نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 12-5-2017
السنة العاشرة
العدد: 3541
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
وهو أرحم الراحمين.
******
د. أسامه عرفه
عودة إلى المستوى النيوروني الادني : اتفق مع حضرتك تماما في نشاط المخ الأقدم تطوريا بل في بعض حالات الفصام الاحظ الارتداد العكسي لمسيرة مراحل النمو و التطور غير أن ما يستوقفني مقارنة درجة التماسك لدى البارانوي مقابل فرط التفكك لدى الهبيفريني و كيف نفسر ذلك على محور التطور.
د. يحيى:
يا أسامة، يا أسامة: برجاء الرجوع إن شئت إلى نشرة: 28-3-2016، وما قبلها وما بعدها، التى تقول إن كل الأمراض خاصة البارانويا هى دفاعات لكى تحول دون ظهور أو تمادى التفسخ (الهيبفرنيا) وقد شبهت ذلك بما نقوم به حين نُنـَكـِّسُ مبنى مهدد بالانهيار بأعمدة من الصلب تحول دون انهياره، لكنها فى نفس الوقت قد تجعله غير صالح للمعيشة.
وسوف أكتفى اليوم بعرض شكلين توضيحيين من النشرة لعلهما تغريانك بقراءة الباقى، وقد رأيت دلالتهما أهم وربما أوضح:
(وتفسير ذلك فى المتن):
ويبدأ التهديد بالفصام، فتزداد الحاجة لمواجهته ولو بأمراض أخف على الوجه التالى:
…. أن تتكون منظومة (أو منظومات) من الضلالات المتماسكة (الممثلة بالخطوط فى الشكل) التى تعتبر بمثابة دعم دفاعى، تماما مثل ما يسمى “تنكيس” المنزل المتشققة جدرانه: بوضع سقالات وأعمدة وأسقف حديدية مؤقتة تمنع السقف من السقوط أو الانهيار، لكن هذه المنظومات (الحديد) برغم صلابتها (ما يقابل الضلال المتماسك) هى ليست واقعية حتى لو أغرت بالأمان مؤقتاً أو لو لوّحت باحتمال دوامها مثل ما هو الحال فى اضطراب “حالات البارانوايا المزمنة الممتدة”.
******
حوار مع مولانا النفرى (235):
من موقف “الأعمال”
د. أسامة عرفة
لو تأملنا تعبير “انحصر” بمعنى “تم وانتهى” كان المعنى: العلم لا نهاية له و العمل بإتمامه
د. يحيى:
هذا جيد.
د. رجائى الجميل
العلم هو وعاء الجهل ووقوده إلى آفاق لانهائية
العلم هو نتاج ظن المعرفة ” يتلاشي بنبض الكشف الغير معرف
العمل هو يقظة هنا والآن “بحتم الاستمرار ابدا” بدءا من نقطة استحالة وقف الحياة
اذن العلم هو الطريق إلى الصدق
والعمل هو مطية الحضور الي الدفع الي الحياة.
د. يحيى:
إضافة مناسبة.
أ. محمد مختار العريان
دكتورنا الجميل ، طلب صغير ، نُبذه مختصرة عن مغزى “هنا والآن”
د. يحيى:
إن حوالى ثلث ما كتبتُه بالطول والعرض كان يشرح معنى “هنا والآن”، وعموما يمكنك أن تبدأ من قراءتى النقدية لعمل جوستاف بشلار عن “حدْس اللحظة”، وهو ما انطلقت منه فكتبت أطروحتى عن الزمن ثم طورتها، هذه هى بداية حكايتى مع الزمن، أما ما أمارسه فى العلاج الجمعى فكله وليس أغلبه ينطلق من استيعاب، والتركيز على، ما هو “هنا والآن” (1) (نشرة 17-1-2016) و(14-2-2016) و(نشرة 24-9-2016) و(نشرة 10-12-2016).
******
مقتطفات: إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (1)
أ. إسلام محمد
آخر جملة تعبر عن عظم نظرية الإيقاعحيوي التطوري…نرجو مزيد من التركيز حول هذه النظرية وأعلم التركيز عليها ولكن نريد جرعة أكبر مثل تركيز حضرتك يا دكتور في نظرية العلاج الجمعي العظيمة
د. يحيى:
وهل أنا أفعل غير ذلك
ربنا يعيننى ويبقيكم حافزا داعما
د. رجائى الجميل
ما زلت متصور انك كنت مصيب حين لم تكن متحمس لكتاب عندما يتعري الانسان أرى فيه كثير من الحماسية التنظيرية بعيدا عن نبض حركة الهنا والآن
عذرا وعفوا
قرأت هذا الكتاب ولم يصلني منه الا حماس شاب ( انت) في مقتبل حياته العملية.
كان صادقا في حينه، ولكنك تطورت كثيرا وتخطيت مرحلة الحماسة هذه منذ زمن ليس بالقصير.
تنظير حالة الشاب وشرح معني المرض هو ابعد ما يكون عن ما تمارسه الآن من مصاحبة ومواكبة المرض دون تنظير فليقرأه من يتحمس، ولكن من يعش محنة الالم والعجز والكدح ممارسة يومية لا يأخذ من هذا الكتاب الا ومضات صدق صاحبه في حينه.
د. يحيى:
طمأنتنى يا رجل أننى لم أظلم هذا العمل حين تحفظتُ على درجة الإبداع فيه، وإن كنت قد اكتشفت مؤخرا – خاصة أثناء مراجعة الطبعة الرابعة- أن فائدة الناس (البسطاء خصوصا) هى أوْلـَى وأهم من إثارة إعجابهم، فى كثير من الأحيان.
أما الأهم والأبقى فهو العمل الذى يحرك إبداع المتلقى لإبداع ذاته من خلال تجديد تشكيلات وحوار مستويات الوعى المتبادل فى جدل خلاّق، وهو ما وجدت نفسى أقرب إليه فى الأربعين سنة الأخيرة غالباً.
******
مقتطفات: إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (2)
أ. هدى محمود
استاذى العزيز جدا اكتر من رائع فالصدق مراحل كثيرة و تطور حقيقى على طريق الوعى و البحث عن الحقيقة خبرة ذاتية شديدة الروعة شديدة الالم . دمت لنا بكل خير
د. يحيى:
هذه ليست خبرة ذاتيه يا هدى، ولكنها تفسير شبه روائى لبعض صور الرفض فى المرض النفسى.
******
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (44)
د. رجائى الجميل
ستقوم قيامة البشر حينما يضل عنهم ما كانوا يفترون.
ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ” يوم يكشف عن ساق” “فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد “
د. يحيى:
صدق الله العظيم.
******
الفصام: مغارة الضياع ووعود الإبداع:
الفصام الاستهلالى أم “العملية” الاستهلالية؟
أ. محمد مختار العريان
بصراحة أكثر مايعجبنى هو هذا الباب (الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى) ولست مع الوضع الحالى– يوماَ واحدا أسبوعيا–ولست طبعا مع التأجيل، بل أرى الرجوع للوضع السابق ضرورة مُلحة على الأقل بالنسبة لى، أعانكم الله
د. يحيى:
أحترم رأيك، وأميل للرجوع إليه
وربما أفعل ولكننى لا أدرى متى.
[1]- يحيى الرخاوى: “إشكالية الزمن: فى الحياة والمرض النفسى، والعلاج الجمعى” ص (12 – 22) عدد ابريل – سبتمبر 1998 – مجلة الإنسان والتطور.