نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 11-1-2013
السنة السادسة
العدد: 1960
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
ودائماً:
“فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض”
فقط مطلوب: الثقة فى وعد الله الحق، واحترام الوحدة الزمنية لتطور الحياة،
وملء الوقت بما هو أحق بالوقت.
الحمد لله.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (141)
الإدراك والحلم والإبداع (3 من 5)
د. ماجدة صالح
وصلنى (إلى حدٍ ما) وظيفة العين الداخلية فى إدراك ما يحتوية الحلم من صور.
ولكن طالما شغلنى (من خلال أحلامى):
1-هل الحلم مسموع؟ وهل هناك أذن داخلية تقوم بالمساعدة فى إدراك الحلم أسوة بالعين الداخلية؟
(وقد قل إنشغالى جزئيا بعد شرحك للغة الحلم، وكيف أن لغة الحلم هى لغة مصورة ككيان دال قائم بذاته).
د. يحيى:
نعم،
الأرجح أنه توجد أذن داخلية لكن ربما يثبت أن التعبير الأفضل “الحاسة الحيوية الداخلية” وأرجو أن يشير هذا التعبير إلى جماع الحواس المتجاوزة ما تعرف من حواس بشكل أو بآخر. (لكنه تعبير ثقيل قد يصعب تداوله)
أما تعبير العين الداخلية فقد صكَّة “سيمز” وفرحت به جدا لأنه سمح لى بدعم ارتباط نشاط هذه العين بتسجيل حركة العين السريعة REM أثناء النوم الحالم، وهو تسجيل فسيولوجى أساسا، لكن الخوف يا ماجدة هو من اختزال كل ذلك إلى تصور محدود لعين محدودة تماثل العين الخارجية تماما.
د. ماجدة صالح
طالما انشغلت أيضا بالزمن فى الحلم (وليس زمن الحلم) لم أتمكن فى أحلامى الكثيرة من تحديد الزمن الذى تقع فيه أحداث الحلم، فهل أطمع فى أن أجد عندكم نظرية تفسر هذا؟
د. يحيى:
حسب مكالمتك التليفونية، جاء ردى فعلا فى النشرة التالية مباشرة، وأنا طبعا أشكرك وأعذرك لأن تاريخ إرسالك هذا التعقيب كان سابقا لنشر هذه عن الزمن فى الحلم.
د. محمد جمال
بعد ما قرأته في نشرة اليوم، أريد ان أسأل: هل علم تفسير الاحلام والرؤى مجرد سراب؟؟
د. يحيى:
لا طبعا ليس سرابا، هو اجتهاد جيد سواء كان بالطريقة شبه العلمية التى سلكها فرويد أو بالطريقة التراثية مثل اجتهاد “ابن سيرين” أو بالطريقة السطحية الاجتهادية التى يمارسها عامة الناس تلقائيا: لاينبغى أن ندمغ أيا من هذه المحاولات أو نصفها بأنها سراب، لكنها ليست التعبير الكافى أو التعبير الأنسب الوظيفة الحلم، ودوره فى المعرفة بالذات، وعلاقته بالإدراك.
د. محمد جمال
وهل هناك فعلا ما يسمى بالرؤية ؟
د. يحيى:
نعم، وهى أقرب إلى الحدْس الصادق فى مستوى من الوعى قابل للتأليف وليس للتزييف “ولكارل جوستان يونج” رأى مهم فى ذلك.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (142)
الإدراك والحلم والإبداع (4 من 5)
أ. أسلام حسن
أوقات يا دكتور يحيى باكون نايم وبحلم وفى مثيرات خارجية مثلا زى حد مشغل أغنية الاقيها بتدخل معايا فى سياق الحكم وبتكون لها دور أو داخلها فى مكان فى الحلم هل هذا معناها أن الحلم نتج عن هذه الأغنية؟
مع أنى بيحصل معايا العكس برضه: الحلم يبدأ ثم تدخل الأغنية بعد ذلك على الحلم
د. يحيى:
هذا أقرب إلى رأى فرويد الذى لم أوافق على تعميمه، وهو الرأى الذى يقول إن “الحلم حارس للنوم” بمعنى: أنه يتشكل ليُدْخل المؤثر الخارجى الذى كان يمكن أن يوقظ النائم فى تشكيل الحلم وبالتالى يصبح جزءًا من منظومة النوم وليس متقاطعا معها.
أ. أسلام حسن
أرى بعض الناس وهى نائمة عيناها مفتوحة، فى اللحظة هذه هل عيناى تلتقط من الواقع أحداث؟
د. يحيى:
ليس بالضرورة إطلاقا
الأرجح عنده أن الإجابة بالنفى خاصة لو كان مستغرقا فى النوم.
د. محمد جمال
وصلني جزء كبير من محتوى النشرات الخاصه بعلاقه الحلم بالادراك ولكن حتى الان لم استطع فهم كيف اربط هذا بالممارسة العمليه مع المرضى؟
د. يحيى:
أنا شخصيا لا أحاول مثل هذا الربط، ولا أسارع فى تفسير الأحلام أصلاً وأعتقد أن تنظيرى أثر على خبرتى حتى أصبح المهم عندى هو حقائق عن الحلم وأثره وفاعليته وفائدته أكثر من محتواه ورموزه.
د. جوزيف سمير
تفضلت حضراتكم بالشرح والإسهاب عن وجود عدة علاقات:
1- بين الموت والإدراك 2 – بين الموت والنوم
3- بين الحلم والإدراك 4 – بين الإدراك والوجدان والوعى إلى معرفة الله “خبراتنا”.
أود من فضلك الإيضاح عن حدود وماهية تلك العلاقات والربط بين الموت والحلم والإدراك فى ضوء الهدف الأسمى (من وجهة نظرى) معرفة الله واقعاً خبراتياً.
د. يحيى:
هذه أسئلة تحتاج منك أن تقرأ ملف الإدراك كله البالغ حتى الآن أكثر من سبعمائه صفحة، علما بأننى لم أتناول بعد الموت، ومعرفة الله بالقدر الكافى.
أدع لى أن أنجح أن أفعل ولو جزئيا.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (140)
الإدراك والحلم والإبداع (2 من 5)
أ. نجاة انصورة
السلام عليكم أستاذي وبارك الله في عطاءك.
وصلني بأن العين وهي ترى صورالحلم أثناء حركه العين السريعه (REM) ونستذكر ذلك من خلال وظيفة الإدراك والتي هي ناشطه على الدوام أثناء\”النوم واليقظه\” فنحن بالفعل تصلنا مدركات من أحلامنا للدرجه التي قد تصل إلى أن تنبئنا بعض آحلامنا عن تداعيات لم تكن لتصلنا آبدا خلال التفكير ربما ونحن يقظون ,وهذا تضمين لحالات شخصيه تكررت معي كثيرا فكان يصلني من الحلم أمور تتعلق بربط علاقات ,تنبيهات ,وحتى تفسيرات لبعضا من الآمور كان يقف عندها مستوى تفكيري حائراباليقظه وأصل بمرور الوقت بآن أجد كل ماوصلني حلما يتجسدأمامي واقعا فعليا ,,,, كثيرا ماكنت أتوقع بآن ذلك كان يصلني حلما أما الآن فقد بتت أعتبره إبداعا ولم يكن ذلك تزييفا أو تسطيحا للواقع لآنه كان دائما بمحور أمور تتعلق بمجريات واقعيه بالفعل أعيشها بوعى دقيق ومستبصر.
أم إن ذلك مستوى أخر من وعيي يقوده إدركي والذي هو نشط بكل حالاتي فى (النوم -اليقظه).
د. يحيى:
هذا يدعم ما ذهبت إليه عموما.
أما عن تساؤلك الأخير (السطر الأخير) فإنه جيد جدا لأن الإدراك فعلا يحدث فى مستوى آخر من الوعى وهذا ما سنتعرض له غالبا حين نصل إلى علاقة الحلم بالوعى.
أ. نجاة انصورة
_ مراحل الحلم.
(الحلم بالقوة أو الحلم الخام) وهو المتعذر حكايته … عدم الإمكانيه هذه تحدث نتيجه لعدم الرصد الإدراكي لدى الحالم عن حلمه ونسيان الحالم كل حلمه، أم إنها حركية الحلم الآوليه كمرحله تحدث بداهة كديناميكيه لآحلامنا ؟؟!!!
د. يحيى:
هى مرحلة الحلم الأولية، ويمكن وصفها بالفسيولوجية على شرط أن نفهم الفسيولوجيا بيعدها المعرفى أيضا، وفى نفس الوقت هى حركية الحلم الأولية وفى الحاليين هى لا يمكن رصدها هى هى كما هى.
أ. نجاة انصورة
المرحلة الثانية يغلب فيها رصد الحلم (الحقيقي المدرك)الحلم بالفعل أو الحلم الفج … هل يمكننا إعتبار هذه المرحله هي الآكثر موضوعيه لأحلامنا؟
د. يحيى:
ليست المسألة موضوعية أو ذاتية، لكنها فعلا أقرب إلى حقيقة مادة الحلم المثارة مع قدر من التشكيل (الإبداع) الأعمق من كلٍّ من التأليف وطبعا التزييف.
أ. نجاة انصورة
الحلم المبدع ..أو المبتدع تأليفا من الحالم والذي يعبر فيه عن درجة من خياله النشط حول نفسه وظروفه وكل مايحيطه في اللحظه التي يتلاشى فيها صور\”الحلم الفعلي\”فيقوم الحالم (دون وعي كامل) بتزييف أحلامه فتظهر محكيه متسقة ومنظمهه ومسلسله وظاهرة الدلاله …..الخ هل الحالم هنا يقوم بذلك قصدا بوعيه أم أنها عمليه تتم في إطار إدراكي من مستوى آخر بديهي بحيث لايدرك الحالم مايرويه هنا والآن هو يعكس ماحدث أثناء الحلم وهو لايعدو أن يخرج عن كونه إبتداع شخصي تأليفا منه أو تسطيحا لما حدث بالفعل أثناء الحلم.
شكرا سيدي …. وأستسمحك عذرا لإطالتي.
د. يحيى:
لا يقوم الحالم بذلك قصدا ولا كذبا عادة، والتأليف وحتى التسطيح ليس عيبا ولا نقصا فنحن نحتاج لكل المستويات.
*****
د. محمد جمال
المقتطف: “أما انتقامية الإخوان فهى لم تظهر بعد بشكل صريح، وإن كنت أتصور أنها احتمال وارد إذا ما أعلنت حالة الطوارئ، وأنا أرجح أنها سوف تعلن إذا زاد اهتزاز كرسى الحكم من تحتهم أكثر فأكثر، أو قد تنطلق فى صورة قوانين قهر أعمى أو قوانين مانعة للحريات تحت دعوى الحفاظ على الأخلاق والأمر بالمعروف، من يدرى!!\”
التعليق: اعتقد اننا امام ثلاث سيناريوهات:اما ثورة جياع،او ثورة ضد الحكم الحالي،او نهضه حقيقيه كما وعدوا.في وجهه نظر حضرتك اي السيناريوهات هي الاقرب؟
ثانيا: ظهر علينا في الفضائيات التي تسمي نفسها بالاسلاميه شيوخ لا ينتمون للاسلام بأي صله،كيف يتم مواجهه هذه الظاهره وتأثيرها خصوصا على المصريين الغلابه واللي بيتمنوا الستر ورضا ربنا ؟
ولكم جزيل الشكر
د. يحيى:
بصراحة أنا الذى أشكرك على توضيح هذه الاحتمالات وبصفتى أعانى من التفاؤل المزمن وأحاول أن أتحمل مسئوليته، فأنا أفضل أن أساهم فى سيناريو النهضة الحقيقية حتى أموت وأنا أسلم الشعلة لمن يحققه ضد الاحتماليين الآخريين حتى لو تحققا مرحليا.
******
حديث آخر!!طبيب نفسى يقرأ “النص البشرى” فى السياسة
د. محمد جمال
احب قراءة نشراتك في السياسيه، فهي تحمل لي كثيرا من الامل، ربما لانني احبك في الله واثق فيك وفي علمك كثيرا وربما لاني اعتقد ان ممارستك للطب النفسي لسنوات كثيرة تجعلك من انجح الناس في قراءة النفس البشرية ….ارجو من حضرتك ان تشرح لنا الفرق بين الوعي العام والرأي العام؟
د. يحيى:
سوف أفعل، لكن هذا يحتاج تفصيلا لا يحتمل البريد، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك بإيجاز، وأعيد فأوجز الإيجاز قائلا:
الرأى العام ، مبنى أساسا – وليس تماما- على التفكير العادى الظاهر وعلى الانفعال بالمعنى الأولى، أما الوعى العام فهو غالبا مبنى على الإدراك والوجدان بالمعنى المعرفى الممتد، وخاصة كما ورد فى هذه النشرات.
*****
حوار/بريد الجمعة28-12-2012
د. أشرف
المقتطف:
\”أننا لانحلم لنحافظ على استمرار نومنا، وإنما الأصح أننا ننام لنحلم أساسا\”
التعليق :
بصراحه كده فرض رائع ومدهش فى نفس الوقت، فكأنك تقول أن جوهر النوم هو الحلم.
الحلم هنا طبعا هو العملية نفسها (Process) بغض النظر عن المحتوى.
أشكرك.
د. يحيى:
ولكن يبدو أنه كان علىّ ألا أعمم هكذا وقد انتبهت إلى ذلك من خبرة الابن إسلام حسن الذى حكى كيف تدخل الأغنية فى حلمه أو العكس. وقد رددت عليه موافقا جزئيا ووجب تقديم اعتذارى لفرويد أيضا.
أ. ياسمين محمد عبد اللطيف
والله اني احلم بحضرتك يا دكتور كانك تعالجنى واعمل بالحلم بس بيكون عكس الكلام اللي بتقولوا في الحقيقة
بحلم وبحكي الحلم وساعات افتن وساعات اثبت أو احاول ان انقلب
د. يحيى:
أنا أصدقك ولم لا؟
خيرا اللهم اجعله خيرا
الحلم أحد أساليب المعرفة والتعلم
وكذلك العلاج
أليس كذلك؟
*****
تعتعة التحرير: ثم ماذا بعد الموافقة….؟
د. محمد جمال
توصيات غايه في الاهميه، واعتقد ان العيب الوحيد فيها “بالنسبة لتيار الاسلام السياسي” انها جاءت ممن قالو (لأ)، اتمنى ان تدخل هذه التوصيات او غيرها لمرحله المناقشه الجدية وان نرى سياسه واضحه لنهضه مصر. ولكن خطر ببالي سؤال لحضرتك، بصفتك ضليع في قراءة النفس البشرية، هل من الممكن ان تتغير التركيبه البشرية للمجتمع المصري خصوصا في ظل كل هذه المؤثرات الدينيه والسياسية والاقتصادية ؟
د. يحيى:
كل شىء ممكن ثقة فى الله والناس المصريين غير الكسالى، و فى المستقبل والتاريخ
علينا ألا نؤجل البدء فى العمل، وألا نستعجل الحصول على النتائج.
******
د. محمد جمال
في البدايه اشكر حضرتك على وقتك الثمين
\”كل جزئية من الكون موقف\” اعتقد ان لو خلينا العبارة دي دايما في راسنا، هنستفيد من كل ثانيه هتمر في عمرنا، ويمكن ميبقاش عندنا وقت نبكي على اللي فات ولكن لي سؤال، ما الذي تغير في ادراكك لهذه العبارة منذ قراءتها اول مرة وحتى كتابه هذه النشرة.
ولكم جزيل الشكر
د. يحيى:
لقد وصلتنى هذه العبارة قبل أن أقرأها من ممارستى العلاج الجمعى بالذات، أما ما وصلنى حين قرأتها فأعتقد أن بعضه هو ما كتبته فى النشرة مخاطبا “مولانا النفرى”.
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
يا عمنا فقط أذكرك أن شرح أو ملاحظه هذه اللحظات المتناهية الصغر في الزمن المتعاظمة الحضور في الحضور هي من أصعب ما يكون في محاوله التنظير.
د. يحيى:
هذا صحيح
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
هي تجارب الفتح لليقين وكل واحد وتمسكه بهذا الخيط قبل وبعد هذا الفتح
د. يحيى:
ولماذا نقصرها على ذلك؟ الإبداع يشمل اليقين ولا يشمله
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
يصلني أحيانا حضور ادم في الجنه عيانا لإلقاء الحجه عليه -علينا ليس- إلا في لحظات طالت
رحلتنا هي التمسك بأهدابها تلك اللحظات التي تحاول أن تتضافر أبدا اليه واقترانها بالعمل كي لا تضل
د. يحيى:
المهم فعلا اقترائها بالعمل، علما بأن التركيز الواعى على أهداب اللحظة غير ممكن أصلا، لكن الممكن أكثر هو رصد نتائجها.
أما تفاصيل حضور سيدنا آدم رضى الله عنه فهى ليست من اختصاصى (أو اختصاصنا غالبا).
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
لا نستطيع الحضور العياني المباشر طول الوقت فقد طلبه موسي فخر صعقا
إذن فهي روعه الكدح فالفتح طول الوقت
د. يحيى:
لِـتَـكُـنْ
*****
تعتعة التحرير: ديمقراطية شعبنا الجميل: هدية للإخوان
د. محمد جمال
عادت الي الروح في مستقبل هذا البلد بعد ما قرأت هذه النشرة، وقمت بقراءتها للعديد من الاهل والاصدقاء الذين فقدوا الامل في مستقبل مصر، وتعلمت منها كيف انظر للنص المليان وافكر بايجابيه في احلك اللحظات
اشكرك يا استاذي الفاضل.
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك على يقظتك وتشجيعك
*****
حوار/بريد الجمعة 4-1-2013
د. طلعت مطر
استاذى الفاضل
تحية وسلاما
أدعو لك من كل قلبى ان يستمر عطاؤك ورحك المتفائل فى ظل هذه الظروف التى يمر بها الوطن والتى اقعدتنى عن المشاركة فى موقعكم الحى برغم الموت المحيط. عن موضوع الموت والإدراك والحياة.
أردت المشاركة بمداخلة بسيطة. لقد كنت دائما منذ طفولتى مشغولا بموضوع الموت أقصد موتى الشخصى وأظن أن هذا ما دفعنى للغوص فى أعماق الكتب ودراسة الاديان والابحار فى عوالم الأدب ومحاولة كتابة الشعر. وحين تخصصت فى الطب النفسى طرأت الى ذهنى نظربة فى السيكولوجى رأينها حينئذ موازية لنظريات المختلفة التى درسناها فى الماجستير. رأيت أن أول ماتفتح وعيه الإنسان الحقيقى بتفتح على حقيقة الموت على اى مستوى شعورى، ويتبلور الموقف الشخصى من الموت غالبا فى الشعور الاعمق أو كما يسميه فرويد اللاشعور وترتسم ملامح شخصيته طبقا لللميكانيزمات الدفاعية والتى تحدده الوراثة – التربية والتعليم واحداث الحياة وكلها ميكانيزمات لتضييق الوعى بالموت، ومنها البحث عن المال والثراء أو المنصب والاغراق فى الحب الرومانسى أو الإيداع الفنى أو التدين الشديد أو إدمان المخدرات والكحليات أو إدمان العمل . كما تتحددايضا ملامح الشخصية كما نعرفها فى علم النفس فالشخصية البارنوية أو الشزويديه وكل انماطالشحصيات ماهو الى منظومات دفاعية ولا أستطيع أن أخذ مساحة أكثر للحديث عن كل واحدة.
كل ما أردت أن أقوله فى تناولى لموضوع الموت من منظور سيكولوجى هو أن أقول ان الوعى بالموت هو أساس السلوك الانسانى فى الصحة والمرض . واعتذر عن الاطالة
د. يحيى:
أين أنت يا رجل، أين أنت يا طلعت
لست متأكدا إن كنت قرأت نقدى “لملحمة الحرافيش” لنجيب محفوظ أم لا، فقد كان مبنيا على التركيز على “الوعى بالموت” طريقا إلى “إحياء الحياة وكسر ضلال الخلود” (فى هذه الدنيا) وظللت فخورا بهذا العمل سنين طوال كما أنه نال استحسانا من كثيرين حتى رشحه أ.د. صبرى حافظ أستاذ فى جامعة لندن بانجلترا للترجمة ضمن ما يمثل النقد الأدبى ثم حدث ما حدث مما ذكرته فى يوميات محفوظ فى نشرة: 27-12-2012 (قراءة صفحة التدريب 106)، وكانت هذه الفكرة تبهرنى وأتصور أنها مهمة بالنسبة لمسيرتى الشخصية للحد من نسيانى عمرى وقرب نهايتى، إلا أننى مؤخرا حين انتقلت، وبفضل هذه النشرة جزئيا، إلى مراحل أخرى من النقد ربما أهمها كتابات هانز كريستيان أندرسون للأطفال وحوارى مع الله عبر مقامات النفرى، أقول حين انتقلت إلى أبعاد أخرى للموت ألمحت إليها فى بداية ردى على الدكتور الوزانى فى حوار سابق (نشرة 17-12-2012 الإدراك 99 “علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت” (3 من ؟)، كما أثبت فيها جدولا بما صدر لى عن الموت فى النشرات وغير النشرات، أقول حين اتسعت علىّ المسألة هكذا عندما كتبت فى الموت كثيرا، وفكرت فيه أكثر ولعلك اطلعت على بعضه أو يمكن أن تتطلع عليه.
أما اعتذارك عن المشاركة وصحّتها (ولا مؤاخذة: عن “عدم المشاركة”، هذه دعابة مهمة) فالأوْلى أنه: كلما زادت الأمور سوادا وقبحا زادت المشاركة إلزاما وإلحاحا.
وعلى الله قصد السبيل
وسوف ننتصر
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (143)
الإدراك والحلم والإبداع (5 من ؟)
أ. هالة
احاول ان افهم معنى الادراك وعلاقته بالحلم لكن استوقفنى مصطلح “الحلم بالقوة” ثم وانا اقرا فى كتاب الله استوقفتنى الايه “أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ” صدق الله العظيم زادت حيرتى ولم افهم ؟؟
د. يحيى:
شكرا
لكننى لا أعتقد أن هناك علاقة بين تعبير “الحلم بالقوة” وبين الآية الكريمة، لأنى حين صككت هذا التعبير كنت أعنى بتعبير “بالقوة” أن أذكّر أنه حادث حادث لا محاولة، ثم إنى مؤخرا، فى ملف الإدراك، وأنا أربط الأحلام بالإدراك انتبهت إلى احتمال عدم فهم أو سوء فهم هذا المصطلح، فاستبدلت به “الحلم الخام” وهو إشارة إلى ما يقابل النشاط الفسيولوجى الدورى الإيقاعى أثناء “النوم النقيضى” نوم “الريم REM“
وأكرر شكرى
*****
عــام
د. السيد فهمى
الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى
السلام عليكم
كنا ولا زلنا نقف مشدوهين أمام إبداعاتكم العلمية
وليس هذا فقط بل بالإبداعات الأدبية الفكرية
المتعمقة جدا بل وتتجاوز حدود العقل العادي
حفظكم الله
د. يحيى:
وحفظكم وحفظ مصر وحفظ الناس الطيبين الأقوياء المبدعين فى كل مكان، وأعاننى أن أرتب أوراقى فيما تبقى لى
شكرا
أ. ياسمين عبد اللطيف
القدس في دمنا القدس في قرءاننا
القدس هيه تاريخنا القدس هيه اثارنا
مستحيل يهدموها مستحيل يهينوها
القدس هيه وطنا القدس هيه عرقنا
كان فيه طفل برئ قاعد في صحرا واسعه بيقول يارب غيثني ابعت واحد ينقذني قبل ماتضيع حياتي احمي يارب اخواتي فين امي فين ابويا فين اختي فين اخويا ضاعوا يارب ضاعوا مفيش غيرك اللي يغثني
د. يحيى:
لم أفهم يا ياسمين ما تقصدين تحديدا
لا إلا إله الله يا شيخة
إنهم يهدمون داخلنا، ويلوثون وعينا الذى هو وساد إدراكنا السليم ولغتنا العبقرية، وهما أهم من أى شىء أو أى مكان تتصورين تقديسه
أنهم يهدمون لغتنا وتاريخنا واقتصادنا
ولا أعتقد أن هذه الأغنية، أو حالة هذه الطفلة البرئية، إلا تنبيها لنا أننا إن لم ننتبه لما يهدمون فينا فهذا هو مآلنا ونحن …….
أ. ياسمين عبد اللطيف
وحشتنى يا دكتور ممكن تدعى لى
د. يحيى:
الله لا يريك مكروها يؤذيك أو يؤذى من تحبين.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (141)
الإدراك والحلم والإبداع (3 من 5)
د. أميمة رفعت
أقرأ مقالاتك عن الإدراك وأقل ما أوصفها به هوأنها مفيدة ومثيرة، وأعنى بالإثارة هنا إثارة الوعى فتحريكه، وإثارة الذاكرة والفكر والمشاعر والخيال فدخولهم جميعا فى جدل عميق ممتع واعد بشىء ما لا أدركه حتى الآن .
لا يمكننى التعليق مباشرة على ماتكتب فأنا فى طور التحصيل وكما قلت لك من قبل كتاباتك تفتح مسامى كلها وأتلقاها بشكل خاص وما ينتج عنها يأخذ وقتا ولا يخرج أيضا دفعة واحدة .
د. يحيى:
ومع ذلك لا أعفيك من التعقيب أولا بأول، ماذا وإلا..
د. أميمة رفعت
ولكن إستوقفتنى بعض النقاط التى تفاعلت معها فورا، فمثلا لغة الحلم، وكون الحلم صورا، هذا مهم للغاية بالنسبة لشخصيتى وطريقتى فى العمل، فعندما أقرأ لا أرى حروفا وكلمات بل أرى صورا أمامى، حتى أننى أحيانا عندما أسترجع معلومة وأريد أن أتذكر أين قرأتها وبأى لغة (العربية أم الفرنسية أم الإنجليزية) لا أستطيع، فاللغة تختفى تماما ويحل محلها صور . وعندما كنت أقرأ أحلام فترة النقاهة كنت أرى هذه الأحلام القصيرة لوحات تشكيلية ولكنها أيضا متغيرة التفاصيل وبعض تفاصيلها متحركة، وعند إعداد الدراسة النقدية لها (تلك التى لم تكتمل حتى الآن) لم أحتج للرجوع للنص غالبا فالصور أكثر ثباتا فى رأسى، أرجع فقط لرقم النص .
د. يحيى:
أعتقد أن هذا طيب وصادق، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، لعلك لاحظت فى نشرة الثلاثاء الماضى، تعبير “الألفاظ التى لا تحتوى معنى” فهى صورة، وفجأة، ولست متأكدا إن كنت أثبت ذلك فى النشرة السابقة أم لا، هبطت علىّ فكرة الحروف التى فى أول بعض صور القرآن الكريم مثل “ألم”، أو “كهيعص” (وتقرأ كاف ها يا عايين صاد” وفرحت!، لكننى خفت أن يفهم هذا على أنه التفسير العلمى للقرآن.
د. أميمة رفعت
أثناء عملى فى العلاج النفسى سواء فردى أو جمعى، تجتاحنى الصور بشكل غريب، فكل كلام المريض صور، وحوارى معه صور، ثم أجد نفسى أحول الصور إلى حركة أوفعل، لا أستطيع الجلوس مكانى هكذا فإما تتحول إلى تمثيل ونستغل كل شبر فى الغرفة فى هذا، أوإلى رسومات والوان يضع المريض كيانات عالمه الداخلى على الورق على شكل صور أورموز ويبدأ الحوار بين تلك الصور(أساس الحوار أنا – أنت، وهنا والآن) وأحيانا نحول الأحداث والأشخاص إلى رسومات نقوم بسيكودراما من خلالها على الورق، هذا فى حالة العلاج الفردى أما الجمعى فأجد التصوير والدراما يسبقنى فى العمل . وقد أسعدنى كثيرا العمل مع الدكتورة منى الرخاوى فى ورش العمل بالجمعية المصرية للعلاجات الجماعية إذ أننىوجدت نفسى فيه أخيرا وأثرانى كثيرا .
د. يحيى:
بصراحة أنا احترم كل ذلك، لكننى أعجز من أن أعلق عليه، ولا أستطيع الحكم إلا بعد المشاهدة، ولكن من حيث المبدأ فإننى أجد أن أية تعقيدات وتفاصيل فى العلاج الجمعى الذى أمارسه يبعدنى عن “اللحظة الراهنة“، و”الوعى الجمعى الحاضر”، لذلك أسمع من بعيد مثل ما تفعلين، أو تفعلون، وأكتفى بأن أدعو بالتوفيق للجميع.
د. أميمة رفعت
لا أعرف علاقة هذا بالصور الحلمية، ولست متأكدة إذا كان كل الناس يرون الأشياء بهذه الطريقة ولكننى أشعر بأهمية الخيال فى كل هذا، وهنا أرجع إلى تداخل هذه المفاهيم بداخلى وحتى الآن لا أستطيع التمييز بدقة بينها وهى: الخيال، الإدراك، الوعى، (أشعر) بالفرق، والحقيقة أن الخيال هوأوضحهم بالنسبة لى، ولكننى لا أستطيع ترجمة هذا الفرق بوضوح كامل إلى كلمات ولست متعجلة على ذلك فسيصلنى يوما ما .
د. يحيى:
يهمنى جدا الاهتمام بهذا التمييز، فالخيال بالمعنى الشائع عنه، يجرى على مستوى التفكير المفاهيمى المشهور بأنه “حل المشاكل” أو على أحسن الفروض “تنظيم المائل” أما الإدراك والوعى والوجدان والمخ غير الطاغى فكل هذا يتجاوز ما يسمى الخيال بشكل أو بآخر، ولنا عودة غالبا.
د. أميمة رفعت
النقطة الأخرى التى توقفت عندها هى الحلم والزمن . مرة أخرى أثناء إعداد الدراسة النقدية لأحلام فترة النقاهة رأيت الزمن كما لم أره من قبل، رأيته صورا، ورأيت علاقة الإنسان به وعلاقته بالحركة، كل هذا من خلال العمل الأدبى لأحلام محفوظ وقد ساعدنى فى عملى كثيرا .
د. يحيى:
أنا لم أعد أذكر ما كتبتُهُ نقدا فى أحلام نجيب محفوظ مع أنه ظهر مجموعا فى كتاب صدر عن “دار الشروق” فعلا، ولست متأكدا إن كان عندك نسخة منه أم لا، وأعتقد أن علىّ، أو عليك أو على من يهمه الأمر، البحث عن الصورة وعن الزمن فى كلا التشكيليين ربما أتعرف على ما فعلتُ أنا بهذه الأحلام الرائعة، أو ما فعلت هى بى.
د. أميمة رفعت
فقد وجدت أن معظم المرضى يحتاجون لأن أضعهم فى إطار وجودى وهم يشكون من أن الحياة لا طعم لها ولا يشعرون أنهم أحياء، وقد ربطت ذلك بعدم شعورهم بعلاقة وجودهم بالزمن وبالتحديد باللحظة الآنية التى يعيشونها، ولأننى أرى هذه المسألة على شكل صور فقد إبتكرت لوحة حركية واقعية نعيشها أنا والمريض، بأن أرسم له خطا على الأرض يمثل لنا (الآن) ونقف عنده فيصبح ما وراءنا هوالماضى وما أمامنا هوالمستقبل، ونلتفت إلى هذا الماضى سويا دون أن نحيد عن خط (الآن) ،ثم يدور حوار عنه بيننا لنكتشف أنه إنتهى ولا وجود له ولا نملك الرجوع فيه وأن ما يفعله المريض طوال الوقت هوالتمسك به عن طريق الندم والرثاء واللولوات الغير مجدية لأنه ببساطة مات وإنتهى، ثم أجذبه فجأة داخل هذه المساحة الفارغة وأقول له أنت الآن مدفون مع الماضى الميت فكيف تشعر ؟ عادة ما تكون الإجابات (جسمى منمل، مخنوق، متكتف، الدنيا ضلمة، متضايق، مش عارف أتنفس …. إلخ) فنرجع إلى خط الآن ويرتاح المريض مؤقتا لننظر إلى المساحة الفارغة للمستقبل ونتحاور فيما تحتويها من غموض ويزداد خوف المريض وتزداد دقات قلبه حتى ينتبه أنه خلق لنفسه عفريتا لا وجود له فنرجع إلى خط الآن ليكتشف أنه غير موجود فى المساحة التى خلفه ولا التى أمامه وأن وجودهمرهون بهذا الخط الذى يقف عنده وهو اللحظة الآنية ويبدأ فى إكتشاف ذاته فيتحسس جسده وينتبه إلى أعضائه الداخلية عن طريق التنفس ودقات القلب وتقلصات المعدة، ثم إلى مشاعره وكيف تؤثر على جسده فى هذه اللحظة وما الفكرة التى طرأت له فجأة الآن وما الصورة التى مرت أمام عينيه الآن وكيف يشعر ناحيتى، وناحية هذا الموقف الذى يعيشه الآن وماذا يريد أن يفعل الآن …. إلخ ولكننى أؤكد له أن هذه اللحظة ليست منفصلة لا عن الماضى ولا عن المستقبل، فنستطيع (الآن) تذكر الماضى ونأخذ منه ما يعجبنا لنستعمله كما نستطيع (الآن) أيضا أن نضع خططا للمستقبل ونبدأ فى العمل بها بدءا من هذه اللحظة.ويمكن لهذا العمل أن يمتد لنعمل على الأهداف والطريق إليها والمغامرة الوجودية التى نقدم عليها كل يوم جديد فى الحياة ..إلخ
د. يحيى:
فضل “هنا والآن” ممارسةً، مثل فضل “حدْس اللحظة” لباشلار تنظيراً، مثل فضل الإدراك فى معرفة الطريق إلى الحق سبحانه، وأيضا فى معرفة “ربِّى كَمَا خَلَقتَنَى”
لكن اعذرينى إذا كنت لم أستطع أن أتقمص تفاصيل ما تفعلين، وأنا غير متأكد من مدى تأثيره، وقد رددت على ذلك فى فقرة سابقة حين أعلنت خوف أن يبعدنى ذلك عن “اللحظة الراهنة” وعن “الوعى الجمعى”.
د. أميمة رفعت
وقد فاجأنى مريض ذات مرة (وهوطبيب عيون ناجح) أنه يحاول أن يركز فى الآن بأن يجلس ناظرا إلى عقارب الساعة ليظل متذكرا اللحظة ولا يقفز إلى الأمام أوالخلف ولم تفلح معه هذه الطريقة!! فنبهنى إلى أن عملى معه ناقص، يبدوأن اللحظة تفقد معناها وأهميتها إذا خلت من الفعل، لابد من ربط الزمن بالفعل، ولكنه فاجأنى أيضا بأنه يعمل ليلا ونهارا يكشف على حالات ويعمل عمليات، فسألته وبماذا تشعر الآن فى هذه اللحظة فى الجلسة؟ فرد بأنه منتبه تماما ولا يقفز إنتباهه للماضى أوالمستقبل ولا يشعر بالخوف المعتاد، ولما سألته عن الفرق بين ما يحدث أثناء العمل والآن إرتبك . ولكننى فهمت أن العمل الآلى بلا إنتباه للتفاصيل وبلا جدية وبلا إهتمام لا يملأ اللحظة، كما أن تناغم العلاقة بين الشخص وعالمه الداخلى والخارجى على السواء ضرورى أيضا، فهذا المريض يتعامل مع مرضاه وكأنهم (حالات) متشابهة وهم مجرد أرقام جامدة فى لائحة العمليات والعملية نفسها خطوات من كتاب، لقد ألغى الآخر وتواصله معه فألغى اللحظة التى يعيشها .
فوصلنى أننى موجودة إذا (عشت) اللحظة الآنية بفعل أنتبه له وأهتم به مع آخر متواصلة معه داخلى أوخارجى .
أعتذر عن هذه الإطالة ومرة أخرى لا أعرف مدى صلتها بالحلم ومستوياته اللهم إلا إذا كان الإبداع هوالعامل المشترك .
ربما يكون عذرى فى الإطالة أننى لم أعلق منذ فترة فإنطلق كل ما بداخلى فجأة ..
أشكرك .
د. يحيى:
أيضا: المضى قدما فى تفهيم المريض: “ماذا” و”كيف”، ليس من آليات ممارستى، بل إنى أحيانا، خاصة فى التدريس (عَرْض حالة) أواجه المريض عينا لعين، ونظل صامتين لمدة وصلت أحيانا إلى أربعين دقيقة يحدث فيها غالبا ما لا يمكن تصوره لو أننا تكلمنا أو تحركنا.
عذرا
بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، بقدر ما يفيدنا الاختلاف.
د. أميمة رفعت
كل سنة و أنت طيب، ها هو يبدأ العام الجديد عندنا فى الإسكندرية بأمطار غزيرة تغسل الأشجار والشوارع وتنقى الجو من الشوائب والتلوث لتلبس الإسكندرية ثوبها الشتوى الجميل زاهى الألوان وتتعطر برائحة المطر المنعشة .
أتفاءل بهذا الشتاء وأرجو أن يكون عام 2013 أفضل من سابقه ويحمل خيرا حقيقيا لمصر إن شاء الله .
……….
……….
كنت قد كونت مجموعة ( تجريبية ) للعلاج الجمعى فى العيادة و عندما إنتهت (لم أرض عنها أبدا) بدأت الثانية فورا كل ثلاثاء ، وشعرت هذه المرة أننى أمتلك أدواتى أفضل وأصلحت أخطائى السابقة كما أن خوفى قل عما سبق فإنطلق الإبداع ممتعا، وبعد 6 أشهر كونت مجموعة أخرى ليوم السبت فأصبح عندى مجموعتان، عندما تنتهى أحدهما تكون الأخرى فى منتصفها وهكذا . هذه الطريقة ربطت عندى العلاج الفردى بالجمعى وجددت الدماء فى العيادة . فقد إكتشفت أن المريض الذى أظننى ساعدته فى الفردى يحتفظ بقدر كبير بنفس دفاعاته وأكتشفها عندما ينضم للجمعى برغم ما يبدو عليه من إختفاء للأعراض أو تحسن فى الحياة بصفة عامة . وبدأت أراقب هذا الأمر على المسارين الفردى والجمعى، ووجدت أننى أستطيع فى بضعة أشهر أن أساعد المريض على فك قيوده الداخلية أو إزاحة ما يقف فى طريق نموه فى الجلسات الفردية ولكن الإنطلاقة الحقيقية لا تحدث إلا فى المجموعة، فأوضح لى هذا الفرض الرؤية وأصبحت الخطة هى البدء بالفردى ثم إنضمام المريض (إذا وافق) إلى الجمعى …. النتيجة جميلة للغاية يا د. يحيىَ .
عندما إنتهت المجموعة رقم 2 كان من أجمل تعليقات أفرادها أن الطريق كان صعبا ومؤلما فى معظمه ولكننا إستمتعنا بكل لحظة فيه، هذه المجموعة بدأتها بـ 8 أفراد واستمر منهم سبعة … أعطانى هذا ثقة بأن أدائى تحسن . ملحوظة هامة أخرى أن السيكو دراما علقت بأذهانهم مع أننى كنت أشعر ببعض النقصان بالتجربة، و قد تحسن أدائى بها كثيرا بسبب ورش العمل التى إنضممت إليها مع د .منى.
المجموعة 3 فى شهرها الثامن تقريبا الآن وتقوم السيكودراما فيها بدور يكاد يكون سحريا وأفرادها وصلوا إلى مرحلة من النضج لم أكن أتخيلها والأجمل أن من حولهم فى البيت أو العمل يتغير مع تغيرهم هذا .
المجموعة 4 ستبدأ شهرها الرابع وهم 10 أعضاء ومازالوا عشرة منهم حالتان أرسلتهما أنت لى منذ أشهر ( أحمد رضا طبيب أنف وأذن كان لا يعمل ويريد السفر) الآن يعمل بمستشفى الطلبة بإنتظام ويقوم بعمليات أيضا ومنتظم جدا بالجلسات و(هشام طالب الأكاديمى ذو الميول العدوانية الشديدة) إنتظم بدراسته وبالجلسات وتقلصت عدوانيته بدرجة كبيرة . وأعضاء هذه المجموعة يطلبون بأنفسهم السيكودراما ومتحمسون لها كثيرا .. وحركيتهم تسعدنى فعلا .
كنت أتمنى إنضمامى لورش عمل العلاج بالفن الذى عرضته علىَ منى الرخاوى ولكننى لا أستطيع ترك مسئولياتى فى الإسكندرية أسابيع هكذا والإقامة بالقاهرة فرفضت للأسف . ولكننى طلبت كتبا من فرنسا jeux de sable وآخر le grand livre de l’art therapies (ألعاب الرمل والكتاب الكبير فى العلاج بالفن) وكتابان آخران فى السيكو دراما من أمريكا لم يصلانى بعد …. القراءة لا ترقى للمارسة مع مجموعة ولكن هذا ما أملكه فى الوقت الحالى .
أنت كنت تتعجب أن إبنى فى الثانوية العامة، هاك آخر الأخبار، إبنى تخرج من الجامعة ويعمل بالقاهرة ويحب فتاة جميلة سأخطبها له يوم الجمعة إن شاء الله، فما رأيك … يجرى العمر سريعا وكل دقيقة فيه أجمل من سابقتها .
أتركك فى حفظ الله ورعايته، وأرجو أن أراك قريبا فأنا أفتقدك بشدة .
د. يحيى:
على البركة
الحمد لله