الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار بريد الجمعة

حـوار بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

18-7-2008

العدد: 322

حـوار/ بريد الجمعة

مقدمة:

وردت إلينا ردود مشاركة فى لعبة الحب (العشرين لعبة)، وقد فضلنا أن ننقلها جميعا إلى يوم الثلاثاء، وربما الأربعاء، لتنشر ضمن ملف الحب والكراهية، وذلك بالنسبة للنصوص المشاركة فى الاستجابة دون التعقيبات بالرأى، أما التعليقات الأخرى فقد تضمنها بريد اليوم.

****

ملف الحب والكراهية

د. مشيرة أنيس:

كنت فى العلاج الجمعي هذا الأسبوع ….ودارت الجلسة عن القوة والضعف اللى جوانا….ورأيت المشارَكَات تدور حول وجود القوة ونقيضها تماما بداخل كل من الحاضرين وممن تكلموا وشاركوا…وخطر لى وقتها ملف الحب والكراهية ….ففكرة تقبل ورؤية هذا  التناقض اللى جوايا وجوا بقية البنى آدمين أراها طريقا للنضج لى وللمريض اللى بأساعده… فأترجاك أن تستمر هذه المناقشات وبهذا التفصيل الذى يمنح الفرصة لهضم الفكرة واستيعابها.

د. يحيى:

أظن أننا نواصل، وربنا يسهل والبركة فى تشجيعيك ومتابعتك.

أ. رامى عادل

ثمرة المعاشره  ان تشاركني/ تشاركيني المي وموتي/لحظتي.نصلى من اجل اوقاتنا واكثرها حميميه. توكيدا لوجهتنا ومبتغانا.اتساقا مبدعا وضروريا.

د. يحيى:

أنا الذى أشكرك

وأشكر هذه الفرصة لهذا الفحص الأشمل بطرق أخرى.

****

مقتطف وموقف: عن الأدوية الجديدة باهظة الثمن

د. محمد شحاتة:

لا أفهم سر هجومك الدائم على الأدوية الجديدة لمجرد أنها جديدة، رغم أن البديهى أن المعرفة لاحد لها وبالتالى تصبح تلك الأدوية مجرد خطوة على طريق البحث عن الأفضل لصالح العلم والمرضى .

وإن كنت أوافقك فى الهجوم على سياسات شركات الدواء الاستعمارية الاقصائية وأجد فيها خيانة سيحاسبهم التاريخ عليها.

ولكن أين أجد تلك النتائج الأمينة التى أشرتم إليها .

“ليس بالدواء وحده يشفى المريض” أوقعتنى تلك الكلمة فى مناقشة مع أهل أحد المرضى حين حاولت ايصالها إلى وعيهم وأدركت وقتها أن المشكلة ليست فى شركات الأدوية وحدها.

د. يحيى:

بالله عليك يا أخى هل وصلك أننى أهاجم الجديد لمجرد أنه جديد؟! ما هذا؟، ألم تقرأ حتى العنوان؟ لتعرف سرّ همومى، هل أنا أهاجمها لأنها “حديثة” أم لأنها باهظة الثمن (مئات الأضعاف)؟ مع احتمال نفس الفاعلية أو فاعلية أقل، أنا أنقد الزعم بأنه ليس لها أعراض جانبية، قد تكون أعراضا أخطر أو أخف، لا أحد يستطيع أن يجزم إلا بعد “اختبار الزمن” ورفع اليد عن تزوير العلم والمعلومات بوعى أو بغير وعى،

 تصور أنك – بعيد الشَر – فصامى وتعالج بعقار ثمنه جينهان وثمن العقار المضاد لأعراضه الجانبية جنيه ونصف، فتكون مجموع التكلفة ثلاثة جنيهات ونصف كل شهر أو كل أسبوعين، ثم اختفى هذا العقار – بفعل فاعل–  ولم تجد أمامك إلا عقاراً جديداً جدا ثمنه أربعمائه إلى سبعمائة جنيه ولا يكفى إلا عدة أيام، وأنت موظف تقبض ثلاثمائة جنيها شهريا، أو معاش أقل.

أنا أهاجم الأدوية الباهظة الثمن المتواضعة الفاعلية، ليس لمجرد أنها جديدة؟

  حتى إذا كان هناك تأمين صحى فسوف تخرب هذه الأسعار بيت الحكومة، التى ستخرب بيتنا بدورها أكثر ما هو مخروب.

 ما رأيك؟

هل عرفت لماذا؟

 وأخيرا: القاعدة هى أن نقدم الآثار العلاجية قبل الآثار الجانبية (المثيرة للجدل!) ثم أخيرا، علينا ألا نصدق كل الكلمات المطبوعة بشكل شبه علمى أو تعلمى، مهما كانت مطبوعة فى مجلات محترمة تزدان أغلفتها بإعلانات غير محترمة، لابد أن تكون البداية هى احترام الخبرة المعيشة فى واقع العلاج ونتائجه فى كل مكان (وليس فقط اعتمادا على الأبحاث المقارنة المحكمة ظاهريا).

 هل عرفت لماذا؟

ما رأيك؟

هل نؤجل المعركة والانتباه والتحذير؟، إلى متى؟

هل ننتظر حكم التاريخ حتى نتفسخ جنونا، أو ننتظر أن نموت فقرا ومرضا، ثم نحاسبهم؟

شكراً.

****

أحلام فترة النقاهة: “نص على نص” حلم (70)، (71)، (72)

د. أميمة رفعت

عندما قرأت هذا الحلم شعرت لسبب ما بالتفاؤل، وعندما  انتهيت من التقاسيم انقبض صدرى.. ولم أدر لماذا؟ فأعدت القراءة مرة ثانية.

فى الحلم : بالرغم من \” الإرهاق\” و\”الجهد الجهيد\” والصمت والسكون\” و\”الهوة العميقة\” إلا أن هناك إصرار غريب على الإستمرار، وربما شعرت بالأمل فى النجاح لإجتياز العقبة…أما فى التقاسيم: ثلاثة أسطر قصيرةأنهت الموضوع سريعا ، وبرغم الأجنحة و الطيران والفرح، إلا أننى شعرت بالإستسلام وعدم المقاومة …لماذا؟ للموت؟ ربما هذا ما قبض صدرى. فقد إختفت السلالم فجأة ، وإختفى الأمل فى الرجوع وشعرت بالخديعة وعدم الأمان…

ولكن من قال أن على الموت أن يستأذن قبل مجيئه أو يمهد لحضوره حتى لا يشعر أحد بالمفاجأة ؟

ومن قال أن على من يأتيه الموت ألا يستسلم ويقاوم من أعماق قلبه؟

 كيف يفعل ذلك؟

ربما أنه من الأوقع كما حدث فى التقاسيم أن يرحب بقدومه ويفرح بما هو آت: ملاقاة الأحباء…ما زال صدرى منقبضا.

لم يخفف عنى سوى فقاعتك ببراءتها وطفولتها ،بخوفها و أمانها، بحكمتها الفطرية وقرارها بالإستسلام (هى ايضا) لقرار القدر وإندماجها مع الكون الأكبر فتصبح به أقوى وتولد من جديد عشرات المرات…

د. يحيى:

شكرا يا أميمة،

 تلزمينى دائماً بأن أواصل كلما هممت بالتوقف، برغم اختلافنا حول أهمية الرمز فى النقد، إلا أننى أجد فى جدية اهتمامك ونقدك لنقدى ما يشجعنى فعلا،

 تصورى أنه لم يصلنى ممن يهمه الأمر (لا أعلم أمر ماذا؟: أمر الإبداع أم أمر النقد أم أمر الإنسان) أى تعليق على ما أحاوله فى هذه التقاسيم وأنا أتصور أنه جديد كل الجدّة.

عموما مازلت أفضل التقاسيم عن النقد الذى كنت أشعر أنه يسحبنى، بوعى أو بغير وعى، إلى البحث عن تفسير أو رمز، وكلاهما نقد ضعيف فى رأيى.

النقد هو استلهام لاحقٌ أو مواز،

 والتقاسيم تسمح لى  بذلك أكثر.

د. أميمة رفعت

لماذا اختفت كلمة “التقاسيم” فى الحلم 71 – 72 وحلت محلها “القراءة”؟

د. يحيى:

عندك حق هى خطأ تحريرى، قد أنّوه إليه يوم الخميس القادم،

 هى “تقاسيم” طبعا وليست “قراءة”!!

شكرا جزيلا

وقد آخذت السكرتارية على هذا الخطأ.

****

د. إسلام إبراهيم: الحلم 71

“يا باشا الكرسى بيغيّر واللِّى بيسيب نفسه للكرسى مستعد يعمل قرد علشان يحافظ عليه مش يركب حمار بس”؟

والحمار؟ يرمز لمين بالضبط هل للتنازلات أم للبلد؟

د. يحيى:

كما تريد، وكما وصلك،

 لكننى أعود فأذكّرك أننى بسبب هذا الاستنتاج ومثله، وبسبب إغراء البحث عن الرمز طول الوقت، توقفت عن النقد بهذه الطريقة (طريقة الترجمة أو التفسير)، هأنذا أتأكد كل خميس مع استمرار المحاولة أننى كنت على حق حين انتقلت إلى التقاسيم على اللحن الأساسى، هكذا

 شكرا.

د. إسلام إبراهيم: الحلم 72

أنا مش فاهم أى حاجة وحاسس أنى بشاهد فيلم هندى؟

د. يحيى:

على حد علمى الأفلام الهندية يُستشهد بها لفرط ما بها من رومانسية وجمال مجرد، وليس عندى خبرا أنها غامضة،

ليس المهم فهم الإبداع، المهم فاعليته فى التغيير، وأن يصلك منه حتى لو لم تستطيع أن تصيغه فى ألفاظ، إلا أنه يصلك فتتوقف أمامه، وقد تتغير.

ربنا يستر.

****

حـوار/ بريد الجمعة

أ. رامى عادل

تعليقا على كلام د. محمد احمد الرخاوى “حد فهم حاجة”. التقى مع الاخ محمد الرخاوى فى ضرورة وجود منهج او طريقه نعى بها. استبسل انا لأجدها. قال لى صديق انه قد ينمو النبات 2 سم ويكون راسخا فى حين انه قد ينمو 10 سم وتقتلعه الريح. شكرا

د. يحيى:

لا أتابع حواركما  غير المباشر، وأحيلك إلى محمد ابن أخى إن استطاع أن يتابع هو المسئولية، وبدون حكم فوقىّ جاهز.

حلال عليكما

أ. هالة نمر:

تصحيح لتعليقى على يومية الامتحانات, وقيمة اسمها “العدل”! :

لأ طبعاً ما طلبتش منك ألا تستغرب! أنا استغربت من إنهائك التعتعة بذلك التساؤل: فيم كان الاستغراب؟ وكان تعليقى عليه اعتراضاً, كيف لا نستغرب رغم كل ماجاء فى التعتعة؟

د. يحيى:

أنا آسف، أنا الذى فهمت خطأ

شكرا للتصحيح

د. نرمين عبد العزيز

وصلنى أن “وقفة فاصلة مع نفسه وفى علاقته بالمحيطين به” هى وضوح شكل علاقته بنفسه وعلاقته بالمحيطين به من حيث المشاعر والأفكار وما يترتب عليها من الفعل ورد الفعل بمعنى النزوع من اللاموقف، والموقف الواضح؟

د. يحيى:

الآن الأمور أوضح يا هالة، شكرا

****

تعتعة: قصيدة اسمها: عبد الوهاب المسيرى

د. أسامة عرفة

الحمد لله لم يدفعوا فاتورة علاجه

الحمد لله لم يحضروا جنازته

الحمد لله لم يشوهوا قصيدة حياته

هكذا حددوا موقعهم وولاءهم وانتماءهم بكل الدقة والغباء معا

 رحم الله فارسا لم يمت

د. يحيى:

اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله

اللهم أرِنا ما كان خيرا فيه ومنه ومنهم، وارزقنا الاقتداء به

اللهم أرِنا ما كان ضعفا فيه ومنه ومنهم، وارزقنا القوة على تجاوزه دون إنكاره

حتى الدعاء يا أسامة علينا مسئولية تحقيق استجابة ربنا له!!

 ما رأيك؟

د. على الشمرى

الموت هو الحد الفاصل بين الخلود او الفناء والنسيان والتلاشى فالعظماء بموتهم تبدأ مرحلة الخلود فى الدنيا قبل الآخرة ومنهم المرحوم الدكتور العظيم عبد الوهاب المسيرى لينضم الى عظماء مصر والامة العربية والاسلامية الخالدين انهم القدوة والانموذج والنبراس اما العملاء والتافهين كالذى يتآمر على بلده مع المحتلين ليمحوها من الخارطة فبمجرد موته يذهب الى غياهب النسيان لانه لايستحق حتى مجرد ذكر اسمه. رحم الله فقيدنا واسكنه الله فسيح جنانه. اما القصيدة فهى غاية فى الروعة وفيها من المعانى الكامنة الشئ الكثير ولكنها تحتاج الى من يقرأ ما بين السطور وشكرا

د. يحيى:

أدعوك أن تكّرر معى يا د. على دعائى الذى عقبت به على تعقيب د. أسامة حالا.

د. محمد أحمد الرخاوى

إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم فى ما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون.

 اليأس هو الترف وهو الكفر أحيانا أو كثيرا

 الحياة هى السر الاوحد

 والموت هو اليقين الاوحد تعاسة البشر هى فى فقدهم لسر الحياة وكفرهم بيقين الموت

 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يرحمه ويرحمنا مبدعنا ومبدع الحياة ومبدع الموت

د. يحيى:

وهل أملك إلا أن أوافق

على شرط ألا يتبرع أحدهم بالتفسير الوصىّ على النص الملِهم، المتجدد الإيحاء.

 شكراً

أ. هالة نمر

– وهل هناك تعارض بين مصالحة الموت والانزعاج منه (حتى كلمة انزعاج هنا أقل من الواجب)؟! موقفى من الموت لم يتشكل إلاّ بذلك التحدى الذى يفجره الموت فى لحظة شديدة التكثييف. ولماذا إلغاء الانزعاج بالاستغفار هكذا؟! انفرطت نفسى عندما فقدت أبى, عامت الأرض تحت قدمى وفقدت اليقين, هاجمنى رعباً لا يوصف وكنت أختبىء فى حضنك صامتة لعلك تذكر, وكان ذلك حقاً وموقفاً تجادل مع شرف وحتم القبول والتسليم والتجاوز, وكثيراً ما يعاودنى ذلك الذى كان شوقاً وحسرة فأسمح, وبقدر الوجع يكون الائتناس, وحين أخرج من اللحظة أحمد الله.

“وهل نعرف كيف تكون الحياة نفسها شعراً؟ وكيف يكون الشعر هو حلم التغيير على أرض الواقع؟ وكيف يكون الحلم هو الواقع الآخر؟”, وصلنى الكثير: الوصل, الامتداد, الحركة, البدايات, اللامحدودية, الأمل….

د. يحيى:

بصراحة كنت كتبتها فى البداية “لماذا الجزع؟”، وليس “الانزعاج”، ثم خففتها، ومع ذلك .. عندك حق، لكن هذا هو ما حصل.

أحيانا يخطر ببالى يا هالة أن الامتحان الحقيقى سوف يكون بالتجربة المباشرة للموت، وليس بالحديث عنه قبلها،

 كنت أناقش صديقى المرحوم أ.د. سعيد الرازقى بعد أن تيقن وتيقنت أنه راحل خلال أيام، وقد كنا قد اعتدنا أن نتناقش كثيرا قبل ذلك فى هذه المسائل على مستوى آخر (غير ما وصلتُ إليه هذه الأيام)، وأذكر أننى قلت له قبل أيام من رحيله:

 “يا سعيد، ما تبقاش بايخ، وابقى ابعت لنا أول ما توصل قل لنا إيه الحكاية”

فابتسم – رحمه الله وهو يعرف يقينا أنها النهاية – وقاوم الألم البشع الذى كان يأكل عظامه وقال:

 “بعيد عن شنبك”

ربما لمثل هذا لا أعدك يا هالة إلا بما وصلنى حتى الآنْ،

هذا هو غاية اجتهادى حالا.

أ. أحمد صلاح عامر

وصلنى أن الحياة والموت دائما أمامى ولكن الموت كان دائما مؤثراً، وهو الأكثر شيوعا وكنت لا أعرف جيدا معنى الفقد وعندما كبرت شعرت بمرارة الفقد وأنه الأكثر تأثيرا من غيره حتى من الموت نفسه.

د. يحيى:

أعتقد أن التفرقة بين أسى الفقد، وفعل الموت، ضرورية للتنظير والمواجهة معا

د. إسلام إبراهيم

يمكن أن أوجز ما أريد أن أقوله فى بيت شعر قالته الخنساء فى رثاء أخيها

أعيْنَىّ جودا ولا تجمدا                ألا تبكيان لصخرٍ ندا

ألا تبكيان الجرئ الجميل             ألا تبكيان الفتى السيدا

د. يحيى:

أحب شعر الخنساء، وأحترم أساها، لكننى أتحفظ على كل شعر الرثاء تقريبا، بل وحتى على دموع الفراق،

 وحين أقول أتحفظ لا أعنى أرفض طبعا.

د. نرمين عبد العزيز

وصلنى لماذا لا نتصالح مع الموت، ألم تفهم بعد حقيقة الحياة حتى تستطيع أن تصل لصفقه: ((deal مناسبة تتصالح بها مع الموت.

د. يحيى:

صفقة ماذا يا ابنتى

المواجهة مستمرة، والكدح متصل،

 وربنا يستر

أ. منى أحمد فؤاد

وصلنى أن فعل الشعر هو حلم التغير على أرض الواقع والحلم هو الواقع الآخر،

ومعجبة بتعبيرك: “إن البيت الأول فى قصيدته الأخيرة، قصيدتنا الجديدة … الخ”

د. يحيى:

هيا بنا يا منى

أ. منى أحمد فؤاد

مع أنى لم أتعرف على عبد الوهاب المسيرى، من قبل إلا من خلال هذه اليومية، ندمت على عدم معرفتى له من خلال كتاباته، وفعلا أحبيته من خلال هذه اليومية.

د. يحيى:

ولا أظن أن أحدا – حتى من محبيه – عرفه كما ينبغى أو كما يستحق،

 هكذا القصائد البشرية الحية عادة.

****

استشارات مهنية (5): زخم الطاقة، والإيقاع الحيوى، واختيار الجنون

أ. أحمد صلاح عامر

سؤالى عن تضارب المعلومات وعدم صدق احد والدى المريض –أحيانا- خصوصا إذا كان المريض شابا صغير؟

كيف استطيع أن اضع خطه علاجية فى ظل هذا التضارب؟ هل أترك هذا التضارب للحس الإكلينيكى وزيادة الفحص؟ ام ماذا؟

د. يحيى:

المطلوب من الممارس المعالج أن يضع كثيرا مما يصله بين أقواس (يعلق الحكم) حتى يستزيد من المعلومات الضرورية ويتأكد من مصداقيتها، وقد يستمر هذا الوضع مدة طويلة، ولكن هذا لا يعنى أن يؤجَّل العلاج حتى تستبين الأمور بشكل نهائى

نحن نبدأ مما عندنا، بما عندنا، بالفرض العلاجىّ المحتمل الذى نستلهم منه الطريق الأرجح مؤقتا

وأثناء مسيرة العلاج، نعدّل الخطة ونضع فروضا جديدة باستمرار،

ومع الحصول على مزيد من المعلومات من كل المصادر أولا بأول، تتغير الخطة – عادة إلى أحسن –  أولا بأول

هى مشقة ومسئولية

لكنها تستأهل

وسوف نسأل عنها: من أنفسنا ومن الله

[بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ]

د. مشيرة أنيس

(جاء فى تعقيبك ما يلى:)

“أليس من الجائز أنه وجد  فى جنونها هذا ما يجعله يستقبلها امرأة حاضرة، إنسانة، أكثر صدقا وقربا من العاديات البعيدات” .

ممكن حضرتك توضح هذه الفكرة اكثر؟

د. يحيى:

مرحليا، لعلّى أشير إلى ان حيوية الجنون النشط، برغم سلبية نهايته، قد تطلق طاقة فطرية طازجة نفتقدها فى الأحوال العادية، أو دعينا نسميها “فرط العادية”، وهذا قد يجعل بعض الرجال يستقبلون من بعض النساء اللاتى انطلقت منهن هذه الحيوية جانبا فطريا برغم أنه جزء من حالة الجنون، جانبا قد يحرك فيهم ما يقابله من فطرة دون جنون.

 إلا أن هذا لا يعنى الترحيب بالجنون استجلابا لهذه الحيوية، وإنما هو مجرد إشارة إلى أن العلاقات فى مثل هذه الأحوال قد لا تكون مجرد شفقة من  الشريك السليم على المريضة أو ربما العكس أى: رفضا لها،

إنها علاقات أكثر تعقيدا وأغور تشابكا مما يحتاج إلى هدوء فى القراءة والنقد والعلاج، واجتهاد فى الفهم وإعادة الفهم طول الوقت.

د. أسامة فيكتور

الجنون فعل وليس مجرد رد فعل، وقد احترمت موقف المريضة من رفضها لزوجها ورؤيتها له من حيث ضعف الشخصية وعدم الرجولة، وموقفها أيضا من اختيار الجنون ولكنى استشعر أن المريضة مبالغة فى بعض حديثها ووصفها.

د. يحيى:

أنا أيضا استشعرت ليس فقط المبالغة، ولكن احتمال التأليف المرضى، ولكن هذا لا يبرر اتهامها بالكذب، إلا على نفسها ابتداء،

 مرة أخرى “حقيقة” المريض هى “حقيقة أيضا” بجوار -وليس بديلا عن- الحقيقة الموضوعية كما نزعم أننا نعرفها.

أ. رامى عادل

قد يعجب شخص بالجنون كفكر وفعل خارج، الا ان إدمانه -بعد التخطيط له- طريق شائك بالغ الخطر، ومن عمق اثارته يستحلى الشخص اللعبه الطائشه اللانهائيه. فيختار واقعا مغايرا لا يكتمل ابدا. متأرجحا بينه وبين الهزيمه.رافضا التخلى او التنازل عن يوتوبيا يسكنها الخلل. لكن شيئا من الجنون قد يكون مسكنا فعالا مستعيضين به عن لوازم الواقع. شكرا

د. يحيى:

شكرا يا رامى

شكرا بجد

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (11)

هل العلاج النفسى نوع آخر من الـ “شات”؟  Chat  

أ. منى أحمد فؤاد

فى البداية شعرت أن الحالة سهلة ولا تحتاج للاستشارة ولكن بعد ذلك تخيلت نفسى مكان المعالج وفعلا شعرت انها أزمة محيرة جدا جدا

د. يحيى:

المشاركة مهمة

والمعلومات غير كافيه

ولكن لابد أن تستمر المحاولة

أ. منى أحمد فؤاد

– نفسى اعرف تفاصيل عن الأحوال اللى تعرضت لها هذه المريضة من الاضطهاد والخطف

– ما هى علاقتها مع خطيبها؟

– فى النهاية أنا مؤيدة رأى د. يحيى فى ان يقوم المعالج بمقابلة هذا الرجل

د. يحيى:

أنا أعذر الزميل  المستشير لاضطراره للإيجاز، الذى هو طبيعة هذا الحوار.

الإنسان محيط يا مُنَى ليس له حدود، فما بالك إذا مرض.

دعينا نحدد النقاش فى نقطة صغيرة مضيئة، قد تفيدنا هذه الحالة، والأهم فى حالات أخرى، وهكذا

****

قصة: فردوس الطبلاوى

د. ياسمين فؤاد

لا أعرف لماذا خيل إلىّ أنه حوار داخلى فى نفس الشخص وليس بين اثنين؟؟!!

ولا أعرف لماذا خيل إلىّ أن عندها حق؟؟؟!!!

د. يحيى:

سأهديك الرواية “الواقعة” فى طبعتها الثانية، ثم نرى.

وهى فى الموقع حاليا مجانا على أية حال.

أ. رامى عادل

الزوج: لا حول ولا قوة الا بالله، البيت خرب

الزوجة: عوضنا على الله فى عقلك والمصاريف

الزوج: تظنينى مخبولا؟

الزوجة: وهل تسكعك ومنفضة السجائر ورائحتك وسط قاذوراتك الا خبلا

الزوج: ضقت بك وبكل ما حولى وبالباذنجان

الزوجة: ارى ان تعود لعملك المحبوب ولى

الزوج: ومن يستمع لى؟

الزوجة: انا، أو أصدقائك، أو أولادك.

الزوج: اريد ان احتمى بك.

الزوجة: انت احمق. 

د. يحيى:

إذا كان لديك وقت يا رامى، فارجع إلى هذا الفصل أولا (الفصل الأول: مدرسة العراة، والرواية كلها متاحة فى الموقع حاليا)

     ****

قصيدة: دورة حياة فقاعة

د. إسلام إبراهيم

مش فاهم هذا النوع من الشعر الذى يحرك داخلى هذه الأحاسيس المتضاربة

 ففى بيت يسعدنى مثل لحظة العيد

 ولكن النهاية تكون قاتلة؟

د. يحيى:

ليس بالضرورة!!

أرجو أن تقرأ تعقيب د. أميمة رفعت

د. إسلام إبراهيم

فى بعض الاحيان أحس أن هذه الفقاعة هى فى تضارب وتلاطم أحداث الحياة

 أحيانا أحس بأنى فى ضعفها وأحيانا أحس أنى مثلها مظلوم وهذا الاحساس يريحنى

 لكننى أرجع واحس أنى باحث عن أعذار؟

د. يحيى:

“فى كلٍّ خير”

المهم أن تسمح للاحساس -أيا كان أن يتحرك- حتى لو لم تستطع تثبيته أو تمييزه أو تسميته

التحريك، لا الفهم

أو التحريك أولا

هذه هى وظيفة النقد

د. إسلام إبراهيم

وصلنى أن القدر رغم أنه دينيا مكان تدق له أجراس الخطر، إلا أنى لا استطيع منع نفسى فى التفكير فيه

 أحيانا احس أنه غير منطقى لكننى أرجع وأقول: القدر هو القدر لا يمكن الحكم عليه؟

د. يحيى:

الإيمان بالقدر شئ رائع

وهو غير التسليم له

****

إجابات لأسئلة ليس لها إجابات (1من2)، (2من 2)

أ. محمد المهدى

كيف أن الجسد يفكر وكذلك كيف للعواطف أن تفكر، حين قرأت أن الجسد يفكر تواردت فى ذهنى فكرة مهاجمة الجسد لبعض خلاياه بأعتبارها خلايا سرطانية فهل الجسد أحياناً ما يفكر وأحياناً ما يكون بهذا القدر من الغباء؟! (أريد توضيح هذه النقطة)

وأريد توضيح (يبدأ نمو العواطف من حركية (قلق) الواحدية العقل (اللاتميز الخام)

د. يحيى:

شكرا يا محمد

لكن اسمح لى أن أؤجل الرد حاليا لأن الموضوع الأول (الجسد يفكر) يحتاج إلى تنظير وتمهيد وتفصيل، ولا أعنى بالضرورة حكاية جشع الخلايا السرطانية

أما الموضوع الثانى (نمو العواطف) فهو البداية المزعجة لنظريتى فى العواطف وتستطيع – مؤقتا- أن تجد بعضا من هذا وذاك “فى الموقع”  إما فى صورة مقالات وآراء، أو شرائح وندوات،

–         The Nature and How of Emotions

–         Nature of Emotion

–         Emotions & Body  

 أو حتى فى ماسبق من نشرات: 14-11-2007 ، 17-11-2007، 18-11-2007 ، 3-6-2008 ، 8-7-2008، 9-7-2008 ، 15-7-2008 ، 16-7-2008

وذلك حتى أعود إلى الموضوع بطريقة أكثر فائدة.

أ. محمد المهدى

لم أفهم قولك: “إننا إذا استبعدنا استقطاب “العقل – العاطفة” يمكن النظر للعواطف على أنها عقل آخر”.

د. يحيى:

أظن أن ردّى السابق فيه إشارة إلى وعد محدد، لو أمهلنى ربى حتى أفى به فقد يوضح كل ذلك (أعنى: بعض ذلك).

أ. محمد المهدى

كيف لعاطفة أن تحقق عكس اتجاه وظيفتها التكيفية (هل هذا ما تقصده حضرتك بالعواطف السلبية؟!)

كيف يشارك الجسد فى تشكيل العواطف (أريد توضيح ذلك)؟

د. يحيى:

لا توجد عواطف سلبية وعواطف إيجابية،

 هذا ما سبق لى تأكيده مراراً، العواطف برامج بقائية “خلقه ربنا”، وحتمية الطبيعة،

 فكيف تكون سلبية؟

 إن سوء استخدامها وتشويه مسارها، وقمع انطلاقها فى مسارها، ولىّ ذراعها و….و….و…. هو الذى يجعلها سلبية،

 وعكس ذلك هو عكس ذلك

وإلى تفصيل لاحق كما ذكرت لك حالا

أ. محمد المهدى

أوافق حضرتك فى أن “التنظير عن العواطف” ضدها، ذلك أن العواطف تكون معاشة ومهما وصلت حصافة الفرد فى الوصف لن يقدر على وصفها بألفاظ دامغة لا تجرِّدها من معناها ولن تعطيها حقها حتى وإن كانت شعراً.

د. يحيى:

أنا لم أقل ذلك مباشرة،

لقد كنت فقط أتساءل عن إمكانية وجدوى التنظير معاً، مع ذلك فأنا معك من حيث المبدأ، وأذكرك أيضا أنه لابد من محاولة التنظير فى النهاية، دون الاختناق داخل سجن ألفاظها.

 وإذا كانت اللغة (برموزها: الألفاظ وغير الألفاظ) قد تخنق المعنى أو تقزّمه فليس هذا مبررا للاستغناء عنها، أو المبالغة فى ادعاء عجزها خشية أن تسيح منا الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *