكن الناس عندها احساس بس بتعمل انها مش حاسه؟ وهل كل انسان بيختلف عن الاخر فى درجه احساسه ودرجه تجاوبه مع الاحساس ؟ وليه الناس بيموت احساسها لما بيتضحلها حقيقة معينة؟
هل كل الناس كده ولاّ الناس اللى حسها مرهف او ضعاف النفس هم فقط من يتعرضون لذلك؟ طب دول يعملوا ايه وذنبهم انهم بيحسوا.
د. يحيى:
ليست عندى إجابات لكل هذه الأسئلة التى يحمل أغلبها إجابته
فقط أنبهك أن الاحساس المرهف ليس ضعفا.
د. مروان الجندى
المقتطف: أفلا يكون فيضان الحياة بتيار المشاعر الفعل.. بعد موت الإحساس الأقدم: هو إخراج الحى من الميت؟
التعليق: من خلال خبرتى المتواضعة و القليلة بالنسبة لخبرة حضرتك الاكلينيكية اكتشفت أن إخراج الميت من الحى هو من أصعب الخطوات أثناء نمو وسير العلاقة العلاجية مع المريض، وهناك مريض حضرتك عارفه كويس – لا أريد ذكر تفاصيل عنه – رأيت عليه هذه الصعوبة بالرغم من المجهود الكبير الحقيقى الصادق الذى بذلته حضرتك معه ولكن كان أحيانا ما تظهر عليه بادرة توحى بالأمل مثلا أثناء نشاط الجرى فجرا وقتها كنت أشعر بسعادة لا مثيل لها، وفى نفس الوقت خوف يشوبه بعض اليأس من أن تختفى هذه البادرة وألا تأتى مجددا، بالإضافة إلى إدراكى لحجم الصعوبة إذا ما أردنا تحقيق ذلك مع فرد أخر.
د. يحيى:
أذكر هذا الصديق جيدا يا مروان
وأطمئنك أننى رأيته هذا الأسبوع وهو حى حى حى
إن ما فعلتَهُ وفعلنًاهُ هو إخراج الحى من الميت،
وأظن أن هذا هو ما تقصده من إخراج الميت من الحى، ربما تقصد أنك – أننا – تخلصنا من الميت الظاهر الذى كان يكتم على نفس الحى الكامن،
والمعنيان واحد برغم عكس الألفاظ.
أ. هاله حمدى
المقتطف: الاحساس الذى يموت تحت ضغط الظروف.. هو إحساس مريض لا يستاهل الحديث عنه ولا الفخر به.
التعليق: أحيانا الظروف بتجبر الاحساس إنه يموت لأنه مالوش مكان إنه ينمو.
مش فاهمة حضرتك ليه قلت عليه احساس مريض، ممكن يكون احساس ضعيف أو أى حاجة أكبر منه أجبرته أنه يختفى.
د. يحيى:
التسمية ليست مهمة
أما حكاية “أجبرته” هذه فأنا أتحفظ عليها، نحن مسئولون مشاركون فيما نحن فيه طول الوقت.
د. على طرخان
وماذا عن الاحساس الذى يولد تحت ضغط الظروف؟
د. يحيى:
هو إحساس أيضا، وقد يكون رائعاً!
أ. إسراء فاروق
المقتطف: الانفعال – أو حتى الفعل – النابع من الخوف قد يكون صادقا، ولكنه لا يبنى إنسانا، ولا يقيم حضارة، ولا يثرى وجودا، فلا تغترّ به، إلا أن يكون أول الطريق .
التعليق: ولكنه مؤلم.
د. يحيى:
جدًّا.
أ. إسراء فاروق
المقتطف: إذا أحسست أنك لاتحس، فاعلم أن هذا شعور أرقى من العواطف الكاذبة، وأشرف من التنويم الخادع، ولكن حذار أن تتوقف .. وإلا فالعمى ألزم .
التعليق: فؤجئت فى إحدى الجلسات الفردية بمريضة تتحدث فى هذا فعلاً، تقول: “أنا حاسه إنى مابقتش أحس، مابعرفش انفعل زى زمان” قالت ذلك رغم رؤيتى لتلك المريضة بأنها إنسانه قريبة من حيث الوجدان وقادرة على الانفعال مع الأحداث المحيطة بها، بل إنها إنسانه شديدة الحساسية فوضعت احتمال بداخلى قد يفسر هذا الاحساس بأنها” “أصبحت بتحس أوى لدرجة ممكن تكون بتسبب لها وجع فبدأت تلغى هذا الاحساس بدافع إلغاء الألم..”
د. يحيى:
هذا احتمال قائم، وملاحظة اكلينيكية هامة سواء عرفنا تفسيرها الصحيح أم لا.
أ. إسراء فاروق
المقتطف: أفلا يكون الذى أمات إحساسه، بعد ما رأى الحقيقة، هو الميت الذى خرَج من الحى بديلا عنه؟
التعليق: وصلنى منها أن وجع الرؤية يدفع للهروب للموت، إذا كان هذا صحيح.. فكيف الرؤية لمن يحيا؟
د. يحيى:
الرؤية لمن “يحيا” هى الرؤية، التى تدفع إلى الفعل فالتغيُّر ومن ثَمَّ التغير بجرعات متناسبة قابلة للاختبار متحملة للألم الخلاق وهى رؤية الحى المسئول القادر.
أ. إسراء فاروق
المقتطف: الإحساس الذى يموت تحت ضغط الظروف .. هو إحساس مريض لا يستأهل الحديث عنه ولا الفخر به.
التعليق: وصلنى منها أن هذا الاحساس الذى يموت تحت ضغط الظروف هو إحساس زائف كاذب لم يولد أصلا.
د. يحيى:
ليس بالضرورة
وقد يكون إجهاضا مبكرا
والنتيجة واحدة
أ. عماد فتحى
المقتطف: إذا أحسست أنك لاتحس، فاعلم أن هذا شعور أرقى من العواطف الكاذبة، وأشرف من التنويم الخادع، ولكن حذار أن تتوقف .. وإلا فالعمى ألزم .
التعليق: وصلنى أن ما تفعله العواطف الخادعة هو نوع من خداع للذات قبل خداع الآخرين، وأيضا نوع من التوقف وعدم النمو، والدوران فى دائرة مفرغة،
فهمت أكثر كيف أن احساس أنى لا احس هو أرقى من العواطف الكاذبة.
د. يحيى:
شكرا
د. ميلاد خليفة
المقتطف: إذا أحسست أنك لاتحس، فاعلم أن هذا شعور أرقى من العواطف الكاذبة، وأشرف من التنويم الخادع، ولكن حذار أن تتوقف .. وإلا فالعمى ألزم .
التعليق: الحمد لله طمنتنى ربنا يطمنك.
د. يحيى:
طمأنينة اليقظة الخالّقة لو سمحت
****
الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية(3)
د. مى حلمى
أنا أيضا أفضل الكتاب الأول، مع صعوبته، ولكنى أعتقد أن الحوار والجدل والملاحظات حوله ستكون ثريه ولذا أنا أؤيد وجود ملحق لكل فصل… فلنبدأ…
ملحوظة: وحشنى التعليق!!!
د. يحيى:
وهل يمنعك أحد (وهوّا حد حايشِك)
****
الكتاب الثانى: السيكوباثولوجى الوصفى(4)
د. مروان الجندى
لقد قرأت النسخة القديمة من الكتاب الثانى وقد أفادتنى كثيرا فى ممارستى العملية داخل المستشفى وخارجها “الماجستير”، ولذا أرجو من حضرتك ألا تتوقف عن الكتابين وثق بأن هناك من يهتم بأن يقرأ ويتعلم.
د. يحيى:
بعد أن فضلت أن أنهى الكتاب الأول ثم أنتقل للثانى الواحد تلو الآخر، أعدك يا مروان أن أواصل ما وعدت به إن كان فى العمر بقية.
أ. محمد كركيش
كتاب رائع وغني بالمعلومات النفسية الجيدة، أتمنى أن ينشر هنا لكى نحصل على قسط من المعرفة النفسية، شكرا دكتور، مودتى.
د. يحيى:
حاضر
****
الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (5)
الكتاب الثانى: السيكوباثولوجى الوصفى (6)
د. ماجدة صالح
تعليق على نشرة 19-10-2010 ، 20-10-2010
أدهشتنى كثيرا مقاومتك وكثرة مقدماتك وما قبل المقدمات والتردد الواضح فى تقديم أى الكتابين، ولكن إندهاشى كان أكثر بالنسبة للكتاب الثانى. هذا الكتاب العظيم الذى ظهر منذ حوالى 16سنة وقرأته (لمرة واحدة فى ذلك الوقت) ولم أجد فيه أية معلومات تقليدية وكنت أنصح الزملاء من المتدربين (الأكبر) الإلتزام بقراءته ورغم أنه فى السيكوباثولوجى الوصفى إلا أنه ساعدنى بطريقة ما فى فهم الكتاب الأول ولكننى أعتقد أن هذه المقاومة قد تكون بسبب ظهور هذا الكتاب لفترة قصير وداخل مجتمعنا المغلق مما يحتم نشر هذا الكتاب على نطاق أوسع (وليس عن طريق اليوميات فقط) كمرجع علمى بحيث يستفيد به الجادون فى طلب العلم.
د. يحيى:
ربنا يسهل
والبركة فى تشجيعك، تشجعيكم
أ. عبير محمد
كم المعلومات كثير ومكثف لدرجة تحتاج قراءة أكثر من مرة علشان أعرف أفهم إيه اللى مكتوب.
أعتقد أن الموضوعات دى محتاجة تبسيط وتوضيح أكثر خصوصا إن مش كل الناس بتفهم لغة مدرسة الرخاوى.
د. يحيى:
والله يا عبير أنا أجتهد لأحقق ما تقولين،
وكل ما أحتاجه هو أن يبذل المتلقى جهدا عشرْ معشار ما أبذله من جهد وأنا أكتب هذا العمل أو ذاك.
د. ميلاد خليفة
بصراحة يا د. يحيى أنا أعمل فى مؤسسة حضرتك من حوالى 3 شهور، ولم أقرأ كتابك الأول ومش قادر أعطى رأى فى اقتراحات حضرتك.. بس باشعر إن الموضوع فعلا صعب.. وأتمنى لحضرتك أن تكمله لأنه فعلا فكر جديد بالنسبة لىّ لكن أرجو من سيادتك أن تراعى التبسيط أكثر.
د. يحيى:
حاضر، سوف أحاول.
د. محمود حجازى
إذا كان ليس هناك مجال لقياس ما سيرد فى الكتابين بمقاييس ما أسميته حضرتك العلم السلطوى أو المنهج الوصى الأوحد فبأى مقياس يتم تقييم هذا العمل.
ثم أليس هذا كله هو فكر ومدرسة الرخاوى؟
ألا يتطلب ذلك مجهود فى الدفاع عنه ونشره على أغلب المتخصصين؟
أليس من الأولى تحديد مفهوم الإعاقة والخلل؟ إنطلاقا من إشارات الدليل المصرى لتقييم الأمراض النفسية.
جرعة التكثيف عالية مما قد يستدعى إفساح المجال لكل فصل فى كتاب منفصل.
د. يحيى:
والله عندك حق، وقد فكرت أن أفرد كتابا مستقلا للعواطف والانفعال، وآخر للغرائز الثلاثة الكبرى، وثالث للمعرفة والتفكير، ولكن دعنا نواصل وسيتضح الأمر حسب الحجم والفرص المتاحة.
أ. محمد إسماعيل
رغم أنه مقدمة وتعريف لكنه وصلنى منها الكثير.
كما كونت عندى العديد من التساؤلات لكن سوف أصبر حتى النهاية.
أرى أنه يجب تغير ترتيب بعض الفصول فأرى أن الفصل الأخير يجب أن يكون الثانى حتى يتعرف الناس على نظرية المؤلف ووجهة نظره قبل الدخول فى القضية.
كما يجب أن يكون الفصل الرابع هو الأول لتعريف الناس حركة التطور ومسار النمو وقوانين البقاء.
وأتفق مع حضرتك أن يكون الفصل السادس فى المقدمة وليكن الثالث لتعريف بعض المفاهيم ليكون من الأسهل الوصول لهدف الكتاب، وأنا أرى أنه قد يمكن أن يسبق الفصل الخامس بتعريف نظرية حضرتك.
كما أرى أنه الأفضل أن تأجل بعض اسهامات حضرتك فى النقد الأدبى إلى كتاب أخر كما ذكرت.
د. يحيى:
أوافق على كل اقتراحاتك، وأرجو أن أطمئنك أن الاستشهادات بالنقد الأدبى أو النص الأدبى سوف تكون مقتطفات فقط وليست دراسات كاملة، وقد فعل فرويد ذلك مع سوفوكل، وشكسبير وغيرهما.
****
الكتاب الثانى: السيكوباثولوجى الوصفى (6)
د. أيمن الحداد
اعتقد أن هذا العمل سيكون رائع ومفيد جدا بالنسبة لنا نحن القراء أو على الأقل بالنسبة لى كطالب للعلم فى هذا الفرع من الطب، فهو شيق وممتع لى كثير على عكس وصفه بالنسبة لحضرتكم بأنه مكروه
المهم الذى أريد لفت نظر حضرتكم اليه هو الفجوة الثقافية والعلمية بينكم وبينى انا أو بينكم وبين القراء أن جاز لى التعبير، فادعو حضرتكم إلى التبسيط فى العرض والتوضيح قدر الامكان والاستعانة ولو برسوم توضيحية مع عمل توضيح لبعض المصطلحات التى تغلب على ظنكم انه ثقيلة على القارئ.
بمعنى آخر: ادعوكم لكتابة خبرة دكتور يحيى الآن باسلوب دكتور يحيى فى بداية دخوله وحبه لهذا المجال منذ سنين
وفقكم الله وبارك فيكم
د. يحيى:
سوف أضع كل ذلك فى الاعتبار
لكن عندك، كيف أكتفى بعد أكثر من نصف قرن من الممارسة والإطلاع بخبرتى فى بداية دخولى التخصص؟
لعلك قصدتَ شيئا آخر.
د. أميمة رفعت
عندما قرأت أنك تكره هذا العمل لم أنكر عليك مشاعرك ولكننى لم أستطع فى الحقيقة أن أفهمها، فقد تشعر بثقل المسئولية أوتخشى المتلقى (وجوده أوفهمه) ولكن لماذا الكراهية؟ ومع ذلك هوحقك .
فقط اريد ان أنقل لك صورة أراها فى مكان عملى، وهى تساؤل الأطباء، الأصغر غالبا، من أين نأتى بكتاب متكامل فى السيكوباثولوجى؟ كيف نقرأه؟ ما هوالسيكوباثولوجى؟
ولا يغيب عنك يا د. يحيى أن معظم الدراسات العليا التى يقوم بها هؤلاء الأطباء تغفل السيكولوجى والسيكوباثولوجى فلا تعطيهما حقهما لا فى الدراسة ولا فى التدريب إذا كانت الشهادة مهنية . وكثيرا ما أرى هؤلاء بعد حصولهم على شهاداتهم لا يعرفون الفرق بين علم النفس وعلم السيكوباثولوجى والأعراض symptomatology وقد تعلموا الإكتفاء بمعلومات مختصرة مرقمة (1 – 2 – 3) من كتب مكثفة صغيرة Hand books يدخلون بها الإمتحانات، اومذكرات وملخصات بخط اليد أحيانا .
المهم أن بعضهم يأمل فى أكثر من ذلك وهذان الكتابان : اساسيات السيكوباثولوجى والسيكوباثولوجى الوصفى هما كتابان شاملان جامعان يفوقان أيضا ما يأمله هؤلاء الأطباء وأظنهم سيظلوا ينهلون منه، ومن يأتى بعدهم، طوالالعمر ليعوض قصور التعليم العالى فى بلادنا .
د. يحيى:
أرجو أن أستطيع أن أحقق بعض ذلك
د. أميمة رفعت
من ناحية أخرى أود الحديث عن المحتوى من الناحية النوعية وليس فهرسته :
إسمح لى أن أتحدث من واقع تجاربى فى القراءة ولا أستطيع التعميم .
هناك نوعان من الكتب، نوع يلهمك ويثير مناطق لم تسبر غورها من قبل فى عالمك الداخلى ونوع آخر يمس عقلك (أشعر به يمس القشرة المخية) فقط ثم يرحل، قد تحتفظ به الذاكرة أولا.
أقرأ هذه الأيام كتاب \” القلب الواعى \” للدكتور أوسم وصفى دليلا للمدرب النفسى، وهوكتاب أسلوبه بسيط ومباشر، ومعلوماته جيدة ومركزة واعتقده كتابا مفيدا , لكننى لم احبه! فكلما قرأته شعرت أن مساما داخلية فى عقلى ووجدانى تغلق تماما، وان الأبواب التى أشعر بها مفتوحة بداخلى تتحول بقدرة قادر إلى جدران مصمتة . حتى أنه ضرنى فى عملى فلا أستطيع أن أبدع شيئا مع مرضاى كلما أمسكت به وقرأته فألقيته جانبا ولم أكمله .
على النقيض من ذلك كتاب دراسة فى علم السيكوباثولوجى، هوكتاب صعب وعميق ولا أدعى فهم كل كلمة جاءت فيه أول ما قرأته، ومع ذلك فقد وجدت نفسى أخلق طقوسا خاصة لنفسى عند قراءته، وربما أقرأ جملة لتذهب بى فى عالم لا أعرف من أين أتى لمدة نصف ساعة مثلا ثم لا أقرأ غيرها . ولكن مسام جسدى وعقلى ووجدانى تتفتح عن آخرها فيدخل فيها ما يدخل ويخرج منها ما يخرج، وأشعر أننى تغيرت إلى إنسان آخر .
قرأت هذا الكتاب ثلاث مرات، وأحيانا أقرأه فقط لأنشط قدراتى الإبداعية وليس للحصول على معلومة أوفهم شىء … مثله مثل بعض موسيقى فيفالدى أوباخ التى تفعل بى نفس الشىء
وكثيرمن كتاباتك تؤثر فىَ نفس التأثير .
مجرد عناوين هذين الكتابين فعلت بى نفس الشىء أيضا فما بالك بالمحتوى كله … كيف بالله عليك تكره شيئا كهذا؟
آسفة على الإطالة ولكننى مؤمنة بأهمية و\” متعة \” هذين الكتابين وأرجو ألا تحرمنا منهما … ولكن لا تظننى أضغط عليك فأنا من هؤلاء الذين لا يفعلون شيئا مع الضغط وأفهم هذا جيدا .
ملحوظة: لا أعرف ما هى مسامى الداخلية ولكن .. هى كدة !
د. يحيى:
أشكرك
وسوف أحاول
فقط، أرجوك أن تسألى ربنا متى سوف أرحل؟
ولو أن هذا ليس مهما، المهم هو أن تتواصل المحاولة حتى أرحل، بل، ولا هذا هو المهم،
فما هو المهم؟
المهم: لا يحضرنى هذا المهم فى كلمات،
فأستعير كلمات الصوفى الذى كررتها مرارا:
“المهم هو:
أن أملأ الوقت بما هو أحق بالوقت”.
أ. نادية حامد
يا د. يحيى استمر استمر استمر فى كتابة السيكوباثولوجى الوصفى بجميع فصوله الــ 11 جميعها مهمة وأساسية فى معرفة الطب النفسى، وبطريقة وشرح حضرتك تحديداً.
د. يحيى:
حاضر
******
الأساس فى الطب النفسى
الكتاب الثانى: السيكوباثولوجى الوصفى (8)
تأجيل واعتذار
ترجمة يومية الأثنين “الإبداع الخاص” حكمة المجانين كتجربة لمحاولة ترجمة الأصعب، واختبار الجمهور الآخر، الذى ربما تصله الرسالة بهذه اللغة الأخرى كما تعوّد وليس بالضرورة كما نريد!!
قام بالترجمة الابن “محمد غريب” وجاءت التعقيبات بالانجليزية، ولن أترجمها ولن أرد عليها لأننى اعتبرها بداية لاختبار تحمل ورحابة صدر جمهور آخر ربما لهدف آخر (لا أعرفه).
The Universe as Colin
Gamid awii awii awii. Amazing translations. I would recommend in the one which talks about the loss of the beating march of knowledge being also the loss of any possibility of faith…I would translate this rhythmic beating of knowledge in words which also express the rhythmic pulsing of the heart itself, for to have no faith, is to also lack life
د. يحيى:
لا تعليق
No comment
ولن أكرر هذا فى بقية التعليقات
شكرا يا محمد
شكرا لكل الأصدقاء “الخواجات” برغم كل شىء.
Omar El-Rakhawi
The Translations EXTREMELY BEAUTIFUL. but there are some suggestions for changes. In 284 and 285, i suggest chaging the word “live” to “living” so that it is “…bringing the living out of the dead”.
In 286 i suggest: “If your knowledge loses, the pulse of its sense…” rather than “its feeling beats”.
Thanks for this…It nudges towards awakening and does it with strength.
د. يحيى:
انظر التعليق السابق.
Omar El-Rakhawi
Is Man, not perpetually rendering himself the components of his living? the parts that make up his life, and not the thought-feeling essence? And if we are to agree that “the whole is greater than the sum of its parts” we must agree, that man, being parts, killed his greatness of Man (of Being-in-the-world) with a razor. And now, beyond the great tails and stories we hear about the “human Being” we are left with nothing but some shattered unmotivated, super-self-conscious “human particles”.
د. يحيى:
انظر التعليق السابق
(وتحال إلى عمر الرخاوى)
****
د. شيماء مسلم
كلما اقرا ما تروى عن نجيب محفوظ أشعر بغيرة مما يصلنى منك ومنه، وشعور اخر، ربما حركة من نوع اخر…مش عارفة
لكنها حركة ممتعة جدا جدا
د. يحيى:
هذا هو ما بلغنى أنا أيضا،
برغم انه كتاب كُتب “بالصدفة” البحتة!!
د. أسامة فيكتور
أعجبتنى عبارتين:
الأولى: عن الأستاذ والثانية عن حضرتك وأعتقد أن العبارتين فيهما السفر وحب السفر، هذا ما وصلنى، فأحببت السفر أكثر مما سبق.
د. يحيى:
آسف، وعذراً لأنى لم أثبت العبارتين لصعوبة قراءة الخط.
****
د. شيماء مسلم
“ما حدث وما يحدث وما سيحدث فى الايام والشهور القادمة سيزيد الامور سوءا… لعلها تكون خطوات نحو النهاية
د. يحيى:
لعلك تقصدين النهاية التى هى البداية!!
أليس كذلك؟!
فعلا.. هذا ما قصدته بالضبط
(مقتطف من نص حوار جاء فى بريد الجمعة الماضى)
د. يحيى:
لم أفهم يا شيماء لماذا أعدت إرسال هذا الجزء من البريد دون تعليق، ربما تريدين التأكيد عليه، إن كان الأمر كذلك فأنا أوافقك.
د. أميمة رفعت
وصلتنى الكتب، (دراسة فى علم السيكوباثولوجى، شرح ديوان سر اللعبة، ومسودات أخرى) وهى أكثر مما كنت أتمنى. فرحت بها فرحا غير عادى ودعوت لك كثيرا.
أرجو ان تعود علينا جميعا بالنفع .
أشكرك بجد يا د. يحيى على كرمك وإهتمامك .
د. يحيى:
العفو
****
د. أيمن الحداد
دُمت مبدعا يا دكتور يحيى
انا عشت مع الاحداث وكأنى ارى فيلما سينمائيا، صعب عليا الطفل جدا لما جتله النوبة، خفت مثلما خافت المضيفة عليه داخل الحمام، اثر عليا جدا قول الام: سينسى كل شىء.؟،
أعجبتنى جدا حكمة الولد فى مقولته الكبار يتكلمون كلاما كبيرا، ثم يفعلون عكسه تماما، وأنه يصدقهم، لا يعرف لماذا!
د. يحيى:
شكرا
د. إيمان الجوهرى
بل هى قراءة جديدة لما يحدث كل مرّة
*علي رأي حضرتك يا دكتور انتظر دائما ..(ثم ماذا…؟) يارب اقدر علي نفسي فأكمل… ثم ماذا ؟…هذه.
*** أجاب ببساطة مزعجة إنه يشكو من أن الكبار يتكلمون كلاما كبيرا، ثم يفعلون عكسه تماما
*هو الكلام مهم للتواصل بجد؟ ولا احنا بنستخدمه علشان نحرق افعالناالتي نتمني فعلها ونتخلص منها فنقوم بعكسها بعد الاعلان؟
ومش يمكن لو ما اتكلمناش كنا بقينا اقرب لنفسنا وللآخرين؟
د. يحيى:
“فليتكلم عنى صمتى المُفْعَمْ”
(صلاح عبد الصبور)
ليلى والمجنون
أ. أمل يونس عبد المجيد
يقول الطبيب إنه حين يكبر سيعقل، وينسى، مثلنا، سينسى كل شىء.
رددت وراء الأم بلهجة بين السؤال والتعجّب وكأنها تحدّث نفسها:
– كل شىء.؟!
سيدى البروفسير هل من علامات نضج العقل ان ننسى ..ان اول شئ نسناه هو براءتنا …صدق دمعة على انسان ما متالم .. هل من علامات نضج العقل ان ننسى؟ ان تتبلد مشاعرنا … حينما نرى قتلنا من البشر عامة والمسلمون خاصة ان نقلب القناة على التوك شو .. هل هذا من نضج العقل .. اتذكر نفسى وانا فى اول ايام عمرى الوظيفى كانت ابتسامتى للاخرين يملوها الحب وادفء .. ولكن بعد نضج عقلى الوظيفى ابتسامة بلاهاء بلا حس بلا شئ هى ابتسامة لاخفى بيها شئ ما … لماذا يجب ان نسئ كل شئ حتى ينضج عقلنا ونعقل … سيدى كما اتمنى ان اظل صغير لاحتفظ بنفسى وبراتها .. كما كنت اتمنى الا انسى … لان نسيانى هو سر تعاستى والم روحى …فهل من طريقة لنتذكر …لك تحياتى سيدى لقد اشعلت قصتك النار بواجدى وفاضت عينى دموعها
د. يحيى:
لا تعليق
أنى أختلف كثيرا مع كثير مما ورد فى التعليق
أ. نادية حامد محمد
أوقفتنى هذه الجملة كثيراً “أن الكبار يتكلمون كلاما كبيراً ويفعلون عكسه تماما”، وجاءت هذه المقولة على لسان طفل كما جاء بالقصة، فهذا تحذير واضح أن أطفالنا رقباء علينا وتصل إليهم رسائل طوال فترات نموهم فلابد للانتباه لذلك.
د. يحيى:
أنا مستغرب أن يتوقف كثيرون عند جملة شديدة البساطة والوضوح ، يمكن أن ترد فى أى مقال دون حاجة إلى القص، إن إلتقاط هذه الجملة بإيجاب هكذا بعيدا عن كلية الإبداع وبقية الصورة الجمالية: أزعجنى!
ومع ذلك: شكرا
أ. نادية حامد
وسؤال لحضرتك هل يحق لنا إذا اضطرتنا الظروف والمتطلبات الحياتية أن نقول كلام ما ونفعل عكسه؟ أرى ذلك صعب جداً جداً، فهو يمثل لى تناقضا كبير وأجد صعوبة شديدة فى أن أقبله.
د. يحيى:
قليل منه ضرورى أحيانا
د. ميلاد خليفة
قصة رائعة بجد.
د. يحيى:
شكراً
****
شيماء أحمد
اولا: كل الناس مهما كانت درجه ثقافتها عارفة قيمة يحيى الرخاوى وعارفة الى اى مدى نزاهته
د. يحيى:
ليس تماما
أنا – مثلا – لا أعرف لا هذا ولا ذاك.
شيماء أحمد
ثانيا: ما حدث لجريدة الدستور ليس له اى تاثير على درجة تقدير او احترام الناس لمن كانوا يكتبون بها وخصوصا د. يحيى الرخاوى
د. يحيى:
يعنى
المشاركة فى الفعل مهمة، تماما مثل المشاركة فى المنع!
شيماء أحمد
ثالثا: تكميم الافواه لن يزيد الامور إلا سوءا لأن هناك قاعدة علمية تقول بان: “الضغط يولد الانفجار”
د. يحيى:
ليس دائما
وهذه القاعدة ليست علمية جدا، ثم إن صفة “علمية” بعد ما آل إليه حال العلم، لم تعد شرفا عظيما ولا تأكيدا لحقيقة منزهة.
د. سحر عبد الخالق
مساء الخير يا دكتور أنا من قراء جريدة الدستور، ومن قراءك، واحدى تلامذتك، أنا حاليا خارج مصر منذ عام، ورغم أن أعداد الدستور لاتصل إلا انى شعرت بعد خروج إبراهيم عيسى أن الدستور سوف تتغير كثيرا .
اوافق حضرتك الرأى أن ده مش فارق كتير طالما أن الكلام المكتوب والمسموع والمشاهد لا يحدث أى تغيرحقيقى فى محتوى صنايق الانتخاب، ولا يهدد بتداول السلطه، وبالتالى فليست ثمة وديمقراطيه حقيقيه.
إذا كنا سنحرم من قراءة جريده لها وجهة نظر محترمه اكيد حايطلع غيرها، وزى مابيقولوا مصر ولاده بس امتى وازاى !
اما عن محبيك ومتابعى مقالاتك فموقع حضرتك مفتوح للجميع طوال الوقت .
د. يحيى:
كل القلم ما اتقصفْ يطلع له سن جديدْ
وايش تعمل الكلمة يابا والقدر مواعيد!
خطف القلم مالعدم أوراق وملاها
وأنْ كان عاجبنى وجَبْ، ولاّ أتَنِّى بعيد
د. محمد شحاته
ما عشمنا البرادعي في أن يقوم به – ولو لم يقم به – وما قامت به الدستور وما يريد أن يقوم به كل شريف حقيقي من أجل هذا البلد إنما يحتاج أن تضربه في مائة ثم تسمح له أن يستمر تحت كل الضغوط عشرين عاما عندها فقطستجد له تأثيرا حقيقيا على أرض الواقع، أما الآن فلن يفعل إلا كما فعل المريض الفقير الذي لم يقدر على شراء الدواء فاكتفى بأن يشرب عند الصيدلي منه رشفة
صحيح أنها عند أجيالكم التى عاصرت هذا البلد في مراحل أكثر ازدهارا مجرد رشفة لكنها عند أجيالنا التي لم تره أبدا على حال غير هذا شئ يدعو للاندهاش- ياااه هو ينفع نبقى كده؟!
للحديث بقية
د. يحيى:
أجيالنا (القديمة) التى تتكلم عنها ليست بهذه الصفات الإيجابية.
أنا لا أحب تمجيد الماضى على حساب إيجابيات الجارى
وهى ليست قليلة
د. محمد أحمد الرخاوى
وجدت هذه القصيدة في بريدى الإلكتروني وهي طبق الاصل لما تقوله عن النظام الحالى، كتبها
أحمد فؤاد نجم بمناسبة مد الغاز المصرى لليهود
“نظرا لأن النعمة فاقت حدها
ولأننا مش قدها
ولأن فعلا انجازاتك
فوق طاقتنا نعدها
……….
……….الخ”
د. يحيى:
عذرا يا محمد
حذفت بقية القصيدة، مع أننى أحب “نجم” كثيرا، لكننى لا أعتقد أن ما يقوله – برغم جماله وروعة شاعريته – يتفق مع ما أقوله عن النظام الحالى أو لعلى لم أفهم ما تريد!!
برجاء قراءة مقال يوم الأحد القادم “قليل من الخيال يصلح السياسة”.
****
غائيات
د. محمد أحمد الرخاوى
غائية وهمية
غائية عدمية
غائية حلزونية
……….
……….الخ
د. يحيى:
وأيضا شكرا
وأعتذر عن نشر بقية خواطرك الجيدة برغم حسن النية
وصدق المحاولة
لأسباب سبق ذكرها
****