نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 25-12-2015
السنة التاسعة
العدد: 3038
حوار/بريد الجمعة
المقدمة:
المشاركون قلة
والتعقيبات عامة
وهذا متوقع لطبيعة عرض الحالة على أجزاء هكذا
شكرا
*****
حالات وأحوال (17) تابع: رحلة التفكيك والتخليق(13)
(امتداد الوعى الجمعى فى الوعى البينشخصى)
د. مصطفى مرزوق
هل هى دوائر متداخلة متقاطعة؟ أم دائرة صغيرة تتسع تتدريجيا؟ أم هو جزء من كل؟
لا أتصورها مراحل (stages) تبدأ بالوعى الشخصى (الوعى الوعى) مرورا بالوعى البينشخصى ثم الوعى الجمعى والكونى إلى وجهه تعالى، هل هى كذلك؟
د. يحيى:
لم أفهم السؤال جيدا، أذكر أننى تناولت مراحل تكوين الوعى الجمعى فى العلاج الجمعى خاصة وسوف أبحث عن النشرة وأفيدك برابطها، أظن أنها بعنوان “ماذا يحدث بالضبط مما هو ضد “جماعة القطيع”؟ (نشرة 2-6-2013) لكن مرحليا أفيدك بالتالى:
هى حركية تبدأ من الوعى الشخصى، ثم عبر الإدراك (أكثر كثيرا جدا من قنوات الحوار الكلامى)، وعبر العقل الوجدانى الاعتمالى، ثم تبدأ حركية الوعى البينشخصى، ومن خلال تقاطعات أفراد المجموعة يتخلق وعى مشترك ويظل الوعى الشخصى والبينشخصى يغذيه وينميه من خلال “برنامج الدخول والخروج” إبداعا، وليس مجرد الدخول والخروج بمعنى: أن دخول الوعى الشخصى إلى الوعى الجمعى ثم العودة إلى الوعى الشخصى لا يتم على نفس المسافة طول الوقت وإنما يتغذى كل منهما بإضافة إبداعية لا يمكن رصدها أولا بأول، لأنها تحدث فى زمن متناهى الصغر وباستمرار.
د. مصطفى مرزوق
وهل السهم فى إتجاه الخارج فقط؟ أم من الداخل للخارج والعكس؟ أعتقد أنه كذلك مع جهلى بالكيفية؟
د. يحيى:
السهم هو فى الاتجاهين ذهابا وإيابا كما ذكرت فى الرد عليك حالا، ليس فقط خارج الشخص وداخله، وإنما أيضا خارج الوعى الجمعى المتخلق وخارجه.
د. مصطفى مرزوق
هل يمكن أن يكون المرض النفسى – الذهانى – وكأنه خرق لقاعدة العلاقة بين مختلف درجات الوعى (الشخصى – البينشخصى – الجمعى – الكونى – ربنا)؟ خرق لهذه القاعدة المجهولة ربما – إن كانت ثمة قاعدة، وأظن ذلك؟!!
د. يحيى:
الذهان خرق لكل القواعد اللهم إلا قاعدة ترجيح النكوص والتفسخ فاللاحياة، حيث أن الذهان هو قرار بالفشل وبالانسحاب والتوقف والتخثر، اللهم إذا لحقه علاج باكر وهو فى مرحلة الأزمة المفترقية (برجاء مراجعة العلاقة بين الحلم والجنون والشعر) (نشرة 20-1-2013) و(نشرة 27-1-2013) و(نشرة 3-2-2013)
د. جون
لفت نظرى تحويل الصراع بين Ego states إلى حوار جدلى هذا من خلال الوعى البينشخصى، وكى أفهما أكثر أريد أن أعرف كيف ألاحظها داخلى أنا بين “حالات الأنا” الخاصة بى.
د. يحيى:
أولا: الوعى البينشخصى هو بين شخصين وليس داخل نفس الشخص.
ثانيا: أرجو ألا تلاحظها أصلا، وإلا سوف تنقلب المسألة إلى استبطان عقلانى، هذا الحوار يتم عبر قنوات الإدراك والعقل الوجدانى الاعتمالى، Emotionally Processing Mind بألفاظ أو بدون ألفاظ، ونحن لا نتعرف عليه إلا من نتائجه.
د. جون
المقتطف: لابد أن نتوقع إنها تختفى لما مايبقاش لها وظيفة.
التعليق: هذا يفتح أمامى فكرة أن كل الأعراض النفسية لها وظيفة وأستطيع أن أصدق ذلك لكنى محبط من أنها لا تختفى كاملة مع اختفاء وظيفتها.
د. يحيى:
نحن لا نستطيع أن نحكم متى تختفى الأعراض كاملة أو تختفى ناقصة، ثم إن العرض قد تتغير وظيفته، ربما إلى اتجاه العكس تماما، مثلا حين يكون عرض الشعور بتغير الذاتDepersonalization هو بداية رفض للواقع واحتجاج عليه، وإذا بالعلاج أو الظروف المواتية فى المحيط المناسب يقلبه إلى نقلة نوعية فى النمو، أو إلى الإبداع.
د. جون
يا دكتور أعذرنى عن سؤال الخارج عن النشرة :
ما رأى حضرتك فى Abreaction ؟
د. يحيى:
هذا تفريغ مشروع ومفيد، وقد ذكرت قبل ذلك أن المصطلح ظهر فى الحرب العالمية الأولى عن طريق ضابط انجليزى (أو ألمانى لا أذكر، ليس طبيبا وليس نفسيا) كان إذا تجمد أحد جنوده بعد قصف هائل بالقنابل بالقرب منه، إذا تجمد رعبا وهلعا ولم يصرخ ولم ينطق، فكان هذا الضابط يمسك بهذا الجندى ويحيط به صائحا “تأوه لماذا لا تتأوه” agnise why don’t you agnise وكان الجندى الذى يستجيب له بالصراخ والتأوة والتفريغ يفك تجمده، ثم استعملت هذه الوسيلة بإفراط فى علاج الصدمات العصبية خاصة، ثم بولغ فى استعمالها فى معظم أنواع العصاب (وليس الذهان) وهى ذات أثر حسن عادة على ألا يكون نهاية المطاف.
والشاعر العربى يقول:
فلابد من شكوى لذى مروءة يواسيك أو يأسوك أو يتوجع
*****
حالات وأحوال (18) تابع: رحلة التفكيك والتخليق (14)
البداية الباكرة: الشعور بالرفض فالعزلة وتغير الذات!
د. مصطفى مرزوق
أراه شعور بالعار shame أكثر منه شعور بالرفض، وهو ما يدعم العزلة ثم تغير الذات بالكسرة الذهانية المفترضة. وتسلسل المشهد الذى وصفه المريض “بالحادثة” وإن بدا طبيعيا أو أقرب إلى الطبيعية إلا أن المريض ربطه مباشرة بالكسرة الذهانية وبداية الأعراض مما يثير التساؤل عن مدى جاهزية المريض طوليا لهذه الكسرة الذهانية المفترضة
د. يحيى:
نحن ملزمون بما عندنا من مادة مسجلة، والجاهزية فى هذه الحالة واردة، من أول التاريخ الإيجابى لوراثة المرض النفسى الذهانى مروراً بما وَصَلَنَا من انفصال أمه عن أبيه.
أما أنه شعور بالعار فإنى لا أوافقك على ذلك، لأن الشعور بالعار يأتى من فعل مشين لصاحبه، أما الموقف كما أبلغنا إياه المريض فكانت الصدمة هى اللطمة حين تركته محبوبته المطلقة مع أختها المخطوبة، وانصرفت بسرعة، فهنا يصبح الشعور بالرفض، أو الترك هو الأقرب والأهم، وهو أكثر سحقا وإيلاما عادة.
د. مصطفى مرزوق
بالنسبة للاقتراحات لطول الحالة وطريقة تقديمها: طريقة العرض جيدة
د. يحيى:
ربنا يتم بخير
*****
الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية الفصل السابع:
عودة إلى اضطرابات الزمن: “كعرض أو مرض”
أ. بيتر ناجى
هل كل هذة الإضربات هي اسلوب دفاعي لحدث أو موقف ما أو تراكمات أم ان ذلك ليس بالضرورة؟؟
د. يحيى:
طبعا ليس بالضرورة
والاختلافات الفردية تسمح بكل تنوع
وكذلك مسار الحالة ومزيد من المعلومات مع تتبع الحالة قد يغير الرأى!
أ. هدى أحمد
ما المقصود ببؤره الوعى وهامش الدرايه وهل الدرايه غير الادرك \” لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار \” وهل الادرك لدى المريض فى لحظة تقيمه هو للزمن من خلال واقعه هو وليس الواقع الحقيقى يكون بالعقل ام الوجدان (قصدى انه فى كامل وعيه الادراكى سواء لواقع حقيقى او واقع من خلاله هو، وهو بدلك يختلف مثلا عن النوبه الصرعيه التى تعزل تماما عن لحظه ما او تستقطع وقت ما)
د. يحيى:
هذه أسئلة عامة وليست خاصة بالحالة وقد أجبت على أغلبها منذ بدأت فى كتابة ما يسمى “الأساس فى الطب النفسى”.
أ. هدى أحمد
كما أنى أرى أيضا أن مجريات الاحداث التى يعيشها المريض فى لحظة ما قد تساهم فى هروبه، ولحظة الهروب هذه من المتحكم فيها ومن قررها، هذا ومن الجائز لقراءتى فى مجال الطب النفسى قد أوضحت لى بعض الاشكلات ولكنى أرجو الأجابة على تسأولى بدايتا، ومعذرة للإطاله وأرجو أن تكون المشاركه تصب فى ذات الموضوع
د. يحيى:
لم أفهم ما تطلبين تحديدا
عذرا
*****
أ. إسلام محمد
الله غفور رحيم وهذا الجزء من الثانية سرعان ما يمحي تماما من الذاكرة ويعود مرة أخري حتي نتعب ونسعي.
ما أجمل إقتناصك الجواهر يا دكتور يحيي.
د. يحيى:
وفقنا الله، والحمد له
*****
أ. إسلام محمد
الوقفة إخلاص بلا حدود وأمانة كذلك بل هي كل نبيل
د. يحيى:
هذا بعض ما وصلنى، وأنا مستمر فى محاولة التعرف على مزيد من معالمها التى أفضل ألا أحددها فهى لا تتحدد.