الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حالات واحوال:الفهد الأعرج يتلقى عرْضاً بالحُبّ!!! فينقضُّ رافضاً

حالات واحوال:الفهد الأعرج يتلقى عرْضاً بالحُبّ!!! فينقضُّ رافضاً

“يومياً” الإنسان والتطور

14-4-2009

السنة الثانية

العدد: 592

حالات وأحوال

الحلقة الخامسة:

 

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

الفهد الأعرج يتلقى عرْضاً بالحُبّ!!! فينقضُّ رافضاً

لأنه قد مضى أكثر من أسبوعين، سوف نعيد نشر موجز الحالة لعله يغنى اليوم وغدأ (آخر حلقة)، وهو أغلب الموجز الذى نشرناه فى الحلقة الثانية، مضافا إليه بضعة أسطر عن الحلقة الثالثة والرابعة.

إعادة بعض موجز الحالة:

ياسين رجل أعزب فى منتصف العمر، 33 سنة، مصاب بشلل أطفال منذ سن سنة واحدة، قاوم إعاقته، ودخل المدرسة، وأتقن القراءة والكتابة والحساب، دون سائر إخوته وأخواته، ولم يكمل إلا حتى بداية الدراسة الإعدادية، وعمل فى مهنة كهربائى، ونجح، وفتح محلا مستقلا، ونجح، ورعى أسرته جميعها، بما ذلك الأصغر حين أصيب بذهان (جنون صريح) وعولج برعاية ياسين وحدبه، الأسرة بها تاريخ عائلى شديد للأمراض العقلية، والأب بعيد قاس، والأم طيبة حاضرة، وياسين يعتبرها المصدرالوحيد – تقريبا- للحنان والإحاطة والحب، ماتت الأم منذ شهور فبدأ مرض ياسين، وظهرت أعراض صريحة للإكتئاب الجسيم مع ضلالات وهلاوس مختلفة الحدة والمستويات، منذ شهر تقريبا قبل تقديم الحالة

لم تحل إعاقته العضلية – شلل الأطفال- دون أن يتميز ياسين بالقوة، والقدرة على صد سخرية أقرانه، وغيرهم، من إعاقته، وأحيانا من جهاز السير المحيط بساقه المدلاة بجواره، وذلك بالهجوم و العراك و التأديب، بشكل اكتسب به هيبة كافية من محيطيه والمتعاملين معه، برغم إعاقته.

خطب ياسين مرتين: فتاة تصغره بسبعة عشر عاما، جميلة، أحبته، ووصله ذلك، فتركها بعد ثلاثة أشهر خوفا من فارق السن (كما يزعم)، واحتجاجا على سلوك عابر أثناء قضائها حاجة من بقال جار، ففسخ الخطبة لتوه، وتزوجت البنت بعد شهرين. الخطبة الثانية كانت لفتاة منتقبة، تحمل بكالوريوسا، لم يكن مرتاحا لها أصلا، وتركها بعد أسابيع.

من أهم الفروض التى قدمنا الحالة من أجل مناقشتها أن ياسين يترجح تركيبه النفسى فى وقفة متماوجة بين الموقف (لا المرض) البارنوى Paranoid Position، والموقف (لا المرض) الاكتئابى Depressive Position، ويُـعزى هذاالتوقف إلى التركيب الوراثى من جهة، والإعاقة البدنية وتشويه صورة ومخطط كل من الجسد والذات من جهة أخرى، وبالتالى نشأ ياسين وهو “يخاف الحب” لأنه “يخاف الترك أو الهجر”، ثم هو ينكر السخرية من إعاقته إذا لم يستطع أن يصدّها، وهو يتوعد الساخر فى نفسه حتى يتمكن من أن يقفز عليه – كالفهد – انتقاما وتأديبا،

وقد كان ياسين محتميا بعطف (رحم) أمه طول الوقت، وأيضا بالتعويض بنجاحه المهنى، وقوته البدنية بذراعيه، وحين ماتت أمه، أحس بالوحدة، وربما التخلى، وظهر المرض.

عرضنا فى الحلقات السابقة بعض مناقشة أعراضه،

 كما عرضنا بدايات الحوار وبديات تكوين علاقة مع المعالج والأستاذ معا

 حلقة اليوم:

بعد ظهور ملامحٍ ما بأن ثمة رسالة رؤية واحترام (حب) قد وصلته حتى اعترف بها جزئيا، انقلب ياسين منذ بداية هذه الحلقة إلى فهد منقض، فى هجوم جسدى رافض للمحاوِر، ولما وصله منه باسم الحب (أحيانا) بمعنى القدرة على التحمل والفهم والمثابرة والرعاية، وقد تناوبت هجمة ياسين مع انسحاب عنيف رافض أيضا، حتى انتهت المقابلة بهياج عارم.

بدا ذلك كله بمثابة صد للاقتراب ومحو للثقة بإمكانية أن “يحيا فى رحاب آخر، ثم معه”، كما جرت المقابلة، حاول الأستاذ أن يستوعب هذه النقلة المفاجئة كرًّا وفرًّا، بأن يقبلها دون ردع أو شروط، لعل ياسين يتجاوز وقفته عند كل من موقفى “الكر والفر ” (المقف البارنوى)، وكُرْه الحبً (الموقف الاكتئابى)، الأمر الذى لم يتم إلا فى مقابلتين متتاليتين فى الأسبوع التالى والذى بعده، وهما موضوع الحلقة السادسة (غدًا).

كيف حدث هذا بشكل غير متوقع، وبتصعيد متفجر؟ و “دخول وخروج” دال؟

إليكم ما جرى(1):

…………….

 (آخر الحلقة السابقة بالنص)

د.يحيي: ألاّ قول لى يا ياسين: مين بيحبك غير صاحبك ده

ياسين: والدتى وهوّا وبس

د.يحيي: والدكتور عدلى؟ مابيحبكش؟

ياسين: لأه، الدكتور عدلى على عينى وعلى رأسى

د.يحيي: آه، على عينك وعلى راسك شىء، وبيحبك شىء، هوه مابيحبكش؟

ياسين: لأه، بيحبنى.

د.يحيي: إمال ماجيبتش سيرته ليه فى اللى بيحبوك

ياسين: آه…!!

د.يحيي: طب وانا؟ ماباحبكش؟

ياسين: اللهُ أعلم بقى

(تكلمة مباشرة: حلقة اليوم)

د.يحيي: ما أنا قاعد قدّامك أهه عمال آخد وادى معاك، وباناقر فيك اههْ، قلت إيه؟ بص لى كده شوف أنا باحبك ولاّ لأه؟

 (يتملّى ياسين فجأة فى وجه الأستاذ، ثم يقوم مندفعا من على الكرسى، ويميل للأمام ناحية الأستاذ مادا ذراعيه صائحا:)

ياسين: حاتخلينى أخنـُقـَكْ ليه؟

(يقوم بعض الأطباء بسرعة، ويتوجهون نحو ياسين لوقف الهجمة غير المتوقعة، ويحاولون الإمساك به، وبذراعيه بالذات)

د.يحيي: سيبه سيبه إنت وهوّه، مافيش حاجة، أقعد ياحبيبى، أقعد ياابنى، ده حقك، إنت بتعبـّر عن اللى انت حاسس بيه، اقعد ياحبيبى أقعد، أقعد كنت بتقول حاتخلينى أكرهك ليه! هو انا خليتك تكرهنى ياابنى، دا احنا بنتكلم عن حبى لك.

(يتراجع ياسين ويجلس على الكرسى، ثم يهم بالوقوف ناظرا للباب)

ياسين: أنا عاوز امشى

د.يحيي: طيب مع السلامه، زى ما انت عايز، بس لو تقعد نكمل أحسن، ده علشان مصلحتك.

ياسين: لو قعدت حاموّتك

(يخرج مندفعا، ويترك الحجرة)

……

د.يحيي: (للأطباء) المصيبه إن الدكتور محمد (مدرس مساعد كثير الاعتراض على فروض وتنظير د. يحيى بشجاعة مناسبة) حايعترض برضه، طيب ناخد التلات جُمَل دول اللى طلعوا منه فجأة واحنا بنتكلم عن حبى له، مهما كان المعنى اللى وصل له من كلمة حب:

“حاتخلينى أكرهك ليه !”

“لو قعدت حا موِّتـَكْ”.

“أنا عايز امشى”.

 (د. يحيى يكمل موجها كلامه لـ د. عدلى): ده يا ابنى اللى بنقول عليه بالحرف الواحد “الخوف من الحب، الخوف من القرب”

…… فيه أوضح من كده؟ ! شوف يا ابنى، طب نرجع تانى للعلم وللعلاج

(يدخل ياسين فجأة دافعا الباب أمامه متقدما ناحية الطبيب مهاجما، برغم أن بينهما المكتب، يدخل وهو يعرج لكنه مندفع كأنه يقفز، ويوجه كلامه للأستاذ وهو يشير بيده)

ياسين: إنتَ عـَفريت، إنتَ مش بنى آدم، إنت عـَفريت

د.يحيي: ليه بس يابنى، علشان باحبك يعنى؟ عشان وصل لك إنى باحبك؟

ياسين: إنت عـَفريت، باقول لك

د.يحيي: ليه بس؟!

ياسين: (صائحا أعلى) تانى مره مالكش دعوه بيّا، ماشى؟

د.يحيي: حاضر

ياسين: خلاص؟

د.يحيي: حاضر

ياسين: مالكش دعوه بيه

د.يحيي: ليه بس؟

ياسين: مالكش دعوه بيه، ماشى؟

د.يحيي: حاضر.

ياسين: مالكش دعوه بيه؟

د.يحيي: حاضر

ياسين: حاخنقك بعد كده.

(يتقدم ياسين أكثر وهو يمد يديه الاثنين نحو الأستاذ، فيهمّ بعض الأطباء بالقيام نحوه خشية تمادى الهجوم، لكنهم يرجعون بإشارة سريعة من يد الأستاذ)

د.يحيي: (يكمل فى نفس الوقت) حاضر.

ياسين: والله حاخنقك

د.يحيي: حاضر، ماعَلِشّى ماعلشى هو الوجع جامد يا ياسين، أنا عارف، ماعَلِشِّى ماعلشى

ياسين: حاخنقك والله

د.يحيي: عارف عارف، مصدقك والله

ياسين: لأّه، مصدقنى إيه، لأه، ما ينفعشى، أنا ممكن أخنقك، أنا ممكن أخنقك (ثم يستدير ويخرج مندفعا دون أن يُخرجه أحد)

د.يحيي: (للأطباء) ده علشان تتأكدوا من جدية الموقف ومغزاه،، كل ده زى ما انتو شايفين حصل فجأة، أنا ما قلتلوش “أنا باحبك”، أنا كنت باسأله، “طب وانا؟”، اللى حصل ده يعتبر مزيج من الموقف الاكتئابى، والموقف البارنوى، بس الموقف الاكتئابى أكتر، لأن موقف قتل الأم (مصدر الحب الأول) فى الموقف الاكتئابى، بيظهر لما حبها بيوصل لطفلها فعلا، فبعد ما كان “الموضوع” (الأم ابتداء) يمثل تهديد خارجى بس، لازم يتِْواجه بالكر والفر، وبعدين يصل للطفل إن الموضوع ده نفسه هو مصدر الحب، يعنى مصدر الحياة، يقعد الطفل يختبره، وهو مش مصدق، وساعة ما يصدق يترعب لحسن يمكن يختفى، لحسن أمه تتخلى عنه، فاكرين أنا وصفت الموقف ازاى، أنا قلت البيتين دول ييجى ألف مرة:

أضغطْ، تحلبْ

أتركْ، تنضبْ

أضغطْ، تحلبْ

أتركْ، تنضبْ

فالحب هنا فى الموقف الاكتئابى موجود، وأكيد، ورهن الطلب: “أضغطْ، تحلبْ”،

لكنه – بالنسبة للطفل- لا يمكن ضمان استمراره، لأنه بمجرد أن يتوقف الطلب، يطلّ التهديد بالترك “أتركْ، تنضبْ”، فيقفز احتمال الهجر الدائم واختفاء مصدر الحب/الحياة

(لكن البقرة، قد تذهب عنى،

وأنا لم أشبع،

لن أسمح،

هى ملكى وحدى:

 اضغط تحلب،

 أترك تنصب) (2)

أفلا يعنى ذاك الموت؟

ملكنِىَ الرعب،

 واللبن العلقم يزداد مرارة(3)

“لكن هل تنضب يوما دوما”؟

هنا الطفل يجد نفسه وكأنه ارتد إلى الموقف البارانوى القاتل، ولا يؤمِّنه الامتلاك المطلق (هى ملكى وحدى)، فيكره الحب، ويحاول أن يتخلص من مصدره:

“فكرهتُ الحب،

وقتلت البقرة”(4)

للأسف حكاية كرهت الحب بيسموها فى نظرية العلاقة بالموضوع “ثنائية الوجدان” ambivalence وده مش صح، التسمية مش صح، ثنائيية الوجدان يعنى إنى أحب واكره فى نفس الوقت، لكن “كرهت الحب”، حاجة تانية، ” كرهت الحب “،يعنى الحب موجود، لكن أنا باكرهه عشان خايف منه، قصدى: خايف أصدق إنه موجود، عشان خايف أصدق وأثق فى ضمان بقاء مصدره، يروح مختفى منى فجأة، واخدين بالكو، يعنى ما فيش أوضح من كده، بذمتكو يعنى الجدع ده اللى بيفك الخط بالعافية أنا حفّـّظته السيكوباثولوجى بتاعى؟ الظاهر الدكتور محمد (المدرس المساعد المشاكس المعترض) مش حا يصدقنى إلا لما ياسين يقتلنى فعلا

 ياه!!! إيه ده !! هوه البنى آدم معمول كده ازاى؟ يا ساتر يا رب! ياللا ننده له نشوف إيه الحكاية، بس تستحملوا، لأ استنوا، انتو عارفينّى، ما فيش عيان قابلته قدامكو إلا لما زعقت له ويمكن شتمته تقريبا عشان أفوّقه لسلبية الحل المرضى بتاعه، تقريبا ما فيش حد إلا لما قعدت أزعق له إنت ما بتشتغلشى ليه؟!!، هما أهلك بيصرفو عليك بأمارة إيه؟!! وكلام من ده وبتاع لدرجه الخناق، تلاحظوا إنى مع ياسين أنا ما عملتش كده خالص، ولا ثانيه واحده، ليه ما اعرفشى، اللى وصلنى إن المسألة مختلفة، يمكن العكس …..

 (يسكت د. يحيى مضطرا نظرا لدخول ياسين فجأة دافعا الباب، بعد أن كان د. يحيى طلب من د. عدلى دعوته للعودة إذا أراد، فرفض ولم يرجع معه، لكنه عاد بعد قليل مندفعا، فبادره الأستاذ:)

 د. يحيى: أقعد يا ياسين يا ابنى أقعد أقعد يا ابنى ريّح، أقعد، ربنا موجود يا ابنى، أقعد، ده حقك، أقعد أقعد يا ياسين، أقعد ريّح، حانكمل يا ابنى ولا يهمك، حانشوف إنت عاوز إيه، وعاوز تخنقنى ليه، والحاجات دى كلها حانتكلم فيها، ما تحملشى هم …

( يظل ياسين واقفا متحفزا مبحلقا، يكمل الأستاذ:)

 د. يحيى: أقعد يا ابنى بس، يمكن نتفاهم، إسمع يا ياسين أنا مِستحمل وفاهم ومسمتع، أنا عارف إنت حاترجع تتهيج تانى، بعدين تطلع، وحاندهلك تانى، وتالت، ولسه برضه ده حقك يا ابنى، باقول لك أقعد، حمد الله على السلامه، متشكرين جداً إنك جيت تانى، ولا يهمك، إنت عارف إنى ولا زعلت ولا حاجه، يا رب يبارك فيك يا ابنى، هو الألم كبير أوى يا ياسين، بيوجع جامد قوى، ماعَلَشِّى يا حبيبى يا ابنى، إنت خفت من اللى وصل لك منى لحسن يفكّرك باللى اتحرمت منه، تقوم تتألم من أول وجديد، إنت أول ما بيلوح لك القرب، ولا الحب، بتروح رافسه بعيد، وإيه يعنى، إعمل اللى انت عايزه، ما احنا لسه بنحاول أهه، وانا مستحمل وراضى، ومطـّمن ليك خالص

ياسين: (صائحا جدا) بَسْ

د.يحيي: بس إيه؟، عايِزِنْى أعمل إيه أكتر من كده يا ابنى

ياسين: (صائحا أعلى) باااسْ.

د.يحيي: أََسكـُت يعنى؟ حاضر تانى، لكن ده ما ينفعش يا ابنى، ما ينفعشى كده،

(كان ياسين قد ظل واقفا منذ دخل)،

 يحيي: (مكملا) .. يا أخى يا تتفضل تقعد تستريح، يا مع السلامه، أشوفك بخير انشاء الله الأسبوع الجاى، متشكرين جداً جداً

ياسين: (ياسين ينفخ هُـو هُـو ويكاد يقع)

د.يحيي: ماينفعش يا ياسين يا ابنى، ياللا يا باشا، أقوم أنا أساعدك

ياسين: إنت مالكش دعوه بيه !!

د.يحيي: ليه بس؟

ياسين: إنت فاهم؟ مالكش دعوه بيه!!

د.يحيي: ليه طيب؟

ياسين: كده

د.يحيي: مش بأدى واجبى؟

ياسين: لأه

د.يحيي: إمال أعمل إيه؟

ياسين: مالكش دعوه بيه

د.يحيي: أكرهك يعنى؟ هوّا أنا عملت حاجة غير انى حاولت أديك بعض حقك، ده حقك عليا

ياسين: مالكش دعوه بيه

د.يحيي: ده حقك عليا يا ابنى أمام الله

ياسين: مالكش دعوه بيه

د.يحيي: بلاش أأدى واجبى!

ياسين: مالكش دعوه بيه

د.يحيي: إنت عاوزنى يا ياسين. إنت عاوزنى، لو مش عاوزنى ما كنتش رجعت مرة واتنين، أنا عارف إنك عاوزنى، عايز علمى وعايز خبرتى وعايز عواطفى، عايزنى كلى جنبك، وانا اهه، إمال أنا موجود هنا ليه يعنى؟

ياسين: إنت عـَـفريت، مش بنى آدم

د.يحيي: ولو…!!!

ياسين: عـَـفريت

د.يحيي: عفريت عفريت، يا شيخ ياللا بقى مع السلامه، بس أوعى تفكـّر إنى أنا زعلت منك، إوعى، أنا فاهم ومقدر وكل حاجه، مش عاوز تسلم علىّ وانت ماشى؟

ياسين: لأه

د.يحيي: طيب بلاش ياعم، القلوب مسلمه، مع السلامه

ياسين: كل شويه مع السلامة؟ مع السلامة؟ أقوم ولا إيه؟

د.يحيي: عاوز تقعد أقعد، والله أنا ما عندى مانع، خليك قاعد

ياسين: أنا مش عاوز أقعد قدامك

د.يحيي: ليه بس؟

ياسين: حاموتك، حاخنقك

د.يحيي: ليه بس عملت أنا إيه بس؟ يعنى علشان حبيتك، عشان وصل لك منى اللى رعـَبك ده، بلاش يا سيدى، بصراحه ما هو مش بِخُطرى، ما هو انا لازم أحب الناس علشان أعالجهم، ذنبى يعنى إنى أنا حبيتك وأخدت بالى من الألم اللى انت مريت بيه وكده؟ مش عايز تمشى بلاش، عايز تقعد أقعد، عاوز تمشى إمشى زى ما أنت عاوز، ما دام اتصالحنا خلاص

ياسين: (بعد صمت قصير جدا) قال لى: “قوم بعيد عنه”

د.يحيي: قالك؟!!! يبقى هوه اللى قال لك، مش كده؟

ياسين: أه

د.يحيي: سلم لى عليه، وقول له إنى برضه باحبه هو راخر

ياسين: قالى: “قوم، لأه، ما تسلمش عليه”

د.يحيي: مين، مش الصوت؟ ماشى، أنا حاسمع كلامك، وكلامه، حاحترم الاثنين، أنا أقدر، ياللا ماشى، ياللا مع السلامه

ياسين: ماشى؟

د.يحيي: متشكرين جداً، (ملتفتا للأطباء) شايفين: هوّا اللى قال له، إنما إنْ كان على ياسين هو عاوز يقعد معايا، شوفوا قد إيه الحكاية صعبة عليه يا خبر!

ياسين: يعنى حامشى ولا إيه؟

د.يحيي: آه، إمشى يا باشا مع السلامه، بس أنا مستنيك على طول، وقت ما تحب

ياسين: أمشى يعنى؟

د.يحيي: آه ومش حانساك، مع السلامه

ياسين: أمشى بأه؟ ششش

د.يحيي: زى ما أنت عايز يا حبيبى يا ابنى زى ما أنت عايز

(يخرج ياسين)

……….

يبدأ الأستاذ فى الشرح:

د.يحيي:

طيب، نيجى نبص للّقطة الأولانية، “حاخنقك”، لحد الحتة الأخرانية ” حامشى”، سواء دى أو دى، كانت عشان يكسر “أنا باحبك”، اللى وصل ما كانشى بالكلام، أنا ما قلتلوش كده مباشرة، قصدى اللى وصل له، الظاهر الجرعه اللى وصلت له فى الأول زيادة، فصدّق، فنطت “حاخنقك”، الجرعة التانية ما كانتش كده قوى، فكان كفاية يردها بـ “حامشى”، لكن الحتة الأخرانية بتعلن إزاى حصل الانقسام قدامنا، كان هوه اللى بيقول أمشى وما امشيش، بصّينا لقينا الصوت نط، وقام بالواجب، بانْ لنا إنه مش هوا اللى عايز يمشى، ده الصوت، الصوت عايز يمشى، عايزه يمشى، عايز يمشيه، الصوت ده هو عبر عنه بـ “هوّه”،، بدال ما ياسين يقول “عايز أمشى” الصوت كلّـمه قدامنا، واحنا قاعدين، ما كانشى ناقص غير إننا نسمعه إحنا كمان، قال له “قوم بعيد عنه”، خلوا بالكم من كلمة “بعيد” دى، يبقى فيه واحد عايز يخنقنى، وواحد مش عايز يمشى، وواحد بيبعده وعايزه يمشى،

 المسألة دى مش تهيؤات وهلاوس وجان وكلام من ده، اللى بيخلى المسألة واضحة بالشكل ده، إن احنا لازم نعامل كل ده على إنه حقيقة، سواء كان كده أو كده أو كده، بس درجات حضور الحقيقة دى ومستوياتها، بتختلف حسب مستوى إدراك المريض لها، وبعدين حسب إدراكنا احنا وتصديقها، بس احنا ما بنقدرشى نقبل الحقيقة دى بسهولة، نسميها مرة فكرة، ومرة صوت، ومرة تخريف، ومرة تهيآت، وكل واحده من دول بتدل على موقفنا احنا وقدرتنا على صك أسماء، مش على الحقيقة الغامضة شويتين عننا.

أنا عايزكو تخلوا بالكم برضه من اللى قلته له وهو ماشى: “أنا مستنيك على طول”، “وقت ما تحب”، وبرضه ساعة ما كان بيسأل “أمشى يعنى؟”، وانا باردّ عليه: “آه، ومش حانساك”،

الكلام هنا مش ناخده على إنه مجاملة وعزايم وتحيات والحاجات دى،

المسألة إنه بيحصل تعاقد متعدد المستويات، هو ده اللى يخليه يمشى من غير ما ينط له التهديد بالتخلى الدائم، اللى هوه بالنسبة له الهلاك (فى الموقف الاكتئابى)، وهات يا قتل ورفض وانسحاب واللى انتو شوفتوه ده كله، التعاقد المطروح هنا، وده بيحصل باستمرار بين كل الناس مش بس العيانين، إن الواحد يحس إنه حايتنيه موجود فى وعى اللى عرض عليه العرض ده، عرض الاعتراف، أو الرؤية، الحكاية مش حكاية “ذاكرة”، يعنى وانا باقول له أنا “مش حانساك” مش معنى كده إنى يعنى حافتكرك زى ما افتكر عنوان، ولا غنيوة، ولا نمرة تليفون لأ، دا زى ما يكون باخبّره إن اللى حصل بينا خلاه بقى حته فى وعيى سواء هوا قدامى، أو لأه. أنا مش قادر أشرح أكتر، المهم إن ده مش معناه إيجابى على طول كده بشكل مباشر، لأن ما فيش حاجة بتحصل بالسرعة دى وتفضل، ده زى ما يكون مجرد تخطيط احتمالى يمكن نفهم بيه اللى جارى، يعنى ما نتفائلشى قوى كده بكلمتين قلناهم ما نعرفشى حايوصلوا ازاى، الوعد إن “أنا مستنى” يمكن يسيب حاجة، يمكن لأه، ما تنسوش إن المواقف دى، سواء الموقف البارنوى أو الاكتئابى أو غيره بتبتدى والطفل شهور، إحنا بنبعت رسايل فى العلاج من واقع الخبرة، مش بندى وعود من منطلق الشهامة والواجب، إحنا ما نعرفشى الرسايل اللى بنبعتها حا توصل ولا مش حاتوصل، وإوعوا حد منكم يقصد وهوه بيعمل كده إنه يوصل ما اعرفشى إيه ازاى، إياكم، الكلام اللى أنا باستشهد بيه ده أنا كتبته من أربعين سنة قبل ما الأمور توضح لى كده، وعند التطبيق بالصدفة بالاقى واحد زى ياسين فى موقف “…. إن الراجل ده بيحبنى، لأه ما بيحبنيش، طب وافرض صدقت إنه بيحبنى، يا نهار اسود، دا يمكن يسييبنى، ومش بس يسيبنى ويرجع، لأه دا يمكن يسيبنى على طول “لكن هل تنضب يوما دوما؟” زى ما يكون بيقول لى “..هوه انت حاتحبنى زى امى، وبعدين تسيبنى زى ما سابتنى”،

 ما تنسوش إن العيا ظهر بعد موت امه، الحكاية مش مسلسل، لأن يمكن ده كله يحصل من غير ما تموت امه، ده اللى انتوا شوفتوه النهارده هوه هوه اللقطه بتاعة أمبارح فى الجروب (العلاج الجمعى الذى يعقد فى اليوم السابق)، لما طردت محمود (اسم مستسعار لأحد أفراد المجموعة) استعمل حقه اللى اتفقنا عليه فى العلاج الجمعى، يعنى “قعد غصبن عنى”، وأعلنها، وكانت رائعة إنما أول ما وصل له إن واحد وأكتر من المجموعة شايفينه، وبيحبوه، راح سايبنا وما كملشى الجلسة وروّح، الكلام ده متسجل وتقدروا تشوفوه مرة واتنين، نفس الحكاية دلوقتى، الناس بتمشى، بتهرب، لما تِتْحَب حب حقيقى، من كتر ما هماش مصدقين يوصل لهم الحب على إنه مهزوز، مش مضمون، مش عشان هوه كده، لأه، عشان ما فيش عندهم طمأنينة تضمن استمراره، ما فيش تدريب على حركة (برنامج) “الدخول والخروج” (5)

بانستنتج من ده كله إن الخوف من الحب أكتر بكتير من الخوف من الكره، ياسين ساب البنت الأولانية لما وصل له حبها بحق وحقيق، وأظن اللى حصل فى شهور أو كده، هوه هوّا اللى حصل قدامكوا فى أقل من ساعة،

طيب احنا عمالين نشرح نشرح نشرح، ياسين ماله بالنظريات دى كلها، لازم نشوف حكايته حانحلها ازاى؟

أظن احنا مش حا نحلها، ما نقدرشى، يعنى هما الناس العاديين حلوها؟!! أى حد فينا حلها؟ المسألة إن احنا نعرف السكة ونبتدى، ويبقى يحلها حلاّل، ما هو باين إن الاغتراب ضرورى حسب الظروف عشان نقدر نعيش بالموجود، وبعدين نقعد نفك فيه، ونعدى، ونرجع نغترب، ونفك ونعدى، وكلام من ده،

 بالنسبة لياسين أعتقد إن الكسرة اللى حصلت للدرجة دى بتلزمنا بإيقاع مختلف عن اللى بنعمله فى الحياة العادية، زى ما يكون آن الأوان بالنسبة لياسين بعد سن 33 إنه يعديها أحسن شوية من تجاربه اللى فاتت، وما تنسوش التاريخ العائلى بتاعه واستعداده الوراثى للبهدلة والعيا، أو للحركة النشطة والسلام، يعنى هو مش واحد عادى من قطاع عادى قوى نقدر نلصمه والسلام

الحكاية صعبة بس حانعمل إيه، نعمل اللى نقدر عليه، عندنا الدوا يهدى لنا النار اللى قايده جوه ويسد سكة السحبة اللى بتشده بعيد عننا، قصدى عن “الموضوع”، فى (عن الآخر) وبعدين تيجى تقرب له، تحبه، يطلع لك عكس كل اللى الناس بيتهيأ لها إنه ممكن، يعنى قبل ما أسأله السؤال بتاع “طب وانا؟” ورده البسيط “الله أعلم بقى”، كنا مع بعض سمن على عسل، وما شديتشى عليه فى أى حاجة زى بقية العيانين، وفجأة ابتدا الهجوم، والخنق، والمشى، والرجوع، زى ما شفتم، البنت الأولانية الطيبة حبته بحقح وحقيق، راح سايبها، أمه حبته، وراحت سايباه (ماتت)، نيجى للمعالج، أديكو شوفتم، أنا ماقولتلوش “أنا باحبك”، ده أنا سألته “هو أنا باحبك ولا لأه” أو حاجة زى كده، والظاهر لأن ده موجود، وعينى فى عينه، راح واصل له الاحتمال “إن آه، باحبّه، أو باحاول بجد”، هـُبْ راح عاملها، زى ما ساب البنت بالظبط، واتقلبت انا عفريت وشيطان، وهى خاينة وبتكلم البقال وتضحك معاه بحس عالى، وسلامو عليكم،

الوقت باين خلاص، فيه عندكم أسئلة أو تعليق؟

د.عدلى (مقدم الحالة): يعنى ما ينفعش الواحد يقرب منه دلوقتى، يبقى دى حاجة تخوّف،

د. يحيى: إنت شوفتنى خفت؟ هى مش شطارة يعنى ولا حتى شجاعة، هى فهم بسيط، يعنى واحنا بنقول: أعمل إيه فى العيان، أقول أعمل إيه فى نفسى، ما هو الخوف ييجى لما تكون بتتعامل مع مجهول، إنما لما تعرف ده معناه إيه، وده معناه إيه، ولو بالتقريب، ده يساعدك شويتين، ومش حاتعرف الحاجات دى من الكتب طبعا، دى خبرة وأخد وعطا طول الوقت، طول العمر، مرة تانية: إنت شفتنى خفت

د.عدلى: لأه،

د.يحيي: ما فيش حاجة اسمها لأه، طبعاً أنا خفت

د.عدلى: أصل الهجمة دى تانى أو تالت مرة تحصل معايا، فعشان كده أنا كنت متطمئن

د.يحيي: أهو دا مهم جدا، عشان ما تتصوروش إنى أنا اللى قدرت أوصل له حبى بس، فى الغالب هى حصلت معاك يا عدلى، وهوه ما هجمشى عليك إلا لما وصل له حبك برضه، ما انت فاكر أنا أول ما سألته بعد خطيبته وامه قلت له ” طب والدكتور عدلى”، فقال لى “على عينى وراسى”، وبعدين قال: “آه بيحبنى”، يبقى هو بيهجم عليك يا أخى برضه لنفس السبب، مش كده ولا إيه؟ دا زى ما يكون الهجوم بقى دليل على اللى بيوصل له، وبعدين ما يصحش ننكر على نفسنا حق الخوف، حتى لو جت سليمة مرة بعد مرة

د.عدلى: ……؟؟

د.يحيي: يا أخى أنا من حقى أخاف من أى مفاجأة زى أى بنى آدم، بس ما يصحش إن الخوف ده يمنعنى إنى أنا أكمل أكمل أكمل، ثم إن اللى اتهجِّم ده مش كيان سهل جواه، دا كيان بدائى جامد ما عندوش حسابات، عشان كده أنا شاورت إنه ياخد حقنة دلوقتى حالا، هى مش حقنة منومة زى ما انت عارف، إذا ما كانشى نام، وهو فى الغالب ما نامشى، أنا ممكن أشوفه تالت، ورابع وده أحسن طبعا عشان الحكاية تبقى “دخول وخروج” بحق وحقيق.

د.عدلى: أروح أشوفه (يخرج الدكتور عدلى)

مداخلة: (أحد الزملاء) أنا شفته من سنه

د.يحيي: الحمد لله، إحكى لنا يا أخى، إنت مدكّن على المعلومة دى لنفسك ولا إيه، سنة؟ بس هوا عيان من تلات شهور بس.

مداخلة: انا شفته من سنه ماكنشى عيان ولا حاجة، كان جاى مع أخوه، أخوه هو اللى كان عيان، وانا كنت حاجزه هنا بيتعالج فى القسم.

د.يحيي: كان ياسين عامل أزاى ساعتها؟

مداخلة: هو فعلاً اللى كان شايل البيت مع ظروفه دى بتاعة رجله والعرج يعنى،

د.يحيي: وأخوه كانت حالته زيه كده؟

مداخلة: لأ، خالص

د.يحيى: زى ما انتو شايفين إن مفيش حالة زى التانية، مهما كان التشخيص واحد، مهما كانوا اخوات، مش ملاحظين ده ولا إيه، ما هو بالشكل ده التشخيص ما ينفعشى يدل إلا على مجرد “اسم خايب”، فتح كلام.

(د. عدلى يعود، فيسأله الدكتور يحيى:)

د.يحيي: هه؟ إيه الأخبار، عزمت عليه إنه ييجى؟

د.عدلى: بيقول أنا عايز آجى بس “هوّا” بيقول لى لأ

د.يحيي: هوا مين؟ الصوت برضه؟ بيقول له لأ؟

د.عدلى: آه، بيتدخّل بصورة واضحة وانا باتكلم معاه

د.يحيي: أظن ده يوريك إمتى بتطلع الهلوسة وإمتى بتختفى، إمتى بتحصل الفصْلة والاقتحام من اللى جوه، وإمتى بترجع فى كلامها، شفت ازاى الصوت نط واحنا بنحاول نعمل علاقة، عشان كده إحنا لازم لما نعمل علاقة نعملها مع اتنين تلاتة (همُّ كلهم ياسين) على ما قُسم، مش نقول هوه بيتهيأ له إن فيه صوت وخلاص.

د.عدلى: أنا باحاول

د.يحيي: كتر خيرك، كتر خيرك، هو ده مهم جدا فى العلاج، فاكر لما أنا قلت له على الصوت لما ظهر وهوا معايا وقال إمشى، أظن أنا قلت له: “إنى مصدقك وإنى برضه باحبه هو راخر” (باحب الصوت)، وكمان فاكر إنى قلت له ” أنا حاسمع كلامك، وكلامه“، ما هو احنا مش حا نعمل زى اللى بيحضرو جان، مش حانعمل “حل منفرد” نِرْضى ده على حساب ده، المفروض يعنى، بتوع الجان عندهم نفس الفكرة، بس بيخلوا الجان برة برة، وغالبا بيتصرّفوا على إنه شىء سىء، وبالتالى لازم يتخلصوا منه، ويقعدو هات يا ضرب وهات يا طرد، أو حسب الحالة هات يا رشاوى وكلام من ده، على الناحية التانية الحكما بتوع الكيميا بيموتوا الجان اللى جوّه بالكيميا طول العمر ويستريحوا، زى ما يكونوا بيكوه تركيبة جوانية بمكوة عشان تدبل،

 إحنا ما دام خدنا المسائل جد وحطينا فرض إن كل الكيانات دى حقيقة مش تخيل ولا تأليف ولا تخريف، ما دام بقت حقيقة نبقى نتعامل معاها على إنها حقيقة، وحقيقة مش يعنى اعتقاد صح، لأ يعنى “وجود” فعلى، يبقى ساعتها لما نقول نطرد الصوت أو صاحب الصوت، واحنا على يقين إنها حقيقة، وحقيقة قدامنا موجودة جوا العيان فعلا، يبقى بنعامل الأثنين أو أكثر بأمانة، واحد معلن بره، التانى مازال جواه، بس بيقول علنى، يبقى حا نطرده بالذمة يروح فين؟ إحنا بنستعمل الدوا نسكت واحد قديم شوية لحد ما يمكن نتفاهم معاه، بس احنا مش بنسكته على طول، عشان كده فى الحالات دى الدوا مهم جدا، مش المسكنات، لأ “النيورولبتات” Neuroleptics اللى هى اللى بتنشن على المخ القديم، بس ما تموتوش، قد إيه روعة الكيمياء لما نستعملها صح، بتديك مساحة من الحركة رائعة عشان تقبل “الجميع” واحدة واحدة، وواحد واحد، وفى الوقت المناسب، وبالطريقة الصح، مش تسوية خايبة،

باقول لك إيه يا عدلى، إنت تقترح إنى أنا أشوفه قبل ما أمشى ولا لأه؟

د.عدلى: آه عشان يمكن يطمن إن يعنى ……..

د.يحيي: طيب، وإذا كان محضّر حاجة وضربنى بيها وموتنى مين اللى حايجى الخميس الجاى، حاتيجى أنت تدرس بدالى؟

د.عدلى: لأ انا حاقف أستلقّى الضرب، يادكتور، عايز أقول آخر حاجة خالص

د.يحيي: نعم

د.عدلى: باقترح حضرتك تسلم عليه فى السرير ونرجع تانى علينا

د.يحيي: أرجع تانى ليه؟

د.عدلى: خلاص، خلاص، حضرتك تسلم عليه وتخرج

د.يحيي: حاضر

د.عدلى: سؤال أخير: أدى له جلسات تنظيم إيقاع (كهربا) ولا لأه؟

د.يحيي: بعد ما أسلم عليه أقول لك، بمعنى إيه يابنى،هى والله العظيم حسبه بسيطة ولاد الإيه دول مش عايزين يفهموها، إنت قبل ما تدى الجلسات دى، حاتشوف علاقتك بيه، وبتاريخه، وهل المخ اللى انت عايزه يتولى القيادة أصبح أقوى نسبيا ولا لأه، وبتدى الجلسات دى بناء على حسبة دقيقة جدا، لأن الجلسات دى بتقوى الأقوى وتضعف الأضعف، وبرضه زى ما قلنا بتعمل “إعادة تشغيل للمخ”، يبقى لازم نحسبها صح، وانا شايف دلوقتى إن المخ القديم طايح، فلازم نكتفه بالدوا الأول، ونستنى شوية، أوشويتين.

شكراً جزيلاً

(غداً الحلقة الأخيرة:

مقابلتان للتبع بعد أسبوع ثم بعد أسبوعين)

[1] على من يريد أن يرجع إلى تفاصيل ونص ما سبق نشره أن يتبع الروابط 31-3-2009، 1-4-2009، 7-4-2009، 8-4-2009 كل مرة

[2] ما بين قوسين ببنط اضافة من المتن الشعرى أثناء الكتابة

[3] – نفس الهامش السابق

[4] – نفس الهامش السابق

[5]In-and-out Program وقد سبق الحديث عنه فى عدد من نشرات سابقة، وسوف أعود إليه غالبا عدة مرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *