الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 26-10-2012

السنة السادسة

العدد: 1883

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك

لبيك اللهم لبيك

كيف يكون مباركاً؟

بحمد الله حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه

الله سبحانه يبارك الخير

فعلينا أن نعمل الخير حتى يباركه

الله سبحانه لا يبارك فى الكسل ولا فى الغباء ولا فى اللاشىء

الحمد لله على بصيرة تنجو بنا من أى من ذلك

وكل عام ونحن – البشر – أحدّ يقظة، وأقدر فعلا، وأقرب إلى بعضنا البعض

لنجتمع عليه فوق عرفه

ونفترق عليه فى كل أنحاء الدنيا

الحمد لله.

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (119)

 الإدراك (80)

 لجنة التراث النفسى الإسلامى (1 من ؟)

احترام واجب واعتذار مؤلم

د. إدريس الوزانى

بسم الله الرحمن الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم

هناك شيء ما بداخلنا يمنعنا من الاقتحام، يخيفنا ويعطل طاقات هائلة توجد بداخلنا، تصل أحيانا لدرجة التوهم أو الوهم بأننا لا نملك وسائل التحدي أمام هذه الإشكاليات المطروحة، وحين نطالع تحليل أستاذنا ووالدنا الرخاوي نحس بألم مضاعف، ألم عدم انتهاز هذه الفرصة اليتيمة و الفريدة في تاريخ أمتنا حيث يسخر الأستاذ وقته و جهده وكل إمكانياته ودرره، والألم المترتب عن عدم الاقتحام والسير في ركاب هذه المسيرة المباركة ما دام الأستاذ فاتحا صدره لكل الآراء،أحيانانتترس وراء عبارة:\”العجز عن الإدراك إدراك\”، ما أتمناه أن يرزقنا الله الشجاعة الكافية للعودة للحوار، وعلى الله قصد السبيل

د. يحيى:

كل عام وانت يا د. إدريس المجتهد المجاهد، والجميع بخير، يعم الناس ما سعوْا إليه

توقفت عند كلمات بذاتها وردت فى رسالتك الأخيرة هذه مثل: “الاقتحام” و”التحدى” و”الشجاعة الكافية”، فقد ارتبطت عندى هذه الكلمات بالإبداع بشكل ما، إذ أنها تتفق مع نظريتى أو نظرتى فى علاقة “غريزة العدوان”:

–  (“العدوان .. والإبداع” عدد يوليو 1980 – مجلة الإنسان والتطور)

(“عن‏ ‏الإبداع‏ ‏والعدوان‏” مجلة فصول: المجلد العاشر – العدد الثالث والرابع 1992).

به وتوظيفها إيجابيا فى إنجاز مرحلة التفكيك على الأقل، إن ما نحتاج إليه أيها الابن الغالى والزميل العزيز هو منهج شجاع فعلا، وهذا لن يتأتى إلا بمسئولية معرفية مضاعفة تكتسب من كلّ من الموقف النقدى والاهتمام بابتداع أدوات ومناهج أرسخ وأقوى نفهم بها، مفردات حياتنا، ونحن نعيشها ونعيد تشكيلها، فى الصحة والمرض.

علينا باستعمال كلماتك السابقة بأن نحذق استخدام كل معطيات وأدوات العلوم الأحدث فالأحدث وخاصة العلوم الكموية Quantum Sciences  (الرياضة والطبيعة) فى تقييم المناهج الأقدم الراسخة على عقولنا، الموصى عليها لسلطات تجمدت، وقد حاولتُ أن أوصل لك وللزملاء بعض ذلك فى النشرات الأخيرة فى “ملف الإدراك” ولكننى تجنبت التفاصيل حتى لا أستدرج إلى معارك جانبية قبل الأوان.

 أنت تعرف يا د. إدريس النقلات التى حدثت، وتحدث حاليا عبر العالم فى مجالات متعددة مثلما حدثت النقلة من “الرياضة الإقليدية” إلى ما بعدها حتى أينشتاين ومن بعده، كما تعلم النقلات من “علم النفس” إلى “العلم المعرفى” (وليس العلاج المعرفى) إلى “علم الإدراك”، وتعرف النقلات من استعمال اللغة الفلسفية إلى معايشتها كائنا حيا، نحن نحتاج أن نواكب كل ذلك ومثله ونحن نفحص التراث دون وصاية من خارج الممارسة، ومن خارج إدراكاتنا وفكرنا جميعا، الحاجة هى إلى تحديث عملية معرفية أكثر من الحاجة إلى فحص محتوى أو مضمون التراث فرحين بما فيه من دعوة إلى السكينة والأخلاق الحميدة وكأنها غاية المراد لتحقيق ما يسمى الصحة النفسية، هذا وإلا فإننا سنضيع وقتنا تحت سقف لغة المعاجم (التى هى ليست إلا تسجيل مرحلة تاريخيه) ووصاية معلومات قديمة انتهى عمرها الافتراضى.

خذ مثلا ضرورة المراجعة الموضوعية لمحكات علم “الجرح والتعديل” فهل يا ترى من الأمانة التى حملها ربنا لنا أن تظل هى هى نفس المحكات، كل ما وصلنا من معلومات علمية جديدة؟، أم أن علينا أمام الله وضمائرنا ونحن نستعمل كلماتك الشجاعة (الاقتحام والتحدى) أن نعيد النظر فى هذه المحكات بأدواتنا الأحدث ومحكات العلم الأدق، كل ذلك ونحن نحترم أهل هذا العلم احتراما واجبا شاكرين لهم كل جهودهم، أقول نعيد النظر لعلنا نجد، أو نبتدع محكات جديدة ونحن نستوعب الإنجازات الأحدث فى علوم الذاكرة البشرية، وعلوم الحاسوب، وعلوم الشواش والتركيبية  Chaos & Complexity مع من يتعرض له علم التاريخ من نقد يثريه ولا يشجبه، وكذلك باستعمال تقنيات اختراقات النقد الأدبى الحديث؟ كل هذا يا دكتور إدريس لا يرتبط إطلاقا بما يسمى “التفسير العلمى للتراث” وإنما هو متعلق بالتعامل مع اللغة ككائن حى، ومع المعاجم كمرحلة تاريخية، ومع التراث كمصدر استلهام لا غنى عنه. بغير هذا يا د. ادريس أجد نفسى عاجزا عن المشاركة فى نقاش المحتوى دون أو قبل فحص المنهج الذى أتى لنا بهذا المضمون المهم، وقد اعتذرت مرحليا حتى لا أجد نفسى فى موقف دفاعى وهم يحشروننى مع من لا أعرف فمن يسمون القرآنين أو غير ذلك فنبتعد عن حمل أمانة تخصصنا وما يصلنا من عمق ممارستنا إلى ما يضيع وقتنا بلا طائل.

إن إعادة اكتشاف حجم ووظيفة “الادراك” بالمقارنة بحجم ومصداقية ما يسمى “الفهم” أو حتى “التفكير” ليس أمرا ثانويا، وهو يعيد تقييم وترتيب كل شىء فى مجال آليات المعرفة، وقد تناولت بعض ذلك فى نشرة “علم الكلام” بتاريخ: 14-3-2012 (نتعرف على علم الإدراك من نقيضه  “علم الكلام”).

علينا يا دكتور إدريس أن نستعمل هذه الصفات الواردة فى خطابك لتحديد ضرورة “الحرف” كما أشرت إليها فى رسالة سابقة مفتاحا للموقف” وهاديا للمعرفة، لاقيدا على الحركة وخانقا للإبداع (الأمر الذى سوف أعود لمناقشته معك غالبا فيما يتعلق ببعض مواقف مولانا النفرى).

أكتفى اليوم – فى حدود ردود بريد الجمعة – بهذا التلميح، مع إشارة أخيرة تعلن تحفظى على تعبيرك عدم “انتهاز هذه الفرصة اليتمة والفريدة”، فموقفى من ذلك أن الفرص دائما موجودة ومتجددة فى رحم الغيب بفضل الله مادامت الحياة قائمة وربنا قريب يجيب دعوة الداعى، ويلهم المجتهد ويرى السعى، ويصاحب الكدح، إذن فلا توجد أية فرصة على وجه الأرض يتيمة أو فريدة، وبارك الله فى الجميع.

 وإلى لقاء قريب أرجو أن تغفر لى تقصيرى فى التأخر فى الرد على بقية استفساراتك مرحليا.

أ.د. صالح الصنيع

جولة البرفيسور يحي الرخاوي الفكرية والعميقة فيها دروس وعبر، أتفق معه في كثير مما كتبه واختلف معه في بعض مما كتبه ولعلي أذكر اهم الاختلافات

أولاً: السلفية التي ذكرها أحسن بتقسيمها إلى قسمين منغلق ومنفتح لأنها تشملهما وأكثر، والسلفية منهج قائد إذا احسن الأخذ به وفق رؤية صحيحة وسطية

د. يحيى:

أشكرك أولا على جدية اهتمامك، ومساحة سماحك، ثم أحمد الله أن وصلك احترامى للسلفية من حيث المبدأ ، مع تحذيرى من الانغلاق والجمود، كل ما أدعو إليه هو ألا يكون هناك سقف وصى على كلام الله، ولا على اجتهاداتنا وأن يظل القرآن الكريم، وأعمال السلف الصالح مصادر إلهام متجدد يتفجر مضيئا تحت أنوار المستحدث من المعارف، لا يثبتها ولا تثبته كما شاع، وأن نتعامل مع اللغة ككائن حى، وألا نتوقف عند أسباب التنزيل وظروف التاريخ ليتواصل الإيحاء فالاستلهام، وأن نحترم عقولنا (كلها) الآن ، كما نحترم اجتهاد السلف وعقولهم آنذاك، وندعو لنا ولهم بالرحمة والمغفرة دون توقف

أما حكاية وفق رؤية “صحيحة وسطية”، فهذا ما يحتاج منى إلى توضيح، أظن أننى أشرت إليه فى نشرة : 13-3- 2012 (“علم الإدراك” يتجاوز “علم النفس” نبدأ من ثقافتنا: من  حيث نمارس ونفعل)، فأنا لا أفخر بدينى أنه دين وسطى، ولا حتى أنه دين العقل، فهو كما ذكرت دين كل عقولى، عقولنا، ثم إننا كما ذكرت أيضا “أمة وسطا” لنكون شهداء على الناس، ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم علينا شهيدا، وقد كتبت ما وصلنى فى معنى الشهادة بتاريخ 22-10-2012 (توضيح موقف: أملا فى قبول اعتذارى)، إذن فأنا لا أستسلم بسهولة لما يسمى “رؤية وسطية صحيحة”، ولا ما جاء بالضرورة، لأن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبنى إذا أنا اتبعت من قال بذلك دون إعمال نظر بعد أن أتاح لى ربى فرص هذه المعارف كلها من واقع الممارسة قبل الإطلاع ومعه، ولن يسمح لى ربى لأتبرأ ممن اتبعتُ لأنهم سوف يتبرأون منى كما قال تعالى.

أ.د. صالح الصنيع

ثانيـاً: ذكر البرفيسور أنه لا يرى فائدة المسلمات المسبقة لأنها تحد من التفكير الابداعي وهنا أختلف معه لأنه لا يمكن أن يكون هناك علم وحوار وفكر بدون مسلمات يبنى عليها ويأخذ بها المتحاورون ابتداءً، حتى لا يدوروا في حلقة مفرغة ويتجادولون في قضايا مفصلية ينطلق منها في كل علم

د. يحيى:

لا أكاد أذكر هذا النص بالذات، فإن كان ورد فلا بد أنه ورد فى سياق يفسره، ربما تحفظت على لفظ “مسلمات”، خاصة إذا ما أدخل تحتها ما جاء “بالضرورة”، ليحتل كل مساحات اجتهادات الاستلهام، والإدراك، والكدح ، والسعى،  وأنا أوافقك تماما أن أى علم وحوار لا يبدأ من أصل الأصل يصبح بلا جذور، ومن ثم فلا حياة للساق ولا للفروع، أما ماذا فى هذا الأصل نسلم به دون تفكير فيه، ودون إدراك ما  حوله، ودون اقتحامه بالمناهج الأحدث لإثرائه ليزدهر بما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، فهذا ما أدعو إلى ضرورة إعادة النظر فى السقف الذى وضعوه لنا،  لأن الله سبحانه سوف يحاسبنا واحدا واحد على التسليم للانحناء تحته، “وكلهم آتيه يوم القيامة فردا”.

ثم أذكّر أخى وزميلى الفاضل د. صالح حذرى وتحفظى على مبدأ الحوار دون ممارسة عملية على أرض الواقع، فأنا لست مفكرا فى المقام الأول، فالمسألة بالنسبة لى ليست إثبت لى وأثبت لك بالألفاظ مما يسمى عادة حوارا، فأنا محاور خائب، كل ما أزعمه هو أننى مجتهد أمام فطرة الله المتناثرة فى أزمة المرض، قارىء ناقد لفطرة الناس ونفسى كما تصلنى فى حدود أدوات معارفى، أما المتحاورون من واقع كلمات منشورة، ونظريات ثابتة، فهم على عينى ورأسى، مع اعتذارى لعجزى عن ملاحقتهم، ورجائى بأن يسمحوا لى أن أقرأ اجتهاداتهم فى إطار قدرتى ومعارفى بعين النقد الذى سأجيب به ربى عن ما وصلنى، وهو الأعلم باجتهادى وقدراتى، دون أن أفر ضه على أحد إلا فى حدود ما يقوم به من تصله كلماتى من نقد لما نقدت، كما فعلت أنت يا سيدى هكذا.

أ.د. صالح الصنيع

ثالثـاً: التطور في ما يطرحه البرفيسور عام غير محدد الملامح فهناك التطور الدارونى، وهناك تطور الحياة في مسيرتها الكونية، وهناك تطور أنماط حياة الناس الدنيوية المادية، ولهذا لم يتبين لي على حسب فهمي القليل ، مفهوم التطور عند البرفيسور الرخاوي

د. يحيى:

أنا أنتمى إلى كل الفكر التطورى دون استثناء، من أول “السلالة” التى ذكرت فى القرآن الكريم قبل الطين، حتى أنواع العقول التى نشرت عنها نبذة من كتاب بنفس الاسم لدانيال دينيث بتاريخ 2-1-2008 (أنواع العقول  “وإلغاء عقول الآخرين” الطريق إلى فهم الوعى)، وهو الذى أحيا الداروينة بعد أن شبعت نقدا وشجبا، وهو ينتمى جزئيا إلى الداروينية الحديثة، ومازال انتمائى للتطور ودوراته من خلال إيقاعية القانون الحيوى،  مرورا بالقانون الحيوى أو نظرية الاستعادة لإرنست هيكل  Recapitulation Theory، (الانتوجينيا تكرر الفيلوجينيا)، وقد قمت بتزويجها لنظريات “العلاقة بالموضوع”  بعد تطعيمها بالبعد البيولوجى فى نظريتى  الإيقاعية التطورية ” التى سمحت لى تكرار الاستعادة (الميكروجينى ثم الماكروجينى : نبضات النمو) فى نبضات الإيقاع الحيوى  Biorhythm بالطول والعرض فى النمو والطبيعة والحياة الممتدة إلى كل الآفاق على طول المدى، كل ذلك موازيا للفكر الفلسفى والتطورى مثل “هربرت سبنسر”، وهذا كله موجود طول الوقت فى كل ما أكتب تقريبا، ولا أستطيع أن أشير إليه بروابط، وإلا أشرت إلى تاريخى كله  

أ.د. صالح الصنيع

رابعـا: يغلب على لغة البرفيسور الجانب الفلسفي العالي مما يصعب على الكثير وأنا واحد منهم متابعة تسلسل الأفكار والوصول إلى المراد بشكل ييسير

د. يحيى:

بصراحة: عندك يا سيدى كل الحق، لكنك أتحت لى فرصة أن أنفى عن نفسى صفتين كنت أتمنى أن أشرف بأى منهما أو بكليهما، وهما صفة الفيلسوف، وصفة الصوفى، فلا أنا هذا ولا ذاك، فأنا بيولوجى حتى النخاع، ولكن ليس بالمعنى الاختزالى الميكنى الكيميائى، وإنما بالمعنى التطورى الحيوى الإيقاعى، وكل ما يصل إلى المتلقى ويبدو غامضا فيعتبره أقرب إلى الفلسفة هو بسبب الأبجدية التطورية الخاصة التى أستعملها معظم الوقت، أما عن التصوف، فهو عندى طريق معرفة للسالكين فيه مثل كل طرق المعرفة وليس لى فيه، بالمعنى المعروف الشائع، ناقة ولا جمل كما يقولون، لكننى أتعلم منه، وأحترم عطاءه المعرفى، خاصة وأنه يجرى فى منطقة الإدراك الواسعة التى فتحت على مصراعيها فى النشرة اليومية “الإنسان والتطور” فى الشهور الأخيرة.

إذن دعنى يا زميلى العزيز أعتذرعن الغموض، وأبلغك أنك قادر بفضل إبداع تلقيك على تيسير ما لم أستطعه، فالمتلقى مشارك مبدع رضى أو لم يرض، حتى بعدم الفهم (ولا أحيلك إلى مقولة: “أن عدم الفهم هو فهم آخر” نشرة 14-8-2012 (الإدراك بين “الفهم” و”عدم الفهم”)، ولا حتى إلى قول سيدنا على رضى الله عنه أن “العجز عن الإدراك هو إدراك”، فأزيد الأمور غموضا،

أشكرك مرة أخرى، وكل عام وأنت وكل من أتاح لنا هذه الفرصة، وعلى رأسهم الأخ والإبن والزميل أ.د. جمال التركى، بخير، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على البشرية بما ينقذها مما تنحدر إليه بعث وعدوانية السفهاء منا.

أ.د. صالح الصنيع

خامسـاً: يذكر البرفيسور بندرة شواهد الوحي لما يطرقه من قضايا فلعله يزيد من هذه الشواهد ويسعى لتجليه معانيها وترابطها مع الموضوع النفسي

د. يحيى:

أنا آسف، فأنا لم أفهم ما تقصد (أو ما كنت أقصد) بتعبير “ندرة شواهد الوحى” لما أطرقه من قضايا، وسوف أعود إلى الأصل، برجاء إرسال المقتطف نصا إذا أمكن مع تكرار شكرى واعتذارى

أ.د. صالح الصنيع

ختاماً أشكر للبرفيسور يحي الرخاوي سعه صدره وتقبله من طلابه من أمثالي ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى

د. يحيى:

أنا الذى أشكرك فقد آنستنى، وطمأتنى، وطيبت خاطرى، وتحملتنى، وشجعتنى، وكل عام – مرة أخرى- وأنت بخير.

أ. إسلام عادل

أوافق حضرتك فى استحالة التمييز بما هو نحن إلا انطلاقاً من ثقافتنا

د. يحيى:

شكرا، ثم ياليتك يا إسلام تتأمل أكثر فى حركية الثقافة وعلاقتها بالوعى العام دائم التكوّن باعتبار أن الثقافة هى “عملية” قبل أن تكون معطيات ومعالم.

أ. إسلام عادل

أعجبتنى جملة “مازالت لغتنا العبقرية الحضارة صرحاً شامخاً، وأدياننا نوراً هادياً”

د. يحيى:

الحمد لله.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (120)

 الإدراك (81)

الإدراك ولجنة التراث النفسى الإسلامى ( 2 من ؟)

توضيح موقف: أملا فى قبول اعتذارى

أ. إسلام عادل

المقتطف: الإسلام ليس دين العقل، ولكنه دين العقول مجتمعه

التعليق: معنى ذلك أن الفرد ليس بمفرده يفكر ويتخذ القرار

د. يحيى:

لا أقصد ذلك تحديدا، وإنما أقصد، من واقع منظومات تعدد مستويات الوعى، وتعدد الذوات، وأنواع العقول، وعلم الإدراك، والعلم المعرفى، والعلوم الكموية Quantum Sciences  ، أن الإنسان الفرد له عقول كثيرة (تسمى بأسماء متنوعة أحيانا دون استعمال لفظ “عقل”) وأن الله خالقها بقدرات تسمح بالتعرف عليه والسعى إليه، فلا يغنى عقل واحد عن بقية العقول بالنسبة للفرد، أما العقل الجمعى، والوعى الجماعى المتصاعد، فهو أمر آخر، لكنه أيضا من أهم مراحل الطريق إلى معرفة الله سبحانه.

أ. إسلام عادل

أوافق حضرتك على أن المسلم مسئول عن الناس وليس فقط عن نفسه

د. يحيى:

المسلم، كل مسلم وليس فقط “الرئيس”

عن كل الناس، وليس فقط المسلمين منهم.

د. مصطفى مرزوق

هناك كتاب للدكتور محمد حسنين هيكل بعنوان: “الإيمان والمعرفة والفلسفة”، هو عبارة عن مجموعة من المقالات المجمعة، ويتحدث فيه بإسهاب عن العلاقة بين الدين والعلم، ويرى، وأتفق معه، أن الصراع المفترض ليس بين الدين والعلم ولكنه بين رجال الدين ورجال العلم، وأن “العامة يختارون فى النهاية ما يحقق لهم ما يريدون إما بالعلم وإما بالدين (حقيقياً أو زائفاً).

د. يحيى:

أشكرك يا مصطفى أن عرفتنى بهذا الكتاب وسوف أبحث عنه للاطلاع عليه، فأنا أحب مؤلفه، وقد عاصرته كاتبا أمينا، وسياسيا فذاً ولكن دعنى مبدئيا أختلف معه، أو معك، فى تحديد أن الصراع هو أساسا بين رجال الدين ورجال العلم، وكذلك أختلف فى التسليم بأن العامة فى النهاية يختارون ما تحقق لهم ما يريدون، خاصة بعد أن تطورت الإغارة على تشكيل رغبات الناس، حتى نجحوا فى توليد غرائز استهلاكية جديدة عن طريق تزييف الوعى بالإعلام المغرض.

رجال الدين ورجال العلم قد يتنافسون على السلطة أو يتبارون فى الجمود، لكنهم يتفقون فى منع أى اختراق لمقدساتهم مع اختلافها على الجانبين.

د. مصطفى مرزوق

المشكلة الأساسية أنه رأى أن “جمود الدين” كان السبب الرئيسى فى اعتناق الناس للعلم تحديات بديلة، وافترض (فى بدايات القرن العشرين 1917) ماذا سيحدث إذا جَمُد العلم؟”، وقال على لسان أهله أنه غير قابل للجمود، لأنه متجدد بطبيعته، وفى 2012 تقول حضرتك أن العلم تجمد بسبب كذا وكذا وكذا، بالقياس سيلجأ الناس تماماً للدين التقليدى الموروث – المتجمد- وهذا حقهم إلى أن يجدوا بديلا مناسبا.

د. يحيى:

وأيضا أختلف فى ذلك: فالعلم الذى تتكلم عنه يا مصطفى، وهو العلم الذى كان يحلم نجيب محفوظ أن يكون الحل الأمثل لمأزق الإنسان المعاصر، هو ما كان يلوح فى بدايات القرن العشرين إلى بعد منتصفه بقليل، لكن العلم الآن لم يعد مرادفا للمعرفة الإبداعية المتجددة كما كان أيام كتب هيكل كتابه هذا، بل أصبح – أغلبه وخاصة ما يسمى العلم باهظ التكاليف- مؤسسة شبه دينية تحكم على أى علم جديد بالهرطقة كما ذكرت مرارا، وقد تجمد لخدمة التكاثر والافتراس، ولست أنا الذى جمدته، وجمود العلم بعد جمود الدين السلطوى خليق بأن يدفع الناس لرفض الجمود وليس لتفضيل أى الجمود بين أكثر تعمية وخبثا.

 الصراع الآن يا مصطفى هو صراع البقاء داخل نفس النوع حتى تعجب بعض علماء التطور من احتمال أن يكون الجنس البشرى بالذات قد انقسم إلى نوعين لأنه عادة لايوجد صراع قاتل بين أفراد نفس النوع، كما يوجد حاليا بين بنى البشر، الصراع الآن يجرى بين الذين يقاومون الانقراض من البشر، ضد الذين اغتربوا وتكاثروا وتجمدوا حول مصالحهم المغلقة وثرواتهم المتراكمة، يجرى بين أهل الجمود تكدسا، وبين أهل الحركة إبداعا، والفرق الأربعة موجودة على الجانبين (الدين والعلم) طول الوقت.

*****

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (121)

 الإدراك (82)

 الإدراك ولجنة التراث النفسى الإسلامى ( 3 من ؟)

الله .. الإنسان .. التطور .. الله

أ. إسلام عادل

أنا أرى أن السلوك يصدر منى على حسب الإيمان، والإيمان نابع من الأديان

د. يحيى:

الأرجح عندى أن الدين الصحيح هو المظهر السلوكى الذى يساعد على مواصلة السعى على طريق الإيمان، لذلك توقفت عند تعبيرك أن الإيمان نابع من الدين دون أن أرفضه، لكننى خفت الربط المباشر، وبألفاظ أخرى: إن الأصل هو الإيمان وإنه يحتاج إلى الدين باعتباره الشكل السلوكى على أرض الواقع الذى يسهل السعى إلى الإيمان ويشحذ الكدح إلى ربنا.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (117)

 الإدراك (78)

الإدراك، ودهشة الأطفال ومعرفة الله!!

د. مينا جورجى

المقتطف: أيوه فعلا، طول ما إحنا “بنندهش” “ما خلاصشى لسّه”

التعليق: احيانا كنت اجى افكر فى فكرة او فى فرحة معينة ..فرحة الجواز مثلا. فرحة مولودى الاول.. فرحة الدكتوراه.. افراح كتير لم اختبرها فى الحقيقة. اجد انى كدة خلاص.. مرة قلت لنفسى.. “يا مينا مانت خلاص. دقت الفرحة فى خيالك.. ايه الحافز اللى يخليك تستنى الاحداث دى. مانت خلاص اختبرتها فى دماغك.. “اكتأبت جدا بسبب ده.. بعدين لقيت الفرق بين الادراك والفهم. ماهو ساعتها انا كنت باستخدم خيالى كنوع من انواع الفهم. وكنت بدارى بيه وبعطل بيه ادراكى. لو فهمتها فعلا يبقى خلاص. لو ادركتها يبقى مخلاصشى لسة

د. يحيى:

فرحت بما انتهى إليه تعليقك الذى يشير إلى أنه وصلك “كيف أن الادراك أكثر رحابة وأنشط إبداعا”.

د. مينا جورجى

المقتطف:

=هما كل الخوّافين

ـ يعنى مين؟

= إللى “بيجاوبوا” بِـِدَال ما يشوفوا إحنا شفنا إيه

التعليق: اخاف ادرك.. فاحاول افهم.. ماعرفش افهم اجى مكتئب يمكن اكتئابى يرجعنى ادرك

د. يحيى:

لم أفهم،

ولكن : يمكن

د. مينا جورجى

المقتطف: يعنى لو سمحوا كدا كام حبّة نـُونـُو، كنا نكبر زى خلقةْ ربنا

التعليق: حلوة قوى

د. يحيى:

“ماشى”

د. مينا جورجى

المقتطف: إللى يعرف يندهش كده زينا، راح يعرف اكتر

التعليق: يارب يارب يارب

د. يحيى:

يارب.

أ. يوسف عزب

فهمت من الارجوزة جيدا علاقة الدهشة بالادراك وكيف انها حتما تسبق التفكير بل وكيف انها تكون طريق لادراك الله ورجاء عذرى في اسئلتي لدقة المراد التعبير عنه

 هل سيادتك تعتقد ان الطريق عند الاطفال يكتمل، بمعني انها تاخذ الرحلة لنهايتها ام يحدث ماذا، بمعني انه -عندهم- تبدأ الدهشة وتصب في معرفة الله ام يحدث مايقطع هذا او يصب في قالب اخر اكثر جاهزية

د. يحيى:

أنا أرى أن هذا المستوى من الإدراك، سواء عند الأطفال أو عند العجائز أو عند العامة، ليس نهاية المطاف طبعا، بمعنى أن رحلة المعرفة لا تتوقف عنده، بل تسير أبدا إلى نهايتها، علما بأنها ليس لها نهاية،

ثم إن المسألة ليست أن هذا يصب فى ذلك، ولكننى أردت أن أوضح كيف أن طغيان التفكير المفاهيمى وعدوان اللغة الوصية (الألفاظ/الحرف) يعوقان هذه العملية الأصل حتى إخمادها تماما، مع التذكرة – مرة أخرى- بأنها وحدها لا تكفى لمعرفة الله سبحانه، ولا أية عملية أرقى فأرقى تكفى لمعرفة الله، كل ما يمكن معرفته هو الطريق إلى ذلك مع الإنارة المتزايدة المتجددة.

أ. يوسف عزب

اعتقد انه من المهم ايضاحكم لمعني الدهشة لأن هذا المصطلح ذاته اخذ عند الكبار معني له علاقة بقياسه بالمنطق، في حين أن ما وصلني من سيادتكم هو ان المسآلة لها علاقة عند الاطفال بالادراك التلقائي الحر والذي لايخلوا ايضا من دهشة ولكنه في بدايته البسيطة جدا يتكون -علي ما اعتقد- من عناصر كثيرة اساسها -بلغتكم- تفتيح المسام وأقلها الدهشة

د. يحيى:

هذا فعلا هو الأقرب إلى ما أردت.

*****

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (118)

 الإدراك (79)

الدهشة: طريق إلى الله (2) فماذا عن التراث؟

د. مينا جورجى

المقتطف: “…. الكلمات الشارحة قد تفسد ما يصل إلى الطفل دون شرح”

التعليق: مش بس كدة دى تفسد طفل المعرفة اللى جوايا. فتوقف نموى

د. يحيى:

أعتقد ذلك أيضا.

*****

تعتعة التحرير

 مازال نجيب محفوظ يعلمنا

حمل الأمانة..، والقناعة، والأميرة ذات الهمة

أ. يوسف عزب

هل كان الانسان مخيرا في حمل الامانة

عرضت الامانة علي السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها وكانها عندها الاختيار الضمني وكانهم فيهم حياة (طبعا فيهم مع العجز عن تعريف الحياة). ولكن عندك: ألم يكن هذا ضمنيا يبين ان السموات والارض والجبال هم من اخص خصائص الخلق ولكنهم اختارا كلية الوجود في كنف الرحمن دون ارادة إلا إرادته سبحانه بعد عرض الامانة

ثم جاء حمل الامانة وفي قراءتي لحمل الامانة يصلني دائما انها امانة المطلق كدحا اليه بعد ان عرفه في الجنة قبل وبعد “اني جاعل في الارض خليفة”

اذن فهي خلافة المطلق كقيمة حركية معية اليه واليها في ذاتها لذاتها!!!

يمكن ان يفسر هذا “نفخنا فيه من روحنا” ثم اعجاز وغموض وروعة حمل الامانة.

د. يحيى:

لم أفهم ماذا تقصد بـ “أمانة المطلق” ثم إنى لا أتوقف كثيرا عند “بعد أن عرفه فى الجنة”، أما تفسيرى لماهية الأمانة فقد ورد كثيرا فى نشرات سابقة، وربما تحديدا فى قراءتى لتدريبات شيخنا محفوظ .(نشرة: 6-10- 2011 قراءة صفحة التدريب  رقم “38”) و(نشرة 21-6-2012 قراءة صفحة التدريب رقم “81”).

أ. يوسف عزب

يؤنسني في كل هذا الآية المعجزة “ان ربي علي صراط مستقيم” وقد يتواءم هذا كله مع حركية المطلق في كل الاتجاهات،، وفي نفس الوقت كم هو ضد كل الحياة نفسها ما هو تسطيح وجود لا يسطح او احتكار لاي حقيقة وكانها هي الحقيقة!!!!!!!

د. يحيى:

شكراً يا يوسف أن نبهتنى إلى هذه الآية، وأنا لا أعرف كيف غابت عنى وأنا قرأت القرآن الكريم مئات المرات، لكننى وجدتها فى سورة هود الآية “56”.

يا خبر يا يوسف، الله سبحانه نفسه “على صراط مستقيم”!! إذن حين ندعوه أن اهْدِنا الصراط المستقيم، فنحن نطلب أن نسير على الدرب الذى هو سبحانه وتعالى عليه .

أشكرك يا يوسف على هذه الإضافة.

أ. نجاة إنصورة

القناعه,,, نعم هناك بونا شاسعا بين أن تكون لدينا قناعه بالتوقف عن الإستمرار أو الإقتناع وبين إن لم يكن ماتريد فرد مايكن – بكسر الراء- القدره هنا هي المعيار الدقيق وربما الوحيدلكوننا إقتنعنا بإيمان لآن نتوقف…أو إننا إقتنعنا عجزالآنه لايمكن لنا أن نستمر لعارض معين يمنعنا من ذلك,,, يجب التركيز نحو تقوية القدرة بدلا من التوقف من حيث إن الإنجاز هو المحدد النهائي لمستوى قدراتنا وكفى…وهذا يدفعنا حثيتا نحو ضرورة أن ندرك مستوى قدراتنا وآن نعمل جديا لدفعها نحو الآفضل فالعلم تذكر والجهل نسيان .. قدراتنا كامنه فينا (ولايظلم ربك آحدا) وهي متساويه على هذا المأثور من القول إن صدق سقراط وأعتقد إنه كذلك!!!!

د. يحيى:

أنا معك أن قدرات الإنسان هى كنز بلا حدود، وأنها تتجدد وتتفجر بالاستعمال والكشف، وليس فقط بالشحذ والتهذيب، وفى العلاج الجمعى الذى أمارسه: كثيرا ما نطلب من المشارك أن “نشتغل فيما لا تقدر عليه، وأن نتفاعل حول ما لا نعرفه” ونتعجب ونحن نكتشف أننا نعرف ونقدر أكثر بكثير مما كنا نتصور ونحن نعلن العجز المبدئى.

أ. نجاة إنصورة

الآميره ذات الهمه ,,,ما أحوجنا الآن وفي هذه الفترة العصيبه لآن نكون جميعنا (فاطمه) بعد أن غاب وتلاشى (عتاريس الأمه) ولم يعد يفرقهم عن فاطمة بمفهومها الإنثوي سوى كونهم ذكورا وبلا همه آيضا -حاشا البعض وهما قليل- كونك تمقت التعميم أستاذي وعذرا إليك.

د. يحيى:

عندك حق.

*****

حوار مع الله (85)

من موقف “الوقفة”

أ. يوسف عزب

بدون اي تفلسف مني ففي موقف الوقفة والزينة (من وقف بي البسته الزينة فلم ير لشيء زينة(

لدى استفسارهل لن نرى لشيء زينة أمتلاء بغيرها وبما لايقارن مطلقا باي شيء

 وهل في هذا رحمة كاملة بالانسان ام في ذلك بعض مالايحتمل.. اذ كيف تعيش بدون ان تري زينة الحياة الدنيا لكي تخدع فيها وتعيشها فتعمر الدنيا باعتقادى ان ذلك كثير بعض الشيء عما يحتمله الانسان

د. يحيى:

طبعا فيه كثير مما لا يحتمل

لكن علينا أن نسعى فيما لا يحتمل دائما أبدا، مهما كان الوصول مستحيلا فإن دوام السعى هو غاية المراد، وكل الممكن الذى يكسر المستحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *