الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار/ بريد الجمعة

حـوار/ بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

6-6-2008

العدد: 280

حـوار/ بريد الجمعة

مقدمة:

تدريجيا والحمد لله – أو للأسف – تزداد جرعة الطب النفسى والتحاور المهنى، وإن كانت لا تبتعد أبدا عن احتمال كونها طريق إلى المعرفة عامة بالمعنى الذى التقطه الصديق جمال التركى “نقد النص البشرى” عامة.

يحتل باب “استشارات مهنية” فى الحوارات (وهو غير باب “الإشراف عن بعد” وأيضا غير باب “حالات وأحوال”) مساحة أكبر فأكبر.

هيا نأمل فى قدر من التوازن، حسب ما يردنا من آراء، فهى التى ستحدد التناسب الممكن، أو المطلوب.

ولكن دعونا نبدأ بما ليس كذلك أولاً:

د. جمال التركى

     أتواصل معك من جديد لأحيطك بما تم التوصل إليه فيما يخص انعقاد مؤتمر اتحاد الأطباء النفسانيين العرب، استقر الرأي أن يعقد مؤتمرين  لـ الـ “”PanArab  لا يفصل الواحد عن الأخر سوى شهرين، حيث يعقد المؤتمر العاشر بمصر ( جوان 2008 ) والمؤتمر الحادى عشر بسوريا (أوت 2008) سأشارك إن شاء الله فى “مؤتمر دمشق” بورشة عمل تحت عنوان: ” نحو تواصل وتأصيل عربي للعلوم النفسية العربية” أعرض فيه ما حققته “الشبكة العربية للعلوم النفسية” بعد خمس سنوات من انطلاقتها وإنه ليشرفني دعوتك مشاركتي هذه الورشة بعرض قراءتك  لتجربة “يوميات الإنسان والتطور” على الويب والديناميكية التي أدخلتها بين أهل الاختصاص، إن سمحت ظروفك وأجندتك.

د. يحيى:

شكرا ياجمال، مرة ليست أخيرة أبداً، على كل شئ: على صدقك وتضحيتك وعواطفك وانشغالك بما يهمنا معا وأكثر. ثم أرجو ان تقبل اعتذارى عن عدم الاستجابة لدعوتك الكريمة بالنسبة للمشاركة فى مؤتمر دمشق، وألا تتصور أن فى ذلك عزوف أو انسحاب، هذا وسوف ألقى محاضرة افتتاحية  فى مؤتمر القاهرة أعتقد أنها أقل فائدة من أية نشرة كتبتها فى يوميات الإنسان والتطور المتواضعة، من يريد ان يعرف رأيى أو بعض رأيى العلمى ليس عليه إلا أن يفتح بريده –إن كان عندى- أو يفتح الموقع، ويسمح لنفسه أن يمر ببعض ما أقول يوميا، وليس مرة كل بضع سنوات، فضلا عن فتح فرصة النقاش المستمر طول الوقت، طول العام، يوميا ما أمكن ذلك،

مازلت يا جمال، رغم كل ذلك أكرر أننى مع عقد المؤتمرات تماما، لأننى احترم دورها الاجتماعى والإنسانى جدا، ثم انى احترم بوجه خاص جهدك وأقدره تماما، وأشعر أحيانا – لاسيما مؤخرا- أنك تقوم به بالأصالة عن نفسك والنيابة عنى (وعن أمثالى)  وبالتالى ليس عندى أية اعتراضات على حضور هذا المؤتمر أو ذاك، لكن اعذرنى يا جمال

كل وقت وله آذان

“أليس كذلك”؟

أنا أحبك

ربنا يخليك وينفع بك يا شيخ،

والآن هات ما عندك عن البريد وغيره.

د. جمال التركى

…. تساءلت عن هذا الذي” حدث مما لا يعرفه أحد إلا أربعة “… خفت منه عليك/ علينا/عليهم… تساءلت إن كان معرفة هذا الذي “حدث” يبدد خوفي أم يرفعه… قد يكون هذا وقد يكون ذاك…ّ احترمت فيك أنك أعلمتنا و لم تعلمنا، وأن يبقى  كلّ على ما وصله… أليس من صميم ديننا ألا نسأل عن أشياء… أليس ذلك رحمة بالعباد… ومهما كان هذا الذي “حدث” فدعواتي/دعواتنا/دعواتهم/ لك هي من قبل الذي “حدث”  ومن بعد الذي “حدث”…دعواتنا لمن نحب حق علينا، إنْ هم تغيروا أو لم يتغيروا، دمت /لنفسك/لهم/لها/لنا/للإنسان ودام عزك و عطاؤك.

د. يحيى:

… هذا من أحسن مافعلتَ يا جمال، وكنت أتوقعه منك مقارنة بمن كانوا سيسألونى عن ما لا أملك له جوابا شافيا، وكنت سأهرب من الإجابة كما أفعل معك الآن، علاقتى مع “القدر” علاقة خاصة جدا، لا تقل عن علاقتى مع الغيب

القدر يجدد لك التعاقد بين الحين والحين لتستمر، فأشعر أن الله سبحانه يرسل إلىّ رسائل من خلاله تقول: مادام الله قدر لك ان تعيش حتى هذا العمر، وأنه مازالت لك الفرصة أن تحمل أمانة الاختيار والفعل، فخذ هذا الوقت الإضافى وأرِنا ماذا تفعل!

أما علاقتى مع الغيب فهى تقول لى: أنه مهما وصلت إلى رؤى ومفاهيم ونظريات فمازال فى الغيب ما ينتظرك حتى تؤكده أو تعدله أو أى شئ

هذا ما كان من أمر ما حدث وماترتب عليه من قرارات خاصة وعامة،

 وادع لى يا رجل أكثر، فأنا أحتاج دعوات كل الصادقين.

د. جمال التركى

المقتطف (من بريد الجمعة)

” هل تقبل يا جمال أن “أشتريك “كبيرى”، تُلْزِمُنِى كما يقول المثل عندنا: “اللى مالوش كبير يشترى له كبير” بهذا وذاك جميعا؟!!”

     هل يحتاج “كبيرنا” إلى “كبير” و أنت “كبيرنا”، فما حاجتك إلى كبير … إنما يحصل الشرف لي لو قبلتني خادما في رحاب علمك أنهل منه ما يفتح به بصيرتي و ينير عقلي و يعمّق وعيي،  علّني أهتدي إلى قراءة النص المنظور (النص البشري/النص الكوني) والنص  اللامنظور ( نص الغيب / نص الشهادة )، علّه يصلني قبس من نور علمك أو بعض مما فتح الله به عليك…أنت “كبيرنا”الحق، في زمن الزيف،  زمن “الكبير المضروب” و ما أكثرهم حولنا.

د. يحيى:

حاسبْ علىّ يا جمال الله يخليك،

 أن يكون لك كبير تختاره هو مفتاح الحرية الحقيقية ، الكبير هو الكبير، وهو ليس ولى الأمر القاهر، الكبير هو الذى يشعرنى بذاتى الحقيقية وهو بجوارى، هو الذى لا يتركنى لذاتى الوهمية المغرورة المهتزة المتنافسة فى سعار “تحقيق الذات” ذلك المفهوم الذى استوردناه من الغرب مع أنه لم يعد له نفس القيمة حتى عندهم – أو عند بعضهم على الأقل – لقد استبدلوه يا جمال (لا،.. أعنى بعضهم أو أغلبهم) وحل محله مفهوم “امتداد الذات” المتواصل (ومع ذلك فنحن مازلنا نقدس المفهوم الأول)، هذا الوهم القديم (تحقيق الذات) لا يدل إلا على النقص والاهتزاز وليس على الكدح، والسعى وهو هو ما يكمن وراء هذا الصراع حول المؤتمرات وغير المؤتمرات.

أ. محمد حسن منصور

…. أنا سنى 28 سنة متزوج والحمد لله  رزقنى الله ببراء (ولد) متخرج فى كلية اللغات والترجمة قسم اللغة الالمانيةعام 2002(من عند حبايبك هيجل وفرويد والجماعة دول) وانا الآن بصدد مناقشة رسالتى للماجستير عن المصطلحات الاسلامية فى المعاجم الالمانية.

د. يحيى:

انتزعت هذا الجزء من رسالتك يا محمد لأعرفك وأعرف الأصدقاء بك، ولأنه وما يليه وصلنى فى وقت مناسب جدا، إذ وجدت أنه يتعلق – بشكل غير مباشر- بموضوع عام لى رأى فيه، وموضوع خاص بى شخصيا لى تعليق عليه،

 أما الجزء الأول من رسالتك وهو الخاص باستشارتك الشخصية فسوف أرد عليك ردّا مباشرا على بريدك الإلكترونى لأننى تعهدت بذلك – ما أمكننى – بالنسبة للاستشارت التى تخرج عن مجال الاستشارات المهنية بين الزملاء، وعن الحوارات المعرفية حول القضايا المطروحة.

وبعد

لقد فرحت أن هناك تخصص فى كلية اللغات والترجمة بهذا الشكل، ثم إنى فرحت أنك عرفتَ بنفسك من خلال حدسك النقىّ بعلاقتى بكل من “هيجل، وفرويد” والجماعة دول، فهم “حبايبى” حقيقة وأنا أعترف لك بهذا الحب لدرجة الضعف.

أما عن “فرويد” فيمكن أن ترجع إلى بعض موقفى منه فى نشرة “29-4-2008” نحن وفرويد الآن “علم وشائعات”   أما “هيجل” فقد أحببته أولا من خلال حب محمد ابنى له، ثم من خلال أ.د. زكريا ابراهيم، قدس الله روحه، ثم من خلال صعوبته البالغة التى أعادتنى إليه مرارا، ولعلك لا تعلم حبى لألمان آخرين كانوا أقرب إلىّ مما تتصور، مثل حبى لكل من “كارل ياسبرز” صاحب كتاب الإمراضية العامة فى المرض النفسىGeneral Psychopathology الذى ألفه سنة 1923 وظل هو المرجع الأساسى فى الإمراضية الوصفية ولم يترجم للإنجليزية إلا سنة 1962،

وربما كان دافعا خفيًّا لكتابة كتابى الأم “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” وحين كنت فى فرنسا 1968 – 1969 كان البروفسور بيير بيشو يتغنى به، ويزمع ترجمته للمرة الثانية إلى الفرنسية لأن الترجمة الأولى لم تعجبه، ناهيك عن علاقة هنرى إى Henrey Ey مرجعى الفحل فى طب النفس وعلم نفس الشعور وعلاقته بالألمانية، وبالذات بالفلسفة الألمانية، ثم خذ عندك بنزفاجنر Bins Vagner وريادته للتحليل النفسى الوجودى.

 أما عن موضوع الماجستير  الخاص بك فهو موضوع رائع وهو الذى جرجرنى إلى كل هذا الاستطراد، ولكننى أحذرك من أن يكون مدخلا إلى تصور أسبقية أو تفضيل حضارة على أخرى كما يستسهلُ المؤلفةُ قلوبهم وكأنهم يدعمون بذلك الإسلام، وهم ينسون تداخل الحضارات وخدمة بعضها البعض طول التاريخ بديلا عن مزاعم الصراع والمحو الذين شاعا مؤخرا.

كنت دائما يا محمد أتمنى أن أقرأ فرويد بالألمانية حتى لا أظلمه، وكم رفضت ترجمة الـ ID (من الانجليزية وربما من الألمانية) إلى “الهى” أو “الهو” … الخ، كذلك كان الحال معى وأنا أحاول أن أتعرف على المدخل الوجودى للطب النفسى من خلال بنز فاجنر، بصراحة نحن نظلم هؤلاء الناس ونحن نقرأهم ثم نقتطفهم من ترجمة من اللغة الثانية أو الثالثة ثم نحكم عليهم.

هناك كلمات بالألمانية دخلت الطب النفسى كما هى للعجز عن العثور على ترجمة دقيقة لها.

هذا يحدث أيضا بالنسبة للترجمة من لغات أخرى،

 تصور يا محمد أننى أقرأ الآن كتابا بعنوان  Erotics وبداخله يستعمل المؤلف جورج باتاى كلمة  Eroticism  بالتبادل (كأنهما مترادفان) هذا الكتاب كتبه مؤلفه سنة 1957 بالفرنسية وترجم لأول مرة إلى الانجليزية سنة 1962، وأنا أقرأه الآن سنة 2008 ولا أجد لمجرد عنوانه كلمة بالعربية تصلح للترجمة، كشفت على الكلمتين Eroticis & Erotics ووجدت ألفاظا شديدة البعد عن المعنى المراد، بل إننى كشفت عن الكلمتين بالانجليزية (انجليزى – انجليزى) ولم أعثر على ضالتى، ولم أرجع للفرنسية بعد.

 الرجل (المؤلف) يعنى بالكلمة تحديدا “الوعى بالجنس كخبرة داخلية” Inner Sexual Experience  بمناسبة اكتساب الإنسان للوعى، وهو بهذا يميزها عن الجنس الحيوانى  Animal sex  الذى يمارسه أغلبنا دون أن يعرف مستواه ، فهل هناك كلمة بالعربية تقابل هذا العنوان وهذه الظاهرة؟ (لا أخفى عليك أنا لم أقرأ حتى الآن إلا ستين صفحة من الكتاب) حتى الآن لم أعثر على الكلمة المناسبة، وربما حين أنتهى من قراءته قد أجدها، أو لعلك تساعدنى.

أ. محمد حسن منصور

لم اجد عملا فى مجال التخصص حتى الان(أتكسب فى الوقت الحالى من الدروس الخصوصية) هناك شىء آخر أود ان اقوله “أنا بحبك فى الله” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. يحيى:

أشكرك، وأصدقك، وأرى من الأمانة أن أبلغك أن هذا التعبير “الحب فى الله” عادة ما يهزنى هزا، خصوصا إذا أضيف إليه تعبير “اجتمعا عليه” و”افترقا عليه” ما يصلنى منه ليس له أبدا علاقة بالتفسيرات التقليدية خصوصاً “افترقا عليه” هذا الاستلهام الذى أفهمنى هذا التعبير حضرنى أثناء ممارستى العلاج الجمعى “يومية 26-11-2007”.

لكن دعنا نمارس تفسيرا عمليا من واقع وصول خطابك هذا فى وقت مناسب له: إن شئت يا محمد أن تعمل معنا، ولو مؤقتا، فى المجال الذى ألمحتُ إليه فى إجابتى حالا فأهلا بك، وهو مجال يتعلق بحبك هذا لى، كما تقول، واستلهامى السالف الذكر، من هذا التعبير.

 وهو ليس مجال ترجمة تحديدا، لكنه مجال توثيق وتفريغ لمئات الحالات والجلسات العلاجية التى قمت بها فى العشر سنوات الأخيرة ثم احتمال وضع ترجمة تحتها باللغات الثلاث فى نسخ ثلاث الانجليزية والفرنسية والألمانية فى مرحلة لاحقة

 أرجو الإتصال بى إن كان لديك وقت،

 وشكرا فى جميع الأحوال.

***

نشرة ليست للقراءة: 

د. أسامة عرفة:

ملاحظتان لم أستطع تأجيلهما ولا أدرى هل هما أيضا ليسوا للقراءة ؟؟

1- إن أنقى حالات العواطف خبرتها لدى الفصامى النشط وليس الفاتر المستتب وليس لدى الشخص العادى!!! وأقصد بأنقى العاطفة منفصلة عن الفكر ومتحررة من الدفاعات لدرجة كنت لا أرى العاطفة بل أرى المصدر بمعنى لا ارى مثلا عاطفة الكراهية بل أرى الكراهية نفسها.. ولا أرى إن جاز التعبير (عاطفة الألم) بل أرى الألم نفسه و هكذا ….

د. يحيى:

….  ماذا تعنى يا أسامة؟ الناس لا تقرأ إلا ما هو ليس مطروحا للقراءة، ألا تعرف ذلك؟

بعض ما كنت أنوى الرجوع إليه، لعل ذلك يكون مدخلنا إلى إعادة اكتشاف العواطف بما هى بدءًا بالنظر الأمين فى هذا التعرى الذى يواجهنا به الفصامى ونحن نتهمه بالتبلد، والابتسام الفاتر بلا معنى… إلخ،

 لعلك قرأت دعوتى حالا للابن محمد حسن منصور للألتحاق بنا لتأسيس مؤسسة ترصد مثل هذه الحالات لعلها تفيدنا للاستشهاد العملى (الاكلينيكى) لما نقدمه من تنظير، ولعلك تتابعنا حين نعود لمناقشة الكراهية من واقع جلسة اليوم (الأربعاء) فى العلاج الجمعى 4/6/2008 مع ثلاثة فصاميين، مما سيأتى بعض التلميح إليه فى بريد اليوم.

ثم لعلك تتذكر كيف كان مدخلنا إلى هذه القضية فى هذه النشرة من باب الفصام أيضا.

ربنا يسهل ونستطيع أن نربط الأمور بعضها ببعض.

د. أسامة عرفة:

أليس الايقاع الحيوى هو أيضا جدلية بالطول عبر الزمن وكأنه هو هو جدلية الزمن ؟؟

د. يحيى:

نعم نعم، هو ذاك  -تقريبا- ماذا جرى يا أسامة؟ هل وصلك كل شئ بحدسك مرة واحدة، هل انت تسبق الأحداث أم تصل ما انقطع حين عرضنا نشرة حالة  فصام؟ (يومية 4-11-2007 حالات وأحوال “عن الفصام”)

أ. أنس زاهد:

دعنى أعترف فى البداية أننى بحاجة إلى إعادة قراءة المقال مرة أخرى (نشرة ليست للقراءة). لكنى وجدت أن قراءتى للمقال قد تتسبب فى إعاقة ما ترسخ فى وجدانى من انطباعات، كان لها وقعا مستفزا فى نفسى. الكلمة الأكثر إيلاما هى كلمة (التناغم). أما العبارة التى أشعرتنى بالغيظ فهى تلك التى تصف الإيمان بالنشاط الحيوى أو (لا أدرى شيء من هذا القبيل) . المقال جعلنى أشعر بالكره كفضيلة،

 بالعودة إلى لعبة الكُرْه. أزعجنى جدا جدا رغبة الدكتور يحيى فى التطور ، وتصويره للبدائية على أنها نقيصة. ربما أكون قد أخطأت ، لكن هذا ما وصلنى. أعجبنى بصراحة شديدة أن أقرأ لغة علمية حركت مشاعرى بصورة سلبية أحيانا وبصورة إيجابية أحيانا أخرى . شعرت بالفخر ولن أعيد المصطلح الذى استخدمته لأنه بالتأكيد يحتوى على دلالات ما،

 عند حديث الدكتور عن الغريزة . لم يخطر ببالى عندها سوى الجنس ، لكنى أحسست أن تداخل الوعى أثناء النشاط الجنسى يؤثر عليه بصورة سيئة للغاية. لا أقصد هنا التأمل ، أقصد الوعى  شكرا لسعة صدركم.

د. يحيى:

يا أنس، أهلا بك، فرحت حين أرسلت لى تعليقك على الكراهية وأنا مازلت أذكر كتابك عن زرادشت ونيتشه وهو من أهم ما قرأت فى العام الماضى وأنوى تقديمه فى ندوة عندنا،

 أما ما وصلك من المقال هكذا فهو رائع كله: استفزازك، وكراهيتك  وانزعاجكِ، وفخرك ورفضك وقبولك وتعجبك ونقدك… إلخ. وأما عن بقية ما طرحت من قضايا فلعلك تتواصل معنا حين نعود إلى مناقشة مداخلات الكراهية، وبالذات المنهج الذى نعريها به،

وأخيرا وليس آخراً أدعوك أن تفكر فى أن الأمر يحتاج إلى مدخل آخر، وأبجدية أخرى حتى نتفاهم أو نتخاصم حول الباقى شكرا

أرجو أن تقرا ردى على محمد حسن منصور بشان كتاب Erotics وفيه إشارة إلى “الجنس” عند البشر، والخبرة الداخلية به، وعلاقة ذلك بالوعى، ولنا عودة.

****

استشارات مهنية:

(ملحوظة: ننصح الضيف الذى لم يقرأ الاستشارة يوم صدورها “يومية 11-5-2008”  أن يقرأها حتى يستطيع متابعة الحوار)

أ. هالة حمدى البسيونى            

استخدام د. مشيرة أنيس تعبير “مع بعض” أدخلت على شعور طيب، وربما هو نفس الشعور الذى قد يصل إلى المريضة إنها ليست لوحدها وأنما هناك من يقف بجانبها ويساعدها فى التغلب أو التقليل من القلق.

د. يحيى:

هذا هو معنى “المواكبة” غالبا هل تذكرين الاشارة إلى علاج م.م.م. المواجهة، المواكبة المسئولية “يومية 26-2-2007″؟

د. مروان الجندى

إذن: علاقتى بما يشكو منه المريض على مستوى شخصى لها دور كبير فى العملية العلاجية.

د. يحيى:

لم أفهم حكاية “على مستوى شخصى” لعلك لا تعنى بما هو شخصى ذلك المعنى الذى يشير إلى “الخصوصية غير المهنية”،

فهمت كلمة “شخصى” هنا بمعنى إنسانى مهنى لأنه المستوى الأعمق والأصدق فى العلاقة العلاجية: هى علاقة كل إنسان بكل إنسان، معا، وفى حالتنا: الطبيب والمعالج نحو الصحة والفاعلية بما فى  ذلك الحب والكره والرفض والقبول حتى نحقق معا ما هو أحسن فأحسن لكلينا، فالناس.

د. مروان الجندى

أحيانا كثيرة أثناء جلسات العلاج الفردى أواجه داخل نفسى صراع، بين ما هو أنا (كإنسان وشخص وطبيب) وبين ما يعرضه المريض ولا أدرى هل أتصرف بنفسى (كأب – أخ) أم بما أعتقد أنه سوف يريح المريض كمعالج بمعنى إنى باحس إن جوايا أكتر من شخص فى خناقة مع بعض وده ساعات بيخلينى أسكت قدام المريض لفترة.

د. يحيى:

السكوت أمام المريض هو فرصة لإنصات مفيد، حتى لو كان السكوت هو حيرة مؤقتة، فالمريض – عادة – يحترم ذلك، أما تصرفك كأخ ووالد فهذا جزء لا يتجزأ من ثقافتنا الخاصة الطبية والعلاجية، على شرط الحذر من فرض الرأى بلا مشاركة، وتجنب النظر من أعلى للحكم حتى لو بدا حكما علميا أو لافتة تشخيصية.

أ. محمد المهدى

أرجو توضيح (كيف أن ذواتنا الداخلية قد تكون نابعة من ذوات خارجية منطقية) وهل هذا الأنطباع راجع لقوة العلاقة أو القرب أم أنه قد يكون راجعاً أيضاً للُكْره والتسلط أو الإعتمادية.

أرجو شرح هذه الفكرة تفصلياً لو سمحت.

د. يحيى:

هذا موضوع هام جدا فى كل فكرى وتجربتى، ولا أستطيع أن أشرحه فى كلمات، وسوف نرجع إليه فى مناقشات التداخلات والتعقيبات حول موضوع الكراهية، وأيضا الألعاب اللاحقة ومنها لعبة أجريتها أول أمس (الأربعاء) فى العلاج الجمعى، كل ذلك فى نشرات قادمة، لعلها تكون قريبة.

د. محمد الشاذلى

محاولة تفسير الأعراض منذ البداية بهذا الشكل أظن أنها قد تعطل أو تغلق طرقاً بديلة ولا أظنها تساعد فى البداية هكذا.

د. يحيى:

أوافقك، وقد جاء بعض ذلك فى ردّى.

د. محمد الشاذلى

النقاب واللحية ربما يشيران إلى وجود إشكالية ما فى العلاقة بين الزوجين، بما ذلك العلاقة العاطفية أو الجنسية والتى ربما يكون لها دور كبير فى العملية الإمراضية.

د. يحيى:

لا أوافقك،

هذا أمر خاص، وهو يدل – غالبا – على اتفاق ما بين الطرفين، على مستوى معين من شكل ارتضاه الاثنان،

أما أن يثبت أنه فُرِض فرضا من أحدهما على الآخر، فهذا أمر آخر.

د. أسامة فيكتور

طبعاً الحالة شيقة وثرية وتثير الكثير من التساؤلات لكن ما أريد أن أسأل عنه – لأنه يشغلنى حتى قبل عملى بالطب النفسى هو ما قلت عنه حضرتك: التأثير السئ من بعض الناس على بعضهم، ليس فقط بالإيحاء، فأنا سابقاً وحالياً اتخيل أن بعض الناس لهم نفوس قوية قادرة ليس فقط على الإيحاء بشئ ما لشخص ما ولكن أيضا أرى أن نفوسهم قادرة على تعتعة مكونات أو كيانات نفوس بعض البشر الضعاف أو القابلين للأمراض النفسية لدرجة حدوث المرض النفسى.

د. يحيى:

ليس الأمر هكذا تماما،

أنا لم أعد أبالغ فى تقييم أثر إيحاء شخص على آخر بالمعنى الذى كنا نتداوله سابقا،

الخطورة الآن – فيما أعتقد – هو الإقحام القسرى لإمراضية شخص طاغ على شخص تابع أو سلبى وهو ما أسميته الإمراض المُقْحَمْ Folie Imposé، (الأصل بالفرنسية لأنه وصف أولا بها)

الخطورة فى هذه الحالة أن الشيخ هو الذى جسّد للمريضة الصوت باعتباره أنه جنى، وأنه سيأتى لها فى صورة زوجها وهو ما ترتب عليه تعميق فصل الزوج كجسم غريب، مغترب، بكل ما يمكن أن تنشأ عن ذلك من مضاعفات.

وسنعود إلى شرح بعض ذلك فى حالات مباشرة، فنحن هنا ملزمون بما جاء فى نص الاستشارة لا أكثر.

أ. منى أحمد فؤاد

نحتاج لمعرفة معلومات عن العلاقة بينها وبين الزوج قبل وبعد الزواج وكل الامور المتعلقة به.

د. يحيى:

طبعا، وقد ذكرت ذلك فى ردى

أ. منى أحمد فؤاد

اشعر أن المريضة سوف تشفى جيدا مع د. مشيرة وتعيش حياتها الطبيعية.

د. يحيى:

أنا أيضا أثق فى ذلك، ربنا يسمع منك

أ. جاكلين عادل

أطمئنيت من كلام حضرتك على تأجيل التفسيرات حيث أننى لا أميل إلى وضع تفسير فرضى واضح من أول، مرة وأحياناً افاجأ بخطأ فرضى وأجد أنه أحياناً لا يؤثر، وأوافقك على ان الأهم هو ما تتمحور حوله الخبرة العلاجية لصالح المريض.

د. يحيى:

العلاج الأمين هو سلسلة من الفروض المتغيرة، شكرا

أ. جاكلين عادل

مبدئياً أود أن اشكرك جداً على هذا الباب والذى يؤكد على استحمالك ومثابرتك هذا الذى يفوق كل توقع أو تحمل، فلقد تعلمت الكثير من هذا بمقدار لا يقل بل يكثر عن العلم والممارسة، فأنا ممتنة لك فى محاولة بذل مجهود هذا الاشراف الذى يصعب فى أى مدرسة غير مدرستنا.

د. يحيى:

ربنا يخليك وينفع بك، نحن لسنا إلا تجربة تحاول أن تنجح وسط تجارب أخرى كثيرة نعرفها أو لا نعرفها، تحاول أيضا فى نفس الطريق.

د. هانى عبد المنعم

وصلنى إن كل بنى آدم متعايش مع الجن الخاص به (ذاته الأخرى) فى حالة تبادل معايشة تجعله أكثر مرونة فى مواجهة الاحداث وعند غلبة الأحداث وعدم القدرة على المواجهة تظهر ذاته الأخرى (الجن أو القرين أو الشيطان أو شيطانه) فيهرب به بعيدا… صح؟

د. يحيى:

يعنى،

 تقريبا،

 على شرط ألا يكون الجن الخاص لكل منّا جنّا يفرض نفسه كما هو شائع، بل هو يبقينا فى حوار متصل مَعَنَا، فى الحلم والإبداع، و .. ولا مؤاخذة، الجنون.

د. محمود محمد سعد

هل التأثير السيئ من بعض الناس على بعضهم بطريقة غير الايحاء ييسر لنا تفسير علمى للسحر والحسد الذى أومن بهما؟ أرجو التوضيح؟

د. يحيى:

… لم أفهم جيدا مغزى استبعادك للإيحاء، خاصة وأن الإيحاء عندى هو على مستويات عديدة، من أول الاستهواء العاطفى السطحى، حتى غرس برامج بيولوجية جاهزة، مرورا بغسيل المخ وغيره، وهذا غالبا ما سوف نرجع إليه متى جاءت المناسبة

أرجو أن يكون إيمانك بالسحر والحسد مشروط بشروط قدرتك على مواجهة أى أثر تتصوره لهما وليس الاستسلام لأى منهما، وهذا وراد،

 والإيمان بهذا أو ذاك له أشكال مختلفة، حسب الثقافة العامة، والدين الحقيقى، والدين المشوه، والثقافات الفرعية… الخ.

****

تعتعة: لكن سيد قومه المتغابى

د. مدحت منصور:

تصادف أن  كنا مجموعة من النواب العبط  وكان لنا رئيس قسم إذا أوهمنا أنه أعلم أطباء الأرض صدقناه وإذا رزع واحدا منا على قفاه لم يعارضه أحد، وإذا ادعى أنه يستطيع أن يبطش بأى طبيب ارتعبنا ولم نقاومه أو نقوّمه حقيقة إلى انصدّق نفسه، فأتى يوما وقدم طلبا للمديرية يطلب فيه نقل كافة نواب المسالك خارج المستشفى واستبدالهم بنواب جراحة عامه وساق مبررات كوميديه منها التخريب المتعمد فى القسم (إرهاب يعني). كانت وقتها نكتة كبيرة فى الوسط الطبي, مسكين جنينا عليه.

د. يحيى:

شكرا، وإن كنت لم أفهم العلاقة جيدا بين هذه التعتعة وما جاء بهذه الخبرة المؤلمة التى تحكى عنها، ومع ذلك تلقيتها باحترام وألم وحذر معاً، لعله خير !!

د. على سليمان:

موضوع فى غاية الأهمية تذكرت قصة خرافية عن واحدة توفى زوجها من الضماء لان مياه السيول حاصرته من كل جانب. وادركت ان فى دول العالم الثالث بعد المائه دولا زراعية يمكن ان يغطى انتاجها حاجة ثلث سكان العالم وعدد سكانها  لايتجاوز عشرات الملايين ومع ذلك تجد فيها مجاعة ويموت آلاف الاشخاص  من الجوع والفاقه مع ان المياه متوفره ولاتحتاج الى تقنيات والتربة خصبة ولكن من شدة ذكاء مسئوليها طلبهم الاغاثة العاجلة من دول لاتنتج الغذاء  شوف الذكاء كيف ياسلام!!!

 اعتقد أن العالم العربى بحاجة الى الادارة قبل التقنية والا ما فائدة احدث المعدات والاجهزة اذا لايوجد من يديرها كما يجب.

د. يحيى:

 هيا – يا عم على- نبدأ بأنفسنا حيثما نحن، أنت وأنا.

أ. منى أحمد فؤاد

أنا لا أستبعد أن يتصرف مسئول سياسى عاقل بمثل هذا التصرف الذى يبعده عن الناس ويفضح عشوائيته وتخبطه. ذلك يحدث دائما فى كل البلاد.

د. يحيى:

لا ياشيخة؟!

كل البلاد؟

هل يمكنك تحديد هذه البلاد

 هكذا مرة واحدة؟! كل البلاد؟

أ. منى أحمد فؤاد

أنا متفقة جدا أن غباء الحكومة نعمة من الله على هذا الشعب المسكين حتى يسمح للأمور أن تحل نفسها بنفسها.

د. يحيى:

برغم أنها حقيقة، إلا أنها حقيقة جزئية، ثم لابد أن تكون مؤقتة، وإلا فنحن مسئولون عن استمرارها وعلينا أن نستعد لتحمل نتائجها أكثر فأكثر.

د. نرمين عبد العزيز محرم

قد يكون الغباء تعريفه الأمثل حسب آراء برنامج علاج الإدمان هو تكرار نفس الخطأ وتوقع نتائج مختلفة.

د. يحيى:

بصراحة تعريف جيد جدا ومفيد، وهو يزيدنى حرصا على أن أتعلم من برامج الإدمان هذه، وياليت الساسة العظام يستفيدون أيضا من هذا التعريف.

د. محمد الشاذلى

قد نستفيد من غباء حكومتنا فى “فرملة” قراراتها لتسمح لنا جزئيا بالتدخل، ولكن الحاصل فعلاً أن الذكاء البادئ فى استغباء هنا الشعب هو حقاً الذى يهدد بقاءنا أو بقاءهُ.

د. يحيى:

تدخل مَنْ يا عمْ؟!

إن أى تدخل، ولو بالرأى، هو محاولة لقلب نظام الحكم، (احنا حانعرف أحسن من الحكومة؟!!)

جملة “استغباء” الشعب هذه جيدة جدا، وأظن أن بعض الشعب (وربما أغلبه) يستعبط بدوره ويتصنع الغباء، “مَنْ خَدَعَكْ فخُدِعْتَ له فهو مخدوع”.

د. عمرو دنيا

لو سمحت بلاش سيرة العلاوة ولحسها والنبى، كفاية اللى احنا فيه وربنا يصبرنا على دى بلد، ودى حكومة وعلى كل حاجة.

د. يحيى:

آمين

أ. محمد اسماعيل

أنت طبيب نفسى! وغير قادر على تصنيف تصرفات الحكومة وحركاتها!!!

د. يحيى:

قل: يا بركة العجز!

وهل الطبيب النفسى أكثر ذكاء من الحكومة؟ ما هذا يا رجل؟!

أ. محمد اسماعيل

التعتعة سياسة سهل نفهمها شكراً.

د. يحيى:

ها هو أنت الذى قلتها، فيمَ كان اعتراضك السابق إذن؟

أ. هالة حمدى البسيونى

اعترض على سياسة هذه الحكومة فكيف يفعل أبناء هذا الشعب؟ وكيف يعيش؟ هل بالسرقة أم بالنهب أم….؟!

د. يحيى:

بالأثنين معا، شريطة أن يكون من الذكاء بحيث يعملها وهو لا يخالف القانون !!!

وحسابه على الله!

أ. محمد المهدى

أعجبتنى فكرة المندسين المتغابيين وسط دائرة اتخاذ القرارات الحكومية، فهذا التفسير جعلنى أجد مبررا ريحنى من تفسير بعض القرارات الغبية (أو لو صح التعبير شديدة الغباء) لحكومتنا العزيزة.

د. يحيى:

يارب سترك

***

قصة: العجوز والخيط

د. نعمات على:

بصراحة لا أفهم فائدة هذه اليومية إلى المعالج ولكنها فى نفس الوقت أعجبتنى ولكنى أحسست فيها بأن الأمل  يذهب ويأتى وإن الإبرة هى الحياة والثقب هو منفذ الأمل لدى العجوز!!

د. يحيى:

يعنى

د. إسلام إبراهيم

مش فاهم ازدواجية شخصية الابنة فكيف نظرة الحب وأنها مجبُرة على عدم زيارتها وفى نفس الوقت دخلت نامت دون الجلوس مع الأم؟

د. يحيى:

الأدب لا يستعمل مثل هذا المنطق، بل هو يقتحم ويكتشف، لنتعلم نحن النفسايين منه، وحكاية ازدواج الشخصية هى تعبير مسطح استُهْلِكَ وأسئ استعمالُه بشكل أصبح يشوه الأدب والنقد والعلم معا.

أ. لبنى الغلايينى:

….. قرأت القصة وضحكت وحزنت من إصرار العجوز على إدخال الخيط، انتابنى الشعوران معا، لأنهما ربما ذكرونى بمواقف مشابهة أصر فيها على ربط أمرين ببعضهما دون أن يكون بينهما رابط وأصر على هذهالعبثية، وأعتبرها نوعا من الاشارات التى يتحدث عنها باولو كويللو دائما ، ومع أنى أسميها عبثية ومع أنها متعبة هذه التبعية للإشارات إلا أنى أقوم بها ولا أفكر بالتخلى عن هذه الممارسة التى لم أتبناها بوعى ولم أقرر أو أخطط لها.

د. يحيى:

عبثية ماذا يا لبنى، يبدو أن الأصل فى وجودنا هو التناقض، لكن من فرط استسهالنا وخوفنا لجأنا إلى الاستقطاب، أو الإنكار، أو الاغتراب أو كل ذلك حتى لا نتحمل مسئولية الوعى به، كل الأحياء عاشت هذا التناقض جدلا فتطورت، ولكن دون الوعى به، مصيبة الإنسان أنه بدأ الوعى به، وبدلا من أن يتحمل مسئوليته راح يتعامل معه بما سبق أن أشرنا إليه،

إحياء التناقض والوعى به دون حمل مسئوليته هو باب خطير قد ينتهى إلى نهايات شديدة السوء، أما الوعى به، فيا روعة المسيرة.

أ. لبنى الغلايينى:

لم أفكر بالرد  على النشرة اليومية، حتى قرأت ضيقك من عدم الرد ،

وهل أنت تترك لنا مجالا للرد أثناء القراءة؟

فنحن فى وليمة معرفية ضخمة نلهث وراءك، لا نكاد نصل آخرها حتى ينتهى بنا الحال متكورين على أنفسنا مهدودين من التأمل والتحليل، ناخد كلمة منك ونرجع لأنفسنا نطبق ونتأكد هل كنا رايحين أم جايين…. إلخ.

د. يحيى:

تعرفين يا لبنى ما حذفتُ من رسالتك، ولماذا؟ وعلىّ واجب شكرك لصدقك ودقة وصفك،

أنا هكذا – بما نشرت من رسالتك وما لم أنشر- أطمئن أن بعض ما رجوته من هذه اليومية يتحقق.

أ. رامى عادل:

تابى الا ان تتم نورها, تلتقط بنجاح حبوب الفرح، تنشد بقرتها نعير الصباح فتتميز فى الحي، تشترى البيض فتخفقه للدجاج – فيمضغه،

تنوى قيام الليل وحده، لا أحسدها فهى حيه مازالت، ينتظرها الكثيرون!

د. يحيى:

ماشى يا سيدى ماشى.

لهم حق – من كثرة ما أستثنيك- أن يتهمونى مرة بالتحيز لك، ومرة بأننى اخترعت شخصيتك لأهرّب من خلالها شطحات لا أستطيع أن أنسبها لنفسى مباشرة.

هل يعجبك هذا يا رامى؟

                                      ***

الاستجابات على لعبة الكراهية

د. أسامة فيكتور:

شاركت فى ألعاب سابقة فحركت فيا أشياء كانت غامضة ليا، وقررت ألا أشارك فى هذه اللعبة وأرى عندما أقرأ استجابات الآخرين هل ستحرك فياّ أشياء أم لا؟

وصلنى إن اللى يحب لازم يكره (ده كان جوايا وتأكدت من صدقه)، وأيضا وصلنى أن كره الظلم وبس من غير غضب وفعل، قلته أحسن أنا لو باكره الظلم بصحيح وأصبر، وأكمل فى الصح والفت النظر للجارى (إضافة لى)،  أبطل أظلم نفسى (إضافة لى).

د. يحيى:

بصراحة لم أكن أتصور أن الموضوع سيتشعب هكذا،

انت تعرف يا أسامة أن العينة التى استجابت (ستة نشرت استجاباتهم وثمانية قيد المناقشة) هى عينة متحيزة، فأغلبهم زملاء ودارسون،

قمت اليوم (الأربعاء 4/يونيو) بتجربة أثناء العلاج الجمعى فى قصر العينى حول هذا الموضوع (الكراهية) وهى تجربة مع عينة مختلفة قمنا بها من خلال لعبة واحدة عن الكراهية وأعتقد أنها حين ننشرها قريبا ستوضح أبعاداً أخرى، أكثر إثارة وعمقا، ربنا يسهل.

****

قراءة فى قيمة الكراهية

أ. محمد إسماعيل

هل الكراهية والحب متضادان أم هما على خط واحد يبدأ بأحدهما وينتهى بالآخر؟

د. يحيى:

هذا ما سنرجع إليه حين نتناول الموضوع بالتفصيل.

أ. محمد إسماعيل

وصلنى أن مسئولية الكراهية هى كمسئولية الحب،

وصلنى أنه مش كل كراهية كره، ومش حل الكره البعد.

أنا اتصالحت مع الكراهية وحبيتها وبدأت اعترف بيها زى ما حصل فى لعبة الذل والخوف ومعظم القيم التى نطلق عليها قيم سلبية.

د. يحيى:

أرجو متابعتنا يا محمد لأننا سنعود إلى هذا الموضوع بالتفصيل، ويمكنك قراءة يومية الثلاثاء 3-6″ تجارب تحريك الوجدان لإعادة النظر”، ويومية الإربعاء 4-6 “نشرة ليست للقراءة” كمقدمة عن المنهجفى هذا الموضوع وغيره.

أ. جاكلين عادل

تذكرت وأنا اقدم تانى حالة طويلة أثناء تدريبى من سنوات لما حضرتك سألتنى هل احببتى المريضة، أجبتك “لا”، وسألتنى هل كرهتيها اجبتك “لا”، فرفضت حضرتك هذا، فحاولت التفكير فى هذا، ومن خوفى من إعلان كراهيتى لها برغم ما تعلمته طوال عمرى (احبوا اعدائكم، باركوا لإيمانكم، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم) ووجدت صعوبة لحل هذا الموقف، إلى أن توصلت إلى المثابرة فى احتمال التناقض فىّ، حتى وصلت بعدها إلى أنه من حقى أيضا أن اتمنى أذية من أكره دون الفعل نحو أذيته، ولكنها لا تزال مسألة صعبة علىّ قبولها طبعا.

د. يحيى:

ولا حتى تمنّى أذيته هو التعبير عن الكراهية

برجاء متابعتنا، خصوصا بما عملناه فى جلسة العلاج الجمعى هذا الصباح الذى أشرت إليها حالا فى ردى على د.أسامة فيكتور (الأربعاء).

أ. جاكلين عادل

إذن، لنا الحق فى قبول التناقض والتغير فى العلاقة الواحدة بما يسمح بالحب والكره معا، ويبدو أن هذا يحل كثيرا من الصراع فى العلاقات الحميمة، إلى العلاقة بالمرضى، ربنا يسّهل وهذا القبول لا يعنى حلها، ولكنها بداية “العملية” تجاه ذلك.

مع احتمالية الفشل

ولكنها بذلك معركة شريفة.

د. يحيى:

يا سلام !!

شكرا

****

أ. إسراء فاروق

1- هل إذا أحب الشخص يمكن أن يكون هناك مجال للموضوعية؟ وهل يمكن أن يخضع أى من المشاعر الإنسانية للموضوعية؟

د. يحيى:

لابد أن نُعرف الموضوعية أولا، لا يوجد شئ اسمه موضوعية بعيدا عن ما هو شخصى، إن حب الآخر يتطلب معرفته كله (ما أمكن ذلك، أو على الأقل: الطريق إلى ذلك، وهذه هى الموضوعية، المشاعر الإنسانية نفسها، فى صورتها الأصلية هى وسيلة معرفية وليست آلية دفاعية، أو برمجة للإغماء والإنكار.

أ. إسراء فاروق

2- لماذا كل هذا الاستغراب من استجابات د. أسامة عرفة، أ. إسلام أبو بكر على اللعبة الثالثة مش يمكن تكون الحكاية أنه فعلاً قد يكون الكره كره زائف وكأنه ستار لعدم القدرة على الإفصاح عن مشاعر حب قوية حقيقية؟

د. يحيى:

يجوز

أ. إسراء فاروق

3- رد على تعليق حضرتك على اللعبة السادسة أعتقد أن من يستطيع أن يرى الآخر رؤية كلية لا يستطيع أن يكره لأن الكره هو نتاج عجز عن رؤية شيء جميل فى الآخر وأعتقد أنه لا يوجد شخص يخلو من جمال وإنما يمكن أن يكون هناك شخص غير قادر على إدراك الجمال فى الآخر، ولا أيه رأى حضرتك؟ طب لو الكلام فيه شئ من الصحة من قريب أو بعيد هيكون أيه موقع الكره من الإعراب كواقع؟

د. يحيى:

عندك حق.

أظن سيصبح الكره فضيلة (ولنا عودة عند مناقشة الموضوع معا)

أ. إسراء فاروق

4- هو ينفع إن الإنسان يستقبل مشاعر الكره بموضوعية؟؟!!

د. يحيى:

أظن، مع أنها مسألة صعبة جداً.

أ. إسراء فاروق

5- هل الكره إذا وجه إلى شخص بذاته وليس لسلوك ما أو فعل ما من الشخص يكون كره أم شئ أخر؟

د. يحيى:

يمكن هذا، ويمكن ذاك.

أ. إسراء فاروق

6- يا دكتور يحيى أقبل التحدى وأعرض الاستجابات الثمانية الأخرى لنفس اللعبة، لأنه من المتوقع ما دام اختلاف المشاركين يبقى أختلفت الاستجابات وطريقة تناول المفهوم وبالتالى هتختلف مناقشتكم لهم وده ممكن جداً يوجهلنا حاجة جديدة.

د. يحيى:

حاضر.

سوف أفعل بالإضافة إلى العينة التى أخذتها أمس (4 / 6) من العلاج الجمعى.

أ. رامى عادل:

مدفون الجسد فى قعر الجحيم. المدحور المنبوذ, متاكل متورم- هذا ذنبى – سكرته وطلوعه في. روحه يحيينى يشعرنى  بقوتي, تدوراعينه فى محجرها (ازيك يا  عم محمد يا رخاوى،  تصعده فى السماء و تململه. تتكاثر الشياطين حول راس الذئب تزيد من اشواكه لتاكل من راسه,اكهربه اكربجه اعلقه فى سقف الغرفه. اقتحم عليه غرفته, على سريره اشقه نصفين. دعونى ااخذ حقي. دعونى اكهربه اصعقه اصرعه اشقه نصفين اسلخ وجهه, ارى ابتسامته المقتولة الاخيره. اكرهه . يغرينى  بقتله, اتسحب خلفه والبلطه بيدى, اهوى بها غلى صدغه افرفره ينسال دمه يغرق انحاء الغرفه. يعيد الى نظرى  الحس دمه ابلل به شفتاى ارتوي. انيابه وشوكته المسدسه ونزيفى!  سلام يا عم يحيى يا فنانى .

د. يحيى:

يا جدع أنت!! ما هذا كله؟

أ. لبنى الغلايينى: (مقولتك رفاهية اليأس)

لأنى أعرف الخدع التى أخدع بها نفسى للانسحاب من الكدح أحيانا بدعوى التعب والخلوة، قررت أن أتجول عندك إلى أن قرأت ما أعتبره إشارات عن رفاهية الكسالى ومع أنها صادمة لأنها متعبة توقظك غصبا للعمل والتطور، لكن سؤالى الملح هو كيف نفرق بين حاجتنا أحيانا لشحذ المنشار، وبين الخدع التى نخدع بها أنفسنا للانسحاب.

د. يحيى:

طبعا صعب، لكن الأداء الملاحِق ونتائجه على مدى أطول قليلا هو الذى يحسم الرد.

***

حوار/بريد الجمعة

أ. إسراء فاروق غالى

المقتطف.. هل نحن منعنا أحد أن يشاركنا من الدوائر الأخرى، وعنا نرضى بالاستكفاء الذاتى مع ترك كل الأبواب مفتوحة وسوف تتسع الدائرة وحدها، لماذا نترك كل الأبواب مفتوحة وبرغم ذلك نظل داخل دائرتنا لا مخرج منها إلى الدائرة الأوسع منتظرين أن تتسع دائرتنا وكأنه المفترض أن تكون دائرتنا هى العوض عن الدائرة الأوسع المحور الاساسى اللى تتجمع حوله الدوائر الأخرى وليس العكس؟؟؟

د. يحيى:

أنا لم أقل ذلك، وعلى سبيل المثال فأنا أرحب أن تتنقلى يا إسراء كيفما تشائين حيثما تشائين تمثلينا تثرينا ذهابا وعودة.

أ. إسراء فاروق غالى

رداً على رد حضرتك على د.مجدى محمد السيد وصلنى خوف سيادتكم من أن ينتهى الأمر إلى حوار مغلق علينا، وكأنك عبرت عما يدور بداخلى من خوف وخاصة عندما يصبح لنا ما يشبه اللغة الخاصة.

د. يحيى:

أنا مصر على الدعوة إلى حوار من خارجنا، لكن المسألة لا تعتمد علينا وإنما على ما يردنا.

أعمل ماذا؟

د. محمد أحمد الرخاوى

تعليق رامى (المعرفة الكدح) فى الفقرة قبل الاخير هو تعليقى فى بريد الجمعة الماضى مش عارف ايه اللى بيحصل انا كنت طول الاسبوع دة مش موجود وساواصل التعليق باثر رجعى تباعا اما “عن الشئ الما” ماشى هو موجود ولكن كيف يتحول الى واقع يزيح كل الزبد. لازم سياسة ولازم شوية دكتاتورية (دكتاتورية المصلحين) فاكر لما نجيب محفوظ قال ان اى حل فردى هو مضروب فى نهاية النهايات

مع موافقتى طبعا ان كلنا آتيه يوم القيامة فردا.

د. يحيى:

آسف وسوف أنبه السكرتارية على هذا الخطأ

أما باقى تعليقك فهو تعليقك.

شكراً يا محمد.

****

أ. رامى عادل (الحالة)

تعدد الذوات:  بداخلى  المره اللعوب والخانكه والمرعش  والضحوكه والغزيه الهنديه وام كلثوم وابى واحمد نظيف والبارمان (اشطبها لو.. ) والسادات ومنى الشاذلى ومحمود سعد (المبلم) شؤما، وبوب مارلى ليث الجحيم، والشعراوى الملهم، ودينا المظلومه  والرخاوى المهيِّج والفارسه ذات الكرابيج الثمانية ومكه  كذلك. سلام.

د. يحيى:

يا رامى، الساحة ازدحمت جدًّا حاسب!

أ. جميل يوسف

رسالة كريمة بالإنجليزية تتمنى لشخصى الخير، وتقدم الشكر بطيبة حقيقية، وتقترح الأهتمام بتوعية الناس (وليس فقط المختصين) بما يعينهم على الحياة الصحية، وأن أقدم النصائح للأسرة… الخ.

د. يحيى:

وأرد عليها بأبوة عاتبة:

تُرى لماذا كتبتَ لى يا أستاذ جميل بالانجليزية والرسالة طويلة (حوالى ثلاثة أرباع صفحة) كلها (أو أغلبها) أخطاء إملائية ولغوية ونحوية فظيعة؟!!.

أما بالنسبة للمحتوى، فأنى أشكرك على كريم ثقتك وأعتقد أن ما هو بالموقع أو بالنشرة ليست أمورا خاصة بالمختصين، وكل واحد يستطيع أن يأخذ منه ما يصلح به فى المستوى الذى يختاره ويتحمله، ويترك الباقى لمن يتناسب معه.

أما عن النصائحadvices !!  فأنا لا أنصح أحدا،

ولا أوصى أحدا أن ينصح أحدا بهذه الطريقة التى شاعت بيننا بسطحية وفوقية لا تفيد، فهى إما مثل النصائح التى كانت على ظهر غلاف الكراريس زمان، أو مثل نصائح الأمر والنهى بطريقة الرشوة والتخويف،

وهى طرق محدودة الفاعلية لا أحذقها.

شكراً مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *