يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 26-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2156
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
رمضان كريم
الله أكرم
إذن:
*****
محاور الوجود
د. رجائى الجميل
أكرر شكرى على قراءاتك لمحاور الوجود ولم اتوقف كثيرا عند شكوكك
فظنى انه قد وصلك من البدايه اننى لا اخاطبك انت كشخص ولكن اخاطبك كانسان كادح ذو تجربه متجدده تحمل كل ارهاصات الوجود على كاهلها وتمضى بها
وكنت وما زلت اظن انك تتعامل مع هذه الومضات كنتيجه لمثل ذلك من وجود اكابده بغض النظر عن شخصى . تذكر انى افردت اهميه كبيره لمحور كسر الذاتيه ولا اكتمك سرا ان هذا المحور تحديدا هو المحور الاساسى فى وجودى الذى ناء به حملى ولكن لم اجد بديلا لذلك لاظل على الصراط
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك
وأدعو لى ولك
وأرفض حكاية كسر الذاتية كما أوضحت لك من قبل مما لا أميل إلى تكراره، فإننا نأتيه يوم القيامة “فردا فرداً” فلماذا نكسر الذاتية؟
ولا تنس أن يوم القيامة أقرب مما نتصور.
إياك يا ابنى من التمادى فى ذلك، لتكن ذاتك هى أنت كما خلقك، ولتتحمل مسؤولية أن تكون كذلك، متوجها إليه بكل ما هو أنت.
وفقنا الله.
د. رجائى الجميل
والآن دعنى اعتذر مره اخرى عن تعليقى بالانجليزيه فى الاسبوع الماضى
قلت فى حوار بريد الجمعه الماضى اننى وصلتنى قصيدتك وكان تعليقى الذى لم استطع ان أؤجله فى حينه هو:-
اعلم انك لم تستطع الا ان تظل تحلق وحيدا عاليا ولكن الالم اكبر من كل تصور وان هذا ليس اختيارا فى حد ذاته لذاته
اتصور ان قدرك وقدرى ويمكن ان أتجرأ واقول مصيرك ومصيرى لم يعد يرتبط بزمان ومكان برغم وجودنا مؤقتا فى الزمان والمكان
وبسبب ذلك وبالرغم من ذلك ، ما زلنا نحفر فى الوجود لكى نتلقف اى كادح يكدح بموجة لها طول يتلاقى مع وجودنا (ولا يتماثل) فطول الموجه وضبطها هو من اخص خصائص الوعى والبصيره والادراك
والشرود عن المجموع هو بسبب اختلاف طول هذه الموجات نوعيا .
وقد يكون ضبط طول هذه الموجات هو من اهم محاور الوجود
ولا ازيد وأعجز
د. يحيى:
قل يا بركة العجز
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (47)
“العمليات الجماعية” داخل وخارج العلاج الجمعى
د. محمد أحمد الرخاوى
هل أى عمل جماعى هو عمل صحي؟ عندنا من التاريخ البعيد والقريب ما يثبت عكس ذلك اقربها ما يحدث مثلا من وقوف جماعه رابعه العدويه لعوده ما يظنوها السلطه المغتصبه، وبدون الدخول فى دهاليز السياسه وانا اوافقك طبعا انها فى عمق عمق العمل والوعى الجماعى ولكن ما اريد توصيله هنا هو انه فى وقت مفترقات الطرق لمسيره نوع معين وهو الانسان فى قضيتنا هذه ، لا يكفى العمل الجماعى فى حد ذاته ليوقف مسيره الانقراض او التدهور ولكن المهم هو نوع الوعى والمسؤليه وتوليف الانتقاء النوعى كى لا تنحرف هذه الجماعه الى هلاك اذا ظلل العمى الحيسى مسيره المجموع على حساب يقظه اتجاه المسار، والله اعلم
د. يحيى:
عندك حق
وللأسف، فإننى أرحج أن أغلب التواصلات الفيسبوكيّة عندنا، وربما عبر العالم ليست بالضرورة إيجابية.
“ثم إنى أنصحك بالرجوع إلى نشرة التفرقة بين “غريزة القطيع” (نشرة 2-6-2013 “ماذا يحدث بالضبط مما هو ضد “جماعة القطيع”؟)، وبين تخليق “الوعى الجمعى“ (نشرة 26-5-2013 من العزلة وتشكيلات الارتباط الثنائى إلى تخليق الوعى الجمعى”).
شكرا، وتحياتى لأسرتك الطيبة
رمضان كريم
د. محمد شلبى
المقتطف: الوعى العام”، كما تذكرون وأكرر، هو “غير الرأى العام”
التعليق: وصلنى الفرق بين الوعى العام وبين الرأى العام، وسؤالى هو أليس تكوين الرأى العام يكون من خلال الوعى العام ويوجد ارتباط بين الاثنين؟
د. يحيى:
طبعا يوجد ارتباط بين الاثنين، لكن المهم هو:
أولا: لا ترادف، هذا شئ، وذاك شئ آخر
ثانيا: وبالتالى علينا ألا نفرح باتفاق الرأى أو نبالغ فى تقديس أغلبية الآراء، فكل الآراء خاصة فى عالمنا المعاصر أصبحت تحت تأثيرات متنوعة كثير منها مغرض وخبيث، كذلك علينا ألا نفرح بالظاهر من الرأى على حساب إغفال ما تحته من وعى هو الأهم فى حساب البقاء والإبداع والنمو، وهذه هى بعض أزمة الديمقراطية التى لم تحل بعد.
د. محمد شلبى
المقتطف: “العقل ليس هو العضو الوحيد للتفكير”
التعليق: إيه الأعضاء اللى بتفكر تانى غير العقل؟
د. يحيى:
يكفى اليوم أن أذكرك بالجسم (بدور الجسد فى التفكير والوعى والإبداع) وأحيلك إلى هذه الروابط على سبيل المثال لا الحصر:
– نشرة روزاليوسف بتاريخ 16-9-2005 “هل تعرف ان لك جسد (ولامؤاخذة(“.
– المعرفة … والجسد [اختزال فطرة الناس (والوجود) إلى عقل بلا جسد]([1])
– (نشرة 6-11-2007 عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ)
وأرجو منك، ولك، أن تبذل جهدا مناسبا فى قراءتها.
د. محمد شلبى
التكنولوجيا الحديثة فى التوصيل والتواصل خلتنى أنا فى علاج جمعى كبير وبقى فى وعى جماعى عالمى بين الناس، ده مفيد لينا ولا لأ؟
د. يحيى:
أرجو أن تقرأ ردى فى البداية على د. محمد أحمد توفيق الرخاوى، علما بأن الفائدة والضرر لا ترتبط فقط بنوعية المتجمعين حول قضية ما، وإنما تعتمد أيضا على حجم المسؤولية ونوعها لدى المتلقى طول الوقت.
د. محمد شلبى
المقتطف: “فى الإنسان، وبالذات الإنسان المعاصر، يتداخل الوعى، والوعى بالوعى، والتخطيط بما يجعل المسؤولية أكبر، والمخاطر أعظم والأمل أكثر حضوراً.
التعليق: الوعى بالوعى ده صعب جداً.
د. يحيى:
لكنه ما يميز الإنسان
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (48)
مؤتمر: العلاج الجمعى والعمليات الجماعية: الأمل فى أوقات عصيبة
“شعن” والعمليات الجماعية قياسا بالعلاج الجمعى
أ. محمد عادل النبوى
“الأمل فى الأوقات العصيبة”
هذه الجملة أعطتنى الأمل، وجعلتنى أعيد النظر فى اشياء مرت ومازالت تمر بنا أو بى الآن، جعلتنى أبحث عن الأمل فى أى موقف يائس متمسكاً بقول: “بالمر”:
“أنك لن تعلم أبداً ما تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم على حياة الملايين غداً”.
أرى فى هذه المقولة الأمل المتمثل فى الفعل والقول والفكر وأدع النتائج تأتى وحدها، وإذا لم تحدث النتائج فتكفى المحاولة.
د. يحيى:
وتزداد المسؤولية باستمرار، وهذا شرف وليس عبئا فقط.
د. محمد شلبى
سؤالى يا دكتور يحيى عن النصف الطاغى من المخ قرأت فى كتاب أن هذا النصف من المخ اسمه النصف السائد، ما الفرق بين الطاغى والسائد؟
د. يحيى:
هما واحد
والاستعمالان صواب
د. محمد شلبى
المقتطف: “إنك لن تعلم أبدا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم على حياة الملايين غداً”.
التلعيق: ياه لو الناس تعيش وهى بتفكر فى المقولة دى، والله “هنكون بلد كويسة جداً”.
د. يحيى:
شكرا للشاعر “بالمر”
وهو أمريكى يطمئننا أنه ليس كل الأمريكيين بوش أو أوباما أو كيسنجر أو كيرى.
*****
د. رجائى الجميل
يلتهمون انفسهم احياء
كى يضلوا
مع سبق الاصرار على التخلي
يلهثون خنقا لنبع اى فجر
قد ينجلي
وتدور الرحي
ينتظم صف اعوج
فى انبعاج
يتناثر بقايا انسان
لم يولد
ويظنون انهم يتبتلون
والماكر يجرجرهم بقرونه
مثل الدابه
والصفقه مكتوبه فى خداع العمي
وهم يعمهون
رحماك يا خالقنا
لا ترحم الا من يرحم
انت الغني
وهم المدلسون
فلتعرى زيفهم
قبل فوات الاوان
د. يحيى:
الأرجح لدىّ أن كتابتك المرسلة أفضل من هذه المحاولة التى لا أريد أن اسميها.
كل عام وانت بخير وكدح وصبر وإبداع
د. محمد شلبى
أشكرك على نشر هذه القصيدة، جميلة جداً وإن كانت حزينة.
د. يحيى:
فليكن الحزن دافعا.
د. محمد شلبى
توقيت نشر القصيدة اعتقد أنه مناسب جداً، شهر رمضان السنة دى للأسف ومش أوى، أحنا الصبح بنصوم والعصر بنتخانق والمغرب بنفطر وبعد كده على العشاء نتقاتل، رمضان السنة دى كله خناق ودم واعتصامات وخراب، نسونا القرآن والتراويح وحتى الفوازير يا د. يحيى
د. يحيى:
لا شئ يُنْسَى (إلا الفوازير السخيفة)
*****
الله والثقافة والسياسة والتطور
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
كل سنه وانت طيب
بالله عليك مش برضه لازم نقول ان اصحاب الديانات نفسهم هما اللي شوهوا نفسهم للدرجه اللي خلت غيلان اصحاب الديانات الجديده الكانيباليه مهمتهم سهله في اكل لحومهم ولوحتي احياء
القضيه اصبحت صراع وجود نوعي اكثر منها اي صراع تاني عندما اتابع الاستقطاب الذي يحدث في مصر بين ما يسمي اسلاميين وغيرهم والطاقات المهدره علي كل الجبهات اتساءل هل يمكن ان يكون اسهل من كده فريسه لاصحابنا الكانيباليين غيبوبه الوعي بالمازق الوجودي هي التحدي الاعظم لكل الناس دون استثناء.
د. يحيى:
تقصد أن الغيبوبة هى التى تعمينا عن قبول التحدى،.. ماشى.
أفيقو يرحكم الله!
د. محمد شلبى
المقتطف: الدين هو أهم مقومات ثقافة أمة ما، هذه حقيقة قديمة جديدة أثبتها ت.س.إليوت بشكل رائع فى كتابه “ملاحظات نحو تعريف الثقافة”. حين اختزل الإخوان “الإسلام” إلى “الإخوان”، واختزل أهل السنة وكذلك الشيعة والفرق الأخرى: الإسلام كلٌّ إلى ملته….الخ، تراجعت ثقافة الإسلام إلى خلفية وعى المسلمين العام حتى تخثر الوعى الإسلامى الجمْعى إلى ما لم يعد يصلح معه لتكوين ثقافة إسلامية حقيقية ولا حتى ثقافة مضروبة “تقليد” “كنظام” الغرب، تحمل لافتة إسلامية، فأصبح جاهزا للانقضاض عليه من أية ثقافة أخرى تستعمله أدواتٍ لها، بكل امتهان واستغلال.
التعليق: هذا المقتطف هو ملخص حال ما وصلت إليه هذه الامه، كنت استمع الى فضيله الشيخ محمد متولى الشعراوى منذ عددت ايام ووصلنى المعنى الحقيقى للدين، المعنى الذى نشأت عليه وأحببته وليس هذا الدين الذى يروجون له عنه هذه الايام.
لقد قبحوا الدين الاسلامى، وتفرقوا واصبحوا ضعفاء وأين القول الذى كنا نسمعه فى المدرسه “المسلمون كالجسد الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداى سائر الاعضاء بالسهر والحمى”؟
تفرغوا للقتال بينهم وتراجعنا ثقافياً.
د. يحيى:
ربنا يستر
ونحن نعمل
[1] – أ.د. يحيى الرخاوى “مراجعات فى لغات المعرفة (حول مفهوم العلم، ونبض اللغة)” دار المعارف – سلسلة اقرأ 1997