الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

16-1-2009

السنة الثانية

العدد: 504

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

من البديهى أن يكون التركيز فى بريد هذا الأسبوع هو على “غزة”، إلا أن موضوع المؤسسة الزواجية وصعوبات إنجاحها وتطويرها قد أخذ حجما يستأهله أيضا، وأنا أتصور أن جهاد البشر ليكونوا بشرا أسوياء، لا قتلة، ولا مسوخا، يحتمل الجهاد فى كل الجوانب طول الوقت.

****

تعتعة: الامتناع عن التوقيع

د. ماجدة صالح

يا دكتور يحيى لقد أشتدت تعتعتك هذه المرة حتى كادت أن تصل إلى حد الملخ، فأشتد الألم العاجز من فرط العصب (الوتر) المشدود، دون تناثر قد يعفينى ولو جزئيا من مسئولية عجزى .

فإلى أين بالله عليك وأنا من أكثر المعنيين بهذه الكارثة؟؟

د. يحيى:

دون تنازل عن الألم، ودون انسحاق به، ودون تفريغه فى عويل، أو تصور أداء واجبنا كله بالتبرعات والشفقة والمصمصة، أجيبك أننا ذاهبوان إلى ما نستحق، ونحن نستحق خيرا كثيرا رغم الكذب، والحماقة، والنفاق، والغباء، وسوف ترين، وأنت – يا ماجدة – تعرفين، وتساهمين، ولايوجد سبيل فردى آخر، أما الحل الجماعى العادل فهو قادم أيضا من مجموع اصرار الأفراد، نأمل ألا يتأخر إلا بمقدار أن نكون أهلا له.

أ. هيثم عبد الفتاح

أنا لا أوافق على التوقيع، وحاسس بالذنب والتقصير تجاه إخواننا فى غزة، وفى نفس الوقت جوايا سخط وغضب كبير جداً تجاه حكامنا العرب الذين وقفوا ولا يزالوا واقفين مكتوفى الأيدى ومنذ زمن بعيد تجاه ما يحدث بالأراضى المحتلة.. إلى متى سنبقى هكذا… فى هذه اللحظة التى اكتب فيها هذه الكلمات لا أملك سوى الدعاء للأخوة فى غزة بالصمود والاستبسال، وأيضاً الدعاء لحاكمينا بأن يتخذوا موقفا، أى موقف.

د. يحيى:

الدعاء للإخوة فى غزة وارد، وواجب، ومستجاب، على ان نكون أدوات تحقيقه.

أما الدعاء لحاكمينا بأن يتخذوا موقفا أى موقف، فسوف يستجاب أيضا لأنهم فعلا يتخذون موقفا، لا أحب أن أصفه لأنه ليس الموقف الذى فى بالك.

د. مروان الجندى

أتفق مع حضرتك فى الامتناع عن التوقيع، وأحيانا كثيرة لا أحب أن أخوض فى مناقشات خاصة بالحرب والسلام، وحال الأمة العربية وأتهرب منها حين تثار أمامى، ولكن يتولد داخلى احساس بالقهر والعجز لا أعرف ماذا أفعل به.

د. يحيى:

آسف، ذلك لأنى أعتبر قبول القهر والاعتراف بالعجز هما مشاركة من جانبنا –غالبا- فى الجارى

الصدق والمواجهة، بقبول الهزيمة، وإعلان الاستسلام وتسريح الجيوش الرسمية، ثم تجييش الشعوب المهزومة استعدادا لنصر حقيقى هو حل شديد الإيلام، لكنه أفضل من الكذب والتأجيل والخداع والنفاق.

استمرار الحرب إلى أن ننتصر، أو قبول الهزيمة السالفة المواصفات هو الحل، ودفع ثمنها، مع البداية الجديدة الفورية، هو الخيار الواقعى المؤلم.

د. محمود حجازى

استفدت كثير من قراءة حضرتك للتاريخ بهذه الطريقة ذكرنى بما يفعله الأستاذ هيكل على قناة الجزيرة، ولكن إذا ماذا؟ أخشى أن يكون مجرد كلام فى كلام كعادتنا، ثم ماذا سيفعل هذا الفهم هل سيطعم أهل غزة؟ هل سيوصل السلاح للمقاومين؟ هل سيروع إسرائيل؟ أشك فى ذلك.

 الإسرائيليون ومن ورائهم الإمريكان لا يفهمون سوى لغة القوة، هم يعرفون آخرنا، سيخرج حكامنا ليشجبوا وينددوا، وتخرج الشعوب للتظاهر ثم نعتاد على كل ذلك ويستمر الوضع.

د. يحيى:

أولا: أنا لا أوافق الأستاذ الحرفى الحاذق هيكل فى موقفه أو تحليلاته، وأسمى أحيانا ما يتحفنا به من ذكريات ووثائق، اسميه “الكذب الموثق” وهو مشارك مائة فى المائة فى الكذب فى قراءته لما حدث سنة 1956، وأيضا فى المشاركة فى هزيمة 1967 ثم تبريرها، وإطلاق اسم التدليل عليها وتسميتها “نكسة”، … إلخ

 وهو إن لم يعترف بكل ذلك بشجاعة فلن أقبل منه أى تفسير من مقعد المعلِّم الحاذق المغرض، بوعى أو بغير وعى،

 ثم إننى لا أصدق التاريخ عموما فهو على أحسن الفروض “وجهة نظر”،

وما قدمتُهُ هو “موقف معايش عمره أكثر من  ثلاثة أرباع قرن يخطئ ويصيب، ويأمل أن يتعلم باستمرار”.

ثانيا: الرد على الجزء الثانى من تعقيبك تقرأه فى تعتعة الغد (السبت) إن شاء الله.

أ. نادية حامد محمد

لا أوافق على توقف حضرتك عن كتابة “التعتعة” الخاصة بأحداث غزة، وأطلب من حضرتك استمرار الكتابة فيها لأنها إبداع وحضرتك سبق وذكرت إن : الحرب – الإبداع – الألم – الصبر، تكفى أن تكون حلا مؤقتا للأحداث الجارية.

د. يحيى:

الألم الذى يتفجر داخلى وأنا أكتب فى هذا الموضوع أكبر من كل تصور، وأخشى أن يشلنى، وأنا لا أتصور أن الكتابة لها دور إيجابى فيما نحن فيه، إلا للتخطيط “للفعل” الذى لابد أن يستمر طول الوقت طول العمر، وأتصور أن ما نفعله سويا فى هذه النشرات هو فعل “لأننا نبحث سويا فى إحياء الفطرة البشرية التى شوهوها بكل هذا القبح، ونأمل أن نواصل السعى لإعادتها إلى أصلها كل دقيقة، بكل وسيلة.

د. عمرو دنيا

أوافقك الرأى تماما يا سيدى فى امتناعك عن التوقيع، كما أننى أوافقك فى تحفظك وتخوفك من المصدر الذى يرعى ذلك الموقع وأولئك المتطوعين، فهناك كثير من علامات الاستفهام بداخلى تجاههم.

د. يحيى:

أرجوك ألا تنسى فضل الصديق الذى أرسل لى “الميل” الأساسى الذى نبهنى أنا وانت إلى هذا الموقف، فهو صاحب السبق فى الامتناع عن التوقيع وله الشكر أولا.

د. مدحت منصور

وصلتنى حيرة حضرتك واحترت معك بدرجة من الحماس وعدم التركيز والآن أضفت لى خبرة جعلتنى أفهم كارثة 1948.

وصلنى (أظن) إحساسكم وأنتم تقرأون الفاتحة، نحن نعتم على أنفسنا تساعدنا حكوماتنا وإعلامنا على أن نعتبر كامب ديفيد استسلاما شجاعا و رغم أن هذا ما أشعر به (استسلاما غبيا) إلا أنى أول مرة أقرؤه، كنت محتاجا جدا أن أقرؤه، كنت محتاجا أن أشعر أنى لست مخطئا. الآن والغالبية من الناس فى حيرة وقلة حيلة وعتامة عقل هلم وأنر طريق أحياء يعيشون فى الظل، لا أقول أن ننسى أو نتناسى الحادث الآن ولكن لا نريده أن يحدث مرة أخرى ونحن (الناس) حتى غير قادرين على الرؤية على التفكير، نريد أن نتعلم أولا كيف نفكر وكيف نشعر بذواتنا ونشعر الآخرين بذواتهم حتى تنشأ أجيالا قادرة أولا على استخدام العقل والإبداع، عندها نستطيع أن نحارب جيلا بعد جيل.

د. يحيى:

لا أخفى عليك أننى كنت، ومازلت من مؤيدى كامب ديفيد، ومن مؤيدى زيارة السادات للقدس، ومن الفرحين بحرب 1973، على شرط أن نعلن أن محصلة كل ذلك كانت استسلاما لا سلاما، وألا نزعم أن حرب 1973 هى آخر الحروب، أقول أنه مادام مجمل حصيلة الحروب الخمس هو الهزيمة، فلتكن كامب ديفيد هى الإستسلام الشجاع، على أن نبدأ “أول الحروب الحقيقية” فوراً، بدلا من أن نكتفى بإعلان نهاية الحرب!! ثم نسرح الجيوش الرسمية، ونخلع كل الحكام المسئولين عن الهزيمة، نخلعهم من كراسيهم ومن نفوسنا معا، ثم نبدأ فى إعداد الشعب جيشا كاملا فى كل المجالات.

 موجز ذلك كله، سوف أنشره غدا أيضا.

أ. رامى عادل

الحياة هى الحرب، منذ عرفناها، إلى الآن، انت تحارب حتى اصدقاءك، ربما كى تكسبهم، لا داعى للسلام، فهو آفة العقلاء، ولا سبيل اليه، مهما غرتنا الاماني، مصر تعيش حالة حرب/ طواريء، وكذلك كل انحاء الارض، منذ نصحو باكرا، وحتى فى احلامنا الهرمة، انا وانت نحارب بعضنا البعض، فى عيادتك، وعلى هذه الشاشة، وفى ندوتك، والى ان يرحل احدنا، كى يلحقه الآخر، لا داعى لانكار اننا متورطون الى النخاع فى الحرب، واعداؤنا منتشرون فى كل بقاع الارض، ونحن مثلهم تماما، وكلنا لسنا أنبياء، نحن خلقنا للحرب، نعم، لم نقتل بعد، تماما، ولكننا على استعداد، وانت لا تدرى من يختبيء لمن، ولا من منا قد يردى أخاه قتيلا، رائحة الدم( الحقيقيه) موجوده فى كل مكان، وجثث الاحياء قد اعيتنا، ويدا قاسية تنغز كلا منا فى مرقده، تستبيحه، ومع ذلك فالحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، على الاقل هنا

د. يحيى:

ماذا جرى لك يا رامى؟ كيف عقلت هكذا؟، لكنه عقل أرسخ من أى جنون يارجل.

أ. محمود محمد سعد

أين الإشارة إلى جهاد النفس (فى العمل – الأسرة – تربية الأولاد – إشارات المرور..) ينبغى أن تكون لها دلالتها وقيمتها.

د. يحيى:

جهاد النفس كما يعّرفه الفقهاء على العين والرأس، ولكن الجهاد الأكبر هو أن تعمل عملا حقيقيا جادا فرحا مسئولا متألما طول الوقت، طول العمر، وهو الذى يبدأ مع استمرار الحرب، مرة أخرى: بعد إعلان الهزيمة للبدء من جديد.

أ. محمود محمد سعد

معترض على قرارك بعدم الكتابة فى مثل هذه المواضيع أليس هذا انسحابا حتى فى أقل ما نستطيع فعله.

د. يحيى:

برجاء قراءة ردى على نادية حالا

د. محمد أحمد الرخاوى

هل يستسلم الذاهلين المغيبين السلبيين العالة لحساب قوى العدم والطاغوت شخصيا ام يستسلم المبدعين الى قوى وأد الابداع اولا باول فيموت الامل شخصيا الحالة الآن كما ذكرت هى محاولة خبيثة من قوى العدم على الجانبين الى تذويب الحدود بين الخيط الابيض والخيط الاسود. الحالة الآن هى ارادة تغييب وجود الله كمحور كدحا اليه طول الوقت بعد الكفر وجودا قبل اعتقادا. اذا كان لأى امل ان يتولد بخروج احياء من أموات فلا مناص من تكتل قوى الحياة كما خلقها الله ضد قوى العدم على الجانبين طول الوقت. قوى العدم تشمل العاطلين السلبيين العالة المتحجرين المتجمدين وعلى الجانب الآخر تشمل الطغاة المزيفيين المصرين على جر العالم معهم الى الفناء شخصيا

د. يحيى:

ليكن!!

ومع ذلك فمازلت أفتقد حجم وعطاء فعلك، مقارنة بصياحك وسبابك وتجريدك المعقلن الذى كان يغلب على تعقيباتك وهو يقل تدريجيا يا شيخ،

كنت أتصور أن اكتشافك حبك لأبيك/أخى أكثر بعد رحيله يمكن أن يلهمك حبا فاعلا، واحتراما مختلفا، وبصيرة قادرة لتفعيل ما تقول، بدلا من ترديد ما ………..

يا ترى هل أنت على قدر مسئولية قولك ربنا وجودا قبل أن يكون اعتقاداً؟  يارب تكون الإجابة بالإيجاب .

أشكرك.

ملحوظة: تذكرت يا محمد سخطك على المضيفة (طيران الخليج) أثناء عودتك من استراليا لحضور معزى والدك، وكيف أنها تنطق اللغة العربية وهى تلحن،

 هلاّ قرأت أول خمس كلمات ثم قمت بإعرابها لو سمحت؟!!

يا أخى !! يا أخى!!

أ. إسراء فاروق

قد تكون حرب 73 هى آخر الحروب اللى بالسلاح، لكن منذ ذلك الحين وأحنا عايشين سلسلة  متتالية من الحروب والهزائم (الحرب اللى من غير سلاح) والمصيبة إن أحنا مش عايزين نشوفها هزيمة ومستغربين من الكذبة الكبيرة.. لأ وبندلع فيها ونسميها أيشى معاهدة سلام وحقيقة الأمر أنها كانت معاهدة استسلام، وأيشى نسميها تبادل ثقافى.. وأيشى تبادل تجارى .. إلخ ونتيجته ده هو اللى شايفنوه النهاردة فى قطاع غزة.

د. يحيى:

ليس عندى إضافة أكثر مما ذكرتُ سابقا.

****

تعتعة “غزة”، وقودٌُ لتشكيل “المخ العالمى الجديد!!”

د. محمد أحمد الرخاوى

لست ادرى كيف تحملت ان تلملم نفسك وان تركز في حالات سامح وغيره، انا لم استطع ان اقرأ اصلا حتي الآن، لكني حاولت ثم خطر ببالى كيف يمكن ان يغوص كل هذا التحليل والتشريح في النفس تصورا انه علم بالنفس ووضع الفروض التى هى بداهة قابلة للتطوير والتعديل او حتي الرفض، لكن هذا ليس السؤال، السؤال هو هل يمكن لهذا الغوص الشديد ان يتحول الي نماذج بديلة الي صحة نفسية نمائية بدءا من الطفولة شخصيا مرورا بالتربية على مراحلها المختلفة، اذا كان هناك ما يسمي بالتربية، مرورا بازمات المراهقة فازمة منتصف العمر الخ…

بمعني آخر هل تحلم بعد كل هذه الخبرة العريضة والعميقة ان تكتب لنا ولمن سيأتي بعدك خبراتك فيما مر بك وان تكتب كيف التعامل مع محنة البشر في سوائهم واضطرابهم كما قال جمال التركي بمعني اخير الم يأن الاوان ان تشرح لنا كيف يتولد البشر في صحة نفسية مع احترام ازمات وجودهم بمواكباتها ثم تجاوزها بعد استيعابها لاضطراد النمو فالتطور ان امكن

د. يحيى:

من جهة أحلم، فأنا أحلم! أنا لا أكف عن الحلم غائصا فى الواقع

حاضر من عبثىّ

علما بأنه –بداهة- لا يكلف الله نفساً إلا وسعها

وأعتقد أن “وسعى” هو أقل كثيرا من آمالك

لكننا نحاول

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (30)

عن المؤسسة الزواجية والعلاقة بالموضوع (2 من 2)

د. مدحت منصور

قفزت في ذهني فكرة غريبة شوية على الوقت الحاضر ويمكن أن أتهم بالدناءة أو الرجعية على ضوء الثقافة الحاضرة والتي كان هناك إصرار على تأصيلها في مجتمعاتنا الشرقية، ألا يمكن أن يكون تعدد الزوجات حلا لهذه المؤسسة الباردة الجامدة القامعة في مجملها؟  ألا يمكن أن يحرك هذا الحل والذي قد يبدو مضحكا المشاعر الأنثوية البدائية والمختبئة داخل تعقيدات التقدم لتظهر داخل المؤسسة الشرعية مرة أخرى فتؤدي إلى حراك ما، ذكري أنثوي و بالعكس  يحل مشكلة الجمود والبرود والقمع معا؟ أحاول أن أوضح بمثال عن الغيرة ، الآن أصبحت غيرة المرأة على زوجها  مصحوبة عادة إن لم يكن دائما بتجريم الرجل وحتى على سبيل الاحتياط وإن لم يكن الرجل على خطأ وإن أعجبت به أخرى، وصل أن تنكر بعض النساء عنصر الغيرة من أصله مقابل عقلنة ما وكأن الغيرة هي ضد العقلنة.

مثل آخر التودد إلى الزوج و الذي يعني عندي التقرب بحنان ويمكن برشوة ترضي الزوج أظن أن هذا التودد قد قل كثيرا في المجمل دون التعميم ولو بكوب من الشاي. أتحدث طبعا عن الديانات والمذاهب التي تسمح بذلك محترما كل ما يخالفها، أرجو أن يتسع صدرك يا أستاذنا لمثل ذلك ولكم جزيل الشكر.

د. يحيى:

هممت أن أعتذر عن التعقيب على هذا الرأى الشجاع الطيب، كما أنى لم أفهم قولك” .. وكأن الغيرة هى ضد العقلنة”،

وعموما، فإنى أوصيك وأوصى نفسى بقراءة التاريخ بمسئولية، للتأكد من ضرورة العدل بين أطراف القضية، وأن يكون المقياس هو مقدار النضج لكل من الطرفين، وليس مجرد التمييز بين رجل وامرأة، وأن ننتبه إلى أن المرأة نالت من الظلم مايكفيها وزياده، وهى ليست ملزمة بالتودد أو التقرب للزوج سواء كرشوة وأيضا ليس بالضرورة من جانبها ابتداء، بقدر ما أن الرجل أيضا ملزم بذلك،

القضية أصعب من أى اختزال، وكل الحلول البديلة –على قدر علمى- فشلت بشكل أكبر من فشل المؤسسة الزواجية، ونحن مازلنا فى حاجة إلى ابداعات تطورية يبدو أنها ليست فى متناول مدى وعينا الآن،

كما يبدو أن ثمة حلولا فردية هنا وهناك تلوح فى الأفق أحيانا، إلا أن تعميمها على حساب المرأة، هو ظلم فادح.

أ. يامن نوح

عندى تعليق وسؤال فى نفس الوقت يخص مسألة أن المؤسسة الزواجية التى على حد تعليقكم \”لم تحقق الغرض منها حتى الان\”..

طيب السؤال..هوه ليه الافتراض من المؤسسة انها\”هى\” التى تؤدى ذلك الدور فى \”تحفيز شخصين مختلفين فعلا للاستفادة من الاختلاف لا لالغاؤه\”..؟

ربما يحوى ذلك الطموح فى المؤسسة شطحا فى حد ذاته..او هروبا من طلب ذلك من انفسنا..وكأن التعديل على قوانين المؤسسة كفيل بتوفير ذلك يوما ما..

ثانيا..لوضربنا مثل بمؤسسات العمل مثلا والية نشوءها..فى البداية يضع \”بعض الاشخاص\” قوانين \”جامدة\” بالضرورة لضبط علاقات الاشخاص داخل المؤسسة..وفى البداية تكتسب هذه القوانين شرعيتها من قوة الاشخاص الذى يقومون بفرضها..ثم بعد ذلك تنفصل القوانين لتكتسب قوة فى حد ذاتها وكانها تحولت الى شخص وهمى له شرعية فى حد ذاته.. ولكن برغم ذلك يظل وجود \”الرقباء\” شرطا لاطالة عمر التزام الافراد بقوانين المؤسسة وبدون الرقباء على النظام المؤسسى تنهار المؤسسة بعد فترة كافية ليكتشف الافراد فيها خدعة \”الشخص الوهمى\” للمؤسسة..اقصد من ذلك ان قوة الشرعية فى الدائرة الصغيرة تكون للاشخاص وفى دائرة اوسع تنتقل الى المؤسسة فى حد ذاتها ولكنها فى الدائرة الاوسع تعود للاشخاص من جديد..

وبتطبيق ذلك على مؤسسة الزواج فإن مرحلة اختراع قوانين المؤسسة هى مرحلة تخطتها الانسانية (فى اطارها العام اجرائيا وشكليا) ومرحلة تحول تلك القوانين الى شخص وهمى على ما اظن هى المرحلة الحالية..ولكن المشكلة الآن أن ذلك الشخص الوهمى- وهو فى مثالنا هذا يمثله المجتمع-لم يصل بعد فى مراحل نموه الى المرحلة التى تمكنه من ضبط تلك العلاقة او حتى الانفتاح عليها..وهذا يحيلنا الى المرحلة الاولى (والتى تتطابق فى جوهرها مع المرحلة الثالثة) أى مرحلة نضج الأفراد للرقابة على المؤسسة وليس العكس..

د. يحيى:

أهلا بك يا “يامن” ضيفا جديدا كريما هادفا متسقا.

لقد تناولت تَطور المسألة بشكل يتجاوز مجرد تحديات المؤسسة الزواجية، وقد وصلنى باعتباره تعميما جيدا يصلح للنظر فى تاريخ تطور أية مؤسسة بما فى ذلك المؤسسة الدينية.

الرد عليك يحتاج تفصيلا طويلا لا أجد فسحة من الوقت له الآن، وأعتقد أن تعقيبك فيه الكفاية،

 وأنا أقبله ترحيبا وتفهماً.. وأكتفى به.

د. مدحت منصور

بالنسبة للعلاقة بالموضوع في الجنس : يحدث أن يتوقع طرف من الآخر شيئا ما أقصد على المستوى الحيوي لا الآلي فلا يجده فيعبر عن ذلك بأنه لا يشعر بشئ، يحدث ذلك أحيانا وأظن  أن الطرف الآخر يوصل شيئا و لكن غير المنتظر لهذا لا يمكن الحكم بسرعة أنه لا يصل شيئا تماما في حالة زوجين مستمرين في العلاقة داخل تلك المؤسسة. ما لمسته حضرتك من أن مقاييس العلاقة الجنسية من القرب بعد اللقاء أو التفويت الأخبث أو الاهتمام بتفاصيل صغيرة تهم الآخر و هي مقاييس حيوية و لمست حضرتك ما قبل اللقاء ما يذكرني برقص الطيور أو الحيوانات قبل التزاوج فيحدث أيضا نفس الشئ من قرب أو إحساس بالقرب أو التفويت أو الاهتمام كدعوة للقاء.

مسألة أخرى كثيرا ما يفشل الزوجين في التعبير عن نوع الاحتياج على المستوى الحيوي إما لعدم إدراك نوع الاحتياج أو صياغته في كلمات تعبر عنه، كما أن الالتزام بأداء احتياج ما يستتبع الكثير من الجهد نظرا لعدم التأكد منالاحتياج المطلوب. يعني هل أنا ماشي صح هل ما أقدمه يصب في منطقة احتياج الآخر.

د. يحيى:

أشعر عموماً أنه قد وصلك الإشكال، لكننى أحذرك من إعطاء الألفاظ، فى وصف أو تحريك عمق هذه العلاقات، قدرا أكبر مما تستحق وتستطيع

 كما أن المسألة ليست “صح”، و”غلط” بقدر ما هى إبداع وتواصل، أم عمى واستعمال.

أ. حسن سرى

الطبيب المعالج تسبب في حالة طلاق وأرى ان ذلك اسوأ مايمكن فكيف يا استاذنا الكبير لم تعلق على هذا وتبارك للطبيب المعالج وانه قام بواجبة على احسن ما يرام

د. يحيى:

لماذا هو (الطلاق) أسوأ ما يمكن ؟

لماذا أحله الله إذن؟ أنا لا أوافق عموما على الطلاق لأنى لا أحب لابنتى أو ابنى أن يطلق أحدهما؟ ومرضاى هم أولادى وبناتى فلا أحب لهم ذلك أيضا، لكن هذا لايعنى أننى ضد الطلاق على طول الخط، خاصة وأن البديل هو طلاق آخر –فى جولة قادمة- عادة،

 ثم فى هذه الحالة لم يحدث طلاق فعلىَّ، وإنما هو ما يسمى “غضبت فى بيت أهلها” لا أكثر،

 فلماذا هذا الانزعاج؟

أ. محمد اسماعيل

كيف يكون التغيير عن طريق الحركة، رغم أن الحركة خطر باستمرار.

د. يحيى:

وهل هناك حركة حقيقية دون خطر، من يرفض المغامرة بالحركة حتى إلى مجهول، عليه أن يستسلم لعدم التغيير، لا يوجد شىء اسمه “التغيير الآمِن” 100%، تتناسب المغامرة مع قدر الحسابات الناقصة، وهذا وارد فى أى محاولة إبداع نحو التغيير.

أ. محمد اسماعيل

هناك بعض المؤسسات الزواجية تحقق النمو لكن من الممكن أن يكون نمو الزوجة أكبر من نمو الزوج وتكون واعية أكثر فتفشل المؤسسة أيضا، فمتى تنجح هذه المؤسسة؟

د. يحيى:

ما هذا؟

 العكس أيضا صحيح فقد يكون نمو الزوج أسرع.

ثم إن هذه المؤسسة تنجح حين تستمر عملية النمو طول الوقت، بوعى مشارك، ليس فقط من الطرفين، ولكن بمباركة مجتمع محيط طيب مسئول

أ. عبد المجيد محمد

حضرتك شاورت فى اليومية أن لازم نسلم أن الحركة هى خطر باستمرار، وفى نفس الوقت شاورت إنها مهمة لأنها بتساعدنا على المراجعة مع احتمالات التصحيح على شرط تكون الحركة مش فى المحل، ماذا تقصد تحديدا…

د. يحيى:

كما قلت حالا كل شىء حقيقى جاد هو خطر محتمل، لكنه يستحق المخاطرة إليه وبه، وهذا فقط هو ما يمكن أن يثمر ما نحن – البشر–  أهل له،

 هو خطر بقدر ما هو رائع .

أما “الحركة فى المحل” فهى حركة زائفة حيث تؤدى إلى تغيير.

أ. محمد المهدى

هل يمكن فهم دور الزوج هنا أنه كان يقوم بدور “المضحى” فى حالة وجود الأعراض، ومع اختفائها تضاءل هذا الدور؟!

د. يحيى:

لا أظن أن المسألة هى تضحية أولا تضحية، أنا عموما لا أحب هذه القيمة التى تسمى تضحية، العطاء الحقيقى هو أخذ رائع، فأين التضحية؟

أ. محمد المهدى

المؤسسة الزواجية ضرورية رغم عدم تحقيق الهدف منها، لابد وأن تكون متغيرة ومتحركة طول الوقت ولابد من قبول خطر الحركة بداخلها.

ولكن سؤالى هو ماذا يفعل أحد الطرفين، إذا ما كانت حركيته وتغيره تسبق الآخر بمراحل هل يستحمل، وهل يقبل هذا المقدار من الاختلاف فى درجة التغير، وهل يكون قبوله لهذا الفرق فى التغير والحركة هو من شروط استمرار المؤسسة (قبول الآخر)؟

د. يحيى:

القبول شديد الأهمية، لكن القبول غير التسليم، القبول الإيجابى هو بداية وليس نهاية، لهذا فالمسألة صعبة، وسوف تظل صعبة إلى مدة ليست قصيرة.

أ. منى أحمد فؤاد

أنا معجبة جدا بـGrammar of the family   (القواعد النحوية للأسرة) أول مرة أقرأها بس لازم حاأحاول أتعرف عليها أكثر.

د. يحيى:

وأنا أيضا

أ. منى أحمد فؤاد

أنا شايفة إن اللى وصل له المعالج مع هذه المريض مرحلة جيدة جداً، اللى وصلنى إنى أفكر فى الحل البعيد الأفضل للمريض، وليس الحل الوقتى.

د. يحيى:

هذا تفكير فى الاتجاه السليم طبعا

أ. منى أحمد فؤاد

أنا شايفة إن ما وصل إليه الزوج حاليا هو أفضل بكثير من العلاقة الأولى التى هى من وجهة نظرى تعنى التمثيل، أنا شايفة إن المعالج محتاج يشد على الزوج حتى لا يتحول للأسوأ وإن مايزودهاش أكثر من كده.

د. يحيى:

لا أشاركك الرأى فى الجزء الأول

كما أنى لا أرى أن المسألة هى “شدٌّ” على هذا أو ذاك، فهو علاج، وليس تهذيبا وإصلاحا.

أ. محمود محمد سعد

هل يحق للمعالج النفسى أن يتدخل فى العلاقة الزوجية إلى هذه الدرجة؟ أقصد أن المعالج يطلب من الزوج أن يبقى الزوجة فى بيت أبوها لمدة أسبوعين مثلا، وفى هذه الحالة ومن يتحمل عواقب الفشل؟

د. يحيى:

طبعا يحق

المعالج – خصوصا فى ثقافتنا–  والدٌ مسئول، فقط عليه أن يلتزم بالإضافة إلى ذلك بالقواعد المهنية بما فى ذلك مواصلة ممارسة الإشراف وقبول النقد فالتعديل.

ا. محمود محمد سعد

حدوث الشفاء للمريض قد يؤدى أحيانا إلى إشكالات أسرية أو زواجية وعلى المعالج أن ينتبه إليها.

د. يحيى:

هذا هو.

أ. هالة فؤاد

د. أحمد الشافعى بذل مجهودا مع الحالة ويمكن لو كنت مكانه كنت هاتحَطّ فى الموقف المحير ده بس اللى انا مستغرباه هو موقف جوزها يعنى لما تيجى تتحسن كان المفروض يحمد ربنا ويفرح ويحميها ويساعدها.

د. يحيى:

هو موقف يبعث على الاستغراب

لكنه ليس غريبا

هكذا علمتنى خبرتى

أ. هالة فؤاد

مضايقنى فى الزوجة للدرجة دى زى ما يكون إحساس بالقهر، بس رغم الإحساس ده جه معاه تحسن فى الحالة واختفاء أعراض.

د. يحيى:

أنا معك

برغم أنى لا أشاركك الطمأنينة إلى اختفاء الأعراض

أ. رامى عادل

متهيألي، ان ربنا مصبرنا على بعض، على البلاوى المستخبية، اللى بنحاول نداريها، وكل ما مصيبة تطلع تنط لنا، نقوم هات يا تفويت، مش عارف ايه الحكاية، خايف نكون بنلعب استغماية، لحد ما واحد فينا يطب، يتمسك، التانى يقفشه فى الضلمة، احنا الاتنين بنكشف بعض لبعض، بس ساعات بيكون الجرح مر وصعب، مبستحملش اشوفه، اشوف الوجع.. ده، وهى مابتستحملنيش ضعيف، مسكين، مين فينا الضعيف ومين المسكين؟ يا ترى ربنا هيسامحنا؟ بيسامحنا؟ مش عارف.

د. يحيى:

يا جدع  انت

“ماتعقلشى قوى كده”

****

حوار/بريد الجمعة: 9-1-2009

د. محمد أحمد الرخاوى

الرسالة القصيرة جاءتنى على محمولى كما هى وطلب منى ان ارسلها لكل من اعرف فارسلتها لكل من اعرف دون ذكر اسمى فقط اردت ان اوضح لك انى انا الذى ارسلتها اليك اما عن ابى فهو يذكرنا عند ربه لانه يحبنا ونحبه بحب الله لنا و له منه وإليه طول الوقت فالحمد لله فاطر السموات والارض

د. يحيى:

الله يسامحك يا شيخ!

المهم أخذتُ ثواب قراءة الفاتحة الجميلة التى يقرأها كل المسلمين ملايين المرات دون أن تصلهم منها إلا ما زعمه أغلب الفقهاء قهراً وتعصبا.

****

أ. زكريا عبد الحميد

العبد لله تعامل أكثر من ربع قرن مع هذا المركز – وكان يصهين- عن هذا …..اعنى التواطؤ

د. يحيى:

أنار الله بصيرتك وبصيرتنا أكثر فأكثر

للخداع ألف مدخل ومدخل

أما الحقيقة فهى الأفعى الأصل التى تلتهم الحبال المتلاعبة بالأنظار

د. هانى عبد المنعم

كنت أظن أن الوجدان غير المتلائم هو من أعراض مرض نفسى، إلى أن رأيته فى أناس يقودون مصائر شعوب يفترض سلامتهم من الأمراض، أمعقول هذا؟!.

د. يحيى:

بل هم أدنى وأقبح من أن نشبههم بأى عرض أو مرض نفسى أيا كان.

د. نعمات على

لا أعرف عندما قرأت هذه اليومية

احسست بالخوف والرعب

احسست بصدق مشاعرك والحيرة

احسست لمدة اقل من ثانية بالمسئولية

احسست إنى محتاجه لربنا

د. يحيى:

نحن نحتاج إليه، إلينا معا، طول الوقت

 ****

“أعطال فنية لأجهزة ذكية”

أ. عبير محمد رجب

وماذا بعد؟!

إذا كان هذا حال كل الناس يتحمسون وينفعلون ولكن سرعان ما تتعطل أجهزتهم الداخلية وينسون ما حدث دون أى حركة حيث تجمدت مشاعرهم.

بجد.. ماذا بعد؟!

د. يحيى:

ليست المسألة عطل الأجهزة الذكية أو الأجهزة الداخلية، بل هو جبن المسئولين حتى عن الاقتراب من المشكلة، مجرد الاقتراب ولو من باب الفن.

أ. محمد المهدى

مش فاهم: (الابداع الجيد هو إرهاصات لثورة يشارك فيها قبل أوانها)

هل تقصد حضرتك أن الابداع بما هو انتاج لغير المعتاد أو إعادة تشكيل لما هو موجود بالفعل يكافئ الثورة بما هى تمرد على ما هو قائم بالفعل.

أرجو الإفادة والتصحيح إن أخطأت.

د. يحيى:

أظن أننى كتبت فى ذلك بشكل أوضح فى نشرة سابقة حين أشرت إلى يوسف إدريس وهو يقول إن المبدع مثل الناضورجى أعلى صارى السفينة الشراعية يرى القرصان أو العدو قبل باقى من على السفينة.

الإبداع الحقيقى هو ثورة الوعى ليشكل لنا نموذجا مصغرا (ماكيت) لثورة قادمة على أرض الواقع.

****

يوم إبداعى الشخصى: ميتة موت

أ. رامى عادل

رجتني الا ارفض المستحيل، تابعتها، باعدت بيننا الظنون تجاوزتها، تزاوجنا، امهلتني، اقحمتها في خباياي، نهرتني، فاجبتها انه لا معني لموتي الا بذلك، رحمتني من المتشابهات اللئام،ثم ساهمنا في بناء العش سويا، حتي التقاط الحب لم ندعه، وطرنا مودعين الارض،  نلطم باجنحتنا الفضاء، تراودنا احلام شقية، تعبث بنا النسمات، وتشكرنا الصبايا، تسافر بنا، تسبقنا للجنة، نجدها مورده كما كانت  الامس، تبادلنا رقه برقه، زدناها زهوا، تسحرنا بالوانها البهية، فهي فجرا مشرقا حنونا، يسيل لعابنا ونتمختر كجوادين.

د. يحيى:

حتى كأننا …

****

عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (5)

الحلقة الخامسة (آخر لحظة!!! قبل الأخيرة)

أ. رامى عادل

نحن فى الاصل قتله، مهما راوغنا، وكل واحد مستعد يقتل نفسه (فى الاول) بطريقة شكل، يمكن مش برضاه اوي، يمكن مجبر، ويمكن، ويمكن، سهل اوي اعري نفسى، لما تجيلى فرصة، وماستحملش واتلخبط، واشوف( مش انا) بلاوى متلتله، وتجيلي حمي، كل ده وارد وطبيعي في حاله زي دي، طيب وبعدين الدنيا بتتلم ازاي، بتفرق، بيتهيألي بيوصل معني هو السبب في التهزيء ده، ومعني  بيحبب ربنا في خلقه، انا بتكلم عن امتى الواحد بيكشف نفسه لنفسه ويعرض روحه للبشاعة دي ، ثم يلاقي الدنيا مش واقفة، وان القاتل هو هو اللي بياخد بايده للناحية التانية، وساعات بتبقي شكة دبوس، طلوع الروح والاحتضار صدقوني ممكن يحصل لاى بني ادم مهما كان، وبنشوف ناس كتير متعرية، وساعات تبقي فل الفل، يبدو ان ظهور احد بهذا المستوي المتدني، محرج  ومطين، بس نعمل ايه، ماهي امنا حوا، وبالمره ابونا ادم، هم اللي بداوا، واحنا ومعانا سامح ادينا بنحاول  نفك العمل، نفك النحس.

د. يحيى:

وكأنى اكتشف معك يا رامى تاريخنا الأسطورى من جديد.

****

عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (6)

الحلقة الأخيرة (إن شاء الله!!)

أ. رامى عادل

لا ادري، ولكننا نتعري، وتنكشف وجوهنا وكذلك ظهورنا، مهما بدونا اقوياء ومحتملين، وهذا لا يقتصر علي المرضي بطبيعة الحال، وهو جميل، ولكن بعد ان نتعلم منه كيف نغطي انفسنا، ومن حولنا، نحن لا نتعري بارادتنا تماما، ولكن هذا الشعور يقاومه العقلاء، ويجتازونه، هي خبرة معرفية، ان ينكشف جرحك، مهما تظاهرت بغير ذلك، ومع وجود اناس يحبونك وترتاح لهم،  يقوموا معك باللازم، وهو يتحقق في مجتمعات شديدة الخصوصية، ان يتعرض احدهم لهذه النكسه، ثم يتعافي بشكل او باخر وبمساعدة الجميع، وفي مده وجيزة، اظن ان هذا يتطلب تكاتف وشعور وليس مكاشفه بطبيعة المرض، ولكن نظرة واحدة تكفي، كلمة رقيقة، مع مجتمع رشيد، نحن لا نخلو من الخير، ويوم ليك ويوم عليك.

د. يحيى:

أوافق.

د. أميمة رفعت

أشكرك حقيقى على إهتمامك و إرشادك لى. أنا لم أتوقع أن تساعدنى هكذا فى حالة أشرت إليها مجرد إشارة دون معلومات كافية فى بريد الجمعة. والفرض الأخير لحالة سامح وعبد الرحمن والمقارنة بينهما ثم عرض الحالة الثالثة (مريضتى ( أفادنى كثيرا .

رسالتى كانت منذ أسبوعين تقريبا وقد أخذت المريضة فعلا  بعد كتابة الرسالة جلستين (2 تنظيماية) وتحسنت كثيرا، وبدأت تتناول أدويتها من جديد . وقد وجدت فعلا وقتها – بعد ان هدأت – أنه لا وجود للشعور بالذنب لديها و أننى\” قرأت \” الحالة غلط ، و جاءت رسالتك اليوم تؤكد لى ذلك فعلا. ثم  أنه وصلنى أننى لم أبذل ما يكفى من جهد معها ، وها أنا ذا أحاول أكثر، وأنا سعيدة بذلك .

أعتذر عن عدم إرسال أى معلومات عن الحالة فلم أتصور أن يحتمل بريد الجمعة هذا ولم أحب أن أفرض حالاتى على القراء ومع ذلك \” رب ضارة نافعة \” فقد وصلنى الكثير جدا فى النهاية.

د. يحيى:

مسألة الشكر سواء منى أو من أصدقاء  البريد تصلنى بشكل طيب، صادق، لكننى تعودت فى جلسات العلاج أن أنبه أن أمنع منعا جزئيا، أو أحذر على الأقل من الإفراط فى الشكر، وأحيانا الاعتذار، حيث أننى أشعر- فى العلاج الجمعى على الأقل- أن كلا من الشكر والاعتذار يزيد فى المسافة بيننا ونحن نتحلى بأدب لسنا فى حاجة إليه

وقد حاولت أن أمنع نفسى عن شكر من يصلنى فضله فى البريد خاصة، فوجدت صعوبة شديدة، لهذا أنا أقبل شكرك يا د. أميمة،

 لكن دعينا نتفق على نوع آخر من الشكر، وهو توصيل فائدة ما نحاوله معا على أكبر عدد من الزملاء، وتفعيل ما يصلنا على أكبر عدد من المرضى، مرورا بأنفسنا.

 أننا نأمل من خلال الجانب الطب نفسى، وقد غلب على النشرات بشكل واضح، نأمل تعميم الفائدة ما أمكن ذلك، أنا أحاول فقط أن أتواجد مع كل سائل ومجتهد لتعم الفائدة، خاصة وأن فرص الحوار وتبادل الخبرات بطريقة منتظمة فى مؤسسات مفروض أن تقوم بذلك، هذه الفرص ضئيلة جدا، وهى تزداد ضآلة، دعينا نأمل أن تكون أكثر عونا لمرضانا ولأنفسنا فى حدود هذا الاجتهاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *