الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة: 18-12-2009

حوار/بريد الجمعة: 18-12-2009

نشرة “الإنسان والتطور”

18-12-2009

السنة الثالثة

 العدد: 840

حوار/بريد الجمعة

  مقدمة:

بعد تخصيص بريد الجمعة الأول من كل شهر لمناقشة نشرات “فقه العلاقات البشرية” قلّت التعقيبات، فانتهزناها فرصة لنزيد من حجم “ملحق بريد الجمعة” تدريجيا لعله يصبح مجلة الإنسان والتطور الالكترونية تدريجيا، كما أمِلْنا الأسبوع الماضى.

الملحق اليوم يشمل رسالة أ.د. مها وصفى، مناقشة مقالها الثانى (بالنسبة لنا) فى الدستور عن “فلذات أكبادنا والأورام السرطانية..” بتاريخ14 الجارى، ثم تداعيات د. محمد أحمد الرخاوى.

*****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (69)

خيال المريض فى تشكيل الشكوى، وخيال المعالج للتحقق منها

د. ماجدة صالح

طالما استوقفنى هذا السؤال المثير للجدل : إلى أى مدى يحق للمعالج أن يغير من نوع وجود المريض وقيمه؟

ولكننى بمرور الوقت تصالحت مع موقفى الشخصى منه ووجدت أن الإجابة عليه ليست ضرورية لأنه فى معظم الأحيان تكون الإجابة عملية أثناء مسيرة العلاج “سواء كان فرديا أو جمعياً”، وما يحدث خلالهما من نمو للطرفين، فيجد المعالج نفسه دون قصد ودون تذكر للسؤال نفسه متورطا فى تغير نوع وجود المريض وقيمه الضارة والمعوقة لمسيرة نموه، وأظن أن هذا ما يحدث فى الغرب دون طرح يافطه التغيير، وذلك ربما للهروب من المشاكل القانونية، ولكننى أظن أنها تحدث بذكاء من المعالج حتى يتوصل مريضه لفضح دفاعاته ورؤية بشاعة ما هو فيه .

والله أعلم.

د. يحيى

هل تتابعين يا ماجدة ما اكتبه أسبوعيا عن “الحرية” كل يوم أثنين؟ (تحديث حكمة المجانين) أظن أنها تلامس هذه القضية بشكل أو بآخر، المسألة صعبة واختلاف الثقافات شديد الأهمية والدلالة، وعلى الطبيب (المعالج) أن يمارس مهنته فى نسيج ثقافته (وألا يستعبط  ويدعى عدم التدخل! ولو لا شعوريا.

د. عمرو دنيا

لم استطع تخيل الجنس عند هذا المريض وكذلك عند والديه ولم أفهم ما سبب كل هذه الصعوبة .. فأذا أرى الجنس بوضوح وعلى مساحة كبيرة –غير ما نظن- فى الأوساط الثقافية الدنيا وفى الريف أكثر منها فى الحضر، وبسهولة عجيبة ويسر.

د. يحيى

مازال الجنس “عند الإنسان” يحتاج إلى دراسات لا تنفصل أبدا عن “فقه العلاقات البشرية”، أعتقد أن أى فصل لأية غريزة (بما فى ذلك العدوان) لتنشط مستقلة هو تشويه للكيان البشرى كله.

أما الجزء الأخير من تعليقك فأنا أوافقك – بحذر – عليه نسبيا واضيف أنه يبدو استحالة دراسته بشكل موضوعى معلن أمين.

*****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (70)

العلاج النفسى، والعلاقات المحارمية

أ. زكريا عبد الحميد

فعلا المجتمع فيه مفاجآت مرعبة..وماحدش عارف رايح على فين…؟ والعبد لله رصد نتفة صغيرة من سطح سكن كان فيه من أربع سنين، كان فيها مداعبات بتحصل بين المحارم وسجلتها فى مخطوطة كتاب لم اجد له ناشرا بالطبع (بالمناسبة يا د.يحيى هل قرأت كتابى _العائش فى سيناريوهات_ وماهو رأيكم ؟ هل وفقت فيه)

د. يحيى

أظن أن ما خفى علينا مما هو جارٍ أكبر بكثير مما نعرفه، وعلى كل من يرى ولو نقطة محدودة، ولو تحتمل الخطأ، أن يرصدها، ويشكلها بأدواته المتاحة فيضيف إلى مساحة ما نرى، ما نحن أحوج أن نراه.

أما عن كتابك يا زكريا فأنا آسف أننى لم أقرأه، ولا أذكر أنه عندى، فمن أين أحصل عليه؟ (إن كان قد ضاع منى؟)

أ. رامى عادل

التدين ، التشدد، والاغراق فيه، يجعل بعض الرجال في حالة عوز واستثاره ورغبه هائجه،  تظهر هذه السخونه، عند  الشباب خاصه غير المتزوجين، رايت منهم ، وفيهم هذه الرغبه القاتله،اي  قواعد او مباديء جافه تدفع الي مثل هذا الجنون والانفلات ، يشعر الشاب منا /منهم برغبه في التعري، والبنت كذلك رغم دماثتها وتماسكها، فقد يظهر علي السطح هذا الاحتياج الغير مترجم، حتي ياتي الوقت والشخص والكارثه، الجميع يفرك، هذا شعور غريب ، خاصه تجاه الاخت، ولكني ارجح ان الشوفان احد الدوافع، ذكر حلم لمحفوظ قرات به تلميح كهذا في ما وراء السطور، بين اخ واخته، ان تمتد يدك لانسان/ه محرمه، هي هي ، تحطيم  لقصور ذاتي، وتحويده لازمه، التجربه غايه في الثراء خاصه مع شخص – ممنوع- الاقتراب منه بهذه الصوره، اخيرا اؤيد رايك بانه يريد الجنه، اللذه،ربما فعلها من اجل ذلك، لم يرهما سوي الله، بمباركه او بغير ذلك، وكنهما في هذه اللحظه، تملكتهما كل المشاعر الدفينه، وانتشيا، وارتشف كل منهما من شفتا الاخر، رحيقا مختوم، لا  يسمح الضعفاء بحدوث هذا، لكن القديسون اكثر عرضه للوهم والوهن والشرخ والتفكك، حتي يقضي الله امرا كان مفعولا.

د. يحيى

يعنى!!

دع جانبا – لوسمحت– أن الله سبحانه قد يبارك هذه اللحظات، حتى لوخطرت ببالك، فإن الله قد يبارك حقيقة أنها طبيعة حيوية، ثم ظاهرة بشرية قديمة، لكنها قد تنظمت حتى أُقرت قواعدها فيما يسمى “القواعد النحوية للعلاقات الأسرية”  بما يتماشى مع تطور المجتمع وتنظيمه

 فلا إلغاء تاريخها أو أهمال جذورها من أساسها هو الصواب،

 ولا السماح بها ومباركتها طبيعة آنيَّة (الآن)، هو ممكن.

*****

تعتعة الدستور

كيف استطاع نجيب محفوظ أن “يحِب”: كل هذا الحب؟!!

أ. هيثم عبد الفتاح

وصلنى جداً تعبير: “يمارس الحب، يفعل الحب، لا يحكيه”،

وحاسس إن ده صالحنى مع نفسى ويمكن صالحنى مع ناس من اللى حواليا.

د. يحيى

مبروك

ولو أن التعبير (يفعل الحب) صعب

وأنا معك أنه مهم جدا

د. مصطفى السعدنى

أستاذي الجليل الدكتور

يحيي الرخاوى

أسمح لي أن أعبر بكل صدق مشاعري، ومن سويداء قلبي، عن إعجابي الشديد بتلك  اللقطات الرائعات عن حقيقة مشاعر المغفور له المتسامح الرائع نجيب محفوظ نحو كل من يعرف من البشر،أيا كان ومهما  فعل، ولا أستنكف أبدا من أنأبدي إعجابي الشديد بصدقك ووضوحك أستاذي العزيز في إظهار مشاعرك علانية،  وبكلمات واضحات – كحد السيف في فلق الصبح – غير مبال بنقد ناقد، أو حقد مبغض حاسد. لك مني أستاذي كل تحية وتقدير  وامتنان على هذا التعليم المثمر المستمر، والتوجيه  الفعال بالقدوة الحسنة، والتهذيب الراقي والمؤثر في محبيك من تلاميذك ومريديك.

د. يحيى

يا عم مصطفى شكرا

واحدة واحدة

مازلت فى حاجة إلى آرائك وآراء زملائنا –أكثر من تقريظك- نثرى به الحوار يا رجل!

 شكرا.

د. محمود حجازى

هل فعلا يوجد من يحب كل هذا الحب من البشر خلاف الأنبياء؟ أرى أن أستاذنا كان يعبر عن كده من خلال كتاباته.

د. يحيى

ومن خلال حياته

(مع تحفظات لم أذكرها، ولن أذكرها)

د. محمد أحمد الرخاوى

القدرة علي الحب هي فعلا القدرة علي السماح وليس السماحة

يتحمس كل من يحب بافراط او يكره يإفراط بذاتيته اساسا

ان تتعلم كيف تكون موضوعيا سمحا غير متشنج – طامسا جزءًا من الحقيقة حتما – قد يستغرق عمرك كله

 المشكلة تكون عندما يتعلق الموضوع بشخص قرر ان يكون دكتاتورا، لم يسمح لاحد ان يحبه وان يكرهه أصلا الا الذاهلين

الحب الشديد هو هو الكره الشديد لان كليهما غير حقيقي في الأغلب

المسافة والرؤية والجدل هي ما يميز أية علاقة صحية بين البشر

ظلم عبد الناصر من أحبوه بغباء اكثر ممن كرهوه بغباء ايضا!!!!!!

ما زلت ارفض موقف نجيب محفوظ وارنو الي مواقفه الحقيقية في رواياته (ميرامار، وثرثرة فوق النيل مثلا(

د. يحيى

التفرقة بين السماح والسماحة جيدة، وإن كان الأمر غير واضح.

لم أفهم موقفك من محفوظ وانت بعيد هكذا

هل تقصد أن موقفه فى رواياته هذه كانت مواقفه الحقيقية، وأن مواقفه الواقعية لم تكن كذلك؟

بأى حق تقول ذلك؟

وما هو موقف محفوظ الذى ترفضه تحديدا؟ هل انت تعرفه أصلاً؟!

أنا لا أنزهه لكننى انبهك

الجزء الأول من رسالتك وصلتنى منه حدة الصوت أعلى من اليقين

الطريق طويل والمسيرة مستمرة

والله معك، مَعَنا.

أ. إسلام أبو بكر

السلام عليكم

الشيء الملفت للانتباه اليوم، هو أن جوجل مصر قد وضعت صورة للاديب الكبير في تداخل مرسوم جميل لشعار جوجل وجوجل دائما ما تفعل هذا حسب كل بلد ونطاق عنوانها الخاص اذا كان يتناسب مع اليوم حدث مهم في تاريخ هذا البلد وقد كان فاليوم نحتفي كلنا بميلاد الاديب العظيم نجيب محفوظ خير من كتب الرواية ابدا

دائما كنت اقول لاصدقائي

اذا اردتم تعلم اللغة العربية فاقرأوا نجيب محفوظ، و اذا اردتم ان تتعلموا الحبكة الفلسفية وادب الرواية فاقرأوا لنجيب محفوظ،  واذا اردت ان تندهش دهشه الإعجاب من فرط جمال العبارات فاقرأوا نجيب محفوظ رحمه الله واسكنه فسيح جناته

د. يحيى

شكرا لك ولجوجل، وأن كنت لا أحتفى كثيرا بمثل ذلك.

أ. إسلام أبو بكر

بالمناسبة كنت اود أن أعرض عليك يا دكتور يحيى ماي لى:

لماذا لا تنقل مقالاتك للفيس بوك؟

هذا من شأنه ان تعم الفائده بشكل اكثر

انا ارى و غيري يروا ان الفيس بوك الان يعد دوله بمعنى الكلمه على الانترنت حتى اني لا استطيع الحياه الان دون ان ادخله يوميا لي كتاباتي وقرائي و هذا الامر لم يكن متوفرا في مكان اخر على الانترنت الا في الفيس بوك فما بال ان تكون كتابات الدكتور يحيى الرخاوي تنشر بشكلها اليومي على الفيس بوك ايضا بجانب نشرها على الموقع

اظن ان هذا سوف يحدث انشطارا ملحوظا في عدد القراء و المستفيدين خصوصا جمهور هذه الدوله الرهيبة يوجد الكثير من النشطاء على الفيس بوك

امثال صفحات لا تنتهي لشيخي الجليل دكتور مصطفى محمود و هناك لعمرو خالد و لصلاح الراشد و امثالهم كثيرا و من المتابعين الالوف

فاتسال دائما  ان فكر و كتابات بحجم الدكتور يحيى الرخاوي لابد من ان تأخذ الحيز المميز لها في هذه الدوله المعلوماتيه.

دمتم بالخير يا دكتور يحيى

و ارجو ان تكون فكرتي نالت حظا من تفكيركم

د. يحيى

أرحب بأية فكرة يقوم صاحبها بتفعيلها،

أنت تعلم أنه لم يعد عندى وقت، ولا مساعدين ينفذون ما تقترح.

هيا، يدى على يدك

وإن كانت خبرتى مع الزملاء فى الشبكة العربية، أو حتى فى قصر العينى لا تبشر بحوار متنوع مثير،

 ولولا قهرى لزملائى فى المقطم لما وصلنى تعليق يستأهل.

*****

تعتعة الوفد

 من دفتر لقاءاتنا:

كم نحتاجك يا شخينا الآن أكثر من أى وقت مضى!!

أ. هيثم عبد الفتاح

يا دكتور يحيى أنا غرت من حضرتك، وغرت اكتر من الأستاذ لما شفت كل هذا الحب والوعى بهذه اللحظات المليئة بالحب، وللحظة شعرت إنى ما عنديش أو ما بعرفش أحس بده ويمكن ده سبب الغيرة.

بس بعدين طمنت نفسى وحسيت إنى بعرف اعمل ده وأحس بيه بس يمكن مش عندى الوعى والرصد للحظات هذا الحب.

د. يحيى

بصراحة

أنا فرحت بصدق تعليقك

د. صابر أحمد

وصلني حبك وتقديرك الشديد لكل ما كان يفعله الاستاذ وولذلك أردت أن أردد القول : إنما يعرف يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل

د. يحيى

وأنت صاحب فضل تلك الرسالة، وغيرها.

أ. رامى عادل

ربما لا تسنح الفرصه لاكثر الناس للقاء شخص مهم عفوى قريب لمثل هذه الدرجه، يسعي -المجنون- للقائه في خياله، قد يقابل نبيا او الها، ليس كلنا!هل ترون كيف يسعد الحظ انسانا فتبتسم له الحياه لمجرد انه قابل من يحبه،” لو عدت لي رد الزمان الي سالف بهجتي   ونسيت ما لاقيت منه في ليالي وحدتى”، دعني انسب  هذه الكلمات لنفسي، لحالتي,قبل ان تسالني مضطرا عن علاقتها بما قد قيل، ينفع؟!

د. يحيى

لن أسألك طبعا

ومتى سألتك؟

 أ. رامى عادل

بقية تعليق الاحد

ينفع؟ لا اظن

ملحوظه مهمه: عم يحيى، من فضلك زد كلمة (لا اظن)، بعد نهاية تعقيبى أمس، طمعا فى مزيد من الرحابه والسماح، وحتة ثقه صغنتته، لأجلى ولأجلك.

د. يحيى

هل تريدنى أن أعيد نشر تعليقك بعد زيادة هاتين الكلمتين “لا أظن”

أرسله ثانية إن شئت، لو كان التعديل بهذه الأهمية.

*****

حوار/بريد الجمعة (11-12-2009)

د. أميمة رفعت

إلى د. محمد أحمد الرخاوى

 تعجبت من أنك انت الذى كتبت هذه الكلمات …
أحببت كلماتك فى القصيدة فأحببتك، رأيت بداخلك جوهرة جميلة.
أتستطيع ألا تخفيها بقناعك المتشنج و لو قليلا  عسى أن أرى رقتك هذه وقتا أطول،  أم أنك تخاف من حب الآخرين لك ؟ أو ربما ترى الرقة ضعفا ؟
 أرجو الا يضايقك كلامى فانا فعلا أحببت حقيقتك . شكرا

د. يحيى

إفرح يا عم محمد

واسمع الكلام ربنا يخليك

أ. رامى عادل

ادعوك مرحبا مره ثانيه لزيارة مدينتنا المسكونه، حيث تتخبط النوافذ، ويداعب اذنيك حفيف الرياح، تتلاعب متراقصه طيورا لامعه متشابكه، واحيانا يقاطعك هجوم قطيع من الفيله، فلا تتخلي عنا في رحلتنا (المزعومه) في انوار الحريه الباهره، نعم انت لست مثلنا، ولكننا نقتطع

د. يحيى

لم أفهم آخر كلمة

ومع ذلك فأنا أقبل دعوتك

 أ. السيدة

لماذا لا يكتب الدكتور محمد يحيى الرخاوى رأيه فى بريد الجمعة

د. يحيى

أظن أنه “مقموص” منذ لم أرد على تعقيبه على مقالى عن حسن نصر الله.

لقد حاولت أن أرد مؤخرا بمناسبة “الهيصة” التى صحبت مبارتىْ كرة القدم لكننى وجدت الحكاية أصبحت قديمة،

 فكرت أن أنشر رأيه فى بريد لاحق.

ربما أفعل، لو لم يكن قد فات الأوان، مع رد موجز.

*****

يوم الإبداع الشخصى: حكمة المجانين: تحديث 2009

عن الحرية.. (6 من 10) (169-178)

د. هانى مصطفى

الفقرة (171)

استبشعت فكرة التناسخ من هذه الزاوية، الحرمان من الحرية بعد الموت مأساة، الواحد مستنى الحرية بفارغ الصبر.

الفقرة (177)

لا أتخيل نفسى يوماً متنازلا عن شروطى فى مقابل تفتح طرق أشرف.

فى مقابل اتساع الأفق – فى مقابل قبول الآخر – فى مقابل ادعاء التسامح،

فى أهون الأحوال سأظل مجادلا عن شروطى ولن أتنازل عنها فى أن أعيش حريتى، حتى ولو رفض الآخرون.

د. يحيى

هل وصلتك يا هانى فكرة “كيف أنه بالموت يتحرر الإنسان” إن اجتهد فى هذا الاتجاه؟

شكرا لجديتك

أنت وما ترى

أ. إسراء فاروق

بعد قراءة اليومية لاقيت إن الأصعب من الوصول للحرية الوصول للمرونة، بمعنى أن الشخص بيوصل  لدرجة من درجات الحرية على مقدار المرونة اللى بيتمتع بها

د. يحيى

طبعا، على شرط ألا تكون المرونة ميوعة .

*****

تقاسيم الحرية

د. محمد أحمد الرخاوى

لا توجد حرية الا حرية الانعتاق في أسر التوحد الكامل مع مبدع الوجود عبادة، معرفة، وخضوعا كاملا !!!!

ولكن ما اصعبها وما اقلها من لحظات الا ان نواصل الاقرار بهذا السر طول الوقت فنحاول الحرية

ياه!!!!!!!!! الا ما ابسط الحسبة وما اصعب اللحظة وما اقدس السر في رحابه اليه دون حرية

فيا من تتحدث عن الحرية او تظن نفسك حرا فلتبحث عن نفسك وسط ركام كل ادعاءاتك

د. يحيى

لماذا هذه الوثقائية “لا  توجد .. إلا!!” هكذا، خاصة ,انت تستعمل هذه الألفاظ، التى تحمل معان مختلفة لكل متلق بحسب جهاز تلقيه؟

المهم أذكرك أن على الساعى إليها هكذا باحثا عن نفسه أن يستمر إلى مابعد “نفسه”، إلى ما يمكن….

أ. رامى عادل

“فكرة‏ ‏التناسخ‏ ‏تعطى ‏للخلود‏ ‏معان‏ ‏أعمق‏: ‏أكثر‏ ‏تنوعا‏، ‏وأقدر‏ ‏تجددا‏

ولكنها‏ ‏تحرم‏ ‏المؤمن‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏التمتع‏ ‏بفضيلة‏ اكتساب الحرية بالموت‏ …..”

” ‏يا ترى هل تختلف النهايات البدايات، فتختلف الحريات وهى تولد غير ماهِىَ؟

لو صح ذلك فهو الأحسن!”

 التعليق: يعنى، واحنا بنتنيل ندخن بانجو، ثم بعد ما اقلعت باكثر من خمس سنوات، اقابل خلالها بعض من اعرفهم فى هيئة من لا اعرفهم، قد تكون نجمه فنانه، او زعيم، هذا على اساس ان السماء انطبقت على الارض كما يحلو لى ان اتصور، حتى انى كنت (ولا ازال) ابحث عن موسى، وعندما (كنت( اقابل من انبهر بهم، فقد اصارحه، انه ليس هو، هذا على مستوى البنى ادمين، اما انا فحتما لا انسى انى انا انا، من احييهم وابعثهم، وكم من مره قتلتهم. الخ. وكم من مره اصابنى القلق واللهفه، على ان اصل الى اى نهايه، والا تكون حياتى بكل ما فيها، ما هى الا بدايه، فقد كانت البدايه التى تعرفت عليها بطريقه لئيمه منحرفه، مزعجه، وسحيقه، حيث قابلت بعض من قايلت، ونجى من نجي، فلم اتمنى ابدا ان ابدا حياه اخرى لا اعلمها، ربما ختى لا اقابل نفس الاب، من يعلم؟! فالصراع لا ينتهى، من يعلم؟!

د. يحيى

هل يمكن أن نتناسخ قبل الموت؟

ممكن

كله على الله

د. مها وصفى

قد يستحيل إنتظار إختبار الزمن لإتخاذ القرار بمسؤلية ولكن حتما لا يمكن تقييمه ومن ثم تطويره إلا بعد انتظار حكم الزمن، فليتنا نصبر ونتقبل الهرم بروعة يقيينه.

د. يحيى          

ليتنا

*****

الملحقان

الملحق الأول:

تقديم:

وصلتنى رسالة من ابنتى الصديقة مها وصفى تعقيبا على ردى عليها فى بريد الأسبوع الماضى، وفيها كرم شديد، وثناء على شخصى، تحرجت من نشره كما هو، فحذفت أغلبه، دون إذن منها أيضا، حامدا شاكراً، وذلك حتى أتيح لنفسى الفرصة لمناقشة مقال جديد نشر لها لاحقا فى الدستور يوم 9/12/2009 لأنه أثارنى جدا فى الاتجاه الآخر، اتجاه عكس ما بلغنى من المقال الأول، وقد حاولت أن أخفف من لهجة  الرفض ما أمكن ذلك، لكننى وجدت ذلك يبعدنى عنها، ويقلل حبى لها، فعدلت عن ذلك (عن التخفيف، ولو نصف نصف)،

 نبدأ أولاً:  ببعض رسالتها تعقيبا على بريد الأسبوع الماضى:

د. مها وصفى

د. يحيى لم أكد أتحمل كل ما غمرتنى به من فيض كرمك على…..

…….. (النقط مكان المحذوف!)

أما أن تسأذننى فهذا مزيد من الفضل وأنت تعلم بأنك معلمى وابى وتعلم أن\”أنت ومالك لأبيك\”.

لا أعرف كيف أحصل على النشرات السابقة التى تفضلت بذكرهاولكن سوف أحاول التواصل مع سكرتارية حضرتك كما سوف أبحث عن الكتاب المذكور بالإنجليزية أو العربية أو بكلتيهما.

أما عن ولعى بالمخ فأنا لم أدخل هذه الكلية إلا جريا وراء خباياه ووراء إفصاحات الDNA وبلاغة فصاحته. وإذا بى أقع فى شرك تفاصيل الجسدكله فأضل عن غايتى الأولى

……..

وخلال دراسة الطب أخذت فى ملكوت الله فى هذا الجسد الرائع فعلى سبيل المثال لم إدرك ال  Glomerulus  وهى وحدة النسيج الكلوى إلا مخا دقيقا منفصلا وجنديا باسلا يضع الخطط وينفذها دون إذن الوعى الأعلى فيمتص الصوديوم ويخرج البوتاسيوم أو الماء أو البرتينات حسب ما يترائى له أنه فى صالح المخ الأعلى والجسد كله مع إحترام شديد لقدراته وحدود مهامه. وعلى كل حال فليس هذا محل تفصيل لأمثلة أخرى على النشرة وخاصة لغير المتخصصين ولكنى أردت أن أعبر فقط عن عدم تهاونى بالجسد فى فكرى لصالح المخ. وإن كنت أرى أن المخ ووظائفه النفسية البيولوجيه مهضوم الحق فى الفهم والتناول الشعبى والأدبى وأحيانا الطبى، وأيضا إنه مازال هناك غضاضة فى إدراك الوظائف الوجدانية والمعرفية وتفعيل المعتقدات والسلوك والإرادة بل والوظائف الروحانية بطبيعتها البيولوجية والكيميائية المجردة.

د. يحيى

أولاً: يمكن الاطلاع على النشرات بالبحث فى الأرشيف، وأعتقد أنه قد نشر مع البريد السابق “روابط” لها فى نفس الرد وما عليك إلا نقرها على ما أعتقد.

ثانياً: أسعدنى احترامك للجسد حكيما ومفكراً عادة فى انسجام مع المايسترو البيولوجى “المخ” بكل مستوياته (وليس العقل فقط)

ثالثاً: أقترح عليك قراءة كل من المراجع التالية ولو أنها قديمة نسبيا، إلا أنها أهم من الأحدث، لأن الأحدث أصبح أقل اهتماما وعمقا، وهو لا يتناول هذه الفروض بجدية مناسبة.

1– Evolution of the Brain Creation of the Self, تأليف John C. Eccles. الناشر London and New York 1991.

2– The Biology of God, تأليف  Alister Hardy , الناشر  Taplinger Publishing Company, New York 1975.

3-  Philosophy in the Flesh, George Lakoff  and Mark Johnsam, copyright 1999 – Amenber of the perseus Books Group.

فإن لم يكن لديك وقت، فأبدئى بالإطلاع على النشرات وكتاب “أنواع العقول” وهو الذى نشر تحت اسم لم أوافق عليه “تطور العقول”، المكتبة الأكاديمة، تأليف دانييل دينت، ترجمة د. مصطفى فهمى عام 2003.

د. مها وصفى

أنا التى أئتنس بك يا د. يحيى وأتعلم طوال الوقت

………

فلا أقل من أن نختشى ونتجاسر بعد كمون آثرناه تحت ضياء جسارتك.

د. يحيى

ولا كمون ولا يحزنون

أنت – وكل تلاميذى وتلميذاتى الذين هم أساتذتى مع مرضاى– كمونهم حركة وحركتهم جسارة

هيا…..

والآن إلى مقالك “البشع”،

وأرجو أن تتحملينى بقدر ما تعرفين من حبى لك، لكم..

*****

مقال لـ د. مها وصفى (مقطّع للأسف مع التعليق)

وماذا حينما تصبح فلذات أكبادنا أوراما سرطانية…

ملحوظة: آسف أننى قمت بتقطيع المقال هكذا فحرمت القارئ أن يلم به مستقلا، لكننى أنتهزتها فرصة لأبين كيف أن العلاقة الحقيقية هى أن أقبل اجتهاد ابنتى وإبداعها حتى حدّ الفرحة التى ظهرت فى ردى على مها فى بريد الجمعة الماضى، ثم أستطيع أن أرفضها إلى هذه الدرجة هذا الأسبوع.

 وأيضا انتهزتها فرصة لأقدم من خلال هذا الحوار موقفى من الإدمان والمدمنين لأننى شعرت أن موقفى من الجنون والمرضى قد وصل لمن يهمه الأمر واضحا بشكل متكرر، أما موقفى من الإدمان فهذا هو.

شكرا يا مها!!

 المقال

(مقطَّعا)

د.مها وصفى

فلذات أكبادنا تمشى على الأرض وتكتسب أنيابا وأظافر وتفترس كل ما ومن يعترض طريقها حتى لو كان نحن…! وحيثما تمضى تتحدى القيم والأعراف بكل فجاجة، بل وتنهش القلوب بحثا عن كنوز وهمية وتطمع فى المزيد من الوهم بلا ارتواء ولا شبع.

د. يحيى:

رفضت العنوان تماما، أنت تتكلمين عن الشباب المدمن، ليكن، إلا إننى رفضت هذا التشبيه بالسرطان،

أنا أرى المدمن نغمة نشازا، أو وجودا ناكصا، أو تدهورا شائها، أو نيازك ساقطة، لكنه ليس ورما سرطانيا، فهم ليسوا خلايا تأكل ما حولها، أو تفشل عملها، أو تحل محلها، بل هم نغمة منفصلة نتيجة لخيبة المايسترو عادة (كما ذكرت أنتِ بعض ذلك فى نهاية مقالك).

د.مها وصفى

فلذات أكبادنا تخطو فوق رؤوسنا أحياء فتسويها بالتراب، رغبة فى بقاء نجس لذوات متهاوية بدت على حين غفلة بلا استئذان أو إشارات.

د. يحيى:

 المدمن لا يمثل بقاء نجسا، هذا إذا كان هناك ما يمكن أن نطلق عليه هذا الوصف: “بقاء نجس” أصلا

كما أن المدمن لا يمثل ذوات متهاوية بدت على حين غفلة بلا اسئذان!!

وجود المدمن هو “تشكيل سلبى مغاير” نتيجة تراكمات لها دلالاتها الهامة جدا، وهو لا يظهر على حين غفلة، بل يظهر بعد إشارات لا شك فيها، نحن الذين لا نلتفت إليها فى الوقت المناسب.

ما هذا يا مها؟ هل استهوتك الإنشاء إلى هذه الدرجة؟

ثم إن هذه الذوات “النجسة” لا تخطو فوق رؤوسنا أحياء،

أنا أتعلم منها ما يفيقنى، إنها تهدينى إلى عيوب ثقافتى، فهى لا تسوى رؤسنا بالتراب إلا إذا ساهمنا نحن فى ذلك أو رضينا به.

 د.مها وصفى

فلذات أكبادنا تحيا صماء بلا آذان،

د. يحيى:

غير صحيح، فهى تسمع هسيس اغترابنا أفضل منا مائة مرة، إنها تحسن الإنصات لخيبتنا البليغة، وربما هذا الذى يدفعها إلى اللجوء إلى هذا الحل المدمّر.

د.مها وصفى

تمضى بلا استبصار،

د. يحيى:

غير صحيح إلا إذا احتكرنا معنى الاستبصار لنصف به ما نراه نحن دونهم.

تصلنى بصيرة المدمن المريضة أكثر اختراقا من بصيرة العادى المتبلد المطيع المغترب، لكنها – هذه البصيرة نفسها – عاجزة عن أن توجه مساره إلى الطريق الصحيح، بل هى تهوى به إلى القاع، ومع ذلك فى أغلب الأحيان تظل بصيرة وهى تهوى.

د.مها وصفى

تبطش بلا مبرر، تلطم بكل العزم، تسرع بلا روية….

د. يحيى:

ما كل هذه العبارات الخطابية، لماذا؟ لقد وصلتنى كموضوع إنشاء ماسخ،

المدمن  قد يتسرع بلا روية، لكنه-عادة- لا يلطم بكل العزم حتى لو قتل أو انتحر

د.مها وصفى

تذبح وتنتهك الأعراض والأرزاق بلا ضمائر،

د. يحيى:

المدمن لا ينتهك الأعراض بوجه خاص، فنتانياهو، وحتى أوباما، وأمثالهما ينتهكون الأعراض وهم فى عز “قلة الإدمان!!”، وهم الذين يستولون على الأرزاق، وليس هؤلاء الضائعين الذين نجاهد أن نستعيدهم قبل فوات الأوان.

أما اختفاء الضمير فهو ليس قاصرا على المدن، بل إنه قد يكون صفة غالبة جيدة لكثير من رجال الأعمال والحكام !!

د.مها وصفى

 تعوى بكل جنون.

د. يحيى:

أنا لم أر -إلا نادرا- مدمنا يعوى بكل جنون، ثم إنى أحترم الجنون كما تعرفين، وأرفض أن يكون مجرد صفة تلصق هكذا بالتداعى العشوائى لكل ما نرفض.

د.مها وصفى

وها نحن فى ذهول لا نصدق ما نري،

د. يحيى:

لم يحدث،

أنا أصدق ما أرى، واقيس به  أنواعا أخرى من الإدمان وغير الإدمان، أنواعا من السلوك أخطر وأخبث من كل ما تصفين به هؤلاء الأشقياء،

أنا أصدقهم وأتعلم منهم كل شىء حتى أمعاء ثقافتنا، واسمع من خلال أنينهم اضطراب نبضات خيبتنا، وشذوذ هسهسة اغترابنا نحن غير المدمنين!!

د.مها وصفى

تلجمنا الدهشة ويجمدنا الفزع

د. يحيى:

أنا أفرح بالدهشة من خلالهم (وبدونهم) وأعتبرها بوابة المعرفة، فهى لا تجمدنى بل تحفزنى للحركة والكشف

كذلك الفزع لا يجمدنى، بل يحملنى مسئولية تجاوزه أو استيعابه، أيهما أنفع

د.مها وصفى

وتدور الدوائر والاستفهامات ملء عقولنا فلا نكاد نلتمس المعانى فى ظلامنا الدامس هذا

د. يحيى: (من فرط غيظى أواصل):

ما هذا الكلام  يا مها، لا الدوائر تدور، ولا الظلام دامس، إنهم وهو يحترقون – وكلى أسى وألم عليهم وعلينا– يضيئون لنا ورطتنا التى أدت بهم إلى ما آلوا إليه

ثم إن المعانى تتضح أكثر بمعايشتنا ما كشفوه من كذبنا، برغم ضلال مسعاهم

د.مها وصفى

ويا للمفاجأة وياللمصيبة، متى حدثت الطفرة ولماذا؟و كيف ولد المارد؟ اين الحقيقة؟ اين الحلم؟

أين العدل؟ أين الفضيلة؟ أين التاريخ؟ أين ما تعلمناه وعلمناه؟ أين ما عشناه وتعايشنا به؟ بل أين الحياة نفسها؟

د. يحيى:

أية طفرة يا مها تتحدثين عنها؟ ثم إن كل ما تتساءلين عنه كأنه غاب بسبب أكبادنا الذين “تسرطنوا” هو موجود ولم يغب أبدا، بل إن كارثتهم يجعله أكثر حضورا وهى تشحذ انتباهنا إلى مغزى صيحتهم الخائبة، هو موجود بما تفعلين وأفعل الآن،

إن هذه المصيبة التى أفزعتك وتفزعك كل هذا الفزع، هى نذير مفيد مفيق، وليست نفخا فى الصور، ما هذا يا شيخة؟ ما هذا؟ هل أنت التى تكتبين أم أن قلمك انفصل عنك وراح يرص كل هذا الإنشاء الخطابى،

ماذا جرى يا ابنتى؟

إذا كنت تفتقدين العدل، والفضيلة، وما تعلمناه (إن كنا تعلمنا شيئا) وحتى الحياة، فهذا من حقك، ولكن السبب ليس هؤلاء الأكباد التى صنفهم قلمك – غصبا عنك غالبا – سرطانا بكل هذ القبح الخطابى المفرغ من نبض إيجابيات خبرتك وخبرتنا.

د.مها وصفى

بل إن هذا هو الوباء الحق فالداء يستفحل ليصيب ما يربو على نصف جيل بأكمله.

د. يحيى:

أنا أعتبر أن هذا الوباء هو شديد الخطورة فعلا، ولكن لا ينبغى أن نحمله مسئولية كل ما تصرخين من هول خطره، فهو نتيجة غالبا للاغتراب بكل أشكاله، أنا لا أعفى المدمن من مسئولية ما تورط  فيه، لكن ليس هكذا، ثم إنه إدمان معلن، وبذلك فهو افضل من إدمانات كثيرة لا تسمى كذلك، إدمان الظلم، وإدمان الوفرة المغتربة، وإدمان التدين الزائف، وإدمان الاستغلال القبيح، وإدمان التكاثر، وإدمان معلومات العلم المفرغ من العلم ، وغير ذلك كثير، هذه الإدمانات الأخرى هى فى نظرى الأخبث والأخطر لأنها خفية متسحبة، لا علاج لها، أما هذا الإدمان المعلن، فربما نلحقه بفضلك أنت وفضل زملائك، وفضل الله، لأنه معلن بتحدى، فنقبل التحدى حتى يعود النغم الناشز إلى اللحن الخلاّق، اللهم إلا إذا كنا لا نصدر إلا طنينا معادا، رفضه المدمن فانسحب بعيدا عنه فسقط وانطفأ.

*****

 (إحتمال إفاقة!! أهلا يا مها)

د.مها وصفى

أنكون نحن صناع هذا المارد كفيف المشاعر غليظ القلب.

د. يحيى:

ياه!! أهلا مها، هل عدتِ أنت؟ إنه كذلك غالبا،

 لكنه ليس كفيف المشاعر غليظ القلب بوجه خاص، مقارنة بما هو حولنا فى كل مكان

د.مها وصفى

 أنكون نحن الذين أردناها استنساخا فغدت طفرة خبيثة خلفت وراءها أوراما سرطانية لا تستأصل.

د. يحيى:

هو كذلك، من حيث أنها طفرة خبيثة لكنها ليست أوراما سرطانية، بل نشازا منذرا، يمكن أن يعود إلى اللحن الأساسى، لو كان اللحن قادرة على جذبه على ضبط آلته وهو يستعيده ويحتويه

أما أن نستأصله بمعنى الإلغاء والإنكار، فنحن بذلك نختزل وجودنا إلى ما نريد، إذْ لا نتحمل مسئولية بقية ما هو نحن،

ربما لذلك رفضت استعمال كلمة “سرطان” من البداية.

د.مها وصفى

أنكون نحن قد صنعنا المارد بأيدينا وأيدى العبث الذى تبينا قيمه عن جهالة أو عمد.

د. يحيى:

هذا هو الأرجح

د.مها وصفى

ربما نكون قد ساهمنا فى وأد الضعف البشرى اللازم لنمو طبيعى لأبنائنا، وقد فعلنا ذلك بحبنا المحموم وحمايتنا المفزعة وتحفيزنا الملتهب وخوفنا القاهر ورغبتنا فى خلود مهين ولو فى خلايا آخرين.

د. يحيى:

هذه إشراقة تعيدك إلى مها وصفى، (لكنها أيضا لا تخلو من خطابه)

د.مها وصفى

أم ترى أن أبناءنا قد سرقوا منا ومن أنفسهم ومن أطوارهم وغايات حياتهم الطبيعية بفعل عصابات الهلاك فى حين غفلة. عصابات ضلت وأضلت بدورها. عصابات تستعصى ضمائرهم وتصم عن أنين بل وصراخ الملتاعين والمبتورين والموتورين. عصابات تأبى نفوسهم العليلة إلا أن تحيل الأرض خرابا وتتعجل اليوم الموعود وهوله بكل رعونة وكفران وشراسة. عصابات لا يأتنس أفرادها فى خنادقهم وكهوف خرابهم إلا بإضلال صغار مغفلين ضاقوا بكياناتهم الضعيفة المفتقدة للتروى والمعنى والغاية حيث تساوى لديهم العبث بملاعب اللهو البرئ والمجون بمعاقل الجد الخطر منذ البكور.

د. يحيى:

إذا كنت تعنين بالعصابات تجار المخدرات، ومروجيها، فهذا حقك، لكنهم لا يمثلون إلا جانب “العرْض” الذى إذا لم يكمله جانب “الطلب” ، بارت تجارته،

 العصابات الحقيقية والأخطر هم مروجو الاغتراب والظلم والجشع والاستغلال واستعمال البشر لغير ما خلقوا له،

المدمن يحتج على هؤالاء بأن ينتحر أمامهم لعلهم يشعرون بما اقترفوا، لكنه لا ينتبه، وهو يلحق بنفسه كل هذا الأذى، أن هؤلاء المجرمين قد تبلدوا حتى لم يعودوا يروا إلا حاجتهم إلى نقوده حتى تنفد، وإلى حاجته حتى يهلك، التجار المجرمون الأولى بالتعرية، هم الذين يلهبون سعار إدمان جمع النقود، وإدمان الأسلحة، والفراغ، والطقوس اللاهية لا الهادية، والتحوصل على الذات، والجشع، والتكرار، …ناهيك عن إدمان القتل الجماعى، والاستباقى، والعنصرى.

د.مها وصفى

وهكذا تبرعم الأبناء فى كيانات هشة وتعملقوا بخواء لا صلب له،

د. يحيى:

هذا صحيح، لكنه ليس بسبب تجار المخدرات أساسا، بل بسبب كل التجار: تجار العواطف، وتجار الشهادات، وتجار الأسلحة، وتجار الأدوية الملتبسة وتجار العلم الزائف، وتجار المعلومات الخبيثة، وتجار الإعلام الإلهائى والمضلل، وتجار السياسات المْسَخَّرة لخدمة المافيا الظاهرة والخفية. ..إلخ

 (لماذا يا مها؟ عودة إلى الخطابة مرة أخرى)

د.مها وصفى

فانطلقت الوحوش المفترسة فاقدة الهوية عصية المشاعر كافرة بكل الملل والعقائد اللهم الا هوى النفس واعتناق العصيان والتمرد إلى مالا نهاية حتى الصدام المرير الذى ربما لا يفضى إلا إلى اللارجعة.

د. يحيى:

مرة أخرى تستدرجك الخطابة يامها!!!،

ثم إن المدمن يكتسب من خلال إدمانه هوية أكثر تحديدا ووضوحا من الهوية التى تسلمها من أهله باهتة ماسخة لا طعم لها، صحيح أن الهوية اللامعة التى يكتسبها لا تصلح لشىء، لكنها هوية، فكيف تصفينه أنه وحش فاقد الهوية حتى الوحش يا شيخة له هوية أنه وحش،

مشاعر المدمن مشتعلة أكثر من العادى المغترب يا ابنتى،

 والكفر بكل الملل والعقائد، قد يكون مرحلة لإيمان أرقى وأصدق وأنقى، …إلى آخر ما تعرفين، وأنت تعرفين الكثير

د.مها وصفى

هذه الكيانات الهرمة المستنسخة المتطابقة الأقنعة

د. يحيى:

لا أوافقك أنها هرمة، أراهم أكثر شبابا وحركة (برغم زيفها) من كثير من مديرى مؤسسات الاغتراب والإعادة الخاوية من المعنى.

كما أنهم لا يلبسون أقنعة متطابقة، فهم ذوات متميزة عن بعضهم البعض، وعنَّّا، هم متميزون أكثر من تميزنا فى حياتنا النمطية المقَوْلبة، ربما تقصدين أنهم، يشتركون فى الخيبة والفشل والتوقف، إن كان الأمر كذلك، فأنا أوافقك عليه.

(أخيرا: بارقة أمل)

د.مها وصفى

….. (كيانات) لابد لها من جراحات وبتر ودواء وتطبيب فى سلسلة من العمليات التأهيلية لتفرز شخوصا جديدة من هياكل هاربة من لحودها. ولابد للحظة المواجهة المؤجلة أن تطل بكل عنفوانها، اللحظة التى لا مناص منها، لحظة الألم المتفجر التى هى بعينها بداية رحلة المداواة. إنها لحظة بداية لمجابهة واقع مرضى لعليل هالك لا محالة إلا من معجزة علاجية بكل المقاييس. إنها لحظة الإفاقة من كابوس دامس.

وتبدأ الرحلة العلاجية الشاقة بعنت شديد فى ضباب كثيف لا يخترقه إلا بصيص الأمل الغامض.

ويستمر النضال حتى تبدأ الإفاقة ويصحو الغافى ويستبصر ليتساءل من أنا؟ أين أنا؟وماذا حدث؟ وإلى أين المصير؟ ولادة جديدة هى بعد رحلة موت محقق. ولكن الطريق مازال طويلا للوصول إلى بر الأمان المستتر.

د. يحيى:

إلا البتر، هم جزء منّا يا رضينا أم لم نرضَ

أهلا مها

ما دمت تعرفين كل ذلك، فلماذا هذه الخطابة التى كادت تجعلنى لا أكمل قراءة كلمتك.

د.مها وصفى

مع كل ولادة يولد أمل جديد ولكنه الآن مشروط، حذر ويحتاج لطاقة متجددة. أمل غير آمن ولا يحتمل المزيد من التعثر. فليست هناك فسحة من وقت ولا حسن ظن مع تعرج الخطى كما فى الولادة الأولي. القلوب وجلة مضناه تجذب خيوط العزم وتخط ملامح التعافى المنشود بتوتر مستبد ليبدأ الشق الثانى من موكب الرحمة.

د. يحيى:

ليبدأ، عالبركة

 د.مها وصفى

الوقت طويل لنصل بهؤلاء السقام إلى جزيرة النجاة من الغرق. إذ يبدأ الشق الثانى من رحلة التعافى بجزيرة فى عرض المحيط لا يمكن تركهم فيها وحدهم بلا مرشد ودون خرائط ودون هاد محفز وهم أقرب إلى الدوامة منهم إلى الأرض ومجال الرؤية بعيونهم مازال مسطحا أجوف إلا من ترقب الضعيف الخائف الحذر. محال أن يتركوا لغايات نفوسهم السحيقة وهم فى خضم التحدى والوهن فلابد أنهم سيهلكون إلا فيما ندر. إنهم لايزالون بأمس الحاجة لفرص صادقة وممتدة تسمح لكياناتهم الهشة لتنمو بلا تشوهات جديدة. يلزم لهم المحافظة على مساحات رحبة من الوقت يرعون فيها على مهل حتى التعافى ولو بلا استئذان فكيف يستأذن الغافى غير الفطن وكيف يستدرك الغارق ويطبب المحموم.

د. يحيى:

“ماشى”

د.مها وصفى

لابد للطبيعة البشرية أن تنبض فيهم من جديد بحمايتهم من أنفسهم فى هدوء وروية قبل أن ولكى لا يتهاووامن جديد فتعوى نفوسهم فى هياج محموم بالملاهى والحانات المكتظة بأجسادهم كجحيم يوم البعث. . لابد أن ندافع لهم وعن أنفسهم من أنفسهم حتى يدركوا ويتداركوا خيوط فجر حياتهم الجديدة.

د. يحيى:

يعنى

د.مها وصفى

ولا يسمح لهم بأن ينتهكوا بأنفسهم حقوقهم فى التعافى ولا بفعل أوزار من لا يهمهم الأمر من أهل النواميس ومدعى حماية الحمى ومسنى القوانين ساكنى الأبراج العاجية رافعى رايات حقوق الإنسان وسالبى حقوق الحماية المجتمعية والأعراف الفطرية المقدسة التى ورثناها برحمة ومسئولية جادة وعقيدة عميقة لا قبل لغيرنا من المجتمعات بها، نحن الأحفاد وورثة ثقافة ملة إبراهيم وإسماعيل.

د. يحيى:

أعرف من تقصدين، وأكاد أوافقك بحذر على تحفظك على هذه القيم المستوردة بما هى كما هى، لكننى أشك  أنك تعرفين – حصريا – من هم أحفاد وورثة ملة إبراهيم وإسماعيل تحديدا، برجاء الرجوع إلى بعض التاريخ، وكثير من الأساطير، وإلى حدسك النقى القوى، وسوف تفتحين الباب على مصراعيه لكل كادح إلى وجه الحق تعالى ، ليعيد تشكيل الأنغام لتعزف اللحن البشرى الجميل الممتد إليه.

د.مها وصفى

فهل من أمل فى استدراك مسيرة الحماية والرعاية الوثيقة الجادة لأبنائنا من مرضى الإدمان والدفاع عن حقوقهم فى التعافى ولو رغما عنهم إذ هم فى خضم المرض المضنى وضلاله حتى يستأنسوا؟

وهل من مناضل لرفع قانون العلاج الجديد الدامى عن مرضانا؟

 نحن نناشد كل من يهمه الأمر.

وندعو الله المستعان.

اللهم ارعنا وارعهم وبلغنا يقينا ترضاه وأجرنا واياهم من الفتن.

د. يحيى:

ألم يبلغك يا أمل عدد المناضلين من زملائك وأساتذتك الذين ناضلوا قبل صدور هذا القانون ليحققوا بعض ما تنشدين، ومع ذلك فقد صدر القانون رغما عن تحفظاتهم وجهادهم ومقاومتهم وما كان قد كان، صدر لينسخ قانونا عمره أكثر من ستين عاما، ربما كان أفضل منه (القانون القديم)، وقد ناضل كل من يهمه أمر هؤلاء المحتاجين إلينا، ليؤكد ضرورة أن يضع القانون الجديد فى الاعتبار اختلافات ثقافتنا، عن ثقافة من يقلدون، كل هؤلاء ناضلوا ليحولوا دون استيراد ألفاظ وقيم وقيود لا تصلح لمجتمعنا أصلا، ومع ذلك صدر القانون وهو يكاد يحرم هذه الفئة وغيرها من حقها فى علاج ناجع حاسم ممتد،

ومادام القانون قد صدر فعلا، فلا  أمل إلا فى إنسانية تطبيقه، باحترام ثقافتنا، إيمانا ببعضنا البعض، بدلا من إثارة الشكوك، وتقليب آليات الكر والفر ، بما يعيق ما تريدين جملة وتفصيلا

د.مها وصفى

وقد قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم

“واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب

صدق الله العظيم.(الأنفال، الآية 25 (

وقال سبحانه وتعالى ايضا بسم الله الرحمن الرحيم

“الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور

صدق الله العظيم. (سورة البقرة، الآية 257(.

د. يحيى:

لا أرفض الاستشهاد بمثل هذا التنزيل الكريم، لكننى أنجنبه عادة وأضمنه رأيى دون تحديد نصً مقدس، ذلك لأننى لاحظت أن نفس التنزيل يمكن أن يستخدم ضد ما تتصورين، وضد ما أراده الله لنا من خير وصلاح وتعمير بحسن حمل المسئولية التى نستوحيها من كلماته.

أخشى الاستشهادات هكذا، لأننى أخاف الاختزال، والتلقى الأعمى،

تصورى الآية الأولى يامها حين يستعملها حاكم ظالم يحذر بها الأهل الأبرياء، من مساندة سلوك ابن ثائر، هذا الحاكم الظالم يعتبر الثورة فتنة، وأنه على الأهل أن يدفعوا ثمن ثورة ابنهم، ويفسر بها تعذيب الأهل حتى يقروا بملجأ ابنهم الثائر الهارب!!

أو تصورى الآية الثانية حين يستعملها متدين متعصب، يعتبر دينه هو الصح الوحيد، فهو “النور”، وأن كل من هو على غير دينه هو فى الظلمات، وأن مهمته هو أن يحقق رحمة ربنا بهذا الضال من غير دينه بأن يخرجه من دينه (إذ هو مسكين فى الظلمات)، ليدخله دينه هو (الذى هو النور الوحيد)، ولكِ أن تتصورى الباقى….

أما أن الله ولى الذين آمنوا ، فهو فعلا كذلك، ولكن من منا يتذكر وهو يردد هذه الآية الكريمة أنه قد قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ…إلخ” فيكون الله سبحانه وتعالى وليهم فعلا!، يتذكر الآية فيعرف من هم الذين آمنوا، الذين تعنيهم الآية.

عزيزتى مها

أنا لا أعتذر عن حرف مما قلته،

 ولا أتراجع عن قسوتى حتى لو كنت قد أخطأت فى كل ما قلته

أنا أحبك، وأحب الحق، وأحب المدمنين، وأحب مرضاى، وأحب الناس، وأحب نفسى، وأحب الله.

ولولا ذلك، لما قلت حرفا مما قلته

وعليك السلام

****

 الملحق الثانى:

محمد أحمد الرخاوى

د. يحيى:

برغم تحديدك يامحمد العنوان، وأنه حول “فقه العلاقات البشرية” التى حددنا لها أول يوم جمعة من كل شهر، إلا أننى فضلت أن أثبتها هنا كملحق، لأنها غير قابلة للمناقشة أو الرد يوم الجمعة أول يناير.

شكراً.

 (فقه العلاقات بين البشر)

مع تقاسيم علي الحرية أغوار النفس

د. محمد أحمد الرخاوى

-1-

تتناثر أشلائي
الملمها
اغفو
اصحو
اغفو
اصحو
اختار
احتار
اصحبك
ارهق
اتركك
اغرق
من لي بالحياة
التي بين جنباتي
(طبق الاصل)

-2-

وكل في فلك يسبحون

عندما يقل البشر
الذين يدورون
مع دورات الفلاك
في مدارات الرحمن
تصبح المعية
معيتك
 مبهرة
مكبلة
 في آن واحد!!!!

فسلاطة حقك
تشع في وجهي
تدفعني معها
تشاركني دفعي
في مداري
فقدرنا
ارادتنا
ارادة الله
هي ان نسبح في مدارين
متوازيين

تتشابك ايدينا
بفرحتنا
بدفعنا
الي الله!!
ولكن وكل منا في مداره
الي ان يأذن الله
ان نلقاه سبحانه

في بعض الاحيان
تقفزي في مداري
اقفز في مدارك
كي نسعد
نتأكد
ونحن متأكدون
بالتوجه اليه
فالحمد لله
الذي هدانا
وسمح لنا
بارادتنا
بارادته
ان نسعي
برحمته
بفضله
اليه
الينا
الي كل البشر
اعلم انك تعلمي
كل ذلك
طبق الأصل))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *