“نشرة” الإنسان والتطور
14 -12-2009
السنة الثالثة
العدد: 836
يوم إبداعى الشخصى:
حكمة المجانين: تحديث 2009
عن الحرية.. (6 من 10)
[169-178] الطبعة الأولى
من حكمة المجانين 1974-1979
(169)
تذكرة بالتراب الرطب وهو يحتضنُ كفنى، تفك أسرى طليقا أتنقل حرا بين أزهار حياة تتفتح حولى طول الوقت.
(170)
إذا اطمأننت إلى غاية أبعادى الداخلية نلت حريتى الحقيقية، وساعتها:
لن أخاف بشرا !! ولن يحدنى سجنٌ !! ولن تقهرنى سلطة !!
يا لخيبتك يا من تهدِّدنُى ،
لم يعد فى مقدورك أن تنال منى .
(171)
فكرة التناسخ تعطى للخلود معان أعمق: أكثر تنوعا، وأقدر تجددا،
ولكنها تحرم المؤمن بها من التمتع بفضيلة اكتساب الحرية بالموت …..
يا ترى هل تختلف النهايات البدايات، فتختلف الحريات وهى تولد غير ماهِىَ؟
لو صح ذلك فهو الأحسن !!
(172)
إشكالة الحرية، وضرورتها تأتى من:
إستحالة التنبؤ بالرأى الأصح الأوحد
واستحالة انتظار اختبار الزمن لمختلف الآراء
واستحالة المغامرة بالتسليم للرأى الأقوى
واستحالة التهوين من الرأى الأنجح
واستحالة إلغاء الرأى الأضعف
يا للصداع البشرى الحر المزمن.
(173)
قانون البقاء بلغة الحرية يقول : “البقاء للأرجح”
أما قانون الفناء بلغة الرأى الواحد فيقول : “الفناء للألمع”،!
(174)
الذين يؤمنون بالحرية لا يستبعدون أن ثمَّ رأيا واحدا هو الأصح،
فقط هم لا يعرفونه، ويعرفون أنهم لن يعرفوه
الحرية هى أن تسير فى اتجاهه متنقلا بين سائر الآراء دون أن تغيّر سهم البوصلة
(175)
لا اختلاف على أن الرأى الصحيح هو الرأى الصحيح،
ولكن الاختلاف حول ما إذا كان هو رأيى أم رأيك، وكذا حول كيفية الوصول إليه
أن تكون حرا هو أن تـُواصل، وأن أواصل، ونحن نتواصل، فيتولد لكل منا رأى صحيح جديد ، لا يتعارض مع الرأى الصحيح الصحيح فى الأفق البعيد، بلا تحديد.
(176)
كن ”عاقلا”، ”حرا”، ”متزنا”: بأن تفكّر بطريقتى !!!
(177)
إذا كانت الحرية المطلقة خدعة وطُعما للأغبياء،
فإن الحرية المشروطة هى حكر لمن يضع الشروط،
سوف أقبل شروطك مناورةً حتى أتمكن من وضع شروطى أذكى وأخفى.
ما رأيك؟!
هلاّ تنازت عن شروطك، لأتنازل أنا أيضا عن شروطى، تتفتح لنا معا طرقا أشرف؟
(178)
حين تُخالفنى جدا وأنت تحاول وأنا أحاول، فسوف تثرينى حتى لوتصورتُ أنا أننى انتصرت عليك، أو تصورتَ أنت مثل ذلك
إن ما يتبقى من حيوية خلافنا هو وقود حركية حرية كل منا.