حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 18-8-2017
السنة العاشرة
العدد: 3639
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
بعض البريد اليوم جاءنى “بعد طلب التوصيل إلى الموقع” (ديلفرى)
خجلت وأسفت
وحمدت الله، فقد وصل سالما!
******
أ. اسلام محمد
الصمت الفعلى هو موت…..أما الصمت المتكلم -ويتعدد كما ذكرت دكتورنا- فهو حياة وأمل
إليكم هذه:-
لعبة الإدراك تتزايد …بين يقين وضلال……وفى كلاهما المتعة….شريطة أن تنتهى بيقين…..وفى الضلال الخداع…فتذهب إلى ما يدمر ذاتك فى استسلام بل وسلام…..ولو أدركت اليقين كله بداية….لم تتحملها من جرعة صدق خالصة…..ولكن احذر من حاول تزييف إدراكك ويخطط لهذا طيلة الوقت….فكما أراد بك السوء فعاقب بتزييف إدراكه مثل ما عاقبك….وما مسيرة الحياة إلا من بدأ شرارة الإدراك…
د. يحيى:
عذرا لم أفهم يا إسلام كيف يجتمع الاستسلام مع السلام
الحديث عن “الإدراك” يطمئننى إلى امتداد آفاق المعرفة.!
فى نفس الوقت أخاف اللاحدود
د. رجائى الجميل
ما الزم الحرف/ الالفاظ/الكلام
وما اجوفهم اذا انسلخوا
وكثيرا ما ينسلخوا
———-
الكلام دون كلام
والتفكير دون الفاظ
يحدث ولكن بين من يتكلمون نفس اللغة.
———-
الصمت يصرخ فى وجه كل رطان بلغة يستحيل فك رموزها الا لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
———-
الكلمات البراقة هى صناعة غلاف حلوى
لا تختبر الا اذا اطلعت على مصدر الحلوى
———-
د. يحيى:
نعم، إلا قليلاً.
د. مريم سامح
رأيت فى جروب القصر العينى كيف أنه كثيرأ ما تعوق الألفاظ الحياة والشعور والتواصل، فالنمو.
وذكرتنى هذه النشرة عن الكلام بدون كلام، فشعرت بالحنين، وعندما حاولت الصمت وجدت صعوبة شديدة لكننى ذقت بداية القرب الذى تتحدث عنه.
د. يحيى:
هذا طيب.
د. مريم سامح
وأيضا بينما استمع للمرضى، لاحظت تنقُل فى صمتى ما بين متأمل وميّت ويقظ، ورأيت كيف أنه يصل للمريض ما أشعر به رغم أن كله صمت، أتمنى أن أصل للصمت المبُدع.
د. يحيى:
سوف تصلين حتما لأنك تستحقين ذلك
هذه طبيعة بشرية نحن الذين نحول دون طلاقتها.
د. إيمان سمير
المقتطف: (165)
حين تتكلم بدون كلام،
وتفكر بدون ألفاظ
تقترب منك، ومنهم، و”مـِنـْهُ”.
التعليق: فى الأول مفهمتش، وفكرت يعنى إيه بدون ألفاظ، بعد كده قلت يمكن المقصود الصمت، ووجدت الفقرة التالية تتحدث عن الصمت، فعلاً الصمت بيقربنى من نفسى ومن الآخر ومن ربنا.
د. يحيى:
ليس كل صمت طبعا.
برجاء الرجوع إلى سائر تجليات الصمت، وأيضا سلبياته.
د. إيمان سمير
المقتطف: (166)
والصمت الساخر: وهو الذى ينظر من أعلى على كل ما هو آخر، أى كل ما، ومن، يختلف معه
التعليق: أخذ منى وقت ولسه بأقع فيه أحيانا للأسف
د. يحيى:
كلنا نقع فيه، رضينا أم لم نرضَ، دَرَينا أم لم نَدْرِ
د. إيمان سمير
المقتطف: (166)
فمن كان يؤمن بالحق والكدْح المصير : فليقل “خيرا”
أو ليصمتْ إبداعـًا.
التعليق: “يصمت إبداعاً” أنا دائما أنبهر من اختيارك للكلمات
د. يحيى:
بارك الله فيك.
د. إيمان سمير
المقتطف: (168)
إذا استطعت أن توقظ إحساسك تماما وأنت تملك ناصية الألفاظ، فاجعلها مَعْبرا أيضا للوجدان،.. لا رمزا فقط للمعانى، ثم يلتحم الجميع لتصبح هى الفعل ذاته..لا بديلا عنه،
ولاتخش اللغة الجديدة، فهى الشعر الحقيقى.
التعليق: أعرف عن نفسى أننى أمتلك الأساس ولكننى لا أعرف كيف أعبر بالألفاظ، عندى عجز فى استخدام الألفاظ وعارفة أن ده مشكلة عندى.
د. يحيى:
ربما أحسن
ولو مرحليا
******
أ. إسلام محمد
كلام عميق جدا يرمز إلى ما لا نهاية من الأفكار والقيم الخلاقة التى لا تنتهى بحالها هى أيضا فترمز إلى أشياء أخرى وهكذا …فعلا الشرح الآن كان سيفسد ويقزم حكمة المجانين ….اللى أنا شايفها ثرية المعنى والدلالة ثراء شديد جدا……فهى جامعة غير مانعة من حيويتها..
د. يحيى:
فرحت بتعبيرك
“جامعة .. غير مانعة”
تعبير دال مفيد
د. رجائى الجميل
المعرفة دون فعل هى اسوأ ملايين المرات من الفعل دون معرفة.
فالفعل القاصر الملتزم قد يؤدى الى المعرفة والعكس ليس بالعكس.
———-
الفكر هو فعلنة المعلومات التى قد تكون مضللة وهو مثل الآلة الحاسبة لا يفرز اى ادراك.
———-
اجترار اسباب العجز تقنن العجز وتعوق امكانية الحركة الدائبة الحتمية حتى مع ظاهر العجز. بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره.
———-
لغات الحضور كثيرة ومن ضمنها – احيانا- التواصل بالكلمات.
———-
الذكاء المنطقى اللعوب هو من اخبث انواع العمى الحيسي
———-
التواصل بالكلام اداة حتمية ولكن التواصل التواصل اكبر بكثير من الكلام—-
———-
لا ادرى ان كان هناك وقت ليتطور الانسان كى يستغنى عن الكلام اصلا.
———-
تكبل الالفاظ -فى كثير من الاحيان – المعانى كميكانزمات دفاع ضد لا سمح الله التعرى!!!
———-
رطان الكلام هو البديل المطروح لكل من لا يريد للكلام ان يحمل اى معنى.
د. يحيى:
الأرجح عندى أنه لو سار الحال على ما هو عليه فلن يكمل النوع البشرى مشواره أصلا.
دعنا بالرغم من ذلك نحاول فهو لن يحاسبنا إلا على ما ملأنا بى أجزاء الثوانى.
وأيضا على أجزاء الثوانى التى تركناها فارغه.
د. رجائى الجميل
“اروم القمر تشدنى جاذبية ..عدمي
لا اصل اليه .. القمر .. ولا يفارقني .. تزداد .. تزدان زغللة شهواتي
الى حد العمي لا اموت ..
استيقظ على قلب نابض كادح
يكابد رغبة شهوة انانية لا يرتوي .. تتشابك خيوط وجود آخر كادح
يلمس البؤرة البيضاء .. تحبه .. تلفظه .. لانه يعنى التعري .. لا تنساه
فهو جزء منها بل هو .. هي تناديه .. يجيب تقول لا تذهب .. لا تقترب.
د. يحيى:
لا بد أن كلمة “التعرى” (هنا ومن قبل) تعنى عندك معنى غير الذى يصلنى منها
لا مانع
د. مريم سامح
أتذكر قولك عن كتابات أستاذنا نجيب محفوظ، وكيف أنها كانت تشفى نفسك، أشعر بالمثل وأنا أستقبل النشرة يوميا فأدعو لك.
د. يحيى:
تقبل الله دعاءنا، لنا، معا.
د. مريم سامح
تشبيه الجذام اللفظى بليغ للغاية لهذه الحالة، فهو واقع لاستخدام المعرفة للفائدة.
وتعليقك على العلاج الكلامى وكيف أن الفطرة أعمق وأقرب وأبسط مما يقال، أعادت إيقاظ رؤيتى للعلاج النفسى.
الرسائل المتتالية النابضة بالاختلاف بين اللفظ والمعنى وصلت إلى أعماقى للغاية ولا أريد أن أفسدها بالتعليق.
د. يحيى:
بارك الله فيك يا مريم ونفع بك أكثر فأكثر.
د. إيمان سمير
المقتطف: (171)
أنت تفكر…، فأنت غير موجود،
لا تفكر، ولكن استعمل التفكير.
التعليق: صح فعلاً
د. يحيى:
مع الاعتذار لعمنا “ديكارت”
د. إيمان سمير
المقتطف: (176)
بقدر ما اكتسب الانسان قفزة تطور عن طريق التواصل بالكلام، وقع فى مصيدة توقيع شيكات برموز ليس لها رصيد من المعنى.
التعليق: قعدت أقرأ هذا الجزء كذا مرة عشان استوعبه وعشان الجملة رائعة وبتوصّل المعنى.
د. يحيى:
الحمد لله أننى وجدت من يبذل هذا الجهد المعرفى الجميل.
******
د. مريم سامح
اتفق معك تماما فى موضوع السكوت فترة يوميا
د. يحيى:
ياليتنا نجرب، لنرى!.
د. إيمان سمير
المقتطف: (184)
هناك من العقول ما يصابُ بانسداد حاد فى مدخل الأفكار.
وهناك من العقول ما يصاب بانفجارٍ فى مجارى المعانِى.
التعليق: فهمت الجزء الأول بس مش فاهمة يعنى إيه “انفجار فى مجارى المعانى”
د. يحيى:
مثل أى انفجار فى “مواسير الصَّرْف الصدِئَةْ”، حين يزيد الضغط فيها عن احتمالها.
د. إيمان سمير
المقتطف: (185)
لو سكت الناس، كل الناس من كل لون وجنس، ساعة أو بعض ساعة عن الكلام يوميا.. وبإرادة اليقظة: لتقاربوا رغما عنهم دون أن يضطروا للأحضان اللزجة.
التعليق: موافقة لحد “الأحضان اللزجة”، ليه الأحضان لزجة؟ أنا بأحس أن الحضن بيقربنى بصدق من الآخر.
د. يحيى:
عندك حق، ليست كل الأحضان لزجة طبعا
الأحضان أرقى وأصدق من القبلات عادة
وهل يمكن أن ننسى حضن الآم رضيعها، وهى ترضعه!
أو حتى وهى لا ترضعه!!
د. إيمان سمير
المقتطف:(186)
نحن نتكلم… حتى لايقتــُلُ بعضُنا بعضَا
اندفاعا فى التواصل أو رعبا منه،
أو كليهما.
التعليق: أيوه فعلا
د. يحيى:
شكراً.
******
أ. إسلام محمد
واجه ذاتك بحقيقة عملك وغايته للمعرفة (غير الفرجة)…تلقى مصيرك…..
د. يحيى:
ربنا يعيننا
******
أ. إسلام محمد
حضرتك يا دكتور تنتمى إلى مدرسة إنسانية بحتة…..فقولك عن ضعف وجود حسن وقبح للفن يشير إلى هذا….بينى وبينك انت شديد التسامح والحب لبنى البشر….ونفسى أكون زيك بس حاليا لا أحتمل جرعة شديدة مثل هذه الجرعة من التسامح …. وبسبب تعليق حضرتك على تعليقى هكون زيك مع النضج فيما بعد ووقتها سأحتمل هذه الجرعة وبل أفرح بها…..
ده مش كلام وخلاص بس تعليق حضرتك لأول مرة يصدمنى …ويخلينى أفكر.
د. يحيى:
يا إسلام: أنا لا أميل إلى الاحتفاء بما يسمى “التسامح”
ثم إنى لا أنتمى إلى أية “مدرسة” خشية الشرك.
ثم مَنْ يسامح مَنْ؟!
أشعر فى السماح بدرجة – ولو خَفِيّة – من الفوقية
سامحنى، لو سمحت!!
******
د. أسامة عرفة
وهل الله يحتاج إثبات؟؟ أ فى الله شك؟؟؟
د. يحيى:
ذات سرادق فى آخر انتخابات برلمانية ملكية سنة 1950 حضرت سرادقا انتخابيا فى ميدان الجامع بمصر الجديدة كان يخطب فيه المرحوم “سعيد رمضان” تأييدا للمرشح “فتحى رضوان”، وكان يقول إنه كان يناقش فلاحا كهلا حول هذه المسألة – تقريبا – وإذا بهذا الكهل يغضب ويحتج بأن المسألة لا تحتاج إلى مثل هذا الكلام، لأنه “هو” نفسه، الله يقول: “هو الله أحد”
أكتب هذه الخاطرة لأول مرة من الذاكرة: بعد “67 سنة..،”
د. مريم سامح
اقرأ النشرة، فابتسم، ويصل لى معنى، فلا أجد كلمات لأعبّر عنه أو أعلق عليه!
أجدنى فى مأزق كمأزقك عندما تطلب شرحاً!، وصفك الوعى الشخصى فى كدحه الدؤوب للتوازان مع دوائر الوعى الممتدة فى الداخل وإلى الخارج هو السبيل للمشى فى نوره: أنار لى وطمأننى أننى فى السكة.
د. يحيى:
أدعو الله أن يعينك أن تكملى…، إليه
أ. أمير حمزة
المقتطف: وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أنا الله لا يدخل إلى بالأجسام، ولا تدرك معرفتى بالأوهام.
التعليق: الله يعرف بالقلوب، ليس له علم يحتويه، أو منطلق يبرهنه أعتقد أن الله نفسه! وعى مطلق، أو دائرة وعى متصلة ومنفصلة في نفس ذاك الوقت، الله يُعرف بعيداً عن كل الطقوس والعادات الدينية الموروثة – واهم من يقول أنه يعرف الله حق معرفة – أعتقد أيضا أننا نعرف الله كما نريد أو يريد قلب كلا منا أن يعرفه، تذكرت أيضا الحلاج في قوله (رأيت ربى بعين قلبى – فقلت من أنت؟ فقال أنت، فليس للأين منك أين وليس أين بحيث أنت وليس للوهم منك وهم – فيعلم الوهم أين أنت.
د. يحيى:
أشكرك يا أمير
وأحذِّرك
فالمنطقة شديدة الخطورة.
******
د. رجائي الجميل
العقل يجمع الناس علي التعقل . وظن الفهم يأتي باحتكار الفهم ولذلك يتفرقوا
لا تفكر لانه ليس الهدف. ولكن استعمل التفكير بقراءة ناتج ما يصلك من اي ادراك.
د. يحيى:
تواصل مناسب طيب
أ. إسلام محمد
فعلا المنطقية الصحيحة تفرقنا في ضلال رغم صحتها لكنها سيئة جدا
…عشان كده حضرتك كنت ذكرت زمان مرارة الكشف التي أحيانا لا تحتمل وذكرت خطورة المعرفة المعقلنة ..ً
سبحان الله علي حال البشر….أضداد تصيب ..وتوافق لا يصيب ويخيب
د. يحيى:
هذا صحيح
لكنه ليس كل الصحيح
******
2017-08-18