نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 24-7-2015
السنة الثامنة
العدد: 2884
حوار/بريد الجمعة
المقدمة:
على قلة المشاركين وصلنى تحريك “وعى مشترك”
وأيضا: لعله وعىٌ مشارِك
ففرحت به
فقد كان عندى بمثابة “عيدية” جميلة رقيقة.
*****
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية: الفصل السادس:
ملف اضطرابات الوعى (23)
عن طبيعة الأحلام واضطراباتها
أ. عمر صديق
استاذي العزيز
أولا: شكرا على الامانة ولي بعض المداخلات او الافكار والاسئلة، بالنسبة للحالة البينية بين وعي الحلم و اليقظة لعلها تفسر تذكر الحلم وان صعب حكيه لقصر الزمن واختلاف الوعي وصعوبة تذكره بعد فترة قصيرة بمعنى في وعي البينية يكاد يكون الحلم حاضر بشكل ملفت للانتباه ولكن ينسى بعد فترة قصيرة جدا والسؤال لماذا بعض الاحلام ذات الدلالة العميقة لا تنسى تقريبا مهما طال الزمن؟
د. يحيى:
لأنها ذات دلالة عميقة
ثم أكرر أنها ليست بالضرورة “أحلام” بالتعريف العادى ولا حسب الفهم الشائع، وبصراحة لو أننى وجدت لها اسما آخر لاستعملته،
على أن كل ما يهمنى هو التنبيه إلى مدى بُعْد مستوى “الحلم المحكى” عن حقيقة الذى يجرى فى “وعى النوم” متضمنا وعى الحلم، علما بأن البـُعـْد ليس انفصالا،
وحتى “الزبد” هو ظاهر أعلى موج البحر ونابع منه، الزبد ليس بديلا عن موج المحيط الذى يفرزه، وفى نفس الوقت هو لا يخرج إلى السطح إلا من نبض حركية موج المحيط!
أ. عمر صديق
ثانيا: فرض ان محتوى الحلم لا يكون ذا دلالة مرتبة باعتباره كم من المعلومات الهائلة بشكل عشوائي، هل من الممكن ان يكون فرض اخر ان هذه المعلومات تكون مرتبة جدا في الاصل ولكن لاختلاف الوعي والزمن لا نستطيع رصده او حكيه ولعل الاحلام ذات الدلالة والمحتوى العميق تكون مهارة لاشخاص وعيهم متناسق بشكل عالي. عذرا على الاطالة وشكرا جزيلاً
د. يحيى:
طبعا كل الاحتمالات قائمة
فقط أكرر لك فكرة – ليست وحيدة، ولا هى نهائية–، أن “الترتيب” بمعنى إعادة تنميط المعلومات(1) هو وظيفة الحلم الأساسية، فأنا احترم ضرورة الحلم ووظيفته بشكل مطلق، وأنه تعـُّلمٌ مكمِّلٌ وإبداعٌ محتمل، وكل هذا ترتيب رائع ومفيد، ويتماشى مع روعة وانضباط الإيقاع الحيوى الذى هو أساس فكرى وعملى، لكن كل هذا شىء، وما نحكيه أو نتذكره ونسميه حلماً! شىء آخر، مرة أخرى: دون انفصال.
أ. إسلام محمد
والله أنا استنتجت من كلام حضرتك أن الحلم هو نشاط بشري لعلاقة عقلية أو إبداعية بين الإنسان وما هو غير ذلك بما تحمل الكلمة من منطق أما اليقظة فأنا تهت فيها هي دي اللي مبقتش عارفها؟
د. يحيى:
هذا صحيح أيضا
الحمد لله أننى استطعت أن أوصل رؤيتى وبضع خبرتى إلى “من يهمه الأمر”.
أما تعقيبك على توْهِك فى ماهية اليقظة فهو رائع تماما، لكن لا تنس أن وعى اليقظة وما يجرى فيه هو أقرب للتناول – فيما عدا “عملية” الإبداع– التى هى أقرب إلى حركية عملية الحلم، دون التخلى عن وعى اليقظة، وليس معنى هذا أنها أقرب للتناول، أو أنها الأبسط ، مع أنها الأهم.
*****
حوار مع مولانا النفّرى (141)
مازلنا فى موقف التقرير
د. رجائى الجميل
المعية
هي الابتلاء
هي الحجاب المتواري الي ما بعده
يحجب ليكشف ليحجب في رحلة جدلية
لا تتأتي الا لمن يشاء له ويرضي
اذن فهو لب الوجود ومحوره
الحركة للكشف والابتلاء بثقل روع الوعي
يا لثقل الوعي بحمل امانة الوعي بالمستحيل الممكن في حدود رضاه
اختار الاختيار لان أكون في رحابه معه به اليه
د. يحيى:
الحمد لله.
أ. محمد الويشى
نافلة تعليق حول مولانا النفرى:
مولانا النفرى : هذا الذى انتزع من الحياة أسلوبا يُصبى بألفاظة مواقع الشعور ليأخذ من النفس بوزن ويترك منها بوزن – يأخذ من النفس ما يشاء ويترك – وكأنة أدرك الحكمة الغامضة التى تدفع للتفسير بل أنها تلمس المقيد والمطلق من القلب بأشعة روحانية خاصة تتساقط منها المعانى بحُجة بالغة تفرض اقامة البرهان .
حديث مُسترسل يخرج من سجايا نفس وجدت بين المنظوم والمنثور فى رسائلة ما أشرق نور بيانة اشراقا يضئ أوجة الأوراق بشئ يُسَر له سويداء العقل والفؤاد لا يعلمة الا الذى أودعة، ومن هنا ساقتنى الرغبة المشبوبة بين جوانحى لادراك ما أشعر بة ولا أعلمة فى ظلال رؤيتى لكلمات خاصة تصطفى مودتى لعل بدايتها كان قول مولانا “اصمت الصامت منك ينطق الناطق ضرورة” ولم تنقضى أيام حتى استخرت الله فى أن أجاذب مولانا النفرى حبل الموده، لكنى قلت أنّى لى هذا، أنا الذى لا اعرفه، بل لا اعرف ما يجنيه بداخلى، لكن يصلنى من المواقف أنها تُرسل من نقاء النفس وعفو الخاطر وصفو الهاجس بل وتريد الفهم الذى لا ينهى، هل ليُتخذ منها وسائل تنهمر لأجلها ودق القريحة وسحاب الطبع؟ أم أشياء أخرى؟ .. لا أدرى، وأيضا لا أنتظر سرعة الأجابة التى سأصل اليها يوما وانا أتتبع مواقف الحكمة بانواعها ، وقد بدأت بقراءة مواقف النفرى بين التفسير والاستلهام وحسبى من ذلك النهل ممن ذاق فعرف .
فقد كانت بداية المطاف من تساؤل عن علاقتنا مع مولانا النفرى كنفسانين ولعل الاجابة من رحاب النص الصوفى بدأت من علم النفس مقابل علم بالنفس تمهيدا لذكر ما لاينقال .. محاولة للوصول وانا الاحقكم بعبقة الذى أرى .. أحاول وأنتظر .. حتى يحدث بعد ذلك امرا
د. يحيى:
هذه المرة يا محمد، استطعت أن أتابع تعليقك المتماسك برغم طوله نسبيا فقط اذكرّك بما يلى:
1- تحذير د. محمد يحيى بتجنب تعسف التفسير لهذه النصوص الصعبة.
2- ضرورة التأكد من الفرق بين “التفسير” و”الاستلهام”.
3-ان تتقبل نصوص النفرى شعرا خالصا، علماً بأن نقد الشعر له وضع خاص.
4- أن تسمح لنفسك بالتلقى المبدع دون إلزام بعجلة.
5- ألا تتصور أننى شخصيا مـِمِّن يوصف بـأنه “من ذاق عرف” فالطريق طويل وهو بلا نهاية.
وأكتفى بهذا اليوم.
أ. عمر صديق
أستاذي العزيز،
كل عام وانت بالف خير
المقتطف، مع الاعتراف بفضل العجز وروعة الأمل وحتم استمرار الكدح إليه.
عباره جميله جدا خصوصا مسألة الاعتراف بفضل العجز أتمنى أن أستفيد بهذا الاعتراف و أن استطيع التصالح مع نفسي وعجزي
جزاك الله خير وشكرا.
د. يحيى:
هناك قول شعبى حين نهم بعمل صعب، يقوله العامة وهو: “يا بركة العجز” ولعلى قصدت بعض ذلك بالاعتراف بالعجز،
بارك الله فيك.
أ. هدى أحمد
بعض العطايا نقم وبعض الرزايا نعم، اعاننا الله على الفرح بالبلاء تلو البلاء لنفرح بلطف رحمته فى سبيل الكدح اليه و لنظل ندعوا دائما ان يهدينا اليه
د. يحيى:
اللهم آمين
أ. هالة
فاتبعنى أطرح حجابك فلا يعود ما طرحته
وأهدى سبيلك فلا يضل ما هديت.
(مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
المقتطف: روعة الحجاب كما روعة البلاء أن كليهما ليس سوى تنشيط متجدد، فلا إحباط ولا توقف أبدأ …. أبدأ.
التعليق: (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) اذا كانت روعة الحجاب والبلاء ان تجعلنا نواصل السعى لنصل اليه هو والى حبه يارب اهدنا السبيل .
د. يحيى:
اللهم أعنا على أنفسنا
وعلى مواصلة السعى أبدا
*****
عـــام
أ. هدى أحمد
كل عيد و حضرتك دائما فى عيد بوعى وعلم وإيمان خالص كدحا اليه،
ابنتك هدى
د. يحيى:
نحن وانت وكل من ألقى السمع وهو شهيد
أ. هالة
د يحيى، كل سنة وحضرتك بخير وصحة وعيد سعيد، كل سنة وانت تحيى نفوس خلقها الله لتحيا
د. يحيى:
ولك مثلما قلتِ
[1] – Repatterning of Information