الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 26-12-2008

حوار/بريد الجمعة 26-12-2008

“نشرة” الإنسان والتطور

26-12-2008

السنة الثانية

العدد: 483

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

تعطلت ست كابلات من كابلات الانترنت، قيل فى البحر المتوسط قرب إيطاليا، وأنا لا أفهم شيئا فى هذه التكنولوجيا الرائعة، لكننى أحسست أن “جلطة” تخثرت فى شرايين دماغ العالم من حولى، العالم القريب منى على الأقل

 فقد بدا لى أن شبكة الانترنت أصبحت هى المخ الأحدث للعالم البشرى، وأن البشر عبر العالم أصبحوا بمثابة خلايا هذا المخ الذى يعاد تشكيله فى مرحلة برمجة جديدة، استعدادا للنقلة القادمة فى تطور البشرية.

مثلما يحدث فى الدماغ البشرى الفردى تماما حين ينسد أحد الشرايين لا يتوقف – عادة – العطب على الخلايا التى كان يغذيها، وإنما تختل الشبكة بشكل عام، وتختلف آثار الخلل الموضعى والخلل العام حسب موقع الجلطة فى الشريان (الكابل المتعطل)، ثم يبدأ المخ فى مرحلة الإفاقة فى إعادة التربيط re-association بعد الصدمة الأولى، ويتوقف نجاح هذه العملية على عوامل كثيرة، مثل حجم العطب، وموقعه ومداه.. الخ

كنت وأنا أتابع انقطاع التعقيبات التى تصلنى على النشرة أولا بأول (وهى قليلة بطبيعتها)، ثم وأنا أعانى من عجزنا عن إدخال النشرات منذ السبت الماضى، ثم محاولات التفافنا حول العطب  لتنزل – بفضل الإبن الصديق/ أ.د. جمال التركى-على الشبكة العربية للعلوم النفسية، كنت كأنى أشاهد ما يحدث فى المخ البشرى للفرد خطوة بخطوة إثر إصابته بجلطة فى الدماغ.

وبعد

مازال العطب ساريا حتى كتابة هذه السطور (انظر نهاية البريد)، ومازالت محاولات الإصلاح مستمرة، ومازالت التعويضات الوظيفية من الشبكة النفسية العربية جارية.. الخ ما يهمنى فى كل هذا هو أن أقر وأعترف أننى استشعرت أملا جديدا لم يخطر على بالى من قبل، ليس أملا فيما يتعلق باستمرار النشرة أو توقفها، وإنما هى فرصة  جاءتنى كى أحافظ على أملى فى قدرة البشرية على تصحيح أخطائها، ذلك أنى تصورت – قياسا- أن تكون هذه التكنولوجية العملاقة المتمادية فى التحسن والانتشار هى القادرة – تطوريا- على تخليق المخ العالمى الجديد الذى يمكن أن يستوعب كل الإنجازات السابقة من حضارات وثقافات عبر تاريخ الإنسان، بل عبر تاريخ الحياة.

بريد قبل البريد:

رسالتان وصلتانى إثر هذا التربيط التعويضى عبر الشبكة النفسية، كان المفروض أن يتصدرا بريد اليوم، لكننى سارعت بنشرهما مع الرد فى نشرة الأربعاء الماضى لأهمية دلالتها “رب ضارة نافعة (1من2)”، ولم أجد مبررا لإعادتها فى حوار بريد الجمعة اليوم تجنبا للتكرار الرسالتان من الزميلان الكريمان (د.صادق السامرائى، د. عبد الحافظ الغامدى).

بسبب هذا العطب الكابلاوى أيضا سوف يقتصر الحوار اليوم على من وصلته النشرة بالبريد الالكترونى الخاص. أو أطلع عليها بشكل مباشر أو على الشبكة العربية للعلوم النفسية. (أنظر الاستدراك فى نهاية البريد).

آسف (أمر شخصى):

لست أدرى هل هذا مكانه؟ لكننى اكتب الحوار اليوم، وقد فقدت عزيزاً منذ ساعات لم أكن أعرف أنه بكل هذا القرب، والجمال، تكلمت سابقا عن الموت، وعن الفرق بين لوعة الفقد، ونقلة الوعى، لكن يبدو أن الخبرة الإنسانية البسيطة تتجاوز كل تنظير مهما بدا وجيها ومنطقيا ومعقولا، الأسف هو بسبب أننى أقحمت هذا الخبر وهذه المشاعر فى بريد عام، لكن ماذا أفعل والنشرة تكاد تكون هى ذاتى شخصا حيا يشعر ويتعرى، وليست فقط معلوماتى أرصدها لتناقش.

الحمد لله: له ما أخذ، وله ما أبقى، نسأله الصبر، ونواصل…

****

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”: (حلم‏ 115)،  (حلم‏ 116)

د. سيد الرفاعى

هل يجوز التقاسيم بالعامية المصرية بدلاً من الفصحى وخاصة فى بعض الأحلام كهذا الحلم مثلاً وأحلام أخرى.؟

يخطر على بالى فكرة أساسية بخصوص التقاسيم: بأنها ليست تقاسيم ولكنها أحلام يحيى الرخاوى.

د. يحيى:

بالنسبة للجزء الأول: أى السؤال، فأنا احترم الفكرة التى اقترحتها، لأننى أحترم اللغة العامية وأعتبرها لغة كاملة قائمة بذاتها، مع أنها لغة شفاهية تماما، تُسمع ولا تُكتب، وحتى إذا قرأتها كتابة فلابد أن تُنغِّمها بموسيقاها، وانت تقرأها حتى تكاد تسمعها.

وأنت تعرف يا أبا السِّيد أننى كتبت شعرا (ديوان أغوار النفس) بالعامية ثم كتبت أراجيز للأطفال بالعامية، ثم إنى أنشر باب التدريب عن بعد كما يدور بيننا حرفيا (تقريبا) بالعامية، كذلك الألعاب النفسية، ونص المقابلة مع المرضى فى باب حالات واحوال، وبعض حوار بريد الجمعة كل ذلك بالعامية، لكن يعز علىّ فى كل ذلك أننى قد لا أصل إلى الإخوة والأخوات العرب بالقدر الكافى – كما نبهنى بالنسبة للألعاب أ.د. جمال التركى، وأنا لا أجد أمامى خيارا، بمجرد أن تقلب اللغة أو الحوار مع مريض إلى الفصحى، تجد مشاعراً أخرى، ومضامين أخرى تصل إليك رغما عنك، مشاعر ومضامين أخرى تبعدك، كما تبعدنى، عن ما أريد توصيله.

ماذا أفعل؟

أما تعقيبك على أحلام نجيب محفوظ فالتقاسيم، قد كتبها محفوظ بالعربية السهلة، فجاءت التقاسيم عليها بلغتها، ونجيب محفوظ كتب رواياته، بما فى ذلك حوارات الحوارى والبلطجية بالفصحى السهلة، الفصحى التى تصلك على أنها عامية، وبرغم احترامى لرأى يوسف إدريس فى تفضيله أن يكون الحوار بالعامية، إلا أننى لم أستطع أبدا أن أنفذ هذا الرأى لا فى كتابة الرواية (ثلاثية المشى على الصراط) ولا فى قصصى القصيرة، وأنا لم أقصد ذلك أبدا، بل إننى حتى فى الحوار –وجدت أن الفصحى تقفز إلى قلمى أسرع وأجمل.

ماذا أفعل؟

أما بالنسبة لتصورك فى الجزء الأخير للتقاسيم على أنها أحلامى أنا، وليست تقاسيم على أحلام نجيب محفوظ، فهو تصور وارد، لكننى أنتهزها فرصة وأضيف إلى ردّى السابق:

إنه إذا كان الأمر كذلك فالأحلام لا تتشكل بالفصحى ولا بالعامية، الأحلام لها لغتها الخاصة بالصورة والحركة، ثم نحن نترجمها بعد ذلك إلى ما تيسر لنا من لغة تُحكى، سواء كانت الحكاوى بالعامية كما يحدث فى حكى الحلم فى الحياة العادية أو بالفصحى كما فعل محفوظ فى إبداعه الذى ابتدع ما يمكن أن يسمى الابداع الحلم وليس الحلم المُبدع، وكما تصورت أنت أننى أفعل ذلك.

شكرا لإضافتك وعمق إيجازك.

****

   قصة فى مقال: تقرير عن “بحث علمى”

د. سيد الرفاعى

العنوان يحتاج إلى مراجعة ضرورية على اعتبار أن الفكرة الرئيسية هنا ليست البحث العلمى وإنما شىء آخر أكثر عمقاً وأشد إيلاماً وبالتالى فالعنوان هنا أراه ضعيفاً للغاية.

د. يحيى:

اشكرك أيضا، وهذا رأى جيد كذلك، لعلى قصدت بالعنوان تأكيد المفارقة بين العنوان والمتن، لكن اعتراضك وصلنى فى محله.

أرجو ألا تحرمنى من تعقيباتك بعد سفرك، فالشبكة عالمية، وهى فى الكويت مثلما هى فى مصر كما تعرف.

(برجاء قراءة المقدمة عن “المخ البشرى الجديد”).

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (25)

أ. عبير محمد رجب

الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى غير واضح بالنسبة لى، ولا أستطيع فعل ذلك مع المريض إلا إذا كنت لا أحب هذا المريض ونافرة منه، وقتها لابد لى من هذا الفصل، إلى حد ما، حتى استطيع استكمال العلاج معه.

د. يحيى:

صحيح أنها مسألة صعبة، وتكاد تكون مستحيلة بمعناها المطلق،

لكن المقصود هو ألا تصدر النصائح والآراء والأحكام التى تتطلبها حالة المريض، من موقع الموقف الأخلاقى أو الدينى أو الأيديولوجى الخاص بالمعالج شعوريا أو لاشعوريا،

وهذا من أصعب ما يمكن، أيضا.

د. محمد شحاته فرغل

بالرغم من وضوح التباين فى هذه الحالة، إلا أننى بصورة عامة فى الممارسة، أجد صعوبة فى الجمع بين ضرورة الفصل بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى، وبين تأكيدك المستمر لنا على أن نعالج المريض “بما هو نحن” من خلال مجتمعنا وبيئتنا، وتزداد الصعوبة أكثر مع سؤالك المتكرر لو كانت هذه المريضة ابنتك أو اختك فما هو قرارك فى هذه الحالة.

د. يحيى:

عندك حق، برجاء الرجوع إلى ردى على عبير حالا، إلى أن أجد الفرصة والوقت لشرح أكثر تفصيلاً، فأنت تعرف ظرفى الحالى، عذراً.

***

التدريب عن بعد (27) أزمة وجود فردى؟ أم حل مشكلة اجتماعية اقتصادية

د. ماجدة صالح

لو كنت مكان د. محمد إبراهيم لصغت هذه المشكلة على شكل المعادلة الآتية:

شاب ناضج+ عدم وجود تاريخ للمرض النفسى، كسر عند تلقيه درجة من الإهانة—> “يعنى هشاشة فى التركيبة” ثم يستعيد توازنه سريعا (يعنى متلصم). ثم فيزا سارية “لا تعنى وجود عملى فعلى” فى بلد من أكثر البلاد تأثرا بالأزمة الإقتصادية، مما يعنى إهانة مضاعفة تضاف للإهانة السابقة قد تؤدى إلى كسرة لا رجعة فيها.

أنا لو كنت مكان د. محمد لأشتغلت بجهد مضاعف فى اتجاه عدم سفره (وليس تأجيله)، وإعادة بناء حياته فى مصر بجهد أكثر وشرف يفخر به.

د. يحيى:

شكرا

ولعل ردّى على الزميل المعالج السائل كان يحوى مثل هذا الرأى “أن الحكاية بدرى قوى مهما أغرانا التحسن الحقيقى”

أ. محمد المهدى

تأكدت من أنه لا ينبغى عند إتخاذ قرار يخص علاج مريض ما، علينا أن نضع فى أعتبارنا نوع الضغوط التى يمكن أن يواجهها، ومدى تناسبها مع شخصيته.

د. يحيى:

هذه مسألة حساسة فعلاً، وبرغم التعبير والتسميات التى تبدو نظرية، إلا أنها قضية عملية وواقعية تماما.

د. إسلام إبراهيم أحمد

يا د. يحيى إزاى نحدد عمق علاقتنا بالمريض؟

د. يحيى:

بالممارسة، والنتائج، والإشراف، والنضج الحقيقى، وربنا

د. إسلام إبراهيم أحمد

مشكلة التوقيت: متى نتحرك ومتى نستطيع أن نغير، يبدو أن الحكاية صعبة أوى؟

د. يحيى:

هذه مسئولية لا تعيننا عليها إلا الخبرة الطويلة (والإشراف).

د. إسلام إبراهيم أحمد

هى المشكلة إذلال ظاهر، ومن تحت لتحت لمن يغترب منا عندهم؟ ولا مشكلة تغيير مجتمع؟ ولا تغيير ثقافة؟ ولا بعد عن الأهل والرحم؟ ولا إيه؟

الموضوع ده شاغلنى جداً.

د. يحيى:

وهو شاغلنى كذلك.

أعتقد أن المشكلة هى كل ذلك،

لكن ممارسة العلاج النفسى هى للأسف فى النهاية مسألة “فردية” فى المقام الأول وينبغى فيها تقديم أولوية التركيز على الأهداف المتوسطة كما ذكرنا قبلا، الهدف تلو الهدف، والقرار تلو القرار، لفرد بذاته فى موقف بذاته.

من الجائز أن نكتشف أمراضا اجتماعية واقتصادية خطيرة، ونحن نتناول المسائل الفردية هكذا، فنوصل ما اكتشفناه إلى من يهمه الأمر العام – ونحن منهم – وهم أقدر على تناولها بشكل أفضل للوقاية والتوعية والتصحيح، ولكن فى مجال آخر.

د. محمد عزت

كثيراً ما يواجه المعالج مثل هذا المأزق مع المريض حيث يطلب المريض من المعالج مساعدته فى اتخاذ القرار، وكما تعلمنا فإن المعالج يجب أن يكون حذراً إزاء مثل هذه المواقف حيث تتداخل عوامل كثيرة واحتمالات كثيرة تحكم مثل هذا المأزق العلاجى فى هذا الواقع الحياتى.

د. يحيى:

أليس هذا هو ما ذكرناه تماما فى الرد على الزميل السائل؟!!. لكن لا بأس من التكرار فهو مفيد فعلا.

أ. محمد إسماعيل

استغربت نفسى جدا وأنا بقرا الحالة لأنى لقيت القرار واضح جداً جوايا، يعنى إنه مايسافرش إلا بعد سنة، ومافهمتش ليه القرار واضح بالصورة دى رغم الحيرة إللى إنت فيها إنت والدكتور محمد

د. يحيى:

يا شيخ حرام عليك، أدعو الله ألا تتعرض لمثل موقف هذا المريض بعد ارتفاع الاسعار اكثر فأكثر، والبحث عن “شقة” لتتزوج فيها وغير ذلك، أكل العيش صعب، ثم لماذا هذا الحسم بأن يسافر بعد “سنة”، ولماذا ليس بعد أربعة عشر شهرا، أو عشرة، يا أخى هناك قاعدة اسمها: “إنتظر لنرى”“wait and see”!!   أليس كذلك؟.

أ. محمد إسماعيل

استغربت كمان إنك ماجاوبتيش على السؤال فى العنوان رغم أن الإجابة وصلتنى، بس مش عارف ممكن ماتكونش هى الصح.

د. يحيى:

ممكن!.

أ. محمد إسماعيل

أنا قرأت التعتعة بتاريخ 20-12 بس مافهمتش المثل.

د. يحيى:

إقرأها ثانية إن كان لديك وقت.

(وعموما فى ردود لاحقه سوف أشرح المثل بما هو أصعب منه!!!).

أ. محمد إسماعيل

أنا عايزك تكلمنا عن الجزمة ورأيك فيها فى التعتعة (جزمة بوش)

د. يحيى:

هذا هو موضوع نشرة الغد (السبت)، وقد نشر أمس (الأربعاء) فى الدستور

د. أسامة فيكتور

ذكر د. محمد إبراهيم فى تقديمه للحالة التالى:

“…فجأة الدنيا اتحسنت خالص، وبقى عنده بصيرة، بطل اللى كان بيقوله، وفهم كل اللى حصل له، وبقى لازم ياخذ بنفسه جرعة الدواء مضبوطة، وكمان انتظم فى الشغل”.

بعد هذا الإنجاز الهائل يقول إنه خائف أو متردد من قرار سفر المريض للخارج مرة أخرى، ياه ياه..!! وصلتنى صعوبة عملى وخطورته ومدى المأزق الذى نعيش فيه، فبعد كل هذا التعب يظل المريض عرضة للمرض مرة أخرى، الظاهر أن عيب المرض النفسى إنه لا يعطى مناعة بعد الشفاء منه، أو تجاوز أزمته.

د. يحيى:

بل إن تجربة المرض قد تعطى صلابة حقيقية إذا أخذ العلاج وقته، وكان المرض خبرة، برغم خطورتها استطاع المريض من خلالها مع المعالج، أن يقلب النار المشتعلة عشوائيا إلى طاقة، دون الإسراع بإطفائها لتنتهى رمادا خامدا.

د. عمرو دنيا

فعلا، يا لضرورة مراعاة النظر لما سمى مستوى الضرورة ومستوى الإختيار “الحرية”، ومدى الصعوبة الشديدة للتنقل بينهما لاتخاذ القرار الصحيح.

د. يحيى:

أرجو أن تقلب ما وصلك إلى فائدة عملية.

د. نعمات على

عند أخذ قرار معين أثناء العلاج يتوقف الأمر بنسب كبيرة على العلاقة ودرجتها بين المريض والمعالج، وبالطبع لابد من النظر إلى الظروف المحيطة بهما، وشعور المريض بأن هناك آخر ينتمى إليه ممكن أن ينقذه.

د. يحيى:

هذا صحيح.

****

بريد الجمعة

د. محمد الشاذلى       

أؤيد اقتراح د. وليد طلعت لإصدار دورية… الخ، حيث أنه من الضرورى أن يتم العمل على دعم فكر هذه المؤسسة بالدراسات العلمية، لذا عندى اقتراحان:

1-   إصدار مجلة علمية تصدر ربع سنوية أو نصف سنوية، ويخصص كل عدد لنشر موضوع واحد، يحتوى على خلفية نظرية بالإضافة إلى الدراسة، مثل:

(أ) دراسة التغيرات الدينامية فى مجموعة من المرضى فى العلاج الجمعى خلال عام.

(ب) دراسة تأثير المجتمع العلاجى على برامج علاج الإدمان..

والعديد من المواضيع التى تتعلق بفكر هذه المؤسسة.

2-   الحالات الطويلة التى تتم مناقشتها فى المقطم والقصر العينى، يتم عرضها مثل “حالات وأحوال”، بحيث يتم تجميع كل عشر حالات ونشرها فى كتاب ضمن سلسلة مخصصة لهذا الغرض، ويمكن أن يتم تصنيف الحالات المنشورة معاً إلى حالات اضطراب الشخصية، حالات إدمان، حالات ذهانية، ويتم  التجهيز للعدد الواحد من السلسلة فى 10 أسابيع، بواقع حالة أسبوعياً.

وبعد

لا أعلم إن كانت هذه اقتراحات أم أحلام، لكنى أرى حماس العديد فى المؤسسة للعمل والتعلم، وأرى أنه يمكن استثمار هذا الحماس والمجهود.

د. يحيى:

أوافقك تماما،

وقد عينتك فوراً رئيس تحرير هذه المجلة انت والدكتور وليد، ولنسمّها: مجلة “الانسان والتطور”.

أليس من المناسب يا محمد أن تقرأ بعض أعداد المجلة القديمة التى كانت تصدر بنفس الاسم والتى توقفت، والتى كانت تحتوى- كل المواضيع التى أشرت إليها –تقريبا-، ثم تتساءل: لماذا توقفت؟ ثم ترى بنفسك كيف أكرر تقريبا كل ثلاثاء فى لقاءاتنا العلمية الإكلينيكية – الدعوة للمشاركة فى إعداد هذه الحالات التى تستغرق كتابتها منى أحيانا ما يقرب من ثلاثين ساعة للحالة الواحده؟

لكننى أصدقك واشكرك ولا أفقد الأمل لا فيك، ولا فى د. وليد ولا فينا. ولا فى الناس.

****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (4)

د. محمد عزت

يتملكنى شعور عميق، مبهم، أشعر أننى فى صلاة خاشعة، بارك الله فيك وبك.

د. يحيى:

وفيك، وفينا..

الحمد لله أنك لم تبذل جهدا – لا لزوم له – فى الفهم بالتفكير إياه

****

عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام(1من2)& (2 من 3)

د. مروان الجندى

فى الجزء الخاص بالتاريخ الجنسى بالمريض:

ذكر المريض “يمكن لو كان والدى شد علىَّ ماكنتش رحت، …. وكان بيهددنى إنه حايوريهم (الصور) لأمى”.

– لم أفهم قصد المريض من أن والده لم يشد عليه، فى إيه تحديداًُ؟، هل فى منعه من الذهاب للمذاكرة مع أصحابه، أم فى طريقة التربية عموماً.

د. يحيى:

غالبا فى كل ذلك،

وأذكرك يا مروان أننى سوف أعود لمناقشة الحالة لاحقا بعد إصلاح الكابل (الانترنت) وإن كنت أخشى أن نكون قد نسينا الحالة، ثم نكسل فى الرجوع اليها مع أن ذلك سوف يكون ضروريا لسلامة المتابعة.

د. مروان الجندى

يبدو لى أنه كان خائفا من رؤية أمه تحديداً للصور الخاصة به، أكثر من خوفه من علم بقية الاهل بذلك، حتى والده، هل فى ذلك تناقض مع موقفه من أبيه؟

د. يحيى:

هذه نقطة مهمة لم أنتبه إليها، وقد يكون لها دلالة أكتشفها عند المناقشة.

د. نرمين عبد العزيز

لم أفهم موقف المريض بشكل كامل باستثناء فهمى أن النكوص دائماً أجده رد فعل للإحساس بعدم الأمان والخوف،

عموماً أنا فى انتظار يومية المناقشة وفروض الإمراضية Psychopathology لهذه الحالة.

د. يحيى:

وأنا أيضا فى لهفة لعرض ذلك – اجتهادا – بمجرد أن يتم إصلاح الكابل ويعود الموقع لكفاءته فى متناول الجميع.

****

تعتعة: “لأمر ما” باعت المرأة سمسما مقشورا بسمسم غير مقشور!!

د. اسلام ابراهيم احمد

هى دى قيمة الديمقراطية والشفافية انهم يناقشوا القرار ويستفتوا عليه وهو مقرر اصلاً من قبل الاستفتاء فالنتيجة معروفه. ربنا يستر من الهدف وراء هذا القرار فمن الواضح واللى احنا متعودين عليه اننا مقبلون على بيع اى شئ يمكن بيعه وأننا نزداد غربة فى بلدنا، أكثر فأكثر.

د. يحيى:

المسألة هنا يا إسلام ليست مثل بيع بنك القاهرة أو عمر أفندى، وليست فى “صورية” العبث الاستفتائى وأخذ رأى الشعب (كده وكده).

 المسألة تتعلق بخدعة أخرى، وهى كما يقولون فى بلدنا (بعد صعوبة فهم العنوان: لأمرٍ ما باعت المرأة.. الخ) أنه ” هَلْبَتّ فيه إّنه”، يا خبر، لقد صعبتُها أكثر، “هَلْبَتّ” (تعنى: لابد إنّه) ثم “إنّهْ” (تعنى: سببا غامضا لم يكشف عنه) وترجمة القول العامى الفلاحى هذا هى أنه “لابد أن فى الأمر علّةٌ أخرى”.

هذا المشروع الجارى الحديث عنه شديد الغموض مشبوه الغرض، قد يستعملون لتمريره أو تبريره الزعم بأخذ رأى الناس (ناس الحزب الوطنى) لكن يبدو أنه أعمق وأخطر من مخاوفك.

د. محمود حجازى

ألمح رائحة السخرية فى كلام حضرتك حول أداء الحكومة، رغم التفائل الذى يغلف كلامك معظم الوقت.

حتى الأن لم أفهم موقف حضرتك من هذا المسح للقيم واشم رائحة اعتراضى عليه.

د. يحيى:

لك أن تعترض كما تشاء.

أما أنى أسخر من أداء الحكومة فأنا أفعل ذلك وأنا ملىء بالغيظ، وأحاول ألا أقلب السخرية قذفاً، وإن كانت تصل أحيانا إلى ما يقرب من ذلك، وهذا يزيد تفاؤلى لا ينقصه، فأنا أتمنى أن تحكمنا حكومة رشيدة نختارها بوعى ناضج، تخفف عنى عبء تفاؤلى الذى يرهقنى، لكن ما دام الأمر كذلك، فعلىّ أن أحمل – حتى وحدى، أو معك إن شئت- مسئولية تحقيق ما أتفاءل به، وحسابى على الله.

د. أسامة فيكتور

أولاًٌ: ربنا يديم عليك نعمة الصبر والأمل والتفاؤل وهى تدوم بالشكر وأنا أثق أنك تشكر الله عليها.

د. يحيى:

الحمد لله

د. أسامة فيكتور

أخيرا فهمت إنت عندك أمل ليه فى مرضى تعتعة السبت (الحكومة وأفرادها) لأنك عندك امل فى أى مريض.

د. يحيى:

ياليت الحكومة كانت مريضة، إذن لكان الشفاء ممكنا!!

د. عمرو دنيا

أنا فعلا سمعت فى الأخبار والجرائد بيع الأصول والملكية وأشياء أخرى لم أفهمها فأنا فى هذا الصدد لا أفهم شيئا على الإطلاق، وربما لم أحاول أن أتوقف لأفهم، ومش عارف هل اللى عندى ده لامبالاه ولا يأس ولا إيه؟ بس أكيد حاجة مش كويسة.

د. يحيى:

بل “كويسة”!!

ألم تلاحظ يا عمرو أننى أيضا لم أفهم، برغم أننى “أفك الخط”، (كما جاء فى التعتعة)، ولا أظن أن أحدا فاهم إلا أصحاب المصلحة الحقيقية وراء هذا الملعوب المسطح الكاذب، وهذا ما يعنيه تعبير أن ثمة أمراً ما، وراء كل ذلك لا يعرفه إلا من يعرفه.

برجاء مراجعة القول العامى الشائع فى ردى على د. إسلام حالا ” هَلْبَتّ فيه إنّهْ”!!!

د. محمد عزت

المشكلة أننا، ومنذ الثوره المباركة، نتفنن فى وضع الشعارات والأطر والأسس والهيئات واللجان وكل كذا (مع الاعتذار عن التعميم) أشكال فارغة من المضمون، من الهدف، من المعنى، التنمية الحقيقية يجب أن تبدأ من تنمية الانسان ذاته، وهذه الحقيقة هى التى لا ينتبه  إليها حكامنا، سواءاً كانوا عامدين أو غافلين.

د. يحيى:

أخشى ما أخشاه أن يعرضوا مناقصة “لـ …” تنمية الانسان” فى “مقاولة” يتقدم إليها أصحاب شركات الدواء لتسويق “نوعية حياة” بالتعاون مع شركات البترول والسلاح، لتمويل ألعاب السرك المادى المغترب، وهم يلوحون لنا بـ “ملبن الحرية” و”عسلية حقوق الإنسان المكتوبة” بمعرفتهم، وليست التى خلقها الله،

ياه!!! آه!.

أ. محمد المهدى

لم أفهم بوضوح المغزى الحقيقى من وراء المثل رجاء التوضيح اكتر؟!

د. يحيى:

أرجو قراءه التعتعة مرة ثانية، ثم ردى على كل من د. إسلام & د. عمرو دنيا، حالا.

أ. محمد المهدى

معترض على جملة حضرتك “ماذا سنخسر أنا أو هو  مادام “كله بالمجان”؟؟؟”، أعتقد ان الكل خسران حتى من هم فى غير حاجة لهذه الحصة، فهذه الأسهم فى الشركات مملوكة للشعب ونحن لسنا فى حاجة إلى بيع وشراء فينا أكثر مما نحن فيه.

د. يحيى:

لم أفهم تماما ما تقصد، وأظن فى ردى على د. إسلام حالا توضيح أكثر لما كنت أعنيه فى التعتعة،

أما التعبير الذى وضعتَه، أنت بين قوسين فكان تساؤلا ساخرا وليس سؤالا يحتاج إجابة.

وعموما:  فالأرجح أن الاسهم سوف تباع من الباطن لمن عنده أسهم خاصة، ولمن يفهم فى الاسهم … مثلما تباع بعض الأدوية باهظة الثمن التى تصرف لمن يزعمون أنهم “يعالجون على نفقة الدولة” بوساطة أعضاء مجلس الشعب للقومسيون الطبى.. الخ.

أ. نادية حامد

أعجبنى جداً المثل العربى المستشهد به فى هذه التعتعة والظاهر ده فعلاً (باعت المراة السمسم المقشور بسمسم غير مقشور) أو ما يعادله (هناك هدف فى نفس بن يعقوب) وراء هذا الاقتراح أو القرار المزمع إتخاذه من مشاركة المواطنين فى تملك وإدارة أصول القطاع العام المملوك للدولة.

د. يحيى:

برجاء قراءة مناقشة كل ذلك مع كل من د. إسلام إبراهيم، ثم عمرو دنيا، فهى تتفق مع تعقيبك، شكراً.

****

الملحق: (آخر لحظة)

وصلنى حالا أن الإصلاح وصل بالشبكة إلى كفاءة تسمح بإدخال النشرة إلى موقعنا مباشرة فجرى ما يلى:

أولا: لم أغير حرف مما كتبته قبل ذلك، على اعتبار أننى كتبته والعطل مازال قائما.

ثانيا: أكتب فى ملحق البريد التالى كل التعقيبات التى وصلتنى بعد أن تمكنا من فتح الموقع

ثالثا: سوف اكتب للصديق أ.د. جمال التركى حالا شاكرا مقدِّرا معترفا بالجميل، ثم أعفيه من مهمة نشر اليومية فى شبكتنا الرحبة، اللهم إلا إذا رأى أن يواصل نشرها مواكبة فى نفس الوقت، دون أى إرهاق من ناحيته هو أو مساعديه.

الحمد لله

والشكر لأصحاب الفضل.  يحيى

ملحق البريد بعد فتح الموقع:

أ. رامى عادل: حوار/بريد الجمعة

مصباح وردي في نهار اسودّّّ- اشير بهذه الجمله الي ضرورة ان يراك احد، وينظر اليك، فتراه كما هو، بما هو. لماذا يخفي-الصديق /الحاله-وجهه بهذه الطريقه المزعجه المربكه المحيره؟ وكيف يحترم ويحتوي ويصان؟  اثق في  امانتكم ان يكون  العلاج جذري واقدر- صعوبة-تحقيق هذا ربما في مجال الطب  بشكل عام.

د. يحيى:

مرة أخرى يا رامى، لو سمحت تنتظر حتى أكتب اجتهادى فى التفسير واقتراح الفرض، أما أملك فى شفاء الابن سامح فهو هو أملنا وأنا أشكرك عليه.

لكن ماذا جرى لك لتترابط كلماتك هكذا؟

أخشى ألا يعرفك الناس، أو لعلهم – وأنت معهم – يتعرفون على “رامى” جديد (يحتوى القديم الجميل طبعا) ربما.

د. أسامة عرفة ربّ ضارة نافعة (2 من2)

تعدد الأمخاخ وتعدد مستويات الوعي وخبرة العلاج الجمعي في هنا والآن

في وجه شبه مع فكرة التحليل التفاعلاتي فيما يخص تعدد مستويات الخطاب بين ذوات أو كيانات المتفاعلين ألاحظ بين الحين والآخر تعدد مستويات التواصل بين المعالج وأعضاء المجموعة على محور آخر أقرب إلى أن يكون حشد هائل من خطوط التواصل بين هذه الأمخاخ المتعددة ومستويات الوعي المختلفة مما ينشط معظم مستويات الاستقبال وأيضا الارسال لدى المعالج (وما يقدر على القدرة غير القادر ) في اطار خبرة كلية مكثفة تحوى كل هذا الزخم في مقطع زمني محدد فى الهنا والآن .. حتى أن المعالج بعد انتهاء المجموعة يدهش حين يحاول قراءة أداءه هو نفسه داخل المجموعة فيعيد اكتشاف نفسه عبر محاور موروثه وتاريخه ومكنوناته ومستويات حضوره

كل عام وحضرتك بكل الخير

د. يحيى:

– وأنت بالصحة والسلامة

– جاء تعقيبك الآن بعد عودة الشبكة بالسلامة إلى ما يقرب من كفاءتها الكاملة، وقد خطر ببالى كما جاء فى مقدمة حوار اليوم أن “المخ العالمى الجديد” الذى يتكون عبر هذه الشبكات، له نموذج آخر فى العلاج الجمعى استوحيته الآن من تعقيبك، أعنى أن للمجموعة مخ واحد “وأن أفراد المجموعة هم خلاياه” … الخ وهذا موجود فى نظريات نفسية كثيرة مثل النظريات التى تتكلم عن “المجال” و “الجشتالت” وهى أمور تحتاج إلى عودة ومقارنة ولغة ومرونه

شكرا يا أسامة

وحمدا لله على السلامة

****

د. أنس زاهد التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (26)

لفت نظري يا دكتور أن الزوج ينتظر زوجته في السيارة عندما يوصلها إلى العيادة؟ لماذا لا ينتظرها في العيادة نفسها؟ لقد ربطت بين هذا السلوك وبين نظرة الزوج إلى الطب النفسي حيث لم يكن متحمسا لذهاب زوجته إلى الطبيب على اعتبار أن اللي عندها شوية دلع.

د. يحيى:

هذا جائز

شكرا

د. محمد أحمد الرخاوى : يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (4)

يغشاني

تبتعد لاقترب

تتغمدني برحمتك برغم غبائي

توقظني بحرماني فأستفيق

لا اخرج من مداراتك الا ان اضل

 يجلدني سياط السوي

افزع الي نفسي

فاجدك اقرب من حبل الوريد

فيا حي يا قيوم لا تحرمني بخروجي من نفسي

فانا منك اليك بك

يارب كما خلقتني

يا رب كما خلقتني

احب الخلق

واحب الامانة

فاعني بها كي يغشاني نورك

لا احب الترهيب

فلم تخلقني له

د. يحيى:

“ماشى”!!

هذا طيب.

فاحذره!!

د. محمد نشأت

من خلال المقابلة مع سامح.. ما رأي حضرتك الآن في وصف ((العيان متفركش))؟

د. يحيى:

واضح لى، ولعله واضح لك، أنه لا توجد “فركشة” بالذات كما تصورت الزميلة مقدمة الحالة، لكن لا تنسى يا محمد أن نوع المقابلة هكذا، تلملم المريض حتى لو كان “متفركشاً”

د. محمد نشأت

الجملة اللي كتبها سامح (خرج ثم عاد إلى البيت) وأصر عليها ..هل ممكن تفسيرها بالـ النكوص (Regression) ؟

د. يحيى:

 ليس تماما، فبرنامج “الدخول والخروج” الذى أحاول توضيحه كثيرا ليس نكوصا وإنما هو برنامج نمائى ضرورى رائع، إذا سار فى الاتجاه الصحيح.

(وانتظر تفسير المقابلة، والحالة، أو فروضها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *