الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 3-5-2019

السنة الثانية عشرة

العدد: 4262

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

رمضان كريم

*****

بعض معالم علاج النفس من خلال الاستشارات عن بُعد

 الاستشارة الثالثة: “عن ملامح التصوف أثناء الممارسة”

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: عليك أن تنتبهى أن استعمال أبجدية التصوف غير معايشة خبرة التصوف، بل أحيانا تمثل عكس هذه الخبرة العميقة الرائعة الخطرة معا.

التعليق: هل تقصد ان ما يقال عنهم غير ما يسمع منهم (المتصوفة).. كذلك من واضع تلك الابجدية… ولماذا وصفت الخبره بأنها خطرة يا استاذى؟

د. يحيى:

هذه أسئلة يا ابنتى لا يرد عليها فى هذا الحيز المحدود، وفى هذا المقام، وربما لو تابعت ما اكتبه فى موقعى كل ثلاثاء منذ سنوات فى النشرة اليومية “الإنسان والتطور” وحتى الآن، وأنا أقرأ بعض مواقف “مولانا النفرى” ربما تجدين مفاتيح إجابات لما تريدين.

أ. مريم عبد الوهاب

‏المقتطف:  من قصيدة “رقصة الكون” 

 ‏ ‏انقشع‏ ‏غمامُ‏ ‏الضيقْ،

وشعاع ُ‏ ‏الفجر‏ ‏يُدَغْدِغُنِى ‏

حتى ‏أشرق‏ ‏نورُ‏ ‏الشمس‏ ‏

بين‏ ‏ضلوعى ‏

وصَـفـَا‏ ‏القلب‏ ‏

رقصت‏ ‏أرجاءُ‏ ‏الكون‏ ‏

وتحطَّمَتِ‏ ‏الأسوار                                     ‏

وانطلق‏ ‏الإنسان‏ ‏الآخرْ،

‏الرابضُ‏ ‏بين‏ ‏ضلوعى .. ‏

فى ‏ملكوت‏ ‏الله‏

يعزفُ‏ ‏موسيقى ‏الحرية‏

وعرفتُ‏ ‏الأصلَ، ‏وَأصل‏ ‏الأصْل،

فى ‏لحظة‏ ‏صدقْ‏.

التعليق: الصورة الشعرية نابضة بالحركة.. حتى أننى تخيلت ذلك الانسان الآخر الرابض بين ضلوعى ينطلق…. فى لحظة صدق

ثم تذكرت ان معظم البشر لا يصدقون الصدق ولا يفرحون لقدومه

د. يحيى:

وهم الخاسرون

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د: يحيى.. مازلت أسميه “هوسا” فأنا لا أحب هذه التسمية الأحدث “ثنائى القطب”لأننى أعتقد أن وجودنا كله “هو “ثنائى القطب” وهل تناوب الليل والنهار إلا نوع من ثنائية القطب، وكذا تناوب النوم واليقظة ثم تبادل النوم الحالم مع النوع غير الحالم، بل ودورات القبض والبسط فى نبض القلب
التعليق: …. وكذلك فجورها وتقواها…. كما علمتنا يا استاذى الغالى

د. يحيى:

“قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا”

أى نمَّاها

بأن يتجادل فجورها مع تقواها جدلا يجعل من الإنسان كيانا يعرف ربه

د. أحمد الأبراشى

تعليق عام:

بعد قراءة الجزء الأول من القصيدة ، اصابتنى الدهشة شوية من عمق الخبرة الايجابية للهوس زى ما حضرتك وصفتها، وانفتاحها على الأكوان وعلى مستويات الوعى بالشكل ده زى ما وصلني، وفرضت عليا احترامها ، لكنى تراجعت شويه تانين بعد تعقيبك يا مولانا ان استخدام ابجديات التصوف غير معايشة خبره التصوف

د. يحيى:

ولماذا التراجع؟

هل القصيدة كلمات؟

الشعر الشعر أغلبه تشكيل حَرّ حتى لو استعمل الكلمات يلون بها تشكيلاته

 د. رجائى الجميل

من اصعب الصعاب فعلا هى خلط تجربة التواجد الحقيقى فى حضرة الرحمن (فى تجربة شديدة الخصوصية شديدة الثراء خصبة) مع معوقات وحتم الواقع فى آن واحد .

لذلك كثير من اقطاب الصوفية امتنعوا عن الكلام اصلا . وبعضهم حين تكلم عجزت اى لغة ان تحمل ثقل اى معنى او اى تجربة .

قد يمرض من مر بحافة مثل هذه التجارب ولكن حتم الملاحة فى بحور الوجود مع تحسس خطى الوصل بالاصل هى خلاصة مسار هذا الكائن الحامل للامانة لا محالة.

د. يحيى:

وما أصعبه مسارا

وأجمله!!

د. رجائى الجميل

اتنفس رحيق…. يدغدغ ….يبعث رسائل غامضة …. لها اريحية قد لا تتناسب …. مع واقع الحال!!

اوقن ان للوجود المطلق…. لغة عصية على التناول…. اسير مثل الغريب….  وسط الغرباء…. ابحث عمن اجده على الصراط…. يتلامس معى …. لنتيقن بالمسار. …. لا ننطق …. لا نلتفت….  كل يعرف وجهته…. الى ان نجد القبلة التى نرضاها…. تفوح رائحة الرحيق…. امضى الى ما افضى اليه…. يا ليت قومى يعلمون.

د. يحيى:

“وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ”

أ. إسلام نجيب

فعلا المتصوف الحقيقى لا يسمى نفسه متصوفا لإن ما يعتبره الناس تصوفا فى الشخص هو ليس كذلك بل هو رقة وخجل و حكمة….إذا لم تزد الجرعة وتنقلب فعلا إلى صوفية سامحونى تبقى دمها تقيل بالنسبة لى أنا بس ..لغيرى كل واحد حر ..وخير الأمور الوسط…والتوسط بقوة وشدة صنعة..

د. يحيى:

أنا أخاف من حكاية خير الأمور الوسط

 “الحلوسط” كثيرا ما يكون تلفيقا خامدا وليس جدلا خلاّقا بين متناقضات (لاحظ تعمدى إضغام الكلمتين معا فى كلمة واحدة!!).

حتى أننى أقر الآية الكريمة “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” أقرأها وأنا أربط الشهادة بما هو: وسَط حركىَّ مبدع يجمع الأضداد فى كلِّ متوجه إليه

*****

 الأربعاء الحر:

 قصيدة: “مقصلة الشعر” الديوان الثانى: “شظايا المرايا”

أ. فؤاد محمد

انسابت كومة مشاعرى فى هذا الفيض يا استاذي..

تهدرت بوخز كالعادة ، اقراها مره فتقرانى مرات..

د. يحيى:

حين تقرأك القصيدة يا فؤاد، فأنت كاتبها ومبدعها: شاعراً متلقيا!

*****

مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من “قصر العينى”

الفصل السابع: عن الطاقة والحياة (2)

د. أحمد اﻹبراشي

المقتطف: ….ففكرى كله مبنى على افتراض طاقة أو قوة ما فى الكيان الحيوى إذا ما أحسن تنظيمها وتوجيهها، تكامل الوجود البشرى وانتقل إلى آفاق التطور بلا توقف، وإذا أعيقت ظهرت المضاعفات، وأجهض النمو، وتشتت الجهد، وأعلن المرض

التعليق: هل استطيع القول أن برامج الصحة والمرض كليهما موجوده وموروثه عند كل الناس وان كان بدرجات مختلفه؟

وإن إدارة الطاقة وتنظيمها او الاستيلاء عليها من قبل هذه البرامج أو الامخاخ يحدد مستوى الصحه والمرض

د. يحيى:

تصور يا أحمد يا ابنى أننى كتبت هذا العمل منذ أكثر من أربعين سنة ولم أكن قد دخلت تلميذا ملتزما مدرسة النيورونيولوجى بعد، وحين وصلنى منها مؤخرا كيف أن المخ البشرى ليس إلا “مفاعل للطاقة والمعلومات” Energy  of  Processor & Information  فرحت وتعجبت واطمأننت إلى ما كان يصلنى – ومازال – من الممارسة الكلينيكية.

لا أظن أن المسألة تقتصر على برامج الصحة والمرض فحسب فهى تمتد إلى التشكيل وإعادة التشكيل والإبداع وإجهاضته… الخ

*****

 حوار مع مولانا النفرى (337)

 من موقف “بيته المعمور”

د. رجائى الجميل

فى اللحظات التى اعجز فيها عن أى نبس يغشانى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

تهدهدنى غاشية من رحمات ليس لها أول أو آخر أو ظاهر أو باطن

اخرج منها الى حتم المشى فى المناكب  أواصل سعيى الى مصدر الضوء الرحمات . اتعثر لكى استفيق فإذا حضر ازلزل كى أرقى إلى  هول الحضور.

د. يحيى:

تقبل الله!

*****

فى رحاب نجيب محفوظ:

 تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (121)

أ. إسلام نجيب

وعد وذكريات وحنين من محفوظ غاية فى الرقة … وتصعد أنت يا دكتور الحلم والحنين إلى ما نرجوه من الحلم …يمكن كلمة أكبر من الحلم والإبداع…تصعيد الحلم …هدف كمال أو شبه كمال غاية من الحلم ..

وليكن ما يكون..بس مقدرتش أمسك نفسى عن كتابة الأسطر دى.

د. يحيى:

أنا آسف يا إسلام، فالحلم كما أتناوله من سنوات طويلة هو إبداع حر بكل معنى الكلمة، وأى تفسير له، أو تحديد غاية منه هو نقص فى وظيفته وطبيعته.

فاعذرنى – بعد شكرك – أن أتحفظ على ما ذهبت إليه.

*****

 

admin-ajax (4)admin-ajax (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *