يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
21-12-2009
السنة الثالثة
العدد: 843
يوم إبداعى الشخصى:
حكمة المجانين: تحديث 2009
عن الحرية.. (7 من 10)
[179-188] الطبعة الأولى
من حكمة المجانين 1974-1979
(تحديث ديسمبر 2009)
(179)
أن تغير رأيك بعد قليل، أو بعد كثير، هو فخر تحررك من أوهام ذاتك،
لكن إياك أن تستسهلها وإلا فلن ترسو على بر أبدا .
لا بد أن ترسو على بر، وأن تثبت أقدامك حيث أنت، حتى تتمكن من أن تنطلق إلى بر آخر، مع مخاطرة عبور الأنهار بشلالاتها وجنادلها، طول الوقت.
(180)
إذا كان الطبيعى فى قديم الزمان أن يثور العبيد على السادة، فالمتوقع فى هذه الأيام أن يثور السادة على العبيد، لو أن ذكاء العصر كشف لهم باهظ الثمن الذى يدفعونه فى مقابل استعباد الآخرين .
(181)
دوار الحرية يبدأ حين تتوقف أنت عن الدوران مع دورات النبض الحر،
خذ فرصتك حتى لو خيل إليك أن الأرض والناس تدور فى عكس الإتجاه
(هل نسيت لعبتنا صغارا: دوخينى يا لمونة ؟؟ وأنك لا تشعر بالدوران طالما أنت تدور معه، ثم تدوخ وتلف الدنيا حولك حين تتوقف عن اللّف ).
(182)
يا جماهير النمل والنحل والجراد .. هنيئا لكم بالمسيرة الجماعية ..
وأسفى عليكم من الحرمان من الوعى الفردى …
الحرية .
(183)
الحرية هى آخر نبضة فى خلية استمرار حياتك،
فاطمئن أن أحدا لا يستطيع أن يسلبها منك، إلا بعد أن تسكت هذه النبضة الأخيرة،
وليبحث جنابه عن غنيمته بين ذرات التراب .
(184)
كل قاهرٍ يستطيع أن يكتسب أرضا جديدة فى ترويض الآخر،
ولكنه أبدا لا يستطيع أن يفرض على الآخر أى اختيار دون رضى داخل داخله (داخل الآخر)، حتى ولو صيّر أهل الأرض جميعا عبيدا له.
(7/1 حديث)
دعونا لا نتكلم عن الحرية، ولكن عن قدرتك أن تنسلخ منك إليك بهمً.
هل تستطيع؟
(7/2)
الحركة هى مفتاح الحرية شرط ألا تكون دائرية مغلقة
(7/3)
النملة حرة أن تبقى نملة، فتحافظ على نوعها،
هل أنت قادر على مثل ذلك؟
وهل أنت تريد ذلك؟
(7/4)
الحرية هى أن تضيق المسافة وتتسع، بقدر ما تتيح لك أن تقترب وتبتعد، مختاراً أو مسيـّرا.
بل مختارا حتى لو لم تختر !!!