نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 12-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2142
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
رمضان كريم
ربنا موجود
الحمد لله
مازلنا مع المفاجأة السارة بحضور هذا الصديق الكادح د. رجائى الجميل الذى أرجو أن أنتهى منها اليوم بهذا القدر من عرض رؤيته الثاقبة، أو على الأكثر الاسبوع القادم، مع بعض التعقيب المحدود، حتى يأخذ أصدقاء آخرون حقهم (أين هم؟!)، إلا أننى أقر مجددا أننى مازلت معجبا فرحا برؤية هذا الصديق، مقدرا وحدته، داعيا لى وله، متصورا أنه قد حقق إبداعا موقفياً (من الوقفة) بهذا الإيجاز والتكثيف والإحاطة
ثم إن البريد، فيما عدَا ذلك، يزداد فقراً فى عدد المشاركين، فليأخذ د. رجائى راحته!
والحمد لله
*****
تعليق على تعليق “محاور الوجود”
د. رجائى الجميل
1 من 19
اولا كما ذكرت قبل ذلك كنت لا اريد التعليق فكما تعلم نحن ابعد ما يكون عن أى عقم جدل او توضيح ما هو مكثف حاضر اصلا، ومع ذلك سأعلق لأنى وجدت ان هذا اصلا يصب -مره اخرى – فيما تحاوله انت طول الوقت فعلا حاضرا ولو حتي بنوعيه وجودك مع مرضاك ولا اريد ان اقول مريديك فانا ارفض هذا المفهوم بشده وكان هذا هو صلب ابتعادي عن اصحاب أى طريق عموما فقد تعلمت ان الله اقرب من حبل الوديد فلماذا طريقه او طريق!!!!
(1) الايمان
وكان تعليقكم ان الايمان هو الوحدانية
طبعا وهل في هذا شك حتي لمن اراد ان يشك الا في اول اول اول الرحله
كان تعليقك هو عن Belief وما زلت احب هذا المفهوم وهو التصديق بعد الايمان طبعا
وتحضرني هنا الايه المعجزه في سوره الزمر \”وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ \”
ليس لي تعليق بعد ذلك
د. يحيى:
يا رجائى يا ابنى أنا لم أقل إن الإيمان هو الوحدانية، برجاء الالتزام بنص ما أحاول توصيله إليك وإلى غيرنا، خاصة مع عجز الألفاظ، كل ما نبهت إليه هو أن الإيمان ليس مرادفا للإسلام، وأنه يقع فى مجال الإدراك لا الاعتقاد ولا التفكير، تماما مثل شهادة ألا إله إلا الله..، ثم أشرت إلى صعوبة أو استحالة ترجمة كلمة إيمان إلى Faith التى هى أقرب إلى “معتقد”، وعندى أن شهادة ألا إلا إلا الله ليست فى اقرار ذلك بالاعتقاد، وإنما هى فى حضور هذه الحقيقة فى كل مستويات الوعى، فهى “شهادة”، أما التصديق فبالرغم من أنه ليس تفكيرا صرفا أيضا بل قد يكون بالعمل أكثر تفعيلاً حيث الإيمان هو ما “وقر فى القلب وصدقه العمل”، ولا أريد – كما ذكرت أنت- أن نُستدرج إلى عقم الجدل، لكن دعنا نتفق على ما ذكرت أنت من أن الإيمان “محور مفصلى..الخ” أما المعتقد مع احترامى لهذا المستوى، فهو يكون أقرب إلى نشاط المخ الأيسر، فى حين أن الإيمان هو وعى شامل متكامل بواحدية كل الأمخاخ، فى لحظة بذاتها، وكل من الأمخاخ ومستويات الوعى الهيراركية لا تنشط إلا بالتناوب إلا فى لحظات الإيمان والإبداع الفائق، كما تعلم، أو كما سوف تعرف!!
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (43)
نشرة: قنوات التواصل بجوار الكلام فى العلاج الجمعى
تعقيب على النشرة من: د. رجائى الجميل
وقد يكون هذا محور اخر من محاور الوجود وقد نسميه” العلاقة مع الاخر”
ارهقنى هذا المحور وتحدانى وما زال
لكن قد تندهش حين اخبرك انه قد حسم عندي عندما وصلت الي حقيقه تبدو بسيطه من الظاهر ولكنها شديدة الغموض والدلاله في نفس الوقت
فالعلاقة مع الاخر تبدا من نقطه التقاط في نفس الاتجاه وليس الي الاخر
بمعني: اذا توارد التقاء اخر يكدح في نفس الاتجاه وهو الحضور لتوليد المعني ومن ثم الفعل المحقق لهذا المعني فقد يلتقيان علي الطريق فيأتنسان ليس الا
وتظل المسؤولية هي فرديه في نهايه النهايات
طبعا انا اتكلم عن اختيار العلاقات وهي غالبا لا تختار ولكن تتخلق لتلتقي ثم تنفصل وهكذا طول الوقت
اما عن لغات التواصل طبعا فهي بلا حصر ويظل التواصل هو تحدي الدخول في العباد
د. يحيى:
بصراحة، لم أنتبه فى البداية أن هذا العنوان لم يرد فى محاورك التسعة عشر مع أنك ذكرت فى أول تعليقك أن هذه قد تكون إضافة نسميها “العلاقة مع الآخر”، ومع ذلك اعتبرته أحد محاورك دون ترقيم وعقبت عليه على أنه كذلك:
لن أدعوك إلى الرجوع إلى بعض تفاصيل ما فضّلت من مثل ذلك، لكنها تذكرة تكررت عشرات المرات وأنا أعيش، وأعايش، وأقوم بتفعيل معنى “اجتمعا عليه وافترقا عليه” وأيضا الآية الكريمة: “فَادْخُلِي فِي عِبَادِي” قبل “وَادْخُلِي جَنَّتِي” وسوف تجد كل ذلك فى الموقع وأكتفى بالإشارة برابط واحد إلى نشرة 2-4-2013 “النقلة من العلاقة الثنائية إلى الوعى الجمعى” فى العلاج الجمعى (كمثال).
أما فكرة الحضور لتوليد المعنى أو حتى العقل المحقق لهذا المعنى التى وردت فى تعقيبك على النشرة فأخشى أن تستدرجنا إلى المعنى القابع فى مضمون محدد، وهذا ليس واضحا دائما كما أنه ليس مطلبا لازما فى هذا المقام.
تبقى – إذا أذنت لى- الإشارة إلى حركية برامج التواصل الثنائى والجماعى أكثر حول محور مركزى ضام وارتباطها ببرامج حياتيه بقائية (إذا أضيف إليها الوعى أصبحت إنسانية) فقد شرحت وجهة نظرى فيها فى حركية برامج متداخلة متكاملة، أهمها: (1) برنامج “الدخول والخروج”، ثم (2) برنامج “الإيقاع الحيوى”، ثم (3) لـ برنامج “الجدل الخلاق”، وكل هذا معا يساعد على تجاوز سطحية، أو حتى زيف، العلاقات الثنائية المغلقة، دون أن يستغنى عنها أو يلغيها.
ولعل هذه الاشارة الأخيرة تتفق مع ما تعنيه أو بعض ما تعنيه بقولك “وتظل المسؤولية هى فردية فى نهاية النهايات”.
(تابع) محاور الوجود (13)
د. رجائى الجميل
13) Inevitability of open ended explorations
او حتميه فتح افاق اى كشف
وهذه هى بديهيه اى عالم حقيقى فى ما يسمى العلم المحدود المادى فهو يعلم هذه البديهيه اذا كان عالما بحق، ولكن
يحضرنى هنا من حولوا هذه البديهيه وكأن هذا العلم هو البدايه والنهايه فعندما قال الله لنا “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً” ففى قراءتى انه العلم الذى يفرح به ويهلل له الذين ظنوه هو العلم .
بديهى ان العلوم الاحدث والاحدث بدأت تسمح بدخول عوامل اخرى عصيه على القياس التقليدى لحركيه العلم وتجلياته
فلسفة العلم هى المدخل الحقيقى للعلم او بمعنى آخر ما لم يتلمس العالم حركيه الوجود كله وعدم واستحاله اختزال العلوم فى مستوى سطحى مخل يخضع صناعيا الى ادوات قياس من صنع العلم نفسه فهو مضروب لا محاله
القياس حتمى بادواته فى حدوده الضيقه ولكن مع الدخول فى داخل الخلايا والزحف حاليا الى حتى جزئيات الجزئيات بحذر شديد ينبئ باحد احتمالين:
اما باتساع الهوه بين كهنوت ما يسمى الكنيسه العلميه وفضح اهلها -و بين فلفسة العلم من حيث انه لا بد ان يحضر العامل المشترك القاسم الاعظم فى كل ما يسمى علم وهو نقط الانبعاث (pace makers).
وفى تقديرى المتواضع فهذا اللغز الكبير هو الذى سيدفع حتما الى تواضع هذا الغرور الاعمى الاصم ودفعه الى الإقرار بحتم الاعتراف بالجهل كسبيل وحيد لمحاوله تحسس العلم والجهل هنا من الصفحات الحميده لانها من ناحيه تقر بالضعف وتكسر الغرور ومن ناحيه أخرى تقر بحتميه فتح افاق اى كشف لانه لا يكتمل ابدا
” وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً “
د. يحيى:
لم أستطع أن أتحقق من سلامة صيغة “إما…أو”، وقد قدّرت أن “أو” تأتى قبل “تواضع الغرور، فتصبح الصيغة: أو يتواضع هذا الغرور… الخ”
آسف.
أما من حيث المحتوى فقد تناولتْه النشرات طوال صدورها فى أكثر من موقع، مثلا: وهى تقدم العلم المعرفى نشرة :7-1-2013 الإدراك (105) من الخبرة الإكلينيكية إلى العلم المعرفى العصبى، نشرة 29-8-2012، الإدراك (67) الإدراك والعلم المعرفى، أو فى معظم كتاب “الإدراك” (874 صفحة) (بداية من نشرة 10-1-2012 حتى نشرة 10-3-2013) أو فى نقد الكنيسة العلمية، وفى مناقشة المنهج خاصة بالنسبة للبحث فى العلاج الجمعى، أو فى حواراتى مؤخرا مع “مولانا النفرى” وخاصة فيما يخص “فضل الجهل والحيرة” نشرة 15-6-2013 من تجليات “الدخول والخروج” ما بين العلم والجهل)، ونشرة 8-6-2013 “جدل العلم والجهل”، فإن أردت الائتناس بأى من ذلك فلك ذلك، وكل هذا لا يقلل من إبداعك، وكدحك، وجهادك الأكبر
ثم ملاحظة أخيرة: فإن استعمالك مصطلح “نقطة انبعاث” Pace maker يختلف تماما عن استعمالى لها فى نموذج الإيقاع الحيوى للقلب ثم قياسا فى تشكيلات المخ والأمخاخ (الإيقاع الحيوى) فنقطة الانبعاث عندى ليست “العامل المشترك القاسم الأعظم” لا لكل ما هو علم ولا لكل ما هو “مخ”، نقطة الانبعاث عندى هى “مركز القيادة” فى أحد أطوار الإيقاع الحيوى، وهى متعددة متغيرة متبادلة بين النوم واليقظة، بين “الحلم واللاحلم” بين الإبداع والتحصيل، وقد تصبح جامعة ضامية فى ثوانى الإيمان المضيئة المرعبة الرائعة.
وشكرا مرة ثانية، ودائما.
*****
محاور الوجود (14)
د. رجائى الجميل
14) CHANGE
التغيير
وهذا لا يتأتى الا فيما ندر نتيجه لهزات عنيفه على مستوى الفرد اساسا او -غالبا عند المجموع اذا تعرض لتحديات عظمى ترغمه ان يحاول البقاء اساسا (عكس الانقراض(، وبرغم ذلك يحدث التغيير كصفه بيولوجيه اساسا!!!!!
التغيير هو نوعى طبعا فالتطور هو غريزه بيولوجيه تدفع ابدا الى الاستكشاف للتغيير بوعى وبدونه
وهذا سيدخلنا مره اخرى فى اشكاله الوعى والوعى بالوعي
وهذا ما قصدته حين اشرت الى ان السكون هو العدم
فالحركه هى الحياه واما طور البسط الذى علقت انت عليه وانا موافق طبعا عليه _ اقول انه حتى فى هذا الطور فالحركه الكامنه لا تسكن فيه (فى هذا الطور)
أزعم ان هذا صعب شرحه ولكن الخلاصه ان التغيير هو حقيقه بيولوجيه ايمانيه كيانيه وجوديه والوعى به غالبا لا ياتى الا بعد حدوثه!!!
د. يحيى:
اولا: فرحت بذكرك: احتمال “الاستكشاف” بدون وعى، فهذا أقرب إلى برامج البقاء منه إلى فروض البحوث الكاملة أو الناقصة، وهو يقع فى عمق بيولوجيا الإيمان، الأمر الذى يمثل عندى الأسس جوهرية للبدء نحو النهاية المفتوحة.
ثانيا: أرجو الحذر من أن يترادف “السكون” مع “العدم” على طول الخط
ثالثا: طور البسط Unfolding يقابل دور انقباض عضلة القلب Systole فهو الحركة ذاتها، فالقلب يدفع الدم فى هذا الطور، مقابل أن تسترخى عضله القلب بعد ذلك فى طور التمدد Diastale ليمتلئ القلب بالدم، وهكذا، .. أما فى حالة المخ – مع الفارق بل والفروق- فإن المسألة أكثر تعقيدا إذ يبدو أن طورىْ البسط والامتلاء يتبادلان بسرعة أكثر مما نتصور، وفى مساحات ومجالات أوسع من أن تُرصد، فالمسألة ليست قاصرة على تبادل النوم واليقظة، أو تبادل النوم الحالم REM مع النوم بدون الأحلام NREM، ثم إن اليقظة نفسها مليئة بنبض الإيقاع الحيوى طول الوقت، ومن أعظم تجليات ناتج هذا الإيقاع: دورات الإبداع. انظر إن شئت“الإيقاع الحيوى ونبض الابداع”
وبعـد
أتوقف اليوم ولم يبق إلا أربعة محاور أرجو أن أختم بها هذا التعرف السريع، الأسبوع القادم.
بارك الله فيك، وحافظ عليك، لتواصل الكشف فالعطاء.
****
د. مايكل فهمى
آسف على هذا الحوار..
وإن كان الشجاع يعلمنا الإستدراج دائما فى القادم.. (كما فعلتم سيادتكم مساء الجمعة فى قناة الحياة.. فشكرا)
د. يحيى:
لم أعرف ما الذى يجعلك “تأسف”؟
برجاء قراءة الحوار مرة أخرى (كالعادة)
أما حديث قناة “الحياة” .. فله شأن أخر يكمل موقفى ولا ينسخه
ثم إنى لم أفهم تعبيرك “وإن كان “الشجاع يعلمنا الاستدراج”!!
وهل الشجاعة عندك هى ما يتفق مع رأيك الشخصى الشجاع فحسب؟
ما هذا؟
ماذا تعنى بالله عليك؟
****
المشهد السياسى: الرائِع المروِّع!
أ. إسلام حسن
كل سنة وحضرتك طيب يا دكتور يحيى
– أوافق حضرتك يا دكتور يحيى، يجب ألا نعمم،
فنحن الآن البعض مننا لا يستحمل كلمة من الآخر، ولا حتى هزار، أنا أرى أننا أصبحنا لا نطيق بعض وليس كلنا، الواحد أصبح يقول إذا كان نحن بيننا وبين بعض هكذا فما بالنا، بالحاكم أو المسؤول.
د. يحيى:
بالسلامة يا إسلام
****
عـــــام
د. أشرف
أستاذنا العزيز/ د. يحيى
رأيتك تغنى : إسلمى يا مصر بعاطفة شديدة
أنت تستحق الحب والإحترام
حفظك الله
د. يحيى:
شكراً، حفظ الله مصر.
دينا شوقى
الحمد لله
حضرة الاستاذ الفاضل الدكتور يحيى الرخاوى طمانا الله القدير على مصرنا الغاليه ان شاء الله كل عام وحضرتك بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم اعاده الله على مصرنا الغالية بكل خير ان شاء الله
د. يحيى:
هيا لتتحقق الدعوات