الرئيسية / الأعمال العلمية / كتب علمية / حكمة المجانين فتح أقفال القلوب (الطبعة الثانية 2018)

حكمة المجانين فتح أقفال القلوب (الطبعة الثانية 2018)

حكمة المجانين

(فتح أقفال القلوب) 

   يحيى الرخاوى 

الطبعة الثانية

2018

الإهــــداء: 

“مَثَل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء”

“..إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِح يرفعه..”


“كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”

“……….. أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”

“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”

“فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

لوحات:حين صدرت الطبعة فى كتاب مثل كل الكتب لاحظت، كما اشتكى الكثيرون من “دسامة الجـرعة فى الصفحة الواحدة” فاحـترت أن أقلب الكلام المرصوص إلى لوحات وبالتالى أن أوصى بأن تتأمل اللوحة وليس فقط تقرأها، واحدة واحدة.لعل ألف لوحة و..لوحة: غير ألف حكمة وحكمة. عذرا وشكرا

استهلال:

صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب بعنوان “حكمة المجانين”:  “طلقات من عيادة نفسية” (سنة1979)([1])، وكنت أود بذلك أن أرد بعض دينى لهؤلاء الأصدقاء الذين تعلمت منهم أغلب ما كان ينقصنى فعلا، حتى كدت أعتبر ممارستى مهنتى المصدر الأول لمعرفتى بالإنسان، ونفسى، وربى، والناس، وقد استقبل بعض من أعرف هذا العمل باعتبار أننى سمعت هذه الأقوال حرفياً، من هؤلاء الأساتذة الأصدقاء رغما عنهم، وأعتقد الكثيرون أنها أقوالهم فعلاً، وهذا غير ما كان.

لقد وصلنى ما رأيت فأثبته فى هذا العمل الذى اعتبرته ضمن مهمتى الأساسية لتوصيل الأمانة إلى أصحابها، وهو ما رأيت أنه أقرب إلى ما أكتب تحت عنوان “تعتعة” باعتبار أنها محاولة لتحريك الوعى الساكن المستسلم، وقد خطر لى أن اسمى هذا العمل باسم “تعتعة” لكننى وجدت أنه أكثر من مجرد “تعتعة” فهو طلقات فعلا كما ورد فى العنوان الفرعى للطبعة الأولى طلقات، لكننى عدت أتحفظ على كلمة طلقات حتى لو كانت لألعاب نارية ضوئية، وانتبهت إلى أنها طرقات ثابتة على أبواب موصدة، فجاءنى عنوان بديل هو: “فتح أقفال القلوب”، بعد أن انتبهت إلى المرحلة الحالية التى أمر بها، وما يعنيه عندى الآن الغوص فى مستويات الوعى على الجانبين (فأكثر) ومن ثـَمّ يكون هذا العمل نتاج حوار متعدد المستويات ونقد للنص البشرى على الجانبين، وجدل متواصل.

بالرغم من ذلك، واحتراما لاعتراض كثير من الأصدقاء على تغيير العنوان، وأنهم أحبوا الطبعة الأولى بعنوانها الأصلى، فقد رجعت إلى العنوان الأول محتفظا بالعنوان الجديد كعنوان فرعى بعد إذنهم.

هذا، وقد  قمت بتحديث وتصحيح عدد من العبارات ضد كل من نصحونى بألا أفعل، لكننى لم أستطع أن أعمل بنصيحتهم، شاعرا أن إعلان التغيير، حسب ما طرأ علىّ فى المراحل اللاحقة لصدور الطبعة الأولى (1979)، هو أمر أكثر أمانة ومسئولية.

27/4/2018

ملاحظة (1):

لاحظت أثناء المراجعة الأخيرة أن عناوين الفصول ليست بالضرورة جامعة مانعة لما تحتها، ولم أحاول أن أغير العنوان أو أعيد الترتيب.

ملاحظة:(2)

ربما يكون أفضل أن تعيش هذه اللوحات عشرة عشرة أو عشرين عشرين (أو أكثر أو أقل!!)

هذا اقتراح

وليس توصية.

من مقدمة الطبعة الأولى (1979)

سوف أقتطف فقرات محدودة من مقدمة الطبعة الأولى كما يلى:

  • “….وأعود‏ ‏إليهم‏ (‏أصدقائى ‏المجانين‏) ‏ألتمس‏ ‏منهم‏ ‏العون‏ ‏والنصح‏ ‏فأجدهم‏ ‏وقد‏ ‏اكتفوا‏ ‏بنصب‏ ‏سيرك‏ ‏الرفض.. ‏وإطلاق‏ ‏صواريخهم‏ ‏العبثية.. ‏مثل‏ ‏الألعاب‏ ‏النارية.. ‏وقد‏ ‏أخفوا‏ ‏آلام‏ ‏وجودهم‏ ‏تحت‏ ‏أرض‏ ‏اليأس‏ ‏الساحق..”. ‏
  • الجنون‏ ‏خبرة‏ ‏إنسانية‏ ‏شديدة‏ ‏الثراء‏ ‏شديدة‏ ‏الخطورة‏، ‏والرؤية‏ ‏التى ‏يراها‏ ‏المجنون‏ ‏على ‏ما‏ ‏تحمل‏ ‏من‏ ‏صدق‏ ‏وإثارة‏ ‏وتحدٍّ‏ ‏ليست‏ ‏شرف‏ ‏الوجود‏، ‏ولا‏ ‏هى ‏نهاية‏ ‏المطاف‏، ‏حيث‏ ‏إنها‏ – ‏وإن‏ ‏أعلنت‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏الحقيقة – ‏فإن‏ ‏ذلك‏ ‏صادر‏ ‏من‏ ‏مَثَلٍ‏ ‏سيء‏ ‏لوجود‏ ‏مهزوم‏، ‏وفشل‏ ‏صريح..”.
  • … وقفت طويلا أمام القول السائر‏ “‏خذوا‏ ‏الحكمة‏ ‏من‏ ‏أفواه‏ ‏المجانين‏، فهو‏ ‏قول‏ ‏لم‏ ‏يشر‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏المجنون‏ ‏حكيم‏ ‏أبدا‏، وهو قول لا يُعْلى من ‏ ‏قدر‏ ‏الجنون‏ ‏ذاته‏، ‏وإنما‏ ‏هو يحمّلنا‏ ‏مسئولية‏ ‏ تمنعنا من ‏الاستهانة‏ ‏بما‏ ‏يقول‏ ‏المجنون‏، ‏فكأنه‏ ‏لا يدعم الجنون بقدر ما يحترم خبرته ليستلهم منها‏ “‏المعنى” ‏الذى ‏أراد توصيله لكنه تعثر فأجهضت محاولته.
  • وإذا‏ ‏كان‏ ‏المجنون‏ ‏يقول‏ ‏أحيانا‏ “‏كلاما‏” ‏هو‏ ‏الصدق‏ ‏ذاته‏، ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لايتحمل‏ ‏مسئولية‏ ‏صدقه‏ ‏هذا… ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏يلتزم‏ ‏بتحقيقه‏، ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏المجنون‏ ‏يعلن‏ ‏بتناثره‏ ‏الذى ‏يحتج‏ ‏به‏ ‏فشل‏ ‏الحياة‏ ‏العادية‏ ‏أو‏ ‏عجز‏ ‏التنويم‏ ‏الشائع‏ ‏الخادع‏، ‏فهو‏ ‏لايعطى ‏بديلا‏، ‏ولا‏ ‏مثلا‏ ‏يحتذى، ‏بل‏ ‏بالعكس‏ ‏إنه‏ ‏يشوه‏ ‏الصدق‏ ‏ويخيف‏ ‏من‏ ‏الحقيقة.‏
  • و‏الطبيب‏ ‏النفسى حين ‏يرى ‏هذا‏ ‏التناقض‏ ‏الصارخ‏ ‏بين‏ ‏ما‏ قد ‏يخرج‏ ‏من‏ “‏أفواه‏ ‏المجانين‏” ‏من‏ ‏حكمة‏ ‏وصدق‏، ‏وبين‏ ‏ما‏ ‏يؤكده‏ ‏سلوكهم‏ ‏اليومى ‏العاجز‏ ‏من‏ ‏فشل‏ ‏وعبث‏، ‏مسئول‏ ‏بشكل‏ ‏ما‏ ‏عن‏ ‏القيام‏ ‏بترجمة‏ ‏هذه الإشارات المنذرة ‏إلى “‏معنى” ‏حكيم‏ قد ‏يفيد‏ ‏المجنون‏ ‏فى ‏تجربته‏ ‏المرعبة، (‏فى ‏إطار‏ ‏حدود‏ ‏مهنته‏ ‏الضيق‏) ‏ثم‏ إنه أيضا ‏يفيد‏ ‏الناس‏: من‏ ‏خلال‏ ‏التزامه‏ ‏بوجود‏ ‏اجتماعى ‏أوسع‏، ‏ووجود‏ ‏إنسانى ‏أعمق‏. ‏
  • وضد‏ ‏كل‏ ‏الحسابات‏، ‏خرج‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏إليكم‏ “‏هكذا‏”، ‏ولكم‏ ‏أن‏ ‏تقبلوه‏ ‏أو‏ ‏أن‏ ‏تلعنوه.. ‏هذه‏ ‏مسئوليتكم‏، ‏ولكن‏ ‏لى ‏رجاء هو: ألا‏ ‏تستهينوا‏ ‏به‏ ‏لمجرد‏ ‏أنه‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏اللحظة‏ ‏أو‏ ‏أثقل‏ ‏من‏ ‏القدرة‏.

المقطم: 3/1976

تصدير الطبعة الأولى :

ثم إنى صدّرت الطبعة الأولى بمفتاح للوحات (قبل العدّ) يقول:

مثل‏ ‏البرق‏ ‏بين‏ ‏الغيوم‏ ‏السوداءْ‏،‏

سوف‏ ‏تخترقُ‏ ‏هذه الكلمات غيامَ ‏‏ ‏فكركْ‏،‏

لتصل‏ ‏إلى‏ ‏وجدانك‏ ‏مباشرة‏،‏

فلا‏ ‏تحاول‏ ‏أن‏ ‏تفهمها‏ ‏جدا‏! ….‏

ولسوف‏ ‏تشرق‏ ‏فى ‏وعيك‏ ولو ‏بعد‏ ‏حين

‏.. .. .. .. .. ! ! ! ‏

رجاء وتوصية:

(1)

إذا‏ ‏عدتَ‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏الكلماتْ‏، ‏فوصلتـْك عن طريق قناة  إدراكٍ أخرى، أو تحمـّلتها بصبر جديدْ، ‏فاعلم‏ ‏أنك‏ أصبحت أقرب إليك، وإلىّ، وإلينا، فإلينا، وإليه.

(2)

لا‏ ‏تتسرع‏ ‏فى ‏الحكم‏ ‏على ‏هذه‏ ‏الكلمات‏، ولـْتـَتـَذكـَّر أن القاضى ‏إذ‏ ‏يصدر‏ ‏أحكامهُ ‏لا ينبغى ‏أن‏ ‏ينسى ‏أنه‏ ‏يحكم‏ ‏أيضـًا‏ – ‏بل‏ ‏قبْلا‏ – ‏على ‏نفسهْ‏.‏

(3)

إذا‏ ‏لم‏ ‏ترَ‏ ‏هذه‏ ‏الكلمات‏ ‏فى ‏نفسك، فقد تتعثــَّر فيها أثناء سَيْرك، وإذا لم  تتعثر فيها أثناء سيرك فقد‏ تراها ‏ ‏فى ‏أولادك، وإذا لم تجدها لا هنا ولا هناك،  فعُدْ إلى البحث عنها  داخلك،…… لعلها تسربت إليك من ورائك.

(4)

يا وحدتي ‏لو لم‏ ‏تفهم‏ ‏ماكتبتُ‏،

ويا خوفى ومسئوليتى ‏ ‏لو‏ ‏فهمتَ،

وياويلنا‏ معا: ‏لو‏ ‏فهمتَ‏ ‏أنت‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏أردتُ‏ ‏أنا‏.. ‏أو‏ ‏عكسه….

ويا أسفى لو اكتشفتُ عجزى أن أوصّل ما وصلنى،

ويا‏ ‏شرفنا لو احترمنا كل ذلك فواصلنا‏ ‏المحاولة‏.‏

(5)

لا‏ ‏أعرف‏ ‏كيف‏ ‏تقرأ‏ ‏هذا‏ ‏الذى ‏كتـَبـْـتـُهُ‏،

ولكن‏ ‏الذى ‏أعرفه‏ ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏يغريك‏ ‏بالرجوع‏ ‏إليه‏ ‏للكشف‏ ‏عن‏ ‏طبقاته‏ ‏الخفيــَّة،‏ .. ‏وأيضا طبقاته الظاهرة‏ الأخرى، ‏

هو قد يختفـى منك فى زحمةِ ذاكرتك المتاحة، لكن كيف تضمن أن تختبئ من آثاره المتسحـِّبة المُستعادة؟

(6)

ما دامت حقائق اللوح البيولوجى المحفوظ فى الـدَّنـَا DNA لكلٍّ منَّا تتحدى القراءة المباشرة، فلنعذرْ المؤرخين وأساتذة التاريخ والعلماء حين:

يشوهون الحقائق،

أو يؤلفونها،

أو يصدّقونها،

ولكن لا داعى أن يفرضوها علينا فرضا.

المقطم 5 يناير 2015

الفصل الأول:

(من 7 إلى  75)

عن العادى، والوسائل، والقدرة، والنجاح

(وأشياء أخرى)

Hekma 1

(7)

لا‏ ‏تستهنْ‏ ‏بالفعل‏ ‏البسيط‏ ‏الصادق‏ ‏المستمر‏، ‏فشمولُ‏ ‏رؤيتـِكَ‏ ‏لا يُغــْنـِى ‏عنه..،

 ‏وهو‏ ‏فى ‏ذاتة‏ ‏إثباتٌ‏ ‏لإنسانيتك‏ ‏وتواضعــك‏ ‏البشرى ‏الرائع  ‏فى ‏سعيك‏ ‏اليومى ‏المتواصل‏ “‏إليه‏”،

حتى ‏بغير‏ ‏علمك‏.‏

(8)

الفعل‏ ‏اليومـِى ‏المتقـَن.. ‏هو إسهامٌ ‏رائعٌ‏ ‏فى ‏مسيرة‏ ‏الحـرّية،‏ … وهو‏ ‏يقرّبك‏ ‏من‏ ‏قانون‏ ‏القدرة‏.‏

(9)

روعة‏ ‏التكامل‏ ‏هى ‏فى ‏تواضع‏ ‏الصامت‏ ‏المجهول‏:

‏ذى ‏الفعل‏ ‏المستمر‏ ‏القادر‏.

 (10)

لا يوجد‏ ‏مقياس‏ ‏لأى ‏صحيح‏، ‏

أفضل من‏ ‏الفعل‏ ‏اليومى ‏الصحيح‏.

(11)

عبر‏ ‏التاريخ‏: ‏إنما‏ ‏يقوم‏ ‏بالثورة‏ ‏من‏ ‏يدعونهم‏ ‏السفهاء‏ ‏والمستضعفين‏، ‏ فلا‏ ‏تنزعج‏ ‏من‏ ‏أقوال‏ ‏بعضهم‏ ‏بسفهـِك..، ‏

ولا تُسلــّـم مفاتيحـَها للحاذق الماهر المناوِر.

(12)

‏ ‏حينما‏ ‏تدور‏ ‏الدورة‏ ‏كاملة‏ ‏ستجد‏ ‏نفسكَ ‏حيث‏ ‏بدأتَ، ولكنك‏: ‏تقوم‏ ‏بكل‏ ‏الأشياء‏ ‏التى ‏كنت‏ ‏تقوم‏ ‏بها‏ ‏فى ‏البداية‏، ‏هى ‏هى … ‏نفس‏ ‏الأشياء‏ ‏العادية‏ ‏البسيطة…، ‏ولكن‏ ‏بعادية طازجة أبسط وأعمق.

يالـِنـَبـْض‏ ‏الأشياء‏ ‏العاديـّـة‏ ‏البسيطة‏!!!‏

 (13)

حين‏ ‏تقوم‏ ‏بالفعل‏ ‏الذى ‏مـثـل‏ ‏كل‏ ‏الأفعال‏، ‏وتتحدث‏ ‏الحديث‏ ‏الذى ‏مثل‏ ‏كل‏ ‏الأحاديث‏، ولكنك‏ ‏ترى ‏فى ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏الرؤية‏ ‏التى ‏ليست‏ ‏مثل‏ ‏كل‏ ‏الرؤى‏،

تكون‏ ‏هو‏ ‏أنت‏ ‏الذى ‏ليس‏ ‏كمثلك‏ ‏أحد‏،

ولكنك‏ ‏أيضا‏ ‏لستَ ‏خِلافا‏ ‏لأى ‏أحد.

(14)

الفرق‏ ‏بين‏ ‏التواضع‏ ‏والتحذلق‏، هو‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏موضوعية‏ ‏الحقيقة‏، ‏وألعاب‏ ‏المتعالمين،

وهو‏ ‏هو‏ ‏الفرق‏ ‏بين:                 

‏ ‏طيبة‏ ‏الأقوياء

‏ولغو‏ ‏المذهـَبـِيـِّين‏.

(15)

إذا‏ ‏أحسنت‏ ‏رؤيته‏ ‏وهو‏ ‏يعمل‏ ‏بيده‏ ‏ملتحما‏ ‏مع‏ ‏الطبيعة‏، ‏أو‏ ‏ترسا‏ ‏فى ‏آلة‏، ‏فلسوف‏ ‏تعرف‏ ‏معنى ‏ما هو: الفعل‏ ‏المستمر‏ ‏البسيط‏، وقد‏ ‏تخجلُ‏ ‏من‏ ‏نفسك‏ ‏ حين كنت تستعـْلى عليه وأنت غارقٌ فى ‏الإحساس‏ ‏الاستمنائى، واجترار‏ ‏المكيـِّف‏ ‏الاسترخائى.

(16)

أخشى ‏أن‏ ‏ينخدع‏ ‏العامل‏ ‏البسيط‏ ‏فى ‏ما‏ ‏نقوله‏ ‏عنه‏، فنحرمه من أن يتذوق بنفسه ‏طعم‏ ‏العمل‏ ‏العادى‏ ‏البسيط‏، عبادة وإبداعا، ‏ونحن‏ ‏ندَّعى ‏تذوُّقه‏ ‏نيابة‏ ‏عنه‏، ‏فنحرمـُه حقه منه،

وكأننا نريده أن يستمر‏، ‏لحسابنا‏ ‏على حسابه.‏

(17)

تستطيع أن‏ ‏تدرك‏ ‏قمة‏ ‏روعةِ ‏البساطة‏،

                        ‏ونبض‏ ‏الروتين‏، ……..

بدون‏ ‏هذه‏ ‏الكلمات‏ ‏الناعمة‏ ‏التى ‏تصفهما هنا‏.‏

(18)

لا تكره‏ ‏الروتين‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏الدرجة‏،

 ‏والا‏ ‏كرهتَ‏ ‏طلوعَ‏ ‏الشمس‏ ‏كل‏ ‏صباح‏.

(19)

حين‏ ‏تلف‏ ‏الدورة‏ ‏كلها‏، ‏قد‏ ‏تدرك‏ ‏معنى ‏الروتين‏ ‏الحى:

 ‏فى ‏توافقه‏ ‏مع‏ ‏دورة‏ ‏الأكوان‏ الممتدة.‏

(20)

ما‏ ‏أسهل‏ ‏الهرب‏ ‏من‏ ‏مسئولية‏ ‏الحياة‏:

 ‏بأن‏ ‏ندعها‏: “لله‏”، شكلا لا فعلا

 ‏أو‏ “‏للحزب‏”، صياحا لا مسئولية

 ‏أو‏ “‏للحكومة‏”، اعتمادية لا عـَمَلا.

 (21)

الغاية‏ ‏قد‏ ‏تبرر‏ ‏الوسيلة‏ التى تمكـِّـنك أن تستعمل اللغة السائدة ‏حتى ‏يسمعك‏ ‏الناس،

‏لكن الوسيلة قد تطمس الغاية إذا ركـَّزْتَ أكثرَ فأكثر فأكثر على أن “يسمعك الناس”!.

(22)

‏الظلام‏، ‏والنسيان‏، ‏والوحدة‏،

 ‏قد‏ ‏تنسيك‏ ‏الغاية‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تصل‏ ‏إليها،

 فتستعبدك ‏الوسيلة‏ ‏تحت‏ ‏أخبث‏ ‏العناوين،

 ‏سارِعْ‏ ‏واحـْمِ‏ ‏نفسـَك‏ ‏بالنور،‏ ‏وبالآخرين‏.

 (23)

إن‏ ‏من‏ ‏يخاف‏ ‏من‏ ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة‏، ‏التى ‏تساعد‏ ‏فى ‏ترجيح‏ ‏كفة‏ ‏الخير‏: ‏يُعفى ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏اختبار‏ ‏قدراته‏ ‏وصدقه،‏

وأيضا من التعرف على أبعاد غايته.

(24)

الوسيلة تستدرجـُكَ باستمرار إلى وسيلة أخرى فأخرى،

 فاحذر من التمادى حتى لا تصبح الوسيلة هى نهاية المطاف،

دون أن تدرى.

 (25)

الذين‏ ‏يهاجمون‏ ‏الثائر‏ ‏على ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة،

 ‏يحسدونه‏ ‏على ‏قدرته‏ ‏على ‏حسن‏ ‏استعمالها، 

ويبررون‏، ‏بالتالى، ‏عجزهم‏ ‏عن‏ ‏مسئولية امتلاكِها‏.‏

(26)

بعض الذين‏ ‏يهاجمون‏ ‏الثائر‏على ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة‏،

‏‏يريدون‏ ‏احتكارها‏ ‏ليدعموا‏ ‏بها‏ ‏قدرة‏ ‏الشر‏،

وقد أمِنوا ‏عجز‏ ‏المثالىّ ‏الأعزل‏.

(27)

مكاسبك‏ ‏التافهة‏،  ونقصك‏ ‏الظاهر،

 ‏يسمحان أن‏ ‏تراجع‏ ‏نفسك ‏حتى ‏لا‏ ‏تتألـــَّهْ.‏

(28)

لا تدافع‏ ‏عن‏ ‏نفسك لتبرر‏ ‏اكتسابك‏ ‏المكاسب‏ ‏الوسيطة،

 ‏فناقدوك‏ ‏نافعوك‏ ‏لا محالة‏:            

 ‏إن‏ ‏كانوا‏ ‏صادقين: ‏فنقدُهم‏ ‏لصالحك‏:…..‏تألـَّم‏ ‏وتعلـَّم‏ ‏وعدِّل‏ ‏مسارك‏،

 وإن‏ ‏كانو‏ ‏كاذبين: ‏فلن‏ ‏يضرَّك نقدهم، ولن يتفهموا دفاعك،

 وإن‏ ‏كانوا‏ ‏عميانا عن ما‏ ‏تستعمل‏ ‏فيه‏ ‏قدرتك،..‏فدفاعـُك‏ ‏لن‏ ‏يبصّرهم‏ ‏لأن‏ ‏عماهم‏ ‏دفاعٌ‏ ‏عن‏ ‏عجزهم‏.

الردّ ‏الأوحد‏ ‏هو الاستمرار:

…… فى ‏الفعل‏ ‏الصبور‏ ‏المستمر‏ ‏النافع‏ ‏الناجح‏.

 (29)

ليس‏ ‏من‏ ‏الأنانية‏ ‏أن‏ ‏يرتبط‏ ‏العمل‏ ‏الخالد‏ ‏باسمك،

لأن‏ ‏اسمك‏ ‏حينذاك‏ ‏ليس‏ ‏أنت‏.

(30)

لابد‏ ‏أن‏ ‏توقف تمادى‏ ‏نمو‏ ‏قوتك‏ ‏المادية‏، ‏إذا‏ ‏أيقنت‏ ‏أنها‏ ‏فى طريقها إلى أن‏ ‏تسودَك،

ولكن‏ ‏إياك‏ ‏أن‏ ‏تعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏بطولة‏ ‏فى ‏ذاتها،

 ‏إنه‏ ‏العجز‏ ‏الذكى ‏المتواضع‏، والخوف المشروع.

(31)

الخوف‏ ‏من‏ ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة: ‏هو‏ ‏غاية شرف‏ ‏العاجز،

والجرأة‏ ‏على ‏امتلاك‏ ‏الوسيلة‏، دون الانحراف عن الغاية، ‏هى ‏شرف‏ ‏القادر.

 (32)

ينبغى ‏أن‏ ‏نكف‏ ‏عن‏ ‏الفخر‏ ‏بالعزوف عن استعمال الوسائل الأحدث ، ‏فى ‏عالم‏ ‏الغابة‏ ‏الإلكترونية الجديد.

(33)

‏لايعيب‏ “الوسائل‏” ‏أن‏ ‏أغلب‏ ‏من‏ ‏يحصل‏ ‏عليها‏ ‏يكتفى ‏بها، انتزعْها‏ ‏أنتَ‏ ‏منهم، وأحسِـنْ‏ ‏استعمالها‏،…..وأكمِلْ‏.

 (34)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏أن‏ ‏تدافع‏ ‏عن‏ ‏عجزك‏، ‏إلا بادّعاء استغنائك عن الوسيلة، فلا تواصل الزعم – أو الاعتذار– بأنك لا تملكها (الوسيلة).

(35)

العاجز‏ ‏الذى ‏يعاير‏ ‏القادر‏ ‏على ‏قدراته ويخيفه منها‏:

إنما  ‏يذكــِّره‏ ‏أن عليه أن‏ ‏يضعها‏ ‏‏ ‏فى ‏مكانها‏ ‏الذى ‏قد‏ ‏يحميه‏ ‏من‏ ‏لمْزه‏، فيمضى القادر قادرا  فى طريقه.

(36)

لو‏ ‏كانت‏ ‏القدرة‏ ‏الفائقة تحمل غالبا خطر استعمالها، فى ‏الشر: لأعفى ‏الله‏ ‏أنبياءه‏،….‏من‏ ‏الجهاد،‏ ‏والدعوة، والريادة، والقيادة.

(37)

حتى تطمئن إلى سلامة وسائلك: عليك أن تتدربَ على حلّ‏ ‏أصعب‏ ‏المعادلات، ‏ومنها‏:

 ‏أن تقدرّ ‏دون‏ ‏ظلم،

..‏وأن‏ ‏تكبـُرَ:‏ ‏دون‏ ‏غرور،

..‏وأن‏ ‏تعىَ: ‏دون‏ ‏تعالٍ،

(38)

إما‏ ‏حياة‏ ‏بسيطة‏ ‏عادية، وإما‏ ‏حياة‏ ‏حافلة‏ ‏معـطاء،

ولكن‏ :

‏إياك أن‏ ‏تُستـَـدَرَج لحياة:

‏صاخبة‏ ‏جوفاء‏،

أو‏ ‏رخوة‏ ‏ملتذة‏.

(39)

راجع‏ ‏أدواتك‏ ‏التى ‏تقيس‏ ‏بها‏ ‏الآخرين‏،

 ‏لأن‏ ‏انتقاءك‏ ‏لهذه‏ ‏الأدوات‏ ‏هو‏ ‏فى ‏ذاته‏ ‏تحديد‏ ‏مسبق لحكمك عليهم، وعلى نفسك طبعا.

(40)

لا‏ ‏تشفق‏ ‏إلا‏ ‏على ‏من‏ ‏لا‏ ‏يستطيع فعلا،

ولا تثق كثيرا فى شكوى من يعلن عجزَه استجداءًا،

‏و‏تذكــَّر‏ ‏أن‏ ‏قدرات‏ ‏الإنسان‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏رقة مشاعرك،

 فاحذر من وصاية شفقتك، ..على محاولاتهم.

(41)

إن‏ ‏الذى ‏يعمل‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏يحصل‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏على ‏الراحة‏، ‏لا يعرف‏ ‏الراحة‏ ‏التى ‏تكمن‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏وبداخله‏.

(42)

إذا‏ ‏أصررتَ‏ ‏على ‏تبادل‏ ‏العمل‏ ‏مع‏ ‏الراحة‏ ‏باستمرار‏،

‏فانتبه إلى ‏ ‏أننا‏ ‏نرتاح‏ ‏لنعمل‏، ‏لا‏ ‏أننا‏ ‏نعمل‏ ‏لنرتاح‏،

 وتذكر‏: أننا‏ ننام ‏لنصحو… ‏لا‏ ‏نصحو‏ ‏لننام،

(وإن كان العكس صحيحاً أيضا).

 (43)

شطحتِ‏ ‏الدوامة‏ ‏فى ‏حلقة‏ ‏دوارة‏ ‏تقول‏:‏

تعملْ‏: ‏تكسبْ..،

‏تكسبْ‏: ‏تغلبْ..،

‏تغلب‏ْ: ‏تتعبْ،

تتعبْ: تنضبْ…،

تنضبْ‏: ‏تذهبْ‏:‏

تذهبْ‏ ‏وحدك‏، ‏تحفرُ‏ ‏قبركُ.

(44)

ثم‏ ‏شطحت‏ ‏الدوامة‏ ‏فى ‏حلقة‏ ‏أخرى – ‏دوارة‏ ‏أيضا‏ – ‏تقول‏:‏

تلعبْ: تفرحْ ..،

تفرحْ: تمرحْ..،

تمرحْ: تمزحْ،

تمزحْ: تجرحْ..،،

تجرحْ‏: ‏تذبحْ…؟

تذبحْ‏ ‏نفسك‏، ‏تلقى ‏حتفك.

(45)

ثم‏ ‏تفجرت‏ ‏الينابيع‏ ‏بلا‏ ‏انقطاع‏ ‏تقول‏:‏

تلعبْ‏: ‏تعملْ..، ‏تعملْ‏: ‏تلعبْ…،

‏تلعبْ ‏تعملْ‏ ‏تلعبْ…،

 تعملْ ‏تلعبْ‏: ‏تلعبْ ‏تعملْ، (‏تعملبْ‏: ‏تلعبلْ‏…!!):

‏تنمُو‏، ‏تسُمو‏، ‏تسُمو‏، ‏تـَنمو‏، تكدحْ، تكدحْ،

‏… يُشرق‏ ‏دربكْ‏، ‏تعرفْ‏ ‏ربكْ‏.

 (46)

الرجل‏ ‏العادى ‏المعاصر‏ ‏عنده‏ ‏فرصة‏ ‏رفاهية‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏هارون‏ ‏الرشيد‏، وعنده‏ ‏فرص‏ ‏ضياع‏ ‏أكبر‏ ‏بنفس‏ ‏المقدار‏.

(47)

السير‏ ‏الذاتية‏ ‏من‏ ‏أكذب‏ ‏الكتابات‏، …..

فما‏ بالك ‏بكتابة‏ ‏سير‏ ‏الآخرين‏.‏

الفرق‏ ‏بين‏ ‏السيرة‏ ‏الذاتية‏، ….. والسيرة‏ ‏بقلم‏ ‏الآخرين‏:

 ‏ليس‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏السيرة‏ ‏الذاتية‏، والحقيقة‏ ‏الذاتية‏.

(48)

الذى ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يكتب‏ ‏سيرته‏ ‏الذاتية‏ ‏بأمانة‏، ‏لابد‏ ‏وأن‏ ‏يرى ‏أولا‏: ‏من‏ ‏هو‏،

‏فإذا‏ ‏رأى “من‏ ‏هو‏” ‏بحق‏،  ‏فلن‏ ‏يجرؤ‏ ‏أن‏ ‏يكتبها‏، …. ولن يحتاج أن يكتبها، خاصة لو قفزت إليه أسئلة مثل:

 “يكتبها لِمَنْ؟”، أو “يكتبها لماذا؟”.

(49)

السيرة‏ ‏الذاتية‏ ‏هى – ‏على ‏أحسن‏ ‏الفروض‏- ‏مدى ‏ما‏ ‏بلغ‏ ‏صاحبها‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏إشاعات‏ ‏متواترة‏!!!‏

 ما بلغه من داخله وخارجه معا،

 جنبا إلى جنب مع حيثيات دفاعه طبعا.

(50)

لا تطلب‏ ‏مكافأة‏ على نجاحك فى ‏الوصول‏ ‏إلى ‏نهاية‏ ‏الرحلة‏، المكافأة هى تزايد قدرتك ‏على ‏استمرار الرحلة.

(51 )

قمة‏ ‏الانتصار‏، ‏والنجاح‏،هى‏ ‏التى تتحقق ‏قبل‏ ‏الانتصار‏ ‏والنجاح‏،بمجرد‏ ‏الإتقان طول الوقت.‏

(52)

قمة‏ ‏الفشل‏ ‏هى‏ ‏التى تتحقق‏ ‏بعد‏ ‏النجاح‏،

                  ‏لو لم‏ ‏تعرف‏ ‏ماذا‏ ‏تفعل‏ ‏بثمار‏ ‏نجاحك.‏

(53)

لا يكفى أن تتعلم‏ ‏من‏ ‏فشلك:  ‏كيف‏ ‏تعاود‏ ‏المحاولة‏ ‏لتنجح‏،…‏ولكن‏ ‏تعلم ‏ ‏طعما آخر للفشل، وربما معنى آخر.

(54) 

إذا‏ ‏لم‏ ‏يٌحقق‏ ‏لك‏ ‏نجاحك‏ ‏ما لاح‏ ‏لك‏ ‏قبله: ‏بأنك سوف تصبح به‏ ‏قويا‏ ‏قادراً‏، ‏فلا تكن‏ ‏أحمق‏ ‏وتكرر‏ ‏نفس‏ ‏الخطوات، وأنت‏ أضعف ‏وأذل.‏

(55)

إذا‏ ‏لم تنْمُ أفضل‏،

وتحكمُ‏ ‏أعدل‏،

‏وتفرحُ‏ ‏أعمق‏،

‏وتتألمُ‏ ‏أصدق‏، ‏

وتمضى ‏أنظف،

‏                       بعد‏ ‏كل‏ ‏نجاح‏،

‏فتيقن‏ ‏أنك‏ ‏قد‏ ‏خسرت‏ ‏الصفقة‏ ‏بغبائك،‏

 مهما كانت أكوام مكاسبك.‏

(56)

إذا‏ ‏تنازلت‏ ‏مدعيا‏ ‏أن النجاح لا يهمك‏،

‏ ‏فلا‏ ‏تحقد‏ ‏على ‏من‏ ‏احتل‏ ‏مكانك‏ ‏فيه‏،

 ‏حتى ‏لو‏ ‏أساء‏ ‏استعماله واستعمالك.

 (57)

إذا‏ ‏كنت‏ ‏تدعى ‏تجنب‏ ‏النجاح‏، ‏..

فلماذا‏ ‏تشكو من‏ ‏الفشل‏ ‏الذى ‏اخترتـَـه‏ ‏ضمنا؟

(58)       

النجاح الذى ينسيك ما بذلتَ لتحقيقه:

                          هو نجاح من نوع أفضل.

(59)

إذا‏ ‏أصررتَ ‏على ‏احترام‏ ‏شرفِ‏ ‏رؤيتك‏، ‏فلا‏ ‏تشكُ‏ ‏من‏ ‏صقيع‏ ‏وحدتك‏، وانتظر‏ ‏حتى ‏يتسرب‏ ‏الدفء‏ ‏الحانى ‏إلى ‏أعماقك‏، وحينئذ سوف تستطيع أن تقبل ‏ ‏الكل‏ ‏المتناقض‏ ‏بداخلك ‏و‏مَنْ‏ ‏حولك‏..،

‏ مسألة‏ ‏وقت‏ ‏فلا‏ ‏تتعجّل.‏

(60)

النجاح الذى يضمك إلى نادى الناجحين دون غيرهم:

 هو من نوعٍ ردىء.

 (61)

النجاح الذى لا يحفزك إلى شىء أفضل من النجاح:

 هو نجاح ماسخ. 

(62)

أن تتعلم كيف تفشل: له نفس أهمية أن تتعلم كيف تنجح،………وأحيانا أهَمّ.

(63)

إن‏ ‏من‏ ‏يزيّن‏ ‏الفشل‏ لك ‏هو‏ ‏الذى ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يستولى ‏على ‏ما‏ ‏كنت‏ ‏تنوى ‏النجاح‏ ‏فيه.‏

(64)

لا تتنازل عن‏ ‏نجاحك لمجرد أنه‏ ‏يُرعب‏ ‏الآخرين‏،

‏فتراجعـك لن يخفف رعبِهم.

(65)

أحيانا‏ ‏ما‏ ‏يرهق‏ ‏النجاح‏ ‏أصحابه‏،

لدرجة أن ‏تصبح‏ ‏الصفقة‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏خاسرة‏ ‏فعلا.‏

(66)

إذا‏ ‏رأى ‏الآخرون‏ ‏نجاحك‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تراه‏  ‏أنت‏،

فلابد‏ ‏أن‏ ‏كلا‏ ‏منكم‏ ‏ينظر‏ ‏إلى ‏شىء‏ ‏مختلف.

(67)

لو‏ ‏أعدت‏ ‏تنظيم‏ ‏عائد‏ ‏النجاح..

‏دون‏ ‏أن‏ ‏تنسى ‏الزمن‏، ‏والموت‏، و‏ما بعدهما‏،

لاستبانت‏ ‏الأمور‏، وتأكد‏ ‏العدل‏،

وتضاعف‏ ‏النجاح‏ ‏أضعافا‏ ‏كثيرة.‏

(68)

النجاح‏ ‏هو‏ نوع شريف من ‏العدوان،‏ ‏وهو بعض ما تسمح به آليات العصر، ولكنه‏ ‏كثيرا‏ ‏ما يكون‏ ‏غير‏ ‏شريف‏،….إذا كانت آلياته غير نظيفة.

(69)

لا تتنازل‏ ‏عن‏ ‏نجاحك، …. فإذا‏ ‏فعلتَ..،

‏            فأنت‏ ‏لا‏ ‏تستأهله.‏

النجاح‏ ‏امتحان‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏الفشل.‏

(70)

الفشل‏ ‏يحفز‏ ‏لِنجاحٍ ‏قادم‏، ‏

ولكن‏ ‏النجاح‏ ‏قد يلهيك عن احتمال الفشل القادم،…. فاحذرْ واحذرْ

(71)

لو نجحت أن تواصل السعى:

 وسط‏ ‏صحارى ‏الغموض‏، وبين صخور‏ ‏العجز الملساء‏، ‏ ومع ضيق‏ ‏زاوية‏ ‏الرؤية‏،

 ومع مثابرة الصبر على مواصلة‏ ‏الفعل‏ ‏القاصر:

فسوف تعرف كيف ‏يتزايد‏ ‏تواضع‏ ‏الإنسان،.. فيعلو،

حتى رغما عنه:  إلى ما يستأهله.

 (72)

مادام الحب ليس له بَنْك،

فلماذا تحبسه فى مخزن عدم الأمان وتطلب له مقابل؟

(73)

تستطيع أن تحب: دون استئذان من تحب،

ودون معرفته،

ودون أن يحبك،

ودون أن يستعملك،

ودون أن تستعمله،

ودون أن تخبره،

 ودون أن يَحُولَ ذلك أن تحبَّ غيره، وغيره، ونفسك.

(74)

من‏ ‏شدة قسوة ‏أعباء‏ ‏المشى ‏وحيدا‏ ‏ضد‏ ‏التيار‏، ‏أصبحتُ‏ ‏أشك‏ ‏فى ‏كل‏ ‏من‏ ‏يقول‏ ‏بذلك‏،

 خصوصا‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏مازال‏ ‏فى “سنة‏ ‏أولى ‏رؤية‏”.

(75)

حتى تحافظ على نبض حركتك واصِل التدريب على:

 ‏أن‏ ‏تمتلكّ:‏ ‏دون‏ ‏أن تنسى من أين وإلى مَنْ،‏

وأن تعرفَ: دون أن تتوقفْ.

وأن تحبَّ: دون انتظار مقابل من نفس المصدرْ،

وأن تقولَ: دون أن تقدِّس قولك.

وأن تـُنصتَ: دون أن تسارع بالترجمة إلى منظومتك.

 الفصل الثانى:

(من 76 إلى 210)

عن الزيف، والكلام ، والاغتراب، والشعر، والفن،

(وأشياء أخرى)

Hekma 2
(76)

لا تتمسك‏ ‏بالزيف‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏تثبت‏ ‏أن‏ ‏حياتك‏ ‏الماضية‏ ‏لم‏ ‏تذهب‏ ‏هباء.‏

ولا تنس‏ ‏أن‏ ‏للزيف‏ ‏مزايا‏ ‏إذا‏ ‏أحسنت‏ ‏استعماله‏ ‏فى ‏موضعه‏،

 فقط‏: ‏لا تدعْهُ‏ ‏يستعملك.‏

(77)

الزيف الناجح المتماسك‏:

‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الجنون‏ ‏الغبى ‏المتهالك‏،

حتى تجد ما هو أفضل منهما معا.

(78)

الزيف‏ ‏المُعلن‏، ولو لنفسك دون خداع:

أفضل‏ ‏من‏ ‏أنصاف‏ ‏الحلول‏ ‏فى ‏الصفقات‏ ‏السرية‏.

(79)

الزيف‏ ‏الصارخ‏ ‏المُحَدَّدْ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الحقيقة‏ ‏النائمة‏ الناعمة ‏المترددة‏،

فهو قد يستثير من يكشفـُهُ، الذى قد يُبْطله.

 (80)

لن‏ ‏تخدع‏ ‏الناس‏ ‏بزيفك‏، ومن‏ ‏ينخدع‏ ‏لك‏ ‏فهو‏ ‏شريكك

 ‏ولا‏ ‏يمكث‏ ‏فى ‏الأرض‏ ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏ينفع.‏

(81)

حرب‏ ‏الزيف‏ ‏لا تنتهى ‏بإعلان‏ ‏رفضه‏،

بل هى‏ ‏تبدأ‏ ‏بذلك.‏

(82)

لمّا ‏استوقد‏ ‏الصمُّ‏ ‏البكم‏ ‏نارا‏ ‏ذهب‏ ‏الله‏ ‏بنورهم‏،

 ‏ لأنه كان وهْج النار، لا نور البصيرة،

 فاحذر لمعة الزيف مهما بدت كأنها تضىء.

(83)

مادام‏ ‏أهل‏ ‏الزيف‏ ‏لايسمعون‏ ‏شيئا‏ ‏ولا‏ ‏يعقلون‏،

‏فلا‏ ‏تستهلك‏ ‏نفسك‏ ‏فى ‏الصدق‏ ‏أمامهم‏،…… ‏

فاذا‏ ‏جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ والفتح، ‏فلا‏ ‏تعتن‏ ‏بإبلاغهم‏،

…..وسَيكْفِيكَهُم‏ ‏”الحق”‏.

(84)

إذا‏ ‏تفجـّر‏ ‏الصدق‏ ‏من‏ ‏حولك‏، ‏فانكشفَ‏ ‏زيفـُك لك أو لهم‏، …..فاعلم‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يظهر‏ ‏عليك‏ ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏بداخلك‏، ‏

وكل‏ ‏إناءٍ‏ ‏بما‏ ‏فيه‏ ‏ينضح،‏

لا‏ ‏تخـَفْ‏ ‏منه‏، ‏ولا‏ ‏تخجل‏،

‏إبدأ منه: وسوف تكتشف فيك ما يغنيك عنه.

(85)

جيوش‏ ‏الزيف‏ ‏تلبس‏ ‏حللا‏ ‏براقة‏،

‏ولكن‏ ‏مدافعها‏ ‏لا‏ ‏تحوى ‏إلا‏ ‏الذخيرة‏ ‏الفاسدة‏، التى من مزايا فسادِها أنها كثيرا ما ترتد على من يُـطلقها.

(86)

لا تحاول أن ُتقنع‏ ‏مَنْ‏ ‏حياته‏ ‏فى ‏ضلاله‏، ‏

لكن‏ ‏إذا‏ ‏سألك العون‏ ‏فساعده‏ ‏على ‏أن‏ يكتشف زيفه ‏فيفشل‏، ولسوف‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏بديل‏،

وقد يجده فيما كشفتـَه له بصدقك،

 فإن تراجع وتمسَّـك بضلاله،

فدعه يتعرَّى إن عاجلا أو آجلا ، ينفع بذلك غيره،

حتى لو كان هو قد تنازل عن فرصته.

 (87)

سوؤك‏ ‏الذى ‏يظهر‏ ‏فى ‏الظروف‏ ‏السيئة‏، بعد أن ينكشف زيفك،

هو سوؤك أنت أصلا، وليس سوء الظروف فقط.

تعلّم، واعترف،

 وابدأ من جديد

(88)

لو‏ ‏أحسنتَ‏ ‏الإنصات‏ ‏للضحكات‏ ‏الاجتماعية‏ ‏لسمعتها‏ ‏تقول‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأسنان‏ ‏ومن‏ ‏خلف‏ ‏الخدود‏، ‏ومن‏ ‏مآقى ‏العيون: ‏كلاما‏ ‏مرًّا‏ ‏عَلْقَماً‏  رائعاً مزعجاً،

هل‏ ‏تجرؤ‏ ‏أن‏ ‏تسمع‏ ‏ولو‏ ‏عشر‏ ‏عينات‏:‏

1- دعْنى ‏وحْدِى …… ‏أدعك‏ ‏وحدَكْ.

2- ‏كلنا‏ ‏فى ‏الهوى ‏سَوَا‏ (‏ء‏)‏.

3- لا‏ ‏تأخذ‏ْْ ‏بالك… ‏لا‏ ‏آخذ‏ ‏بالى.

4- الذى ‏فى ‏بالك‏ هو ‏فى ‏بالى …، ‏كتِّم‏ ‏على ‏الخبر

5- ‏أُعطيكَ‏ ‏قُبلة…. ‏تعطينى ‏القبول.

6- ‏فوِّتْ‏ ‏وأنا‏ ‏أفوِّتْ‏ (‏لاترانى كلِّى ‏فى ‏مقابل‏ ‏ألا‏ ‏أراك أصلاً‏)‏.

7-..”ما‏ ‏أحلى ‏العمَى ‏الحيسى”،….،‏”جَمعاً‏، ‏عالبركة”.

8- ‏لا‏ ‏تقلْ‏ ‏داعر…ولكن‏ ‏قل‏ ‏عاقل‏، ‏والعاقل شاطر،

9- ‏يا بخت‏ من ‏استغفل المغفلين، (يستأهلُون!)

10- يابخت‏ ‏من‏ ‏خَطَف‏ ‏واستعبط.

(89)

حين‏ ‏يخرج‏ ‏لك‏ ‏داخله‏ ‏لسانهْ، ‏فأدْخـِل‏ ‏أنت‏ ‏لسانك‏،

‏لا جدوى من القتال بأسحلة لزجة،

وليُلَمْلِم الأذكى حاله ليبدأ حُرًّا

دون حاجة إلى مبارزات اللـُّعـَاب.

 (90)

التواصل‏ ‏المزيف‏ ‏يموَّل‏ ‏من‏ ‏قروض‏ ‏من‏ ‏ بنوك أهمها :

  • بنك التقوى الصفقاتية، ‏
  • بنك تروس المطابع‏،
  • ‏بنك أجهزة‏ ‏النت‏،
  • ‏بنك مصانع‏ ‏الكحول‏‏،
  • بنك القنب الهندى،
  • بنك شعارات مواثيق حقوق الإنسان المكتوبة جدا
  • بنك الديمقراطية الإعلامية المستوردة
  • بنك الفيسبوكات الخبيثة والتغريدات الناعمة

(أكمِلْ من فضلك…).

(91)

الناس‏ ‏تشرب‏ ‏الخمور‏ ‏أحيانا‏ ‏لتكسر‏ ‏الزيف‏ ‏الزاحف‏ ‏لطمس‏ ‏وجودها‏،

 ‏ولكنها قد ‏تجد‏ ‏نفسها‏ ‏فى ‏كذب‏ ‏صاخب‏ ‏تحت‏ ‏جلودها‏.

(92)

عرق‏ ‏الأيادى ‏المصافِحة‏، ‏أنظف‏‏ ‏من:

‏دِهن‏ ‏الوجوه‏ ‏المبتسمة بلزوجة سرِّية،

ومن الأيدى المتلامِسة بسطحية مرتعشة. ‏

 (93)

مِنْ أتـْفـَهِ‏ ‏المسرحيات‏ ‏الفكاهية‏ بعض ‏ما‏ ‏يتم‏ حول:

 ‏الموائد‏ ‏المستديرة‏، ‏ذات‏ ‏الأعداد‏ ‏الغفيرة‏،

‏والمذكرات‏ ‏الوفيرة‏، ‏والآراء‏ ‏الكثيرة‏،

(اسم التدليل: مفاوضات،

واسم الشهرة: مباحثات).

(94)

تحديد‏ ‏الهدف‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ المحدودة: قد ينير لك طريق الهدف غير المحدود، وهو يذكـّرك أن برقيات التعازى، وإعلانات  النعى السوداء،  لا تحيى الموتى.

(95)

المبالغة‏ ‏فى ‏الحزن‏ ‏على ‏الموتى .. قد يكون:

  • ضربا‏ ‏من‏ ‏الأنانية‏.
  • ‏أو إقرارا‏ ‏بالنقص..
  • ‏أو ضعفا‏ ‏فى ‏الإيمان.
  • أو احتجاجا على التخلى.
  • أو شعورا بالذنب.
  • أو خوفا من الوحدة.
  • أو إخفاء لفرحة عميقة.
  • أو تخليا عن مسئولية حمل الشعلة.
  • أو رعباً من نفس المصير.
  • أو كل ذلك..
  • أو غير ذلك..

(96)

من‏ ‏أرحم‏ ‏الرحمات‏ ‏أن‏ ‏يديم‏ ‏الله‏ ‏عليك‏ نعْمةَ ‏العَمَى،

‏                                فى ‏نهاية‏ ‏العمر‏،

  وبعد‏ ‏الإنهاك.

(97)

نحن‏ ‏أحوج‏ ‏ما‏ ‏نكون‏ ‏إلى ‏منظِّفات‏ ‏تخفف‏ ‏من‏ “دهننة” ‏عقولنا‏ ‏ونحن‏ ‏نتقارب‏ بالأحضان، ونتبادل الآراء ذات العـَرَق الدسم، بلا دفءٍ أو صدق.

(98)

الزيف‏ ‏هو‏ ‏الواقى (‏الإكصدام‏) ‏المطاطى‏ ‏الذى ‏يوهمك‏ ‏بمنع‏ ‏الحوادث‏،

 لكنه لا يستطيع منع كوارث الهلاك الأخطر.

(99)

غرور‏ ‏الإنسان‏ ‏يجمِّل له التمادى فى ألعاب التحايل على نفسه قبل غيره، وكأنه بذلك قد أبرأ ذمته.

(100)

الذى اكتفى  بالمعرفة‏ ‏الجزئية‏ ‏بديلا عن الباقى، هو أعمى عن ما “عدا ذلك”،

وعن “ذلك” أيضا،

 (101)

إذا‏ ‏سمعت‏ ‏كلاما‏ ‏محرفا‏ ‏عن‏ ‏الحقيقة، ‏فاعلم‏ ‏أنهم‏ ‏يخافون‏ ‏منها،.. ‏ولا‏ ‏تخشَ ‏على ‏الماس‏ ‏من‏ ‏الزجاج‏.‏

 (102)

إنما‏ ‏يصيب‏ ‏الخِزْى ‏فى ‏الحياة‏ ‏الدنيا‏ ‏أولئك‏ ‏الذين‏ ‏رأوا‏ ‏نصف‏ ‏الحقيقة، ‏فرقصوا‏ ‏فى محلّهم على ‏دَرَجِ‏ ‏الضياع،

‏أما‏ ‏الصم‏ ‏البكم‏ ‏العمى ‏فهم‏ ‏فى ‏غيبوبتهم‏ ‏يعمهون.‏

(103)

إنما‏ ‏زاد‏ ‏الله‏ ‏مرضا‏ ‏من‏ ‏فى ‏قلوبهم‏ ‏مرض ‏حتى ‏يؤكد‏ ‏اختيارهم… ‏ربما‏ ‏انكشف‏ ‏زيفهم‏ ‏فأفاقوا إلى فرصة جديدة.

(104)

لعل الله سبحانه قد زاد مرض قلوبهم حتى تفوحَ رائحة عفن الزيف: فيعلم الباقون من ذلك كم هى كريههْ.

(105)

أنصاف‏ ‏الحلول:‏

‏تـُـنهك‏ ‏القوى، ‏وتُجهض‏ ‏الثورة‏، وتُشوِّه‏ ‏المسيرة،

 ‏فإذا‏ ‏رضيتَ‏ ‏بها‏ ‏لعجزٍ‏ ‏فيك،‏ ‏

فلا‏ ‏تزيـّنها‏ ‏لمن‏ ‏يحاول‏ ‏المستحيل‏ ليكون ممكنا.

(106)

بعد‏ ‏منتصف‏ ‏الطريق‏ ‏لا تَقُلْ‏ ‏لأحد‏ ‏ماذا‏ ‏يفعل، ولكن‏ ‏انصحه‏ ‏ماذا‏ ‏يترك،  ‏فإذا‏ ‏استمر‏ ‏فى ‏تساؤله‏ ‏أو‏ ‏تردده، ‏أو‏ ‏استئذانه،  فاسمع‏ ‏منه‏ ‏ولا‏ ‏تقل‏ ‏شيئا، ربما  يتحدَّد اختياره أفضل.‏

 (107)

لا‏ ‏تتمادَ ‏فى ‏الكلام‏ ‏عن‏ ‏أحزانك‏ ‏حتى ‏لا تعطيها‏ ‏شرعية‏ ‏الانشقاق،

 كفى ‏اجترارا‏،   

 ‏وهيـَّا انصهـِـر‏ ‏فى ‏الكل‏ ‏الجديد،

(108)

إن‏ ‏إطالة‏ ‏الصراع‏ ‏بين‏ ‏أجزائك‏: هو‏ ‏تأجيل‏ ‏لوجودك الواحد المتناوِبْ،

فاحذر‏ ‏أن‏ ‏تــُنهـِك‏ ‏قواك‏ وأنت تحسب أنك تقاتل،

إبدأ بأىِّ منكم، وسوف يكتمل الفريق:

مع التناوب، والنبض، وسط الناس، وبهم .

(109)

لا‏ ‏يخدعك‏ ‏من‏ ‏يكتفى ‏بالاعتراف‏ ‏بسوئه، وهو‏ ‏يرسم‏ ‏على ‏وجهه‏ ‏ضحكة‏ ‏راضية،  ‏يدعى ‏أنها‏ ‏ضحكة‏ ‏الخجل‏ ‏مما فعل، ثم يعاوِد وهو يبتسم أيضا، نفس الابتسامة:

‏الاعتراف‏ ‏الاجترارى ‏يؤكد السوء، لا ينفيه.‏

(110)

إن‏ ‏من‏ ‏يعترف‏ ‏بسوئه‏ ‏ليتصنع‏ ‏الصدق‏ ‏أو‏ ‏يدّعى ‏التوبة‏:

‏إنما‏ ‏ينسى ‏أن‏ ‏رائحته‏ ‏تزكم‏ ‏أنوف‏ ‏العارفين.‏

 (111)

أن تستسلم للكمون مرغما مؤقتا:  يتيح لك فرصة أن تلد نفسك بعزم جديد متى أتيحت الفرصة.

هذا أفضل من أن تموت سرا وانت تنعى حظك وكأنك تقاوم لتعيش.

 (112)

كل‏ ‏عمل‏ ‏حسن‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يصبح‏ ‏سيئا،‏ أو سخيفا، أو باردا، ‏إذا‏ ‏لم يكن‏ ‏مجرد‏ ‏مرحلة‏ ‏إلى ‏عمل‏ ‏أحسن، ‏ربما‏ ‏أكثر‏ ‏فائدة‏ ‏وأقل‏ ‏بريقا‏، وأقدر اختراقا.

(113)

نور‏ ‏الفجر‏ ‏الباهت‏ ‏لا قيمة‏ ‏له‏ ‏إلا‏ ‏كدليل‏ ‏اقتراب‏ ‏شروق‏ ‏الشمس، ‏فاذا‏ ‏لم‏ ‏تشرق‏ ‏الشمس، ‏فالظلام‏ ‏أكثر‏ ‏جلالا.‏

(114)

إياك‏ ‏والمغالاة فى نقد‏ ‏الزيف‏ ‏إلاّ‏ ‏أن‏  تجد نفسك فى موقف فاعل يقول: و “أنا‏” “أغيّره‏” “‏الآن‏” “بفعل‏” “‏كذا‏”،

 فإن‏ ‏رأيت‏ ‏عجزك‏ ‏فتعاون‏ ‏مع‏ ‏العاجزين‏ ‏ ‏ ‏تزيد‏ ‏قدرتكم‏ ‏معاً،

 ‏أما إذا‏ ‏أصررت‏ ‏على ‏الاكتفاء بالأحكام والشـَّجب، فأغلق‏ ‏فمك..،

‏هذا‏ ‏أطيب.‏

(115)

إذا‏ ‏كان‏ ‏كل‏ ‏همك‏ ‏هو‏ ‏نقد‏ ‏الزيف، وأنت تتفرج ‏ ‏فى ‏منتصف‏ ‏الطريق،….فأنت‏ ‏تسهم‏ ‏فى ‏انتشاره‏ ‏واستمراره‏،

 ربما   أكثر مِمّن نقدتَ وشَجَبْتَ.

(116)

الخير‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏ينبع‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏ليس‏ ‏فضيلة،

ولكنه‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الرذيلة.‏

 (117)

إذا‏ ‏عجزت‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏شمسا‏ ‏بين‏ ‏الشموس،

‏فلا‏ ‏أقل‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قمرا‏ ‏يعكس‏ ‏الضياء،

‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تكن‏ ‏سحابا‏ ‏قاتما‏ ‏يحجب‏ ‏النور.‏

(118)

حذار‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ألمك‏ ‏بين‏ ‏الصادقين‏ ‏ليس‏ ‏سوى ‏الخزى ‏من‏ ‏أنهم‏ ‏اكتشفوا‏ ‏خداعك.‏

(119)

بعض‏ ‏البكاء‏ ‏يعلن ألما حقيقيا،

 لكن البعض الأخر قد يجهض الوعى بوظيفة الألم الرائعة  التى خلقها الله لنا.

(120)

كلما‏ ‏ازددتَ‏ ‏ذوْقا‏ ‏ولطفا جدا، ‏ازددتَ‏ ‏بُعداً ودماثة جدا‏..،

حتى ‏لو‏ ‏بادلوك‏ ‏ذوقاً‏ ‏بذوْق.. ‏ولطفا‏ً ‏بلطْف‏،

فلتحذر صفقات المجاملة، يمكنك أن تقرأها، ولا ترفضها، ولا تفرح بها.

(121)

حاوِلْ‏ ‏أن‏ ‏تكتشف‏ ‏السكين‏ ‏المختفى ‏بين‏ ‏طيات‏ ‏الرقة‏ ‏المفرطة‏، قبل‏ ‏أن‏ ‏يأخذك‏ ‏صاحبها‏ ‏بالأحضان.‏

(122)

أغلب‏ ‏من‏ ‏يسألك‏ ‏التفسير‏ ‏يطلب‏ ‏التبرير‏ ‏لا‏ ‏التغيير، لا مانع!

ولكن لا تنس أن تقرص أذنه:

ما أمكن ذلك!

(123)

خطوة‏ ‏إلى ‏الوراء‏ قد ‏تأخذ‏ ‏شكل‏ ‏الخطوة‏ ‏للأمام،

فلا‏ ‏يغرَّنَّك‏ ‏أن‏ ‏وجهك‏ ‏للمشرق،

بل‏ ‏انظر‏ ‏لو سمحتَ‏ ‏إلى ‏حركة‏ ‏القدمين‏.

 (124)

احذر‏ ‏من‏ ‏الإعجاب الخفىّ بحِذق‏ ‏الشُطَّار جدًّا، ‏حتى ‏لو‏ ‏كشفتهم‏ ذات ‏مرة‏ إشفاقاً عليهم، أمَلاً فى إيقاظهم،‏ فلن‏ ‏يزيدهم‏ ‏هذا‏ ‏إلا‏ ‏شطارة تساعدهم على مزيد من الحذق‏ ‏فى ‏التخفى ‏للجولة القادمة،

‏دعهم‏ ‏يكتشفون ‏مصيبتهم‏ من خلال خيبة شطارتهم..

(125)

كلما‏ ‏شاهدتُ‏ ‏هدوء‏ ‏أصحاب‏ ‏المبادئ‏ ‏وراحة‏ ‏بالهم….

                                   ‏انزعجتُ‏ ‏على ‏المبادئ،

‏وعلى ‏بالهم‏.‏

(126)

من‏ ‏السهل‏ ‏أن‏ ‏تحصل‏ ‏على ‏ألقاب‏ ‏الشرف، ‏والبطولة‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الاعتراض الدائم‏ ‏على ‏السلطة‏ ‏ورفضها على طول الخط،

‏يا فرحتك‏ ‏برشوة‏ ‏مشاعر‏ ‏الضجر‏ ‏ واليأس.‏

(127)

حين ‏تحصل‏ ‏على ‏قيمتك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏موافقة‏ ‏أمثالك‏ ‏على ‏التخلى ‏عن‏ ‏مسئولية‏ ‏المشاركة‏، فاعلم أنهم أيضا أعجز عن ‏مشاركتك‏ حتى ‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏التخلى، أو فى غيره.

(128)

لا تتمادَ فى إنكار‏ فضل ‏توقفك‏، ‏بأن‏ ‏تنتقى عكسه وتـُحكم ‏ ‏إغلاق‏ ‏عينيك‏ وتسرع الناحية الأخرى، ربما تجد فى توقفك فرصة للمراجعة يا أخي ،!!!!!.

(129)

قهرك‏ ‏بداخلك‏ ‏أيضا، فلا تُوَجّه‏ ‏قواعد‏ ‏صواريخك‏ ‏لحرب‏ ‏الخارج دونه‏،  ‏ولا تهرب‏ ‏بأن‏ ‏تلوم‏ ‏الخارج‏ ‏على ‏مذلتك‏ ‏وإذعانك‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏الهزيمة‏،………..‏لا يا لــُكـَعْ:

‏                                 قهرُكَ‏ ‏بداخلك.‏

(130)

إياك‏ ‏و”التعميم‏” فهو من أخبث الوسائل لتعميق عماك

(131)

يا خيبة‏ ‏الشاعر‏ ‏الذى ‏يحسب‏ ‏أنه‏ “أحسَّ‏” ‏حين‏ ‏غنّى..‏،

 وربما‏ ‏هو‏ ‏قد‏ ‏غنَّى ‏حتى ‏لا‏ ‏يحـسّ.‏  

(132)

إياك‏ ‏أن‏ ‏تكتفى ‏بالإبداع‏ ‏خارجك ‏إن‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏تعيش،

‏وإياك‏ ‏أن‏ ‏تكفّ ‏عنه وأنت‏ ‏فى طريقك‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏،

وإياك أن تتردد فى مواصلة الرحلة بين هذا وذاك.

(133)

الغناء‏ ‏والرقص‏ ‏والموسيقى ‏تنشّط‏ ‏العواطف،‏ ‏وتدغدغ‏ ‏الإحساس، وتطلق الطاقة، وتحيى الجسد،

‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏العواطف‏ ‏اليقظة‏ ‏التلقائية،

أو‏ ‏عن‏ ‏الإحساس‏ ‏الفعل‏ ‏المسئولية‏!!.

(134)

لا تغتر‏ ‏بفن‏ ‏الطفل‏ ‏ولا‏ ‏بإبداع‏ ‏المراهق،

  لا تنفُخ فيه،  ولا ترفـُضه

 ‏انتظر‏ ‏حتى ‏تراه‏ ‏كيف‏ ‏يقاوم‏ ‏التوقف والانطفاء‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع،  فإذا‏ ‏استمر‏ ‏يعيد‏ ‏تنظيم‏ ‏الحياة‏ ‏رمزا‏ ‏أو‏ ‏فعلا،  بل كليهما، ……..، فهلـِّلْ‏ ‏له‏ ‏وكبـّر‏.‏

 (135)

لا‏ ‏تكفّ‏ ‏عن‏ ‏الغناء‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏أمامك‏ ‏غير‏ ‏ذلك، فهو ‏ ‏إثبات‏ ‏أنك‏ ‏تنبض‏ ‏بالمشاعر‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏خرجـَتْ‏ ‏من‏ ‏ثقب‏ ‏مزمار‏ ‏الرمز..‏

(136)

صوت‏ ‏البلبل‏ ‏الجميل‏ ‏يعلن‏ ‏وجود‏ ‏الحياة، وجمالها،

‏ولكنه‏ ‏لا‏ ‏يأتى ‏بحبات‏ ‏القمح‏ ‏إلى ‏الصغار‏ ‏فى ‏العش‏.

 (137)

لا تغتر‏ ‏بالصوت‏ ‏العالى ‏المتردد، ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏منغــَّمَا،….. ‏الصدى ‏لا‏ ‏يُرجّع‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏فراغ.‏

(138)

يظل‏ ‏الفنان‏ ‏يرسم‏ ‏المستقبل‏ ‏حتى ‏يأتى ‏مَنْ‏ ‏يحققه،

 ‏أفلا‏ ‏يغارُ‏ ‏يوما.. ‏ويحاول‏ ‏أن‏ ‏يحققه‏ ‏هو‏..؟ “‏الآن”‏ ‏؟

شكرا له، وأسفاً عليه.

(139)

حامل‏ ‏رموز‏ ‏الحضارة، ‏ليس‏ ‏بالضرورة‏ ‏إنسان‏ ‏حضارى…، حتى لو لعبت رموزه راقصة واعدة،

‏أكثر‏ ‏الله‏ ‏خيره.. ‏و..، ‏ويا‏ ‏حسرتى ‏عليه‏!!‏.

(140)

الفن‏ ‏إعلان‏ ‏لنقص‏ ‏الحياة..                            

‏وهو‏ ‏الاستغفار‏ ‏الأفضل ‏ ‏للعاجز‏ ‏عن‏ ‏خوض‏ ‏بحورها‏!

(141)

لا تنس‏َ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏الكواكب‏ ‏المضيئة‏ ‏ليس‏ ‏داخلها‏ ‏إلا‏ ‏البرد‏ ‏والظلام‏، ومع‏ ‏ذلك‏ نحن ‏نسير‏ ‏فى ‏ضوئها‏

 شكراً ‏يا‏ ‏من‏ ‏أمتعتنا‏ ‏بفنـِّك، ولكن‏ ‏قلبى ‏عليك‏ ‏”لو…..”،

وكذلك ‏: ‏”َلـوْ‏ ‏لَمْ…”، ………………،

لكنك تستطيع ما دمتَ تواصل،

 شكرا.

(142)

الفن‏ ‏هو‏ ‏نتاج‏ ‏المساحة‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏الواعية ‏‏والقدرة‏ ‏العملية‏، مع امتلاك أدوات حاذقة.

(143)

الفن‏ ‏إعلانٌ‏ ‏للعجز‏ ‏الآنى،

 ‏واحترام‏ٌٌ ‏لإيقاع‏ ‏الزمن،

ووعدٌ بما يمكن أن يكون .‏

(144)

الفن‏ ‏أفيون‏ ‏الشعوب،

‏ولكنه‏ ‏جرعة‏ ‏الأفيون‏ ‏التى ‏يصفها‏ ‏طبيب‏ ‏التطور،

 ‏لا‏ ‏كاهن‏ ‏الاجترار‏ ‏الطقوسى.‏

 (145)

الفن‏ ‏مرحلة‏ ‏فى ‏تطور‏ ‏الإنسان‏ ‏الفرد‏،

 ‏تنتهى المرحلة ‏إذا‏ ‏حققتْ مُراد المرحلة،

 لتبدأ من جديد‏ ‏إذا‏ ‏تواصل‏ ‏نموه‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏بعد‏ها،..وهكذا.

(146)

الفنان‏ ‏قرن‏ ‏استشعار‏ ‏للناس‏ ‏فى ‏مرحلة‏ ‏ما، وهو‏ – مثل المجنون مع الفارق- ‏يقوم‏ ‏بدور‏ ‏جهاز‏ ‏الإنذار‏ ‏المبكر،

 فيساهم فى توجيه الدفة إلى غايتها، ونحن وشطارتنا.

 (147)

ليس‏ ‏على ‏الفنان‏ ‏أن‏ ‏يحقق‏ ‏فنه‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع‏ ‏الآنى، كما أنه ليس‏ ‏من‏ ‏حقه‏ ‏أن‏ ‏يحبس‏ ‏رؤيته‏ ‏حتى ‏وهو‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏تحقيقها، ‏متخلف‏ ‏عن‏ ‏إيقاع خطوها‏.‏

(148)

إن‏ ‏اعتراف‏ ‏الفنان‏ ‏بعجزه‏ ‏عن تحقيق غاية فنه على ‏أرض‏ ‏الواقع‏ ‏الآن، إنما ‏يوثــِّـق‏ ‏علاقته‏ ‏بالناس‏ ‏والتاريخ.‏

(149)

بالرغم‏ من ‏أن‏ ‏الفن هو‏ ‏إعلان‏ ‏لنقص‏ فى ‏الحياة،

 ‏فوجوده‏ ‏دليل‏ ‏على ‏السعى ‏إلى ‏تكامل الحياة.‏

 (150)

إذا‏ ‏كان‏ ‏الجنون‏ ‏صرخة تَـَشَتُّتٍ بائسة لرفض زيف المجتمع،

فالفن صرخة نوبة حافزة لاستعادة شرف الوجود.

(151)

اغتراب  ‏الفنان‏ :                    

  • حفزٌ للاقتراب،
  • ووعدٌ بالعودة 

أما اغتراب المجنون (إذا تمادى)

  • فهو إعلانٌ للعجز
  • واختيار للفشل

 (152)

يا حبذا لو ‏ ‏تتناسب‏ جرعة الفن:

  • ‏مع‏ ‏جرعة‏ ‏الألم‏،
  • مع شحذ الأداة
  • ‏مع‏ ‏حجم‏ ‏القدرة
  • مع فعل الإنجاز

فى وحدة‏ ‏الزمن..المناسبة

‏ وإلا:

‏فحذارِ من‏ ‏العجز‏ ‏أو‏ ‏الجنون أو المجهول

(153)

رغم‏ ‏أن‏ ‏الفن‏ ‏من‏ ‏أبرز‏ ‏معالم‏ ‏الحضارة‏،

 ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏ذاته‏ ‏ليس‏ ‏الحضارة.‏

(154)

جدل‏ ‏الفن‏ ‏والعلم‏ ‏له منهج آخر غير منهج أىِّ منهما،

هذا المنهج الجديد سوف يكون ‏لغة‏ ‏المستقبل‏ ‏غالبا.

هيا نبدأ فى تعلــُّمها أو إبداعها،

حتى لو كنا نـُتَهـْتـِه.

(155)

الفن – عموما- ‏ ‏يتضمن‏: 

  • عمق‏ ‏الرؤية، …….
  • وتفاصيل‏ ‏الإدراك،
  • ‏وشمول‏ ‏الوعى،
  • ومؤشرات‏ ‏المستقبل،

‏ومع‏ ‏ذلك:

 هو‏ ‏لا‏ ‏يحل‏ ‏المشاكل‏،  مباشرة، ‏

     ولا‏ ‏يحترم‏ ‏الواقع جدا. ‏ 

          لكنه لازمٌ وجميل.

(156)

  • ليس‏ ‏على ‏المريض‏ ‏حرج، حتى تشحذ بصيرته فيعرف مسئولية اختياره فيعيد حساباته

‏و ‏أيضا:

  • ‏ليس‏ ‏على ‏الفنان‏ ‏حرج، حتى لو عجز عن مسئولية تفعيل رؤيته (الآن)، وعلينا نحن أن نتسلم “العهدة”.

(157)

إذا‏ ‏كان‏ ‏أعذب‏ ‏الشعر‏ ‏أكذبه،

‏فإنه أحيانا يكون:

 ‏ ‏أكذب‏ ‏الواقع‏ ‏أشعره……

(158)

إذا كان أجمل الشعر أكذبه

فإن أصدق الشعر آلمه

(159)

قد‏ ‏تَخرج‏ ‏الحقيقة‏ ‏فى ‏فنك‏ ‏بالرغم‏ ‏منك، وستصل‏ ‏إلى ‏أصحابها‏ ‏حتى ‏وأنت‏ ‏غائب‏،

 ثم‏ ‏تلحقها‏ ‏أنت، أو: لا‏ ‏تلحقها..‏

(160)

كلما‏ ‏تأملتُ‏ ‏الاهتمامات‏ ‏المغتربة الدائرية‏، ‏والسعادات القشريّة‏ ‏البادية‏ ‏على ‏وجوه أغلب خلق الله‏،….. ‏حمدتُ‏ ‏ربى ‏على ‏أنى ‏لستُ‏ ‏ منهم،‏ بعدُ،

‏وشحذتُ همتى حتى أجد البديل قبل فوات الأوان.

(161)

الشعر‏ ‏قد‏ ‏يسجـِن‏ ‏إحساس‏ ‏الشاعر‏ ‏فى الألفاظ‏

 ‏وقد‏ ‏يستهلكه‏ ‏فى ‏النغم..‏،

 ولكنه‏ ‏قد‏ ‏يثير‏ ‏فى ‏الناس‏ ‏ فعل‏ ‏الثورة..،

دون استئذان الشاعر،

 (162)

نشأت‏ ‏الألفاظ‏ ‏لتخدم‏ ‏التعبير‏ ‏وتحمل‏ ‏الانفعال، وتسهـِّـل‏ ‏الاتصال وتحتوى المعنى…،

لكنّها  أصبحت تـُستعمل – غالبا– سجناً للإحساس،

 وبديلاً للصدق،  وشِركا للسذَّج،  وإخفاءً للمعنى.

(163)

قد‏ ‏يفيدك‏ ‏أن‏ ‏تخاصم‏ ‏الألفاظ‏ ‏فترة‏، ‏حين‏ ‏تنذر‏ ‏للرحمن‏ ‏صوما‏ ‏عنها… ‏فقد‏ ‏ينمو‏ ‏إحساسك‏ ‏من‏ ‏جديد‏،

 ‏لكن‏ ‏احذر‏ ‏هجرها‏ ‏طويلا…، ‏فقد‏ ‏ينحرف‏ ‏بك‏ ‏الإحساس‏ ‏الفج‏ ‏إلى ‏ظلام‏ ‏الصمت..

 فتنمو‏ ‏أنانيتك‏ ‏تحت‏ ‏ستار‏ ‏الحكمة‏ ‏والتأمل‏.

(164)

لا أعرف تعريفا جامعا مانعا للإبداع يصف ما أقوم به، وإنما‏ ‏أنا‏ ‏أعيد‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏الحقيقة‏، ‏فتتشكل منـِّى أجمل وأقرب، وقد تخلصتْ مما تراكمَ‏ ‏على ‏سطحها، من‏ ‏ملايين‏ ‏المشاهدات‏ ‏الفرعية‏، وهى تتجاوز آلاف  الألفاظ فى المعاجم

لعله الشعر على أرض الواقع !!

 (165)

حين تتكلم بدون كلمات،

 وتفكر بدون ألفاظ

 تقترب منك، ومنهم، و”مـِنـْهُ”.

‏‏ (166)

الصمت‏ ‏أنواع، من أهمها :

  • ‏‏‏الصمت‏ ‏الميت‏: ‏وهو‏ ‏أنانية‏ ‏وإلغاء‏ ‏للآخرين.
  • ‏والصمت‏ ‏الخائف‏: ‏وهو‏ ‏المحافظة‏ ‏على ‏مظهر‏ ‏الحكمة‏، ‏مع‏ ‏الخوف‏ ‏من‏ ‏التعرى.
  • والصمت‏ ‏الخبيث‏: ‏وهو‏ ‏الذى ‏يشترى ‏ولايبيع‏، ‏إتقانا‏ ‏لصفقة‏ ‏الشطار.
  • ‏‏والصمت‏ ‏الساخر‏: ‏وهو‏ ‏الذى ‏ينظر‏ ‏من‏ ‏أعلى ‏على ‏كل ما هو‏ ‏آخر، أى كل ما، ومن، يختلف معه
  • ‏‏والصمت‏ ‏المتأمِّل‏: ‏وهو‏ ‏الذى ‏يحسن‏ ‏الاستماع‏ مجتهدا  دون التزام بفعل.
  • والصمت الواقى: وهو الذى يعطيك فرصة انتقاء الأنسب، وقد يحميك من الخطأ المتسرع
  • ‏‏والصمت‏ ‏اليقـِظ‏: ‏وهو‏ ‏الرحلة‏ ‏المتصلة‏ ‏الصادقة‏ ‏بين‏ ‏الداخل‏ ‏والخارج‏ ‏وبالعكس‏، ‏احتراما‏ ‏للكلمة‏ ‏الفعل‏ ‏المسئولية‏.
  • والصمت المبدِع: وهو الذى يشكــِّلها من وراء وعيك الظاهر.

فمن‏ ‏كان‏ ‏يؤمن‏ ‏بالحق‏ ‏والكدْح المصير ‏: ‏فليقل‏ “خيرا”

‏أو‏ ‏ليصمتْ إبداعـًا.

(167)

التعبير‏ ‏الحركى ‏قد‏ ‏يحرك‏ ‏إحساسك‏ ‏حين‏ ‏تعجز‏ ‏ألفاظك‏، ‏ولكن‏ ‏التمادى ‏فيه‏، أو الاكتفاء به قد ‏يسكب‏ ‏مشاعرك‏ ‏فى ‏حركات خاويةٍ قاصرة.

شطارتك أن تفرِّق بين “الرقص”…

                                    …و”البهلوانية”.

(168)

إذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏توقظ‏ ‏إحساسك‏ ‏تماما‏ ‏وأنت‏ ‏تملك‏ ‏ناصية‏ ‏الألفاظ‏، ‏فاجعلها‏ ‏مَعْبرا‏ ‏أيضا‏ ‏للوجدان‏،.. ‏لا رمزا‏ ‏فقط للمعانى، ثم‏ ‏يلتحم‏ ‏الجميع‏ ‏لتصبح‏ ‏هى ‏الفعل‏ ‏ذاته..لا بديلا‏ ‏عنه‏،

‏ولاتخش‏ ‏اللغة‏ ‏الجديدة‏، ‏فهى ‏الشعر فى أرقى تجليـّه‏.

(169)

الكلمات‏ ‏البراقة قد‏ ‏تسرق‏ ‏الأهداف‏ ‏وتسُرّب المعنى، فيتساوى‏ ‏الغث‏ ‏والسمين‏ دون أن ندرى

(أو قد ندرى فيما بعد، وعادة بعد فوات الأوان).

(170)

المعرفة‏ ‏دون فعل قد‏ ‏تسمح‏ ‏للجذام‏ ‏اللفظى أن ‏يتسحب من أطراف مشاعرك إلى سائر حسك فيـُحْـِكَـم قفِـل القلب، فكيف السبيل إلى فتحه.

                    إجتهدُ معنا من فضلك.

(171)

أنت‏ ‏تفكر…،  ‏فأنت‏ ‏غير‏ ‏موجود‏،               

 ‏لا تفكر،‏ ‏ولكن‏ ‏استعمل‏ ‏التفكير‏.‏

(172)

كثير‏ ‏من‏ ‏أنواع‏ ‏العلاج‏ ‏الكلامى ‏هو:‏ “تأويل‏ ‏ما‏ ‏ليس‏ ‏لك‏ ‏به‏ ‏علم‏”،….، ولا “لهم”!

‏وأنت‏ ‏أقرب وأسهل..، وأعمق ‏‏إلى ‏نفسك‏ ‏مما‏ ‏تقوله أو يقال‏ ‏لك.

 (173)

إن‏ ‏إطالة‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏الأسباب‏ ‏والظروف‏ ‏التى ‏مرت‏ ‏بجنابكم‏،… ‏كفرد‏ ‏ملكوتىّ، ‏إنما‏ ‏يزيد‏ ‏من‏ ‏وحدتك‏،… ويفصلك‏ ‏عن‏ ‏المشاركة‏ ‏‏مع‏ البشر، “‘إليه”: عبر الغيب.

(174)

شتان‏ ‏بين‏ ‏من‏ ‏يستعمل‏ ‏الكلمات‏ ‏ليصل‏ ‏بها‏ ‏إلى ‏القلب‏،

 ‏ومن‏ ‏يستعملها‏ ‏ليبتعد‏ ‏بها‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏، وبالتالى ‏عن‏ ‏الآخرين.

(175)

لا تفخر‏ ‏بغبائك الذى يخدعك  وهو‏ ‏يلبس‏ ‏ثوب‏ ‏الذكاء‏ ‏المنطقى اللعوب، حتى لو تحلى بالحلىّ اللفظية المنمنمة.

 (176)

بقدر‏ ‏ما‏ ‏اكتسب‏ ‏الانسان‏ ‏قفزة‏ ‏تطور‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏التواصل‏ ‏بالكلام، وقع‏ ‏فى ‏مصيدة‏ ‏توقيع شيكات برموز ليس لها رصيد من المعنى.

(177)

لو‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏الكلمات‏ ‏المكتوبة‏ ‏نبضتْ‏ ‏بمعانيها‏ ‏لصفعـَت‏ ‏بعض‏ ‏من‏ ‏يقرؤونها، ‏وبصقـَت فى وجه آخرين، وربما ارتـَدّت إلى كاتبها تطعنه.‏.

(178)

‏ربما‏ ‏‏كبّلت‏ ‏الألفاظُ ‏المعانى خوفا من القتل أو الجنون،

ولهذا أُعْـلـِنـَت‏ ‏الهدنة‏ لـِتـَبـَادل ‏الوثائق‏ ‏المكتظة‏ ‏بأكوام‏ ‏الكلام‏ الواقى من هذا وذاك،

ولكن: إلى متى؟! لابد من الاستعداد لما بعد الصدمة

 ربما تستطيع الألفاظ أن تحتوى الطاقة إلى غايتها

(179)

لو‏ ‏أن‏ ‏الكلام‏ ‏عـَمـِلـَها‏ ‏فاتصل‏ ‏بعضه‏ ‏ببعض‏ ‏فى ‏تناسق‏ ‏هادِف‏… ‏لما‏ ‏تحملتُ‏ ‏وقع‏ ‏السٍياط‏ ‏المجدُولة‏، ‏وأنا‏ ‏ألهث‏ هربا من المعنى،…..

أو سعيا إليه .

(180)

كل‏ ‏فكرة‏ ‏هى ‏جزء‏ ‏من‏ ‏فكرة‏ ‏أكبر‏، والتواصل‏ ‏التصاعدى ‏بالمعانى ‏الأصيلة‏ ‏قد‏ ‏يوصّـلنا، حتى دون قصد، إلى ساحة‏ ‏نور‏ ‏وجْهِهْ‏ ‏قبل‏ ‏الإعداد‏ ‏المناسب،

هدِّىءْ‏ ‏خطاك‏ ‏ولا‏ ‏تبالغ فى‏ ‏الضجر‏ ‏من‏ ‏الألفاظ‏ ‏الخاوية، ربما هى ليست خاوية تماما‏.‏

(181)

قد‏ ‏أسمح‏ ‏أن‏ ‏تنبض‏ ‏الألفاظ‏ ‏بمعانيها‏ ‏إذا‏ ‏انفصلتْ‏ ‏عنى،

 ‏ولكن‏ ‏أن‏ ‏تنبض‏ ‏طول الوقت، فأنبض‏ ‏معها: طول الوقت،… ‏هذا‏ ‏فوق‏ ‏احتمالى.‏

الحمد لله على درجة من الطـَّنـْبَـلـَةْ

 (= التطنيش بالعامية)

(182)

إذا‏ ‏استوعب‏ ‏اللفظ‏ ‏كل‏ ‏نبض‏ ‏المعنى..‏استغنى ‏الإنسان‏ ‏عن‏ ‏الانفعال‏ ‏القائم‏ ‏بذاته،

واستغنت العواطف عن التعريف بألفاظ تحيط بها حتى تخنقها‏.‏

                                   (183)

حين‏ ‏تـُخرج‏ ‏لى ‏الكلمات‏ ‏لسانها:‏ ‏أولىِّ ‏هَرَبَا ‏مهدِّدًا‏ ‏إياها‏ ‏بأن‏ ‏أكنس‏ ‏عليها‏ ‏مقام ‏ ‏سيدى “المعنى‏”، بالشعر الذى يخلــِّـق بها معانٍ لم تعرفها من قبل.

(184)

هناك‏ ‏من‏ ‏العقول‏ ‏ما‏ ‏يصابُ‏ ‏بانسداد‏ ‏حاد‏ ‏فى ‏مدخل‏ ‏الأفكار‏.‏

وهناك‏ ‏من‏ ‏العقول‏ ‏ما‏ ‏يصاب‏ ‏بانفجارٍ‏ ‏فى ‏مجارى ‏المعانِى.‏

(185)

لو‏ ‏سكت‏ ‏الناس‏، ‏كل‏ ‏الناس من كل لون وجنس،‏‏ ‏ساعة أو بعض ساعة‏ ‏عن‏ ‏الكلام‏ يوميا.. ‏وبإرادة اليقظة: لتقاربوا رغما عنهم دون أن يضطروا للأحضان اللزجة.

(186)

نحن‏ ‏نتكلم… ‏حتى ‏لايقتــُلُ‏ ‏بعضُنا‏ ‏بعضَا

اندفاعا‏ ‏فى ‏التواصل‏ أو رعبا‏ ‏منه،  

أو كليهما.‏

(187)

مالك‏ ‏تبدو‏:                         

  • ‏سعيدًا‏،
  • ‏مرتاحاً،
  • ‏ ‏واثقاً،
  • ‏منتهِياً،

 وأنت‏ ‏تُخرج‏ ‏الألفاظ‏ ‏تصف‏ أيا من:

  • جوع‏ ‏الناس،‏
  • ‏وسحق‏ ‏الأطفال‏،
  • ‏وقهر‏ ‏الضعاف‏،
  • ‏وبؤس‏ ‏الرعاع‏،
  • وسحل المذنبين،
  • وقتل الأبرياء،.

                          .. ألا تخجل؟!!!

(188)

تثقيف‏ ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏من‏ ‏مصادر‏ ‏الإعلام‏ ‏يتبع ‏”‏نظرية‏ ‏الأوانى ‏المستطرقة:

فحتى‏ ‏تكون‏ ‏مثقفا‏ ‏تكنولوجيا‏ ‏معاصرا:‏ ‏عليك‏ أن‏ ‏تستلقى ‏فى ‏الوضع‏ ‏مائلاً‏، ‏والراديو‏ ‏والتلفزيون‏ ‏أعلى ‏من‏ ‏مستوى ‏رأسك‏،  حتى ‏تنساب‏ ‏الثقافة‏ ‏عبر‏ ‏قناة‏ ‏استسلامك.‏

‏(‏ملحوظة‏: ‏لا تنس‏ ‏فائدة‏ ‏نفس‏ ‏القاعدة‏ ‏فى ‏استعمال‏:

 ‏الحقنة‏ ‏الشرجية‏، وأغلب الكتب الأيديولوجية، وبعض النظريات الثورية، وكثير من التفسيرات الكهنوتية).‏

(189)

أخبث‏ ‏سبل‏ ‏التفكير‏ ‏المعاصر‏، ‏هو‏ ‏أن‏ ‏يفكر‏ ‏لك‏ ‏الكتاب‏ ‏الذى تقرأه، فيعفيك من مسئولية تلقّيه، فما بالك عن مسئولية إعادة إبداعه نقدا، أو تفعيله فعلا واقعا  قادرا!!.

(190)

لو‏ ‏تركتَ‏ ‏نفسك‏ ‏تلهث‏ ‏وراء‏ ‏ما‏ ‏تـُلقِى ‏به‏ ‏أمعاء‏ ‏المطابع‏ ‏كل‏ ‏ثانية‏، فقابلنى ‏فى ‏سوق‏ ‏”الدشت”.‏

(191)

لو‏ ‏أقفلتَ‏ ‏أبواب‏ ‏عقلك‏- استرخاءً – ‏عما‏ ‏يزيّن‏ ‏صفحات‏ ‏الكتب‏ ‏إشراقا‏، فقابلنى ‏فى ‏بركة‏ ‏العطن.‏

(192)

ولو‏ ‏تبدّلْتَ‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏كلمة‏ ‏وكل‏ ‏رأى، ‏دون‏ ‏اختبار‏ ‏أو‏ ‏رؤية‏، ‏فقابلنى ‏فى ‏بئر‏ ‏التيه.‏

(193)

ولو‏ ‏اخترتْ‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الألفاظ‏ ‏ما‏ ‏تعرف‏ ‏أنك‏ ‏قادر‏ ‏على حمل ‏مسئوليته‏ ‏وملتزم‏ ‏بفعله‏،

‏فيا ويحك‏ ‏منك، ومنها‏،

 وحلال عليها وعليك ما دفعت ثمنا لها.

(194)

وكأن‏ ‏الكلمة‏ ‏تقول‏ ‏لقارئها‏:‏

  • ياويحك‏ ‏لو‏ ‏قرأتــَنِى،
  • ‏ويانقصك‏ ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تـقــْرأنى،
  • ويا‏ ‏مسئوليتك‏ ‏لو فهــِمـْتـَنِى،
  • ‏ويا‏ ‏حيرتك‏ ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تَفْهَمْنى،
  • ويا‏ ‏عارك‏ ‏لو‏ ‏نسيتـَنى،
  • ويا‏ ‏غباؤك‏ ‏لو تذكـّرتنى (جدا)

(195)

تقول‏ ‏الكلمة‏ ‏لقارئها‏:

أنا‏ ‏أبقى ‏منك‏، فإذا‏ ‏لم‏ ترَ‏ ‏فى ‏رسمى ‏إلا‏ ‏سطحى ‏فاتركنى ‏لغيرك‏ ‏بكل‏ ‏طبقات‏ ‏معانىّ، أو ‏احمـِل‏ ‏صورتى شكلاً، ‏حتى ‏يأتى ‏من‏ ‏هو‏ ‏أهلٌ‏ ‏لما‏ ‏أغفلتــَه،

‏ ‏وليشكر‏ ‏التاريخ‏ ‏من‏ ‏اخترع‏ ‏الكتابة‏!!!‏

(196)

تقول‏ ‏الكلمة‏ ‏لقارئها‏ ‏وصاحبها‏:

هل‏ ‏تقدر‏ ‏أن‏ ‏تحمينى ‏من‏ ‏ذلِّ‏ ‏الدعارة:

‏فلا‏ ‏تتلفظ‏ ‏بى ‏إلا‏ ‏أمام‏ من ‏يحبّنى،

يصل‏ ‏إلى ‏عمق‏ ‏ما أعنى،

فتصله مسئوليته عنى،

‏فيسيّرنى ‏على ‏الأرض‏ ‏فعلا‏ ‏قادرا مغيِّرا.

(197)

تقول‏ ‏الكلمة‏ ‏لقارئها‏ ‏وصاحبها‏:

‏اخترعـْتـَنِى ‏لعجزك‏ ‏عن‏ ‏القيام‏ ‏بأمانة ما‏ ‏أعنيه..،

 ‏فاحفظـْنِى:

‏بألا‏ ‏تخفينى ‏بين‏ ‏طيات‏ ‏خوفك،

ولا تشوِّهـْنى بترجمتى إلى ما تتصور أنك تعرفه،

أو تركننى بجوار ما لا تعرفه،

وكأنك تعرفنى وتعرفه.

(198)

حين‏ ‏تصبح‏ ‏الكلمة‏ ‏مسئولية‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏تحتوى‏ ‏من‏ ‏أعماق‏،  سوف‏ ‏يصاب‏ ‏بالبكم‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏حمل‏ ‏شرف‏ ‏إنسانيته‏.‏

(199)

الكلام‏ ‏يحمل‏ ‏أسلاكا‏ ‏وكابلات‏ ‏على ‏طبقات‏ ‏متصاعدة‏:

 ‏أتفهها‏ ‏وأكثرها‏ ‏تسطيحا‏ ‏ما‏ ‏نعرف‏ ‏له‏ ‏معنى ‏يُتَرْجَم‏ ‏بكلمات‏ ‏أخرى (‏فى ‏المعاجم‏ عادة)،

 ‏أما‏ ‏الإشارات:‏ “‏الشفريّة‏ ‏المجاورة”‏، “‏والتحتية‏”، “والهمْسيـّة‏”، ‏”والسرّية”‏، ‏”والوعْدِيَّة”‏، ‏فالألفاظ‏ الرمز الكلمات: عاجزة‏ ‏عن‏ ‏تجذيرها إلى أصلها ، لكنـَّها تتجلّى كيف أرادتْ، حيث اختارتْ‏:

  • شعرا،
  • أو رسما،
  • أو ألحانا كونية…
  • أو ألفاظا نابضة أخرى!
  • أو صمتا مفعما نابضا

(200)

لا‏ ‏أمان‏ ‏للتواصل‏ ‏إلا‏ ‏بالألفاظ،

ويا‏ ‏خيبة‏ ‏تواصل‏ ‏لا يتم‏ ‏إلا‏ ‏بظاهر‏ ‏الألفاظ‏.

(201)

كيف بالله عليك:

كيف‏ ‏تحترم‏ ‏اللفظ‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثقتك‏ ‏بِحِسـِّـك‏‏؟!

وكيف‏ ‏تثق فى‏ ‏حسـِّـك‏ ‏دون‏ ‏الاستعانة‏ ‏بلفظك؟!

وكيف‏ تواصِل طريقك‏ ‏دون‏ ‏التوفيق‏ ‏بين‏ ‏الاثنين‏؟!

(202)

أخشى ‏أن‏ ‏تستمر‏ ‏المطابع‏ ‏فى ‏أن‏ ‏تقذف‏ ‏كل‏ ‏ثانية‏ ‏بمئات‏ ‏الصفحات‏ ‏المرصوص‏ ‏عليها‏ ‏آلاف‏ ‏الكلمات‏ ‏حتى ‏نعجز‏ ‏عن‏:

  • ‏اللحاق‏ ‏بها‏،
  • ‏وبالتالى: ‏عن‏ النظر فيها،
  • وبالتالى: عن ‏الاهتمام‏ ‏بها‏،
  • ‏وبالتالى: ‏عن‏ ‏الانتفاع‏ ‏منها،

واحدة… ‏واحدة‏ ‏يا‏ ‏مطابع‏ ‏وحياة‏ ‏شرف‏ ‏المعنى.

(203)

هل‏ ‏أمسكتَ‏ ‏مرة‏ ‏بورقةٍ‏ ‏بيضاء‏، ‏وحاولتَ‏ ‏أن‏ ‏تقرأ‏ ‏ما لم‏ ‏يُسطر‏ ‏عليها‏‏؟ حاول‏ ‏فقد‏ ‏تجد‏ ‏كلاما‏ ‏أكثر‏ ‏فائدة‏ ‏من‏ ‏السواد‏ ‏الماثل.‏

 (204)

شهادات‏ ‏العصر‏ ‏الحديث‏ – ‏الكبيرة‏ ‏جدا‏، ‏المزركشة‏ ‏جدا‏- ‏مضحكة‏ ‏جدا‏: ‏فاعجبْ‏ ‏لمن‏ ‏نال الدكتوراه‏ ‏فى ‏موضوع‏:

 “‏طيف‏ ‏ألوان‏ ‏إظفر‏ الأصبع الكبير للقدم ‏ ‏اليسرى ‏فى ‏درجات‏ ‏الحرارة‏ ‏المختلفة‏ ‏تحت‏ ‏أنواع‏ ‏الأغطية‏ ‏المتباينة”،

لكن أيضا فإن البعض الآخر ساهم فى تسهيل وتشهيل:

  • زرع ‏القلوب‏،
  • ‏و‏ترقيع‏ ‏القرنية‏، ‏
  • و‏بناء‏ ‏الإنسان‏،
  • و‏زراعة‏ ‏الصحراء‏، ‏
  • وقهر السرطان

ومع ذلك فقد أسهمت أبحاث

أخرى فى  تسهيل:

  • القتل الاستباقى،
  • والتطهير العرقى،
  • والاستثمار “الكانيبالى”
  • والاستعمار الفكرى،

 (205)

لو‏ ‏أعاد‏ ‏كل‏ ‏مختص‏ ‏قراءة‏ ‏موضوع‏ ‏تخصصه‏ ‏الأدق جدًّا‏، ‏لانتفض‏ ‏هاربا‏ ‏إلى ‏وسط‏ ‏الحلقة‏، ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏صقيع‏ ‏القبو فى الركن الضيق‏،…دون أن يتنازل عن إسهامات تخصصه.‏

(206)

كيف‏ ‏نسمح‏ ‏لغير‏ ‏المتخصصين‏ ‏أن‏ ‏يُثروا‏ ‏تخصصنا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يشوِّهوا‏ ‏خبرة‏ ‏السنين فى التخصص‏؟‏

  ‏لو‏ ‏نجحنا‏ ‏أن‏ ‏نفعل..لكُنـَّا‏ ‏أهلا‏ ‏للتخصص‏ ‏دون احتكار أو غرور.

(207)

‏ عن عمنا هيجل غفر الله له انه قال:

“‏إن‏ ‏قراءة‏ ‏الصحف‏ ‏اليومية‏ ‏هى ‏صلاة‏ ‏الصباح‏ ‏للإنسان‏ ‏المعاصرْ”، ‏….

ولكنها‏ ‏تكون‏ ‏كذلك‏ ‏فقط‏ ‏إذا‏ ‏قرأنا الصحف‏ ‏حوارا‏ ‏وتحدّيا‏، ‏لا‏ ‏سخرية‏ ‏أو‏ ‏استهتارا‏ ‏أو‏ ‏استسلاما‏ ‏أو‏ ‏تعوّدا.

(لا تقاطِع الصحف،

فأنت مسئول عما ينشر فيها مع أنك لم تكتبه).

(208)

  • المعلومة‏ ‏الكاذبة‏ ‏تـُحـمـِّلـُك‏ ‏مسئولية‏ ‏تصحيحها، ‏ولو ‏بينك‏ ‏وبين‏ ‏نفسك‏،
  • والمعلومة‏ ‏الصادقة،‏ تـُحـمـِّلـُكَ ‏ ‏مسئولية‏ ‏تحقيقها‏ وخاصة‏ ‏مع‏ ‏نفسك،
  • والمعلومة‏ ‏الغائرة‏ ‏تـُعـلــِّمك‏ ‏احتمال‏ ‏الغموض‏، ‏ولو‏ ‏داخل‏ ‏نفسك‏.

(209)

من‏ ‏صفات‏ ‏الإنسان‏ ‏أنه‏ ‏شريط‏ ‏تسجيل‏ ‏على ‏مستويات‏ ‏متعددة‏، ‏فلا‏ ‏تصدِّق‏ ‏أنك‏ ‏فهمتـَه‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تستمع‏ ‏إلا‏ ‏للمستوى ‏ الظاهر المتاح ‏إياه‏،

 والإنسان أيضا هو جهاز استقبال موجات ذاكرة محيطة لا يعرفها، لكنه يحمل أيضا مسئوليتها.

(210)

إذا‏ ‏بلغت‏ ‏حيرتك‏ ‏مبلغا‏ ‏يضطرك‏ ‏إلى ‏التفكير‏ فى كل ما يلزم معا:

 فاستسلم يقِـظـًا،

 ودع الأفكار تتجادل دون وصايتك،

وستغلب الفكرة الأوْلى بالقيادة فى هذه المرحلة،……….

وهكذا.

الفصل  الثالث:

(من 211 إلى 398)

مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”

(وأشياء أخرى)

Hekma 3

(211)

 حتى ‏ولو‏ ‏لم‏ ‏يدركوا‏ ‏ماذا‏ ‏يجرى…، ‏فدعه‏ ‏يجرى إذا كانت المشاركة نشطة، ومؤشرات الانحراف حسَّاسة، وركّز على التأكد من سهم الاتجاه أكثر من استعجال  حسابات النتائج.

(212)

إذا‏ ‏خفت‏ ‏أن‏ ‏يخدعك‏ ‏الخلط‏ ‏بين‏ ‏الموت‏ ‏والجنون‏ ‏والنبوة، ‏فميِّز‏ ‏بينهم‏ ‏بمدى ‏نفعك‏ ‏للناس، “‏الآن”، ‏وقربك‏ ‏منهم‏ ‏”حالا”، وباستمرار: إلى المابَعْد،

(213)

التجربة‏ ‏المفردة‏ ‏رائعة مزعجة، وقد تظل جسما غريبا،

وهى فى عمق ٍ مـَـا: إنما تنبع ‏ ‏من‏ ‏الجماعة:‏ ‏لتصب‏ ‏فى ‏الجُموع، حتى دون أن تدرى، فهى ليست مفردة مهما بدت مزعجة.

 (214)

إذا‏ ‏استغنيتَ‏ ‏عن‏ ‏الاحتياج‏ ‏للناس، ‏فلاتنسَ‏ ‏حاجة‏ ‏الناس‏ ‏إليك‏،

 وسوف تعرف من خلال ذلك أنك تحتاجهم أكثر وأطيب.‏

(215)

بالرغم من‏ ‏أن‏ ‏الحقيقة‏ ‏واحدة‏، ‏فالآراء والطرق‏ ‏للوصول‏ ‏إليها‏- أ‏و ادّعاء‏ ‏ذلك‏ -، ‏تعد‏ ‏بآلاف الآلاف، راجع‏ ‏اختيارك‏ ‏فى ‏كل‏ ‏مرة‏ ‏بمقياس‏ ‏العمل‏ ‏والناس، والعمل للناس، والعمل مع الناس،…..وأنت واحد منهم، من هؤلاء الناس،

 ‏وعليك أن تحذر:

  • لمعة ‏السراب‏،
  • وهُلامية السحاب،

 بقدر ما تحذر:

  • رجْع الخواء،….
  • وصدَى الهواء.

(216)

مازال‏ – ‏ولن‏ ‏يزال‏- ‏رأى ‏المجموع‏ ‏أكثر‏ ‏أمنا‏ ‏من‏ ‏رأى ‏الفرد، ‏حتى ‏ولو‏ ‏كان‏ ‏أقل‏ ‏صوابا، لكن رأى المجموع ليس دائما بعدد الأصوات بل بفاعلية الوعى الجماعى.

‏‏فى ‏لحظات‏ ‏التحول‏ ‏العظيمة‏ ‏قد‏ ‏يتقمص‏ ‏الفرد‏ ‏روح‏ ‏المجموع‏ ‏بعض‏ ‏الوقت، لا مانع، ولكن‏: ‏علينا أن نعرف كيف نفرق‏ ‏بين‏، ‏هتلر وجيفارا، ‏وبين ما‏‏وتسى ‏تونج‏ ونلسون مانديلا، وبين غاندى وستالين.

(217)

اقرأ نفسك فيهم عبر الزمن، فإن تراكمت آثار خيرك فى أعمالهم، فالوعى الجمْعى أصدق من كثير من قاعات المجالس النيابية ومجالس الجامعات، بل ومن بعض سجلات التاريخ وكثير من الأيديولوجيات.

(218)

إذا‏ ‏أصبحت‏ ‏لحظاتك‏ ‏مثل‏ ‏بعضها‏‏، ‏فقد‏ ‏توقف‏ ‏الزمن‏ ‏لديك‏، ‏والبقية‏ ‏فى ‏حياة‏ ‏من يملأ بعدك ما كان ينبغى أن تملأ به أنت هذه اللحظات، فهو أوْلى بها إذا نجح أن يملؤها بما هو مختلف، له، لكم، لنا.

(219)

‏ ‏إنما‏ ‏يقاس‏ ‏الزمن‏ ‏بالتغيير‏ ‏الكامن‏ ‏والمعلن‏،

 ‏فلا‏ ‏تتعجلْ‏ ‏فى ‏التوقيع‏ ‏على ‏شهادة‏ ‏الوفاة‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏ظاهرك‏ ‏ثابت‏،

‏ ‏ ‏انتظر‏ ‏رصد‏ ‏نتائج‏ ‏الحركة‏ ‏الكامنة أيضا،

 لعلك تكون مستمرا وأنت تحسب أنك متوقف.

(220)

إذا‏ ‏نسيتَ‏ ‏أنك‏ ‏نتاج‏ ‏الزمن…، فأنت‏ ‏ابن‏ ‏ظلام‏ ‏الغرور‏.‏

عليك أن ‏ ‏تعى ‏حركة‏ ‏الزمن‏ ‏بتواضع‏ ‏وموضوعية دون التركيز فى بؤرته، لعلك ‏تستوعب‏ ‏حقيقة‏ ‏ما يجرى من ورائك سلبا وإيجابا، وأنت تحسب أنك لا تساهم فيه، ولست مسئولا عنه.

 (221)

‏ألم تلاحظ أن ‏كل‏ ‏لحظة‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏قبلها‏، وغير ‏ما‏ ‏بعدها‏ ‏يا‏ ‏أخى‏؟! فماذا ستقول له، حين تلقاه؟

كل‏ ‏آلامك‏ ‏الشخصية‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏ترجع‏ ‏إلى ‏أنك‏ ‏نسيت‏ ‏أن‏ ‏تتغزل‏ – ‏بالقدر‏ ‏الكافى – ‏فى ‏حركة‏ ‏عقربىْ ‏الساعة‏،

                                  أو سير النجوم

لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تستمر‏ ‏فى ‏فعلٍ‏ ‏أجوف‏، إن‏ ‏كنت‏ ‏على ‏درجة من الوعى على أى مستوى:‏ ‏أن‏ ‏الزمن‏ ‏يمرّ‏،

 فإن غـَفـِلتَ عن ذلك فلن تكف عن الدوران المغلق الدوائر.

(222)

إذا‏ ‏فرح‏ ‏المتعجلون‏ ‏ببعض‏ ‏ألوان‏ ‏اللافتات‏، ‏فانظر‏ ‏فى ‏ساعتك‏، ‏ثم‏ ‏إلى ‏حركة‏ ‏الشمس‏، ‏ولا‏ ‏تحتقرهم‏ ‏وأنت‏ ‏تشفق‏ ‏عليهم…، ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏غاية‏ ‏ما‏ ‏استطاعوا…، إذن‏ ‏فهو‏ ‏غاية‏ ‏ما‏ ‏يستأهلون‏،

 وامضِ فى سبيلك فَرِحا إلى ما بعد نهايتك،

التى هى بداياتك المتجددة دائما ابدا.

(223)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏أيامك‏ ‏محدودة..، ‏ومسيرتك‏ ‏حتمية‏،

‏فكيف‏ ‏تفسر‏ ‏أى ‏انفعال‏ ‏غبىّ، ‏أو‏ ‏بؤس‏ ‏أنانىّ؟؟

(224)

قرب ‏النهاية بلا نهاية: ‏

ستعمــلُ‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏فترتاح‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏،

وتفرح طول الوقت، متألما بشرفٍ:

طول الوقت.

(225)

قرب ‏النهاية بلا نهاية ‏:

‏سوف تعرف‏‏ ‏أنه ليس للزمن طول فقط،

بل عرض وعمق واتساع أيضا.

(226)

إن‏ ‏إهمالك‏ ‏حجة‏ ‏الظالمين‏ ‏الكذَبهْ، ‏لا‏ ‏يبرر‏ ‏عدم‏ ‏إفادتك‏ ‏منها،

 ‏كما أن‏ ‏إهمالك‏ ‏حجة‏ ‏العامة سوف يعميك عن رؤية نفسك وسطهم، واحدا منهم،

وهى مكانة رائعة .

(227)

إذا‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏لم‏ ‏يستغْنِ‏ ‏عن‏ ‏خلقه، ‏فكيف‏ ‏تستغن‏ ‏أنت‏ ‏عن‏ ‏خلق‏ ‏الله‏‏؟؟؟

(228)

  • الائتناس‏ ‏بالناس‏ ‏ضرورة جميلة،
  • وإثارة‏ ‏طمعهم‏ ‏خبثٌ غبى،
  • وتحمل‏ ‏ضعفهم‏ ‏شرفٌ خفىّ،
  • والعمل‏ ‏لهم‏ ‏ذكاءٌ‏ ‏حيوى،
  • والعيش‏ ‏بهم‏ ‏نبضٌ‏ ‏ثرى،
  • والعودة‏ ‏إليهم‏ ‏سماحٌ ذكىّ،
  • والحديث‏ ‏عنهم‏ ‏مهربٌ كلامىّ،
  • والتمحك‏ ‏فيهم‏ ‏مناورةٌ لزجة،
  • والاستغناء‏ ‏عنهم‏ ‏غرورٌ جبان،
  • والاستمرار‏ ‏معهم‏ ‏عبءٌ رائع.

(228)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تنجح‏ ‏فى ‏الالتزام‏ بمواصلة ‏الاقتراب‏ ‏من‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الناس بالذات، ‏فكيف‏ ‏تدعى ‏أنك‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏الناس.

 ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏صادقا‏ ‏فى ‏النداء، ‏أو‏ ‏الأمل‏ ‏أو‏ ‏الحث، ‏ولكن لا تدّع‏ ‏القدرة‏ ‏وأنت‏ ‏لم‏ ‏تنزل‏ ‏بعد‏ ‏من‏ على ‏منبر‏ ‏الخطابة.‏

(229)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تنجح‏ ‏فى ‏الالتزام‏ بمواصلة ‏الاقتراب‏ ‏من‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الناس بالذات، ‏وتـَحَـمـُّل الاختلاف فالتغيّر المتبادل، فكيف‏ ‏تدعى ‏أنك‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏الناس.

 (230)

الإنسان‏ ‏الصالح‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏يصلح‏ ‏به‏ ‏الناس، لا الخطيب المفوّه،

 ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏صادقا‏ ‏فى ‏النصح، ‏أو‏ ‏الأمل‏ ‏أو‏ ‏الحث،

 ‏ولكن لا تدّع‏ ‏القدرة‏ ‏وأنت‏ ‏لم‏ ‏تنزل‏ ‏بعد‏ ‏من‏ على ‏منبر‏ ‏الخطابة.‏

(231)

لا‏ ‏تخفْ‏ ‏إذا‏ ‏وجدت‏ ‏ذاتك‏ هى الناس، والناس هم أنت: ‏ربما أنت‏ ‏تختفى ‏لصالحهم‏، فتعود “أنت” لصالحك، ولهم، ولكن‏ ‏احذر‏ ‏أن‏ ‏تذوب‏ ‏فيهم..، أو‏ ‏أن‏ ‏تلتهمَهم‏ ‏فتلغيهم، وانت تحسب أنك تنازلت عن ذاتك.

اجعل‏ تكرار ‏عودتك‏ ‏إلى ‏حدودك‏ ‏الفردية هو ‏دليل‏ ‏يقظتك‏، ‏وعلامة صدق اختيارك أنك واحد منهم.‏

(232)

لا‏ ‏يمنعك‏ ‏احترامك‏ ‏رأى ‏غالبية‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏إيمانك‏ ‏بالحقيقة‏ ‏النادرة‏ ‏المخالِفة للكافة،‏ ‏وابدأ‏ فورا ‏فى ‏السعى ‏للتقريب بين‏ ‏هذا وذاك‏..، ….‏مهما‏ ‏كلفك‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏معاناة‏.‏

(233)

لا تفرض‏ ‏رأيك‏ ‏على ‏الناس..

‏ولكن‏ ‏لا تتنازل‏ ‏عنه‏ ‏خوفا‏ ‏منهم

‏ ‏أو‏ ‏رشوة‏ ‏لهم‏، ‏وليكن‏ ‏ما‏ ‏يكون‏

استمرارك معهم، لك ولهم، سوف يخلّق لك سبلا أخرى

(234)

حتى ‏لو‏ ‏اختار‏ ‏غالبية‏ ‏الناس‏ ‏العمى ‏والشر، ‏فلا‏ ‏سبيل‏ ‏لك‏ ‏إليهم‏ ‏إلا‏ ‏بأن‏ ‏تحترم اختيارهم دون أن تتبعهم‏،

 إبدأ‏ ‏الآن بما هو خير متواضع لصالحهم،‏ ‏ولو‏ ‏وحدك،

 ‏ولا تيأس‏ ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏حقا‏ ‏مؤمنا‏ ‏به‏، وبهم،  وسوف تجد الناس معك ولو فى زمن آخر، أو فى مكان آخر.

(235)

ما دام ‏مطلب‏ ‏الخلود‏ ‏هو‏ ‏قمة‏ ‏الأنانية، فاحذره حتى لا تضيع وحدك، ولتكن‏ ‏تجلياته الأبقى من خلال ‏الاستمرار‏ ‏”فى ‏الناس‏”، ‏ربما غفروا لك ما خطر لك على حسابهم ضد الطبيعة.

 (236)

تواجدَ‏ ‏مع‏ ‏الناس‏ ‏بصدق، دون ضرورة أن تقصد نية العطاء،‏ فتتيح‏ ‏أن‏ ‏يأخذ منك‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ ‏ما‏ ‏يستطيع..ويحتاج،

 ‏وحتى ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يفعل.. ‏فقد‏ ‏يرى ‏فى ‏صدقك‏ ‏ما ينقصه،

 ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏يقظته، ويقظتك أيضا.

(237)

حاجة‏ ‏الناس‏ ‏إليك‏ ‏هى ‏مبرر‏ ‏وجودك،

 ‏وحاجتك‏ ‏للناس‏ ‏هى ‏شرف‏ ‏إنسانيتك.‏

(238)

من‏ ‏الناس‏ ‏وبالناس‏ ‏إلى ‏الناس‏: ‏تكتمل‏ ‏المسيرة، ولا‏ ‏صلاح‏ (‏ولا خلاص‏ ‏ولا‏‏علاج‏) ‏للناس‏ ‏إلا‏ ‏بالناس‏ ‏وللناس‏.‏

إياك أن تكتفى بترديد هذا الكلام،

بادر بتفعيله وإلا خَسِرْتَهم،  وخسرت نفسك.

(239)

كلما‏ ‏زاد‏ ‏الخوف الجبان‏ ‏والتوحش الأعمى‏ ‏زادت‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس،

‏ونضبت‏ ‏موارد‏ ‏الحياة‏،                                       

 (240)

اضطراد تزايد‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس،

‏ ‏يزيد‏ ‏من‏ ‏قسوة‏ ‏العدوان الأعمى.

(241)

اختفاء‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس دون حركية الدخول والخروج‏ ‏تضيع‏ ‏فيه‏ ‏المعالم‏ ‏وتختفى ‏المسئولية‏، وتذوب الذات‏ ‏الهُلامية المفردة، فى ‏فراغ‏ ‏الكتلة الجماعية الرخوة.

(242)

المسافة‏ “‏المتغيرة‏” ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏هى ‏أمان‏ ‏من‏ ‏الوحدة‏ ‏ومن‏ ‏التلاشى ‏معا،

 ‏فانظر‏ ‏فى ‏عمق‏ “‏الطواف‏ ‏الملتحم‏”، ثم “السعى ‏المهرْوِلْ‏”.‏

(243)

إذا زاد ‏العمى ‏والعجز،‏ ‏جماعةً :

 قد يتقارب‏ ‏الناس عشوائيا‏ ‏حتى ‏الشلل‏ ‏التام‏ ‏بالرغم من الدفء الزائف فى‏ ‏المغارة‏ ‏السوداء،

 أو قد يتباعدون خفافيش ترتطم ببعضها البعض هروبا فى الظلام‏.‏

(244)

تباعدت‏ ‏المسافات ‏بين وحدات البشر خوفا وحذرا، حتى تعاملت تلك الوحدات فيما بينها كأنها لا تنتمى إلى نفس النوع من الأحياء، فانقلب صراع البقاء إلى التصادم بين أشلاء الحياة المتناثرة، على حساب نقلات التطور وبقاء النوع.

من ينقذنا مـنِــَّا؟

(245)

هناك‏ ‏من‏ ‏يهرب‏ ‏من‏ ‏نفسه‏ ‏فى ‏الناس،

 ‏وهناك‏ ‏من‏ ‏يهرب‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏نفسه، ‏

مع ذلك فلا سبيل إليهم- إليه،

 إلا بهذه الرحلة المتصلة بين الصفا والمروة،

(كل صفا ومروة)

(246)

الثائر‏ ‏الذى ‏يبالغ‏ ‏فى ‏اهتمامه‏ ‏بصورته‏ ‏أمام‏ ‏الناس: قد يتنازل عن ثورته ليؤكد ذاته..، وحين يراجع صورته معهم، قد يتعرف على نفسه رسما، بلا ثورة ولا ناس!

(247)

العمر الافتراضى للمُصلح الذى يتخذ له أتباعا، أقل بكثير من عمر المصلح الذى ينتمى إلى أعوانه، وينتمى أعوانه إليه.

(248)

‏ ‏المصلح‏ ‏المتكامل‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏يجد‏ ‏نفسه‏ ‏فى ‏الخير، ‏ويجد‏ ‏الخير‏ ‏فى ‏الناس، ‏ويجد‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏نفسه ثم لا يتوقف ولا يعتبر نفسه متكاملا.

 (249)

من‏ ‏غباء‏ ‏القائد‏ ‏الخائف‏ ‏أن‏ ‏يُكثر‏ ‏من‏ ‏الأتباع‏ ‏المقلـِّدين، ‏هؤلاء يكبـِّلون حركية وجوده‏ ‏الخاص‏، ويضاعفون أخطاءه، كما أنهم يـُهْـدِرون حقه‏ ‏على ‏نفسه‏ ‏فى ‏مواصلة‏ ‏التكامل‏ ‏مع‏ ‏داخله، فخارجه، إليهم، إليه:

وبالعكس…، باستمرار.‏

(250)

إن‏ ‏رفض‏ ‏عامة‏ ‏الناس‏ ‏للخاصة المتميزة على منبر الثقافة ‏ ‏ ‏ليس رفضا مطلقا، إنه يحمل بداخله‏ ‏مطالبة‏ ‏خفيه‏ ‏بحقهم‏ ‏فى ‏المعرفة الجوهر‏، والتطور‏ الإبداع، ‏والإحساس‏ ‏الأعمق، والتفرد أيضا.

 (251)

أنا‏ ‏أثق‏ ‏فى ‏حكم‏ ‏الناس‏ ‏مهما‏ ‏تأخر‏ ‏ظهوره،

‏فلا‏ ‏تيأس‏ ‏من‏ ‏إجماعهم‏ ‏أحيانا‏ ‏على ‏الزيف،

 ‏فإنهم‏ ‏بذلك‏ ‏يحترمون‏ ‏المرحلة

‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يعلنون‏ ‏الحقيقة.‏

(252)

إن‏ ‏احتمالك‏ ‏رفض‏ ‏الناس‏ ‏لك، ‏مع‏ ‏استمرارك‏ ‏معهم‏ ‏بكل‏ ‏الألم‏، ‏هو‏ ‏فرصتك‏ ‏فى ‏احترام‏ ‏ذاتك أكثر،

‏وفى تقديس‏ ‏الحياة،

التى لا تكون حياة إلا بهم.‏

(253)

إذا‏ ‏واصلتَ إخفاء‏ ‏رأيك‏ ‏فى مـَنْ أنا، وكيف أنا، ‏فاعلم‏ ‏أن المسافة بيننا تزيد لا تنقص،

ولكن دعنا لا ننسى أن:

 “كل وقتٍ وله آذان”،

وأن كل رأى ليس إلا فرضا محتملا.

 فلماذا نتعجـّل‏. بإصدار الأحكام، ولماذا نتثبت عندها

 (254)

ما دام‏ ‏الأفراد‏ ‏يولدون‏ ‏ويموتون‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يتموا‏ ‏التكامل:

 ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يكمّل‏ ‏الناس‏ ‏بعضهم‏ ‏بعضا، دون أن يتوقفوا متداخلين بعضهم فى بعض مثل “القفل والمفتاح”، (الضبة والمفتاح)،

القاعدة الأبقى هى أنه:

مِنْ كلٍّ حسب فيـْضـِه،

ولكلِّ حسب كدْحــه.

(255)

لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏الآخرين‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تحب‏ ‏نفسك، جرّب أن تفخر بينك وبين نفسك: أنك ‏من‏ ‏عباد‏ ‏الله‏ ‏الذين‏ ‏يستحقون‏ ‏الحياة، ‏بما هـُمْ‏ ‏أحياء،…

 هكذا نحـبُّـكَ،  فتحب نفسك، فتحبهم.

 (256)

ما دمتَ  لم‏ ‏ولن تكتمل وحدك:

 فلا تكف عن محاولة التواصل دون أن ‏ ‏تنزعج‏ ‏لعزوف‏ ‏الآخرين،

فيكون النقص المتحرك إليهم: إليه، هو الكمال بعينه.‏

(257)

إذا‏ ‏حاولتَ‏ ‏معهم‏ ‏صادقا، ‏فأنت‏ ‏دائما‏ ‏الرابح‏،  ‏مهما‏ ‏فشلت، ‏”لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ”،

 ‏ولكن‏ حرِّض‏ ‏الناس‏ ‏على ‏القتال الشريف سعيا إلى بعضهم البعض، وأنت منهم، ومعهم.‏

(258)

‏ ‏إذا‏ ‏غرّك ظاهر ما تتصور أنه التصوف: ‏فسافرتَ‏ وحدك، فتأكد لو سمحت من اتجاه البوصلة، ربما تكتشف أنك متوجه إلى ‏الصحراء‏ ‏الكبرى، وأنت لا تدرى.

(259)

المحاولة‏ ‏الفردية‏ ‏هى اختبارٌ ‏ضرورى،

‏والمحاولة‏ ‏الجماعية‏ ‏التزامٌ‏ ‏تلقائى،

ولا غنى عن أىٍّ منهما، لأىٍّ منهما،

فإياك‏ ‏أن‏ ‏تكتفى ‏بإحداهما‏ ‏عن‏ ‏الأخرى،

 وإياك أن تعجز عن  التمييز بينهما.

 (260)

ليختلف‏ ‏عنى ‏من‏ ‏أراد،

 ‏على ‏أن‏ ‏يعمل،‏ ‏ويسعد‏، ‏ويستمر، ويعطى، ويتغير،

 فأنا الكسبان من كل ذلك.

أعنى: “نحن”

(261)

مادمنا‏ ‏معا‏ ‏فاختلافـنا‏ ‏يثرينا،

 ‏فإذا‏ ‏افترقنا‏ ‏فاختلافـنا‏ ‏مسئوليتنا،

‏وسوف نلتقى إلى ما بَعْدَنا، وفيمن بعدنا وإنْ طال الزمن:….

(262)

الانتصار‏ ‏الحق‏ ‏لن‏ ‏يكون:  ‏بالعزلة والتفوق تفرُّداً‏،

‏ولكن‏ بأن تسير بينهم:

تحمِلُ الحقيقة، وتتحدث‏ ‏بلغتهم‏،

فيتحول‏ ‏مسارهم‏ نحوك، معهم، إليهم، إليه،

…..برغم‏ ‏كل‏ ‏شئ.‏

(263)

لن‏ ‏يخدعنى ‏مديحك، ‏إن‏ ‏كنتَ‏ ‏صادقا‏ ‏فانظر‏ ‏فى ‏نفسك، ‏لأن‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يستأهل‏ ‏المديح‏ ‏فىّ .. ‏هو‏ ‏موجود‏ ‏فيك،

 ‏انهض‏ ‏وفجـِّره‏.. ‏لك‏،.. ‏فهو‏ ‏شرفك‏ ‏ومسئوليتك‏ ‏معا، ‏فجِّره فيكَ يتفَّجر لنا،

 فإن لم تفعلْ، أو ادَّعيت أنك لم تستطِعْ، وأنك لا تستطيع، فكفّ ‏عن‏ ‏مديحى ‏اعتماد‏ا ‏علىّ، ‏حتى لا تتخلى‏ ‏عن‏ ‏مسئوليتك‏

عنـِّى،

وعنـْك،

وعنـْهم‏.

(264)

كيف‏ ‏أحبس‏ ‏رأيى ‏عنك،‏ ‏وأنا‏ ‏واثق‏ – ‏ولو‏ ‏خطأ‏ – ‏بصوابه‏؟

            .. ‏إلا‏ ‏إن‏ ‏كنتُ‏ ‏أحتقرك،

‏ ‏أو‏ ‏أخافُ‏ ‏منك‏.

أو أؤجل لأجلٍ مسمَّى، أو غير مسمى

(265)

التواصل‏ ‏بين‏ ‏الناس، ‏يتم‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏محاولة‏ ‏التفاهم‏ ‏بين‏ ‏المناطق‏ ‏المتباعدة‏ ‏من‏ ‏دوائرهم‏ ‏المتداخلة،

إذا كنت تريد التواصل من خلال الاختلاف العادل فعلا: فاحذر أن تشمل  ‏دائرتـُك‏ ‏كلَّ‏ ‏دوائر‏ ‏محاولاتهم‏.

(266)

صراع‏ ‏الجميع‏ ‏على ‏الفوز‏ ‏باحتكار الجنان:‏

 ‏يدل‏ ‏على ‏مدى قبح ‏خيالات‏ ‏السعادة‏ ‏بجريان‏ ‏أنهار‏ ‏الدم وأحكام الاستبعاد للآخر المختلِف.

(267)

إذا‏ ‏كنت‏ ‏تشكو‏ ‏الضياع‏ ‏بحجة‏ ‏أن‏ ‏والديك‏ ‏أضاعاك‏

 … ‏فاعلم‏ ‏أنه‏ ‏لا فرق‏ ‏بين:

‏ ‏أن‏ ‏تتبعهما‏ ‏تماما..، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏تخالفهما‏ ‏تماما.‏

 (268)

قد‏ ‏يفيدك‏ ‏فى ‏الحكم‏ ‏على ‏الأشياء‏: ‏أن‏ ‏يُجمع‏ ‏الآخرون‏ (‏أو‏ ‏يتفق‏ ‏أغلبهم‏) ‏على ‏نفس‏ ‏حـُكمك، ‏

ولكن‏ ‏حذار ‏أن‏ ‏تتصور‏ ‏أنها قاعدة صحيحة طول الوقت،

 إن ‏كثرة‏ ‏العدد‏ ليست ‏أصدق‏ ‏من‏ ‏صلابة‏ ‏الحق‏ ‏فى ‏ذاته….،….، ورحم‏ ‏الله‏ ‏الحلاج وغفر لمن حكـِّموا فى محاكمته!! فحكموا.

(269)

قد‏ ‏تقبل‏ ‏رأى ‏الأغلبية‏ ‏لأنها‏ ‏حقيقة‏ ‏ظاهرة على السطح، ‏

وحتى لو اتفقوا على ‏الكذب‏، فعامل رأيهم  بجدّية‏، باعتباره‏ ‏إشارة‏ ‏إلى ‏صدقٍ محتمل،

‏لا‏ ‏أكثر‏.

 (270)

إذا‏ ‏كنتَ‏ ‏قد‏ ‏رفضتَ‏ ‏علاقات‏ ‏كرات‏ ‏البلياردو‏ ‏الخشبية‏ ‏المستوردة‏ ‏من‏ ‏صقيع‏ ‏الشمال، ‏فلماذا‏ ‏تصر‏ ‏على ‏الاقتداء‏ ‏بمـُثـُلِهَا‏ ‏العليا‏ ‏ذات‏ ‏الأسماء‏ ‏اللامعة‏ ‏التى ‏تخفى ‏وراءها‏ ‏حقيقتها الخشبية المتصادمة أيضا:

سرَّا وعلانية.‏

(271)

كيف‏ ‏تتمنى ‏الموت‏، ‏وفى ‏الأرض‏ ‏آلاف‏ ‏الملايين‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏الأشقياء‏، ‏يحتاجون بقاءك معهم، لك، ولهم،

كُفّ عن الأنانية فأنت الخاسر يا غبى.

(272)

كـُتـب‏ ‏على “العارفين”، و”الواقفين”، و”العلماء”:

‏التحايل‏ ‏لتوصيل‏ ‏ما عرفوا‏ ‏للناس،

 ‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏يدفعون‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏ثمناً‏ ‏غاليا‏ ‏غاليا،

 ‏لكنهم يكسبون أنفسهم ويثرون ناسهم،

حتى رغما عنهم.

(273)

مباريات‏ ‏كأس‏ ‏العالم‏ ‏المذاعة‏ ‏بالقمر‏ ‏الصناعى، يمكن أن تكون ‏دواء‏ ‏لكل‏ ‏تعصّب‏ ‏غبى،

 ‏فهى تشفى من‏ ‏مرض‏ ‏احتكار‏ ‏الجنّات‏ ‏الخاصة،

 ‏ذلك‏ ‏لمن‏ ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يفهم‏ ‏ما‏ ‏بعد‏ ‏الثلاث‏ ‏خشبات،

‏ثم ماذا يقبع فوق‏ ‏الأربع‏ ‏خشبات‏.

 (274)

تأمل‏ ‏خطوط‏ ‏لغة‏ ‏لاتعرفها:                                 

تنفتح‏ ‏عليك‏ ‏آفاقٌ‏ ‏إنسانية‏ ‏بلا‏ ‏حدود.

ربما لم تعرفها من قبل.

(275)

معايشتك‏ ‏اختلافك‏ ‏عن‏ ‏الإسكيمو‏ ‏فى ‏القطب‏ ‏الشمالى،

 ‏وعن‏ ‏عرائس‏ ‏الحلوى ‏فى ‏هوليود،

‏إنما‏ ‏يؤكد‏ ‏إنسانيتك‏ ‏ويفتح‏ ‏آفاق‏ ‏وعيك،

                         فإلى أين الهرب؟‏

(276)

غالبا‏ ‏يكون‏ ‏مجرد‏ ‏وجودك‏ ‏تحت‏ ‏الطلب:

 ‏أكثر نفعا‏ ‏من‏ ‏وصايتك عليهم بحماية لم يطلبوها.‏

(277)

أحيانا‏ ‏تكون جاهزيتك للوجود‏ ‏تحت‏ ‏الطلب: ‏هى‏ ‏الامتحان‏ ‏الحقيقى ‏لاستعدادك‏ ‏للعطاء، ‏وهو‏ ‏أكثر‏ ‏صعوبة‏ ‏من‏ ‏الحماس،‏ ‏المستمر‏ ‏المتحفز،‏ الملاحِق، تحت وهم العطاء المبادِرْ .‏

(278)

الناس‏ ‏تحتاج‏ ‏أكثر‏ فأكثر:

 ‏إلى ‏موصِّل‏ ‏جيد‏ ‏بين‏ ‏دوائر‏ ‏الناس‏ ‏ودوائر‏ ‏الكون،

 ‏لا‏ ‏إلى ‏من‏ ‏يفتى ‏بالأحكام‏ ‏اللفظية‏ ‏الكهنوتية،

أو‏ ‏يقهـَر‏ ‏بالوصفات‏ ‏الطبية‏ ‏الإخمادية.‏

(279)

الناس‏ ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏موصـِّلٌ‏ ‏جيد‏ ‏للوعى الكونى‏ ‏الأعظم‏،

 ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏حاجتها‏ ‏إلى:                                       

آمِـرٍ ‏بمعروف‏ ‏مِـمَّـنْ لا يعرف المعروف،

أو ‏ناهٍ‏ ‏عن‏ ‏منكرٍ لا يستنكره.

 (280)

الناس‏ ‏يستعمل‏ ‏بعضهم ‏بعضا‏ ‏لأغراض‏ ‏لا‏ ‏تخطر‏ ‏على ‏بال‏ ‏بعضهم البعض.‏

           ولِمَ لا؟!!

 ماداموا يواصـِلون السير بعضهم مع بعضهم؟

(281)

كل‏ ‏من‏ ‏ادّعى ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏الآخرين‏ ‏كاذبٌ غالبا،

 ‏وربما هو‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يستعملهم‏ ‏فى ‏السر‏،

‏حتى ‏لا‏ ‏يطالبونه‏ ‏بالثمن.

 (282)

فضائيات الأقمار‏ ‏الصناعية قد تزيد تشتت وعى أفراد النوع البشرى حتى يتحولوا إلى ذراتٍ متباعدة سبحان من يجمعها !

(283)

سخريتك‏ هى ‏سيفك‏ ‏اللاذع‏ ‏الذى ‏يحميك‏:

 ‏من‏ “‏الاقتراب‏” ، ومن‏ “‏الإحساس‏ ‏الصادق‏”،

‏ولكن‏ يا ‏ويلك‏ ‏من‏ ‏داخلك،

 ‏فواصل‏ ‏التمنى ‏أن‏ ‏تموت‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تعرف:

عار‏ ‏انفصالك‏ ‏عن‏ ‏الناس‏، ‏من‏ ‏خلال‏ ‏تجريحك‏ ‏الدامى الذى ‏لوَّثك قبل أن يصل إليهم.

(284)

سخريتك‏ ‏اللاذعة‏ قد ‏تعلن‏ ‏ذكاء‏ ‏عقلك‏،

ولكنها‏ ‏تفضح‏ ‏بلادة‏ ‏حسك.‏

(285)

سخريتك، ‏إن‏ ‏صدقتْ، ‏تحمِّلك‏ ‏مسئولية‏ ‏تغيير‏ ‏ما‏ ‏تسخر‏ ‏منه،  وإلا‏ ‏فأنت‏ ‏جالس‏ ‏على ‏سنان‏ ‏وحدتك‏ ‏مصلوبا‏ ‏على ‏خازوق  “الغرور ‏الفوْقى الغبىّ”.

(286)

لا‏ ‏تفرح بوجاهة‏ ‏سخريتك، فهى تـُـبعدك على حسابك دون أن تدرى

(287)

حين تطفئ بوْلة سخريتك الباردة ‏ ‏نار‏ ‏رؤيتك

سوف تـَعمى عن بذاءة فعلك.

وعن المسافة التى تخلـَّقت بينك وبين من سَخِرْت منه …

                                                  يا غبى!

(288)

عليك أن تقيس مودَّة أقرب الناس إليك:

بمدى دفـْعـِهـَا لك أن تحب أبعد الناس عنك.

 (289)

لو‏ ‏علم‏ ‏الناس:‏ ‏كل ما ينبغى أن يعلمه الناس عن الناس:‏

 ‏لاختلـّت أغلب القوانين السائدة لتتخلق قوانين جديدة.

(290)

كلما‏ ‏تعمقتَ‏ ‏فى ‏طبقات‏ ‏ذاتك‏ ‏والناس‏، تضاءلت‏ ‏الفروق‏ ‏الفردية‏،…..

لكن إياك أن تصل‏ ‏إلى ‏الوحدة‏ ‏المتماثلة‏ ‏المكررة: ‏واحذر‏ ‏التلاشى ‏الأعمى‏، لتظل “أنت”: “نحن”: بالأصالة عن نفسك وبالنيابة عنـّا

(291)

حركة‏ ‏مفتاح‏ ‏المذياع‏ ‏بين‏ ‏محطات‏ ‏العالم‏: خليقة‏ ‏بأن‏ ‏تذيب‏ ‏التعصب‏ ‏المعشش‏ ‏فى ‏خلايا‏ ‏غبائك‏، هذا التعصب ‏الذى أغراك أن: تكره، وربما تقتل، من لم تفهم لغته.

كم عدد اللغات التى يمكن أن تصلك من مذياع بحجم الكف؟ نحن‏ ‏لا نتماثل‏ ‏لنتلاشى .. ‏ولكن‏ ‏لنتأكد‏ ‏من‏ ‏المشاركة‏ ‏فى ‏أصل‏ ‏الوجود، ‏ثم‏ ‏يعود‏ ‏كل‏ ‏منا‏ ‏إلى ‏مكانه‏، دون أن نفترق، يعود كلُّ منـّا:

  • ‏أطول‏ ‏ذراعا،
  • ‏وأعمق‏ ‏وعيا،
  • ‏وأكثر‏ ‏أمانا..‏

ليبدأ كلٌ منا من جديد              

وباستمرار، إلينا: إليه.

(292)

إذا‏ ‏امتلكْـتــُكَ‏ ‏الآن‏ ‏لتكمل‏ ‏نقصى بدعوَى أننى أحبك،

فمن حقك أن تفعل مثل ذلك معى، ثم يا ترى:

 هل ننطلق معا إليهم،  أم نموت بعضنا “فى” بعض،

 ‏فلا يتكامل أىُّ “منا” “بنا” أبداً؟

(293)

لا تحمِلـْنِى: لا على كتفك ولا فوق ظهرك،

وطبعا ليس فى بطنك..

‏  خذْ‏ ‏بيدى:

  • إليك،
  • إليه،
  • إلىّ،
  • إلينا،
  • إليه.

 (294)

إن‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏يغريك‏ ‏بغنجه‏، ‏ليتمتع‏ ‏بشقائك‏ ‏حين‏ ‏يعلـن‏ ‏صدَّه لك‏،

 (‏يتساوى‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏إغواء الجنس أو التلويح بالسلطة … الخ)

(295)

من‏ ‏حبى ‏لك‏ ‏ألا‏ ‏أدعك‏ ‏تقترب‏ ‏منى ‏أكثر من ذلك‏، ‏وأيضا: ألاّ نتوقف بعيدا عن بعضنا أبعد من ذلك،

دعنا ننطلق “معا” “إليهم”:

بما يحتوى ذلك، وغير ذلك.

(296)

الحب‏ ‏ المغلق عليكـُما قد‏ ‏يحفظ‏ ‏بقاءكما معاً

لكنه‏ ‏وحده‏ ‏لا يثرى ‏وجودكما، ولا يدفع‏ ‏عجلة‏ ‏نموكما‏:

إلينا: إليه

(297)

الحب‏ ‏الثنائى بداية مشروعة رائعة، لإجراء عملية تجميل وجدانك، وهى تحتاج إلى مخدر قوى لذيذ،

 لكنك لن تتبين نتيجة العملية إلا بعد انتهاء مفعول المخدر:

 حين ترى موقعكما  منكما، ومن جماعة “الناس” التى تشمـَلكُما معا على الطريق المفتوح،

“إليه”،  بلا نهاية.

(298)

إذا‏ ‏أردت‏ ‏الأمان‏ ‏مع‏ ‏شريكك: ‏أحببته‏ ‏بالأصالة‏ ‏عن‏ ‏نفسه، ‏والنيابة‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏الناس،

 شريطة‏ ‏ألا يحل الناس محله تماما.

 (299)

حين‏ ‏يحب‏ ‏الإنسان‏ ‏أحدا‏ ‏أكثر‏- جدا ودائما وفقط – من‏ ‏أىِّ ‏أحد‏ ‏آخر‏، مع أنه يرى جوهر الوجود فى الجميع، ‏فقد‏ ‏ضل‏ ‏الطريق‏ ‏”إليه”.

(300)

إذا‏ ‏أحببت‏ ‏الله‏ ‏فىّ … ‏فسوف‏ ‏تحبه‏ ‏فى ‏نفسك‏ ‏

                               وفى ‏كل‏ ‏الناس،

‏أما‏ ‏إذا‏ ‏أحببتنى ‘‏أنا‏’ ‏القشرة،……‏فقد‏ ‏أشركتَ بالله‏،

 فلا تتوقف عندى إلا انتظاراً لسقوط القشرة،

ثم نمـْـضــِـى معا “إليهم”، “إليه”.

(301)

توضأ بالوعى والعدل وأنت مقدم على الحب،

 حتى تُقبَـلَ صلاتك فى محرابه،

وللتَّيَمُّمِ ظروفٌ خاصة.

(302)

يبدو أن كثيرا مما نسميه:‏ “‏الحب”

هو‏ ‏أبعد ما يكون‏ عن ‏”الحب‏”.

(303)

القدرة على الحب: لا تضع شروطا لانطلاقها، حتى إلى غير من لا يستحقها،

فهى قدرة تتولد، وليست مخزنا يَفْرُغ.

(304)

لا تسمح للحب‏ ‏غير‏ ‏المشروط‏ ‏أن يستمر أكثر من حاجة من يحتاجه ،حتى لا تُوقِف نموه.

(305)

الشروط فى الحب تشوِّه مثاليته،

ولكن من قال أنه لابد أن يكون الحب مثاليا؟

(306)

من‏ ‏حق‏ ‏الطفل‏ ‏أن‏ ‏ينال‏ ‏حبا‏ ‏غير‏ ‏مشروط،‏

‏برغم‏ ‏أن‏ ‏حبه‏ ‏مشروط،

 ‏ولكن‏ ‏لا تتمادَ ‏فى ‏ذلك‏ إلا لفترة ضرورته.

 (307)

إذا‏ ‏اكتفيتَ‏ ‏بمنح الحب‏ ‏غير‏ ‏المشروط، ‏فأنت‏ ‏تفرّخ‏ ‏مخلوقات‏ ‏لا تصلح‏ ‏إلا‏ ‏للعيش‏ ‏فى جنة بلا شروط. ‏

(308)

هناك‏ ‏من‏ ‏يعرض‏ ‏عليك‏ ‏قبوله‏ الآن. وإلى ‏الأبد،‏ “‏كما‏ ‏هو”،  ‏فى ‏مقابل‏ ‏أن‏ ‏يقبلك‏ ‏كما‏ ‏أنت:‏ ‏لنفس‏ ‏المدة، وبنفس الشروط‏،

 ‏فيحمى ‏كلٌّ‏ ‏منكما‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏حب‏ ‏الآخر الحقيقى

ما رأيك فى هذه الصفقة الآمنة؟

وهل هى آمـِـنة حقا؟

وهل هى ما تريد؟

(309)

أن‏ ‏تقبل‏ ‏شريكك‏ ‏كما‏ ‏هو‏ وأن يفعل مثلك:

 ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏خطوة‏ ‏حسنة‏ ولازمة: لبدء ‏التواصل..

‏ولكن إياك أن تتوقف عندها،

فتتجمـَّـد حركية التواصل.

(310)

كيف‏ ‏تكتم‏ عنى‏ ‏بقية‏ ‏حضورك‏، ‏ثم‏ ‏تدعى ‏أنك معى بكامل وجودك؟

 ومع ذلك ‏‏فأنا ‏خائف‏ ‏من‏ ‏اقترابك أكثر،

‏ ‏بقدر‏ ‏طمعى ‏فى ‏المزيد‏ ‏منه‏.‏

 (311)

أحيانا‏ ‏يكون‏ ‏ما‏ ‏تكتمه‏ ‏مما‏ ‏تعرفه عنى‏ ‏أكثر‏ ‏منى… ‏لياقة‏ ‏أو‏ ‏ذوقا‏،…

هذا طيب، وما‏ ‏أحوجنى ‏إلى ‏بعض‏ ‏ذلك‏،

‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تتمادى ‏حتى لا أفقد الأمل فى عبور المسافة.

(312)

… ‏أنا‏ ‏أخاف‏ ‏منك‏ ‏مادمتَ‏ ‏تكتم‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏تعرفه‏ ‏عنى،

 لكنه ضرورى أيضا، ‏مَنْ‏ ‏أدرانى ‏ماذا‏ ‏تعرف؟

‏ ‏ أنا نفسى أكتم عن نفسى ما لا أعرف،

                        وأحيانا ما أعرف!

(313)

حين يغلبنى الحذر: ‏أشك فى احتمال‏ ‏احتقارك‏ ‏لى ‏واستهانتك‏ ‏بى، وهو شك يتسلل إلىّ من مسام ما تحجبه عنى خوفا علىّ، أو لطفا بى.

وحين تغلبنى الثقة: أطمئن لمسئوليتك عن ما صرَّحتَ، وما كتمتَ

 و‏أشكرك‏ ‏لأنك‏ ‏كتمت‏ ‏عنى ‏بعض‏ ‏نفسى، ‏فأنا‏ ‏غالبا  لا‏ ‏أقدر طول الوقت‏ ‏على ‏ما ترجوه لى ‏.

 (314)

إحذر‏ ‏من‏ ‏يحب‏ ‏الحيوانات‏ ‏والأطفال‏ والطبيعة ‏فقط،

ربما هو لا يتحمّل الاختلاف مع آخر بشرى يافع جدا.

(315)

أنت‏ ‏فى ‏حضنِى ‏لأنك‏ ‏موجود،

 ‏لا لأنى ‏أحتويكَ بين ذراعىّ.‏

(316)

أنا‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أحب‏ ‏العدم،

فإذا‏ ‏أحببتـُك‏ ‏فأنت‏ ‏موجود،

‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏تظهر معالمك لهم مستقلة.

 (317)

إذا‏ ‏أحببتَ‏ ‏شخصا‏ ‏فلا‏ ‏تستعمله‏ ‏إلا‏ ‏برضاه،

 ‏وستقبل‏ ‏بالتالى ‏أن‏ ‏يستعملك برضاك،

على أن ‏يكون‏ ‏هذا‏ ‏التبادل، علانية وصدقا،

فهى ‏الصحبة‏ ‏الأقدر على الاستمرار والمرونة “إليهم” “إليه”.

(318)

لا‏ ‏تستعمل‏ ‏من‏ ‏لا‏ ‏تحب‏ ‏إلا‏ ‏بعقد‏ ‏تجارىّ،

‏حتى ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏مسجِّل‏ ‏العقود‏ ‏يلبس‏ ‏عمامة‏..

‏وأوْلى ‏بك‏ ‏تسمية‏ ‏الأشياء‏ ‏بأسمائها.‏

(319)

أحيانا‏ ‏تكون‏ ‏المصافحة‏ ‏باليد‏ ‏أغلى ‏وأقوى:

  • ‏من‏ ‏الحضن‏ ‏المستجـْـدِى،
  • ‏ومن‏ ‏الحُضن‏ ‏المُحتوِى.‏
  • ومن الحضن الملتهِـِـم.

 (320)

احذر‏ ‏مَنْ‏ ‏أحبك‏ ‏لشخصك جدا فقط،

 ‏فليس‏ ‏فيك‏ ‏ما‏ ‏يميـِّزك‏ ‏عن‏ ‏الآخرين جدا،  فعلا،

.. إلا فرصة التلاقى وبعض الهوامش.

العامل المشترك الأعظم أبقى وأجمل وأضمن.

(321)

أنا‏ ‏مع‏ ‏التميُّز‏ ‏البشرى ‏على ‏أساس‏ ‏تطورى،

لكن تذكّر كم هو عبءٌ خطير، إنه يعنى أنّ:

  • رؤيتك لهم أشمل، ومسئوليتك‏ ‏عنهم‏ أكبر
  • وقبولك لهم أرحب

دون إعلان أىٍّ من ذلك.

(322)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏الشمس‏ ‏قد‏ ‏أشرقت‏ ‏فعلا‏ ‏فى ‏داخلك…،

‏فلماذا‏ ‏تتبعنى‏؟

وإذا‏ ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏أشرقت‏ ‏فعلا‏ ‏من‏ ‏داخلك،‏

‏فلماذا‏ ‏تهرب‏ ‏منى؟

الكواكب‏ ‏لاتتبع‏ ‏بعضها، ‏ولا‏ ‏تهرب‏ ‏من‏ ‏بعضها،

 ‏وإنما‏ ‏تنتظم‏ ‏مع‏ ‏بعضها فى فلك أكبر فأكبر

‏ يَدُك‏ ‏فى ‏يدى ‏حتى ‏لايختل‏ ‏قانون‏ ‏الأكوان، إليه‏.‏

(323)

أنا‏ ‏مع‏ ‏التميـّز‏ ‏البشرى ‏على ‏أساس‏ ‏تطورى على شرط:

 ‏ أن ‏يـُفـْتـَح‏ ‏الباب‏ ‏على ‏مصراعيه، ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يريد ‏أن‏ ‏يكتمل “إليه”: بأن يواصل الكدح نحوه‏.

التميـّز يكون بجدِّية السعى،

وليس بأسبقية الوصول.

(324)

التميـُّـز‏ ‏البشرى‏ ‏قائم‏ ‏على ‏أساس‏ ‏بديهى:

‏هو‏ ‏أن‏ “‏الكل‏ ‏أكمل‏ ‏من‏ ‏الجزء‏”

فإن كنت تمثل الكل فأنت متميز عن كل فرد على حدة،

وإن كان همك الكل فسوف تأخذ نصيبك تميـُّـزا بهم، لا على حسابهم.

أما إذا تميزتَ أنت لكَ وحدَك، فافحص موقعك،..

واحسب خسارتك.

 (325)

إذا‏ ‏خانتك‏ ‏الشجاعة‏ ‏أن‏ ‏تعلن‏ ‏تميزك‏ السرّى ‏عن‏ ‏الآخرين،

فلا أقل من ان تتخفف من شكواك الدائمة:

                       أن حظـَّك أقل منهم.

(326)

على ‏قدر‏ ‏السعى، ‏والأمانة‏، ‏والمحاولة‏، والكدح: ‏                                     يكون‏ ‏التميــَز من حقك‏،

 ولكن لا  تنْسَ أنه تميز لهم وليس على حسابهم، وهو قابل للتراجع متى تلكأتَ أو توقفت.

(327)

لما‏ ‏كان‏ ‏سُـلــَّم‏ ‏التميز‏ ‏مفتوح‏ ‏لمن‏ ‏يكدح إليه صاعدًا‏ ‏بلا‏ ‏شروط‏ ‏مُسَبقة، كان‏ ‏لابد‏ ‏بأن يقاس عائد تميزه بما أضاف له، وللناس،

للحياة وللأحياء.

(328)

قد‏ ‏تـُفضِّل‏ ‏شخصا‏ ‏عن‏ ‏آخر، ‏ليس‏ ‏لأنه‏ ‏أفضل‏ ‏منه، ‏ولكن‏ ‏لأنه الأقرب الذى‏ “‏يحاول‏” ‏بجدٍّ ‏أكثر‏..،

فهو يعينك، فتعينه، “إليه”.

(329)

إذا‏ ‏استعملتَ‏ “الآخر”‏ ‏لسد‏ ‏احتياجك‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏زمان،

‏فلا‏ ‏تتركه‏ ‏إلا‏ ‏إن‏ ‏دفعت‏ ‏دينك‏ ‏بالكامل..‏، وإلا:

 فسوف تدفعه مضاعفا لمن‏ ‏يستعملك‏ ولو سرًّا ‏بنفس‏ ‏النذالة المشروعة!، 

خاصة ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تهمد‏ ‏مناوراتك،‏  ‏وتفسد‏ ‏أسلحتك.‏

(330)

لا‏ ‏تحب‏ ‏عدوك‏ ‏دون‏ ‏شروط‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏يصل حبك له ضعفا، فيتمادى فى قتل إحساسه على حسابكما.

(331)

أحب‏ ‏فى ‏عدوك‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكونه‏

 ‏فإذا‏ ‏انتصرتَ‏ ‏على عدوانيته، بحبك له:

‏فقد‏ ‏تتيح‏ ‏له فرصة‏ ‏أن‏ ‏يرى ‏الخير‏ ‏بداخله‏،

 فينمو خيرك  أكثر أنت أيضا.

(332)

إذا‏ ‏أحببت‏ ‏جوهر‏ ‏إنسان‏ ‏يلتحف‏ ‏بدرع‏ ‏الشر‏ (‏خاصة لو كان ذلك من‏ ‏فرط‏ ‏الخوف‏)، ‏فلا‏ ‏تتراجع‏ ‏عن‏ ‏الوصول‏ ‏إليه، مهما بلغ الصدّ

 ‏ فهذا‏ ‏حقك‏ ‏عليك..،

 بقدر ما‏ ‏هو‏ ‏حقه‏ ‏عليك.‏                                      

(333)

الزواج‏ ‏مزرعة‏ ‏للكراهية،

‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏طريقا‏ ‏إلى ‏الله.. .‏

فواصل‏ ‏البحث‏ بِكُمَا:

                  ‏فى ‏داخلكما‏، وخارجكما

                               مع الناس،

                                             … “‏إليه”.‏

(334)

الزواج‏ نشأ كحاضنة ‏لتفريخ‏ ‏أنواع‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏البشر،

‏فاحذر‏ ‏أن‏ ‏تقـلـِبـَه‏ ‏مخزنـًا‏ ‏لعرائس‏ ‏المولد‏.‏

(335)

ما‏ ‏أبشعٍ‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏رجل‏ ‏وامرأة‏ ‏تحت‏ ‏سقف‏ ‏واحد، ‏ولا همَّ‏ ‏لأى ‏منهما‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يستلب‏ ‏من‏ ‏الآخر‏ إحساسه ‏بذاته، ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏إحساسه‏ ‏بالناس،

وبما قبل وبعد ذلك.

(336)

الزواج‏ ‏هو‏ ‏الفرصة‏ ‏التى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تختبر فيها قدرتك على الاستمرار مع من ليس نسخة منك،

وهو هو الغرفة المظلمة التى يمكن أن تخدع  فيها نفسك بزعم تحميض أفلام صور التشابه، وكأنها الوسيلة للاستقرار للاستمرار.

(337)

لاسبيل‏ ‏إلى ‏معرفة‏ ‏صدقك‏ ‏فى ‏المحاولة‏،….إلا‏ ‏بالالتزام‏ المعلن ‏المتبادل‏، وبالعدل الممكن سرا وعلانية:

‏ .. ‏بلا‏ ‏أجل‏ ‏مسمى.‏

(338)

الزواج‏ ‏هو‏ ‏الاختبار‏ ‏الحقيقى: للقدرة‏ ‏على ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏المتناقضات  ‏لحما‏ ‏ودما،.. تحت سقف واحد، فى حجرة مغلقة: دون أن تختنق.

(339)

أنت‏ ‏تؤجل‏ ‏هذه‏ ‏المحاولة‏ (‏الزواج‏):  ‏إلى ‏أن‏ ‏تيأس‏ ‏من‏ ‏إمكان‏ ‏نجاحك‏ ‏فيها،

‏ثم قد‏ ‏تستسلم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏إلى ‏أبشع‏ ‏صورها‏، 

فى ظل ما وصلتَ إليه من ‏ ‏العجز‏ ‏والإنهاك والعَمَى.

(340)

لا تتمسك‏ ‏بالعيش‏ ‏مع‏: ‏امرأة‏ ‏حمقاء،‏

كما لا تتمسكى بالعيش مع رجل‏ ‏غبى ‏الإحساس.

إذا أصر أىٌّ منهما على التوقف عن المحاولة

ولا تستمرا فقط بحجة ‏مصلحة‏ ‏الأولاد،

فقد تكون الفرصة المتاحة بدونكما معاً: أحنى ‏‏على ‏الأطفال‏ ‏من شوك‏ ‏الكذب المُـوَثــَّق‏.

(341)

معظم الناس‏ ‏تخاف:‏

  • ‏أن‏ ‏تُحِـسّ،
  • أن‏ ‏تحِـب،
  • ‏أن‏ ‏تـُحَـبّ،
  • أن‏ ‏تـقـترب،
  • ‏أن‏ ‏تغامـر،

 لكنها تواصل التلذذ التحتىّ :

  • بالانجذاب، ‏
  • والكيمياء،
  • والجنس،

بورقة أو بغير ورقة،

ثم تفاجأ بِقِصَرِ العمر الافتراضى لما حسبوه:

  • غاية المراد،
  • وحلم الفؤاد،

وقد‏ ‏يـُـبَرِّرَوُن ‏كل‏ ‏ذلك‏:‏ بالدين‏ ‏والزواج‏ ‏والأولاد.

(342)

السيجارة‏ ‏هى ‏الصاحب‏ ‏المطيع:‏

  • ‏المؤقت،‏
  • ‏القريب،‏ ‏
  • البعيد،‏
  • ‏المحترق لك،‏
  • ‏القاتل الناعم‏، ‏

الحاجة اللحوح إليها إعلان عن عجزنا عن أن نتواصل كما خلقنا الله.

(343)

قد‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏التقاء‏ ‏جسدين‏ ‏ابتعادٌ‏ ‏بين‏ ‏جوهر ‏صاحبيهما‏ ‏لملايين‏ ‏الأميال.‏

(344)

فى ‏الإنسان‏ ‏المتكامل ‏لا ‏تنفصل‏ ‏اللذة‏ ‏الجنسية‏ ‏عن‏ ‏الصلاة،

‏فتذكـّر‏ ‏أن‏ ‏تكبير‏ ‏الله‏ ‏كان‏ ‏يصاحب‏ ‏ذروة‏ ‏النشوة‏ ‏العبادة‏.‏

(345)

إذا‏ ‏أردت‏ََ ‏أن‏ ‏تعرف‏ ‏طبيعة‏ ‏اللذة‏ ‏التى ‏تمارسها،‏ ‏فانتظر‏ ‏حتى ‏تنتهى ‏منها،  ثم‏ ‏انظر‏:

‏هل‏ ‏أنت‏ ‏أقرب‏: إلى ‏شريكك،.. ‏وإلى ‏نفسك، ‏وإلى ‏الله‏‏؟

أو‏ ‏أين‏ ‏أنت بالله عليك؟؟‏‏؟‏

(346)

بعد انتهاء الممارسة اللذية انظر فى نفسك وفى شريكك:  هل أنت:

  • جديد؟
  • أم انطفأتَ ونسيتَ؟
  • أم جُعْـتَ أكثر؟

(347)

اللذة‏ ‏التى ‏لا‏ ‏تثريك‏ ‏وتساعد‏ ‏نموك؛‏ ‏تحطمك‏،

‏إلا‏ ‏إن‏ ‏كانت‏ ‏رشوة للانتظار، أو‏ مبررا ‏للاستمرار،

‏حتى ‏تفيض‏ ‏الأنهار.‏

(348)

فى ‏الجنس.. ‏مثلما‏ ‏هو‏ ‏فى ‏الحب،

          ‏لابد‏ ‏من‏ ‏الأخذ‏ ‏والعطاء،

فاحذرى ‏الأخذ‏ ‏فقط،

واحذر‏ ‏العطاء‏ ‏فقط،

والعكس‏ ‏بالعكس.

 (349)

ليس‏ ‏الجنس‏ ‏الكامل‏ ‏نكوصا‏ ‏فى ‏خدمة‏ ‏الذات،

 ‏ولكنه‏ ‏محاولة‏ ‏كمال‏ ‏فى ‏اتجاه‏ ‏الإنسان‏ ‏الكل‏ ‏الواحد.‏

(350)

كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏العضو‏ ‏الجنسى ‏أكثر‏ ‏صدقا‏ ‏فى ‏رفض‏ ‏الزيف‏، من صاحبه، فيحتج بالفشل.‏

ولكن‏ ‏حذار… ‏فكثيرا‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ هذا العضو: ‏أكثر‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏صدق العلاقة، وإعادة الولادة،  فيعجز بالفشل.

(351)

قد‏ ‏ينجح‏ ‏الجنس منفصلا‏ ‏لأنك‏ ‏حيوانٌ‏ ‏أعمى،

‏وقد‏ ‏يفشل‏ ‏لأنك‏ ‏بين‏ ‏الإنسان‏ ‏والحيوان،

‏            ثم‏ ‏ينجح‏ ‏إذا‏ ‏تكاملتَ‏ ‏إنسانا..‏

وحينذاك‏ ‏قد‏ ‏يكون اللقاء الجنسى:

                                   ..‏ ‏صلاة أخرى.‏

(352)

الاستسلام‏ ‏الإيجابى ‏هو‏ ‏أن‏ ‏تعطى ‏ذاتك‏ ‏حتى ‏تذوب، ‏مع‏ ‏الاحتفاظ‏ ‏بالقدرة‏ ‏على ‏التخلق‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏أكبر‏ ‏وأوْعى،

أما الاستسلام الغبى فهو الغيبوبة الوقتية إلى جوع جديد.

(353)

القدرة‏ ‏على ‏حب‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏ ‏حتى‏ ‏الالتحام‏ ‏الكامل هى طبيعة بشرية، ‏ولكن‏ ‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تفرِّق‏ ‏بين:

‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏الاقتراب من الكل،

والاحتياج إلى استعمال الكل،

 ‏فإذا‏ ‏وثقتَ‏ ‏من‏ ‏الفرق، ‏فقد‏ ‏يُغنى ‏الواحد(ة) ‏‏عن مواصلة الجوع إلى‏ ‏الكل.‏

(354)

الحرية‏ ‏الجنسية، ‏ تبدو أحيانا كما لو كانت خطوة نحو الحرية الشاملة،

لكن هل يمكن أن تتواجد حرية جنسية  منفصلة أصلاً عن الحرية الشاملة،

علما بأنه لا توجد حرية شاملة إلا باستمرارك إليها، وانت تدفع ثمنها بمسئولية وأمانة ومثابرة.

فلا تستسهل وتكذب على نفسك حتى لا يحل الفرع محل الاصل.

(355)

الحرية‏ ‏الجنسية‏ ‏تلوّح ‏بالقدرة على التواصل العميق مع‏ ‏كل‏ ‏البشر،

‏ولكنها‏ ‏قد‏ ‏لا‏ ‏تعلن ‏إلا‏‏ ‏العجز عن الالتزام‏ ‏ ‏نحو‏ ‏‏واحد‏، أو واحدة ‏من‏ ‏البشر‏.

(356)

الرجل‏ ‏المسترجل‏ ‏ألعن‏ ‏وأقبح‏ ‏من‏ ‏المرأة‏ ‏المسترجلة‏.

(357)

المذاهب‏ ‏والأديان‏ ‏التى ‏تهمّش‏ ‏الجنس‏ ‏فى‏ ‏الحياة: قد‏ ‏يئستْ غالبا‏ ‏من‏ ‏الارتقاء‏ ‏بالجنس‏ ‏حتى ‏مرتبة‏ ‏الصلاة‏.‏

(358)

غرور الرجل يحرمه من رؤية جمال العلاقة النــِّـدّية،

والعلاقة الندية تشمل:

 الاحترام،

والأخذ،

 والعطاء،

والحضور،

 والحب،

واللذة، والعدْل.

(359)

لا فرق‏ ‏بين‏ ‏الرجل‏ ‏والمرأة‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏نقطة‏ ‏البداية، وباب‏ ‏التطور‏ ‏مفتوح‏ ‏لبنى ‏البشر‏ ‏جميعا‏، فلماذا لا يتكافلان فيتكاملان:

يبدأ كلٌّ من موقعه: إلى من يجمعهما “إليه”؟

(360)

لن‏ ‏يكتمل‏ ‏الرجل‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏قبـِـل‏ ‏الأنثى ‏فيه‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يتخلى ‏عن‏ ‏رجولته..،

‏ولن‏ ‏تكتمل‏ ‏المرأة‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏أيقظت‏ ‏الذكر‏ ‏داخلها،‏ ‏ليكمل‏ ‏أنوثتها‏

 ‏فتصبح‏ ‏العلاقة‏ ‏الجنسية‏ ‏الثرية‏: ‏أربعة‏ ‏فى ‏واحد‏..، ‏لينفصلا‏ ‏إلى ‏اثنين‏ ‏أكثر‏ ‏تكاملا‏ ‏ونضجا‏،

وهكذا، باستمرار!

(361)

إذا‏ ‏قبل‏ ‏الرجل‏ ‏أنثاه‏ ‏داخله، ‏انتشرت‏ ‏النشوة‏ ‏إلى ‏كل‏ ‏خلاياه، ‏وتمتع‏ ‏حتى ‏بمشاعر‏ ‏الأمومة‏ ‏المستقبِـِلة‏ ‏وهو‏ ‏فى ‏قمة‏ ‏زهوه ‏ ‏برجولته‏.

(362)

إذا‏ ‏أيقظت‏ ‏المرأة‏ ‏ذكـرها ‏داخلها‏ ‏تمتعت‏ ‏أيضا‏ ‏بلذة‏ ‏الاقتحام..، لتعيش‏ ‏روعة‏ ‏العطاء‏ ‏فى ‏أوج‏ ‏نشوتها‏ ‏بالأخذ‏.

                                                      تحت مظلته وبعونه

 (363)

إذا‏ ‏تكامل‏ ‏الرجل‏ ‏والمرأة.. ‏اقتربا‏ ‏من‏ ‏جنس‏ ‏جديد‏ ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏صفاته حاليا..، ‏ولا‏ ‏روعة استمتاعه،

‏                                    فلا‏ ‏تتعجل‏.‏

(364)

لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يحبنى ‏من‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏ ‏بقية‏ ‏وجودى، ‏ويقبلها،…، ‏فيقبـلـنى ‏أنا‏ ‏كلى، أو حتى يصلنى أنه يحاول ذلك باستمرار،

هكذا‏ ‏فقط‏ ‏أطمئِن‏،

فأحاول بدورى.

(365)

إن الغوص إلى ما وراء الواجهة، مع استمرار المحاولة رغم اكتشاف النقص والاختلاف هو الضمان الأبقى

(366)

لا يمكن إلا أن يحبنى من يحاول أن يعرفنى كلىِّ، فأواصل بدورى محاولاتى أن أحبه بنفس الشرط.

(367)

إذا‏ ‏أصررتَ ‏على ‏أن‏ ‏تكتفى ‏منى ‏بما‏ ‏تحب‏ ‏أن‏ ‏ترى فىّ، فأنا‏ ‏لست‏ ‏هو‏، (أو هى).

دعنى وبقيـَّـتى لمن يجاهد ليرانى جميعاً،

فأجاهد لأراه “كله” بدورى.

ونستمر باضطراد إلى المزيد من الممكن/اللازم

(368)

فى البداية: ما‏ ‏اجتمع‏ ‏رجل‏ ‏وامرأة‏ ‏إلا‏ ‏وكانت:

  • ‏ ‏المسدسات‏ ‏معمرة،
  • ‏ والثلوج‏ ‏متراكمة،
  • والأبدان مشتعلة،
  • ‏ وحوار‏ ‏الصم‏ ‏يعلو‏ ‏فى ‏أرجاء‏ ‏المخدع‏،

ولكن لو طال الاجتماع بصبر يقظ، وفتحا النافذة بحذر واع، فسوف يكتشفان:

  • أن الشمس تشرق كل صباح،
  • وأن الشارع به ناسٌ كـُثـْر، يجمعهم مـَنْ خلقهم،
  • وأن التحفـُّز البادئ ليس إلا بداية لم تختبر
  • وأن هذا هو الأصل
  • وأنه رحمن رحيم

(369)

الزوج‏ ‏الذى ‏يظل‏ ‏يستعمل‏ ‏زوجته‏ ‏طول‏ ‏العمر‏ ‏راشيا‏ ‏إياها‏ ‏بالشفقة، ‏مضمِرا‏ ‏لها‏ ‏الاحتقار، ‏لا يلوم‏ ‏إلا‏ ‏نفسه‏ ‏إذا‏ ‏تكسرت‏ ‏كرامته‏ ‏فى ‏مرض‏ ‏الشيخوخة، ‏تحت‏ ‏حذاء‏ ‏الانتقام‏،

‏إلا‏ ‏أن‏ ‏ينقذه‏ ‏الموت‏ ‏من‏ ‏ذلِّ ‏المسألة،

أو يرحمهما من جمعهما “إليه”

(370)

رغم‏ ‏أن‏ ‏المرأة‏ ‏هى ‏الأقوى ‏فقد‏ ‏خدعها‏ ‏الرجل‏ ‏فى استدراجها إلى ‏لعبة‏ ‏التحرر والمساواة، ‏وخيّل إليه أنه نجح‏ ‏فى ‏ذلك‏:

  • ‏بذكاء‏ ‏طفلٍ‏ ‏مناور‏،
  • وغرور ثورٍ مناطِح،
  • وغباء نـَمـِرٍ أعمى،

 فعلى المرأة ألا تحاول تقليده، لأنها:

  • الأذكى حسًّا،
  • والأقوى رقة،
  • والأجهـَزُ نماءً.
  • والأقرب تـَقـْوى
  • والأقدر بقاءً

(371)

الحب‏ ‏هو‏:

  • ‏أ‏ن ‏ترى ‏الآخر‏ ‏بحجمه، ‏
  • ثم‏ ‏تتأكد‏ ‏من‏ ‏حدود‏ ‏واقع‏ ‏خيره‏ ‏وشره‏ ‏معا،
  • ‏ثم‏ ‏تصبر‏ ‏على ‏البقاء‏ ‏معه‏ ‏كله‏ ‏على ‏بعضه،
  • ‏ثم‏ ‏لا‏ ‏ترشوه‏ ‏بالموافقة‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏تحافظ ‏على ‏بقائه‏،
  • ‏ثم‏ ‏لا‏ ‏ترفضه‏ ‏ضجــِـراً‏ ‏من‏ ‏تناقضه،
  • ‏ثم‏ ‏لا تستسلم‏ ‏لإصراره‏ِِ ‏على ‏الجمود،
  • ثم‏ ‏لا‏ ‏تحاول‏ ‏تغييره‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏تريح‏ ‏نفسك،
  • ثم تتحملان – معا – مسئولية الحياة،
  • معهم – بهم – لهم – إليه

ربـَّاه!! لماذا أصعِّبها هكذا؟

لكنها هكذا،

ماذا أفعل؟!!!

(372)

لا‏ ‏يصلح‏ ‏أحدٌ‏ ‏أو‏ ‏ينمو‏ ‏إرضاء‏ ‏لآخر،

 ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مرحلة‏:

  • ‏للمعرفة..
  • ‏والاختيار،
  • فإعادة الاختيار،

 ‏فإذا اختار مُجـَدٍّدا…. مُجـَدَّدًا:اتسعت له الطرق من داخله،

ولم تعد غاية مناه، أن يَـرْضى عنه سواه.

(373)

إذا‏ ‏لم‏ ‏يَرْتَوِ‏ ‏الجوع‏ ‏إلى ‏الحب‏ ‏من‏ ‏الحنان‏ ‏الصادق،

 ‏فاحذر‏ ‏استمراره‏ ‏هكذا، فهو‏ ‏نذيـرٌ‏ ‏بالفراغ‏ ‏السالب.‏

 (374)

لو أننى ‏عرفت‏ ‏حقيقة‏ ‏وجودى، بأن تعرفتُ‏ ‏على ‏كل خلية من‏ ‏خلاياى، وعلمت‏ ‏منتهاها: إذن لأصبحتُ ‏‏أبعد‏ ‏من‏ ‏متناول‏ ‏حكمك‏ ‏ومناوراتك‏ ‏وحساباتك،

وأيضا قد استغنى عن طلب رؤيتك لى ورضاك عنى

يا خبر!!!!! هكذا تزيد وحدتى حتى لا أستطيع

لا يا عمّ: قليل من العمى يزيّت التروس

أنا راضٍ بما هو دون دون ذلك،

ومادمتُ قد بدأتُ، ولن أتوقف، فهذا يكفى.

(375)

ناور أنت ما استطعت،.. واحكُم بما رأيت،…واحسبها كما شئت،… لم أعد في متناوَلك، لستَ ولىّ أمرى، ولا أنا ولىّ أمرك،

إلاّ أن تسير بجوارى،  ونحن نتوجه “إليه”

معا.

(376)

الإجازة‏ ‏المناسبة من العلاقة الثنائية‏ – ‏بالبعد‏ ‏الجسدى أ‏و الصوم‏ ‏اللفظى – ‏ضرورة‏ لإتاحة الفرصة:

  • لسماح‏ ‏حقيقى،
  • وربما إعادة ‏‏النظر‏.

  ولكن إحذر أن تطول

         “البُعد: جفا”

(377)

التباهى ‏بالفحولة‏ المفرطة، أ‏و الغنج‏ ‏الأنثوى ‏الجاذب‏:

‏يعلن‏ ‏الخوف‏ ‏من‏ ‏انقراض‏ ‏الإنسان،

‏ومن‏ ‏تطوره‏ ‏الأرقى ‏على ‏حد‏ ‏سواء.‏

 (378)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏وحدتك‏ ‏هى ‏اختيارك، فلا‏ ‏تفرضها‏ ‏على ‏الناس، ‏تحت‏ ‏دعوى ‏قبولك‏ ‏لهم‏ ‏غير‏ ‏المشروط،‏ بغية‏ ‏أن‏ ‏يتركوك‏ ‏بدورهم‏ ‏وحدك،

 ‏حلال‏ٌٌ ‏عليك‏ ‏وحدتك ما دامت هى اختيارك الآن،

فإذا انتبهت أنها:  ‏لِلْخَلْفِ‏ ‏دُرْ، ثم أصررت على الاستمرار فيها،  ‏فافعلها ‏وحدك‏ لو سمحت،

وادفع الثمن،  وحدك،

لو سمحت أيضا.

(379)

أمران‏ ‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تحذر‏ ‏منهما،  ‏ولا تتجنبهما‏:      

  • ‏الوحدة،
  • ‏والنجاح‏.

(380)

إذا‏ ‏فــُرضت‏ ‏عليك‏ ‏الوحدة‏ ‏بالهجر،

 ‏فلتفرح مؤقتا فهى فرصة‏ ‏لصحبة‏ ‏نفسك‏ ‏فترة،

‏ربما تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تقتحمهم حبا، ‏من‏ ‏واقع جديد،

وهو‏ ‏أنك‏ ‏بهم‏ ‏ولهم،

دون أن تتنازل تماما عن وحدتك.

 ‏ (381)

جليس‏ ‏السوء‏ ‏خير‏ ‏من‏ ‏الوحدة‏ ‏أحيانا،

جليس‏ ‏السوء‏ ‏يمثل‏ ‏التحدى، ‏والتهديد‏، ‏والإثارة، ‏والرفض،‏ ‏والتميز عنه (أحيانا)،

 ‏فمن أين لك بروعة كل هذا لو فضَّلْتَ الوحدة على  جليس السوء؟

غامِرْ واقبله ولو مرحليا:

‏ ‏على شرط ألا يكون ثقيل الظل،

                              غبى المشاعر، مُستَغِلاًّ.

حينئذ تكون الوحدة أرحم.

(382)

إعلان الوحدة‏ ‏خير‏ ‏من‏ ‏ادعاء‏ ‏غيابها، وأنت غارق فى بؤرتها.

(383)

الوحدة‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏ما‏ ‏بقى ‏للإنسان‏ ‏من‏ ‏حرية،

  • ‏فمارسها‏ ‏بشجاعة،
  • ‏وارفضها‏ ‏بشجاعة‏.

وهكذا ….!

(384)

الوحدة‏ ‏الإرادية‏ ‏المـَرنـَة‏ ‏النشطة ذهابـًا وجيئة‏: ‏

هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى حركته دخولا وخروجا، دون:

  • أن يذوب امـّحاءً،
  • أو يَلْتـَـهـِـمُ احتواءً.

فأين الوحدة بالله عليك؟!

 (385)

  • الوحدة‏ ‏الحذِرة‏ ‏المتشكِّكة‏ ‏المرتعشة‏: ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏سجن‏ ‏جُبـْنـِه‏.
  • والوحدة‏ ‏المستسهِلة‏ ‏المشلولة‏ ‏العاجزة: هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏رحم‏ ‏عُقـْمـِه.
  • والوحدة‏ ‏المُـظـْلـِمة ‏الصامتة‏ ‏الدامية‏: ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏ألم‏ ‏هَـجـْرِه.
  • والوحدة‏ ‏الثرثارة‏ ‏الصارخة‏ ‏المدعية:… ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏سخف‏ ‏زيفه‏.
  • والوحدة الكامنة اليقظة الكادحة الراضية الجاهزة النابضة: هى ليست وحدة أصلا مهما كنتَ وحدك.

(386)

فى ‏النهاية‏ بلْ قـُرب النهاية ‏سوف‏ ‏تعرفُ‏ ‏كيف:‏

  • ‏لا تكون‏ ‏وحيدا‏ ‏وأنت‏ ‏وحدك،
  • وكيف‏ ‏تكون‏ ‏مُفردا‏ ‏وسط‏ ‏الألف‏،
  • وكيف تكون بضعة آلاف منهم، وأكثر،

دون أن تفقد ذاتك

 (387)

إذا‏ ‏يئستُ‏ ‏منك‏ ‏ربما‏ ‏لاختلاف‏ ‏السبل،…‏فهذه‏ ‏فرصتك:

عليك‏:‏                                                            

أن‏ ‏تتحدانى ‏وتخترق‏ ‏يأسى ‏بتفجير‏ ‏طاقاتك،

‏ثم‏ ‏تتحدى ‏مرحلتى ‏بقوة‏ ‏انطلاقك،

‏وسوف‏ ‏ألهث‏ ‏للحاق‏ ‏بك‏،

وقد أكتشف أنه طريقى،

طريقنا.

(388)

إذهب‏ ‏فى ‏طريقك‏ ‏وسأذهب‏ ‏فى ‏طريقى،

 ‏فإن‏ ‏كنا‏ ‏على ‏صواب‏ ‏فسوف‏ ‏نفترق‏ ‏لنلتقى،

‏وإلا‏ ‏فسوف‏ ‏يدفع‏ ‏الأعمى ‏منا‏ ‏ثمن‏ ‏عناده‏ ‏وعماه‏.

 (389)

لا تقتلنى ‏الآن‏ ‏ياغبى، ‏فسوف‏ ‏تحتاجنى ‏فيما‏ ‏بعد،

‏ولو‏ ‏لتعيش‏ ‏على ‏أمل‏ ‏أن‏ ‏تقتلنى ‏يوما.‏ 

(390)

قد‏ ‏يحتاج‏ ‏التواصل‏ ‏الحقيقى ‏مع‏ ‏آخَر إلى طاقة عدوانٍ محبٍّ مسئول،

ولكن شتان بين الإقدام المغامـِر لتحيط أنت وهو بالمحيط،

وبين الإقدام الكاسح لإشعال النار للتخلص من أى مختلف أو خلاف.

(391)

أنا‏ ‏أطالبك‏ ‏بالتفكير‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏إثراء‏ ‏فكرى، ‏

فإذا‏ ‏لم‏ ‏أحتمل‏ ‏الخلاف‏ ‏معك‏ ‏فلا‏ ‏تتركنى ‏ولا‏ ‏توافقنى،

هذه هى‏ ‏روعة‏ ‏التواجد‏ “‏معا”.

(392)

أحيانا‏ ‏تكون‏ ‏مساعدتك‏ ‏لآخر‏ ‏هى:

 ‏أن‏ ‏تترك‏ ‏نفسك‏ ‏له‏ ‏بصدق‏ ‏بعض‏ ‏الوقت، ‏فقدُ ‏يحسن‏ ‏استعمالك‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تسمح‏ ‏به‏ ‏نواياك‏ ‏الطيبة‏ ‏العاجزة‏، 

ثم قد تتبادلان الأدوار لكما معا إليه.

(393)

إذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تسمحَ‏ ‏لآخر‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏بجوارك‏ ‏دون أن يتبعك – برغم‏ ‏احتياجك‏ ‏لذلك‏:

فسوف تكون مكافأتك هى أن تكون أنتَ به، وهو بك.

(394)

أن‏ ‏تعرف‏ ‏مقدار‏ ‏حاجتك‏ ‏لآخر،‏

‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏أذاه بامتلاكه،

       ولا‏ ‏تصرّ‏ ‏على ‏احتكار‏ ‏حبه‏ ‏لك،

 ‏فقد اقتربتَ من ‏قمة‏ ‏الوعى ‏الأنضج، ‏

وأنت‏ ‏خليقٌ‏ ‏بصُحبته دون أن تتنازل عن حقك فى الوحدة‏،

 (395)

إذا عاملت‏‏ ‏الآخر‏ إنسانا ‏منفصلا‏:

  • ‏عن‏ ‏تاريخه‏ ‏الحيوى،
  • ‏وعن مستقبله الكونى‏ ‏الممتد،

فأنت‏ ‏تعامل‏ ‏جسما‏ ‏غريبا‏ ‏لا‏ ‏تعرفه.‏

(396)

الناس‏ ‏تصطدم‏ ‏ببعضهم ‏البعض:

‏ ‏إذا‏ ‏انفصلوا‏ ‏عن‏ ‏الدائرة‏ ‏التى ‏تشملهم‏ ‏معا.‏

(397)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏طبيعتنا‏ ‏كبشر‏ ‏تحتم‏ ‏علينا‏ ‏الاعتماد‏ ‏أحدنا‏ ‏على ‏الآخر، ‏فما‏ ‏هذه المزاعم السخيفة:

  • ‏ ‏بالاستقلال
  • ‏ ‏والاستكفاء‏
  • ‏ والقوة
  • والتفرد؟

       إلاّ أن تكون طورا إلى ما بعد ذلك إليه.

(398)

هذا التجدُّدُ الدائم هو تكريم للبشر فى “أحسن تقويم”،

ألا يحق لنا أن نتصور أن الملائكة قد تحسِدنا،

                  على هذه الحيوية البشرية “معا”.

الفصل الرابع:

(من 399 إلى 542)

المزيد عن الحرية والجنون

 (وأشياء أخرى)
Hekma 4

(399)

تحت‏ ‏شعار‏ ‏الحرية‏، ‏قد‏ ‏يفقد الإنسان كلَّ معالمه‏،

 ‏        وابتسامة‏ ‏بلهاء‏ ‏ترتسم‏ ‏على ‏وجهه‏.‏

(400)

إياك‏ ‏من‏ ‏دعوى ‏الحرية‏ ‏باللسان‏،                 

‏فاحذر‏ ‏ممن‏ ‏يكثر‏ ‏الحديث‏ ‏عنها‏ مانِحًا،

وإلى درجة أقل: مُطالباً.‏

(401)

كلما‏ ‏زاد‏ ‏حديثك‏ ‏عن‏ ‏الحرية‏:

 ‏لعــَّـب‏ ‏الجزء الذى انشق منك‏ ‏حواجبه‏ ‏فى ‏خبث‏ ‏المنتصر‏ ‏الغبى.‏

(402)

يكاد يتناسب‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏الحرية‏ ‏تناسبا‏ ‏عكسيا‏ ‏مع‏ ‏ممارستها‏.‏

(403)

الحرية‏ ‏الحقيقية‏ ‏هى ‏تصارع‏ ‏دكتاتوريات‏ ‏الأفراد‏ ‏علانية،  وبأسلحة‏ ‏متكافئة‏، فى إطار عدلٍ شامل.

                          كيف‏؟…

                                ‏وأين‏ ‏الشهود‏ ‏العدول‏‏؟

(404)

ليس‏ ‏حرا‏ ‏من‏ ‏تخلى ‏عن ‏”فعل ‏الجدل”مع حرية بشر آخر،

   (“فعل الجدل”: ليس كلاما أو حوارا أو حلاَّ وسطا).

(405)

من‏ ‏الشجاعة‏ ‏والصدق‏ ‏ألا‏ ‏تلبس‏ ‏قناع‏ ‏الحرية‏ ‏وأنت‏ ‏عبد‏:

  • ‏لرمشٍ‏،
  • ‏أو‏ ‏قرشِ‏،
  • ‏أو‏ ‏كرشْ.‏

(406)

ليست‏ ‏حرية‏ ‏تلك‏ ‏التى ‏تستعملها‏ ‏للحصول‏ ‏على ‏لذتك‏ ‏على ‏حساب‏ ‏الآخر‏، ‏

حتى ‏لو‏ ‏أوهمت‏ ‏نفسك‏ ‏بأنه رضِىَ أن يفعل مثلك، ولكن:‏

‏بالله عليك: كيف‏ ‏تطلب من ‏الرضيع‏ ‏أن يميز‏ ‏اللبن‏ ‏المغشوش‏؟؟!!

(407)

إن‏ ‏ادعاءك‏ ‏قبول‏ ‏الاختلاف‏ ‏مع‏ ‏الآخرين‏ ‏قد‏ ‏لايكون‏ ‏دليل‏ ‏حريتك‏، ‏أو حريتهم، إنه يمكن أن يكون تعميقا للمسافة بينك وبينهم، ليظل كلٌّ فى مكانه،

يلوِّح الواحد للآخر: “أنا عرفت كل حااااجه”.

 (408)

الحرية‏ ‏القرار.. ‏هى ‏فرضٌ يُختبر بالفعل ‏الاستمرار‏،

القرار لا يحتاج أن يوصف بالحرية، بقدر ما يحتاج أن يُختبر بالتفعيل.

لا تفرح بالقرار الحر، ..وافرح بالفعل القوى المرِنِ المشارِك المتجدِّد المسئول الذى ينبعث منه

وهو بذلك:  يصبح أحق باسم:

 “القرار الحر”!

(409)

لا تـُخيِّـرْ‏ ‏من‏ ‏لا‏ ‏خيار‏ ‏له‏‏،                        

‏إذا‏ ‏أحببتـَه‏ ‏فساعدْه‏ ‏‏ ‏أن‏ ‏يشحذ‏ ‏قدرته‏ ‏على ‏التمييز‏،

‏فإذا‏ ‏رأى ما يراه “حقا” فسوف ينطلق منه، ولن يحتاجك وصيا،

ولنْ‏ ‏يستأذنـَك‏ ‏إذْ‏ ‏يختارْ‏.

ولنْ‏ ‏يضلَّ‏ ‏الاختيار‏ إلا ليعيد الاختيار.

وهكذا.

 (410)

حين‏ ‏تصل‏ ‏إلى ‏قدرة‏ ‏التنازل‏ ‏عن‏ ‏احتياجك:

‏من‏ ‏واقع‏ ‏قدرتك‏،

ويقينك‏ ‏بقدرتك‏،                  

‏واختبارك لقدرتك،

وإصرارك على حقك أن تحتاج،

 دون أن يـُذلـّك الاحتياج،…

وأن تتجاوز الاحتياج دون أن تتوقف عن السعى،

ثم لا  تشكو من الوحدة، حتى الإعاقة:

‏فقد‏ ‏ملكتَ‏ ‏ناصية‏ ‏الاختيار.

(411)

فى ‏مرحلة‏ ‏ما‏:  ‏إفعل‏ ‏عكس‏ ‏ما يبدو لك أنك تريده‏، ‏

                 ربما يتضح لك‏ ‏ماذا‏ ‏تريد‏ ‏فعلا‏،

                    فتتعرف على بعض حريتك الأعمق.

 (412)

تأمَّل‏ ‏صفات‏ وعقائد‏ ‏من‏ ‏يلوكون‏ ‏لفظ‏ ‏الحرية‏، ويدّعونها‏ طول الوقت، ‏واشفـِق على‏ هذا‏ ‏اللفظ‏ ‏الجميل، وادعُ ألا يستعمله إلا أصحابه، إن احتاجوا للنطق به أصلا‏، وهم لا يحتاجون ذلك عادة،

الأحرار يمارسون الحرية لا يتكلمون عنها.

(413)

إذا‏ ‏ادعى ‏أحدكم (بداخلك) أنه “هو الحر” الذى يُصدر القرار، فاسأله:

بأى حق استعبدتَ بقية شخوصى؟

وهل يستعبد الحرُّ غيره أبدا؟

ولكن إياك أن تستسلم لصراع داخلىّ دوّار، قد يصيبك بالشلل، كل ما عليك هو أن:

  • تحترم كلّك،
  • وتبدأ بالمـُتاح
  • وتقترب من البديل
  • وتُكمِلُ بالمجهول
  • وتراجع النتيجة
  • وتحسن الانتظار

ثم من جديد…..! وهكذا

واصبر يـِقـَظاً، وانتظر فـَرَجاً،

وسوف تأتيك النتيجة دون أن تسعى إليها:

وسوف تجد نفسك على طريق حريتك بكل من “هم” فيك،

تعرفها وتمارسها بحقها،

وهى تتجدد باستمرار.

 (414)

حين‏ ‏تشبع‏ ‏من‏ ‏ذاتك‏ ‏المحدودة‏ ‏فتتنازل‏ ‏عنها دون أن تلغيها: …    تحصل‏ ‏على ‏حريتك‏ ‏غير‏ ‏المحدودة‏.‏

(415)

لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تدعى ‏الحرية‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏عرفت‏ ‏ألاعيب‏ ‏داخلك‏… ‏فلا تصر على ‏الصراخ‏ ‏باسمها‏، أو ادعائها ‏حتى ‏لا‏ ‏يضحك‏ ‏منك‏ ‏العارفون،

فإن احـْتـَدَّت بصيرتك فقد يُخـْرِجُ لك داخلك لسانه وانت تتشدق بلفظها، فتراجع نفسك، ولو قليلاً!

 (416)

تذكر‏ ‏أنك‏ ‏حر‏ ‏أن‏ ‏تتمتع‏ ‏بشقائـِك‏ ‏وضياعــِك‏ ‏ووحدتــِك‏ ‏حتى ‏الثمالة‏..، فأنك الذى اخترت أيا من ذلك ولو بعض الوقت،

ولا تعجب من ‏ ‏لذة‏ ‏الذباب‏ ‏على ‏البقايا‏.

 (417)

إذا‏ ‏زادت‏ إ‏مكانياتك‏ ‏عن‏ ‏حريتك‏، ‏صِرت‏ ‏فى ‏خطر‏ ‏القصور الذاتى والاغتراب،

وإذا‏ ‏زادت‏ ‏حريتك‏ ‏عن‏ ‏إمكانياتك: أصبحت‏ ‏عرضة‏ ‏للتعثر‏ ‏وحوادث‏ ‏الطريق،

  وإذا‏ ‏تناسبت‏ ‏إمكانياتك‏ ‏مع‏ ‏حريتك‏، أصبح‏ ‏توقفك‏ ‏جريمة‏ ‏فى حق نفسك، وحق الناس تتحمل مسئوليتها أنت أولا.

 (418)

من‏ ‏مظاهر‏ ‏التقدم‏ ‏العصرى ‏الالتزام‏ ‏بميثاق‏ “‏حرية‏ ‏الاغتراب”‏، حسب‏ ‏توصيات‏ ‏مؤتمر‏:

“الأبواق الساحرة‏ ‏المسحورة”‏:

” المعلـِـنة لحقوق الإنسان المكتوبة”.

“الملفوفة فى أوراق المواثيق المفضَّضَة”.

المستعملة سرًّا للأغراض المشبوهة.

(419)

إذا‏ ‏طلبت‏ ‏الإذن‏ ‏باستعمال‏ ‏الحرية‏ ‏فأنت‏ ‏لستَ‏ ‏أهلا لها‏.‏

(420)

أنت‏ تختار‏ ‏مصيرك‏ ‏إنْ‏ ‏آجلا‏ ‏أو‏ ‏عاجلا‏،

‏ومهما‏ ‏اختلفت‏ ‏الطرق‏:

فأنت ‏لن‏ ‏تصِل‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏إلا‏ ‏إلى ‏اختيارك‏.

 (421)

‏”لن‏ ‏يتطور‏ ‏إنسان‏ ‏باختياره‏، …ولن‏ ‏يكمل‏ ‏الطريق‏ ‏إلا‏ ‏باختياره‏”، …فأسرع‏ ‏إلى ‏حيث‏ ‏تُضطر‏ ‏أن‏ ‏تختار،

‏ما تــَـقَرَّرَ لكَ،  بكْ!!!‏

(422)

ما‏ ‏أقسى ‏أن‏ ‏تترك‏ ‏الأطفال‏ ‏يغوصون‏ ‏فى ‏الطين‏ ‏حتى ‏الموت…، ‏تحت‏ ‏دعوى ‏تركهم‏ ‏يمارسون‏ ‏حرية‏ ‏جهلهم‏ ‏بالعوم،

  هلاّ ‏علـــَّمتهم‏ ‏العوم‏ ‏قبلا‏ ‏يا سيد‏ ‏الجبناء‏؟

وهل أنت تحذق العوم أصلاً؟

(423)

حذار‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏حرية “أفكارك” ‏هى مجرد‏‏ إعلان عن جبن موقفك على حساب حركية بقية ما هو أنت.

 (424)

إلى ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏التصالح‏ ‏بين‏ ‏فكرك‏ ‏وأعمق‏ ‏طبقات‏ ‏وعيك‏،‏

فاختيارك‏ ‏ناقص:                                            

‏‏           ‏فلتكن‏ ‏تجربة‏:

ولتكن‏ ‏شجاعا‏ فى ‏تقدمك‏ ناقصا،

وشجاعا فى تراجعك متعلما،

فتتسع مساحة الحرية،  وتنشط الحركة،

‏وسوف يلهمك ‏تراجعك لتكون حرا، أن تبدأ جديدا، وتستمر متجددا.

(425)

إن‏ ‏الاختيار‏ ‏الحقيقى: هو‏ ‏اختيار‏ ‏المجال‏ ‏الذى ‏ينمــِّى ‏قدرتك‏ ‏على ‏الاختيار.‏

(426)

إن‏ ‏أخيب‏ ‏اختيار‏ ‏هو‏ ‏اختيارٌ ‏تلغى به حقك فى إعادة النظر فيه من خلال التجربة، والمعايشة، والاختلاف.

 (427)

‏ ‏اختيارك‏ ‏للألم ليس دليلا فى ذاته على شجاعة الاختيار،

الألم المعجّز ليس أفضل من السعادة الرخوة..، ‏

وقد يكون هو‏ المبرر الذى تسعى إليه ليسوِّغ توقفك ..،

‏وحتى ‏الرضا الساكن قد تلتقط فيه أنفاسك

 وهو‏‏ ‏أشرف‏ ‏من‏ ‏ تبرير عجزك بألمك طول الوقت

(428)

لا‏ ‏حرية‏ ‏بلا مسئولية

… ‏حتى ‏حرية‏ ‏الجنون‏،

وبالذات حرية الجنون.

(429)

إذا‏ ‏أتقنت‏ ‏النفاق‏ ‏حتى غطى تعصبـّك‏،

 ‏وأحسنتَ المناورات الكلامية واطمأننت لعلو صوّتك

فراجع نفسك وانت تستعمل المصطلحات الملتبسة التالية:

  • ” قبول الآخر”،
  • “واحترام الرأى المخالف،”
  • ” وحرية الحوار”.
  • “ودعوى المواطنة”،
  • “وضرورة الديمقراطية المستوردة”،
  • “ومواثيق حقوق الإنسان المكتوبة”،

ولا تخش منازلة من يتقن نفس اللغة

فلا أحد آخِذٌ بالــَه!!

(430)

حقوق الإنسان ليست هى المكتوبة فى مواثيق حقوق الإنسان فحسب، فهى مثبتة فى كل خلايا الأحياء => إلى البشر <=> منذ بدء الخليقة => إليه.

 (431)

لا تتمسك بمبادئك جدا، ولا تتنازل عنها اهتزازا، لكن اجعل لها مساماًّ ينفذ إليها ما يُـثـْرِيـَها.

(432)

لا تتمسك بمبادئك هى هى طول الوقت، استعملها، ولا تدعها تستعملك، وسوف تكتشف هى حاجتها إلى التغيير.

(433)

“شعرة‏ ‏معاوية”‏ ‏تصلح‏ ‏لنفاقٍ‏ ‏لزج،

‏كما‏ ‏تصلح‏ ‏لميثاقٍ ‏ذكى.‏

(434)

‏ ‏إذا‏ ‏كنت‏ ‏واثقا‏ ‏من‏ ‏موقفك لا تتردد فى اقتحام حرية الآخرين به،….

فقط: كن ‏شريفا‏ ‏فى ‏نزالك… وأنت متحصن بالعدل والرؤية،

وسوف تتخلص من جبن ترددك….فتتفجـّـر الحقيقية لكم معـًا “إليه”،

فتلتقى بمن يفعل بك ومعك مثلما فعلت.

 (435)

شرط‏ ‏أن‏ ‏تكتسب‏ ‏حريتك‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏تعبـُر جسر الألم رافعاً رأسك، ممسكا القرار بيدك، وقلم التغيير، باليد الأخرى:

  • للتعديل،
  • والتطوير،
  • والإبداع،
  • والاستمرار،

ولكن إياك من:                                             

  • لغو ‏الشكوى،….   ‏
  • وفصاحة التبرير‏
  •  ووصاية التعليل

(436)

إذا‏ ‏أعلنت‏ ‏اختيارك‏ ‏فلا‏ ‏تهرب‏ ‏من‏ ‏المجال‏ ‏الذى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏      يرجّحه‏،

‏أو‏ ‏يفضحه‏،

 ‏ ‏ ‏الاختيار،‏ ‏مع‏ ‏وقف‏ ‏التفعيل‏، ‏هو‏‏ ‏الشلل بعينه.

 (437)

إذا‏ ‏قدّر لك أن تكتشف ‏ ‏قدَركَ ‏الجديد‏،  ‏فعليك أن تتعلم كيف تتنازل عن ذاتك لتعود إليها وأنت تعايش آلام ‏الناس، وتسعى ‏معهم‏ ‏إلى ‏مصيركم‏ ‏المشترك…

 (438)

إذا‏ ‏نجحتَ ‏أن‏ ‏ترشو‏ ‏الآخرين‏ ‏بدغدغة‏ ‏حرية‏ ‏الضياع‏، ‏فبماذا‏ ‏سترشو‏ ‏نفسك‏ ‏وأنت‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏الحركة‏ ‏فى ‏سجنـِك‏ ‏الداخلى‏؟

(439)

إن‏ ‏حصولك‏ ‏على ‏الأغلبية‏ ‏قد‏ ‏يطمئنك إلى اختيارهم لك، ‏على ‏شرط‏ ‏ألا‏ ‏تعيد‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏تفاصيل‏ ‏مناوراتك، بأن تـُحكم الإظلام حول منافذ بصيرتك.

(440)

لقد‏ ‏خدعتـَهم‏ ‏فخدعوك‏ ‏حين‏ ‏تظاهروا‏ ‏بتصديقك‏، ‏

فعليك‏ ‏أن‏ ‏تسارع‏ ‏بالتظاهر‏ ‏بتصديق‏ ‏تصديقهم…،

‏فلربما‏ ‏تنجح‏ ‏أن‏ ‏تخدع‏ ‏نفسك‏ ‏على ‏المدى ‏الطويل..، ‏

أو ربما تفيق متى كشفتَ كل ذلك قبل أن يفوتك الموعد.

 (441)

صدر‏ ‏فرمان‏ ‏عصرى ‏بتعديل‏ ‏لافتات‏ ‏الممنوع‏ ‏من:

‏ “ممنوع‏ ‏التفكير‏ ‏على ‏هذا‏ ‏الجانب‏”، إلى:

‏”ممنوع‏ ‏التفكير‏ ‏على ‏الجانبين‏”،

‏لذلك‏ ‏لزم‏ ‏التنويه‏،

والعاقبة‏ ‏عندكم‏ ‏فى ‏متاهة‏ ‏شلل‏ الوعى،

           دون الوعى بالشلل.‏

(442)

أنت حر أن‏ ‏تفكر‏ ‏كما‏ ‏تشاء‏،

‏مادمت قد‏ تنازلتَ عن فضيلة اختبار أفكارك على أرض الواقع “هنا والآن”.

(443)

الخاصّة‏ ‏من‏ ‏الجانبين‏ ‏يستغفلون‏ ‏العامّة‏ ‏تحت‏ ‏عناوين‏ ‏جذابة مختلفة تتكلم عن الحقوق والاختيار والمساواة،

 والعامة تضحك على الخاصة بتصنّع ممارستها،

ومع استمرار المناورات بلا إفاقة، قد يـُقضى على الجميع معاً، ذلك لأن العمر الافتراضى للجميع واحد، فهم يمثلون معا نوعاً من الأحياء اسمه الجنس البشرى،

وبرغم كل ذلك فالأمل فى الإفاقة وارد.

(444)

إذا‏ ‏حرمتَ‏ ‏الآخرين‏ من ‏حقوقهم‏ ‏لأنهم‏ ‏أقل‏ ‏منك‏ ‏ذكاء‏،

‏فحافظ‏ ‏على ‏تنمية‏ ‏غبائهم‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏:

وعليهم أن يدفعوا ثمن غبائهم المكتسب

وسوف تدفع أنت ثمن ذكائك المناوِر

ويرسب الجميع حتى بعد إضافة درجات الرأفة ومبررات الاعتذار

(445)

ربما: أنت‏ ‏تطالب‏ ‏بالحرية‏ ‏لأنك لا تعرفها، فهى أعمق وأنبل وأكرم من “المطالبة”، متى صدقت “الممارسة”.

(446)

يا غبى..! يا‏ ‏من‏ ‏أعلنت‏ ‏أنك‏ ‏ستعطينى ‏حريتى،

‏            أنا‏ ‏لا‏ ‏أقبلها‏ ‏إلا‏ ‏صفقة‏ “الحزمة‏ ‏الكاملة‏”:

                           لابد‏ ‏أن‏ ‏أستولى ‏على ‏حريتى ‏وحريتك‏ ‏معا‏.‏

 (447)

 ‏لماذا‏ ‏لا تعيش‏ ‏وكأنك‏ ‏اخترت‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏‏؟؟

هذه بداية رائعة لممارسة الحرية

                                   لعلك تنجح!

(448)

إذا شككت أنك أعجز من حمل مسئولية‏ ‏الحرية:‏ فجرّب أن تطلق لحركية فكرك العنان وأنت فى عمق سجنك،

وقد‏ ‏تكتشف أنك حر رغم أنفك.

(449)

إن الأنانية المتبادلة المـُـعـْـلنة فيما بينهم: هى أقرب إلى الواقع، وبالتالى ربما تكون أقدر على فتح أبواب احتمال اللقاء الحر المتكافئ: ثم معا معا، إليهم، إليه،

            من يدرى!؟

(450)

إذا‏ ‏عشت‏ ‏يقين‏ ‏أنك‏ ‏ميت‏ ولم يبق إلا إعلان ذلك.

‏فأنت‏ ‏على ‏أبواب‏ ‏حرية أعمق‏،

‏ولن‏ ‏توجد‏ ‏قوة‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تنال‏ ‏منك‏  ‏أو منها.

(451)

إذا‏ ‏ضبطت‏ ‏نفسك‏ ‏تتكلم‏ ‏عن‏ ‏الحرية‏ ‏وأنت‏ ‏رائق‏ ‏البال‏ ‏هادئ‏ ‏الداخل‏ ‏ساكنا‏ ‏مستكينا‏، جدًّا:

‏فراجع‏ ‏نفسك‏ ‏كثيرا،

لو سمحت.‏

 (452)

إنما تُشـَلّ‏ ‏الإرادة،‏ ‏ويعجزُ الاختيار،‏

بالخوف،‏

أ‏و

بالطمع‏،

أو بكليهما،

(وهما واحد من عمقٍ معين،

 ألم تلاحظ؟!!).

(453)

لا‏ ‏سبيل‏ ‏إلى معايشة ‏الواقع‏ ‏إلا‏:

 ‏بالبدْءِ‏ ‏من‏ ‏مركز‏ ‏مرارته‏، ‏والسير‏ ‏بين‏ ‏تلافيف‏ ‏أمعائه‏:

بإرادة‏ ‏متجددة‏،

 وحرية‏ ‏قادرة على ‏القبول‏ ‏المرحلى ‏المتحفـِّز‏ ‏اليقظ‏ لاختبارها باستمرار بنفس المقاييس للجميع.

(454)

أية حرية هذه التى‏ ‏تأتينى ‏من‏ ‏أوامرك‏ أن أكون حرا، أو‏ من نصائحك ألا أتبع غيرى وأنت على عجلة القيادة طول الوقت!!!!!

(455)

س‏: ‏مادامت‏ ‏الحرية‏ هى ‏بكلِّ هذا الالتباس:

‏ ‏فلماذا‏ ‏يـَخدع‏ ‏بها‏ ‏بعضُـنا‏ ‏بعضـَا‏‏ بهذه السهولة؟؟؟‏ ‏

جـ‏: ‏لأننا خُلِقْنَا:                                   

  • بشرا،
  • مناوِرا،
  • مخادِعا،
  • محاوِلا،
  • مثابِرا،
  • واعِيا،
  • طافِرا،
  • نافِرا،
  • محباًّ،
  • شـَكـَّاكا ،
  • أوّاباً.

(456)

تذكـِرة بالتراب الرطب وهو يحتضنُ جسدى، تفكُّ أَسْرى:

فأتنقل حرا بين أزهار حياة تتفتح حولى طول الوقت،

                                 إلى أن أسـَلـِّمـَهُ للدود والتلف .

وقد انـْـسـَـلـَـخَ وعيى حرًّا أخيرا : فى رحاب رحمتـِه

(457)

إذا‏ ‏اطمأننتُ‏ ‏إلى ‏غاية‏ ‏أبعادِى ‏الداخلية‏ ‏نلتُ‏ ‏حريتى ‏الحقيقية‏، وساعتها:

  • لن أخافَ بشرا‏!!
  • ‏ولن يحدّنى سجنٌ!!
  • ولن تقهرنى سلطة!!

يا‏ ‏لخيبتك‏ ‏يا‏ ‏من‏ ‏تهدِّدنُى،

لم يعد فى مقدورك أن تنال منى.

(458)

فكرة‏ ‏التناسخ‏ ‏تعطى ‏للخلود‏ ‏معانٍ أخرى‏‏: ‏أكثر‏ ‏تنوعا‏، ‏وأقدر‏ ‏تجددا‏

ولكنها‏ ‏تحرم‏ ‏المؤمن‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏التمتع‏ ‏بفضيلة‏ اكتساب الحرية بالموت‏….،

(459)

إشكالة‏ ‏الحرية‏، ‏وضرورتها‏ ‏تأتى ‏من‏:‏

  • استحالة‏ ‏التنبؤ‏ ‏بالرأى الأوحد ‏الأصح،
  • واستحالة‏ ‏ ‏انتظار‏ ‏اختبار‏ ‏الزمن‏ ‏لمختلف‏ ‏الآراء،
  • واستحالة‏ المغامرة بالتسليم ‏ ‏للرأى ‏الأقوى،
  • واستحالة‏ ‏التهوين‏ ‏من‏ ا‏لرأى ‏الأنجح،
  • واستحالة‏ ‏إلغاء‏ ‏الرأى ‏الأضعف،

يا‏ ‏للصداع‏ ‏البشرى ‏الحر‏ المزمن.‏

(460)

إذا كان الزعم بأن البقاء للأقوى أصبح مهزوزا حتى الخطأ،

وثبت أن البقاء هو للأقدر تكافلا مع نوعه والأنواع فى محيطه،

فإن الفناء ما زال للأغبى، والأعمى عن برامج دفع الحياة للبقاء:   “معاً”

 (461)

الذين‏ ‏يؤمنون‏ ‏بالحرية‏ ‏لا‏ ‏يستبعدون‏ ‏أن ثمَّ رأيا واحدا هو‏ ‏الأصح‏، ‏فقط هم لا يعرفونه، ويعرفون أنهم لن يعرفوه جاهزا كاملا كما يريدون، وهم يتعرفون عليه أولا بأول، ويدعمونه حين يجدونه، ويراجعونه كلما لزم الأمر وهو ينضج باستمرار.

 (462)

لا‏ ‏اختلاف‏ ‏على ‏أن‏ ‏الرأى ‏الصحيح‏ ‏هو‏ ‏الرأى ‏الصحيح‏،

 ‏ولكن‏ ‏الاختلاف‏ ‏حول‏ ‏ما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏رأيى ‏أم‏ ‏رأيك‏،

‏دعنا نختلف حول الطريق الصحيح،

بعد اتفاق نسبى حول الهدف الصحيح

مع الاحتفاظ بفرص النقد والمراجعة معاً

(463)

أن تكون حرا هو أن تـُواصل، وأن أواصل، ونحن نتواصل،

 فيتولد لكل منا رأى صحيح جديد، يقربنا من بعضنا البعض، ولا يتعارض مع الرأى الصحيح الصحيح

فى الأفق البعيد،

                  بلا تحديد له،.. الآن حسْما وفورا.

(464)

كن‏ ‏”عاقلا”، ‏”حرا‏”، ‏”متزنا”‏، “نابها”،

‏بأن‏ تفكّر‏ ‏بطريقتى!!!

 (465)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏الحرية‏ ‏المُـطـلـقة‏ ‏خدعة‏ ‏وطــُعما‏ ‏للأغبياء‏،

 ‏فإن‏ ‏الحرية‏ ‏المشروطة‏ ‏هى ‏حكر‏ ‏لمن‏ ‏يضع‏ ‏الشروط‏،

 ‏  ما رأيك؟!

 هلاَّ تنازلتَ عن شروطك، لأتنازل أنا أيضا عن شروطى؟

وقد تتفتح لنا معا طرق أشرف وأبقى؟

 (466)

حين‏ ‏تُخالفنى ‏جدا وأنت تحاول وأنا أحاول،

 فسوف تثرينى جدا وأنا أراجع، وأنت كذلك:

 حتى لو تصورتُ أنا أننى انتصرتُ عليك،

 أو تصورتَ أنت مثل ذلك،

 إن ما يتبقى من حيوية خلافنا هو وقود حركية حريتنا معاً.

(467)

‏ ‏أن‏ ‏تـُغيـِّر‏ ‏رأيك‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏، أو بعد كثير،

 ‏                   هو‏ ‏فخرُ‏ ‏تحررك‏ ‏من‏ ‏أو‏هام‏ ‏ذاتك‏،

وبعض زيف معتقداتك،

 لكن إياك أن تبالغ فى ذلك أو تستسهل،

وإلا فلن ترسـُوَ على برٍّ أبدا.

 ثبـّت‏ ‏أقدامك‏ ‏حيث‏ ‏أنت‏ الآن، ثم ابدأ السير معتدل القامة مفتح العينين، لتكتشف مفترقات طرق أكثر، فتختار طريقك المناسب فى كل آن حسب ما يستجد.

(468)

إذا‏ ‏كان‏ ‏الطبيعى ‏فى ‏قديم‏ ‏الزمان‏ ‏أن‏ ‏يثور‏ ‏العبيد‏ ‏على ‏السادة‏، ‏فالمأمول‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏أن‏ ‏يثور‏ ‏السادة‏ ‏على ‏العبيد‏،

هذا: ‏لو أن ‏ ‏ذكاء‏ ‏العصر‏ الحقيقى ‏كشف للسادة ‏باهظ‏ ‏الثمن‏ ‏الذى ‏يدفعونه‏ ‏فى ‏مقابل‏ ‏استعباد‏ ‏الآخرين.‏

(469)

دُوَارُ‏ ‏الحرية‏ ‏يبدأ‏ ‏حين‏ ‏تتوقف‏ أنت ‏عن الدوران مع‏ ‏دورات النبض الحر‏، خذ‏ ‏فرصتك‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏خيل‏ ‏إليك‏ ‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏والناس‏ ‏تدور‏ ‏فى ‏عكس‏ ‏الاتجاه

‏ (‏هل‏ ‏نسيت‏ ‏لعبتنا‏ ‏صغارا‏: ‏دَوَّخـِينى ‏يا‏ ‏لـَمـُونـَة‏‏؟؟‏ وأنك لا تشعر بالدوران طالما أنت تدور معه، ثم تدوخ وتلف الدنيا حولك حين تتوقف عن اللّف).‏

(470)

يا‏ ‏جماهير‏ ‏النمل‏ ‏والنحل‏ ‏والجراد..

‏                     هنيئا‏ ‏لكم‏ ‏بالمسيرة‏ ‏الجماعية.. ‏

وأسفى ‏عليكم‏ ‏من‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏الوعى ‏الفردى: ‏الحرية.‏

يا ترُى هل تتمتعون بحرية جماعية أبقى؟

(471)

الحرية الحقيقية‏ ‏هى ‏آخر‏ ‏نبضة‏ ‏فى ‏خلية‏ ‏استمرار‏ ‏حياتك‏،

 ‏فاطمئن‏ ‏أن‏ ‏أحدا‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يسلبها‏ ‏منك‏، ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تسُكت‏ ‏هذه‏ ‏النبضة‏ ‏الأخيرة‏،

‏وليبحث‏ ‏جنابه‏ ‏عن‏ ‏غنيمته‏ ‏بين‏ ‏ذرات‏ ‏التراب‏.‏

(472)

كل‏ ‏قاهرٍ‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يكتسب‏ ‏أرضا‏ ‏جديدة‏ ‏فى ‏ترويض‏ ‏الآخر‏، ولكنه‏ ‏أبدا لا يستطيع أن يفرض‏ ‏على ‏الآخر الحر أى‏ ‏اختيار‏ ‏دون‏ ‏رِضـَا ‏داخل‏ ‏داخله، حتى ‏ولو‏ ‏تصوَّر‏ ‏أهل‏ ‏الأرض‏ ‏جميعا‏ ‏عبيدا‏ ‏له‏.‏

(473)

دعونا لا نتكلم عن الحرية،

 ولكن عن قدرتك أن تنسلخ منكَ، إليكَ، بـهـمْ، “إليه”!

هل تستطيع؟

(474)

الحركية الجدلية عبر النبض الحيوى هى مفتاح الحرية،

 (475)

النملة تستعمل حريتها فى أن تبقى نملة، فتحافظ على  نوعها،

 هل أنت قادر على مثل ذلك؟            

               وهل أنتَ تريد ذلك؟

ياليتك تستطيع أن تبقى بَشَرًا سَوِيًّا،

…وأنا كذلك

“ربى كما خلقتنى”

بدلا من أن نحسد الأحياء الأدنى: أو نحتقرها استعلاءً

 دعنا نتعلم منها ونضيف.

(476)

الحرية هى أن تضيق المسافة وتتسع،

بقدر ما تتيح لك أن تقتـَرِب وتبتعـِد،

                        مختاراً أو مسيـّرا.

بل مختارا، حتى لو لم تعلم أنك تختارْ!!!

فقد خـُلــِـقـْتَ  مـُزَوَّدًا بقوانين الحياة

 وعليك اتباعها والحفاظ عليها ، ونحن معك “إليه”.

(477)

لا تردد هذا القول الماسخ المعاد: “الحرية نسبية”،

            مع أنها نسبية فعلا على المدى الطويل،

أما فى لحظة ممارستها فهى “مطلقة”.

(478)

لماذا الإلحاح على أوهام الحرية طول الوقت!!

وأنت أحوج ما تكون إلى عبودية واعية متغيـِّـرة مختارة كريمة، تبدأ منها ولا تقف عندها فتجد نفسك على الطريق الصحيح إلى الحرية الممكنة.

(479)

حين تقسِّم جرعات الحرية لتتناسب مع مساحات الرؤية أَوّلًا بأوّل: تتنقل بين زهور الاختيار ترشف رحيقها مختلفا متجددا حرًا فى كل مرّة.

(480)

لا تتركنى أعدو فى ملعب حريتى وحدي حتى لا أنتهى بأن ألاعب نفسى خارج الملعب.

(481)

قليل من القهر المسئول قد يحدد الأسوار دون أن يغلق الأبواب وهكذا يـَـحـُـولُ دون رخاوة لدونة هلامية حريةٍ بلا معالم من البداية للنهاية.

(482)

الزمن هو العمود المحورى الذى تدور حوله وتنطلق منه حرية  “حدْس اللحظة”.

(483)

أثناء فترة الكمون بين الحصول على المعلومات، واتخاذ القرار:

    تنضج حريتك على نار هادئة.

(484)

الحرية لا تقاس بسرعة الحركة أو قفزاتها،

ولكن بجمال الإيقاع وامتلاء الوعى بتشكيلاته المتجددة.

(485)

حين تمارس العكس، فتكتشف العـُمق،

لن تجد نفسك ملزما: أن تختار العمق

ولا أن ترفض العكس،

                                             فتصبح حرّا أكثر.

(486)

يبدو أن الأصل فى نظام الكون المُحكم هو الدرجة من اللاحرية التى تسمح بالحفاظ على قوانين هارمونية التجاذب الخلاّق،

 فلماذا اخترع الإنسان سجن الحرية المطلقة؟

                      وحَبـَسَ  نفسه فى ألفاظها

هل جعله غباؤه يسعى أن يكون إلهاً مزيفا ؟

(487)

حين ينتبه كلٌّ منا أنه كونٌ أصغر، يتحرك فى فلكِ الكون الأعظم دون حرية، سوف يعرف معنى:

هارمونية التجاذب الخلاق،

فــيُحكم التواصل وهو يـُـحـطـِّـمُ الأصنام،

ويجدِّد التشكيل: الحرية.

(488)

يتحرك إنسان العصر – غالبا – بين قهر غرور  إنسانيته، واختناق معتقل تألـُّهـِهِ، وهو يتصور أنه بذلك يحصل على الحرية.

 (489)

إذا كنت لا تمارس الحرية حتى داخل نومك:

فكيف تزعم أنك حرٌّ جدا هكذا وأنت مستيقظ؟

(490)

لا تتنكـّر لحريتك وأنت تردد هتاف الجماهير من حولك،

       إذْ من ذا  الذى حشرك وسطهم، 

                هكذا:   جدا!!….جدا؟

(491)

أن تعلن عجزك عن تحمل مسئولية الحرية،

أفضل من أن تـُنـَاور باستعمالها سُمًّا فى وجبة كلمات تتغنى بضرورتها وجمالها

(492)

من قواعد لعبة “استغماية” الحرية أن يُحكـِم جميع اللاعبين الرباط حول عيونهم إلا واحدا…..،

                          لأنه أعمى.

 (493)

كلما اتسعت الرؤية:

اتسعت مساحة الاختيار،

ونشطت حركية الانتقال،

وتحركت آلام المخاطرة،

وزادت فرص تبدّل الأحوال،

وأصبحت الحرية نتيجةً لا مَـطـْلـَبـًا.

(494)

كلما حذِقـْتَ ممارسة عبوديتك باختيارك،..ازددتَ حرية.

 (495)

المعادلة الصعبة تحل نفسها إذا اتـّبعـْت قوانينها،

ولا أحسب أن أحدًا يعرف كل قوانين “معادلة الحرية”

 (496)

أن تحذق أصول استعمال قوانين المعادلة، أهم من أن تنجح فى حلها،

وهذا من بعض معالم الحرية الحقيقية.

(497)

يبدو أنه لا توجد حرية فى الجـنـَّة؟

ولكن من يدرى؟

فالقوانين تختلف والبرامج تتشكل من جديد:

“وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ”

 (498)

إذا كنت قد أحسنت الاستعداد،

فسوف تجد فى نقلة الموت حرية لها طعم آخر

 (499)

أنا حرٌّ تماما، تماما

 إذَنْ أنا أعمى جدا فعلا.

(500)

أنت حرٌّ مادمتَ حيا على هذه الأرض تتجدّد،

وأنت – غالبا–  أكثر حرية بعد ذلك.

(501)

سوف أتركك لغبائك تتصور أنك حر،

 لأكون أنا الحر الأوْحد،

دون أن أعلن ذلك،

ودون أن أخبرك،

                 فأكون أغبى منك،

 (502)

حرية الأطفال هى أجمل حرية،

وأبعدها عن الحرية،

فلا يجوز أن تـُسَمَّى كذلك.

(503)

إذا تنازلت عن حريتك الظاهرة

 ولم تكتسب حريتك الحقيقية،

                   فقد خسرتَ الصفقة كلها.

(504)

حين تكتمل حريتك – إذا اكتملتْ، (وهى لا تكتمل)

– لن تحتاجها.

(505)

أنت حر إذا  واصلتَ التوجـّـه إليها،

دون أن تحدد وجهتك أنها إليها،

                            بل “إليه”.

(506)

الذرة حرة فى مدارها؟

فإذا خرجتْ عن مدارها تفجـَّرتْ،

وإذا تفجرتْ، فأنت عارف،

فأين الحرية بالله عليك؟

وكيف حالـُكَ يا مجموع ذرات؟

(507)

النيزك الساقط، سقطَ لأنه تنازل عن حرية انتمائه لعبودية اللحن المُطلق المنطلق.

(508)

يتماسك الكون بقوانين حريةٍ مرنـَة متجدِّدة،

وحريتك أن تحذق كيف تكون جزءًا مختارا من كلٍّ متغير،

بك ومعك.

 (509)

الإنسان لا يكون إنسانا إلا إذا عاش حرا بكل المعانى التى سبقتْ، دون اختزال، أو تقريب، أو تعميم!

(510)

حين يتمادى الاغتراب،

وتنفصل الرموز وتستقل                       

ويتأجــَّل التشكيل،

ويتمادى التراجـُع:

تصبح الحرية القصوى هى الجنون الذى استعملها لقتلها فى النهاية، وهو ينفيها من جذورها.

(511)

الجنون هو الحرية المتاحة لإجهاض  الحرية.

 (512)

الناس‏ ‏تخاف‏ ‏من‏ ‏المجنون‏ ‏وتكرهه‏ ‏لأنه‏ ‏يحرك‏ ‏فى ‏نفوسهم‏ ‏حقهم فى الحرية،

وفى نفس الوقت ينذرهم بمآل مثل مآله لمن يجرؤ أن يستعملها دون تواصل تجديد التعرف على معالمهما، فإعادة  الاختيار باستمرار.

(513)

أحيانا‏ ‏يكون‏ ‏الجنون..‏فرصة‏ ‏لاختبار مدى تحمـُّـلنا لحرية لا نعرفها،

ومع ذلك فإن حكمنا على المجنون دون نقض أو احترام، يحرمه ويحرمنا من تجربة حقيقية .

(514)

ربما‏ ‏يُحْجَزُ‏ ‏المجنون‏ ‏أحيانا‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏المجتمع، ‏خوفا من أن يمارس حريته ولو فى البداية، فـَـيـُـحـَـرِّك بذلك حرية الآخرين المرعوبين من احتمال تفعيلها.‏

(515)

يقال‏ ‏إن‏ ‏الجنون‏ “قرارٌ‏ ‏واختيار‏”،

 ‏ولكن‏ ‏هذا‏ ‏القرار‏ ‏لا‏ ‏يُعلن‏ ‏ويتأكد‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏حدوث‏ ‏الشرخ‏ ‏الذى ‏يعلـِن‏ ‏ويكشف‏ ‏الاختيارات‏ ‏الداخلية‏ التى بدأت فى توقيت سابق،

فهو من أخبث وأخطر وأعمق أنواع الحرية غير المسئولة.

(516)

إذا‏ ‏أحببتَ‏ ‏المجنون‏ ‏فاسأله‏ – ‏دون‏ ‏اتهام‏- ‏عن‏ ‏سبب‏ ‏اختياره‏ ‏الجنون..،

 ‏فإذا‏ ‏كنتَ‏ ‏صادقا‏ ‏فسيجيبك‏ مرضـُـهُ وهو ‏يعلـِّمك‏ جانبا آخر من ‏أحوال‏ ‏الدنيا ونفسه ونفسك،

 ‏على ‏شرط‏ ‏ألا تستسلم لوجهة نظرهْ،

ولا ترفضها،

 لعلكما تفعلان شيئا معا لكما، يوجه اختياره الأوّل إلى وجهته الإيجابية،

هذا ‏إذا لم تنزعج وتتراجع،

أو ينسحب هو رغما عنكما.

(517)

الفرد‏ ‏العادى ‏يرفض‏ ‏فكرة‏ ‏أن‏ ‏الجنون‏ “‏اختيار‏” ‏ليظل‏ ‏يحتفظ‏ ‏لنفسه‏ – ‏دون‏ ‏لوم‏- ‏بهذا‏ ‏المَهـْرَب‏‏:

حين يـُضطرُّ أن يلجأ إلى أن يختاره سرًّا .

 (518)

لا‏ ‏تحترم‏ اختيارالمجنون للجنون ‏إلا‏ ‏فى ‏البداية.. ‏باعتبار‏ ‏أنها‏ ‏محاولة تحتمل التفاوُض،‏

مسئوليتنا هى أن نحمل معه أعباء قرار عدوله عن اختياره، بأن نكون أهلا لذلك.

(519)

القهر‏ ‏الذى ‏ألجأ‏ ‏المجنون‏ ‏إلى ‏جنونه‏ ‏ليس مبررا لقبول الحل الذى لاح له بجنونه، لكن علينا أن نضع حجم القهر وقلة الحيلة فى الاعتبار..، ونحن نعاود الاختيار معه فى ظروف أفضل.

 (520)

ما‏ ‏دام‏ ‏الجنون‏ ‏اختيارا‏ (‏ولو اكتشفنا ذلك بعد‏ ‏حدوثه‏)، ‏فالرجوع‏ ‏عنه‏ ‏اختيار‏ ‏كذلك، وهو اختيار أصعب ما لم نهيىء له الصحبة، والحوار، والبصيرة، والفعل، والوعى المشتمـِل الممتد

 (521)

لا تتصور أن المجنون سوف يدفع ثمن اختياره وحده، نحن شركاء مهما حاولنا الهرب.

(522)

حين نـُلقى فى وجه المجنون مسئوليةَ اختياره، لا نتهمه، بل نحترمه لعله يستطيع أن  يعيد الاختيار،

وهو لن يستطيع إلا إذا صـَدَقـْنـَاهٌ فصدّقنا،

وصاحبناه نتغير معه فيتغير معنا

 (523)

بعض‏ ‏المبدعين‏ ‏‏يضطر إلى رفض‏ ‏الزيف‏ ‏بممارسة‏ ‏الهرب‏ بعض الوقت ‏فى ‏أنانية‏ ‏الجنون، ثم يواصل الإبداع.

أهلا بهم عائدين،  ويا لهفى عليهم لو لم يعودوا.

(524)

شرطان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يتوفـّرا‏ ‏حتى يمكن اتخاذ‏ “‏قرار‏” ‏الجنون المطبـِق‏:

  • ‏العمى الكامل، خاصة بعد إلغاء رسائل أضواء الرؤية المخترِقة.
  • والوحدة المطلقة/ عادة بعد إجهاض كل محاولات الاقتراب

 (525)

فى الحلم يتعدد الإنسان: يتعتع، وينظم، ثم  يلتقط ما تيسـّر

                 وفى الجنون يتعدد: ليتفرق ثم يتفسخ

وفى الإبداع يتعدد:  ليتجمع، فيتشكَّل

(526)

الدفاع‏ ‏عن‏ ‏الجنون‏ ‏لايعطى ‏للتدهور‏ ‏شرعية،

‏ولكنه‏ ‏يحاول أن يوظـِّف احترام التجربة، لإكمال دورات التفكك، وإعادة التشكيل

      ما دام الإيقاعحيوى مستمرا

 (527)

شيطان‏ ‏التدهور‏ ‏يستعمل‏ ‏حلاوة‏ ‏الأطفال‏ ‏لتبرير‏ ‏النكوص المرضى، وكأنه اختيار بديل، ثم‏ ‏تتوقف‏ ‏المسيرة‏ ‏عند‏ ‏اعتمادية رضيعية رخـْوة، لا تصلح حتى لبعث فرحة الأطفال.

(528)

إن‏ ‏أشجع‏ ‏خطوة‏ ‏يقوم‏ ‏بها‏ ‏المجنون‏ ‏هى‏ ‏أن‏ يسمح أن ‏نفتح  له، فـَلـَنـَا،  طريقا بديلا عن التمادى فيما تورط فيه،

                                                 هيـًّا معاً

(529)

إذا أمكن الرجوع إلى بعض مقوِّمات: “الحرية التبادلية التكافلية لكل الذوات (الأمخاخ) فى تناوبٍ إيقاعىّ نشط” إذن فنحن نمارس الحرية القادرة على دفع مسيرة النمو والمعيـّة والإبداع.

(530)

عدوان المجنون أصرح وأظهر فهو يسهل مواجهته وضبطه لأنه فى مـُتـَنـَاوَل المواجهة، أما عدوان من يدعى السلامة، خاصة من يمارس عدوان دس السم فى الدسم، فهو أخطر وأخفى وأنذل وأجبن.

(531)

الجنون السلبى المستقر هو موت مع تأجيل الإعلان،

ومع ذلك فإن “َمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، وهذا ممكن ما دام ربنا سمح لنا بهذه النعمة والمسئولية.

(532)

لا تقسو على المجنون إلا حبـًّا حازما له، وأنت تتألم أكثر منه إن استطعت،

وإياك والشفقة الفوقية،

 أو النصائح اللفظية.

 (533)

مواكبة المجنون لا تعنى السير فى طريقهْ، وإنما هى مواكبة المساندة، المرنة، الحازمة، الحانية، ونحن نحوّل المسيرة لصالحه وصالحنا.

(534)

صديقى المجنون: هذى يدى، فامدُدْ يدك، فليس عندى حلًّ جاهز جدا.

(535)

صديقى المجنون:

إذا كانوا هم قد نسوك أو ظلموك أو أهملوك أو أهانوك، فلماذا تصرّ أن تدفع وحدك – بجنونك – ثمن كل هذا؟ هيا نتعلم من فرصتك الجسور:

 وأنت: تهرب فى الجنون فتخسر كل شىء،

 ثم وأنت تصدقنا فنعود معا إليهم،

نعم!! لكن ليس على حسابك.

 (536)

قديما‏ ‏كانوا‏ ‏يقولون‏ ‏للمجنون‏ ‏إن‏ ‏الجانّ قد لبسه‏،

وهذا زعم فى محله لو اعترف معنا أن “الجان” هم:

  • “ذوات” الداخل،
  • وأمخاخ التطور،
  • وأنواع العقول،
  • ومستويات الوعى،

وساعتها يمكن أن نتصرف مع كل المستويات لتعاود التبادل والتكامل.

فالجدل “إليه”.

(537)

حديث‏ ‏المُحـْدَثين‏ ‏عن‏ تفسير الجنون بخلل معين فى ‏كيمياء الجنون منفصلا عن الوعى والإيقاع والتطور،‏ ‏سوف‏ ‏يصبح‏ ‏نكتة‏ ‏علماء‏ ‏المستقبل‏ ‏بقدر‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏سخرية علماء اليوم من‏ ‏تفسير الجنون بلبس‏ ‏الجان‏ ‏ومس‏ ‏العفاريت‏.‏

(538)

علاقة‏ ‏كثير من الأمراض النفسية ‏بالأخلاق – وخاصة الجنون – ‏ ‏علاقة أقوى وأخبث ‏من‏ ‏كل‏ ‏تصور،

 ‏فاحذر‏ ‏تمجيد‏ ‏المرض على طول الخط‏.. ‏حتى ‏لا‏ ‏تكتشف أنك‏ ‏تصفق‏ ‏لهزيمة‏ ‏الأخلاق‏، وأنت لا تقصد.

(539)

إذا‏ ‏أشفقت‏ ‏على ‏المجنون فلا تنسَ أن تشفق – بحذرٍ كافٍ–  على العقلاء الأكثر اغترابا،

ولا تنسَ نفسك.

(540)

المجنونُ ‏أذكى ‏من‏ ‏المجرم‏.. ‏لأنه‏ ‏يمارس‏ ‏هوايته‏ ‏الأنانية، ‏ويكسب‏ ‏عطف‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏.‏

 (541)

التعدد‏ ‏داخل‏ ‏الذات‏ ‏الواحدة‏ ‏هو‏ ‏مرحلة‏ ‏ضرورية‏ ‏فى ‏رحلة‏ ‏التكامل، ولكن‏ ‏الرعب‏ ‏الأكبر‏ ‏ألا‏ ‏يجتمع‏ ‏الشمل‏ ‏بعد‏ ‏التعـْتـَعَة، فهو الجنون،

ولا يجتمع الشمل إلا باحترام حقيقىّ،

وتنظيم تشكيل إيقاعىّ بين كل المستويات مع كل المستويات.

(542)

الجنون هو الثمن الذى دفعته، وتدفعه نسبة معينة من البشر ليواصل الجنس البشرى مسيرته التطورية.

فلماذا تكون انت من هذه النسبة، دعها لمن ليس أمامهم فرصتك.

الفصل الخامس:

(من 543 إلى 718)

عن: العدل والأخلاق وحمل الأمانة والبصيرة،

والموت، والإحساس (وأشياء أخرى)

Untitled-1 copy.jpg5

 (543)

إذا‏ ‏كان‏:                                                        

  • شرط‏ ‏العدل‏ ‏هو‏ ‏الرؤية‏، ‏
  • وصدق‏ ‏الحب‏ ‏هو‏ ‏الرؤية‏،
  • ‏وشرف‏ ‏الوعى ‏هو‏ ‏الرؤية‏،

 ‏وإذا كانت‏ ‏الرؤية‏ ‏تتعمق‏ ‏بقبول الغموض وتحمـُّل‏ ‏التناقض‏،

فالطريق طويل…،

                           ….  لكن لا بديل عنه.

(544)

لا‏ ‏تلم‏ ‏الجائعَ‏ ‏المتهور‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏قتل‏ ‏مَنْ‏ ‏أيقظ‏ ‏إحساسه‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يقدِّم‏ ‏له‏ ‏البديل‏، ‏ودون أن يحسب‏ ‏حساب‏ ‏طول‏ ‏حرمانه‏.‏

(545)

الاشتراكية‏ – ‏العدل‏ ‏العمل‏ – ‏هى ‏الحد‏ ‏الأدنى ‏للمناخ‏ ‏الذى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏ينمو‏ ‏فيه‏ ‏الإنسان‏، ….، ‏ولكنها‏ ‏ليست‏ ‏هدفا‏ ‏فى ‏ذاتها‏.

(546)

يوما‏ ‏ما‏ ‏سينتشر‏ ‏العدل، ‏فى:                    

  • ‏اللقمة‏
  • والمسكن،‏ ‏
  • والتعـليم،‏ ‏
  • والعلم
  • والمُتعة،
  • والمعرفة،
  • والعمل‏،

هذا: ‏إذا‏ ‏عرف‏ ‏الإنسان‏ ‏طريقه إلى ‏صـِدْقـِهِ‏ ‏الداخلي، ‏وتخلـَّص‏ ‏من‏ ‏غباء‏ ‏جشعه، وسفالةِ ظلمه،

هكذا دعونا نأمل أن يطبق العدل بفضل العدل نحو العدل إلى العدل “سبحانه”، بأن نحمل مسئولية أجزاء الثوانى، وذرّات العمل.

(547)

ليس‏ ‏من‏ ‏حقك‏ ‏أن‏ ‏تسترخى ‏إلى ‏أعمق‏ ‏درجات‏ ‏وعيك‏ ‏الداخلى – ‏بغير‏ ‏رجعة‏،

‏ما‏ ‏دام‏ ‏فى ‏العالم‏ ‏جائع‏ ‏واحد.‏

(548)

إقامة العدل خارجك وداخلك هى الخطوة الأولى نحو استعادة كرامة كل الناس، لينطلقوا أحرارا مبدعين من الداخل إلى الخارج، وبالعكس: على الصراط إليه.

 (549)

لماذا‏ ‏تثور لأننى‏ ‏نبـَّـهتك‏ ‏لامتهانك‏ ‏كرامتك‏؟‏

‏لعلك‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تمتهنـَها‏ ‏فى ‏السر‏،

‏ثم‏ ‏تلومنى ‏بالمرَّة‏.‏

(550)

لماذا‏ ‏تثور‏ ‏إذا‏ ‏نبهتك‏ ‏لخطورة ما يشير إليه سهم توجـُّهِ خطوك؟

‏لعل ‏كل‏ ‏همك‏ ‏هو ألا‏ ‏ترى ‏اتجاه‏ ‏مسيرتك‏.‏

 (551)

‏ الاشتراكية الحقيقية هى وسيلة الحاكم‏ ‏العارف، ‏وأمل الشجاع العادل،

 والاشتراكية المضروبة هى حلم‏ ‏الجبان‏ ‏العاجز، ‏وخدر‏ ‏الكسول‏ ‏الملتــَذّ،

فاحذر‏ ‏من‏ ‏الخلط‏ ‏حتى ‏يـَـلـِـىَ ‏الأمرَ‏ ‏أهـْـله…

 (552)

القانون‏ ‏الخارجى ‏العام‏ ‏لا يكفى ‏لتحقيق‏ ‏العدل‏ ‏الحقيقى .. ‏العام.

وهو “هو” “العدل”

سبحانه وتعالى عما يصفون.

(553)

القانون‏ ‏الداخلى ‏الخاص‏ ‏يُشقى ‏صاحبه‏ ‏وهو‏ ‏يتحرَّى ‏العدل ويرتقى به فى آن:‏ إذا صدق فى تطبيقه. 

ولاغنى عنه مكملاً ضروريا فى جميع الأحوال.

 (554)

أحق‏ ‏الناس‏ ‏بما‏ ‏جمعتَ،

              ‏هو‏ ‏من‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يوصّله‏ ‏لأصحابه،

فإن لم تجده فلا تترك لأحد شيئا إلا وسائل حمله إلى مستحقيه.

(555)

إياك‏ ‏أن‏ ‏تُخدع‏ ‏فيمن‏ ‏لم‏ ‏يَدْخُل‏ ‏اختبار‏:

  • ‏المال‏،
  • والسلطة‏،
  • والعشق،

‏ويثبت‏ ‏نجاحه‏ ‏فى ‏كل‏ ‏اختبار على حدة،

وفيها مجتمعه.

(556)

العدل‏ ‏يُختبر حين تستطيع أن‏ ‏تميز بين‏ ‏‏كل شىء، وكل شىء

 وكل واحد وواحدة،                                           

وأنت تعرف ‏مسافة كلٍّ ‏منك، ومسافتك منهم.

 (557)

العدل‏ ‏الفردى الخاص خطرٌ ماثل، لكنه لازم جنبا إلى جنب مع العدل الحقيقى العام

 (558)

العدل‏ العدل، لا ‏يرتبط‏ ‏‏بظاهر‏ ‏الأشياء، وهو ‏يأخذ‏ ‏فى ‏حسابه‏ أساسا:

  • ‏الأعماق،
  • ‏والمَدَى، ‏
  • والمضاعفات،
  • والزمن،

من هنا تأتى استحالة تحقيقه،

 التى هى هى الدافع لدوام السعى إلى تحقيقه.

(559)

لا يوجد‏ ‏عدل‏ ‏مطلق…

‏و‏من‏ ‏يدَّعى ‏ذلك‏: هو غالبا يُخفى ‏فى ‏نفسه‏ ‏سوء‏ ‏النية‏ ‏لاستعمال‏ ‏دعوى ‏”المساواة‏” ‏لتعمية‏ ‏الآخرين‏ ‏عن‏ ‏تميـُّـزِه‏ ‏المسروق‏.‏

(560)

إن‏ ‏رشوة‏ ‏الجموع‏ ‏بالحديث‏ ‏عن‏ ‏المساواة‏ ‏والحرية‏ ‏والعدْل.. ‏هى ‏اللغة‏ ‏المفضلة‏ ‏عند‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يريد‏ استغلالـَهم‏، لكن ما العمل إن كانت هى هى نفس الألفاظ التى تستعمل لإحقاق الحق وخدمتهم‏!!

لهذا لزم الحذر وإعادة الاختبار طول الوقت.

(561)

كل‏ ‏من‏ ‏يعى ‏مسئوليته‏ ‏يعرف‏ ‏استحالة‏ ‏المساواة…إلا فى الفُرَصْ،

‏فاحذر‏ ‏استعمال‏ ‏اللفظ‏ ‏بالمعنى ‏السطحى ‏الراشى ‏المبتذل‏.‏

 (562)

كل‏ ‏من‏ ‏يـُحسن‏ ‏الرؤية ويريد أن يحقق العدل‏ ‏يعرف‏ ‏ضرورة‏ ‏الاستعانة‏ بمعادلات ‏غامضة لتصحيح الأحكام الأولية، ويظل باب الاجتهاد مفتوحا طول الوقت، واليقظة لازمة من جميع الأطراف.  

(563)

كيف‏ ‏تدَّعى ‏العدل‏ ‏وأنت‏ ‏تحتكر‏ ‏جنــَّـتك‏ ‏لنفسك‏،

‏ولمن‏ ‏يتكلم‏ ‏لغتك، ‏دون‏ ‏خلق‏ ‏الله‏ ‏قاطبة‏؟

(564)

لا تدّعِ ‏فتح‏ ‏أبواب‏ ‏جنتك الخاصة‏ ‏لكل‏ ‏الناس‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كنتَ‏ ‏قادرا‏ ‏على:

  • سماع‏ ‏لغة‏ ‏لا تفهمها، ‏
  • والصبر‏ ‏على ‏أناس‏ ‏لاتعرفهم،
  • ‏ والسعى مع من تحترمهم نحو أهداف مشتركة، حتى لوبدت غامضة فى مراحل مختلفة.

(565)

إذا‏ ‏أغلقتَ ‏عليك‏ ‏أبواب‏ ‏جنتك‏ ‏لمجرد‏ ‏أنك‏ ‏ولدت‏ ‏لقيطا‏ ‏بجوار‏ ‏جدارها، ‏فاهنأ‏ ‏بحقٍّ‏ زائف‏ ‏لم‏ ‏تتعب حتى‏ ‏فى ‏بناء‏ ‏أسوارٍ حوله لتتمتع به دون غيرك.

(566)

كيف‏ ‏تهنأ‏ ‏بجنتك المغلقة على قومك‏ ‏وخيالك‏ ‏يتلمظ‏ ‏فى ‏ريح‏ ‏رائحة‏ ‏شواء‏ ‏جلود‏ ‏من‏ ‏لا يتكلمون‏ ‏أيا  من لغاتك،

                      الله تعالى هو العدل.                 

(567)

من‏ ‏العدل‏ ‏أن‏ ‏تعرف‏ ‏كيف‏ ‏تُغَيِّر‏ ‏المقياس‏ ‏بتغير‏ ‏الظروف،‏لا‏ ‏أن‏ ‏تصبح‏ ‏عبدا‏ ‏لقالب‏ ‏الحديد المصنوع من مبادئك ومذهبك‏ – المطبـِـق‏ ‏على ‏عقلك ووجدانك‏- طول الوقت ‏فى ‏كل‏ ‏الظروف.‏

(568)

لا يوجد‏ ‏عدل‏ ‏مطلق‏ ‏إلا‏ إذا ‏افترضنا‏ ‏رؤية‏ ‏مطلقة،

فتحرَّك‏ ‏فى ‏حدود‏ ‏رؤيتك، ‏وأقــِرّ‏ ‏بجرعة‏ ‏الظلم‏ ‏التى ‏فرضَتـْها‏ ‏عليك‏ ‏بشريتك،

واعمل على أن تخفف من حدتها باستمرار.

(569)

لقد‏ ‏اختلفنا…، ‏فلا‏ ‏مفر‏ ‏من‏ ‏تحكيم‏ ‏الآخرين‏ ‏بيننا،

‏ولكن تذكر أنهم قد يحكمون بأن الذى ‏على ‏صواب‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏ينجح‏ ‏أن‏ ‏يخيفهم‏ ‏أكثر، أو يرشوهم أخْفَى!

(570)

إذا‏ ‏أصررت‏ ‏على ‏رشوة‏ ‏الجائع‏ ‏بالحديث‏ ‏عن‏ ‏ضرورة‏ ‏إشباعه‏ ‏حتى ‏لايرى ‏شرَهك..، فربما‏ ‏نسيت‏ ‏أن‏ ‏خداع‏ ‏إنسان‏ ‏محتاج‏ ‏لن‏ ‏يكفى ‏لتحافظَ‏ ‏على ‏عمَاكَ‏ ‏شخصيا‏ ‏عن‏ ‏ضرورة‏ ‏السعى ‏لما‏ ‏بعد‏ ‏الشبع…،

 (571)

ربما كان‏ ‏قدماء‏ ‏المصريين‏ يأخذون‏ ‏جواهرهم‏ ‏معهم‏ ‏فى ‏القبور‏ ‏لأنهم‏ ‏كانوا‏ ‏لا يثقون‏ ‏فى ‏حسن‏ ‏تصرف‏ ‏ذويهم‏ ‏من‏ ‏بعدهم،

‏إن‏ ‏كنت‏ ‏أشطر… ‏فافعل‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏أعدل‏.

 (572)

 ‏ما‏ ‏دامت‏ ‏الرؤية‏ ‏المحيطة‏ ‏عابرة‏ ‏الألفاظ‏ ‏والأفكار‏ ‏والزمن‏، ‏هى ‏أساس‏ ‏العدل،

‏ ‏وهى ليست‏ ‏فى ‏متناولك‏ ‏دائما،

 ‏فلا‏ ‏تتحيز‏ ‏لنظامٍ ‏تعجز فيه‏ ‏‏عن‏ ‏حمل‏ ‏أمانة‏ ‏كل‏ ‏ما‏ يـُسْـمـحُ  لك به  أن ‏تحوزه.

(573)

حتى ‏لو‏ ‏أحسنت‏ ‏التصرف‏ ‏فيما‏ ‏تملك ‏فقد‏ ‏يقهرك‏، ‏ولو‏ ‏مرحليا من‏ ‏يملك‏ ‏أكثر، ‏

فإذا‏ ‏حرمك‏ ‏نظامٌ‏ ‏مَـا‏ ‏من‏ ‏بعض‏ ‏قدرتك، ‏فربما هو‏ ‏حماك‏ ‏ضمنا‏ ‏من‏ ‏قدرة‏ ‏آخرين‏ ‏عليك.‏

(574)

إذا‏ ‏سمحتَ‏ ‏لنفسك‏ ‏أن‏ ‏تتميز‏ ‏عن‏ ‏الآخرين‏ ‏بأية ‏وسيلة‏ ‏من‏ ‏وسائل‏ ‏القدرة، ‏أو بأية حجة من حجج المنطق، فقد‏ ‏ألزمتَ‏ ‏نفسك‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏أكثر‏ ‏أمانة‏ ‏فى ‏تشغيل كل ذلك‏ ‏لصالحهم‏.

(575)

‏راجع‏ ‏نفسك‏ ‏وأنت‏ ‏تتمتع‏ ‏براحة‏ ‏خبيثة، ‏إذ‏ ‏تتشدق‏ ‏بكذبة‏ ‏لامعة‏ ‏تحت‏ ‏عنوان‏ “دعـْـه يفعل”، “دعـْه يمـُرّ!”.

ليس‏ ‏من‏ ‏العدل‏ ‏أن‏ “‏تدعه‏ ‏يفعل‏” أو “تدعه يمّر”، وهو لا يعرف بعد ماذا يفعل، ولا  إلى أين يمرّ،

وأيضا: إياك إياك “ألا تدعه يفعل” لحسابك، “حتى” تفعل أنت  براحتك على حسابه، فتمر إلى حتفك!

(576)

 إذا استطعت أن تصحح ما تفعل أكثر فأكثر باستمرار، بتنشيط بصيرة يقظة، والاحتكام لعدلٍ عملىّ

 فسوف تـُحـِّقـُق عدلاً عمره أطول فأطول، لك ولهم: باستمرار.

(577)

يالهفى ‏على ‏القاضى ‏تحكمه‏ ‏الألفاظ‏، ‏فيضطر أن ‏يحكم هو‏ – ‏من‏ ‏واقع‏ ‏اللفظ‏،  ‏لا‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏الرؤية‏ –

 ‏بالبراءة‏ ‏أو‏ بالإعدام!                                 

أليست‏ ‏الذبحة‏ ‏الصدرية لبعض القضاة‏ ‏هى ‏الرحمة‏ ‏بعينها‏.

 (578)

إذا‏ ‏لاح‏ ‏التآلف بين “كلّ من هو أنت‏” ‏فاختفت‏ ‏معالم‏ ‏تفاصيلك‏ ‏السابقة‏ فى ما يشبه الكل الجديد، دون أن تتوحـَّد بعد، فإن من يعلن انتصاره المطلق الدائم منكم: إنما هو يعلن هزيمة الكل،

النصر الحقيقى هو انتصار الكل للكل.

ولـْيَسْتسلم ‏ ‏شيطانك‏ ‏لخدمة‏ ‏الحق..‏                                 

 (579)

الفضيلة هى فى تآلف الغرائز جميعا، لحفز مسيرة الحى البشرى الكل الواحد نابضا، متناوبا، متكافلا، متبادلا : حركةً وسلوكاً ووعياً وإبداعاً.

(580)

كل‏ ‏ما‏ ‏يصدر‏ ‏عن‏ ‏تكاملك‏ ‏هو‏ ‏تأكيد لغلبة الحياة،

وكل ما ينفصل عن الكل هو نذير بنشاط نيـْزكىّ ساقط،

 احذرْ أن يأخذكَ معه.

 (581)

حين‏ ‏يلعن‏ ‏بعضكم‏ ‏ بعض هذه‏ ‏الكلمات،‏ ‏

فليعلم أنها تخصّه أكثر ،

                           عـُـذْرًا.

 (582)

إذا‏ ‏واتتك‏ ‏الشجاعة‏ ‏أن‏ ‏تعود‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏الكلمات..، فلا تتردد فهى لك فعلا ، وخاصة فى المرّة الثانية وما بعدها.

 (583)

الخير‏ ‏أقوى ‏وأبقى …‏!!

‏وكان‏ ‏الشيطان‏ ‏ضعيفا‏.‏

 (584)

إن‏ ‏من‏ ‏يدّعى ‏أن‏ ‏الشر‏ ‏أقوى ‏يحاول‏ ‏أن‏ ‏يـُلقى ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏المسئولية‏، ‏ناسيا‏ ‏أنه‏ ‏بهذا‏ ‏الادعاء‏ ‏يواجه‏ ‏مسئولية‏ ‏أصعب‏: هى ‏مسئولية الانتصار على الأقوى…،…

الشطارة هى أن تحوّل دفة  قوة الشر  لتخدم طاقة الخير،

  يتحقق ذلك بالجدل الخلاّق،… لا بالاستقطاب الغبَىّ.

(585)

إن‏ ‏من‏ ‏الشجاعة‏ ‏أن‏ ‏يعلـِـن‏ ‏الشر‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏ويتحدى‏،

 ‏والباقى ‏مسئولية‏ ‏أهل‏ ‏الخير..

             ‏وإلا‏ ‏فهم‏ ‏أعوانه‏ ‏إن‏ ‏خافوا‏ ‏منه‏،

                             أو أنكروه، استعباطا

(586)

لا تهادن‏ ‏الشر‏ ‏إلا‏ ‏لـِتـُنـَاوِ‏ر ‏الشيطان.

 (587)

إذا‏ ‏استيقظ‏ ‏النمر‏ ‏فيك‏،  ‏فاقهر‏ ‏به‏ ‏الشر‏ ‏حتى ‏لايرتد‏ ‏إليك‏،

                                     فيلتهمك ‏ ‏سرا‏.‏

(588)

إذا‏ ‏يئست‏ ‏لأن‏ ‏الشر‏ ‏انتصر‏ ‏مرة‏ ‏أو‏ ‏مرات‏،  فأنت‏ ‏قصير‏ ‏النظر‏، بل‏ ‏ومسئول‏ ‏عن‏ ‏انتصاره‏، وعن ما يترتب على ذلك‏، بفضل تقاعسك،‏ ‏أو كسلك، أو جبنك (بل كل ذلك)، عاوِدْ المحاولة وأنت تتعلم من انتصاره الفاشل ومن كسلك الغبىّ ‏.

 (589)

إن‏ ‏‏الذين‏ ‏يزعمون‏ ‏أن‏ ‏الخير‏ ‏سينصر‏ ‏نفسه‏ ‏بنفسه‏ ‏يريدون منا‏ ‏أن‏ ‏نتعاطى‏ ‏المخدرات‏ ‏النظرية‏، والتأجيلية، فيعطون الفرصة للشر أن ينتصر.

على أهل الخير أن يواصلوا اليقظة الجدلية المستمرة

 ماذا وإلا ..!!.                      

 (590)

الخير‏ ‏أقوى ‏بفضل‏:

  • ‏جهود‏ ‏أهله المستمرة،
  • وذكائهم العملى المبدع،
  • وأسلحتهم الجاهزة المُشرعة،
  • وبصيرتهم الحادة المـُراجـــِعة
  • وثقتهم بمن وعدهم بنصرته

‏أما‏ ‏التراخى:

 ‏فهو‏ ‏هزيمة‏ ‏المدعين‏ ‏الجبناء،

 والكسل عار المتقاعسين الأحياء

 (591)

 حين تفرح لأنك تحب الخير، ستعرف كيف تروّض الشر، لا تكتفى بأن تصارعه، لأنك ستتبين ‏أن‏ ‏لكلٍّ‏ ‏دوره‏،.. ‏ودورته، فيتضاءل الاستقطاب وقد ينقلب جدلا.

 (592)

إنما‏ ‏يكتمل‏ ‏إيمان‏ ‏أحدكم/أحدنا:‏ ‏حين‏ ‏يعرف‏ ‏الخير‏ ‏من‏ ‏الشر دون‏ ‏تفكير‏ ‏ظاهر‏، ‏أو‏ ‏سؤال‏ ‏غبى،

ومن حق أىٍّ منا أن يكون له خيره وشره:

  • بحذَرٍ فائق،
  • وإيمان مثابر،
  • وإيقاع منظـــِّم،
  • ونقدٍ نشط
  • وتشكيل معاوِد.
  • وعدلٍ ممكن.

 (593)

حتى ‏لو‏ ‏تصورت موت‏ ‏الشيطان‏ ‏بداخلك‏،

 ‏فلا تنس‏ ‏نمور‏ ‏شياطين الإنس‏ ‏من‏ ‏حولك،

تلفـّـع بشيطانك بعد نزع سلاحه،

تـُضاعف قوة الخير فيك

(594)

من‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقاتلَ ‏الشر…

‏لا‏ ‏يستطيعُ‏ ‏أن‏ ‏يحمى ‏الخير،

قتال الشر لا يعنى قتله،                                     

 وإنما الانتصار عليه لاحتواء طاقته لدفع المسيرة.

 (595)

إذا نجحتَ أن‏ ‏تقهر‏ ‏الشر‏ ‏بالقبول الحذر والترويض..

‏خرج‏ ‏من‏ ‏أعماقه‏ ‏الخير‏ ‏رغما عنه،

‏ثم  يتكشف لك ما لمْ تحسب،

فلا الشـرُّ ينفصل نيزكا خطرا،

ولا  الخيـرُ يخافُ ويستعطف.

(596)

قد‏ ‏يكون‏ ‏الهجوم‏ ‏على ‏الشر‏ ‏أصدق‏ ‏وسيلة‏ ‏للتعبير‏ ‏عن‏ ‏حب‏ ‏الخير‏، ولكن‏ ‏الهجوم‏ ‏مهما‏ ‏اكتسب‏ ‏بالطبيعة ‏ ‏شرعيته‏، ‏فهو‏ ‏ما زال‏ ‏سلاحا ذا حدين..

فلا تنس‏ ‏أنّ‏ تُحْسِن التصويب ‏ لتحطيم‏ ‏القشرة فحسب،

حتى تظل الثمرة كاملة بحلوها ومرها. 

(597)

لا‏ ‏تحطـِّم‏ ‏الشر‏ أو تنفيه ‏قبل أن تستعد لاحتواء طاقته

 (598)

لو‏ ‏أمعن‏ ‏النظر‏ ‏أهل‏ ‏البصيرة‏ فى طاقة الشر، ربما أمكنوا احتواءها فتسخيرها للدفع إلى ما هو خير أقوى وأقدر

(599)

من ‏لا يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقوى ‏على ‏الشر ‏يستسهل‏ ‏أن‏ ‏يصف الخير بالخيبة والغفلة،

فيزداد عجزا

(600)

أمسـِـك‏ ‏بالسلاح‏ ‏ذى ‏الحدين‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏الشر‏، ‏حتى ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تقطع‏ ‏به‏ ‏للخير: ‏قطعــَكَ‏ ‏الشر.‏

(601)

احذر‏ ‏أن‏ ‏تبدأ‏ ‏المعركة‏ ‏قبل‏ ‏الأوان‏، ‏إنْهِـِكْ‏ ‏قوى ‏الشر‏‏ ‏من‏ ‏حولك‏ أولا،‏ حتى ‏لا‏ ‏تتحالف‏ ‏ضدك‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تُفَجِّر‏ ‏الخير ليستوعب طاقة الشر إلى ما هو أنت،….. “إليه”.

(602)

تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تستفيد‏ ‏من‏ ‏الأشرار‏ ‏بأن‏ ‏تعلـِّمهم‏ ‏كيف‏ ‏يصارع‏ ‏بعضهم‏ ‏بعضا‏:  هكذا‏ ‏توفر‏ ‏جهدك‏ ‏لتستمر فى مواجهة ‏الشيطان‏ ‏المنتصر‏ ‏المنُهـَك‏ فى المعارك المتجددة.‏

 (603)

المعركة‏ ‏مع‏ ‏الشر‏ النيـْزكىّ ‏المنفصل تعطى ‏لكل‏ ‏شىء‏ ‏معنى ‏ونشوة‏ ‏واتساقا‏، ‏فلا‏ ‏تظن‏ ‏أنها‏ ‏تتعارض‏ ‏مع‏ ‏السعادة‏ ‏أو‏ ‏الراحة‏ ‏أو‏ ‏الهدوء‏،

أما الشر الماثل فى حركية الجدل مع الخير: إليك، “إليه”، فهو هو جزء من الخير الأقوى‏.

(604)

إياك أن تأمن إلى خـِدْر السهل الأخبث‏،

‏وانتبه: حتى ‏إذا‏ ‏فاحت‏ ‏رائحته‏ و‏غمرَك الغثيان،

أسرعت إلى جمال الأصعب، وقوة الأبقى.

 (605)

إذا اكتفيت باستعمال ‏ ‏لغة‏ ‏الخير ‏دون فعله الإبداعى. فأنت تدعم‏ ‏قوة‏ ‏الشر‏.

 (606)

 ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تطمئن‏ ‏للشر‏ ‏الذى ‏يختفى ‏بمجرد‏ ‏إنكاره‏، ‏أو‏ ‏حتى بزعم إعلان ‏السيطرة‏ ‏عليه‏،

‏اختفاء‏ ‏الشر‏ ‏بالانصهار‏ الجدلى يزيد‏نا ‏قوة‏ ‏وإشراقا‏،

‏أما اختفاؤه‏ ‏بالإلغاء‏ والإنكار، فهو ‏يزيدنا‏ ‏عجزا‏ ‏وإنهاكا.‏

 (607)

فى ‏حضرة‏ قوى الخير الخلاق‏:‏ إحذر‏ ‏الاعتزاز‏ ‏بالكرامة‏ الظاهرة، أو التحدث بالحكم النصائحية.

(608)

هناك‏ ‏أنواع‏ ‏من‏ “‏الطيبة” ‏يساء استعمالها مرادفة للخير، مع أنها ‏قمة‏ ‏الخبث والانسحاب..، وأخطر‏ ‏ما‏ ‏فيها‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏أن‏ ‏تهاجمها.‏

(609)

لا بد‏ ‏أن‏ ‏تفرق‏ ‏بين تفاصيل:

‏ ‏الشفقة‏، ‏والرحمة‏، ‏والحب،

  • الشفقة تحمل مظنة‏: ‏احتقار ضِمْـنىّ.
  • والرحمة‏ فيها رؤية: ‏وعطاء خـفىّ.
  • وفى الحب‏: ‏أخذ‏ ‏وعطاء، واستمرار جدَلىّ.

(610)

مهما:

  • ‏ ‏حاولـْـتَ،‏
  • ‏وبرَّرْتَ،
  • ‏ ‏والتهـمْتَ‏َ،
  • ‏واشتهيـْتَ،‏
  • ‏وتلمَّـظـْتَ‏َ،
  • ‏وكذبـْتَ،
  • وخدعــْتَ‏:

فلن‏ ‏تملك‏:

  • ‏ بطنَيْن،
  • ‏ ‏أو‏ ‏عضوَيْن،
  • ‏ ‏أو‏ ‏عُمْـرَيْن،
  • ‏ ‏أو‏ ‏أربعة ‏أرجل، ‏
  • ‏ أو‏ ‏أربعين‏ ‏إصبعاً..‏،

ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فأنت‏ ‏مصر‏ ‏على ‏بشاعة‏ ‏جشعك‏،

… ‏ألم تلاحظ يا‏ ‏غبى  كم أن ‏ ‏خيبتك‏ ‏قوية‏!!!

(611)

الثبات‏ ‏على ‏المبدأ‏ ‏هو عقبة‏ ‏الإنسان‏ ‏على مسار النمو،

 ‏أى ثبات لا يفتح ذراعيه لحركية الامتلاء، هو‏ ‏ضد‏ ‏الحركة‏ ‏اللازمة لاستمرار النمو إيقاعا حيويا مفتوحـًا.

(612)

العناد جمود لا يليق بذكاء قـُوَى الخير المرنة المتجاوزة، فانتبه لضرورة الحركة ، وتحـديث الخطط أو تغييرها أولا بأول.

(613)

الحديث‏ ‏عن‏ ‏الأخلاق‏ ‏حديثٌ‏ ‏ممل‏، ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يسبقـْه‏ ‏ويصاحبه‏ ‏ويلحقـه‏ ‏فعلٌ‏ ‏يؤكد‏:

  • ‏إمكانية‏ ‏الأخلاق‏،
  • ‏وفاعلية‏ ‏الأخلاق،‏
  • وجمال الأخلاق.

 (614)

  • الأخلاق‏ ‏المتينة‏: ‏سجن‏ ‏ناعمٌ يحميك من عبث الحرية
  • والأخلاق‏ ‏المرنة‏: ‏خطورة‏ ‏متربصة
  • والأخلاق‏ ‏الظاهرة‏: ‏خدعة‏ ‏كاذبة
  • والأخلاق‏ ‏الباطنة‏: ‏سهلة‏ ‏الالتواء..‏
  • الأخلاق الحقيقية: لا تُـسَـمَّى أخلاقا، ولها اسمان حركيان هما:
    • “العدل”
    • و”المسئولية”

       فما أروع ذلك: ألما، رائعا، ناميا، تواصليا،  مبدعا .‏

(615)

لا تتهمنى ‏فى ‏أخلاقى‏ ‏لمجرد‏ ‏أنك‏ ‏أجبن‏ ‏من‏ ‏شرف‏ ‏صراحتى

حين تعجز عن ممارسة حركية الأخلاق الحرة المسئولة، فلا تستسهل ادعاء الأخلاق الظاهرة اللزجة حتى لو بدا عليك أنك فى منتهى الدماثة النفعية.

(616)

لا‏ ‏تسامح‏ ‏أحدا‏ ‏وأنت‏ ‏ضعيف‏، …انتظر‏ ‏حتى “تستطيع‏”

… واجعل‏ ‏الألمَ‏ ‏وقودَ‏ ‏تنمية‏ ‏القدرة‏،

‏ومتى “استطعت‏”،…. فافعل‏ ‏ما بدا‏ ‏لك‏، ‏

                                      ومن‏ ‏ضمن‏ ‏ذلك:‏ ‏التسامح‏ القوى.

(617)

  • لا‏ ‏أخلاق‏ ‏بلا‏ ‏عدل
  • ولا‏ ‏عدل‏ ‏بلا‏ ‏رؤية
  • ولا‏ ‏رؤية‏ ‏بلا‏ ‏ألم
  • فلا‏ ‏أخلاق‏ ‏بلا‏ ‏ألم

ولكن‏ ‏الألم‏ ‏الذى ‏أعنى ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الأسى‏ ‏والمعاناة‏،

‏بل‏ ‏هو‏ ‏وعى المسئولية‏ ‏الداخلية‏، ‏بصعوبة تطبيق العدل.

 (618)

الأخلاق‏ ‏النفعية‏ ‏هى ‏أرقى ‏الأخلاق‏ ‏لو‏ ‏امتد النفع ‏فى ‏دوائر‏ ‏متلاحقة‏ ‏بادئة:‏ ‏منك إلى أهلك‏ ‏ ‏امتدادا إلى أن ‏تشمل:

  • ‏ ‏آخر‏ ‏طفل‏ ‏ولد‏ فى ‏بنجلاديش،
  • وأول فتاة فـُطمت فى كفر الزيات
  • ‏وآخر‏ ‏امرأة‏ ‏ظلمت‏ ‏فى ‏القطب‏ ‏الجنوبى،
  • وأول صبى خـُطف فى البدرشين
  • وآخر صبية ماتت جوعا فى الصومال،
  • وآخر أمٍّ ثكلت وحيدها فى سيناء أو كاليفورنيا.

 (619)

الأخلاق‏ ‏النفعية فى تجلياتها الأرقى،‏ ‏هى ‏أساس‏ ‏دخول‏ ‏الجنة، ‏وتجنب‏ ‏النار،

فلا تخجل من النفعية، لكن لا تقتصرعليها

فالأخلاق الأرقى نادرة رائعة،

وهى تـُثـَمَّـنُ بعملة أخرى لا اسم لها .

(620)

رائع‏ ‏أن‏ ‏تعرف‏ ‏أكثر..، لكنه مخيف

فكلما عرفت أكثر، تحملت مسئولية أثقل، وأوسع تنوعا،

لكنك أيضا تستطيع أن  تعدل أجمل وأكمل،

ما رأيك؟

(621)

لم يعد مناسبا‏ تصنيف ‏الناس‏ ‏بين‏ ‏”البطل”‏ ‏و”الشرير‏”،

‏وأيضا‏ ‏بين‏ “‏الشاطر‏ ‏حسن”‏ ‏و”الوزير‏ ‏النذل”‏،

‏وكذلك‏ ‏بين‏ “‏ست‏ ‏الحسن‏” ‏و”أمـِّـنا‏ ‏الغولة”‏،

هل معنى ذلك أنهم اختفوا؟

أم أن ‏علينا أن‏ ‏نبدأ بالبحث‏ ‏عنهم‏ ‏جميعا‏ ‏هنا‏ -معا‏- ‏فى ‏الداخل؟!! ونحن فى قمة الانتباه إلى رفض الاستسهال بالإسقاط الاستقطابى،

 “هيا!!”

(622)

  • أسخف‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏الناس‏ ‏أنه‏ ‏نقىُّ ‏طاهر‏،
  • ‏وأكذب‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏نقيضه‏ ‏أنه‏ ‏جبانٌ‏ ‏مجرم‏،
  • ‏وأجهل‏ ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏ثالث‏ ‏أنه‏ ‏بطلٌ‏ ‏خيّر‏،
  • ‏وأعمى ‏ما‏ ‏يقال‏ ‏عن‏ ‏رابع‏ ‏أنه‏ ‏كذاب‏ ‏أشِرْ‏،

فماذا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقال‏؟

لا تقل شيئا وسوف تتحمل مسئوليتهم جميعا فيك وخارجك معا دون تناقض لتكون “أنت” دون أن تلفظ بكلمة، أو تحتاج إلى أسماء.

(623)

لا تجعل الأمانة التى ظلمتَ نفسك بحمْلها تنقض ظهرك،

إذا لم تكن أهلا لحملها، فأنْزِلها وتراجعْ،

وكل الأنعام من خلق الله.

(624)

ظلمتَ نفسك بأن حملتَ أمانة الوعى، ومِنْ ثـَمَّ: مسئولية الاختيار،

فارفع الظلم بأن تحسن استعمالهما.

(625)

لا سبيل إلى الحد من مخاطر الوعى الشامل إلا باحترام حدود مجال “رؤية الآخر”،…. وأيضا: عمل حساب:

  • سرعة خطوِهِ،
  • وتوجـّه سيرِهِ،
  • ومثابرة كدحـِهِ.

(626)

كيف‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أوفــِّـق‏ ‏بين:

  • ‏إلحاح‏ ‏السعى إلى وضوح‏ ‏الأمور‏ ‏أمامى ‏حتى ‏لا‏ ‏أضل‏ّ،
  • ‏وبين‏ ‏قبول‏ ‏غموضها‏ ‏احتراما لطبيعتها،
  • وبين ادعاء قبولهم رؤيتها وهم لم يروْها أصلاً،
  • وبين حرصي على توصيلها لمن لا يريد أن يراها.
  • وبين عجزى عن توصيلها إلا بالشرح الذى يسطـِّحُها، أو يمسخها، أو يشوهها،

الحذر واجب

والاستمرار حتم المسار

 (627)

– حين‏ ‏تبدأ‏ ‏طريق‏ ‏المعرفة‏ ‏الجديدة‏ ‏تكون‏ ‏فى ‏أشد‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏رفيق‏ ‏يطمئنك‏ ‏على ‏ثبات‏ ‏أقدامك.‏

‏- وحين‏ ‏تنتقل‏ ‏إلى ‏الدرجة‏ ‏التالية‏ ‏تكون‏ ‏فى ‏حاجة‏ ‏إلى ‏من‏ ‏يسمَعُكَ‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏أهلك

‏- ‏وفى ‏الدرجة‏ ‏التالية‏ ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏توصيل‏ ‏أعم‏ ‏وأشمل.. ‏وإلا‏…

‏- ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏تتمنى ‏بقاءَها‏ ‏من‏ ‏بعدك.‏

– ‏وفى ‏الدرجة‏ ‏التى ‏تليها‏ ‏تحاول‏ ‏تدوينها‏ ‏حفظا‏ ‏أو‏ ‏كتابة‏ ‏تأكيدا‏ ‏لأملك‏ ‏فى ‏الخلود فيهم ولهم.

‏ولكن‏ ‏فى ‏الدرجة‏ ‏التى ‏هى ‏الدرجة‏، سوف ‏تطمئن‏ ‏عليها‏ ‏يقينا‏، ‏حتى لو لم يمكنك ضمان أىٍّ مما سبق، لأن‏ الحقيقة‏:

  • ‏أكبرُ ‏من‏ ‏كلمتك‏،
  • ‏وأثبتُ‏ ‏من‏ ‏حبـر‏ ‏قلمك‏،
  • ‏وأبقى ‏من‏ ‏أتباعك‏،
  • ‏وآصلُ‏ ‏من‏ ‏قلقك‏،
  • ‏وأطولُ‏ ‏من‏ ‏عمرك،

ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تستغنى عن كل ما سبق بالارتكان إلى هذا اليقين من البداية،

فهو نتيجة المشوار من الجميع وليس بديلا عنه

 (628)

حين‏ ‏تعمُق‏ ‏رؤيتك‏ ‏تـُشحذُ‏ ‏حواسك‏، ‏فتحسِن‏ ‏الإنصات،‏ فالاستماع إلى:

  • ‏لغة‏ ‏الطير‏،
  • ‏ودبيب‏ ‏النمل‏،
  • ‏وغزل‏ ‏الوحوش‏،
  • وصوت الصمت،
  • وصمت الصوت،

ثم تترحم على ‏ ‏سيدنا‏ ‏سليمان‏ عليه الصلاة والسلام.‏

(629)

يزداد‏ ‏مُلكك‏ ‏بقدر‏ ‏اتساع‏ ‏مدى ‏رؤيتك‏ ‏وعمق‏ ‏وعيك‏، وتفعيلهما

ربما  ‏لهذا‏ ‏كان‏ ‏ملك‏ ‏سيدنا‏ ‏سليمان‏ ‏ملكا‏ ‏كبيرا‏.‏

فإذا أردت أن تحمل أمانة وجودك، فعليك ألا تكتفى بقراءة عنوان الغلاف دون  معايشة المحتوى،

وإلا فأنت لستَ جديرا بما خلقك الله به لتكون بشرا مكرما.

(630)

إن إعادة‏ ‏اكتشاف‏ ‏ما‏ كان ‏يسمى ‏خرافة‏…،

‏هو‏ ‏ثروة‏ ‏علوم‏ ‏المستقبل‏.‏

(631)

ليس صحيحا‏ ‏أن‏ ‏الثمن‏ ‏الذى ‏ندفعه‏ ‏فى ‏عمق‏ ‏الرؤية‏ ‏‏أكبر ‏من‏ ‏روعة‏ ‏الوعى ‏المصاحب لها،

واصِلْ، واحتملْ، وأنت الرابح فى النهاية (ومن البداية).

(632)

مالُ‏ ‏الأرض‏ ‏كله‏، ‏وسلطاتُ‏ ‏التاريخ‏ ‏مجتمعة‏:

‏     لا‏ ‏تساوى ‏أن‏ ‏تتنازل‏عن تكريمك بشرا بكل طبقات وعيك.

فانتبه إلى كيف تشغل ثوانى الزمن لتحصد جزاء ذرات العمل.

(633)

كلما‏ ‏زادت‏ ‏قدرة‏ ‏ترابُط‏ ‏مخــِّك:

  • ‏اتسعت‏ ‏رحابة‏ ‏لحظتك،
  • وامتد‏ ‏بـُعـْدُ‏ ‏نظرك،
  • ‏وزاد‏ ‏احتمالُ‏ ‏عدلك، ‏
  • وثقـُلـَتْ‏ ‏‏ ‏مسئولية أمانتك.‏

(634)

إذا فاض عن كاهلك حمل أمانة ما تملك، فاحذر أن تسلـِّمه لمن لا يعرف قيمته، ولا يعرف أيضا من هم أصحابه الحقيقيون،  حتى لا تفاجأ أنك فارقتنا وأنت مديون، ومتهم بتشتيت العـُهدة.

(635)

  • الصبر‏ ‏مع‏ ‏الاستسلام‏: ‏عار.‏
  • والصبر‏ ‏مع‏ ‏الاستعداد:‏ ‏ألم.‏
  • والصبر‏ ‏مع‏ ‏دوام‏ ‏الرؤية‏ ‏اليقـِظة‏: ‏مِحنة،
  • والصبر‏ ‏مع‏ ‏الإصرار:‏ ‏مسئولية،
  • والصبر‏ ‏مع‏ ‏عدم‏ ‏التخلى: ‏محبة،
  • والصبر‏ ‏مع‏ ‏الألم‏، ‏واليقظة‏، ‏ودوام‏ ‏الرؤية‏، ‏والمسئولية‏، ‏وعدم‏ ‏التخلى:

يحققكَ: مـَعـْنـًى “إليه”..‏

 (636)

إن ‏من‏ ‏يسلك‏ ‏مسلكا‏ ‏تقليديا‏ ‏معروفا‏ ‏بالتزام‏ ‏متواضع‏، يسلك سبيلا آمنا، ونافعاً، أكثر ممن يجلس  ‏فى ‏كرسىّ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏قدرته‏ ‏على:

 الانتقاء..،‏  والترك..،‏ والخلق..،  والكدح.

(637)

كل الناس‏ ‏يخدمون‏ الحضارة‏، وهم ‏أحد‏ ‏ثلاث‏:‏

حامل‏ ‏للحضارة‏: ‏ورغم‏ ‏أنه‏ لا يضيف،.. ‏لكن‏ ‏أكثر‏ ‏الله‏ ‏خيره‏. ‏مسجِّلا‏، ‏وناقلا.‏

ومُفسد‏ ‏للحضارة‏: ‏ وبالرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏رائحته‏ ‏كريهه‏ ‏ونموه‏ ‏خبيث‏، ‏فهو‏ ‏مثير‏ ‏للتحدى ‏وموقظ‏ ‏للانقضاض‏ ‏عليه‏، وهذا بعض فضله، على الحضارة، رغما عنه.‏

وصانع‏ ‏الحضارة‏: ‏وهو‏ ‏القادر‏ ‏على ‏صنع‏ ‏الكل‏ ‏الأكبر‏ ‏من‏ ‏الأجزاء الصغيرة والمتناهية الصغر‏ ‏المتنافرة‏، ‏يصنعها باستمرار‏، ‏وتواصُلٍ،‏ ‏وتناغـُمٍ، واختراق، وتجدد….‏

فالكل‏ ‏يسهم فى صنع الحضارة‏ ‏فى مواجهة الانقراض.‏

(638)

لا يوجد عادة اختلاف كبير‏ ‏فى الكلمات التى تعلن الأهداف

أما الوسائل فلابد أن تراجعها بدقة قبل أن تضطرك النتائج لمراجعتها،

وربما اكتشفت خداعك لنفسك أو للآخرين قبل أن تتورط،

 وربما لحقت نفسك: فعدّلت موقفك وراجعت طريقك.

 (639)

إحسبها‏:

  • ‏بكل‏ ‏الخطوات،
  • ‏ ‏وبرصيد‏ ‏الألم‏،
  • ودوائر النفع

وليس:

  • ‏بأول‏ ‏الخطوات‏،
  • ‏ولا‏ ‏بأعلى‏ ‏الصيحات‏.‏
  • ولا بضخامة النتائج.

 (640)

مهما‏ ‏تلمستَ لنفسـِك العذر:

  • بنقص الأدوات،
  • أو ضيق الوقت،
  • أو غياب المستمِع،
  • أو غلبة الكسـَل،
  • أو قلـّة الحيلة:

 ‏فأنت‏ ‏فى ‏النهاية‏: ‏ ‏مسئول‏‏ عن كل ذلك

وليس فى أى من ذلك ما يبرر توقفك عن ملء الوقت بما هو أحق بالوقت.

(641)

لا تصدِّق‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏اختلافا‏ ‏كبيرا فى ‏النظريات‏ ‏أو‏ ‏الفلسفات‏..‏إنْ‏ ‏صَدَقَ‏ ‏الجميع‏ الكدح والمراجعة،

 ‏إنما‏ ‏الاختلاف‏ ‏فى ‏رموز كل من‏:

  • ‏ وسائل‏ ‏التعبير،
  • ووسائل‏ ‏التطوير‏،
  • وحسن‏ ‏التوقيت،
  • وزاوية‏ ‏الرؤية،
  • ومجال‏ ‏الوعى.

(642)

إذا‏ ‏زعم ‏ ‏كل‏ ‏الناس‏ أنهم يؤمنون:

  • بالعدل،
  • ‏والعمل‏،
  • ‏والحق‏،
  • ‏والمصير‏…،

‏فماذا‏ ‏يتبقى ‏ليختلفوا‏ ‏عليه‏ ‏أو‏ ‏يتميزوا ‏ ‏به؟

يتبقى ‏اختلاف:

  • ‏ ‏الطريق‏،
  • ‏واللغة‏،
  • ‏وسرعة‏ ‏الخطْو،
  • ‏ومصبّ العمل:
  • أنت؟
  • أم الناس…. إليه !!!!‏؟

(643)

يا‏ ‏لخيبة ‏أمان‏ ‏العبودية‏ والتبعية ‏والعمَى وغباء الإحساس!!

 ‏ولا‏ ‏حول‏ ‏ولا قوة‏ إلا ‏بالمواجهة فالاختراق فالمبادأة والكدح إليه

 (644)

لا‏ ‏يغنى ‏إحساسٌ‏ ‏عن‏ ‏فعل‏، …

‏ولا‏ ‏يخدعك‏ ‏فعلٌ ‏خال‏ ‏من‏ ‏الإحساس‏،

‏الأول‏ ‏امتهان‏ ‏لنبض‏ ‏الوجود‏ ‏وإجهاض‏ ‏لشرف‏ ‏الوعى‏،

‏والثانى ‏قد‏ ‏يضيف‏ ‏لبنة‏ ‏إلى ‏لبنة‏، ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏فائدة‏ ‏البيت‏ ‏بلا‏ ‏سكان؟

 (645)

فى ‏الطفولة‏ ‏والمراهقة‏ ‏وبعض‏ ‏الجنون:

‏تتباعد المسافة بين زخم‏ ‏الانفعال‏ ‏وحجم‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏الفعل‏

وفى فرط العادية وفقد المرونة: يـُمارَسَ نفس الفعل طول الوقت: بلا نبض وجدان يتجدد

(646)

لا تصدق‏ ‏الإحساس‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏صاحبه‏:

  • ‏ قرارٌ‏ يؤكد الاختيار…،
  • ‏ واستمرارٌ‏ بأقل قدر من الاجترار …
  • ‏ ومسئولية قابلة للاختبار.

(647)

الانفعال‏ – ‏أو‏ ‏حتى ‏الفعل‏ – ‏النابع‏ ‏من‏ ‏الخوف فقط‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏صادقا‏، ‏ولكنه‏:

  • ‏لا‏ ‏يبنى ‏إنسانا‏،
  • ‏ولا‏ ‏يقيم‏ ‏حضارة‏،
  • ‏ولا‏ ‏يثرى ‏وجودا‏،

فلا‏ ‏تغترّ به،                                                     

‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏أول‏ ‏الطريق.‏

 (648)

إذا‏ ‏أحسست‏ ‏أنك‏ ‏لا تحس‏،…فاعلم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏شعور:

‏ ‏أرقى ‏من‏ ‏العواطف‏ ‏الكاذبة‏،

‏وأشرف‏ ‏من‏ ‏التنويم‏ ‏الخادع‏،

‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تتوقف عند مجرد الاعتراف به،

‏وإلا‏ ‏فالعمى ‏أرحم (وأكثر تسكينا).‏

(649)

ماتت الحواس الخمسة حين انفصلت عن الفكر الحس الجوهر،  فأصبحت أدوات للشهوات لا أبوابا للحقيقة…، ولا مدخلا يسمح بالتآزر بين الإنسان والطبيعة.

إلا من رَحـِمَ ربى بنور البصيرة ليظل يواصل الكدح إليه عبرها هى وغيرها من قنوات الإدراك ومفاتيح القلوب.

(650)

إذا‏ ‏استعادت‏ ‏الحواس‏ ‏الخمس‏ ‏نشاطها‏ ‏الخلاّق‏ ‏وانصهرت‏ ‏ثانية‏ ‏فى ‏الفكر‏ ‏الحس‏ ‏الجوهر‏،

‏صارت حواسـّاً‏ ‏جديدة، لا تسمى حواسا.

 (651)

هل‏ ‏يكون‏ ‏فيضان‏ ‏الحياة‏ ‏بتيار‏ ‏الوجدان‏ الفعل..، بعد‏ ‏موت‏ ‏الإحساس‏ ‏الأقدم‏:

هو ضربٌ من  ‏ ‏إخراج‏ ‏الحى ‏من‏ ‏الميت‏‏؟

(652)

وهل‏ ‏يكون‏ ‏الذى أمات إحساسه‏، ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏رأى ‏الحقيقة‏:

هو الذى أجهض المسيرة حتى أمات الحى فيه، برغم أنه ما زال يتنفس

(653)

إذا‏ ‏فقدتْ‏ ‏معرفتك‏ ‏نبضَهَا‏ ‏الحــسـّى:

 ‏أصبحتْ‏ ‏تعويقا‏ ‏لأىّ ‏إيمان‏ ‏نابض.

 (654)

معرفة‏ ‏الحق‏ ‏وحدها‏ …، ‏لا‏ ‏تضمن‏ ‏الإيمان‏ ‏به‏،

“فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ”.

 (655)

الإحساس الظاهر مهما بدا رائعا قد‏ ‏ ‏يموت‏ ‏تحت‏ ‏ضغط‏ ‏الظروف..،

وهو إن استسلم لها أثبت أنه كان ‏إحساسا ‏خائبا‏ ‏لا‏ ‏يستأهل‏ ‏الحديث‏ ‏عنه،‏ ‏ولا‏ ‏الفخر‏ ‏به‏.‏

 (656)

القلوب تعمى حين:

  • تحقد
  • ‏وتحسد..
  • وتعاير
  • ‏وتسخر..
  • ‏وتكذب
  • وتدّعى
  • وتنافق
  • ‏وتهرب‏. ‏

ثم تدعى أنها تمارس عكس ذلك طول الوقت

(657)

لا يبقى ‏من‏ ‏الانفعال‏ ‏بعد‏ ‏موت‏ ‏الوجدان ‏ ‏إلا‏:

  • ‏الحسد‏،
  • ‏والإثارة‏،
  • ‏والحقد‏،
  • ‏والغيرة‏ ،
  • ‏والاحتياج،
  • ‏والرعب‏،
  • والهلع،

‏وما‏ ‏هذه‏ ‏إلا‏ ‏عواطف‏ ‏الديناصور (غالبا)،

ومع ذلك لا تنكرها أو تحذفها،

دع إحساسك الأرقى والأعمق والأصدق:

  • يغلـّفها،
  • ثم يحتويها،
  • ثم يتمثلها،
  • ثم يطلقها معه، معاً، ..

فتصير بذلك كائنا بشريا،

وليس “كنظام البشر”.

(658)

مثل المثقف‏ ‏فاقد‏ ‏الإحساس‏

كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً.

(659)

حتى الإحساس‏ ‏يمكن‏ ‏أن يُخفى‏ ‏الإحساس‏، ‏

فأحيانا‏ ‏تسمح‏ ‏أن‏ ‏تحس‏ ‏بما‏ ‏تريد‏، ‏

حتى ‏تتجنب‏ ‏أن‏ ‏تحس‏ ‏بما‏ ‏هو‏ ‏كائن‏ ‏فى ‏أعماق‏ ‏أعماقك،

مع أنه هو أنت، أكثر  وأعمق، وأصدق!

 (660)

إن‏ ‏منظرك‏ ‏يثير‏ ‏السخرية‏ ‏وأنت‏ ‏فرحان‏ ‏لأنك‏ ‏خدعـْتَ‏ ‏نفسك‏ ‏لتموت‏ ‏فى ‏السر‏،

وحتى ‏الأطفال‏ ‏يعاملون‏ ‏جثـَّـتـَك.‏

(661)

جلد‏ ‏الفيل‏ ‏أرق‏ ‏من‏ ‏جلد‏ ‏الإنسان‏ ‏ميت‏ ‏الإحساس‏، ‏فلا‏ ‏تحاول‏ ‏معه‏ ‏إلا‏ ‏بأسنة‏ ‏الرماح‏ ‏المحمية‏ ‏بنار‏ ‏الرؤية المُحـِبـَّة المسئولة، ‏ولا‏ ‏تأمل‏ ‏كثيرا‏، ولكن‏ ‏لاتيأس‏ ‏أبدا‏،

(مع الاعتذار لكل الأفيال).

(662)

الشيطان‏ ‏أصدق‏ ‏من‏ ‏الإنسان‏ ‏ميت‏ ‏الإحساس.‏

 (663)

إذا‏ ‏تعاطفت‏ ‏مع‏ ‏ميت‏ ‏الإحساس‏ ‏فاحذر‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مثله‏،

ربما‏ ‏أشفقت‏ ‏عليه‏، ‏ ولكن‏ ‏لا تنس‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏الشفقة‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏احتقارٌ‏ ‏متعالٍ،‏ ‏قد يعميك‏ ‏عن‏ ‏ضعفك‏ ‏الماثـِل.‏

(664)

أن‏ ‏تحب‏ ‏ميت‏ ‏الإحساس‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏تعترف‏ ‏بوجوده‏ ‏وحقه‏ ‏فى ‏المحاولة‏، … ‏فلربما‏ ‏بذلك‏ ‏تساعده‏ ‏على ‏اختراق‏ ‏جبال‏ ‏الجليد‏،

ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تخلط‏ ‏بين‏ ‏هذا‏ ‏الاعتراف‏،

‏وبين‏ ‏محاولتك‏ ‏التستر‏ ‏عليه‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏يفضحك.‏

(665)

الإنسان‏ ‏ميت‏ ‏الإحساس‏ ‏يُستعمل‏ ‏من‏ ‏الظاهر‏ ‏فقط،‏

مثل عقاقير الجلد، وقـُبُلات النفاق.

(666)

يكاد‏ كثير جدا من ‏المعاصرين‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏أن‏ ‏يتصفوا‏ ‏بصفات‏ ‏المواد‏ ‏والمنتجات‏ ‏الصناعية‏ ‏الحديثة‏: ‏فكثيرا‏ ‏ما‏ ‏نشاهد‏:

  • ‏عقولا‏ ‏من‏ ‏البلاستيك‏ ‏،
  • وأفكارا‏ ‏من‏ ‏الزهور‏ ‏الصناعية،
  • وأجسادا‏ ‏من‏ ‏الموكيت‏،
  • ‏وقلوبا‏ ‏من‏ ‏الزجاج الملوّن.‏
  • وجنسا يمارَسُ ‏بالمكانس‏ ‏الكهربائية.

 (667)

إذا أنتَ‏ ‏اخترت‏ ‏لغة‏ ‏الموت وأنتَّ حى‏،

               انغلقت ‏ ‏نوافذ‏ ‏إحساسك‏،

‏فكيف‏ ‏بالله‏ ‏عليك‏ ‏أصلُ‏ ‏إليك‏‏؟؟‏

‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تقوم‏ ‏القيامة‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تلوح‏ ‏فرصةٌ‏ معك ‏من‏ ‏جديد.‏

(668)

إذا تأكدتَ من موتِ إحساسك، 

فوجِّه تهمة القتل العمد إلى غول الخوف

                            فى خرابة الظلام.

 (669)

‏إذا استقبلت ‏بشائر‏ ‏النور‏ على أنها ‏لا‏ ‏تحمـِل‏ ‏إلا الألم المعطـِّل‏ ‏الساحق‏ ‏والوحدة‏   الشائكة، فلا تتعجب إذا لاح لك الهرب باعتباره الطريق الأوحد

(670)

عضو‏ ‏الإحساس‏ ‏الأعمق‏ ‏لا‏ ‏ينمو‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏غرْز‏ ‏أشواك‏ ‏الطريق… ‏

فلا‏ ‏تلم‏ ‏من‏ ‏ظلَّ‏ ‏محمولا‏ ‏على ‏هودج‏ ‏التدليل‏ ‏حتى ‏شاخ،

‏ ‏إن‏ ‏هو‏ ‏لم‏ ‏يبلغـــْـه‏ ‏وجودك‏ ‏أصلا‏.‏

(671)

تعجَّب مِمَّن‏ ‏أمضى ‏نصف‏ ‏حياته‏ ‏داخل‏ ‏بطن‏ ‏والديه‏،

‏وأغلب النصف‏ ‏الآخر‏ ‏فى ‏جوف‏ ‏زوجه‏،

‏فإذا‏ ‏تبقى ‏شىء‏، ‏فالأولاد‏ ‏غيبوبة‏ ‏المستقبل‏.‏

(672)

لولا‏ ‏الخوف‏ ‏والظلام‏ ‏ما‏ ‏ظـَلـَم‏ ‏أحدٌ‏ ‏نفسه‏ ‏بقتل‏ ‏إحساسه‏.‏

(673)

إذا‏ ‏مات‏ ‏إحساسك‏ ‏فقد‏ ‏قسا‏ ‏قلبك‏،

‏فصار‏ ‏كالحجارة‏ ‏أو‏ ‏أشد‏ ‏قسوة‏،

 ولكن:‏تذكر‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏الحجارة‏ لما ‏يهبط‏ ‏من‏ ‏خشية‏ ‏الحق‏،

وأن‏ ‏منها‏ ‏لما‏ ‏يشقق‏ ‏فيخرج‏ ‏منه‏ ‏ينبوع‏ ‏الأمل‏ ‏فى ‏بعث‏ ‏جديد‏.

(674)

لا تنتظر‏ ممن فـُـرض عليه العمى فتمسَّـك به أن ‏يرى ما ينبغى أن يراه، أتركه حتى يضجر من عماه، ولوِّح له من بعيد لعل وعـَـسى،

أما إن كان قد استحلى العمى، فله ما اختار، وسيدفع الثمن.

(675)

لا يوجد  ‏جاهل‏ ‏أعمى ‏منذ‏ ‏الولادة‏،

الرسائل جاهزة، والحواس تتخلق باستمرار،

إن لم يكن فورا، فمع كل بعثٍ جديد،

ولا مفرّ من المشى على الصراط.

فإلى ‏متى ‏تلتمس الأعذار‏؟؟

(676)

إذا‏ ‏مات‏ ‏إحساسك‏ ‏الطفلىّ ‏الرخو‏ ‏حين‏ ‏تواجه‏ ‏مسئولية‏ ‏الالتزام.. ‏فقد تـَعـَرَّى وهى فرصة أن تعرف حقيقته،…….. وأنه لم يكن إلا ‏ ‏دغدغة‏ ‏الأنانية‏.‏

وعندك الفرصة لتبدأ من جديد.

(677)

لا‏ ‏تكتم‏ ‏الحقيقة‏ ‏عمّن‏ ‏ألقى ‏السمع‏ ‏وهو‏ ‏شهيد‏..، ‏

ولا ‏تمتهنها‏ ‏بالحديث‏ ‏عنها‏ ‏أمام‏ ‏قلوب عليها أقفالها،

حاول أن تختبر حبكة وصلابة الأقفال  أولا لو سمحت.

(678)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تعرف‏ ‏الألم‏ ‏صغيرا‏، ‏فكيف‏ ‏تحس‏ ‏بالمتألمين‏ ‏كبيرا‏،

 ‏وفـــِّـرْ‏ ‏شفقتك،‏ ‏لك فأنت أحوج لها حين تبدأ من جديد.‏

 (679)

لا تحرم أطفالك من حقهم أن يتألموا، لمجرد أن تعفى نفسك من أن تتألم لألمهم،

كن مـِنْ ورائِهم محيطا بعباءة الحب المسئول:

تنضبط جرعة الألم معا للجميع.

(680)

ليس‏ ‏هناك‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏أصدق‏ ‏من‏ ‏الألم‏ ‏البنـّاء‏؛

‏فاعجب‏ ‏لمهنة‏ ‏وظيفتها‏ ‏إزالة‏ ‏الألم‏ ‏دون‏ ‏تمييز‏.

(681)

إذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تنحت‏ ‏فى ‏وجه‏ ‏العدم‏ ‏تضاريس‏ ‏الألم.. ‏فأنت‏ ‏تعرف‏ ‏طريقك‏، …

‏وسبحان‏ ‏من‏ ‏يحيى ‏العظام‏ ‏وهى ‏رميم.‏

“وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”

(682)

حذار‏ ‏أن‏ ‏تخلط‏ ‏بين‏ ‏ألم‏ ‏الولادة‏ ‏وغنج‏ ‏الا‏‏ستجداء.‏

(683)

ألم‏ ‏المخاض‏ ‏النفسى ‏يتضاعف حين يكون الحمل سرا، فتأتى الولادة فى غير موعد، لكن الصبر عليه، وحسن توقيت التدخل هو ما ينقذ الأم والطفل معا ،……، مهما بلغت حدّته.

 (684)

إذا‏ ‏استمر‏ ‏الألم‏:

  • ‏ دون‏ ‏فعل‏،
  • ‏ ودون‏ ‏مجال‏،
  • ‏ ودون‏ “‏آخر”،

‏فاحذر‏ ‏الموت‏ ‏اختناقا بسموم رذاذ الألفاظ الناعمة النعّابة‏.‏

(685)

الألم‏ ‏الداخلى (‏بإرادتك‏) ‏ ‏يصهر‏ ويبنى،

‏وهو‏ ‏يعفيك‏ ‏من‏ ‏التعرض‏ ‏للألم‏ ‏الخارجى ‏المُهين.

(686)

إذا‏ ‏انفصل‏ ‏الألم‏ ‏عن‏ ‏الكيان‏ ‏الكلى، ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏هو‏ ‏الألم‏ ‏المقدس، فلا‏ ‏تبالغ فى الإعلاء  من قدر كلٍّ‏ من:

  • ‏ألم‏ ‏الحس‏،
  • ‏وألم‏ ‏الهجر‏،
  • ‏وألم‏ ‏الشوق…،
  • ‏وألم الفقد…..‏،
  • وألم الصدّ.

(687)

‏غلـّـف‏ ‏الإيلام ‏ ‏بالحب‏ ‏المسئول‏ ‏وافعل‏ ‏ما‏ ‏بدا لك‏،

‏ولن تستطيع – هكذا – أن تقسو إلا على من تحب،

ويمكن أن تختبر نوع قسوتك بمدى ألمك مما تفعل

وعمق استقباله لما وراءها

ولا تثق فى نفسك جدا

(688)

لا‏ ‏تتحمل‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تطيق‏،

 ولكن من أين  لك أن تعرف قدْر ما تطيق،

‏وعليك أن‏ تتذكر دائما‏ ‏أنك‏ ‏تطيق‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تظن…، وتعرف‏.‏

(689)

يا‏ ‏متألمى ‏العالم‏ ‏اتحدوا… ‏تسقط‏ ‏عنكم‏ ‏تهمة‏ ‏الجنون‏،…

‏وتضمكم ثورة قادرة، حتى لو كانت مهزوزة فى البداية،

فنحن – معا– قادرون على أن نتحمل مسئوليتها.

(690)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تعرف‏ ‏الألم‏، ‏فـلن‏ ‏تعرف‏ ‏الحب‏

..وإذا لم تتحمل الألم،  فلن تعرف القــُـرب.

(691)

كما‏ ‏حذَّرتـُكَ‏ ‏ألا‏ ‏تكتفى ‏بالمعرفة‏ ‏عن‏ ‏الفعل..

 ‏إياك‏ ‏أن‏ ‏تكتفى ‏بالإحساس‏ ‏عن‏ ‏المنطق‏ السليم .‏

(692)

إذا‏ ‏استطعتَ‏ ‏أن‏ ‏تـُعمى ‏نفسك‏ ‏بعد‏ ‏البصيرة،

 ‏فكيف‏ ‏ستنجح‏ ‏أن‏ ‏تعمى ‏الآخرين‏ ‏من‏ ‏حولك‏ ‏وقد‏ ‏رأوا‏ ‏النور‏ ‏من‏ ‏خلالك.‏

(693)

إذا‏ ‏نجحتَ‏ ‏أن‏ ‏تهرب‏ ‏منهم‏ ‏حتى ‏لا يذكِّروك‏ ‏بخبرتك الصعبة الرائعة‏، .. ‏فكيف‏ ‏ستهرب‏ ‏من‏ ‏نفسك‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تَمَلْمَلَتَ:

‏وعـَرَفـَتْ‏ ‏طريق‏ ‏الألم الأمل‏: ‏‏إليه‏؟

(694)

الذى ‏ينتظر‏ ‏النور‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏إنما‏ ‏يمشى ‏فى ‏نور‏ ‏البرْق،

 ‏كلما‏ ‏أضاء‏ ‏له‏ ‏مشى ‏فيه، ‏وإذا‏ ‏أظلم‏ ‏عليه‏ ‏انكفأ‏ ‏على ‏وجهه،

وإلى ‏أن‏ ‏تشرق‏ ‏شمسك… ‏لا تخدع‏ ‏نفسك‏ ‏بوهم‏ ‏المسير‏، إنتظر يَقظاً نابـِضـًا حتى يتكـشـَّف نور الفجر  عن ما يَعِدُ به‏ داخلـُك.

 (695)

أية ‏مساحة‏ ‏تركتَها‏ ‏لى ‏لأتحرك‏ ‏فيها‏ ‏إذا‏ ‏رأيتـَـنـِى ‏بكل‏ ‏هذه‏ ‏الأبعاد‏، ‏إلى ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏العمق‏، ‏تحت‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الضوء‏؟؟؟‏

‏يا‏ ‏أخى ‏واحدة‏ ‏واحدة.

دعنى أحاول على قدْرى، من موقعى، بإيقاعي، مع الشكر،

     لكن لا تتركنى،

إبقَ على مسافة.

 (696)

بقدر‏ ‏احتياجى ‏لنور‏ ‏رؤيتك‏ ‏الأعمق‏، فإننى ‏أشعر بأنها تـُعجـِّزنى، بوهجها‏ ‏الباهر‏،

 ‏ولا‏ ‏سبيل‏ ‏لحل‏ ‏هذا‏ ‏التناقض‏ ‏إلا‏ ‏بالبعد‏ ‏عنك‏، ‏ولو‏ ‏إلى ‏حين‏،

ثم الاقتراب منك أيضا إلى حين،

                                                وهكذا..

(697)

إذا‏ ‏حماك‏ ‏ذكاؤك‏ ‏المبادِرُ‏ ‏بالحكم‏ ‏على ‏الآخر‏: ‏من‏ ‏مواجهة‏ ‏نفسك‏، فقد أضعتَ الفرصة على نفسـِك،

وعميتَ عن رؤية الآخر،  وعن رؤية نفسك.

(698)

أنت‏ ‏أحسن‏ ‏منى ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏تمتد‏ ‏رؤيتك‏ ‏أبعد‏ ‏منى ..،

 ‏ولكن‏ ‏يا ويحك‏ ‏لأن‏ ‏رؤيتك‏ ‏شمِلتنى ‏فجعلتك‏ ‏مسئولا‏ ‏عنى،

‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏سأواصل‏ ‏مـُنازلتك‏ ‏محتجــًّا‏ ‏بالمساواة‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏مزعومة‏، هذا لصالحك،

أعنى لصالحنا معاً طول الوقت.

(699)

إذا‏ ‏كانت‏ ‏رؤيتك‏ ‏لى ‏قد‏ ‏أحاطتنى ‏من‏ ‏كل‏ ‏جانب‏، ‏فجعلتك تقتحم‏ ‏طبقات‏ ‏داخلى ‏أبعد‏ ‏مما‏ ‏أعرف‏ ‏أنا‏ ‏عنها‏:

‏فكيف‏ ‏بالله‏ ‏تنتظر‏ ‏منى ‏أن‏ ‏أسير‏ ‏بجوارك‏‏؟

(700)

إذا‏ ‏كنتَ‏ ‏قد‏ ‏رأيتـَنِى ‏حقا‏ ‏وصدقا‏ ‏ولم‏ ‏تُـخـْبرنى،

‏   فانتظرنى،

  ولا تشفق علىّ،

‏ ‏وإذا‏ ‏كنت‏ ‏قد‏ ‏رأيتنى ‏حقا‏ ‏وصدقا‏ ‏ثم‏ ‏أخبرتنى،

فخذ بيدى،

ولا تحكم علىّ

(701)

إذا‏ ‏تنازلتَ ‏عن باقى‏ ‏وعيك‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏تحمـُّل‏ ‏مسئولية ما يترتب عليه‏، ‏فأنت‏ ‏الخاسر‏.

(702)

إياك‏ِ ‏أن‏ ‏تتكلم‏ ‏عن‏ ‏ألم‏ ‏الناس‏ ‏وأنت‏ ‏لا‏ ‏تتألم‏،

‏لقد‏ ‏”مات‏ ‏من‏ ‏اختشى”.

(703)

كلما‏ ‏أتُيحتْ ‏لك‏ ‏فرصة‏ ‏مزيد‏ ‏من‏ ‏المعرفة‏/‏الرؤية‏، زاد كلُّ من:

  • ‏ ‏مساحة‏ ‏وجودك‏،
  • واتساع وعيك،
  • ‏وشرف‏ ‏مسئوليتك‏،
  • ‏وعمق‏ ‏ألمك،
  • وصعوبة‏ ‏أمانتك.‏

(704)

كلما‏ ‏ابتعدتُ‏ ‏عنك مؤقتا‏ ‏أمِلْتُ‏ ‏أكثر‏ ‏فى ‏حسن‏ ‏رؤيتك لى،‏

وأنا كذلك: فى حسن رؤيتى لك .

(705)

ياسعد‏ ‏الأنبياء‏ ‏بالوحى‏ ‏والمؤمنين‏،

 ‏ويالهفى ‏على ‏أنبياء‏ ‏بلا‏ ‏أسماء‏ ‏ولا‏ ‏دين ولا تابعين‏.

 (706)

كلما‏ ‏تعاميتَ‏ ‏عما‏ ‏رأيت‏ ‏من‏ ‏حق‏، ‏لتقبل‏ ‏ما‏ ‏يؤكده‏ ‏المجموع‏ (‏أو‏ ‏حتى ‏الإجماع‏)، ‏دفعتَ‏ ‏من‏ ‏صدق‏ ‏وعيك‏ ‏ثمن‏ ‏بضاعة‏ ‏لن‏ ‏تستلـمَها.

(707)

الرؤية ليست لقطة سريعة تعلـِّـقها على ظاهر وعيك، بل هى عملية تعرية الطبقات تِبَاعاً للتفعيل معاً،  وليس لمجرد الإعلان أو  التسجيل أو التبرير،

إن صدقتْ رؤيتك وكانت “هكذا”:

فلا سبيل للتنازل عنها،

ويا سعدك، ويا ألمك، ويالـِفُرَصِك!!

(708)

لا تجعل غباءك يستدرجك لتعيش الحياة متفرجا فتكون أسخف مخلوقات الله،…..

 بماذا تفيدك الفـُرجة، وإلى متى، وأنت مثلهم: لك شهادة ميلاد، وتوقيت وفاة ؟

 (709)

لا تدع‏ ‏القلق..، فهو وقود الرؤية الجديدة،

 ‏واقتحم به الحياة، فيتفجـَّـرُ طاقة خلاّقة.

(710)

الخوف‏ ‏جزء‏ ‏لايتجزأ‏ ‏من‏ ‏طبيعة‏ ‏الرؤية‏ ‏الأعمق،‏ ‏والتجدد‏ ‏الأصدق‏، ‏ولكن‏ ‏الرعب‏ ‏الجبان‏ ‏شىء‏ ‏آخر‏، فلا‏ ‏تخلط‏ ‏بين:

‏ ‏ضرورة‏ ‏حية‏، ‏وبين‏: هربٍ ‏معجـِّــز‏.‏

(711)

هذه‏ ‏الكلمات‏، ‏ومثلها‏ ‏من‏ ‏كلمات‏:

 ‏لا‏ ‏تفسرها‏ ‏مزيد‏ ‏من‏ ‏الكلمات‏ ‏الشارحة‏  ‏أو‏ ‏المعلـِّلَة‏،

‏ولكن‏ ‏ينيرها‏ ‏الوعى ‏المباشر‏، ‏أو‏ ‏كلمات نابضة مضيئة‏ ‏موازية‏.‏

(712)

ليس‏ ‏المستضعـَف – فقط – ‏هو‏ ‏من‏ ‏لا‏ ‏يملك‏ ‏مسكنا‏ ‏أو‏ ‏قرشا‏ ‏أو‏ ‏حتى ‏لقمة‏،

‏ولكن‏ ‏المستضعف‏ – جدا– ‏هو‏ ‏من‏ ‏يعرف‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يتاح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يفعل.

 (713)

أنت‏ ‏تظلم‏ ‏نفسك‏ ‏انتقاما‏ ‏من‏ ‏ظلم‏ ‏الناس‏ ‏لك،

فلماذا‏ ‏تشكو؟

 (714)

إذا‏ ‏كنتَ‏ ‏مصرا‏ ‏على ‏ظلمِـك‏ ‏نفسك، ‏فلماذا‏ ‏تطلب‏ ‏منا‏ ‏أن‏ ‏نرفع‏ ‏الظلم‏ ‏عنك؟

 ‏حلالٌ‏ ‏عليك‏ ‏غباؤك، … ونحن‏ ‏فى ‏انتظار‏ ‏القرار‏ ‏الآخـَر، لنواصل معاً.

‏ ‏دون أن‏ ‏نيأس‏ ‏من‏ ‏إشراقةِ‏ ‏صدقٍ آملٍ من داخلك، مهما ضؤُلـَت  ‏لنفعلها معا،  ‏ولو‏ ‏بعد‏ ‏حين.‏

(715)

أحيانا‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏الشجاعة‏ ‏والفضل‏ ‏ألا‏ ‏تـُكمل‏ ‏الطريق‏ ‏بمحض‏ ‏اختيارك، ‏‏ ‏ولتدفع‏ ‏الثمن‏ ‏وحدك‏ – بشجاعة الفاشلين، ولكن إياك أن تكذب على نفسك وتزعم أنك مضطر.!

(716)

شرفُ‏ ‏إنسانيتك‏ ‏يرتبط‏ ‏مباشرة‏ ‏بمدى ‏قدرتك‏ ‏على ‏احتمال‏ ‏السير فى المسافة‏ ‏بين‏ ‏”القدرة‏” ‏و”الرؤية‏”

‏                      دون‏ ‏أن‏ ‏تتوقف‏

(717)

إذا‏ ‏وعيتَ‏ ‏معنى ‏الموت‏ ‏فلا‏ ‏بد‏ ‏أنك‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تعيش.‏

وإذا ذقت طعم الحياة، فلن تخاف الوجه الآخر لها:

                                               هو هى.

(718)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تتذكر‏ ‏الموت‏، ‏وتتخيله‏، ‏وتستعد‏ ‏له‏، ‏حتى ‏يصبح‏ ‏جزءا‏ ‏لا‏ ‏يتجزأ‏ ‏من‏ ‏واقعك‏ ‏اليومى ‏‏التفاؤلى ‏البسيط‏، فراجع‏ ‏نفسك‏ ‏لعلك‏ ‏لم تعش أصلاً،

والـْحـَقْ، لعل ثمة فرصة باقية!


الفصل  السادس:

(من 719 إلى 1001)

التطور والكدح والمعرفة والإيقاعحيوى

(وأشياء أخرى)

 Untitled-1 copy.jpg6

 (719)

تبدأ الحياة الأولى بوحدة “واحدة”،

ثم تتعدد  بالطول والعرض،

ثم تتجادل مستويات التعدد وتتناوب،

ليتشكل الإنسان إنسانا،

وهو يتوجه إلى الوحدة الأعلى فالأعلى.

باستمرار………….، فالأعلى، “إليه”

(هل عندك خبر ؟!!)

(720)

 تبادُلُ الليل والنهار وما فيهما، يسمح للإنسان  أن ينتظم وينبض  ويتشكل ويتجادل “إيقاعا حيوياً” بلا توقف، ويعفيه من التأله الخادع، فتتواصل حركية الوجود: بنا، نحوه، فى الغيب، “إليه”.

(721)

فى طريقك آمِلا فى تحقيق الواحدية،‏

‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تقبل‏ ‏الكلّ‏ ‏فيك‏،

وفى نفس الوقت لا تتسرع،

فلن تكونها ما دمتَ بشرا، تنام وتصحو،

واحذر أن تتحقق “واحدا” ساكنا: مزيـَّفا.

إياك أن يتصالحوا فيك خامدين وكأنهم واحدا،

على حساب حركتك كدْحا‏ ‏إليه.

(722)

فى ‏كل‏ ‏إنسان‏ فرد ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏والأجداد،‏

  كما أنه يمثل: حضـَّانة  للأحفاد فالأحفـاد.

وربنا يستر.

(723)

الأشباح‏ ‏والأرواح‏ ‏والأسياد‏ ‏والشياطين‏ ‏والملائكة‏ ‏وبقايا‏، ‏الأجداد.. ‏كلهم هنا‏ ‏فى ‏الداخل

الداخل/الخارج

الخارج/الداخل،

دعهم يتحركون فهم يعرفون برامج البقاء أفضل منك،

وأنت تتشكل باستمرار بفضلهم، فتـُوَاصل المسيرة:

“إليه”.

(724)

إن‏ ‏تنازلك‏ ‏عن‏ ‏القشرة‏ ‏لا يعنى ‏أن‏ ‏تـُلقى ‏بها‏ ‏فى ‏سلة‏ ‏المهملات‏، ‏فأنت‏ ‏ستحتاجها‏ ‏ليراك‏ ‏العميان‏ ‏فيسمعون‏ ‏صوتك..،

‏ولا‏ ‏تخش‏ ‏تضخـُّمَ‏ ‏ذاتـِك‏ ‏إن‏ ‏كنتَ‏ ‏سيـّدها‏،

‏ولكن‏ ‏إياك‏ ‏أن‏ ‏تفخر‏ ‏بالجزء‏ ‏إذا‏ ‏انفصل‏ ‏عن‏ ‏الكل.‏

(725)

إذا‏ ‏خرجتَ‏ ‏عن‏ ‏القانون الجوهر‏ ‏الدوائر،‏

‏فأنت‏ ‏شهابٌ‏ ‏ساقطُ ‏مهما‏ ‏أضأْت،

وإذا‏ ‏مضيتَ‏ ‏أعمى ‏مع‏ ‏الدوران‏ ‏السائر‏،

 ‏فأنت‏ ‏ظلامُ ‏الجهالةِ ‏مهما‏ ‏دُرْت‏،‏

أمّا‏: ‏إذا‏ ‏دُرْتَ‏ ‏فى ‏مجالك‏ ‏المرتبط‏ ‏بالمجال‏ ‏الأعظم‏،

‏فافتح‏ ‏عينيك‏ ‏باختيارك‏، ‏فأنت‏ ‏مسئول عن ‏ ‏تعديل‏ ‏مسارك،

‏وأنت‏ ‏قانون‏ ‏الأكوان‏ ‏أنىَّ ‏ذهبت.‏

إليه.. إليك.. إليه.. إليك.. إليه.. إليه…

ولا تقف حيث يلوح لك أن  تقف.

(726)

الخلود‏ ‏أقرب‏ ‏إليك‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏تصور‏،

 ‏كل‏ ‏ما‏ ‏عليك‏ ‏ألا‏ ‏تتمسك‏ ‏بحدود‏ ‏جسدك‏،

 ‏أو‏ ‏بمعالم شخصك‏‏،

 وألا تطـلـب الخلود.

(727)       

مسيرة‏ ‏التطور‏ ‏حتمية، ‏مع أن فشلها أرجح من نجاحها،

المصيبة أن الإنسان، حين حَمَلَ مسئوليتها بغباء الوعى الظاهر فقط: راح يعوّقها لا يحفزها،

فكان ظلوما جهولا.

(728)

إرهاصات‏ ‏التطور‏ ‏هى ‏علامات‏ ‏الساعة، ‏وتشمل:

  • انهيار‏ ‏الزيف،
  • ‏وثورة‏ ‏الداخل،
  • ‏ووهج‏ ‏البصيرة،

فاعجب‏ لمن:                          

  • ‏يرفضها،
  • أو يشخـِّصها،
  • أو يوقـِفـُها،
  • أو يـُجـْهـِضـُهـَا،

مع أن كل ما عليه هو :

أن ينطلقَ منها بها،

وهو  يلمّها إليه،

“إليه”

 (729)

التطور‏ ‏ليس‏ ‏حلية‏ ‏أو‏ ‏ترفيها،

‏ولن‏ ‏يضطر‏ ‏الإنسان‏ ‏له‏ بوعيه الظاهر،

‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏بلغه‏ ‏ التهديد‏ ‏بالانقراض،

على أى مستوى من مستويات وعيه،

برجاء النظر!!

 (730)

الإنسان‏ ‏هو‏ ‏الكائن‏ ‏الوحيد‏ – بقدر ‏ما‏ ‏نعرف‏- ‏الذى ‏يعى بعض خطوات مسيرة ‏تطوره،

 ‏لذلك‏ ‏فهو‏ ‏مسئول‏ ‏عن نتائجها.

(مهما استعبط أو خرّب).

(731)

هى ‏معركة‏ ‏رضيتَ‏ ‏أم‏ ‏لم‏ ‏ترضَ،

‏فلا‏ ‏تستسلم‏ ‏هربا..،

‏ولتتذكر‏ ‏أن‏ ‏المحاولة‏ ‏المستمرة‏ ‏هى ‏أعظم‏ ‏النتائج،

‏وكل وصولٍ هو بداية جديدة،

                                   فلا تتوقف.

(732)

نحن‏ ‏ندرس‏ ‏صفات‏ ‏الإنسان‏ ‏الحالى ‏لننطلق، منها..

‏لا‏ ‏لنسلِّم‏ ‏بها‏ ‏أو‏ ‏نستسلم‏ ‏لها.‏

(733)

الجدل‏ ‏التطورى ‏لا‏ ‏يستثنى ‏مستويات‏ ‏خلايا‏ ‏المخ، ‏فلا تنس‏ ‏أن لكل من‏ ‏الكيمياء الذرية‏ البيولوجية، ‏والطبيعة‏ الحيوية الكموية، مسيرتها الجدلية الإبداعية المستمرة،

‏فلا تكن وصيا على كل ذلك: أو أىٍّ من ذلك

 تعرقل المسيرة.

(734)

على ‏طريق‏ ‏التطور‏ ‏الطويل‏ ‏احذر‏ ‏أن‏ ‏تتعجل..

 ‏لابد‏ ‏لتشكيلات‏ ‏المسيرة‏ ‏أن‏ ‏تتقن‏ دوراتها،‏ ‏وتأخذ وقتها، وهى تـُحـْسِنُ:

  • ‏ ‏التبادل، ‏
  • فالتقدم‏ ‏
  • والتأخر،
  • للبسط قفزًا
  • أو ضخًّا،

فيستمر الجدل الحيوى للولاف المتجدد أبدا.

(735)

الحيوان‏ ‏الحيوان… ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الإنسان‏ ‏المُفْرغ‏ ‏من‏ ‏الحياة،

والإنسان‏ ‏الآلة… ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الإنسان‏ ‏الحيوان الأعمى عن حيوانيته،

والحيوان‏ ‏الإنسان: هو‏ ‏الاكتمال‏ ‏على ‏قمة‏ ‏الهرم‏ ‏الحيوى الحالى،

والإنسان الإله: هو المستحيل الذى يـُفرغـُك من إنسانيتك لو خَدَعتَ نفسك أنك بالِغُهُ،

فلا‏ ‏تحتقر‏ ‏حيوانيتك…،  ولا تزعم ألوهيتك، وواصل السعى دون توقف، وإياك من الانخداع  بأوهام الوصول.

(736)

مثل الثعبان وهو يغير جلده ليواصل نموه:

لا مفر من أن تتنازل عن ‏القشرة‏ الحالية ‏التى حافـَظـَتْ‏ ‏عليك‏ ‏من‏ ‏التناثر‏ ‏فترة..إذ‏ ‏لو‏ ‏تمسكتَ‏ ‏بها‏ ‏فلن‏ ‏تنمو‏ ‏الا‏ ‏على ‏قدر‏ ‏حجمها، وسوف تكتشف أنك قد نمـَتْ لك قشرة أخرى تحتها وانت لا تدرى.

فى ‏النهاية، ‏وربما‏ ‏منذ‏ ‏البداية:

‏أنت تدور وتضىء وتتناغم كوكبا‏ ‏بين‏ ‏الكواكب‏،

                  فتتصاعد متناغما باستمرار،

وإلا فسوف تسقط كالنيزك البارد.‏

(738)

ليس‏ ‏الضيق‏ ‏أو‏ ‏الضجر‏ ‏أو‏ ‏الخوف‏ ‏إلا‏ ‏محطات‏ ‏بين‏ ‏الموت‏ ‏والحياة، ‏ وبين‏ ‏الحياة‏ ‏والموت‏،

.. ‏فلا‏ ‏تفرح‏ ‏باختفاء‏ ‏أى ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المشاعر..، إلا‏ ‏أن‏ ‏تجد أنه قد حلّ محلها،

  • ألم حى،
  • أو فعل خلاق،
  • بل كلاهما،

وهكذا.

(739)

الحزن‏ ‏رائع‏: ‏إن‏ ‏كان‏ ‏نتاج‏ ‏ألم‏ ‏مصارعة‏ ‏الموت‏ ‏على ‏طريق‏ ‏النمو،

 ولكنه‏ ‏حقير‏:        إذا‏ ‏كان‏ ‏يبرر‏ ‏التوقف

‏ ‏أو‏ ‏يمهد‏ ‏للانسحاب

أو يزين التبعية اللزجة.‏

(740)

الكيمياء‏ ‏التى ‏قد‏ ‏تـُنعش أو تهدّئ ظاهرك ‏أحيانا،

قد‏ ‏تطفئ‏ ‏الشمس‏ ‏التى ‏على وشك أن‏ ‏تـُشرق‏ ‏من‏ ‏داخلك‏.

(741)

لا تفرح جدا بالولادة وإعادة الولادة،

إذا كانت بديلا عن رعاية المولود الحالى حالا.

(742)

لا تفرح أيضا بالولادة‏ ‏السهلة‏ ‏فقد‏ ‏تكون‏ ‏نهاية‏ ‏حمل‏ ‏كاذب.

(743)

‏”أن‏ ‏تولد‏ ‏من‏ ‏جديد” .. ‏هذه‏ ‏فرصتك‏ ‏لتبدأ‏ ‏بداية‏ ‏أخرى..

 ‏وهى أيضا‏ ‏مسئوليتك‏ ‏هذه‏ ‏المرة.. ‏لأنك الأم والأب معا.

(تصور أن هذه الفرصة تتاح لك كل ليلة وأنت لا تدرى!!!)

(744)

بعد‏ ‏الولادة‏ ‏الجديدة.. ‏لابد‏ ‏من‏،

  • ‏مناخٍ‏ ‏جيد
  • وتدريبٍ‏ ‏مستمر
  • وألمٍ ‏خلاّق،
  • ‏ ‏ووقتٍ.
  • . ‏و…وقتٍ‏،
  • .. ‏ووقتْ.. ،

                          ماذا.. وإلا..‏

(745)      

إذا‏ ‏أغلقتَ‏ ‏كل‏ ‏منافذ‏ ‏التراجع.. ‏ولمحتَ النور يراودك‏ على مدى وعيك، ‏فلا‏ ‏سبيل‏ ‏إلا‏ ‏الخروج‏ ‏إليه.. ‏وليكن‏ ‏ما‏ ‏يكون..،

 ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏العَشَى ‏قد‏ ‏أصاب‏ ‏عينيك‏ ‏من‏ ‏طول‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏الظلام‏، فَسوف تفرح ببهر الرؤية أوضح فأوضح،

ولكن لا تتعجل ولـْتـَكمـِل أعمق وأبدع.

(746)         

إذا‏ ‏لم‏ ‏تستطعْ‏ ‏أن‏ ‏تواصل‏ ‏النمو‏ ‏بعد‏ ‏الولادة‏ ‏الجديدة،

‏                                 فاسترحْ ‏فى ‏أقرب‏ ‏محطة..،

         ‏فهى ‏أفضل‏ ‏من العودة فى‏ ‏الاتجاه‏ ‏العكسِى ‏على ‏كل‏ ‏حال‏.

(747)

بادر‏ ‏بالشك‏ ‏فى ‏الولادة‏ ‏الجديدة‏ ‏إن‏ ‏كانت‏ ‏بلا‏ ‏ألم،

 ‏ولكن‏ ‏لا ترفضها، فلعل‏ ‏الحمل‏ ‏كان‏ ‏كاملا طيبا،

 وربما قد تم تشكيل طفل ناضج جاهز للانتقال من ‏رحم‏ ‏الأمان الحاوى‏ ‏إلى رحم‏ ‏الناس النابض،

         إذا كان ذلك قد جرى من وراء وعيك الظاهر فلن يؤلمك المخاض طويلا،  مع أنك الوالد والوالدة

إنتظر الطـَّلـْق السرّى الهادىء … لتنطلِـقْ!

فهو أنت تتجدد

(748)

حاول أن تصمت 24 ساعة، ثم فى العام التالى 48 ساعة وهكذا: مرة واحدة كل عام،….

وقل لى النتيجه من فضلك،

وكن طيـِّبا، قويــًّا، واعياً، يقظاً وانت صامت.

 (749)

الحياة هى مجموعة من الثوانى وكل ثانية هى مجموعة من كذا ألف ألف من أجزاء الثانية.

 عليك أن تملؤها بكل نشاط طبقات وعيك دون حاجة إلى قرار ظاهر! جزءا جزءا:

          ذلك حتى لا تـُـملأ  من ورائك بما لا تعرف .

(750)

سعيك إلى التوافق الأعلى فالأعلى:

 ‏يلزمك ‏بالإسهام‏ ‏فى ‏إعادة تشكيل‏ ‏القانون‏ ‏الأدنى إلى أعلى، …..، ……..   وهكذا.

(751)

هل‏ ‏يستحق‏ ‏إلا‏ ‏القتل‏ ‏من‏ ‏قتل‏ ‏نفسه‏ ‏؟؟،

 ‏لكن إذا أحسنت الرؤية: فقد تكتشف أن فى قاع البحر الميت جنينا مختبئا‏ ‏فى ‏قوقعة‏ ‏الأمل‏ ‏المقهور،

 “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”

 (752)

يبدو أنه قد‏ ‏انقلبت‏ ‏القضية‏ ‏من‏ ‏”بقاء‏ ‏الأصلح‏” ‏إلى ‏قضية‏ “صلاح‏ ‏الباقى”، وهذا ربما يلوح أنه أسهل وربما أضمن للجميع!!،

ولكن ما العمل فى قوانين دفع المسيرة منذ بلايين السنين

(753)

حلّ‏ ‏العلماء‏ ‏محل‏ ‏المفكرين،

وحلّت‏ ‏حسابات‏ ‏الاحتمالات‏ ‏محل‏ ‏الحسّ‏ ‏الشخصى/الكونى ‏الأعمق،

وحلت‏ ‏ألوان‏ ‏التلفزيون‏ ‏محل‏ ‏ألوان‏ ‏الطيف،

وإذا‏ ‏استمر‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الإحلال دون إفاقة،

                          فآذِن‏ ‏بالتحلل‏ ‏والاضمحلال.

 (754)

مبيدات‏ ‏الوقت‏ ‏الإعلامية‏ ‏تقتل‏ ‏خلايا‏ ‏المخ‏ – ‏بالمرة‏!

‏‏فهلْ‏ ‏من‏ ‏محطات‏ ‏للإنذار‏ ‏المبكر‏ ‏قبل‏ ‏الإغارة‏ ‏الشاملة‏ ‏المهدِّدة بالانقراض‏؟؟

  (755)

إذا‏ ‏اختار‏ ‏أحدهم‏ ‏العجز‏ ‏والاغتراب، ‏فاتركه‏ ‏يفشل..

‏إذا‏ ‏كان‏ ‏فى مجتمع صالح قادر على أن يُـفـشـلـه،

‏ أما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏المجتمع‏ ‏قد‏ ‏اختار‏ ‏هو‏ ‏أيضا‏ ‏العجز‏ ‏والاغتراب..، ‏فأنت تحتاج لمعجزة، –أنت قادر عليها– لاختراق فشلك وفشلهم معا، فإن لم تقدر عليها، فما عليك إلا أن تبدأ وسوف يتسلم الراية بعض غـَرسك.

(756)

إذا‏ ‏فشلتَ ‏فى ‏إيقاظ‏ ‏الداخل.. ‏فاترك‏ ‏الخائف‏ ‏العاجز‏ ‏يدفع الثمن سرا أو جهرا..،

 ‏وسوف‏ ‏يفشل‏ ‏يوما‏ ‏فيرجع ‏أكثر‏ ‏رغبة‏ ‏فى ‏المحاولة‏ ‏المؤلمة‏ ‏الشريفة‏،

إن لم يكن قد فاته (فاتك) القطار.

(757)

حذار‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ “‏العلاج‏” ‏أو‏ “التأمل‏” ‏أجازة‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ ‏بلا‏ ‏أجل‏ ‏مسمى.‏

(758)

أحيانا‏ ‏تكون‏ ‏الشكوى (‏وحتى ‏العلاج‏) ‏هى ‏تمهيد لتبرير‏ ‏التوقف،

 ‏فاحذر لو سمحت،               

ولتكن الشكوى: بداية الرفض،

                       والعلاج: إعادة بناء.

(759)

إذا‏ ‏كان‏ ‏التوقف‏ ‏والعجز‏ (‏وهو‏ ما ‏يسمى ‏مرضا‏ ‏أحيانا‏) ‏هما‏ ‏أجازة‏ ‏سلبية‏ ‏من‏ ‏الحياة.. ‏فسارع‏ ‏بتحديد‏ ‏نهايتها،

واستعدّ لكتابة‏ ‏إقرار‏ ‘‏استلام‏ ‏العمل‏’.!‏

(760)

لاتهيـِّر‏ ‏الزيف‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏مناخ‏ ‏طيب،

‏فإذا‏ ‏انهار‏ ‏وحده‏ ‏فاخلق‏ ‏له‏ ‏المناخ‏ ‏الطيب،‏

‏فإذا‏ ‏لم‏ ‏يتوفر‏ ‏هذا‏ ‏المناخ‏؛ ‏فأنت‏ ‏أمام‏ ‏مشروع‏ ‏مجنون‏ ‏أو‏ ‏ثائر‏ ‏فى ‏مرتبة‏ ‏الأنبياء‏، وكل شىء جائز،

على شرط أن تعرف أن النبوة بلا وحى مباشر، هى أمانة أثقل.

 (761)

بعد‏ ‏الأربعين‏: ‏لاتكسِر‏ ‏أحدا‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏انكسر‏ ‏وحده،

‏وحتى ‏لو‏ ‏لحق‏ ‏أذى ‏عماه‏ ‏الآخرين‏ ‏فدعهم‏ ‏يثورون، ‏فقد‏ ‏يكسرونه هم،

‏ثم‏ ‏ساعد‏ ‏من فى متناولك‏ ‏على ‏إعادة‏ ‏البناء‏، ولا تيأس.

(762)

لا تصدّ‏ ‏عن‏ ‏بابك‏ ‏المتخاذلين، دعهم‏ ‏يحاولون، حتى إذا ‏فشلوا‏ ‏فقد‏ ‏يكون‏ ‏فشلهم‏ ‏تجسيدا‏ ‏لما هم فيه من عذاب مقيم، ‏فهو‏ ‏حافز‏ للاستمرار، فإذا أصروا على رفض إعادة المحاولة: فليكن درسا للآخرين.

                                       ولـْيـتذكر‏ ‏أولوا‏ ‏الألباب.‏

(763)

لا تهمل‏ ‏قول‏ ‏الزائفين‏ ‏فيك، ‏فهجومهم‏ ‏عليك‏ ‏سوف‏ ‏يشحذ‏ ‏بصيرتك أكثر،… فيضاعف‏ ‏قوتك‏ ‏لتعديل‏ ‏نفسك..‏، إذا لزم الأمر، ثم تعاود وتستمر‏.‏

(764)

لا تتصدَّ طويلا‏ “‏لمن‏ ‏استغنى”، ولا تصرّ هذه المرّة،

لكن لا تيأس من معاودة عرض الفرصة تلو الفرصة

من يدرى؟

(765)

إن‏ ‏ثقتك‏ ‏بصدقك‏ ‏قد‏ ‏تسمح‏ ‏لك‏ ‏بالمناورة لصالحهم،

 هذا أفضل من أن يستقبلوا صدقك على أنه تعرية تستدعى المقاومة والأغطية الأثقل.

 (766)

ليس كذبا:‏ ‏‏أن‏ ‏تخفى‏ ‏بعض‏ ‏ما تعرف، فهو‏ ‏ملكك‏ ‏الخاص،  ‏فلا‏ ‏تعرّضه‏ ‏للامتهان‏، يمكنك أن تضع الشروط التى تسمح بإعلانه حتى تضمن به النفع والإنارة.

 (767)

إذا‏ ‏نجحتَ ‏فى ‏الكذب‏ ‏على ‏الناس‏ ‏وعلى ‏نفسك، ‏لفـِظكَ‏ ‏الناس، ‏ولو‏ ‏بعد‏ ‏حين،‏

           و‏ربما لفظتك‏ ‏نفسك‏ ‏بالجنون‏ ‏أو‏ ‏الضياع.‏

(768)

لا‏ ‏تحاول‏ ‏إلا‏ ‏مع‏ ‏من‏ ‏جاءَكَ‏ ‏يسعى ‏وهو‏ ‏يخشَى،

 ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏الأذان‏:‏ حى ‏على ‏الحياة، ‏حى ‏على ‏الصلاة‏:

                يزداد‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏يصدقك ويسعى،

وهو‏ ‏يخشى.‏

 (769)

إذا‏ ‏كنتَ ‏مصرا‏ ‏على ‏الاستمرار‏:

 ‏      فأسرع‏ ‏بالقرار‏ ‏الفعل، ‏

             ولكن‏ ‏لا‏ ‏تتسرع‏ ‏فى ‏النمو‏ ‏التعـلــُّم،

‏                      ولا‏ ‏تستهن‏ بآلام‏ ‏النضج،

 ‏                      فهى ‏وقود‏ ‏الفرحة‏ ‏وثمن‏ ‏الحرية.‏

(770)

لا‏ ‏تــُلــْغ‏ ‏احتياجــَك، ‏وضعفــَك، ‏فتنكر‏ ‏عطشك‏ ‏لأن‏ ‏الماء‏ ‏قذر،

‏احترم عطشك وواصل البحث‏ ‏عن‏ ‏مصدر‏ ‏نظيف‏ ‏ترتوى ‏منه، ‏فإن‏ ‏صدقتَ‏ ‏فى ‏البحث‏ ‏ثم‏ ‏لم‏ ‏تجد، فتيقن‏ ‏أن‏ ‏ينبوعاً سوف‏ ‏يتفجر‏ ‏من‏ ‏داخلك، ويفيض‏ ‏على ‏بقية‏ ‏العطاشى ‏حتى ‏تتفجر‏ ‏ينابيعهم‏ معك،

                                               وهكذا.‏

(771)

إذا‏ ‏واتتك‏ ‏الشجاعة‏ ‏أن‏ ‏تموت،

 ‏فحاول‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏أشجع‏ ‏لتولد‏ ‏من‏ ‏جديد،

‏وما‏ ‏أروع‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ “‏الانتحار‏ ‏التجدُّد‏” ‏الضامن‏ ‏لاستمرارك معنا، لك، لنا، بـِـنـَـا!‏.

(772)

من‏ ‏أروع‏ (وأصعب) ‏مواقف‏ ‏الشجاعة‏: ‏ألا‏ ‏تساعد‏ ‏بعض‏ ‏من‏ ‏يطلب‏ ‏المساعدة‏، ‏فلا تكن‏ ‏أنانيا‏ ‏وتمد يدك لكل من يطلب العون دون حساب صالحه حتى لا تشل خطاه برغم حسن النية.

(773)

إذا‏ ‏رفضت‏َ ‏أن تساعد إنسانا‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يستعملك‏ ‏لمزيد‏ ‏من‏ ‏ظلم‏ ‏نفسه بالاعتمادية الرضيعية، فقد‏ ‏منحتـَه‏ ‏الفرصة‏ ‏لمراجعة‏ ‏حساباته…، ولربما‏ ‏وجد‏ ‏سبيلا‏ ‏أفضل‏ له…،… ولك.

(774)

لا‏ ‏تتخل‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏اطمأننت‏ ‏لقدرته،

ولكن‏ ‏لا تتمادَ ‏فى ‏الشك‏ ‏فى ‏قدرات‏ ‏الآخرين،

فهى عادة أكبر كثيرا من أحكامك،  ومن حساباتهم.

(775)

قد‏ ‏يكون‏ ‏التشاؤم‏ ‏محاولة‏ ‏لتبرير‏ ‏العجز،

‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏التفاؤل‏ ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏الاستسهال،

‏فليكن‏ ‏التشاؤم‏ ‏حافزا‏ ‏لتحدى ‏الشر،

‏وليكن التفاؤل‏ ‏إلزاما‏ ‏بتحقيق‏ ‏الخير.‏

(776)

إذا سبق أحدُ الشريكين نمو الآخر، فليحفز المتقدمُ المتلكِّىءَ ليلحقه بكل الحب والألم، حتى لا تزيد المسافة بمرور الأيام

لتنتهى بالعجز أو الكذب أو الفراق،

وإلا فسوف تبدأ المشوار من جديد باستمرار، وتصل إلى نفس

النهاية باستمرار

(777)

إذا‏ ‏وصلتك ريح المعيّـة من آخرٍ رفيق مواكب صادق،‏ ‏ولو‏ ‏لحظة،

 ‏فأنت‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تكمل‏ ‏وحدك‏ ‏مؤتـَـنـِـساً‏، ‏لا‏ ‏مـَـعـْـتـَـمـِـدًا‏‏،  ثم‏ ‏يتفجر‏ ‏النهر‏ ‏من‏ ‏منابع‏ ‏النور‏ ‏فى ‏قلبك‏ وقلوبهم، كلٌّ فى سبيله،

لنلتقى فى يقين الغيب، حتى دون أن نقصد.

(778)

أثناء مواصلة ‏مسيرة‏ ‏التطور‏: ‏لا تصدق‏ ‏كل ما يظهر على السطح، واحرص على قراءة النتائج أولا بأول لك، ولكل الناس، دون إعاقة

وتذكر أن من حقك التوقف، والتراجع المؤقت والتعديل ،

برامج التطور بلا حصر، وهى بالغة المرونة،

 قابلة للإبداع والتوليد

(779)

لا تكتفِ بحسن النية، ولا تتنازل عنها، ضعها فى مصهر الاختبار: ، لعل وراءها فعل قادر مهما ضؤلَ، ثم عاوِد بحسن نية أخرى، هى – غالبا –  أكثر واقعية، وأعلى مرتبة، …….، هكذا تواصل السعى وهو كل المطلوب.

 (780)

إبحث‏ ‏فى ‏داخلك‏‏ ‏عن‏ ‏أسباب‏ ‏خيبة‏ ‏أملك‏ ‏وخطإ ‏رأيك‏

وسوف تمارس عدْلاً بصيريا رائعا

ولن‏ ‏تسارع‏ ‏فى ‏لوم‏ ‏غيرك‏،

وسوف تضمن التغيّر والاستمرار.

(781)

إذا‏ ‏تخلصتَ‏ ‏من‏ ‏الشعور‏ ‏بالذنب‏ ‏لخطيئة‏ ‏لم‏ ‏ترتكبها..(أو حتى ارتكبتها!) ‏أشرقتُ ‏الحياة‏ ‏بنور‏ ‏بصيرتك، لتحتوى أخطاءَك، وأنت تنطلق بخطاك المتواضعة العملاقة “إليه”.

(782)

إذا استطعت أن:

  • تفخر‏ ‏بعيبـك‏ ‏لأنه‏ ‏جزء‏ ‏منك،
  • ولا‏ ‏تتمادَ ‏فيه‏ ‏لأنه‏ ‏نقيصتـك،
  • ولا تؤذى ‏به‏ ‏لأنه‏ ‏مسئوليتـك،
  • ولا‏ ‏تتنكر‏ ‏له‏ ‏لأنه‏ ‏بعض‏ ‏ذاتـك،
  • ولا‏ ‏تلوِّث‏ ‏به‏ ‏ثوب‏ ‏نقائك لأنه ليس أنت،
  • ولا‏ ‏تنكره‏ ‏لأن‏ ‏نتائجه‏ ‏من‏ ‏صنعك،

فأنت‏ ‏الإنسان‏ ‏المتواضع‏ ‏الطموح‏ ‏المثابر الواعى،

“على الطريق”، “إليه”

 (783)

إذا أعمـَـتـْكَ المبالغة فى أنك مبعوث العناية لحمل مسئولية غيرك‏ عن حقيقة دورك، ومسارب هروبك…،  فراجع‏ ‏نفسك‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تمُنّ‏ ‏بلذتك‏ ‏الخفية‏ ‏على ‏من‏ ‏لمْ‏ ‏يطلب‏ ‏منك‏ ‏العون‏ ‏أو‏ ‏النصيحة أصلاً‏،

 واحمل مسئوليتك نحو نفسك معه، ودعه يعينك عليك، وعليه.

(784)

إذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تعيد‏ ‏النظر‏ :

  • فيما ‏استقرّت‏ ‏عليه‏ ‏قيمُكَ‏ ‏المفروضة عليك،
  • أو فيما تسلمتَـَه من شكل دينك المولود به،

ثم‏ ‏لم‏ ‏تفقد‏ ‏ثقتك بأيهما وأنت‏ ‏دائم‏ ‏السعى ‏”إليه”‏،

فمن حقك استلهام ما استطعت منهما على مسئوليتك.

(785)

إذا‏ ‏سمحتَ‏ ‏لنفسك‏ ‏أن‏ ‏تجلس‏ ‏فى ‏موقع‏ ‏الإفتاء‏ ‏فلا‏ ‏تفتِ‏ ‏إلا‏ ‏بما‏ ‏تستطيع‏ ‏أنت‏ ‏الوفاء‏ ‏به‏،

  ثم لا تـُلزم الآخرين بما استطعتَ أنت،

 لأنك لستَ مقياس القدرة، ولا مرجع الحقيقة.

(786)         

أتساءل‏ ‏عن‏ ‏سبب‏ ‏خلق‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الخلايا‏ ‏فى ‏مخ‏ ‏الإنسان‏ ‏ما‏ ‏دام‏ ‏لا‏ ‏يستعمل‏ ‏إلا‏ ‏أقلها فى نفس الوقت،

لابد أنه يستعملها من ورائنا ولو بالتبادل،

فالخلية التى لا تُستعمل تموت.

(787)

‏الإنسان‏ ‏الذى ‏يستحق‏ ‏صفة “إنسان”‏، “هو” الإنسان الذى يواصل سعيه لاستكمال مسيرته: بالنظر وشجاعة المراجعة فإعادة الولادة دائما أبدا

(788)

إنسان “الآن”:

‏هو‏ ‏مشروع‏ ‏إنسان‏‏ أكرم،

وهو وشطارته.

(789)

الغرائز كلها برامج بقائية، والجدل بينها برامج نمائية،

 فكيف تجرؤ أن تصنفها:  أعلى وأدنى،   أو خيـّرة وشريرة؟

اقبلها جميعا، واكدح إليه،  تتآلف،

فتتخلق أنت منها “إليه”.

 (790)

التصالح الحيوى الإيقاعى‏ ‏ليس‏ ‏فيه‏ ‏سيد‏ ‏ومسود‏،

 ‏أو‏ ‏ملك‏ ‏وعبيد‏،                                

 ‏مع أن‏ ‏هناك حاجة‏ ‏دائمة لقائد‏ ‏وفريق‏:

مع احترام برامج تداول القيادة.

(791)

الوعى بقرب ‏النهاية بلا نهاية‏:

‏يمكن أن يسخِّـر‏ ‏العدوان فى‏ التفكيك للتشكيل المسئول اللازم ‏فإعادة‏ ‏الخلق‏

فمن أين تأتى النهاية؟

 (792)

قد‏ ‏تكون‏ ‏أصالتك فيما وصلت إليه من معرفة جديدة‏ ‏دليلاً ‏على ‏جهلك‏ ‏وقصور‏ ‏اطلاعك،

ولكنها‏ ‏تظل دائما دليلا‏ ‏على ‏أصالتك أيضا

فـَفـَرْقٌ بين ما تصل إليه، وما يصلك سابق التجهيز.

 (793)

قد‏ ‏يكون‏ “‏المخ‏ ‏الآلة‏” ‏أبشع‏ ‏تشويها‏ ‏للإنسان والحياة‏ ‏من‏ ‏الظفر‏ ‏والناب‏،… ‏فما‏ ‏أخفى ‏أساليب‏ ‏الاغتيال‏ ‏العصرى.‏

(794)

الإنسان‏ ‏الحديث‏ ‏من‏ ‏الحيوانات‏ ‏القلائل‏ ‏التى ‏تستمر‏ ‏فى ‏العدوان‏ ‏القاتل‏ ‏حتى ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تعلن‏ ‏الضحية‏ ‏إشارة الإذعان‏، ‏فما‏ ‏أقسى ‏جــُبْــنــَه‏.‏

(795)

‏كلما‏ ‏استُهلك‏ ‏القديم‏ ‏أو‏ ‏فشل لاحت فرصة ولادة جديدة،

 فحاول الاستعداد لها أولا بأول: قبل نهاية العمر الافتراضى لهذا القديم.!

 (796)

بعد‏ ‏الولادة‏ ‏الجديدة‏:‏

إحذر‏ ‏أن تبالغ فى الشكوى من ذكرى آلام المخاض،

ولا تنسَ أن ‏العودة إلى الرحم‏‏ ‏أصعب جدا وأخبث حتى من الموت،

 (797)

محاولة‏ ‏التراجع‏ ‏بعد‏ ‏الولادة‏ ‏فاشلة‏ ‏مهما كان الإغراء،

والاستعداد للتوجه نحو رحم القبر أشجع وأشرف،

 (798)

لا تُلبس‏ ‏القديم‏ ‏جديدا، ‏انطلـِق‏ ‏من‏ ‏جوهر‏ ‏روحه،

وهو سوف يـُعـَرِّفـَك معنى الجديد.

 (799)

إذا أردت أن تتعرف على‏ ‏النكوص‏ ‏ ‏المشروع:

فاضبط نفسك نصفَ عارٍ على الشاطئ،

أو فى حضن موجة هادئة،

      أو حتى وأنت تغنى فى الحمام وأنت تليّف ظهرك.

 (800)

أعياد‏ ‏الميلاد‏ ‏من‏ ‏أسخف‏ ‏المناسبات فهى:

  • ‏تحتفل‏ ‏بعمل‏ ‏ليس‏ ‏لك‏ ‏فضل‏ ‏فيه،‏
  • ‏وتـُذكـّـرك‏ ‏بحدَث‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏اختيارك،
  • وتؤكد‏ ‏ذاتيتك‏ ‏دون‏ ‏إسهـام‏ ‏منك،

ولذلك‏ ‏فإن‏ ‏الحزن‏ ‏الشائع‏ ‏فيها‏ ‏وحولها‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏أصدق‏ ‏المشاعر‏ ‏التى تغمر‏ ‏هذه‏ ‏المناسبة‏ ‏الكاذبة،‏

لكن عندك: فهى قد تحمل إعلانا من الأهل والأصدقاء أنهم:

  • يذكرونـَك،
  • أو ما زالوا يتحمـّلونـَك‏،
  • أو يعتمدون عليك،
  • أو يأملون فيك،

أو كل ذلك،

إذن: فهى ربما تستأهل!!!

ما رأيك؟

(801)

قد‏ ‏يكون‏ ‏الحزن‏ ‏المصاحب‏ ‏لأعياد‏ ‏الميلاد‏،‏ ‏تذكرة‏ ‏بالأمانة‏ ‏التى ‏ألـْقـِيـَت‏ ‏عليك‏ ‏بولادتك‏ ‏دون‏ ‏إذن‏ ‏مسبق‏ ‏منك‏،

واصل حملها بحقها فلا تكون ظلوما جهولا

(802)

لا‏ ‏تحسبها‏ ‏بالأيام‏، ‏أو‏ ‏الشهور‏، ‏أو‏ ‏السنين‏، ‏ولكن‏ ‏بالأجيال‏ ‏والقرون‏، ‏على ‏شرط‏ ‏أن‏ ‏تبدأ‏ ‏الآن‏، فى هذا الجزء من الثانية.

 (803)

إلى ‏أن‏ ‏تعرف‏ ‏كل‏ ‏شىء‏ ‏لا‏ ‏تتوقف‏،

‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏تعرف‏ ما تحسبه ‏كل‏ ‏شىء:

أكمِل ‏ بلا  ‏تراجع‏.‏

(804)

لا‏ ‏تكثر‏ ‏من‏ ‏المحاولة‏ ‏المهزوزة‏، ‏ولا‏ ‏تطـِلْ‏ ‏النظر‏ ‏المتردد‏، ولا‏ ‏يستدرجك‏ ‏مجرد‏ ‏تعميق‏ ‏الشعور‏،

إذا‏ ‏كان‏ ‏رفض‏ ‏الظلام‏ ‏حاسما‏ ‏فسوف‏ ‏يثور‏ ‏بركان‏ ‏النور‏.

لنمضى فى ضوئه أكثر ثباتا وأنبل كدحا

(805)

فى ‏لحظة‏ ‏الإشراق‏ ‏تملأ‏ ‏الحقيقة‏ ‏قلبك‏ ‏وعقلك‏ ‏فتتصور أنك عرفتَ‏ ‏كل‏ ‏العلوم‏ ‏والمعارف..، ولكن‏ ‏ما فائدة كل ذلك، أو بعض ذلك،  إن صحَّ أىٌّ منه‏ ‏ولم‏ ‏يتشكل فى:

  • ‏رموز‏ ‏قابلة‏ ‏للانتشار‏ ‏والاستمرار،
  • ‏ أو فعل قابل للمراجعة والاختبار

                                 ليصل إلى أصحابه

(806)

نور‏ ‏المعرفة‏ ‏الساكنة‏ بلا فعل قد ‏يصلح‏ ‏زينة‏ ‏لأفراح‏ ‏العيد‏،

‏              ولكنه‏ ‏ليس‏ ‏نارا‏ ‏لتحرير‏ ‏العبيد.‏

(807)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تقم‏ ‏بمسئوليتك‏ ‏بعد‏ ‏لحظة‏ ‏الإشراق‏ ‏ببَرق‏ ‏المعرفة‏، فتـُواصل مسيرتك،  وتستمر‏ ‏فيها‏ ‏فعلا‏ ‏يوميا‏،

‏فاحذر‏ ‏الموت‏:

  • بمخدرات‏ ‏أحلام‏ الأمانى،
  • ‏أو مُسْكرات أوهام التفـرّد،‏
  • أو مسَكـِّـنات بهْر أنوار المعلومات الألعاب النارية.‏
  • أو تعهدات حسن النية والوعود.

 (808)

احذر‏ طول ‏الوقفة‏ ‏فى ‏منتصف‏ ‏الطريق‏، وعند‏ ‏كل‏ ‏منحنى‏،

‏فلا‏ ‏أمان‏ ‏إلا‏ ‏بالاستمرار‏ ‏فى ‏الاتجاه‏ ‏الواعد‏،

‏وعليك‏ ‏أن‏ ‏تتعرف‏ ‏على صحة توجّهك ‏بمقاييس‏ ‏منها‏:

  • المثابرة بالعمل، مع الناس، وللناس
  • واستمرار النقد للتجديد.

(809)

لا‏ ‏تنخدع‏ ‏فى ‏الولادة‏ ‏الجديدة‏، ‏إنها فقط تعلن تمام شهور الحمل الحالى، الولادة‏ ‏وحدها‏ ‏ليست ضمانا لاستمرار ‏حياة المولود إلى النضج فالإبداع.

(810)

الوليد‏ ‏الجديد‏ ‏الذى ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏حناياك‏ ‏لا‏ ‏تتضح‏ ‏معالمه‏ ‏بخطبة‏ ‏التدشين‏، أو التعميد، أو طقوس السبوع،

 ‏ ‏ ‏عليك أن تتعهده‏ ‏حتى ‏تتعرف‏ ‏عليه‏،

 ثم ترعاه حتى تكونه، ليكونك،

…إلى ما يمكن أن تكوناه، “إليه”.

(811)

احذر‏ ‏التمادى ‏فى التعليل‏ ‏والتأجيل‏‏:

‏ إعلنها‏ ‏بشرف‏: الحياة‏ ‏الآن…،

‏                                     أو‏ ‏الهزيمة‏.‏

(812)

لا‏ ‏تؤجل‏ ‏حياتك‏ ‏حتى ‏تعلم‏ “‏لماذا”،  ‏افتح‏ ‏عينيك‏ ‏وقلبك‏ ‏ومارس‏ ‏وجودك‏ ‏ومسئوليتك،‏ ‏التى ‏هى ‏حريتك‏، ‏الآن‏، بالرغم‏ ‏مما‏ ‏كان،‏ ‏يا‏ ‏ما‏ ‏كان‏، دون‏ ‏إبداء‏ ‏الأسباب، أو البحث عنها.

(813)

لا تندم‏ ‏على ‏ما‏ ‏فات‏ ‏من‏ ‏أخطاء‏، ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كنت‏ ‏شديد‏ ‏التمسك‏ ‏بها‏ ولو ‏من‏ ‏وراء‏ ‏ظهرك‏، ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تعيدها‏ ‏برغم زعمك‏ ‏إعلان‏ ‏بشاعتها أو تفاهتها‏، فإذا‏ ‏استمررت‏ ‏فى ‏الإصرار‏ ‏على الحديث عنها فأنت لم تتعلم منها.

(814)

إن‏ ‏كنتَ‏ ‏صادقا‏ ‏فى ‏الندم‏، فأنت‏ ‏قد‏ ‏تغيرتَ‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الألم‏…، ومادمتَ‏ ‏قد‏ ‏تغيرت‏ ‏فلست‏ ‏أنتَ‏ ‏الذى ‏ارتكبت‏ ‏ما‏ ‏كان‏…،

‏فلا معنى‏ ‏للتوقف‏ ‏العاجز‏ ‏الباكى النعّاب وأنت تجتر ذنوبك

 (815)

إياك والاستسلام لرخاوة اليأس…، ‏هناك‏ ‏دائما‏ ‏فى ‏قاع‏ ‏القاع‏ ‏طحلب‏ ‏يتهادى…،  ‏يتأهب‏ ‏للحياة‏ ‏من‏ ‏جديد‏…،

حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏السطح‏ ‏بركة‏ ‏آسنة‏ ‏من‏ ‏دم‏ ‏ضحايا القهر والعمى.‏

(816)

لا تتوقف‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏توقف‏ ‏الجميع‏،

 ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏السفينة‏ ‏لم‏ ‏تغرق‏ ‏بعد، ‏فانْزل وسِرْ‏ ‏على ‏الشاطئ‏ ‏بخطواتك‏ ‏الواثقة، أو حتى‏ ‏المتثاقلة، وأنت تسحب حبلها على كتفك‏، ‏حتى ‏إذا‏ ‏وصلتَ، فسوف تجد رفاقا فعلوا مثلك، وربما تجد ركابا مجهولين كانوا بها، وسبحوا حتى الشاطئ حتى يخففوا من ثقلها حتى لا تغرق،

(وليس لمجرد الإسراع بالنجاة).

 (817)

إذا‏ ‏أنهكك‏ ‏التعب‏ ‏فانظر ‏ناحية السفينة‏ ‏فى ‏الماء‏ ‏الراكد‏، ربما‏ ‏استيقظ‏ ‏من‏ ‏نومه‏ ‏من‏ ‏غاب‏ ‏فى ‏قاعها‏ ‏سنين، فيرى ‏ثقل‏ ‏خطواتك‏، ‏وشرف‏ ‏إصرارك‏، ‏فيفرد‏ ‏الشراع‏،  أو‏ ‏يسحب‏ ‏عنك‏ ‏الحبل‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏ ‏حتى ‏تلتقط‏ ‏أنفاسك‏. ‏

(818)

حين‏ ‏يتولى عنكَ مـَنْ حولك‏، ‏وأنت‏ ‏عزيز‏ ‏عليك‏ ‏ماعنـِـتـُوا‏، ‏حريصٌ‏ ‏عليهم‏، ‏فلا‏ ‏تتنكر‏ ‏للحقيقة‏ ‏داخلك‏، ‏ولاتندم‏ ‏على ‏رأفتك‏ ‏بهم‏….، الناس‏ ‏ملء‏ ‏الأرض‏، فابدأ‏ ‏من‏ ‏جديد، وسوف تجدهم هُمْ هُمْ،  أو من يقوم مقامهم.

 (819)

لا تيأس‏ ‏وأنت‏ ‏على ‏أبواب‏ ‏نار‏ ‏نفسك‏، فقدُ ‏تــُــزَحْزَحُ‏ ‏عنها‏ ‏وتدخل‏ ‏جنتها‏ ‏إذا‏ ‏رفضتَ‏ ‏متاع‏ ‏الغرور‏.‏

 (820)

إياك‏ ‏وأن‏ تفرح فتكتفى بأن ‏تلبس‏ ‏ثوب‏ ‏الحكمة‏ ‏والتأمل،

لا مفر من ملء الوقت بالعمل مع الناس للناس وبالناس.

(821)

تأكد‏ ‏طول الوقت من سلامة رسالتك‏ ‏ ‏ووضوح‏ ‏كلمتك‏،

‏ولكن‏ ‏ليس على حساب‏ ‏حتم‏ ‏استمرارك.‏

(822)

إذا‏ ‏خاب‏ ‏ظنك‏ ‏فيهم‏ ‏فجزعتَ‏ ‏حتى ‏الشقاء‏، ‏فتذكّر‏ ‏أنك‏ ‏ما‏ ‏عرفتَ‏ ‏الحقيقة‏ ‏لتشْـقـَى‏، ‏وما‏ ‏جزعك‏ ‏إلا‏ ‏لنقص‏ ‏فيك…، ‏فواصل‏ ‏السير‏ ‏لتـُكمله‏، واشكرْهم‏ ‏على ‏أنهم ‏ساعدوك‏ ‏فى ‏اكتشاف ‏نفسك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏تقاعسهم.‏

(823)

إذا‏ ‏تعريتَ‏ ‏من‏ ‏زيفك‏ ‏فأزعجتك‏ ‏مناظر‏ ‏النمور‏ ‏وكهوف‏ ‏الدينصور‏، ‏أو‏ ‏تبينت حقيقة خدعة‏ ‏هديل‏ ‏اليمام‏، ‏أو‏ ‏تلوثتْ‏ قدماك ‏فى ‏برك‏ ‏الدماء‏ ‏وارتطمت‏ ‏بالأشلاء‏، ‏فهذه‏ ‏فرصتك‏ ‏لتبدأ مرة‏ ‏أخرى، وأخرى:

كل ما يخيفك يدفعك للانتصار للحياة‏.‏

(824)

العـَدَمـِىّ ‏الذى ‏لم‏ ‏ينتحر‏ ‏بعد‏ يعتدى على حقنا فى الغذاء والهواء، ‏يأكل‏ ‏أكلنا‏، ويزاحمنا فى المواصلات،  ويصرّ على أن نيأس معه لنشاركه أنانيته وجبنـِه.

(825)

العـَدَمـِىّ ‏يتمنى ‏أن‏ ‏يختفى ‏كل‏ ‏من‏ ‏ينجح‏ ‏أن‏ ‏يعيش، فهو‏ ‏أجبن‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يرى ‏فشله‏ ‏فى ‏نجاح‏ ‏الآخرين.‏

(826)

العـَدَمـِىّ ‏يبرر – بداخله– ‏‏استمراره‏ ‏فى ‏الحياة‏ ‏‏لتشجيع‏ ‏الآخرين‏ ‏على ‏مواصلة‏ ‏الانسحاب‏ منها ‏دون‏ ‏أن‏ ‏ينسحب‏ ‏هو.‏

(827)

  • إذا‏ ‏حرَمت‏َ ‏نفسك من‏ ‏نعمة‏ ‏المعاناة: ‏بالتشدق‏ ‏بالألفاظ‏ ‏اليقينية،
  • وحرمتـَها‏ من ‏نعمة ‏البحث: ‏بالاستسلام‏ ‏للطقوس‏ ‏من‏ ‏الظاهر‏،
  • وحرمتـَها من‏ ‏نعمة‏ ‏التعلم: ‏بالاستغراق‏ ‏فى ‏ ‏تكرار ما تعلّمت‏، ‏
  • وحرمتـَها‏ من ‏نعمة‏ ‏الحرية: ‏بالتشدق‏ ‏بالحديث عن‏ ‏الحرية،
  • وحرمتـَها من‏ ‏نعمة‏ ‏المشاركة: ‏بالتعصب‏ ‏والانغلاق،
  • إذا‏ ‏حدث‏ ‏كل‏ ‏هذا.. ‏ جفَّ ‏عقلك‏ ‏إلا‏ :
  • ‏ من‏ ‏نشارة‏ ‏الخشب،
  • وكسر الزجاج، ‏وعلب السلمون الفارغة

  فلا‏ ‏تذهب‏ ‏إلى ‏متحف‏ ‏اللآلىء‏ ‏حتى ‏لا تـُطرد‏ ‏مع‏ ‏الأفاقين‏ ‏والمزوِّرين‏ ‏والمدلــِّسين.‏

وبرغم كل ذلك: ليس من حقك أن تدعونا ليأس لم ينفعك مادمت مازلت تتنفس بيننا

(828)

استمر‏ ‏حتى ‏وأنت‏ ‏ميت‏، ‏من‏ ‏يدرى‏؟‏

‏فكما‏ ‏تــُهلك‏ ‏الصواعق‏ ‏الطبيعية‏ ‏الأحياء‏… ‏فإنها‏ ‏قد‏ ‏تحـيـِى ‏الموتى..، من‏ ‏يدرى‏؟

(829)

أطلب‏ ‏المستحيل، ‏فاذا‏ ‏لم‏ ‏تحققه الآن‏ ‏فقد‏ ‏عرفت‏ ‏الطريق‏ ‏إليه،

                                         ‏فعرفت‏ ‏نفسك‏ ‏وربك‏.

(830)

يقولون‏ ‏إن‏ ‏لكل‏ ‏شيء‏ ‏نهاية…،

‏ الأهم هو أن ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏نهاية‏ ‏بداية‏.

وقد تتفجـَّر منك البدايات حتى قبل النهايات.

لا مانع، إذْ من ذا الذى يحدد النهايات؟!

(831)

لا تتحدث عنه خارجك، ولا تبحث عنه داخلك،

 بل لا تبحث عنه إطلاقا، فهو لا يحتاج للبحث أصلا،

هو حاضر دائم لا يحتاج منك إلا أن تتفتح أقفال قلبك.

 (832)

ليس‏ ‏أمامك‏ ‏خيار‏ ‏إلا‏ ‏الاستمرار، ‏حتى ‏وحدك، لو اضطررت

 إن لم تبدأ بهذا اليقين ، فالأفضل ألا تبدأ.

(833)

إذا‏ ‏أرهقك‏ ‏العطاء‏ ‏حتى ‏هددك‏ ‏بالتعب‏ ‏والتوقف، ‏فاحتفظ‏ ‏لنفسك‏ ‏بما‏ ‏تعطى ‏إذ‏ ‏لا‏ ‏قيمة‏ ‏له، ‏أما إذا استطعت أن تستمر وأنت مرهق، فاكتشفت أنك لست مرهقا إلى هذا الحد، فقد انتصر داخلك الأفضل منك، وأظهرَ لك مخزون قدراتك الحقيقية.

 (834)

‏لا‏ ‏تؤجل‏ ‏حياتك‏ ‏حتى ‏تكتمل،

 الكمالُ نهاية،  ولا أحد يقبل أن ينتهى مختارا،

 كنْ ‏ ‏دائم‏ ‏السعى ‏إليه‏ دون انتظار أية نهاية،

لا شئ ينتهى إلا ليبدأ

وهو نفسه بلا بداية ولا نهاية

(835)

إذا‏ ‏حددتَ ‏هدفك‏ ‏بوضوح‏ ‏كاف، ‏فماذا‏ ‏يضيرك‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏‏؟‏

حتى ‏الوصول‏‏ ‏ليس‏ ‏مسئوليتك،

 ‏ما‏ ‏عليك‏ ‏إلا‏: ‏ألاّ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏السعى كدحا إليه .‏

 (836)

أجمل‏ ‏المعارك‏ ‏هى التى ‏تبذلُ‏ ‏فيها كل‏ ‏جهدك‏ ‏وخالص إخلاصك‏، ثم ترضى بأية مرحلة مهما بَعـُدَتْ الغاية دون أن تتوقف، ‏الأهداف المتوسطة فرصة لإعادة شحن قرارك، ونقده: فيتجدد باستمرار.

(837)

كيف‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تتمكن‏ ‏من‏ ‏مراجعة‏ ‏نفسك‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تستمر‏ ‏بالقدر‏ ‏الكافى ‏الذى ‏يسمح‏ ‏بذلك‏؟‏

(838)

مجرد‏ ‏الاستمرار‏ ‏يبشر‏ ‏بالخير، ‏حتى ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏تسير‏ ‏للخلف‏ ‏فسوف‏ ‏تصل – ‏بالاستمرار‏- ‏إلى ‏نقطة‏ ‏البداية‏ ‏الأولى، ‏وهناك‏ ‏سوف تجد فرصة جديدة أن تبدأ ‏ ‏من‏ ‏جديد‏، وأنت أكثر خبرة.

(839)

‏إذا‏ ‏تكرر انتباهك إلى لحظة يقظتك فذكرتك‏ ‏بشروق‏ ‏الشمس‏ كل صباح، فأفرح بنومك الذى تتجد به طول الوقت، وواصل الحمد الذى يحييك بعد أن يميتك وإليه النشور.

 (840)

حين‏ ‏تتوازن‏ ‏مع‏ ‏الكون‏ ‏من‏ ‏حولك‏ ‏سوف‏ ‏يكون‏ ‏دورانـُك‏ ‏سهلا‏، ‏ودائما‏ ‏مثل‏ ‏الكواكب‏ ‏الأخرى.‏

(841)

إذا‏ ‏كنت‏ ‏تتعب‏ ‏من‏ ‏السير‏ ‏الطويل، ‏فلأنك‏ ‏تسير‏ ‏فى ‏خط‏ ‏مستقيم‏ ‏هو هو جزء من دائرة مغلقة دون أن يبدو كذلك.

‏أما ‏إذا‏‏ ‏تـَـجـَـدَّدَ نشاطك بعد كل دورة تعب،‏ ‏فاطمئن‏ ‏إلى ‏مسارك‏ ‏المتصاعد‏ ‏فى ‏دورات‏ ‏التوازن النابض‏ ‏الرحب، بالإيقاع الحيوى المفتوح النهاية.

(842)

إذا‏ ‏طالت‏ ‏خطوتك، ‏ ‏فهدأت‏ ‏سريرتك، ‏فاعلم أن رؤيتك قد أصبحت أكثر شمولا.

(843)

أنت‏ ‏العالـَم… ‏والعالـَم‏ ‏أنت،

أنت‏ ‏تاريخُه… ‏وهو‏ ‏اتساعــُك،

أنت‏ ‏النموذجُ المصغـَّرُ… ‏وهو الصرحُ ‏الأكبر،

والحنين‏ ‏بينكما‏ ‏هو‏ ‏بداية الطريق  إليه،

 والحركة “إليه”– معا- هى ما يميزك بشرا.

(844)

لا حب‏ ‏بغير‏ ‏إيمان، ‏ولا‏ ‏إيمان‏ ‏بغير‏ ‏عمل‏ ‏صادق،

 ‏ولن‏ ‏يكون‏ ‏العمل‏ ‏صادقا‏ ‏بغير‏ ‏إحساس‏ ‏مسئول‏،

يقاس بفعل ماثِلْ .‏

(845)

إذا اكتشفت أن المسافة تتسع كلما أسرعت الخطى فتوقـّفْ، والتقط أنفاسك،   وأعـِد النظر فى البوصلة:

            ربما تتبين أنك تسير فى الطريق الخطأ.

(846)

إياك أن تخشى أن تشعر بتحرّك ‏الكراهية لديك،‏

‏        مادامت شجاعتك قد سمحت لك بالوعى بها،

حرِّكها إلى ما بعدها تتحدد المعالم وتنطلق، كن على يقين بإيجابية مآلها مع ما تكتمل به

أكْمِلْ‏ أكْمِلْ، باستمرار، وأنت بنفس الشجاعة:

يتحرك كل شىء معا: إلى ما خُلق له معاً.

(847)

إذا‏ ‏عرفت‏ ‏الطريق‏ ‏مرة، ‏فلا‏ ‏حيلة‏ ‏بالحيدة‏ ‏عنه، ولا‏‏ ‏بالموت:

أكمِلْ واسترِحْ،

واسترح، لـِتـُكـْمل.

(848)

لو‏ ‏كان‏ ‏لك‏ ‏الخيار‏ ‏ما‏ ‏بدأتَهُ‏ ‏أصلا،

‏ولكن‏ ‏شاء‏ ‏الخيرُ‏ ‏فيك‏ ‏أن‏ ‏يستدرجك‏ ‏للامتحان‏ ‏دون‏ ‏إعداد،

‏وحتى ‏الرسوب‏ ‏لم‏ ‏تعد‏ ‏تقدر‏ ‏عليه،

‏فادفع‏ ‏ثمن‏ ‏التلكؤ‏ ‏ما‏ ‏تماديت‏ ‏فى التلكؤ، …….أو:

أفِقْ وأكمل واتكِّلْ.‏

(849)

يا‏ ‏ويحك‏ ‏منهم‏، حين ‏أجمعوا‏ ‏على ‏جنونك‏ ‏ليستمروا‏ ‏فى ‏خداعهم‏ ‏أنفسهم،

 ‏إقفل‏ ‏فمك‏ ‏الآن‏ ‏ولا ترد‏ ‏عليهم، مادمت مستمرا على الأرض بين الناس! الناس.

 ‏لا‏ ‏تمد‏ ‏لهم‏ ‏يدك‏ ‏مهما‏ ‏احتجـْتَـَهم، ‏

ولا‏ ‏تتوقف‏ ‏عن‏ ‏المسيرة‏ و‏لا تتكلم‏ ‏بلغتـِهم‏ ‏السائدة،

 ‏ولسوف‏ ‏تقول‏ ‏كلمتك‏ ‏ولو‏ ‏بعد‏ ‏حين‏،

وسوف تصل كلمتك إلى أصحابها ولو بعد حين وحين.

ماذا‏ ‏يضيرك‏ ‏إذن‏ ‏من صراخ‏ ‏إجماعهم الصاخب

(850)

لا تعلن‏ ‏نهاية‏ ‏العالم‏ ‏لمجرد‏ ‏عجزك ‏‏عن الحياة، دعها لخالقها، ولمن يحمل أمانتها، وإذا أصرّ غباؤك على التعجيل بنهايتك فرداً فانظر حولك لتعرف استحالة ذلك فأنت كيان ممتد إليهم، إليه!!

(851)

إذا‏ ‏احتملتَ‏ ‏معايشة‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏والقدرة‏ ‏على ‏طول‏ ‏الطريق..، ‏ثم واصلت التقريب والإبعاد حسب مقتضى الحال، تحققتْ غايتك مع أولى خطواتك‏:

  • فيصبح الاستمرار طريقاً بلا بديل،
  • وتصبح الغاية هى إتقان استعمال الوسيلة،
  • ويصبح التوقف نوعا آخر من السير.
  • ويصبح الزمن هو ما تصنع منه وبه.

فما أجمل كل هذا،

              وأصعبه.

(852)

التعجل‏ ‏فى ‏التقريب‏ ‏تعسفا‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏والقدرة‏، ‏يُجهض المحاولة‏، فتتوقف: مهما خيل لك أنك تتحرك، احترم المسافة، وعاود المحاولة وأحسن التوقيت، وسوف تصبح حركتك نبضا غائيا مضطرداً.

 (853)

لا تتعجل‏ ‏الانفصال‏ قبل‏ ‏أن‏ ‏تنمو‏ ‏براعمك ‏خوفا‏ ‏من دوام الالتصاق،

 خذ وقتك‏، حتى ‏لو‏ ‏ظللتَ‏ ‏فرعا‏ ‏مثمرا‏ ‏طول‏ ‏حياتك‏.

(854)

إذا انفصلتَ قبل الأوان، فقد تظل بعد ذلك تتطفل‏ ‏متسلقا‏ ‏الأشجار‏ ‏الباسقات‏، فتُعَطِّلها، وتتعطل.

(855)

بعد‏ ‏كل‏ ‏فرحة‏ ‏بتوصيل‏ ‏النور‏ ‏إلى ‏زوايا‏ ‏الظلام…،  لابد‏ ‏وأن‏ ‏تعمل‏ ‏على ‏توصيل‏ ‏طاقة الوجدان‏ ‏إلى ‏آلات‏ ‏الفعل.

‏‏(856)

الإبطاء فى اختبار الرؤية بناتج فعل القدرة، قد يتركك تتمادى فى خدعة لا نهاية لها، حافظ على إعادة النظر كلما حققت بعض خططتك، حتى لو جهلت تفاصيلها، ما دمت واثقا من مواصلة إيقاع نبضك ومن صواب زاوية توجهك.

 (857)

  • لا تبالغ‏ ‏فى ‏بُعد‏ ‏النظر… ‏حتى ‏لا تطمس ما هو “هنا والآن”
  • ولا تفرح ببعد النظر، حتى لا تحرم نفسك من مفاجآت ما ليس كذلك
  • ولا تهمـِل بعد النظر، ما دام هو بعض آليات السباق، وأدوات الكر والفر.

(858)

لولا‏ ‏الحماس‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏بلا‏ ‏معنى ‏فى ‏الظاهر‏، ‏لما‏ ‏وصلنا‏ ‏إلى ‏المعنى ‏الباطن،‏

ولولا اليقين بوجود المعنى الباطن، لتساقطت أوراق الظاهر جافة وتطايرت فى الهواء‏

إن ما لا تفهمه يمثل ثروة هائلة تماما مثل ما فهمته، وأحيانا أكثر.

 (859)

إنما‏ ‏تقاس‏ ‏طاقة‏ ‏الأمة‏ بالقدرة على‏ ‏تشغيل جميع‏ ‏العقول‏ فى كل وحدة من الوحدات ‏البشرية‏ المقيمة بها، مضروبة فى عدد الثوانى المملوءة بفعل فاعل، (‏لا بعدد‏ ‏أفرادها‏ ‏ولا‏ ‏بعدد‏ ‏حروف‏ ‏كلمات‏ ‏صياحها‏،)

(وطبعا: ولا بعدد أرصدتها فى البنوك، ولا بالمخزون من أسلحتها!!).‏

(860)

انتبه إلى‏ ‏الوقت‏ الفاقد – برغم الحركة – وهو الوقت  ‏الذى ‏تمضيه‏ ‏فى: ‏الدوران‏ ‏حول‏ ‏النفس، ‏أو‏ ‏السير‏ ‏فى المحل‏، أو معاودة‏ ‏التأجيل بلا معالم.

(861)

من ‏يظل‏ يبحث عن ‏ذاته‏ ‏طول‏ ‏عمره‏ ‏لن‏ ‏يجدها‏ ‏بإذن‏ ‏غبائه‏ ‏الأعظم، ‏لا تبحث عنها، ولكن إبدأ “الآن”، تنطلق قدراتك تعيد صياغتها بما يمكن: إلى ما تَعِدُ به:

(862)

من‏ ‏ذا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏ينال‏ ‏منك‏، ‏ومن‏ ‏شرف‏ ‏إنسانيتك‏، ‏إن كنت:

واثقا من توجه حركتك إليه،…. مستمرا فى سعيك نحوه، من واقع امتلاء وقتك، وتواصل وامتدادت مستويات وعيك، بهم ومعهم.

 (863)

لن‏ ‏يحميك‏ ‏من‏ ‏الخوف‏ ‏منهم‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏تحاول‏ ‏قياس‏ ‏أحجامهم‏، ثم‏‏ ‏تنظر‏ ‏فى ‏ساعتك‏ (‏أو‏ ‏إلى ‏حركة أوراق‏ ‏شجرة‏ ‏بجوارك‏)، ثم‏ ‏تدعو‏ ‏لهم‏ ‏بالهداية‏، ولو‏ ‏بعد‏ ‏حين‏.‏

(864)

الوقت يمر، وهو لا يستأذنك وهو يمر:

                           (“وِانْ كان عاجبك”!.)

(865)

الذات ليست حلية فـُقـِدَتْ منك، ولا سلسلة مفاتيح ضاعت، فأنت تبحث عن هذا أو تلك، أنت هو ما تكونه مع الناس وبالناس إليك، إليهم، “إليه”،  (بدءًا من الآن ودائما).

(866)

حين‏ ‏ترفض السعى إلى‏ “‏الإيمان” ‏بدعوى ‏أنك‏ ‏مؤمن‏،

                          فراجع نفسك‏ ‏مرتين‏.‏

“…يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّه…..”

(867)

لا‏ ‏تحاول‏ ‏أن‏ ‏تسأل‏ ‏من‏ “هو”‏ ‏حتى لا تخاف منه، أو تخطئ فهمه، الفهم ليس هو الطريق الأمثل إليه،

الإدراك غير الفهم وهو الذى يهديك إلى كيف يمكن أن تستشعر نوره.

(868)

 إبدأ بنفسك ‏ولا ‏تخف‏ ‏منها…، ‏وسوف تجد أنك إنْ أحسنتَ السعى إليها:‏ ‏ليست‏ ‏نفسك.. وأنها السبيل إليه، فتتعرف على الطريق نحوه، ‏وانتبـِه حتى لا تتعثر أو تقع ‏ ‏ أو تتوقف!!‏

 (869)

لا الذين أصبحوا أوصياء عليه يعرفون  الإيمان،

ولا العلم الذى يعبده سدنته دون الحق هو المعرفة.

الدين – إن اكتمل – هو طريق للإيمان،

والعلم – إنْ صحَّ– هو بعض المعرفة “إليه”.

(870)

كل‏ ‏ما‏ ‏خالف‏ ‏الدين الحقيقى‏ ‏ليس‏ ‏علما،

وكل‏ ‏ما‏ ‏خالف‏ ‏العلم‏ الحقيقى ‏ليس‏ ‏دينا،

‏العلم‏ ‏السطحى يتنكر للدين أو يستبعده،

والدين الشكلى يتمسح فى العلم، فيتشوَّه ولا يتدعـَّم

(871)

ياويح‏ ‏من‏ ‏يعرف‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏، مما‏ ‏ينتظره‏ ‏من‏ ‏وحدة‏ ٍ‏ أكثر‏ ‏وأكثر‏،

‏إلا أن ‏يعود‏ إليهم ‏بشكل‏ ‏جديد‏ أرحب وأجمل،

 ليعاود السعى أنشط وأقدر.

 (872)

يا‏ ‏حيرة‏ ‏أهل‏ ‏الباطن‏ !!!…:‏

‏ ‏إذا‏ ‏أخفوها‏ ‏فى ‏بطونهم‏ ‏ازدادوا‏ ‏وحدة.

‏‏وإذا‏ ‏أعلنوها‏ ‏تعرضوا‏ ‏للقتل‏ ‏والنبذ‏ ‏والاتهام‏ ‏بالكفر‏ ‏والجنون.‏

‏‏وإذا‏ ‏تسارُّوا‏ ‏بها‏ ‏صوصوت‏ ‏الخفافيش‏ ‏فى ‏الظلام.

‏ ‏وإذا‏ ‏تنازلوا‏ ‏عنها‏ ‏عَمُوا‏ ‏وصمُّوا‏ ‏حتى ‏التعاسة‏ ‏المُهلكة،

‏وا معرفتاه‏. .. . ‏وا رؤيتاه‏. . .

(873)

الإيمان‏‏ ‏يلزمنا‏ ‏بالسعى،

        والسعى يلزمنا بالكشف،

                  والكشف يلزمنا بالمراجعة،

                       والمراجعة تلزمنا بالحياة النابضة،

                           والحياة النابضة تدفعنا للكدح،

                                        والكدح يوصلنا للإيمان،

 والإيمان يلزمنا بالسعى.

والسعى يلزمنا بالكشف،

 والكشف يلزمنا بالمراجعة،

 والمراجعة تلزمنا بالحياة النابضة،

 والحياة النابضة تدفعنا للكدح،

 والكدح يوصلنا للإيمان،

 والإيمان يلزمنا بالسعى، وهكذا…..

                          وهكذا …وهكذا…..

بلا توقف؟

(874)

لا‏ ‏إيمان‏ ‏بلا‏ ‏عمل‏ ‏و‏عدل، وناس.‏

(875)

‏من‏ ‏أوقف‏ ‏المسيرة‏ ‏متعللا‏ ‏بالاقتداء‏ ‏بالسلف…، لا يعرف السلف، وهل نحن إلا نتاج تحريكهم للمسيرة لا توقيفها.

(876)

الاحترام‏ ‏الحقيقى ‏لجهد‏ ‏السلف‏ الصالح ‏هو‏ ‏الاستمرار‏ ‏بعدهم‏ ‏سعيا‏ ‏إلى ‏الحقيقة‏، ‏أما‏ ‏الاقتداء‏ ‏فلا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏إلا‏ فى ‏نقطة‏ ‏بداية‏ ‏الانطلاق.‏

(877)

الاقتداء بالسلف الصالح هو فى فهم واتباع قوانين حركتهم،

 لا فى نسخ وتقديس محتوى ظاهرهم.

 (878)

غبى ‏‏من‏ ‏تصور أنه يعرفه وهو لم يتحرك من موقعه.

                   وأقل غباء من تحرك ولم يستمر،

   ولكنه الأفضل فمازالت عنده الفرصة أن يفيق فيستمر.

(879)

غبى ‏من‏ ‏احتكر‏ ‏الدين..                       

وأشد غباء من تاجر به بعد احتكاره.  ‏

(880)

إذا وعيت كيف أنه‏ ‏أقرب إليك من حبل الوريد،

فأنت أقرب إليه من تصورك عنه

(881)

‏ ‏أينما‏ ‏تولـِّى … ‏فثـَمَّ وجهه،

واسأل كل حواسك فى كل اتجاه

 (882)

‏ ‏حين‏ ‏تضعه‏ ‏خارجك‏ ‏فحسب.. ‏فأنت‏ ‏تخاف‏ ‏من‏ ‏نفسك‏،

 ‏وحين تضعه داخلك فحسب فأنت لا تعرف نفسك،

 وحين تتحرك بينكما فأنت تكتشف

 مع كل شوْطٍ إنارة،

 ومع كل وصول بداية،

 ومع كل بداية طريق…

وهكذا… أبدا.

(883)

إن‏ ‏المتعبد‏ ‏الطقوسى ‏يخاف‏ ‏عذاب‏ ‏الله‏،

‏والملحد‏ ‏الغبى ‏يخاف‏ ‏معرفة‏ ‏الله‏،

 ‏والمؤمن‏ ‏لا‏ ‏يخاف‏ ‏لا‏ ‏عذاب‏ ‏الله.. ‏ولا معرفته،‏

طالما هو يسعى كادحا واثقا راضيا إليه وبه

(884) 

المؤمن لا يخاف من الكفر بل من التوقف

 (885)

الخوف من الإيمان يبعد الإنسان عن أصله،

ويحرمه من الاشتراك فى عزف اللحن الأعظم.

(886)

الملحد‏ ‏المتشنج‏ ‏لا‏ ‏ينكر‏ ‏الله.. ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏يرفض‏ ‏أن يتبع من لا يعرفه، وهو لا يسمح لداخله أن يهديه إليه.

هلاّ جـَرَّبَ أن يشد الرحال، مادام أنه غير ممنوع من السفر إليه!! وسوف يفاجأ بما لم ينتظر!!

(887)

إذا‏ ‏انتصر‏ ‏الملحد‏ ‏على ‏الأوهام ‏داخـلـَهُ‏  قبـل خارجهِ.. ‏آمَنَ رغم أنفه.‏ ‏

(888)

لن‏ ‏تنتصر‏ ‏على ‏والديك‏ ‏بأن تكون عكس ما هـُمـَا

ولكن: بأن تدرك أن ما يجمعكم هو وحدة الغاية وليس تماثل السلوك‏

 (889)

هناك‏ ‏مَنْ‏ ‏منتهى ‏أفقه‏ ‏كُم‏ ‏سترته‏ ‏فهو‏ ‏لا يصل‏ ‏حتى ‏إلى ‏ملمس‏ ‏جلده‏،

 وهناك‏ ‏ مَنْ ‏ ‏غاية‏ ‏حياته‏ ‏أطراف‏ ‏أصابعه‏، ‏فهو‏ ‏غارق‏ ‏فى ‏أحاسيس‏ ‏جسده،

أما‏ مَنْ ‏ ‏تعدى ‏ذاته واحتوى جسده بكل الطبقات محتفظا بكلية وجوده.‏ ‏

فهو‏ ‏فى طريقه  ‏إلى ‏الله‏،‏ ‏جسدا‏ ‏ووعيا‏،

شكلا وموضوعا، ذاتاً  وآخرين.

(890)

لأنه‏ ‏ليس كمثله شىء ‏وهو‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏هو‏ هو ‏هدف‏ ‏الوجود‏،  بل كل الوجود.

 .. ‏فافهم‏ ‏معنى ‏القطرة‏ ‏وسط‏ ‏المحيط..

‏ثم‏ ‏المحيط‏ ‏إذْ‏ ‏هو‏ ‏مجموع‏ ‏القطرات‏،

‏واترك‏ ‏نفسك‏ ‏وسط‏ ‏الحجيـج‏، ‏وحوْل‏ ‏البـُؤرة،

 ‏تتواضع.. ‏وتصبر.. ‏وتواصلُ‏ ‏ بعد الدائرة.

(891)

حين‏ ‏تفقد‏ ‏ذاتك مؤقتا‏ ‏وسط‏ ‏الملايين‏،

 ‏عليك أن ترجع‏ ‏إليهم‏ بها ‏وبهم‏ ‏ولهم‏،

  • ‏أكبر‏ ‏حجما‏،
  • وأقدر‏ ‏فعلا‏،
  • وأكثر‏ ‏تواضعا‏،
  • وأصبر كدحا.

(892)

لا مفر من أن تميز بين الأوّل والآخر، برغم الشبه المُلغْزِ، وإلا غابت عنك فرصة “إعادة الولادة”.

الأوّل‏ ‏مشروع اكتمل..والآخِر‏ ‏كمالٌ ‏محتمل،

الأوّل‏ ‏سعى متحفـّز.. ‏والآخـِر وصولٌ مفتوح النهاية،

الأوّل‏ ‏وعدٌ بشىء، ‏والآخِر ‏تماهِى‏ ‏الشئ‏ ‏فى ‏كل‏ ‏شئ،

ويظل بعد كل ذلك الشبه ملغِزا،

                                 فانتبه!

(893)

 من‏ ‏أهم‏ ‏ما يقرّبك‏ ‏‏إليه هو‏ ‏أن‏ ‏تحس‏ ‏منطق‏ ‏الأعمال‏ ‏التى ‏لا تتفق‏ ‏مع‏ ‏المنطق‏،

فتنطلق “إليه” بلا منطق محدد أو فهم خاص.

(894)

 لعل الخلود‏ ‏فى ‏النار هو‏ ‏مشىٌ على صراط دائرىّ مغلق،

أما الخلود فى الجنة فلابد أنه يشمل تجـُّددًا مستمرا متناسقا نابضا حيويا مدهشا أبدا.

(895)

ما‏ ‏أبشع‏ ‏أن‏ ‏تغلق‏ ‏فمك‏ لتموت ‏عطشا‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏أ‏ن ‏تشرب‏ من مصدر لا تعرفه

 ‏   لمجرد‏ ‏أنك‏ ‏لا تعرفه‏،

 ‏جرّب أن تذوقه،

ربما تكتشف أنك تعرف ما لا تعرفه.

(896)

حين‏ ‏تصبح‏:                       

  • ‏الاهتزازة‏ ‏نبضة‏ ‏دافعة،
  • والغرور‏ ‏ثقة‏ ‏آمنة،
  • والألم‏ ‏طاقة‏ ‏خالقة،
  • والإحساس‏ ‏فعلا‏ ‏مسئولا،
  • والعطاء‏ ‏أخذا‏ ‏فى ‏ذاته،
  • والحب‏ ‏ناسا‏ ‏لحما‏ ‏ودما،

فأنت على الصراط المستقيم.

(897)       

هل‏ ‏عندك‏ ‏الشجاعة‏ ‏لتقرأ‏ ‏كلَّ‏ ‏ما “علّــّمـه ربُّنا بالقلم”‏؟

ولتستشعر – ولو فى غموض رائق كل ما يصل إلى حواسك وغير حواسك.

وهل عندك الشرف لتراجع كل ما تعتقد.. بوعىٍ أكثر طزاجة؟؟

وهل‏ ‏عندك‏ ‏الصبر‏ ‏لتستمر‏ ‏فى ‏المراجعة‏ ‏رغم‏ ‏معرفتك‏ ‏حجم‏ ‏ما لا‏ ‏تعرف‏ ‏؟؟

وهل‏ ‏عندك‏ ‏المسئولية‏ ‏لتتحمل‏ ‏ثمن‏ ‏التغيير‏ ‏نتيجة‏ ‏لأى من ذلك.

وهل‏ ‏عندك‏ ‏السماح‏ ‏لتنتظر‏ ‏بعض‏ ‏مَنْ‏ ‏تلكّـأ‏ ‏؟؟

وهل‏ ‏عندك‏ ‏الطاقة‏ ‏لتبدأ‏ ‏من‏ ‏جديد‏ باستمرار ‏بعد كل ذلك؟

إن‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏كذلك‏ ‏فأنت‏ ‏أقرب‏ ‏إليك‏ ‏ و”إليه”، من كل ما تتصور.

(898)

من ‏يحاول‏ ‏أن‏ ‏يُضِلـُّـك‏ ‏ليزيد‏ ‏عماه‏، ‏‏يخشى ‏‏حقيقته أكثر مما يخشى حقيقتك، فهو‏ ‏لا يُضل‏ ‏إلا‏ ‏نفسه‏.‏

(899)

أخشى ‏ما‏ ‏أخشاه‏ ‏أن‏ ‏يأتى ‏حُـكـْمَ أحدهم على ما أحاوله وهو ‏يقرأ‏ ‏كلماتى ‏عن‏ “‏الموت‏”، ‏و‏”‏الخلود‏” ‏و‏”‏البعث‏” ‏و‏”‏الجنة‏” ‏و‏”‏النار‏” و”حبل الوريد”،

فيحسب‏ ‏أنى ‏أتكلم‏ ‏عن‏ ما يعرف هو عن: ‏الموت‏ ‏والخلود‏ ‏والبعث‏ ‏والجنة‏ ‏والنار‏، وحبل الوريد.‏

(900)

لن تأخذ الكتاب “بقوة” إلا إذا كنت واثقا من:

  • أنه كتابك،
  • وأنك غير ملزم بفك شفرته أولا، وإنما للاستماع لندائه، والإنصات لنبضه ابتداءً.
  • وأنك جاهز لاستقبال رسائله وحمل أمانته.

 (901)

لا‏ ‏أحتاج‏ ‏لمن‏ ‏يؤمن‏ ‏بما أقوله، ولا حتى لمن يؤمن بما أفعله،… ‏ولكننى أأتنس بمن‏ ‏يؤمن‏ ‏بالطريق الذى أسلكه.

 وأطمئن أكثر لمن يتحرك بقواعدنا دون أن نلتقى.

 فيواصل كل منا سبيله ونحن على يقين بلقاءٍ: يوماً “ما” فى موقعٍ ما، مهما‏ ‏اختلفت‏‏ ‏السبل‏.

(902)

إذا‏ ‏كان‏ ‏إيمانى ‏هو‏ ‏الضلال‏ ‏أو‏ ‏الجنون،

‏                 ‏فلماذا‏ ‏تحسدُنى ‏عليه‏ ‏فى ‏داخلك؟.‏

وإذا‏ ‏كان‏ ‏إيمانى ‏هو‏ ‏الحق‏ ‏والعدل‏ ‏والعمل‏ ‏والناس‏،

 ‏                                   فماذا‏ ‏يؤخـِّرُك‏ ‏عنه؟

(903)

لسنا‏ ‏فى ‏حاجة‏ ‏إلى ‏دين‏ ‏جديد‏،

 ‏ولكن‏ ‏إلى ‏الاستعداد لتلقى الرسالة دون إدعاءِ النبوه.‏

(904)

الخوف‏ ‏من‏ ‏الإيمان‏ ‏الحقيقى ‏هو‏ ‏خوف‏ ‏من‏ ‏الحرية‏ ‏فالمسئولية.‏

(905)

لا‏ ‏يعلم‏ ‏الحق‏ ‏كما‏ ‏هو إلا هو‏،

 ‏ولا‏ ‏يرى ‏الأشياء‏ ‏كما‏ ‏هى ‏إلا من يرى الأمور كما هى،

إياك أن تتصور إمكانية هذا أو ذاك قبل الأوان، وإياك أن تتعجل الأوان.

دعه يفاجئك وأنت مستمر

(906)

اليقين‏ ‏الكامل‏ ‏الثابت قد يعطيك‏ ‏سكونا خامدا يحتاج لإعادة النظر،  راجعه‏ ‏‏ ‏بمنتهى ‏الحذر،‏

      لو سمحت

     فليكن يقينا منطلقا متحركا متجددا

(907)

دوائر‏ ‏الكون‏ ‏مثل‏ ‏دوائر‏ ‏النفس‏ ‏مثل‏ ‏دوائر‏ ‏الذرَّة‏، والكون…

 ‏والركوع‏ ‏والسجود‏ ‏والقيام‏، ‏لو‏ ‏أحسنها‏ ‏ذو‏ ‏البصيرة… ‏لتناغمت‏ ‏الدوائر‏ ‏مع‏ ‏بعضها‏ ‏فى ‏مستوياتها‏ ‏المتصاعدة‏ إلى آفاق الغيب الممتد.‏

(908)

التناغم‏ ‏بين‏ ‏دوائر‏ ‏الذرَّة‏ ‏ودوائر‏ ‏الكون‏ يُسَمِّعُ فى السكون‏ الذى حـَسِبـْتـَهُ موتا، فتدب فيه الحياة بإيقاع نابض مفتوح بلا حدود، مرورا بكل دوائر التناسق إليه.

(909)

لن‏ ‏تــُحـَلّ‏ ‏مشكلة‏ ‏فهم‏ ‏العقل‏ ‏البشرى ‏والوجود‏ ‏الإنسانى ‏ما دامت‏ ‏المعادلات‏ ‏تـُكتب‏ ‏فى ‏خطوط‏ ‏مستقيمة‏، ‏وما دام نموذجه‏ ‏يُرسم ‏فى ‏توصيلات‏ ‏تشريحية،

المفهوم‏ ‏الدائرى ‏اللولبى الكـَمـَوى ‏الدوائـِرى ‏النابض‏ بذراته‏ ‏إلى ‏مالا‏ ‏نهاية‏ ‏كونه،  ‏هو‏ ‏لغة الحق‏ ‏‏المفتوح النهاية.

(910)

الحماس‏ ‏للمعرفة‏ ‏الجزئية‏ ‏والاكتفاء‏ ‏بها‏ ‏تفسيرا‏ ‏للكل‏ ‏الأصعب‏،  ‏لايقل‏ ‏حماقة‏ ‏عن‏ ‏التسليم لمعرفة جاهزة كلية، غير قابلة للاختبار بالممارسة والسعى الكدح.

(911)

العالـِم‏ ‏المعاصر‏ ‏فى ‏مأزق‏ ‏صعب‏:

 ‏بين‏ ‏غرور‏ ‏العقل الظاهر‏، ‏وبين جمود‏ ‏الكهانة‏،

بين سطوة المنطق الخطى، وبين بدائية العقول القديمة الهلامية.

ما العمل؟        

 الحركة النابضة تؤلف بين كل ذلك طول الوقت ليصبح هذا المأزق نفسه نعمة مؤلمة، وفرصة رائعة.

(912)

الاستيعاب‏ ‏الكلى ‏التفصيلى ‏فى ‏آن‏، ‏أصعب‏ ‏من ‏أن يكون مسئولية مستوى واحد من الوعى

لا بد من تضفر كل المستويات فى لحظة معرفة فائقة

‏هذا هو  ‏الأمل‏ ‏الواعد فى ‏حركية العلم إلى المعرفة وما بعدها.‏

(913)

الإيمان‏ ‏بالقضاء‏ ‏والقدر‏ ‏ليس‏ ‏تسليما‏ ‏للمجهول‏، ولكنه‏ ‏احترام‏ ‏لتصاعد‏ ‏القوانين‏، ‏وهو محاولة‏ ‏للتوليف‏ ‏بينها‏، ‏مع‏ ‏قبول‏ ‏الجهل: إيمانا‏ بالغيب ‏الأعلى ‏فالأعلى .‏.. باستمرار.

(914)

الإيمان‏ ‏بالقضاء‏ ‏والقدر‏ ‏لا‏ ‏يعفيك‏ ‏من‏ ‏مسئوليتك‏،

 ‏هو‏ ‏يلزمك‏ ‏بمحاولة‏ ‏إدراك‏ ‏قوانين‏ ‏أشمل‏ ‏لتسير فى ضوء‏ ‏معادلاتها‏، حتى لو لم تعرفها الآن أو ‏فيما‏ ‏بعد‏،

 ‏فلا تبرر‏ ‏جهلك‏ ‏أو‏ ‏قصورك‏ ‏أو‏ ‏نشازك‏ ‏بالاستسلام‏ ‏المعيب.‏

(915)

الإيمان‏ ‏بالقضاء‏ ‏والقدر‏ ‏عادة‏ ‏ما‏ ‏يُعْلـَن‏ ‏بأثر‏ ‏رجعى،

مع أن روعته هى أن نواكب نشاطهما (القضاء والقدر!): “هنا والآن”

(916)

حين تعرف نفسك بكل شخوصها: يمكنك أن تحمل الأمانة بكل مستوياتها،

فاحمل بقدر ما تعرف،

وأعلم بأنك لا تعرف قدر ما تعرف

فواصل الكشف بما تستطيع

وواصل الكدح بكل الصدق والتفتح، فأنت ملاقيه.

 (917)

حين تعرف،…، ثم تعود لتحمل الأمانة، سوف تكف عن الشكوى، فلا يبقى إلا أن تسير قـُدما، ..أو ترجعَ انسحابا….،

 وأنت  مسئول فى الحالين، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.

(ولو كمرحلة)

(918)

كلما جمعتَ أكثر: مالاً  أو معلومات أو زمنا يمضى،

 زادت أحمالك فثقلتْ أمانتك، وظلمتَ نفسك.

هل من سبيل أن تضبط جرعة الجمْع مع ثقل الأحمال، وحجم الأموال، وتفعيل المسئولية والآمال،

                                     فترحم نفسك من ظلمك لها؟

(919)

إذا كنتَ أمينا مع رؤيتك – لو عمُقتْ- زادتْ عزلتك،               

وإذا كنت  أمينا  مع  شريكتك – لو صدقتَ- زادت حيرتك،

وإذا كنت أمينا مع نفسك – لو أكملتَ– زاد ألمك،

و إذا كنت أمينا مع وقتك – لو امتلأ بما هو أحقُّ بالوقت  – زاد التزامك،

ألست معى أن السماوات والأرض والجبال كانت أذكى منك حين رفضن أن يحملنها وأشفقن منها، وحملتها أنت.

إحمل الأمانة ، بأمانة، تعفى نفسك من أن تكون “ظلوما جهولا”

(920)

أنت مدينٌ لهم بكل قرش فائض حصلت عليه منهم، أو بديلا عنهم

فإذا كنتَ هشـــًّـا فلا تكثر من ديونك،

 وإذا كنت قدر حمل الأمانة فاحملها إليهم ثقيلة رائعة،

ربما استطعت ردّ بعض ديونك الآن، قبل ألا يكونَ آنْ. 

(921)

إذا استطعتَ أن تعلن ما وصلك عن ما هو “أنت” “الآن”  بما في ذلك ما تيسر من موقفك ورؤيتك، فسوف تسمح للآخرين أن يواجهوك بنفس الشرف،

وليكن صدق التفاعل هو التمهيد لتحمل مسئولية الاختلاف والاستقلال،

ومِنْ  ثَـمَّ: يحمل كلٌّ منا أمانته بالتوجه الضام “إليه” دون تماثل.

(922)

إذا زاد محيط رؤيتك، دون فعل مناسب يستوعبها، ضاعت منك تفاصيل اللحظة، وعشت فى ألم العجز، أو خدعة التفوق والانفراد،

وثـَقـُلـَتْ الأمانة عليك حتى تنقض ظهرك

لا بديل عن  تناسب الرؤية/والفعل/والألم/والكدح.

(923)

إذا‏ ‏وصلك من سعيك علامات ‏صحة‏ ‏طريقك‏، ‏فمن أين‏ يأتيك ‏الألم‏ ‏المُنهــِـكْ‏؟.

(924)

إن كنت صدَقْتَ ما استطعت، فثق بما استطعت،

‏ولا‏ ‏تخش‏ ‏أن‏ ‏يسئ‏ ‏استعمالك‏ ‏أحد‏، ‏

فصدقك‏ ‏سوف‏ ‏يرعب‏ ‏الكذابين.‏ ‏

(925)

لا تخفْ‏ ‏من‏ ‏اللوم‏ ‏نتيجة جهلك أو خطئك‏، ‏فأنت‏ ‏على ‏حق‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏أخطأت‏، ‏مادمتَ‏ ‏قد‏ ‏صَدَقْتَ‏ ‏المحاولة‏،

‏ولكن‏ ‏تعلـّم‏ ‏الحساب‏ ‏أكثر‏،

‏واحذر‏ ‏الإضرار‏ ‏أبدا‏،

 ‏يتسع‏ ‏مجال رؤيتك‏، ويغمرهم خيرك أكثر فأكثر، كما يغمرك عائده.

ما دمت تحاول.

(926)

إذا‏ ‏بلغت بصيرتك الحدة الناقدة بقدر كاف فلن تقيس خطواتك بمقاييس‏ ‏الصواب‏ و‏الخطأ فحسب‏،

 ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تنس‏ ‏أنك‏ ‏قد‏ ‏تعمى ‏فى ‏أية ‏لحظة‏، ‏فلا غنى عن‏ ‏رفيق‏ ‏يقظ‏،

‏بل‏ ‏رفاق‏ ‏مختلفين‏ ‏فى “الرمز” ‏لا فى وجهة الطريق‏، ‏

متحدين‏ ‏فى ‏الهدف‏ ‏وصدق‏ ‏المحاولة‏:

يتصحـَّحُ توجّـهـَك – وتوجّههم– باستمرار متدفق،

فتأمن إلى لقاءٍ  مَا فى نقطةٍ مجهولةٍ……،

                                          نحوه.

(927)

نحن‏ ‏نعيش‏ ‏فى ‏عصر‏ ‏تحدى ‏التناقض‏ ‏بقبول‏ ‏طرفيـْه‏ ‏حتى ‏تختفى ‏معالمهما‏ ‏فى ‏الكل‏ ‏الجديد‏، ‏فإياك:

‏‏والتسرع‏ ‏فى ‏الحكم‏ الاستقطابى ‏الأخلاقى ‏الجبان‏، …….، أوبالتسكين التلفيقى الوسطى الخامد.


 (928)

إتقان‏ ‏وظيفة‏ ‏الجزء‏، ‏خدمة‏ ‏رائعة‏ ‏لمسيرة‏ ‏الكل‏،

 ‏حتى ‏لو‏ ‏بدا أنه يتم ‏-مؤقتا – على ‏حساب‏ ‏الوعى ‏الأشمل،

(929)

إذا‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏همّك‏ ‏فى ‏الدنيا‏ ‏ليس إلا‏ ‏أولادك‏ (‏وزعـْم تأمينهم‏!!)

‏فياويلهم‏ ‏منك، ‏ وياويلك‏ ‏منهم‏، ويا ويلك منك.

(930)

يكفى ‏أن‏ ‏يشعر‏ ‏الطفل‏ “‏بالقبول‏” ‏و‏”‏الاعتراف‏‏”، ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يغمره‏ ‏شىء‏ٌ ‏كاذب‏ ‏يـُدْعى ‏الحب‏، ‏ممن‏ ‏لا يعرف‏ ‏كيف‏ ‏يحب‏ ‏حتى ‏نفسه.‏

(931)

لا تهب حياتك لتربية أطفالك…، ‏هيـِّئْ‏ ‏لهم‏ ‏المناخ‏ ‏والوسيلة، ‏وحاول‏ ‏أن‏ ‏تحب‏ ‏نفسك‏ ‏وتعيش بينهم‏ ‏دون‏ ‏الاحتجاج‏ بالتفرغ لهم‏ لتبرير وجودك.‏

(932)

قد‏ ‏لا يُصلح‏ ‏العطار‏ ‏ما‏ ‏أفسد‏ ‏الدهر، ‏ولكنه‏ ‏قد‏ ‏يساعد‏ حامل أمانة الحياة ‏على ‏إصلاح‏ ‏أخطائه‏ ‏إذا‏ ‏أعدّ “‏توليفة‏” حياتية ‏ذكية‏ لإذكاء فاعلية دورة ‏ الدهر القادمة فى مساحة أكبر، ‏ومع صحبة‏ ‏أطيب، 

فإذا‏ ‏أفسدت دورةٌ مـَا للدهر مسار‏ ‏طفلك‏  لغفلتك أو فرط وصايتك، فانتظره‏ ‏فى ‏المحطة‏ ‏التالية‏….، وهيىء‏ ‏لوازمك‏ أمـِلاً أن تـُـصْلح دورة الدهر التالية ما أفسدته أنت والدهر سالفا.

(933)

إذا‏ ‏انشق‏ ‏الأولاد‏ أكثر من اللازم ‏فى ‏الطفولة‏ ‏من‏ ‏قسوة‏ ‏الواقع، أو من تشتت المسار، فالحقهم‏ ‏فى ‏ثورة‏ ‏المراهقه‏ ‏وقف‏ ‏بجوارهم..

‏وتعلم منهم،

وسوف تكتشف أن الدهر يعطينا فرصا متلاحقة، فانتهزها، فالأمر يحتاج إلى أن نرصدها بدقة،

ربما نلحق بدورة التصحيح فى التوقيت المناسب.

(934)

الطفل‏ ‏ليس‏ ‏سيد‏ ‏الكون،

 ‏ولكنه‏ ‏مشروع‏ ‏لإنسان:

يوجد،

لْينمو،

ثم‏ ‏ينشق،

‏ثم‏ ‏يتعدد،

ثم‏ ‏يتبادلون الأدوار فى الداخل والخارج مع بعضهم البعض،

نحو التوحد إلى الواحد الأحد، دون أن يكونوه أبدا.

(935)

متى ‏يأتى ‏اليوم‏ ‏الذى ‏لا يضطر‏ ‏فيه‏ ‏أولادُنا‏ ‏للتعرض‏ ‏للجنون المرعب‏: ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏غامروا‏ ‏بانتهاز الفرص الجديدة؟

(936)

اسمح‏ ‏لأولادك‏ ‏أن يمارسوا‏ ‏الانشقاق‏ ‏المرحلى حتى ‏يتدربوا‏ ‏على ‏أدوات‏ ‏القتال‏ ‏الضرورية، ومنها أن يحذقوا قواعد المعركة الرائعة، التى لا مفر من دخولها.

(937)

لا تبرر‏ ‏عجزك‏ ‏بأن‏ ‏تتمنى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏ابنك‏ ‏أحسن‏ ‏منك،

 ‏احمل‏ ‏مسئوليتك‏ ‏نحو‏ ‏الحياة.. والناس،

 ‏ليحمل‏ ‏هو‏ ‏مسئوليته‏ ‏نحوك..،

 ‏ونحوه، ونحو‏ ‏الحياة‏ والناس.

(938)

قلبى ‏يتقطع‏ ‏حين‏ ‏أرى ‏طفلا‏ ‏قتله‏ ‏أبواه‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يعلن‏ ‏موتهم‏.‏

(939)

يا‏ ‏ترى ‏يا سيدنا‏ ‏الخضر‏ ‏لـِمَ‏ ‏قـَتـَلتَ‏ ‏الغلام‏‏؟‏

 ‏هل‏ ‏كان‏ ‏سيكفِّر‏ ‏والديه‏ ‏بأن‏ ‏يستغرقا‏ ‏فيه‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏أنفسهم‏ ‏وعن‏ ‏الله؟

بمعنى أنه كان سُيضِلُّهما بأن يتوقفا عنده بدلا من أن يكملوا الطريق معا؟

 أم أنك قتلتَ الطفل بداخلنا الذى إذا انشق وحده ونكص حَرَمَنا من الكدح “إليه” بكل مستويات الوعى لنلاقيه؟

(940)

كما‏ ‏يقتل‏ ‏الآباء‏ ‏الأبناء‏ ‏بالامتلاك‏ ‏وقهر‏ ‏الإحساس‏ ‏لحساب الابتسام المسطـّح.

يثأر منهم‏ ‏الأبناء‏ ‏بقتلهم‏:

‏بالاعتماد، ‏وإثارة‏ ‏الحرص‏

‏وتحريك الطمع‏..،

‏ومضاعفة عدم‏ ‏الأمان‏.

 (941)

إنما‏ ‏يصبح‏ ‏الولد‏ (‏والزوج‏) ‏عدوا‏ ‏لنا.. ‏حين‏ ‏يكون‏ ‏بديلا:‏

‏عن‏ ‏أنفسنا‏

‏وعن‏ ‏الناس…

‏وعن‏ ‏الله..

 فالحذر واجب،

 أما كيف؟

فأنت وشطارتك!

(942)

إذا‏ ‏توقف‏ ‏الأبناء‏ ‏عند محاكمة‏ ‏الوالدين‏ ‏بتهمة‏ ‏قتل‏ ‏مشاعرهم، ‏فسوف‏ ‏يحيل‏ ‏الوالدان‏ ‏تهمة‏ ‏التحريض‏ ‏إلى ‏المجتمع،

 ‏وتطول‏ ‏القضية‏ جيلا بعد جيل حتى ‏يدفع‏ ‏الأحفاد‏ “‏الأتعاب‏” ويخسر الجميع قضية الوجود،

ابدأ‏ ‏بنفسك‏ “‏الآن‏”،

 ‏أو‏ فاستعد للخسارة معهم جميعا

(943)

بدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تلقى ‏اللوم‏ ‏على ‏والديك‏ ‏ومجتمعك‏ ‏بقية‏ ‏عمرك:

أُرفض،

 ‏وابحث‏ ‏عن‏ ‏بديل مما تبقى، وابدأ‏ ‏به‏ ‏الآن،

 ‏ينصلح الحال لهم ولذريتهم

مرورا بك.

(944)

إذا‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏معركتك‏ ‏معه‏ (صاحب‏ ‏السلطة‏ ‏أو‏ ‏صاحب‏ ‏الجلالة‏) ‏قد‏ ‏انتهت‏ ‏بالتصالح‏ ‏الجارى فعلا‏، ‏فاحذر‏ ‏أن‏ ‏يــَلـْبـِسك‏ ‏عفريته‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏اللحظة‏ ‏التى ‏تتصور‏ ‏فيها‏ ‏أنك‏ ‏تخلصتَ‏ ‏منه‏ ‏شخصيا‏

‏من‏ ‏أهم‏ ‏هذه‏ ‏اللحظات‏ ‏الحرجة‏ التى تتيح ذلك:

 ‏لحظة‏ ‏موته..

 أو‏ ‏لحظة‏ ‏إعلان‏ ‏هزيمته‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏من‏ ‏إنهاك‏ً ‏لكما‏ ‏معاً.‏

(945)

أحذر أن تنتهى ثورتك عليه بأن يـَلـْبـِسْك دون أن تدرى:

 ‏إلى ‏حين‏،

أو‏ ‏إلى ‏الأبد‏.

 (946)

ما‏ ‏أقسى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏كل‏ ‏هم‏ ‏الأم‏ ‏أن‏ ‏تـُجـَهـِّزَ‏، لابنتها‏ ‏فستان‏ ‏الفرح‏،

بدلا من‏ ‏أن‏ ‏تجهز‏ ‏لها‏ ‏الفرحة.. ‏بالفرح، وبنفسها، وبالناس …”إليه”.

(947)

أكاد‏ ‏أقرأ ‏على ‏جباه‏ ‏الأولاد‏ ‏تحذيرا‏ ‏كتبه‏ ‏الأهل‏ ‏يقول:

‏ “‏لا‏ ‏يُستعمل‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏الظاهر‏”.‏

 (948)

وأكاد‏ ‏أقرأ ‏على ‏جباه‏ ‏أولاد‏ ‏السادة‏ ‏وبعض‏ ‏الأزواج.. ‏لافته‏ ‏تقول:”‏ملاكى‏”.،

‏وعلى ‏جباه‏ ‏الشغالات،‏ ‏وبعض‏ ‏الزوجات، وعمال البناء:… ‏تقول‏ ‏اللافته‏:  “‏أجرة‏” .‏

(949)

إذا‏ ‏أصر‏ ‏ابنك‏ على ‏الفشل‏ ‏أو‏ ‏الفساد‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏أتحتَ‏ ‏له‏ ‏الفرصة‏ ‏وأبلغتـَه‏ ‏الرسالة‏: ‏فلا تجعله سببا فى إعاقتك ‏

‏     واركب‏ ‏الفـُلكْ: “إليه”.‏

و‏اتركه‏ ‏على ‏الجبل الذى‏ لن يعصمه من الغرق فى عماه

(950)

أبناؤك‏ ‏هم‏ ‏من‏ ‏يكملون‏ ‏طريقك، ‏إن كنت قد اجتهدت حتى عرفت بداية الطريق،

ولا‏ ‏تحسب‏ ‏للدم‏ ‏حسابا.. ‏إلا‏ ‏بقدر‏ ‏مخاوفك.‏               

(951)

لستَ‏ ‏خالقا‏ ‏أو‏ ‏مبدعا‏ ‏بمجرد‏ ‏إنجاب‏ ‏الصّغار،

 ‏فأجدادنا‏ ‏وأولاد‏ ‏عمنا‏ ‏من‏ ‏بنى ‏الحيوان‏ ‏يسبقوننا‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏المضمار.‏

(952)

الحيوان يرعى ذريته بعد الولادة،

وتكتفى الذرية  بذلك لتقوم به بدورها للجيل التالى،

وليس فى علمى ما يشبه “إعادة الولادة” عندهم.

 أما الإنسان فتتاح له فرص تكرار الولادة، حتى يقضى.

                            فيا لثقل الأمانة، ويا للمسئولية.

(953)

لا تقتل‏ ‏الطفل‏ ‏فيك،                                     

‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تستسلم‏ ‏له‏ ‏إلا‏ ‏لتتعرف‏ ‏عليه..

‏ثم‏ ‏لينمُ‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏معك، ‏بك، ‏وبهم‏.

إليه.

(954)

أنت مسئول عن تسليم أمانة ما جمعت،

لمن لم تعدّه، بقدرٍ كافٍ لحملها لأصحابها بعدك.

(955)

لو‏ ‏رأيت‏ ‏أولادك‏ ‏وهم‏ ‏يـُخرجون‏ ‏ألسنتهم‏ ‏إذْ ‏تدعى ‏أنك‏ ‏بسرقتك‏ ‏الآخرين‏ ‏إنما تفعل ذلك من أجلهم، ‏لكففت‏ ‏عن‏ ‏خداع‏ ‏نفسك‏.

(956)

الطفل الذى يشرق من داخلك ليس هو الطفل الذى بررت به جشعك،

لكنه الطفل الذى يكمـُلُ به نموك دون أن تكون طفلا

 (957)

لا‏ ‏تـُحـَمـِّل أطفالك مسئولية أخطائك وأنت تزعم تأمينهم،

طائرك فى عنقك انت وليس فى أعناقهم.

(958)

يبدو‏ ‏أن‏ بعض ‏الأمهات‏ ‏لم‏ ‏ينسين‏ ‏أن‏ ‏أصلهن‏ ‏‏سمكة،

 ألم يئن الأوان أن يكففن عن التهام الصغار.

(959)

حُرم‏ معظم ‏أطفال‏ ‏العصر‏ ‏الحديث‏ ‏من‏ ‏”حنان‏ ‏المَـنـْع”،

‏تحت‏ ‏شعار‏ ‏”حرية‏ ‏الترعرع”، ‏

فكانت‏ ‏النتيجة‏ “‏رخاوة‏ ‏الضياع”.

(960)

كلما‏ ‏سمعت‏ُ ‏حديثا‏ ‏عن‏ ‏رعاية‏ ‏الأطفال،

‏وحماية‏ ‏الأطفال،

 ‏وتربية‏ ‏الأطفال،

‏أشفقت‏ ‏عليهم‏ ‏من‏ ‏عمانا‏.‏ 

(961)

لا تكذب على نفسك

فمن المستحيل‏ ‏أن‏ ‏تعلــِّم‏ ‏الطفل‏ ‏لغة‏ ‏لا‏ ‏تتقنها‏ ‏أنت‏.‏

(962)

إذا‏ ‏أحسنا‏ ‏الصنع‏ ‏فلنتعلم‏ ‏من‏ ‏الطفل‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏نحاول‏ ‏تعليمه‏ ‏دون‏ ‏ادّعاء‏ ‏‏لأستاذية‏ ‏خادعة‏.

(963)

 لو سمحت: ‏تذكر‏ ‏أنك‏ ‏تتعلم‏ ‏من‏ ‏الطبيعة‏ ‏الفجة‏ ‏ومن‏ ‏الحيوان‏ ‏الأبكم‏ ‏أيضا، ومن الطير، فكيف لا تتعلم من طفلك؟

(964)

فى فجر الديانات يحضر الإيمان واعدا،

المفروض أن تدعمه العبادات، بانتظام نابض ضرورى، تدعمه برموز إشارية هادية:         

سلوكا ، وانضباطا، والتزاما

 لكنها بمرور الزمن قد تحل محله حتى تكاد تنفيه:

بتوقيف حركته،

فاحذر،

 ومع ذلك تظل العبادات أداة ضرورية ورائعة، فى جميع الأحوال

تلك هى المسألة الصعبة.

 (965)

طالما أنت تنام، وتصحو، فأنت لست واحدا بعد، الواحد الأحد واحدٌ  أبدا: “لا تأخذه سنة ولا نوم”.

 استحالة ذلك لك هى نعمة من الله حتى لا تـنخدع بوهم توحدك حين تتصور أنك يمكن أن تستغنى عن النبض الدورى وخاصة مع دورات الليل والنهار، وما فيهما من دورات.

(966)

حين‏ ‏يرقص‏ ‏الناس‏ ‏مع ‏نبض‏ ‏الوجود ..،

 ‏و‏يتلاشى ‏الكيان‏ ‏الفرد‏ ‏فى ‏حبات‏ ‏النور..

وتذوب‏ ‏الأنفس‏ ‏اللحن‏ فى ‏الدائرة المفتوحة النهاية:

يحملك حمدك لله إلى أبعد من حدود الكون،

يرضى عنك وترضى عنه.

(967)

إذا‏ ‏اكتمل‏ ‏وجودك‏ ‏فلن‏ ‏تختار‏ ‏إلا‏ ‏طريقك‏، ..

 ‏ وربما تجدنى هناك،

 وسوف تجد أن الـ”هناك” هو “هنا”، وهو الذى جمعنا

 وأنك لستَ إلا أنت

و”أنا”  ‏لست‏ “‏أنا” ‏على ‏وجه‏ ‏التحديد..،

 ‏ثم‏ ‏تكتشف أنك لست أنت أيضا،

 فنتكّون:

 أنت أنت، وأنا أنا، وأنا أنت، وهكذا

 ولا نكون كذلك‏،

إلا “إليه”،

(968)

يمكن أن تطمئن إلى صحيح توجهك لتكتمل:

  • حين تكتشف أنك لم تعد‏ ‏تنزعج‏ ‏لنقص‏ ‏الآخرين‏،
  • وأنك لا‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏المحاولة‏ ‏معهم‏ ‏برغم نقصهم‏،

مهما بـَعـُدت المسافات أو اختلفت المستويات.‏

 (969)

 ‏المهدى ‏المنتظر.. يظل مُنْتَظَراً ‏ما دمت‏ ‏أنتَ‏ ‏فى ‏انتظاره‏،

 ‏إحمل‏ ‏مسئوليتك‏ “‏الآن‏”

‏يخرج‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏ضلوعك من يغنيك عنه‏.

أو لعله هو!! أعنى لعلك هو!

 (970)

‏التصالح‏ ‏والتكامل‏ ‏بين‏ “‏الإنسان‏ ‏الحاسوب‏” ‏و‏”الإنسان ‏الطفل‏ ‏الطائر الجميل‏” ‏ممكن:

فهى الحياة البشرية الرائعة.

 (971)

الحمد على النعمة يحافظ عليها

تـَحـُّمل مسئولية استثمارها لما جـُعـِلـَتْ له: ينميها

 (972)

حين ‏يكون‏ ‏الاستغفار‏ إعلانا لبداية جديدة،

وأنك تعلّمت مما تستغفر من أجله،

تستطيع أن تـُكـْمل حمداً وسعيا وكدحاً.

ولكن تذكر أن  الاقتصار عليه يخدعك ويعطلك

 (973)

انتق‏ ‏التسبيح‏ ‏الذى ‏يعمـِّق‏ ‏وعيك‏، وأنت تشارك كل ما، ومَنْ فى السماوات والأرض تسبيحهم،

 ‏ولا‏ ‏تختبئْ ‏ ‏فى ‏التسبيح‏ ‏الذى ‏ينسيك‏ ‏أصلك‏ وأنت تتصور أنك تذوب فى المطلق وحدك.

 (974)

ما دمت تزعم أن الناس‏ ‏قد‏ ‏ظلموك‏ ‏لأنهم‏ ‏لايعرفونك‏ ‏جميعك‏…،

‏ألم يئن الأوان أن ‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏ظلم‏ ‏نفسك‏ ‏بأن‏ تبدأ فى محاولة أن ‏تعرفـَكَ‏ ‏أنتَ جميعك؟ بالسعى والكدح والإبداع.

(975)

 “الإيمان بالغيب” هو ثروة غير محدودة،

لأن الغموض يمثل المساحة الأكبر مما حولنا، و – من داخلنا -فلمن تتنازل عن حقك فيه.

(976)

حين‏ ‏يكون‏ ‏الغموض‏ ‏واضحا‏ ‏كأحد‏ ‏الحقائق‏ ‏المضيئة‏ ‏فى ‏وجودنا‏، ‏يصبح هذا الغامض الواعد أحق باليقين من الظاهر الخائب، أو على الأقل مكملا له وليس نقيضه.

(977)

التقريب‏ ‏إلى ‏أقرب‏ ‏واحد‏ ‏صحيح‏، ‏يفسد‏ ‏الطبيعة، المتفتحة تجديدا أبدا

(978)

لو‏ ‏قبلت‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ – ‏كل‏ ‏شئ‏ – ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏،

  فأنت‏ ‏إما‏ ‏منافق‏ ‏مائع‏ ‏هارب‏،

‏وإما‏ ‏صبور،‏ ‏يقظ‏، متألم، ‏عالم‏، ‏عارف، فاعل‏.

حاول أن تميز لو سمحت

 (979)

إذا‏ ‏وصلت‏َ ‏إلى ‏درجة‏ ‏المعرفة‏ ‏المتحمِّلة‏ ‏للتناقض‏ ‏ربما فقدت‏ ‏

  • نعمة‏ ‏الانبهار‏، ‏
  • ووهج‏ ‏التحيز‏، ‏
  • ولذة‏ ‏الحماس‏،

ولكنك‏ ‏تكسب:

  • طزاجة البحث،
  • وفرحة الكشف،
  • وزخم المثابرة
  • ووهج الكدح.

(980)

تحمل التناقض لا يقبل الحلول الوسط، ولا يرادف قبول الصراع، ولا يحتمل تأجيل المواجهة

وجّه طاقته إلى ما يعد به من جديد، وتجديد، وتشكيل، وإبداع.

(981)

قمة‏ ‏الرضا‏ ‏أن‏ ‏يختفى ‏الأمل‏ الظاهر ‏مع‏ ‏استمرار وضوح سهم التوجّه‏ اليقين إلى ‏الهدف الأول الآخر: بلا توقف ولا وصول

 (982)

حين‏ ‏تعلم‏ ‏قصور‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏يديك،

 ومع ذلك‏ ‏تواصلُ ‏النهلَ‏ ‏منه،

‏            ‏بخشوع‏ ‏العابد..، ‏وشبق‏ ‏العاشق‏،

سوف تكتشف أنك أكثر ثراء من كل ما تصورت

(983)

ما يسمونه التصوف هو منهج معرفة ليس له اسم،

حتى أنه أحيانا إذا نُعت بالتصوف،

                         لم يَعـُدْ كذلك.

(984)

على الطريق‏ ‏إليه‏ ‏يكون‏ ‏الحس‏ ‏الفعل‏ ‏الصادق‏ –  ‏للآخرين‏ ‏ومع‏ ‏الآخرين‏:

 ‏حقاًّ أكثر منه واجبا،

وأخذاً أكثر منه عطاءا!.

(985)

قرب ‏النهاية بلا نهاية‏: ‏سوف‏ ‏لا تخاف‏ ‏الدخول‏ إليه  ‏بلا‏ ‏استئذان،‏

 ‏وسوف‏ ‏لا‏ ‏تخاف‏ ‏الخروج‏ من عنده ‏وحيدا‏ ‏لأنه معك أبدًا،

هذا حقك

وتلك فرحتك.‏

(986)

الشك‏ ‏أول‏ ‏مراحل‏ ‏اليقين، وهو من أقوى الدوافع إليه

‏ ‏لكنه‏ ‏قد يصبح نارا ‏تأكل‏ ‏الإيمان‏ ‏لو استمر حتى حال بينك وبين أن تكمل الطريق.‏

(987)

معرفة‏ ‏اللغة‏ ‏الواحدة‏ ‏وراء‏ ‏كل‏ ‏اللغات،

 تفتح لك الطريق لتعرف الإيمان الذى تصل إليه من خلال  أى لغة من اللغات.

(988)

أنت لم‏ ‏ترنى أنا، لأنك نظرت إلى شخصى بدونه، ‏فأنت‏ ‏لاتعرفنى،

‏            فمَنْ‏ ‏يصاحب‏ ‏مَنْ‏؟

 (989)

إذا‏ ‏كنت‏ ‏لم‏ ‏تَر مِنِّى ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏ظَهَرَ‏ ‏لك‏ ‏منى،

‏فقد‏ ‏خدعتـُكَ،‏ فانخدَعـْتَ فخدَعتُ نفسى، ‏

ولا‏ ‏جدوى – غالبا – ‏من‏ ‏محاولاتك إلا أن تكون أكثر قدرة على الكشف، والقـُرب: منى،

ولن ينمو ما بيننا إلا تحت مظلته.

(990)

يبدو‏ ‏أن‏ ‏الحل‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏يستمر‏ ‏كل‏ “‏من‏ ‏هو‏ ‏فى ‏حاله”‏،  ‏مع‏ ‏الاحتفاظ‏ ‏بالأمل‏ ‏فى ‏أن‏ ‏تشملنا،  فتجمعنا:

 ‏دائرة وعىٍ‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏دائرة‏ ‏وعى ‏كلينا‏، ‏كل‏ ‏على ‏حدة‏،  

 ‏فلنؤجل‏ ‏أحكام‏ ‏بعضنا‏ ‏على ‏بعض‏، ‏حتى ‏لا‏ ‏نرتطم‏ ‏بلا‏ ‏مناسبة‏، ‏

 و‏لتستمر‏ ‏المحاولة‏ ‏بلا‏ ‏همود‏.‏ “فنحن معا جدا”.

“إليه”.

991)

إذا‏ ‏مارست حقك فى أن ‏ ‏تنتقى ‏من‏ ‏مختلف‏ المذاهب‏ ‏والملل‏ ‏وطرق‏ ‏البحث‏ ‏والأفكار‏ ‏والنحل‏، ‏فقد‏ ‏ورّطت‏ ‏نفسك‏ ‏على طريق‏ ‏جديد‏: هو‏ ‏الناتج‏ ‏المؤلـَّف‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏انتقيت‏، ‏‏فهل‏ ‏أنت‏ ‏أهل‏ ‏لذلك‏ ‏الآن‏‏؟؟؟

‏ ‏وإلا فهى‏ ‏عملية ‏انتقاء ‏استسهالى‏‏ ‏مع‏ ‏مراعاة‏ ‏خفض‏ ‏الصوت؟‏

عليك أن تنسى ما عرفت، فينصهر بداخلك ما يتفجر منك إليه دون قص ولصق،

(992)

إن‏ ‏الطاقة‏ ‏التى ‏تتولد‏ ‏من‏ ‏فرحة‏ ‏الأطفال‏، ورضا الأمهات العجائز، ‏لقادرة‏ ‏على ‏أن‏ ‏تبعث‏ ‏الحياة‏ ‏فى ‏هيكل‏ ‏العقل‏ ‏الآلى حتى لو صدأ،‏

وهى هى الطاقة التى تهديك إليه.

(993)

لا تشكُ‏ ‏من‏ ‏أزمة‏ ‏الطاقة الحيوية الإحيائية ولا تكف عن البحث عن آبار تفجـُّـرها،

 كل ما عليك هو ‏‏ ‏أن‏ ‏تحسن‏ ‏توصيل‏ ‏الأسلاك.‏ “إليه”.

(994)

إذا‏ ‏عرفت‏ ‏طريق‏ ‏العودة‏ ‏وأنت‏ ‏تتلاشى ‏فى ‏الكون..

 ‏وعرفت‏ ‏طريق‏ ‏الكون‏ ‏وأنت‏ ‏تمارس‏ ‏ذاتك‏ ‏الإنسانية‏‏،

 ‏ولم‏ ‏تَخَفْ‏ ‏فى ‏كل‏ ‏حال‏، ‏فقد‏ ‏”عرفت الكل”: ‏

“السعى” “بينهما”، هو‏ ‏القانون‏ ‏الجوهر‏‏؟!

 (995)

حين تعرف معلومة جديدة حقيقية، سوف يتسع وعيك بقدر مساحتها، ويمتلئ وجودك بقدر جوهرها،

وهى إشارة إليه دون تحديد،

فما أغبى الفقراء وأسخف التسوّل.

(996)

أنت لا تستطيع أن تنسى أى شئ أو حدث أو شخص مادام قد مرَّ على أىً من حواسك الظاهرة أو الخفية، ولو لبعض ثانية،

 قد يبتعد عن بؤرة وعيك،

لكنه يظل فى  المتناول حتى بدون طلبك

وهو لا ينتظر إذنا منك، مع أنه يساهم فى تكوينك طول الوقت.

(997)

لا تنتظر البداية بعد كل نهاية،

 فهى آتية آتية لا ريب فيها.

مادمت متوجها إليه.

 (998)

حين تمتلئ بك وبهم منك إليك، سوف تعرف الطريق إليه.

(999)

لحظات برق المعرفة فى مستويات وعيك تتجادل فى لحن واحد

 – وإن تعددت أدواته – أنغام تكفى لهدايتك إلى ما تكون به بشرا “إليه”.

(1000)

أقرب الناس إليك هم أقربهم “إليه”،

 لو كنتَ أنت من أقرب الناس “إليه”.

(1001)

إجمع نفسك “إليه”.

 تجتمع بك، وبهم،

معه: عنده.

المحتوى

الموضوع

الصفحة

اهداء الطبعة الثانية

3

استهلال

7

مقدمة الطبعة الأولى

9

تصدير الطبعة الأولى

11

رجاء وتوصية

13

الفصل الأول:

(من 7 إلى 75)

عن العادى، والوسائل، والقدرة، والنجاح

17

الفصل الثانى:

(من 76 إلى 210)

عن الزيف، والكلام ، والاغتراب، والشعر، والفن

37

الفصل الثالث:

(من 211 إلى 398)

مع الناس، والزمن، والحب، والآخر

77

الفصل الرابع:

(من 399 إلى 542)

المزيد عن الحرية والجنون

135

الفصل الخامس:

(من 543 إلى 718)

عن: العدل والأخلاق وحمل الأمانة والبصيرة والموت والاحساس

179

الفصل السادس:

(من  719إلى 1001)

التطور والكدح والمعرفة والايقاعحيوى

233

 

 

1- كتب الأصل سنة 1976 بما فى ذلك المقدمة التى رحت أفسر فيها لماذا ألجأ إلى هذا التحايل بكل أسلوب وتشكيل يمكن أن يوصـّل رؤيتى إلى أصحابها، وقد طالت المقدمة لهذا السبب، وبعد مضى نحو أربعين عاما، وجدت أنه لا معنى لإعادة مبرراتى بكل هذه الإطالة فاكتفيت باقتطاف ما يناسب مرور الزمن والتحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *