الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة: 17-7-2009

حوار/بريد الجمعة: 17-7-2009

العودة إلى الفهرس

“نشرة” الإنسان والتطور

17-7-2009

السنة الثانية

العدد: 686

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

أغلب التعقيبات هذا الأسبوع هى عن التعتعة (جاكسون!!)، ويبدو أن الأمر هو هكذا باستمرار، هل هذا يعنى أن التعتعة هى الأكثر جذبا للانتباه، أم لأنها قصيرة فهى الأسهل فى “أداء واجب” الالتزام بالتعقيب:

المهم ليكن الأمر كما يكون، شىء أحسن من لا شىء.

والشكر واجب فى جميع الأحوال.

****

تعتعة جاكسون: الجسدُ المبدِع، والألم الراقص!! (2 من 3)  

د. ماجدة صالح

كنت من المعجبين بهذا الشّاب، الشيخ، المسخ، المبدع الجميل (الذى انسحق من طفولته تحت وطأة الأضواء)، مما اضطرنى لحضور حفل وداعه على الهواء (الذى استغرق حوالى 3 ساعات)، ولكننى لم أجد خلال هذه الثلاث ساعات ما هو أعمق، ولا أقرب من تأبينك الراقى له فى هذه التعتعة.

وعندى قناعة أن هذا التأبين قد يصل إلى روحه أسرع وأقرب رغم بعدك عنه وحداثة معرفتك به حتى لو كان هدفك هو محاولة تحقيق فرض علمى سابق.

د. يحيى:

يا ماجدة، ربنا يخليكِ، شعرت أن حالتى وأنا أكتب تلك التعتعة قد وصلت إليك بدقة بالغة، فقد فرحت بكتابتى لها هكذا لأننى اكتشفت أننى مازلت قادرا على أن أغير رأيى متى ما وصلنى ما يجعلنى أفعل ذلك، لا أغير رأيى فحسب، وإنما أتغير أيضا، وهذا طيب، أما وصفك ما كتبت بأنه “تأبين”، فهو كرم منك، وبأنه “نبيل”، فهذا بعض ما أوقفنى، ولعلك أدركت أننى لم أقصد واعيا  تحقيق أى فرض علمى وإلا سقط النبل، وأخيرا فمواساة هذا الراحل بعد أن رحل بالطريقة التى وصلتك هى لمسة لا تحتاج إلى تعليق.

شكرا مرة أخرى.

د. هانى عبد المنعم

أقدر لحضرتك يا د. يحيى هذه الشجاعة فى النقد، خاصة وأن جاكسون يلقى نقداً سلبيا لاذقاً طوال الوقت من معظم مدعى الثقافة فى شرقيتنا دون النظر إلى فنه.

د. يحيى:

إذن، فقد وصلك ما أريد

شكرا

أ. رباب حمودة

هل نقدر أن نفصل بين سيرة الفنان، وأعماله، لم أقدر أن أحب هذا المبدع بعيداً عن سمعته التى اشتهر بها، لقد رأيت أغنية الأرض وأعجبتنى وتأثرت بها ولكن كان هناك صراع بين ما وصلنى من هذه الأغنية، وما أعرفه عن هذا المغنى، زى أى فرد فى الشعب المصرى لا أفصل كثير بين مشاعرى وبين حكمى.

يعجبنى الغناء، وليس الشخص.

د. يحيى:

رجائى أن تواصلى التحرك بين رأيك وما يصلك، ثم بين ما يصلك ورأيك الجديد، وهكذا، هذه رياضة نقدية صعبة، لكنها تجربة رائعة، هذا ما أفرح به عادة حين أبدأ الكتابة فأجدنى الناحية الثانية!! (جربى يا رباب).

أ. أيمن عبد العزيز

مش فاهم: أريد أن أفهم أكثر كيف أن الجسد وعى متغير.

د. يحيى:

تعيين المجرد هذه فكرة من أصعب ما يمكن، وقد وصلتنى فى البداية من سلفانو أريتى حين استعمل تعبير “التعيين النشط” active concretization لتفسير بعض الهلاوس مثلاً حين نقول إن الأسعار نار، قد يراها مريض ذهانى فى شكل نار تتصاعد من الورقة المعلقة على فخده عجل أمام محل جزار، وفى الأحوال العادية والإبداع، يمثل تمثال الحرية (فى أمريكا) أو تمثال نهضة مصر (فى مصر) هذا التعيين النشط على مستوى إبداعى لمفهوم مجرد، هذا ما تفيدهُ كلمة تعْيين، أما تعيين الوعى ليصير جسداً، أو ليصير الجسد وعياً، فله حكاية:

لقد تعرفت على ما هو جسد بشرى حى، أو قل أعدت التعرف عليه من خلال مرضاى ونشاطى – الجسدى –  أيضاً معهم.

ثم كتبت كثيرا فى مسألة أن الجسد أداة تفكير وإبداع، لأشارك فى نفى أنه منفصل عن الوعى الأشمل, وعن الذات، حتى صار أشبه بالقفاز الذى نلبسه عند الحاجة.

ثم مع تطور علاقتى بمفهوم “الوعى” وطبيعته، أصبحت أتعامل مع الجسد بأنه حالة وعى أخرى تشارك وتتكامل مع مستويات وعى الشعور، ووعى، اللاشعور بطبقاته الهيراركية، وأنه لا يوجد شىء اسمه جسد مستقطب فى مقابل عقل أو نفس (دع الروح جانبا فهى من أمر ربى)، بل إنه وعى له كل مواصفات، وحقوق، وقدرات مستويات الوعى الأخرى.

أكتفى بهذا القدر وأوصيك بالرجوع إلى بعض ما سبق كتابته فى هذا الصدد، وهو ليس كافيا  مثل نشرة 6-11-2007 “عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ”، ونشرة 24-12-2007 “تهميش “الجسد” على الناحيتين” ، وأعدك بالعودة مرة أخرى.

أ. أيمن عبد العزيز

أن الألم من أكثر المناطق الإنسانية صعوبة، وأنه يمكننا أن نعبر جيداً عن الألم بالألفاظ لكن أن نعيشه ونعنى به هذه الصعوبة.

د. يحيى:

وحتى التعبير عنه بالألفاظ هو أمر مستبعد أن يحمل ما نعنى، لا أعتقد أن هناك ألفاظا يمكن أن تستوعب الألم الإنسانى الرفيع الحقيقى الرائع، “ألف” “لام” “ميم”، تصور يا أيمن أنها أول مرة ألمح التشابه بين الألم الذى نتحدث عنه، وبين بداية سورة البقرة، بداية القرآن الكريم بعد الفاتحة، “ألف” “لام” “ميم”، ذلك الكتاب لا ريب فيه”.

أرجوك هذا ليس تفسيراً ولا تأويلاً، ولا إعجازا، فأنا لا أتمحك فى مثل ذلك لكنه خاطر خطر أردت أن أقوله لك.

أ. أيمن عبد العزيز

لا أفهم هل يمكن الوعى بالألم، وهل عندما أقول أنى أشعر بالألم، هل هذا هو الألم أم هناك مراحل للألم.

أعتقد أن لحظة الوعى به هى لحظة إلغائه.

د. يحيى:

أوافقك – ولو نسبياً– على الجملة الأخيرة، لعظمة مسئولية الوعى بالألم بحقه، أما ما ذكرت قبل ذلك، فطبعا هناك مراحل للألم وأنواع من الألم…الخ.

أ. نادية حامد

أعجبنى جداً مصطلح “الجسد وعى متعين”، وأرجو فى تعتعة قادمة مزيدا من التوضيح، لذلك، وكذلك محاولة مرة أخرى شرح كيفية مشاركة الجسد فى الإبداع والتفكير، ثم إشاراتى إلى دور الجسد فى الإبداع والتفكير فى نشرات مثل(جاكسون: الجسدُ المبدِع، والألم الراقص!! “2 من 3”).

د. يحيى:

أرجو أن تقرئى ردى على الابن أيمن حالا.

أ. نادية حامد

أتفق مع حضرتك أن حجم الألم البشرى كبير جداً، ومن الطبيعى أيضاً أن تكون هناك صعوبة فى إظهاره ووصوله للوعى الظاهر، ولأن تحمل مسئوليته كبيرة أيضاً، فيمكن يكون بديل لذلك هو الإبداع/ الفن، بمختلف أنواعه، للتعبير عنه والتخفيف منه.

د. يحيى:

الإبداع ليس بديلا عن الألم، وإن كانت علاقته وثيقة به، قد يكون نتاجا للألم، أو تواصلاً على متصل الألم، أو استيعابا للألم، (دعينى يا نادية أعتذر عن الاستمرار فى استعمال كلمة ألم حتى لا تفتر حدّتها).

د. مروان الجندى

أنا أيضا لم أكن أعرف مايكل جاكسون إلا من وجهة نظر شخصية واحدة.

د. يحيى:

معا إلى “موضوعية” أجمل!.

د. محمود حجازى

شاهدت جاكسون كثيراً فى أوجه تألقه عندما كنت طالبا فى المرحلة الثانوية، وانبهرت به ربما تقليدا، وربما محاولة للتميز والاختلاف عمن حولى، ولكنى لم أجد فيه كل ما تذكره حضرتك حتى ظننت إنك تتحدث عن شخص آخر.

د. يحيى:

دعنا نختلف.

ثم إن العينة – مجرد أغنيتين – التى تصادف أن وصلتنى هى التى أوحت لى بما وصلت إليه، لكن من يدرى لو تتبعت بقية أعماله ناهيك عن بقية حياته كيف سيكون رأيى حينذاك، عموما أرجو أن تقرأ تعتعة باكر السبت، ربما تجد فيها تكلمة لرؤيتى بشكل ما.

أ. محمد المهدى

كيف يستطيع إنسان رافض لجسده (يغير ملامحه، لون بشرته)، أن يستخدم هذا الجسد ليبدع به ألمه الإنسانى؟! أليس فى ذلك تناقض غريب؟!

د. يحيى:

أرجو أن تقرأ تعتعة الغد، وقد تجد الإجابة.

ولا تنسَ أن بداية المعرفة الأشمل هى تحمل التناقض.

أ. محمد المهدى

وصلنى: أن الجسد حين تتصالح معه يصبح وعياً مبدعاً، وقد يجسد وجودا إنسانياً بشكل تعجز عنه حتى اللغة اللفظية، وما قد يشوبها من إغتراب.

د. يحيى:

هذا صحيح.

د. ناجى جميل

لقد اندهشت من تغير موقفك من جاكسون بهذه الصورة بعد مشاهدة عملية، هو مبدع وأحدث ثورة فى عالم الغناء بلا شك، ولكن…؟!

د. يحيى:

“لكن”..

 ماذا يا رجل؟

أنا فرحت بقدرتى على التغيّر (برجاء قراءة ردى على د. ماجدة)، أكثر من فرحتى برأيى هل هو صحّ أم جانبه الصواب.

د. هانى مصطفى

… أو لعله إذ يحرك (جاكسون) مستوى وعى معين يقوم بدوره بدفن مستوى وعى آخر، ولعل فى ذلك بعض الخطورة.

د. يحيى:

بصراحة: أوافقك على هذه الاحتمالات

فقط أريد أن أحّمل المتلقى نصيبه من المسئولية عن ماذا يندفن، وماذا يتحرك فيه (فينا)!.

أ. هيثم عبد الفتاح

مع بداية معرفتى ومشاهدتى لجاكسون رأيت ووصلنى منه جزء كبير مما أسميتوه “إن الجسد وعى متعين”، ومع قرائتى لهذه اليومية رأيتنى استقبل جاكسون بشكل محترم، ووجدت فيه وليس من خلال كلماته وألحانه وحركاته فقط، بل بالإضافة إلى ذلك فى إنمائية الصورة فوجدتنى أجد إنمائية واستقبلها كأفلام تسجيلية أم حتى بقيمة الأفلام السينمائية التى تستحق الترشيح للأوسكار.

د. يحيى:

ياه يا هيثم

لم أكن أعرف حساسية تلقيك هكذا.

ياه…!! إلى اللقاء فى تعتعة الغد، فهى فى تفس الموضوع.

الحمد لله.

أ. محمود سعد

أنا اتفق معك على أن جاكسون يمثل ظاهرة أعتقد أنها نادرة، برغم ظاهر الوضوح (باستثناء جاكسون)، وهى ظاهرة الإبداع بالجسد.

د. يحيى:

وغير ذلك

مرة أخرى، التكملة غدا فى تعتعة السبت.

أ. محمود سعد

على الرغم من الإبداع غير العادى لميكل جاكسون فأنا لا أتقبله مطلقا، ربما يرجع ذلك إلى تاريخه الشخصى الملىء بالغموض، وربما لهوس الشباب العربى به، والذى أراه رغم كل ذلك غير مبرر.

د. يحيى:

لك كل الحق.

الغموض حوله لا يريح، وهو يعطلنا حتى عن إعطائه حقه

أما هوس الشباب العربى، فلعل كثيرا منه تقليد سطحى.

أو ربما غير ذلك، من يدرى؟.

أ. أحمد سعيد

أفهم من كدا إننا كلنا لازم نِغِير من جاكسون، لأنه قدر يلمس الألم والحزن المدفون ونحاول نشوفه عملها إزاى.

د. يحيى:

هذه غيْرة مشروعة، إن صح الفرض الذى قدّمتُه.

د. محمد احمد الرخاوى

أعيش فى الغرب كما تعلم منذ حوالى 7 سنوات . اسمع من الكثيرين عن هذه الحفلات الصاخبة الملسوعة بالدغدغة الحقيقية والغير الحقيقية والملسوعة بالتفريغ حينا وبالذهول أحيانا أخرى لم أشارك طبعا فى كل هذا ولكنى اقتربت من كل ذلك فى موقفين شديدى الدلالة.

عملت سائق تاكسى حوالى سبعة شهور متقطعة اثناء تحضيرى لامتحانات مختلفة كى اصرف على عائلتى وكان على ان الم هؤلاء الشباب من المرقص تلو الملهى تلو المسرح

كنت اراقبهم وانا فلاح من هورين منوفية وعندى حدس وذكاء متوارث ومكتسب

حاولت ان اشم ريحة السعادة او الامتلاء فيهم ولم استطع .

الغيبوبة التفريغية لا تسمن ولا تغن فشقاؤهم يزيد وحلزونية الفراغ فالانانية فالمادية تئد كل جنين قبل ان يولد.

ثم عملت طبيب عام لفترة امارس الزيارات المنزلية فوجدت كتل الشقاء تصرخ فى وجهى فى كل 9 من 10 بيوت ادخلها لا يخطئها اى عاقل كيس فطن

تذكرت كل ذلك وان احاول ان اصدق ما تكتب عن رسالة مايكل  جاكسون ان كانت له رسالة وهل فعلا يحدث ان يفعل كل هذا الصخب والرقص الايقاعى بمن يتلقوه اى تغيير حقيقى ام ان التشويه الوجودى خارج هذه الحفلات اكبر من ان يستوعبه هذا الايقاع حتى لو صدق مع استمرار شكى فى صدقه من ناحية وفى ادواته من ناحية اخرى وفى كيفية عزله عن محيطه!!!!!!!!!!!

د. يحيى:

لم أكن أعرف عنك كل ذلك يا محمد!

فيما عدَا السطرين الأخيرين، فأنا احترمت رسالتك احتراما شديدا.

وحتى السطرين الأخيرين فيهما شك وتحفظ فى محلهما

طمأنتنى هذه الرسالة نسبيا بعد أن انشغلت عليك من كثره رسائلك الأخرى على الميل الخاص بى لما لاحظت فيها من أدعية مكررة نمطية كادت تُفرغ من نبضها من فرط إلحاحها.

أ. رامى عادل

حسبت يا عمى ان اصل نظريتك فى الايقاع الحيوى التطورى، هى فى الاصل موسيقى كونك/رحلتك، دوما اذكر رقصاتنا “التهذيبيه” فى داخل عيادتك، وعلى فكره انا لااخجل من كونى ارقص وياك بداخل مكتبك، نرقص غصبا عنا، لا داعى لتسميته، وان كان رقصا فرعونيا

د. يحيى:

لم أكن أعرف يا رامى أنك التقط تشكيلات فرق الرقص الخفية فى العيادة وفى غير العيادة بهذا الحدس الرائق.

خلّها فى سرّك خشية أن يعرفوا مفاتيح  الجسد/الوعى/الفهم/الكون/الألم/ الصبر/ الحب…..ولا يتحملونها دفعة واحدة، الخ.

(هل لاحظت هذه الأحرف الثلاث النشاز بعد النقط …. الخ، ألف لام خاء؟).

أ. السيدة

استاذى الفاضل لك امزق الصورة يجب ان ادرك، ولكى ادرك يجب ان اعقل،  ولكى اعقل يجب ان اصحو من الغيبوبه والانسياق مثل قطيع الغنم، ممكن نسمع سوا أغنية منير على صوتك بالغنا لسه الامانى ممكنه.

د. يحيى:

تصورى يا صديقتنا الفاضلة أننى لا أحب هذه الأغنية بالذات، ولا هذا “الحزق” عموما، يجوز أننى مخطىء، وقد أتصالح معها (معه) يوما، لكن..

لا أعرف.

د. مدحت منصور

لاحظت فعلا أن مايكل كان مغمض العينين أغلب الوقت في الأغنيتين و لا أدري لماذا تذكرت الزار رغم أنني لم أشاهده على الطبيعة كما لا حظت في أغنية الأرض أنه كان يتحرك مصلوبا بين جذعين في جزء كبير من الأغنية أعود فأقول أن الجسد يتحدث مخاطبا وعيا معينا داخلنا و كنت قد لاحظت ذلك من زمن بعيد و قد انتبهت أن حضرتك كنت تفسر لغة الجسد أحيانا من حركات الأيدي إلى حركات الساقين , كان هذا قد غاب عن ذهني فترة إلى أن تذكرته في هذه التعتعة.

د. يحيى:

على البركة

أ. زكريا عبد الحميد

ليس جديدا على د. يحيى (المراجعات)..مراجعة الذات (الأفكار) المواقف…أما الألم الذى يأتى الفن ليطلق سراحه..الخ فليس موقوفا على ظاهرة مايكل جاكسون  ففى ما يطلق عليه بالتطهر الذى تحدثه الأعمال المسرحية التراجيدية هناك ألم يطلق سراحه أيضا، هذا ما تداعى الى ذاكرتى بعد قراءتى لهذه السطور عن جاكسون الذى لست وحدك يا د.يحيى الذى تجهله فكل المثقفين من العيار الثقيل يتجاهلون أمثاله.

د. يحيى:

يا عم زكريا، أنت تعرف موقعى غالبا، وهو ليس بين من أسميتهم المثقفين من العيار الثقيل.

ثم إنى لا أصفق كثيرا لدور الفن فى التطهير، ولا باطلاق سراح الألم.

الألم الراقص الذى أشرت إلى فاعليته فى جموع الناس هو أشبه “بإشعال نار الألم الجمعى الخلاّق”، وهذا بعيد – كما أظن– عن فكرة التطهير بالفن.

****

التدريب عن بعد: (55) (من العلاج الجمعى) عود على بدء: لعبة جديدة  صعوبة الخبرة، وقبول التحدى، (بعون الله)!!

د. نعمات على

“الوداع”..!!؟؟  إن ما جرى ويجرى خلال هذا النوع من العلاج لا ينتهى بانتهاء الجلسات، فلماذا الوداع؟”.

هذا فعلاً حقيقى، وهو ما أشعر به أيضا خلال الجلسات النفسية المنفردة، وأيضا خلال التعلم من اليوميات والإشراف، فهى حيرة مستمرة وتنمو وتنضج مع الوقت.

د. يحيى:

يا نعمات، كدت أصدق بعض نظريات تتكلم عن الجسد الممتد، وهو بعض ما يفسر أننا حين نفترق: لا نفترق..الخ.

أ. عبده السيد

ينفع تكون القوة المركزية الضامة هى المقدار الثقافى (البصيرة) للجماعة أثناء فترة العلاج + أمل المجموعة فى استمرارها؟

د. يحيى:

لا أظن

أتصور أن ما تتحدث عنه لا يعدو أن يكون أفكاراً منطقية عقلية (أو معقلنة).

أما ما أعنيه فهو أكثر غموضا من ذلك

وأكثر واقعية

وأكثر موضوعية

أعرف أننى صّعبتُها فعذرا،

لكن هذا هو ما عندى

وقد أعود إلى تفصيله يوما ما.

أ. عبده السيد

ربط الخلفية المرضية بالتعليقات جعلها أكثر موضوعية وزودت إيضاح باثولوجية كل مريض، باحسدك على تواضعك، وموضوعيتك فى التعقيب النهائى.

د. يحيى:

شكرا يا عم عبده

المسألة صعبه والله العظيم

أ. عبير محمد

“برنامج “الدخول والخروج”، ثم “إعادة التعاقد”.. لو استطعنا أن نضمن سلامة تحقيقهما، وحسن تفعيلهما، إذن لأمكن التعامل مع العلاقات البشرية، بما فى ذلك الحب والزواج، والعلاج، بمرونة كافية للحفاظ على العلاقة البشرية الصعبة، بل وتجديدها…”

نضمن إزاى؟ وهى حاجة صعبة قوى وتخوف كده؟ ويمكن كمان توقفنا وبدل ما نفكر فى “إعادة التعاقد”، يمكن نفكر فى “التراجع والكف عن المحاولة””.

د. يحيى:

احترمت تلقيك الصعوبة،

ماذا نفعل يا عبير وقضاؤنا أن نعيش “بشراً سويا”؟.

إما أن ندفع الثمن صعوبة وكدحا، وإما أن نتنازل عن إنسانيتنا.

د. محمود حجازى

ياه دى طلعت صعبة بشكل لكن ربنا موجود.

د. يحيى:

حصل

د. هانى عبد المنعم

يا د. يحيى: ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن لازم تقف معانا.

يا زملائى: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن لازم نفتكر ده على طول.

يا هانى: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن لازم أبدأ بنفسى.

يا مرضى: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن ربنا دايما موجود.

د. يحيى:

وصلتنى دعوة ضمنية من استمرار الاستجابة بالمشاركة فى اللعبة هكذا، أنه علىَّ أن أرجع لجمع استجابات أصدقاء الموقع مستقلة، والتعليق عليها من جديد.

يا ترى هل أجد وقتاً؟

أ. إسراء فاروق

يا (س): ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن هستحمل، هعدى.

يا (ص): ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا هيعنى.

يا (ع): ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن إنت جنبى.

يا (و): ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن لعله خير.

يا (إسراء): ياه دى طلعت صعبه بشكل ولكن فيها مسئولية، وكبران فهستحمل.

د. يحيى:

نفس التعليق السابق

أ. رامى عادل

يا منى ياااه دى طلعت صعبه بشكل لكن انتى قربتى البعيد

يا كريم  ياااه دى طلعت  بشكل لكن ربنا خلانا نواظب.

منى هى صديقتى المقربه التى اظلمها حين لا اثق كفايه بقدرتنا على التجاوز (والشفاء)، اما كريم فهو زميلى فى العمل تعلمت من براكين غضبه ان الم الدور واقترب واحده واحده مهما كنت بعبعا فى نظره  (او العكس) ومهما كره  التعامل معى، حتى ان احساسنا يتلامس الان، فقد علمنى كريم كيف اكون رابط الجاش، وانه لا داعى للخوف من منى او غيرها فقد قهرت مع كريم المستحيل فلا يوجد طريق مسدود بين الرفقاء

د. يحيى:

نفس التعليق السابق (أعنى قبل السابق).

****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (10) ‏التحليل النفسى: هل مات فعلاً؟

د. عمرو دنيا

أنا بالفعل فى حيرة شديدة بين ما هو العلاج النفسى بصفة عامة أو ما يسمى تابعاً لثقافة معينة مثل العلاج النفسى الأمريكى، أو المصرى أو العربى… وأعتقد أنه لابد من أن يكون هناك علاج نفسى بشرى إنسانى ينفع رأى بشر أو إنسان ويراعى فيه الخلفية الثقافية العامة فالخاصة فالأكثر خصوصية هكذا دون مسميات.

د. يحيى:

هذا صحيح لدرجة أننى أتصور أن العلاج النفسى يختلف ليس فقط باختلاف الثقافات الكبرى، بل باختلاف الثقافات الفرعية أيضا.

د. محمود عصافرة

ان التطور العلمى فى جميع المجالات والتخصيص فى العلوم بل فى العلم نفسه يجعلنا لا نتوانى فى علاج نفسى اسلامى ومنه ننطلق لعلاج نفسى مصرى وسعودى وفلسطينى … الخ لان هذا ما هو حاصل اصلا من غير ان تكون هناك ادبيات تحدد ذلك . ومن خبرتى المتواضعة جدا فى العلاج النفسى منذ 1996 ما زلت المس هذا التخصيص والحاجة للتخصيص حسب المكان الذى اعمل به.

لذا اتمنى على سعادتكم د. يحيى ان تبدا باشعال نواة العلاج النفسى الاسلامى من ناحية عمل ادبيات خاصة ومعالم واضحة لهذا العلاج وانا متاكد من ان الاخرين سيدرسون ذلك العلم ويتعلمون منه االاكثر

وتفضلوا بقبول دعواى لكم بالتوفيق والعطاء المستمر.

د. يحيى:

أنا ضد ما يسمى العلاج النفسى الاسلامى، لأن ما بلغنى من معظم ذلك هو اختزال وانفصال وخنق لرحابة دينى وسماحه، ربما يوجد ما يمكن أن يسمى علاج نفسى إيمانى، وإن كنت أرفض هذه التسمية أيضاً، كل ما أحاول توصيله وما أعنيه هو: أن وجود الحق سبحانه وتعالى فى بؤرة الوعى البشرى – أفراداً وجموعاً- امتداداً إلى مطلق الغيب هو عامل موضوعى فاعل ومشارك طول الوقت، لا هو مغترب ولا مُغيَّب ولا مؤجل ولا مفارق.

وهذا يدخل فى كل العلاجات الحقيقية والعميقة مهما اختلفت الأديان أو حتى النظريات النفسية.

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (11) إحياء المعنى يملأ الكلام!!

د. أسامة فيكتور

رغم منطقية المبالغة المرضية فى أن تكون كل قصة (حلقة) مليئة ثقيلة بما تحتوية من مضمون فإن التسلسل قد ينقطع، وقد فسرت بذلك بعض ما ينتهى إليه المريض مما تسميه “فقد الترابط””Incoherence ،

رغم منطقيتها فأنا مستغربها أو مش قادر أستوعبها قوى.

د. يحيى:

يا أخى أنا لم أقل كل قصة أو كل حلقة!!، أنا كنت أعنى أن كل كلمة حين تمتلىء منفصلة بمضمونها جدا تعجز فإنها عن أن تتواصل أو تتصل أو تتكامل مع الكلمات الأخرى فتتفكك السلسلة، وتتناثر الكلمات التى هى حلقات السلسلة.

أرجوك أن تتابع الحلقات فهذا الفرض سوف تناقشه أكثر من مرة بأكثر من اسلوب.

د. عمرو دنيا

أول مرة أخذ بالى من إمراضية الإفراط فى فرط تحميل اللفظ معناه، فهى تحرم اللفظ حياته ونبضه وتغرقه فى اللفظنة المغتربة والتفسير القاصر، وفعلاً تخيلت نفس ألفاظ أغنية تغنيها أم كلثوم، أو عبد الحليم، أو شخص آخر وشاهدت واحسست الفرق بين اللفظ الأجوف الفارغ وبين نبض اللفظ، وليس اللفظ نفسه.

د. يحيى:

أرجو أن يقرأ د.أسامة فيكتور تعليقك، وإن كنت لا أوافق على الاستشهاد.

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (12)

د. محمد الشاذلى

اللغة (أياً كان مستواها) ذات المفردات الأقل، ربما هى الأقدر على توصيل أكثر المعانى، ربما يكون إزدياد المفردات يوازى زيادة الإغتراب بالغوص فى تراكيب الكلام بعيداً عن المعنى، وهذا هو المأزق الذى يصنع الفجوة بين المتكلم والمتلقى.

د. يحيى:

هذا وغيره

د. محمد الشاذلى

حين أراقب طفلتى الصغيرة، وهى فى شهرها الثالث وهى تصدر بعض الهمهمات المحدودة لغتها الخاصة الآن وأتعلم معناً مختلفاً لكل صرخة، ولكل ضحكة، ولكل صوت، أراها فى منتهى الثراء والوضوح، (بالنسبة لى)، وأكثر بلاغة من أى كلام.

لغة الجسد (لا أستطيع افتراض أن مفرداتهات أقل من اللغة المنطوقة)، لكنها أكثر وضوحاً وأصالة فى التعبير.

د. يحيى:

صحيح

لا تنس أن “بياجيه” كتب أغلب علمه عن نمو الطفل من ملاحظته لأولاده.

واصل لو سمحت، وسوف تتعلم أكثر من جميلتك الصغيرة.

أ. رامى عادل

مقدرتش، ايوه لأ، الموج كان عالي عليا فغطاني وسلسلني، ولسه بفتكر عجزي، وخيبتي، مديت لي ايدك، لحقت اللي كان، واللي ملحقتوش غرق، وفي الباطن كان سري المدفون، ليه قربتلي البعيد المستحيل، عشان انسي القديم، وعلي قد ما علينا وقعنا يا عم،  ومش فاكر غير جرجرتي المسكينه، وانت بتلهث، متفتكرش ان الذكري ماتت جوايا، قدرنا نرحل ومنسالش، ليه اللي فات عدي كانه مكانش،ونغير بلون احلامنا وسعينا المكتوب، ونبحر ويا قارب اللي مالوش ماضي، مش برضه ننسي، بس يا عم يحيي العشره متهونش.

د. يحيى:

هى “ماتهونشى” لا علىّ ولا عليك.

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (13)

أ. رامى عادل

مره تانيه، لكن هي.. ليه لأ!صحيح اتبعترنا يا عم يحيي، وسحلونا، لكن السكه مقفلتش، ولو دريوا بينا قاموا عذرونا، غمونا، وغلوشوا علي صوت جوانا، كان في امل، ولسه باقي، من روحك وروحي

د. يحيى:

ربنا يبارك

*****

حوار/ بريد الجمعة 10-7-2009

أ. رامى عادل

الى د. محمد احمد الرخاوى: اسف لثورتك “المستمره” وادعو الله ان يعبنك فتحتملها، فالبقاء صعب فى رحلتك، لابد من حل حتى لا نظلم انفسنا، صدقك عمله نادره، قابلت ثوار قليلون كادوا يهشمون وجهى ولا اعلم حتى الان كيف عشقتهم، اما حضرتك د.مدحت، فكيف بالله عليك عرفت انى اخذ عليك انك واخد على خاطرك من الناس اما قرة عينى د يحيى، فكما تعلم انا اساسا مدرس فلسفه واعمل كرجل امن اقابل عشرات من الناس يوميا وهذا ما يهون على، لك حق، يا بختك، الناس جميله.

د. يحيى:

إلى من يهمه الأمر (الاسماء فى المتن)

****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (11)

أ. رامى عادل

مقتطف “الاصعب اسهل”: حين تقترب مخترقا التيه اتاهب مستحضراوجودك مسترجعاخطابك منيبا تنطلق طيورك الناصعه فى وسط جلال الموت وظلمته فاعتبرها نداء لبى سكوتى  وصحونك المحلقه وصيحات توقظنى من رقادى تبعثنى ومع ذلك لم ارتو بل يزداد ظمئى حتى تتفجر ينابيعك بداخلى تغمرنى بالعشق وتناولنى يدا تستميلنى فلا اعود غريبا مؤتنسا برسالاتك الخفيه تهدهدنى فلا حيلة لى سوى ان القاك فى عيون طفلتى او بجوار جدول عائم برفقتى تحملنى الى المالا نهايه متبخترا رائحا غاديا كنسمات حيواتك,فما اجمل ان اشتاق غير راسيا منتظرا اقبالك فما ايسر كل هذا بجوارك وان كانت رؤيتك هى الاقرب الى المستحيل فلا زلت عنوانا لكلينا

د. يحيى:

هذا شعر جديد

يكسر وحدتى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *