“يوميا” الإنسان والتطور
3-9-2008
السنة الثانية
العدد: 369
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).
محاولات الوجود، فى تكرارٍ مُجهََضْ II
(نص المقابلة، وهوامش محدودة)
حالات وأحوال:
- الأرجح أنه لا يمكن تتبع نشرة اليوم إلا بعد قراءة يومية أمس وقبل ذلك نص المشاهدة Sheet: يومية 26 أغسطس 2008 حتى أننى كدت أعيدهما هنا قبل عرض هذا الجزء الأخير.
- المقابلة مسجلة بالصوت والصورة، بإذن مسجل أيضا من المريضة وأخيها، وقد تم تفريغها حرفيا (تقريبا) بعد ترجمة التداخلات بألفاظ انجليزية (عادة الأطباء) فاستلزمت تعديلات طفيفة (وبعض الإضافات بين أقواس) حتى يصل المعنى، وقد رأينا فى كل هذه الخبرات المسجلة أن ظهور الكاميرات بوضوح أمام المريض وأهله، وإعلان الأهداف المتعددة من المقابلة، وأنها للعلم والتعليم وعلاج المريض بشكل أفضل (أو نأمل أن يكون أفضل) وذلك من خلال ما نصل إليه فى هذا اللقاء، وجدنا أن ذلك هو أسلم وأصدق سبيل للمصارحة، وبرغم ما فى مسألة لقاء المرضى الجماعى بغرض التعليم من مآخذ أدبية وأخلاقية أنا منتبه لها من قديم (“أغوار النفس”: “ريحة بنى آدم”) وضعتها أيضا فى الملف الجديد ملحق النشرة). إلا أن المرضى: سواء فى العلاج الجمعى (الذى يتحلق حوله علانية عشرون إلى ثلاثين طالب علم وخبرة) أو فى هذه المرورات التعليمية، أقول إن المرضى يساهمون عادة بطيب خاطر، ويجدون أنهم فى النهاية يحصلون على عناية أفضل، صحيح أن بعض المرضى لا يملكون القدرة على اتخاذ القرار بمسئولية كاملة، لكن الأصح أنه ليس لنا الحق فى حرمانهم من التمتع بهذا الحق بمجرد حكمنا عليهم بذلك، وإلا ارتكبنا ما ننهى عنه، وهو الاقلال من احترام اختياراتهم حتى للمرض، إذ أننا إذْ نشكك فى قرار موافقتهم نفرض الوصاية ضمنا إذْ نقرر نيابة عنهم،
وأخيرا فإننا نحرص كما أكدنا فى كل مرة على تغيير الاسم، بما فى ذلك اسم الطبيب غالبا، وكذا تغيير التاريخ قليلا، وأيضا محل الإقامة (بما لا يؤثر على المحتوى العلمى) كما نتعهد بعدم عرض هذا التسجيل مباشرة إلا لأغراض العلم والتعليم.
موقف صعب، لكن هذا هو الممكن، وأفضل من التحايل والسرية، وإلا فكيف يمكن أن نفهم أكثر، ونقدم خدمات أفضل لهم ولغيرهم؟
- برغم أن عدد صفحات المقابلة قد بلغ (64 صفحة)، إلا أننى طرحتها معاً تحدياًّ لتوصيل عينة من المقابلة التفصيلية حرفا بحرف، آملاً أن يظهر من خلالها حجم الفروق الثقافية ونحن نحاور هذه الطبقة من الناس والمرضى، وأيضا لملاحظة اختلاف الحوار عما يمكن أن يحدث فى بلاد أخرى وثقافات أخرى وطبقات اجتماعية أخرى، آملا أيضا أن يفيد ذلك فى التدريب والتدريس بقدر مناسب.
****
نصّ المقابلة
د.يحيى: أشكرك يابنْى، كتر خيرك
د.محمود: على إيه؟
د.يحيى: انا باشكرك يابنى على كذا حاجه، أولاً علشان دى ست، وإحنا نادر لما نشوف ستات هنا، ومفيش تعليم طب نفسى من غير مانشوف الإثنين رجالة وستات، إحنا ما عندناش قسم حريم، مش كده؟ إنت بذلت جهد يعنى عايز تتعلم، وبعدين الشيت مكتوب كويس، والحالة تستاهل، الحالة مهمه وصعبة، أنا أول لما انت قريتها لنا دلوقتى إتخضيت، العيال الكتير اللى ماتوا ورا بعضهم دول، والواد اللى رمته، هل انت وصلك فعلا إنها متخلفة عقليا، ذكاءها مافيش خالص بصحيح؟
د.محمود: مش قوى كده، همّا اللى طلَّعوه كده، هى تحت المتوسط شوية
د.يحيى: همّا مين؟ إخوانا السيكولوجيست!! قالوا معامل ذكاءها 57 % مش كده؟ يعنى زفت
د. محمود: آه
د. يحيى: الكلام ده مهم جدا، لأن الحالة تفرق سواء فى التشخيص أو المسئولية أو العلاج‘ سيبك بقى من معامل الذكاء دلوقتى، وحكاية 57% وبتاع، إنت شخصيا، وانت قاعد معاها، شايف إنها متخلفة؟
د.محمود: فى المقابله معاها ممكن تحس حضرتك شوية، بس مش قوى.
د.يحيى: يعنى إنت، وانت قاعد معاها وانت إبن حلال وفَهْمان، حسيت إنها متخلفه؟
د.محمود: لأه خالص
د.يحيى: منين “لأ خالص”!! وفى نفس الوقت “بس مش قوى كده”؟
د.محمود: آه، أصلها ساعات ساعات، ساعات تبان إنها بتفهم، وساعات تسقط منى
د.يحيى: طيب واللى ساعات ساعات دى، بنقيس ذكاءها بالساعات الأحسن ولا الأوحش؟
د.محمود: الأحسن،
د. يحيى: عليك نور، ييبقى ناخد النتائج إللى تجيلْنا من زُمَلاَتْنا دول بحذر شديد.
د. محمود: الظاهر أنا خفت من اللى هما عاملينه، دى اختبارات برضه
د.يحيى: شوف يا ابنى، إحنا لا يمكن يعنى نستسلم لنتايج الاختبارات دى، أو أى اختبارات من غير ما نشوف اتعملت ازاى، فى ظروف إيه؟ لمين، بمين، ونقارن ده كله باللى احنا شايفينه قدام عنينا، مش احنا قلنا الاختبارات دى على العين والرأس، إنما ما نلغيش إللى قدامنا عَشَانْها، إحنا نشوف الفرق بين ده وده، ونشوف الفرق ده جى منين. ودايما تحترم إللى بيوصلك من تقديرك الإكلنيكيى إللى مبنى على المنطق السليم، أصل كل العلوم، مهما قالو لك، هى أصلها منطق سليم، ومافيش علم يختلف مع المنطق السليم، فيه فرق، ماشى، نشوف جه منين، مش نحل شوية سؤالات ورسومات محل اللى احنا شايفينه بعنينا، مش كده ولا إيه؟
د.محمود: إللى تشوفه حضرتك،
د.يحيى: إللى أشوفه إيه يا جدع انت؟ هو انا لسه شفتها، إللى تشوفه انت، إنت اللى قعدت معاها ساعات، ومع اخوها، وخدت تاريخها بالطول وبالعرض، وتقوللى اللى تشوفه، إنت شفت إيه، إيه إللى وصل لك من إجاباتها، هوه ده المهم، يا ابنى إحنا النهارده يوم الخميس، (وده له طبعه الخاص) ولا أنا بامتحنكم ولا حاحاسبك على حكمك غلط أو صح واديك نمرة، المحاسب ربنا، إنت وصل لك إيه من المقابلة، أى حاجة وصلت تقولها، ورزقك على الله. مش هى برضه وصلت سنة رابعة ابتدائى؟
د.محمود: آه
د.يحيى: وعندها 42 سنة، يعنى الغش ما كانشى القاعدة لسه
د.محمود: أيوه
د.يحيى: سنة رابعة بتاعتنا غير سنة رابعة بتاعتها، غير سنة رابعة بتاعتكو، مش كده ولا إيه؟
د.محمود: آه صحيح
د.يحيى: واحدة ست، كانت بتساعد جوزها عالمعيشة، وتبيع كشرى لوحدها، وتساهم فى مصاريف البيت، وبعد ما مات بقت تبيع حصالات فخار للعيال، عشان تعيش، وتصرف على البيت، تقوم تقوللى متخلفة؟
د.محمود: ما انا قلت اللى وصلنى، قلت كل اللى عندى
د.يحيى: أيوه أنت قلته، وسألتها وكتبته، بس ما طلعتِشْ منه برأيك اللى يرد على الاختبارات والكلام الميكانيكى ده، إنت عشان تعرف ذكاء واحدة زى دى، مش تعمل لها “اختبار وكسلر” وما اعرفشى إيه، إنت تخش فى تفاصيل البيع والشرا، ده يوريك الذكاء أحسن من ميت اختبار، تسأل إذا كان فيه حد بيضحك عليها فى الفلوس؟ إزاى بتحسبها؟ وازاى بتعد الفلوس؟ وهل هى بتعرف كسبت إيه آخر النهار، اشترت بكام وباعت بكام، وفضل إيه وكلام من ده.
د.محمود: عملت كده بس ماذكرتهوش، ما كتبتهوش، هى لما بتبيع وتشترى بتعرف تحوش وكانت بتحوش مع اخوها، وبتسيب فلوس مع أخوها
د.يحيى: لأه التحويش شىء بدائى، مش شرط، أى عيل عنده تلات سنين يعرف يحوش، تديله العيديه يروح جارى لأمه ويديها لها، ويقولها حوشيها لى
د.محمود: آه
د.يحيى: … إنما كونها تقعد تجيب بـ 35 صاغ لعَبْ، وآخر النهار تعد تلاقيهم بقوا 45 صاغ، ده موضوع تانى خالص، (خلى بالك أنا باكلمك بقيمة القرش زمان) وبعدين الناس العاديين بيعرفوا أكتر من الجماعة الدكاترة ومن اللى بيقيسوا، دى لو هى بتبيع وتشترى والناس لقطوا إنها متخلفة، هايستغلوها بمنتهى البساطة، آه.. حد يقولك الوليه ديه عبيطه روح خذ منها مش عارف أكتر ماللى دفعتُهْ وقول لها الباقى إيه، وهى مش حاتاخد بالها، وكلام من ده، الناس ولاد ستين فى سبعين، يستغلوها بمنتهى البساطه وبعدين ممكن يستغلوها فى حاجات تانية، وإنت عارف طبعاً، فيه تجار مخدرات يستغلوا العيال المتخلفين يوصلولهم البضاعة مثلا، التجار دول بيشخصوا نسبة الذكاء أحسن مننا، وأحسن من الاختبارات اياها، يقول للواد خد الشنطة دى، وديها لفلان، وحاديك عسليايه ويديله الشنطة، ويعلمه السكة، والشنطه فيها اللى فيها، فخلى بالك، الناس العاديين بيحكموا على التخلف بمنتهى النصاحة، أنا عارف أنا طولت، إنما دى نقطة أساسية، لأننا حانرجع لها لما نفحص موت العيال، ليه بقى ؟!!
أصل احنا لو قرينا كل اللى قالته واحنا فى مخنا إنها حالة تخلف عقلى شىء، غير لو حاولنا نقرا المعلومات العظيمة اللى انت جمعتها على إنها تعبير عن تركيب مرضى، له معناه، وله وظيفته، وله لغته، وله هدفه (المرضِى طبعا) شىءِ تانى، مش معنى كده إن المتخلف ما يجيلوش مرض نفسى، إنما تفرق، أنا رأيى من مجرد اللى انت قلته، إن ذكاءها يا متوسط، يا أقل حبة صغيرين. إيه رأيك انت؟
د.محمود: آه، بيتهيأ لى كده برضه.
د.يحيى: على فكرة، إنت قلت إن التاريخ العائلى إيجابى، بس خلى بالك تدخين البانجو أو الحشيش فى العيلة شىء، ودخول العباسية (كمرض عقلى يستاهل كده) شىء تانى، مش كل إيجابى إيجابى، هنا فيه الاثنين، وانا مهتم بالنوع التانى اللى يدخّل العباسية أكتر طبعا،
د.محمود: ما هو حتى قريبها اللى بيشرب حشيش كان جاله مرض عقلى شديد برضه
د.يحيى: عندك حق، وبعدين إنت لاحظت فى كلامها حاجات عن الشهوة، “وخَتْمى”، وكلام من ده، نيجى للتاريخ الجنسى والعاطفى كله نلاقيك كاتب فيه سطرين تلاتة
د.محمود: بصراحة ده اللى قدرت عليه، كانت ملخبطة، والمنطقة حرجة
د.يحيى: دا صحيح، بس خلى بالك، هى فى مناطق تانية بتوصف كويس، يعنى لما واحده تقول لك “أمى ماكنش فيه تفاهم معاها، وماحستش من ناحيتها حب أو حنان ولا حتى أى مساعده”، ديه تبقى متخلفة برضه؟
د.محمود: لأه مش قوى
د.يحيى: التاريخ الجنسى بعد الجواز إنت قلته أحسن شوية، وهو له دلالته برضه
د.محمود: أنا ماعرفتش أجيب منها إلا المعلومات دى
د.يحيى: أنا عارف، كتّر خيرك، هو الراجل ميت بقاله أد إيه
د.محمود: بقاله حوالى سنة ونص
د.يحيى: نيجى بقى لأكثر حاجة آلمتنى وفى الغالب آلمتك انت كمان، حكاية العيال اللى ماتوا دول، إنت ماسألتش على تفاصيل التفاصيل بتاع موتهم ليه، إحنا مش حانحقق، لأ، بس حانعرف إيه اللى حصل، عشان ده مرتبط بحالتها فى كل الأحوال، مش بس قلة تأثرها بموتهم، لأ، احتمال مشاركتها السلبية أو الإيجابية فى موتهم، وبعدين هى رمت الواد المسخ من السطح سنه تمانيةْ، ولا تسعة، ثم الحكاية امتدت لمحاولتها إنها تموّت نفسها كمان.
د.محمود: أنا حاولت كذا مرة إن أنا أجيب أى تفاصيل، ده بعد كذا جلسة ما اطلعتش بحاجة،
د.يحيى: أنا حسيت كده برضه، أنا مقدر جهدك
د.محمود: هى حتى ما كانتش فاكره أسماءهم فى الأول
د.يحيى: معلشى، تسأل أخوها، أختها، أى حد
د.محمود: هما مش دريانيين خالص، أخوها كل اللى قاله، إنه كان عندها 6 عيال وماتوا
د.يحيى: يا خبر!!!، إيه حكاية الناس دول، المهم…
د.محمود: همّه برضه ما يعرفوش حتى أساميهم.
د.يحيى: يمكن عشان ماتوا صغيرين
د.محمود: آه شهرين تلاتة، كده
د.يحيى: يعنى الولد إللى رمته من على السطح بس هو اللى عاش لحد سن 9 سنين
د.محمود: آه
د.يحيى: هى تِقْرَبْ لجوزها
د.محمود: لأه مش قريبته
د.يحيى: مفيش إحتمالات إن يكون تعارض فى فصايل الدم وكلام من ده
د.محمود: حانحاول نشوف، على كلٍّ الموت كان لأسباب مختلفة، إشى حمى، وإشى واقعه،
د.يحيى: بس حتى الولد اللى عاش كان عنده بلاوى، وتشنج، وتخلف، وما بيسمعشى وما بيمشيش، مش كده؟ هوه ده إللى عاش كام سنة؟ مش كده؟
د.محمود: أيوه، بس فيه واحد تانى عاش، وعنده دلوقتى 14 سنة، وتمام، دكهه اللى حضرتك قصدك عليه، اللى رمته، كان وصل تسع سنين
………….
د.يحيى: هو تقريباً لايمكن فهم الحاله بشكل كامل إلا لما نفحص المنطقه دى كويس، أصل انا اليومين دول بالصدفة باقرا وباتناقش فى الأساطير شويتين، وباحترم الكلام اللى جه فيها، وفيه كلام كتير عن ازاى الأب كان بيموت عياله، ومرحلة الأم هيه اللى كانت بتموت عيالها وكلام من ده، وانت عارف إزاى أنا باقرا العيانين بتوعى لما يتفركشوا قوى كده، ويحصل نكوص فى مناطق، لها ارتباط بدلالات تاريخية وتطورية معينة، كلام كده فيه ريحة “يونج“، الحالة لما تكون متدهورة قوى كده، أنا بينط فى مخى كل الاحتمالات، حتى بعض احتمالات علاقات الحيوان الأم بأولادها، فى ظروف معينة، (لبقية الأطباء:( حد منكم شاف الحالة دى مع محمود، معلشى ،هى من العيادة الخارجية فما مافيش فرصة
د.محمد: أنا شفتها مرة واحده مع د.محمود بس هو فى الأول كان بيحكى لى عنها فكان عندى تصور معين، وبعدين لما شفتها يعنى حسيت إنها ست طيبه أوى/ ما جاليش أى شعور إنها ممكن تعمل أى حاجة من دى
د.يحيى: شكرا، إحنا لازم نحترم شعورك ده، مهما كان شكّنا فيها
د.محمد: يعنى كنت واخد فكرة الأول لما اتحكى لى عنها إنها قاتله، حتى لو مجنونة، تبقى قاتلة برضه، وكنت قلقان منها كده شوية، فلما قعدت معاها اختلف شعورى خالص، حسيت إنها ست غلبانه، والحاجه التانية أنا رفضت نتيجة اختبارالذكاء، حسيت إنها ناصحة يعنى معامل الذكاء مش أقل من حاجة وتمانين
د.يحيى: ليه مش حاجه وتسعين بقى ونخلص ؟!
د.محمد: بصراحة فى المقابله قالت حاجات حسيت إنها طبيعيه مش حاتقل عن حاجه وتمانين بأى حال
د.يحيى: طيب نشوف العيانة لو سمحتم
****
المقابلة مع المريضة
المريضه: (تدخل مع أخيها) صباح الخير
د.يحيى: أهلاً يا حميدة، إزيك؟ صباح الفل
أخو المريضة: السلام عليكم
د.يحيى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، (لأخيها) تعالى يابْنِى، لا مؤاخذه ياحميدة معلشى
أخو المريضة: إزيك يادكتور
د.يحيى: إزيك يا أبو على هو إبنك إسمه إيه
أخو المريضة: عماد
د.يحيى: إزيك يا أبو عماد
أخو المريضة: الحمد لله
د.يحيى: طيب إحنا حانستأذن من حضرتك شوية علشان حانقعد مع حميدة الأول
أخو المريضة: ماشى
د.يحيى: وبعدين هاندهلك، بس الأول إنت كتر خيرك علشان إنت جيبتها بدرى كده علشان فايدتها وفايدتنا، وبعدين حاقولك اللى جارى هنا وبعدين هاقول لحميدة واستأذنكم إنتم الاتنين: إحنا فى قصر العينى، وده مستشفى فى الجامعه، واحنا هنا بنعالج الناس اللى مش قادرين، وفى نفس الوقت بنتعلم وبنصور علشان العلم والتعليم، مش علشان التلفزيون بتاع الناس فى البيوت
أخو المريضة: ماشى يافندم
د.يحيى: موافق ؟
أخو المريضة: آه موافق
د.يحيى: وانت يا حميدة: موافقه؟ موافقة ياحميدة؟
المريضة: اللى هاتقولوا عليه
د.يحيى: لأه واحده واحده ياحميدة مش اللى حانقول عليه، مش من الأول كده، عرفتى إحنا بنعمل إيه، شايفة، (يشير إلى الكاميرات) بنصور علشان العلم والتعليم وعلشان مصلحتك، يعنى اللى احنا بنعمله نتمنى يكون بيصب فى مصلحتك إنتى واللّى زيك، فلازم ناخد موافقتك.
المريضة: أنا مش عارفه حاجه، اللى تقولوه
د.يحيى: لأه إنتى عارفه كل حاجه متلخبطيناش، موافقه ولا مش موافقه
المريضة: موافقه
د.يحيى: كتر خيرِكْ
أخو المريضة: هوعلى فكرة…
د.يحيى: لأه هو أنا هانده لَكْ بعدين وحاسألك على كل السؤالات بعدين
(يخرج الأخ وتبقى المريضة)، يلتفت الدكتور يحيى للمريضة:
د.يحيى: إزيك؟
المريضة: الله يسلمك، أنا فيا أنفوسى
(هامش: لاحِظْ كيف تأجل السؤال عن ما تقصد “الأنفوسى” والبدء بالتعرف وتذويب الثلج)
د.يحيى: صباح الخير
المريضة: صباح الخير
د.يحيى: عارفه الدكتور اللى أخذ منك السؤالات ده مين
المريضة: الدكتور محمود
د.يحيى: فين هو
المريضة: بسم الله الرحمن الرحيم، (تتلفت حتى تعثر عليه بين زملائه،) أهه
د.يحيى: يابنت ياناصحه إنت، أمير الدكتور محمود، مش كده؟
المريضة: الله يبارك فيه
د.يحيى: طب هو قال لنا…,لأ إستنى لمّا اعرفك بنفسى الأول، حاقول لك إسمى، لازم تعرفى إسمى زى ما انا عارف اسمك: أنا إسمى يحيى الدكتور يحيى
المريضة: ربنا يبارك فيك
د.يحيى: إسمى إيه؟
المريضة: الدكتور يحيى
د.يحيى: طب هاقولك إسمى كله على بعضه يحيى الرخاوى
المريضة: يحيى، آه
د.يحيى: بالظبط كده إسمى إيه بقى
المريضة: يحيى
د.يحيى: …. أنا دكتور كبير شوية، فى السن على الأقل، ما يغركيش البرتقالى اللى انا لابْسُهْ ده، أنا باستعبط.
المريضة: أهو كله عند ربنا حلو
د.يحيى: خلاص، ماشى، كتر خيرك ما دام مسامحة خلاص
المريضة: يعنى أنا مش حاتعالج؟؟
(هامش: من البداية، وإلحاحها على العلاج يؤكد بصيرتها أنها مريضة، تسعى للعلاج)
د.يحيى: واحده واحده إمال إحنا بنعمل إيه
المريضة: لا إله إلا الله
د.يحيى: محمد رسول الله، إمال احنا مصحيينك من الفجر ليه، وجايبنيك الساعة سبعة الصبح ليه، مش عشان العلاج، والعلم ده اللى احنا فيه، والحاجات دى علشان تتعالجى، إنت واللى زيك.
المريضة: حفظك الله
د.يحيى: هو الدكتور محمود اللى قعد معاكى، ده زى إبنى كده، أنا باعلمه، بنتعلم سوا
المريضة: ربنا يبارك فيه ويبارك فيك
د.يحيى: الله يحفظك، هوه قال لنا كل حاجه إنت قلتيها له
المريضة: ويزيدكوا علم ونور
د.يحيى: ويزيدنا علم ونور؟ متشكر، دا انت فل الفل اهه !! ربنا يطول عمرك
المريضة: ربنا يبارك فيكوا
د.يحيى: ويطمنا عليكى
المريضة: يارب يديكوا الصحه والعافيه
د.يحيى: هو الولد اللى فاضل إسمه إيه
المريضة: عبد الرحمن
د.يحيى: عبد الرحمن؟
المريضة: آه
د.يحيى: إزيه
المريضة: كويس
د.يحيى: فى إيه؟ كويس فى إيه
المريضه: هو أنا هاقول لك إيه يعنى، هو ماشى تايه كده ومريض زييى بس حاعمل له إيه يعنى
(هامش: الولد حاليا ليس به أى مرض حقيقى أو نفسى، وهو يدرس فى الإعدادى)
د.يحيى: بتتكلمى عن عبد الرحمن ؟
المريضة: آه
د.يحيى: هو عنده كام سنة
المريضة: عنده 14 سنة
د.يحيى: طيب هو مريض زيك ليه بقى، وإيش عرفك إنه مريض من أصله، وزيك كمان؟ إيه دا كله؟
المريضة: أصل أنا حاسه الأنفوسى أد صباع اليد، الأنفوسى هو اللى فيا
(هامش: يلاحظ هنا شطح الرد وبُعْدها فجأة عن السؤال، ثم التحديد غير المتوقع، لما أَسمْتُه الأنفوسى بإصبع اليد)
د.يحيى: خلاص خلاص حاسبى شوية، إنت دخلت على طول على اللى بديتى بيه مع الدكتور محمود، إيه بقى حكاية الأنفوسى إللى أد صباع اليد ده؟
المريضة: أنا عاوزه أتعالج بس
(هامش: مرة أخرى إصرارها على العلاج برغم الشطح)
د.يحيى: ما هو إنتى بادية تقولى لى الأنفوسى قد صباع اليد، خبط لزق كده، طب انا أعالجك إزاى بقى؟ ماتقولى كلام زى اللى بيقولوه الناس، مش لما افهم بتقولى إيه، أعالجك أحسن، وبعدين نبقى نحوّد عالأنفسى، ماهو برضه لما كلمتى الدكتور محمود قولتى له الأنفوسى هى شر اللسان، منين زى صباع الإيد ومنين شر اللسان هو الأنفوسى عندك يعنى إيه
المريضة: النّـفس،إسمه نـَفس.
د.يحيى: نفس؟ آه طيب نفس يعنى زى ماتقولى مرض نفسى يعنى؟
المريضة: لأه
د.يحيى: الأنفوسى يعنى إيه قصدك الأنفوسى يعنى النفس، يعنى إيه “يعنى النفس”
المريضة: هو نفس نفس أد صباع اليد هو الجسد لما يموت مش بتطلع منه نفس ؟
(هامش: تجسيد الأنفوسى فى حجم أصبع اليد يمكن أن يكون نوعا من إعلان انفصال داخلى من ناحية، ثم تعيين Cocretization من ناحية أخرى مضافا إليه تصغير وتحجيم، وقد سبق أن لاحظتُ، وأسميت هذا النوع من الانفصام “الجسم الغريب” Foreign Body (F.B.) أو النيزك” تعبيرا عن فقد الهارمونى بالانفصال، وتشبيه الانفصال الذى حدث بداخلها بطلوع الروح من الجسد هو يدعم هذا الفرض أيضا)، وكل ذلك متعلق بفرض العين الداخليةInternal Eye (انظر يومية 29-7-2008 استدراك حول فرض “العين الداخلية”).
د.يحيى: بتطلع منه نَفْس؟
المريضة: بتطلع منه نفس
د.يحيى: يعنى إنتى قولتى الأنفوسى زى صباع اليد يعنى نفس، طيب إستنى واحده واحده علشان نمسك الكلمة التانيه الأنفوسى هى شر اللسان
المريضة: شر النفس
د.يحيى: طب وإيه هى شر النفس؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: الأنفوسى هى شر اللسان وشر النفس ؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: هى إيه هو الأنفوسى إللى قد صباع الإيد
المريضة: هو أد صباع الإيد، وممكن يكبـّر نفسه أد الإيد، أصل ربنا سبحانه وتعالى خلق فينا إيه، نفس باطله ونفس شر
(هامش: حركية التكبير والتصغير هذه ، ربما تعلن حركية الوعى بهذا الانفصال المتغيّر، الذى استتبعه لصق الشر بهذا الجزء، وأيضا نتذكر أن الكلام (اللسان) كثيرا ما يكون تجسيداً للاغتراب الذى يحاول أن يكسره التفسخ الانفصامى بالذات)
د.يحيى: نفس إيه ونفس إيه؟؟
المريضة: نفس باطله ونفس باطله
د.يحيى: ماشى، وبعدين؟
المريضة: والنفس التقيه بتاعته، هو بيحمينا بقى من الشر ومن الباطل
د.يحيى: ياست حميدة إنتى بتدشى كلام مهم جداً، بس بسرعة، وبتتنقلى بسرعه فانا مش ملاحقك، ومش عاوز أطولّ عليكى، زى ما اكون باحقق، إنتى عيانه، وانا دكتور بيعالج العيانين
المريضة: أنا عيانه وعاوزه أشفى
(هامش: تأكيد جديد على سلامة البصيرة والرغبة فى العلاج فالشفاء)
د.يحيى: تشفى تعملى إيه، تشفى عشان تعملى إيه، إنت عارفة إللى عملتيه؟
المريضة: أنا وليِـّـه، وعايزة أشفى
د.يحيى: وبعد ماتشفى تعملى إيه لعبد الرحمن، هوه اللى فاضل.
المريضة: عاوزه أفتح دكانه وأبيع له وأشترى له وأجوّزه، أمّال أسيبه كده
د.يحيى: لأه مايصحش، طبعا ربنا يشفيك وتحققى اللى نفسك فيه، وتفتحى دكانه وتبيعى وتشترى وتجوزيه
المريضة: أيوه
(هامش: واضح أن علاقتها بمن تبقى من الأولاد (عبد الرحمن) طيبة وآملة، وهذا يرجح أن أزمة الوجود التى افترضناها، وأنها تحل بها عقب الولادة مؤقتة برغم حدتها ومضاعفاتها، وفى هذا كلام كثير عن ما يصاحب “الوضع” من ذهانات خاصة بهذه الفترة بالذات تسمى أحيانا “ذهان النفِّاس”)
د.يحيى: يارب يشفيكى علشانه يارب
المريضة: لو ليّا نصيب
د.يحيى: هو إنتى لما كنتى بتبيعى الأول مع جوزك، وبعدين لوحدك كان مين اللى بيحسب لك
المريضة: اللى بيحسب إيه
د.يحيى: اللى بيحسب الفلوس، فلوس البيع والشراء والمكسب والخساره
المريضة: هو الراجل
د.يحيى: هوالراجل؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: ولما كنتى لوحدك بعد ماربنا افتكره؟
المريضة: أنا باحسب لنفسى، مثلاً بأجيب الحصاله الفخار بابيع الحصالات الفخار، باجيب الحصاله بخمسين قرش وأبيعها بجنيه وباخذ فيها خمسين قرش
د.يحيى: بسم الله ماشاء الله، مش هاحسدك مش هانُقْ عليكى
المريضة: حاتحسدنى على إيه
د.يحيى: والله العظيم ناصحه نصاحه، تجيبى كام حصاله بقى
المريضة: مش كله
د.يحيى: طب وليه فخار، دول العيال يكسروها وياخدو اللى فيها من بعضهم
المريضة: ماهى قـُـلـّة، ما هى قلة
د.يحيى: قـُـلـّة ؟؟ وحصاله فى نفس الوقت ؟؟؟
المريضة: وحصاله
د.يحيى: قصدك حصالة شكل قـُـلـّة؟
المريضه: ايوه
د.يحيى: مش القـُـلـّة بتاعة المية
المريضة: أيوه حصالة رسمة قـُـلـّة بالظبط
د.يحيى: الله دى تبقى شكلها حلو قوى، طيب ماهى تنكسر برضه، وياخذوا اللى فيها
المريضة: لأه دول هما حبُّوها
د.يحيى: العيال حبُّوها
المريضة: العيال حبُّوها
د.يحيى: علشان يكسروها ويسرقوا من بعضيهم ولا إيه ياست حميدة ربنا يخليكى
المريضة: الله يبارك فيك
د.يحيى: يعنى العيال وهما بيشتروا منك الحصاله ماهو إنتى ماتأخذنيش فى السؤال إنت يعنى بتشتريها بخمسين قرش ………..
المريضة: (مقاطعة وهى تنظر للكاميرات) هوَّا البرنامج ده بتاع إيه؟
د.يحيى: هوّا بتاع التسجيل إللى استأذنّاكى فيه إنت واخوكى من الأول، بتاع العلم..والتعليم والعلاج مع بعض، وانتوا وافقتوا.
المريضة: آه …،
د.يحيى: هانتعلم علشان نعالجك إنتى واللى زيك، ينوبك ثواب، وانت موافقه وعارفة من الأول إحنا بنعمل إيه .. …….
المريضة: طيب ماهو ربنا علـّم الإنسان مالم يعلم
د.يحيى: تصدقى وتآمنى بالله يا ست حميدة، أنا مافهمتش كلمة “إقرأ” اللى نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام فهم على أصوله إلا من شهر تقريبا آه والله، ماكنتش عارف قوى الحكاية، أتاريها حكاية جامدة قوى، …
(هامش: أن يشارك الطبيب المريضة بعض انحناءات اهتماماتها ولو بالحديث الموازى عن خبرات ومعلومات المعالج الخاصة قد تقرب المسافة: خبرة خاصة)
المريضة: أنا شفت البرنامج الفضائى فى التلفزيون إن ربنا سبحانه وتعالى هوالحنّان المنّان فى خلقته وصنعة إيده هو اللى طلع العلما البريطانيين دول طلعوا القمر
د.يحيى: كل ده حافظاه من البرنامج، أنا كمان عرفت من حكاية “إقرأ” دى إن الإيمان هو المعرفه
المريضة: لا إله إلا الله
د.يحيى: أى والله
المريضة: التقوى هى كل شىء
د.يحيى: زى ما يكون ربنا بيقول لنا إقروا بقية الحكاية، يعنى مش نقرا بس اللى عارفينه، لأ وبعد اللى احنا عارفينه، الظاهر أنا سرحت، لا مؤاخذة،
المريضة: الصلاه تنهى عن الفحشاء والمنكر
(هامش: بعد أن تأكد الاطمئنان إلى مستوى الذكاء والمعلومات حتى ربط طلوع العلماء البريطانيين القمر بقدرة الله، وبعد استثمار الموجة المشتركة للحوار بلغة دينية إيمانية طيبة برغم عدم الترابط، أمكن الانتقال إلى مناطق أكثر حساسية)
د.يحيى: شكلك كده حاتجرجرينى لحكاية العيال اللى ربنا إفتكرهم واحد ورا التانى قوام قوام، أنا مش متصور الحكاية دى حصلت ازاى، وانت أم جميلة كده
المريضة: لا إله إلا الله
د.يحيى: إنت باين عليكى عارفه ربنا كويس أوى، وعارفه إنه علّم الإنسان مالم يعلم‘ وعارفه الحنّان المنّان، إحكى لنا بقى إزاى العيال راحوا واحد ورا التانى
المريضة: أنا كان أول سنة ليا متجوزه الراجل، يعنى الحياه مش حياة
(هامش: تعبير “الحياة مش حياة” يمكن أن يؤخذ بلا عناية تحت زعم أنه صدر منها عشوائيا أو أنها لا تعنيه بسبب مستوى الذكاء، ويمكن أن يؤخذ بمنتهى الجدية باعتبار أن تلقائيتها التى تعرت بالمرض مكنتها أن تحكم بهذا العمق، على أن الزواج المغترب (أو العلاقة التقليدية) إن لم تتضمن تواصلا فهى ليست علاقة، ومن ثم ليست حياة .
الرد البديل الجاهز هو وصفها أنها متخلفة تقول “أى كلام”، كل واحد حر فى ما يقرره!)
د. يحيى: يعنى إيه الحياة مش حياة
المريضة: أهو اللى حصل
د.يحيى: واحده واحده ما تشطحيش من هنا لهنا، إنت إتجوزتى وابتديتى تحبلى وتولدى وتخلفى، والولد قبل مايتم شهرين ثلاثه هُبْ يحصل أمر الله، مش كده؟ قولى لنا بقى إيه اللى حصل بقى
المريضة: أنا لو مش مريضه كنت قلت لك السؤالات ديه صح لكن أنا مريضه
د.يحيى: طيب، ما هو وانت مريضة بتجاوبى كل حاجة زى القضا، إشمعنى السؤالات دى؟
المريضة: ماهو المرض أصله أثّر عليا
د.يحيى: أقولك على حاجه بقى وماتزعليش منى
المريضة: إتفضل
د.يحيى: عندنا فى بلدنا كان لما واحده تدعى على واحده حامل تقول لها روحى ياشيخه إن شالله تنبطى عليه، يعنى تخلّف وتتقلب، أو تعمل أى حركة، تنبط على ضناها يموت، عارفه الدعوه ديه؟ يكونشى فيه واحدة دعت عليكى إنك إنتى تعملى كده فى عيالك، إنت واخدة بالك إن الاربع بنات ما توا كلهم (أمينة وهند ومنى وخديجة) والتلات ولاد عاش منهم اتنين، عادل، وانتى رميتيه، وعبد الرحمن ربنا يخليه، مافيش غير حاتم أول واحدهوه إللى مات بعد الولادة على طول.
المريضة: دى الأخلاق بتقول يابخت من عفى وسامح
(هامش: لأول مرة تتكلم عن الأخلاق، وتستشهد بمثل عامى مناسب)
د.يحيى: العفو عن مين فى موت العيال ده، عاوزه مين يعفى عن مين فى موت العيال
المريضة: يعنى هو الأم مش زى الأب والأب مش زى الأم
(هامش: حين نصل إلى ترجيح أوضح لرؤيتها عن مسئولية الأب وتقديرها لاستهتاره خصوصا بعد الولادة، وإهماله لها، قد يتضح لنا مغزى هذا التعبير أكثر)
د.يحيى: بالظبط إستنى واحده واحده، الأم ماتموتش عيالها، صح ؟
المريضة: لأه، ولا حاموتهم، دى هيا موته طبيعيه
(هامش: لست متأكدا من دلالة زمن المستقبل هنا: “حاموتهم”، لأن الاحتمال لم يعد قائما، إلا فيما يتعلق بتحريك الشهوة البدائية محارميا نحو الابن المتبقى، انظر بعد)
د.يحيى: إيش عرفنا
المريضة: يا بويا إنت بتيجى فى حاجات وتتصدر كده ليه؟ كل حاجه إنقضت وخلاص
(هامش: لأول مرة تعترض على نوع الأسئلة وتحتج على التركيز على موضوع تفضل تجنبه)
د.يحيى: إنقضت إزاى! مش ربنا موجود! إنتى لسه قايله
المريضة: الحساب ده يوم القيامه
د.يحيى: مش ربنا هايحاسبنا
المريضة: أنا مريضه عاوزه أشفى
(هامش: لم يخطر ببالى أنها تعتذر بالمرض)
د.يحيى: ماهو إحنا عاوزين كده برضه، والبداية بنستغفر
المريضة: أستغفر الله العظيم
د.يحيى: ربنا بيرحمنا جميعا
المريضة: لا إله إلا الله
د.يحيى: بصراحة أصل أنا شكيت إنك ليكى دور كده، ولا كده، … مش ضرورى تكونى إنتى اللى موتيهم قصدى يعنى، بس يعنى ….
المريضة: لأه موته طبيعيه
د.يحيى: إيش عرفنى
المريضة: موتة طبيعية يابوى؟
د.يحيى: إن شالله حتى لو ماتوا بالإهمال، ما تبقاش طبيعية قوى
المريضة: بالإهمال إزاى يعنى؟
د.يحيى: يعنى تهملى العيل يموت
المريضة: لأه ده ضعف
د.يحيى: ضعف من قلة الرضاعه؟
المريضة: ده ضعف والإهمال ده زى ما انت بتقول كده صح
د.يحيى: إيه هو اللى صح
المريضة: الإهمال والضعف يعنى الست تبقى ضعيفه، والعيل بيبقى عاوز يتراعى
(هامش: لا أوافق على اعتبار ذلك اعترافاً منها بدورها فى وفاتهم، أنظر بعد اعترافها المختلف عن إلقاء ابنها المسخ من على السطح)
د.يحيى: تقوم تقولىِ لنفسك “بناقصُه، هايأكل من جتتى وأنا مافياّش”
المريضة: أنا ماعرفش حاجة
د.يحيى: أنا إيش عرفنى انا كمان، إسمعينى بس أنا بقول إيه
المريضة: نعم
د.يحيى: …. لا مؤاخذه يعنى ماتزعليش منى، إنتى طيبه جداً وغصب عنك، إنما اللى حصل صعب، مايمكن إنتى قولتى فى نفسك من جوه جوه، كفايه غُلب، أنا مش عاوزه…، مش عاوزه عيال
المريضة: لأه، ماحصلش
د.يحيى: ربنا غفور رحيم، إن شالله تكونى موِّتيهم واحد ورا التانى برضه ممكن يغفر لنا
المريضة: لأه هو إهمال بس وضعف أنا ست ضعيفه والراجل مستهتر بس
(هامش: هذا الربط بين ضعفها، وإهمالهم لها، قبل اهمالهم للمواليد، وبين استهتار زوجها، ربما أوضح أكثر عمق حدسها الذى يحاول إشراك زوجها فى الحدث والمسئولية بشكل مساوٍ، وهو يذكرنا بقولها حالا “وهى الأم مش زى الأب، والأب مش زى الأم”!)
د.يحيى: ضعيفه والراجل إيه؟ مستهتر؟
المريضة: بس
د.يحيى: قام حصل إيه؟ ربنا غفور رحيم، قوم إيه بقى؟ الست ضعيفه والراجل مستهتر، يقوم يحصل إيه بقى؟
المريضة: البنت الأولانيه (..صمت)
د.يحيى: وأنا كمان، معلشى معلشى واحده واحده
المريضة: أنا مش عارفه حاجه، إنت عايزنى أقول لك إيه بالظبط ؟
د.يحيى: إللى تقوليه
المريضة: أنا باسألك، وإنت مش راضى تجاوبنى
د.يحيى: أنا اللى باسأل وإنتى اللى بتجاوبى، مش واخده بالك، إنت قلبتيها قلتِى: إنك اللى بتسألينى وعايزانى أجاوبك
المريضة: ماهو إنت بتسألنى وأنا بجاوبك
د.يحيى: ماشى، أنا باقولك أهه: يمكن إنتى السبب فى اللى حصل، بلاش موتيهم، بس حصل
المريضة: لأه، ضعف
د.يحيى: ضعف مين
المريضة: إذا كان الواحد وهو ماشى كده فى حاله، ده ضعف إيمان
د.يحيى: ضعف إيمان ؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: ولاّ ضعف رضاعة
المريضة: ضعف رضاعه
د.يحيى: ولا ضعف إيمان
المريضة: ضعف إيمان لأه ضعف حياه
(هامش: بعد محاولة التأكد من أنها لا تجيب كيفما اتفق، حسب آخر تعبير، فوجئت باستعمالها هذا الوصف غير المتوقع، فاستلهمت من هذا التعبير “ضعف حياة” فرضا وضعته لحالة عرضت فى الأسبوع التالى مباشرة)
د.يحيى: ضعف حياة؟
المريضة: آه
د.يحيى: ياخبر !!، يعنى إيه؟
المريضة: أنا عيشتى على قدى
د.يحيى: يعنى إيه ضعف حياة الله يخليكى؟ أصل انا باخد كل كلمة من كلامك جد الجد، يعنى إيه ضعف حياة؟
المريضة: الحياة
د.يحيى: إستنى بس يمكن ضعف حياه صحيح، يعنى إيه
المريضة: يعنى الراجل لما يكون معاه عيل، أنا معايا عيل، ولدت أهه، وأنا لما ولدت مالاقيتش الخدمه، يعنى مالاقتش حد يخدمنى
د.يحيى: يخدمك إنتى، واللا يخدم العيل؟
المريضة: أيوه، وانا بابقى عاوزه أخف وأجمد وحد يخدمنى ويساعد العيل، يعنى أوكّل العيل ما لاقتش حد
د.يحيى: هوّا ده اللى بتقولى عليه إستهتار بقى
المريضة: مالاقيتش
د.يحيى: قوم عملتى إيه بقى !!
المريضة: ماعملتش حاجه
د.يحيى: لأّه دى بنت ورا التانية ورا التالتة، عملتى إيه بقى لما مالاقيتيش حد يخدمك ولا يشوفك ولا يراعيكى، … ضعف الحياه، يعنى إيه فى الحالة دى
المريضة: كنت باشيلهم وباقعد بيهم قدام الباب
د.يحيى: كنتى بتحطيهم قدام الباب؟
المريضة: باقعد بيهم قدام الباب
د.يحيى: متأسف ما سمعتش، أصل انا سمعى على قدى، معلشى، وبعدين؟
المريضة: والعيل بيعيط فى إيدى
د.يحيى: بتعملى كده ليه؟ علشان إيه؟ يمكن إيه؟
المريضة: يمكن حد يقول لى على نصيحه على حاجه تساعدنى على العيل
(هامش: وصلنى من هذا المقطع أن إهمالها لم يكن مطلقا، وأن هذا النداء للناس أن ينصحوها كان يصدر من “الأم الحقيقية” فيها بغض النظر عن اسقاطاتها ذاتها على أطفالها، بناتها بالذات، ولكن هذا لا يمنع أن ترجح كفة الإحباط، فالاهمال فالموت)
د.يحيى: يعنى إنتى لما تقعدى انت والعيل قدام الباب هايجى واحد فايت يقولك على نصيحه
المريضة: آه
د.يحيى: قدام الباب فى الشارع ولا قدام باب الشقه؟
المريضة: لأه قدام الباب فى الشارع
د.يحيى: فى الشارع علشان إيه؟ علشان يمكن حد يقول إيه؟ يقولك على نصيحة إيه؟
المريضة: أصل ربنا سبحانه وتعالى عظيم الإنتقام
د.يحيى: إيه اللى جاب كلمة “الانتقام” ديه دلوقتى؟ كان مين بينتقم من مين
المريضة: أصل ليا مرات عمى
د.يحيى: مالها ؟
المريضة: كانت هى بتحاربنى
د.يحيى: وهى مالها بموت العيال؟ هى اللى موتت العيال؟
المريضة: لأه أصل الضرر اللى بتحاربنى بيه يمكن جه فى عيل يعنى
د.يحيى: هى اللى بتموت العيال؟
المريضة: لأه
د.يحيى: إنتى اللى بتموتى العيال؟
المريضة: ربنا اللى بيحيى و يميت
د.يحيى: ماهو بيسبب الأسباب
المريضة: أيوه مسبب الأسباب
د.يحيى: إيه الأسباب بقى تانى
المريضة: إنى ضعيفه وهو(العيل) ضعيف ربنا عالم بقى اللى فى النيه واللى فى النفس، رب القلوب رب الأبصار، لما يكون الواحد متكل على الله فهو حسبه، شوف ربنا سبحانه وتعالى، كل اللى يتكل على الله هو حسبه ومحتسب
د.يحيى: دا انت بتستشهدى بالدين وبالقرآن أحسن من الشيخ حسن البنا
المريضة: الله يبارك فيك
د.يحيى: طيب نتنقل لكلام تانى غير ده خالص، فيه كلام….، ولامؤاخذه، إنت عارفة الأول: ليس فى الدين حرج، وليس فى الطب حرج برضه، مش كده؟ إنتى عارفه بيقولوا فى البرنامج الدينى إيه وإيه، مش كده؟
المريضة: ايوه
د.يحيى: إحنا هانتكلم كلام زى ما يكون أباحه، عاوزين نعرف اللى بينام معاكى ده بعد ماجوزك مات، ده يطلع إيه؟
المريضة: مافيش حد بينام معايا بقولك هو بيحاربنى بيضربنى زى دلوقتى بيخلينى أتوه….
د.يحيى: إنت قلت للدكتور محمود كلام شبه كده
المريضة: لأه مافيش
د.يحيى: صفحة كام يا محمود
د.محمود: صفحة 2 أول جملة
د.يحيى: (يقرأ من ص 2) كنتى بتقولى للدكتور محمود إنه “بعد لما مات، أنا اتجوزت ملك الأحياء والأموات”
المريضة: آه ! إنت بتقول على الجواز؟ أصل الجواز غير إنك تشبهنى بالشبهات
(هامش: تستعمل المريضة كلمة “الزواج” للتعبير عن الممارسة الجنسية، حتى مع الذوات الداخلية أو المتخيلة أو ابنها، وقد يكون ذلك لتعطى لداخلها شيئا من المشروعية الغامضة، أما أى علاقة خارج هذه المشروعية فهى تصفها بأنها “تشبهنى بالشبهات”)
د.يحيى: عندك حق، أنا غلطان، بتقولى إنه كان بيعطيكى حنان فى خاتمك، خاتمك من ورا ولا من قدام؟ أظن إنت قلتي الاتنين.
المريضة: شوف بقى
د.يحيى: رُدِّى عليا
المريضة: حارُد عليك
د.يحيى: خاتمك من وراء ولا من قدام
المريضة: لأه بيضربنى من وراء
(هامش: تعبير بيضربنى تكرر بما لايعنى الضرب بقدر ما يعنى الاستثارة، كذلك “الوجع”)
د.يحيى: بتحسى بحنان، يعنى إيه؟
المريضة: حنان ؟؟!!
د.يحيى: إنتى اللى قايله كده
المريضة: لأه
د.يحيى: (يقرأ كلامها من المشاهدة) إنت قايله “…كان بيعطينى هو حنان فى خاتمى
المريضة: أيوه وكان بيضربنى بيه علشان كان ملك الاستغفار كان عاوزنى أستغفر الفجر الساعه واحده، علشان أنا كان معاد الساعه واحده أصلى 8 ركعات، الساعه الواحده بالظبط اصل إنت اللى بتكلمنى فيه ده عندنا إيه إن ده لو برنامج مايتعملش، ليه علشان ده إيه إنت بتشبه فى الدين، أنا ست مصليه كنت باصلى الساعه واحده بالظبط 8 ركعات
(هامش: ربط استثارة الحنان فى هذه المناطق، بالضرب، بالاستغفار، بالدين، حتى قيام الليل، كل ذلك يدعمه تنظير ليس قليلا عن علاقة الجنس بالدين بالجسد، خاصة بعد يقظة ذهانية معينة)
د.يحيى: كان يحصل إيه الساعه واحده بالظبط
المريضة: يعنى الساعه واحده كنا متكومين يعنى ماينفعش تعملوا مكرفون وتسجله وتديه لحد تشوشر عليا بيه، حرام عيب، أنا وليّه وحُرمه، لازم تعوذوا من الشيطان ومن الوسواس ما دام أنا جيت هنا، لازم تعوذوا من الشيطان ومن الوسواس، هو ده أصل الجوازة دى
د.يحيى: أسكتى مش كان عندى عيان إمبارح إتجوز بنت حسنى مبارك
المريضة: لأه عيب
د.يحيى: هو حسنى مبارك له بنت ؟
المريضه: الله أعلم
د.يحيى: ما احنا عارفين إنه ما لوش غير علاء، وجمال
المريضة: أهوه بقى الجواز جواز بقى مش ضحك، ده سنة الله ورسوله
د.يحيى: باكلمك جد، هوه قالى وأكد لى إنه متجوزها، يمكن زى الجواز بتاعك كده
المريضة: بقولك أنا جايه عاوزه أتعالج علشان أنا عاوزه أصوم وعاوزه أصلى أنا مش عاوزه تحط لى الميكرفون كده (تشير إلى الكاميرات)
(هامش: واضح إصرارها من جديد على العلاج، وأيضا تذبذب موقفها من التسجيل وهذا حقها، وقد نوقش فوراً كالتالى:)
د.يحيى: مش احنا اتفقنا، وخدنا إذنك وإذن أخوكى، إحنا بنسجل عشان العلم والتعليم، اللى هما بيساعدونا فى علاجك انت واللى زيك، التسجيل ده مش عشان الناس فى البيوت، وانت وافقت، إنت حاتدوخينى ليه؟ إنتى شطورة بس هاقول لك آخر حاجه أبيحه وخلاص وكفايه كده، أصل انت قلتى حاجات كتير أبيحة وصعبة أوى، إنت ياحميدة إللى قلتيها، معلشى خليها دلوقتى، نرجع تانى لحكاية العيال، خلينا فى الولد اللى هو وقع منك ده من على السطح، كان إسمه إيه إستنى واحده واحده، كان إسمه إيه
المريضه: إسمه عادل
د.يحيى: كان عنده كام سنة
المريضة: مش فاكره
د.يحيى: كان عنده كام سنة يامحمود
د.محمود: 9 سنين
د.يحيى: يعنى أكبر من عبد الرحمن دلوقتى ولا أده
المريضة: صغير
د.يحيى: صغير ؟
المريضة: آه
د.يحيى: مش عبد الرحمن دلوقتى عنده 14 سنة
المريضة: عبد الرحمن 14 سنة التانى سنه صغير 7 سنين أو 8 سنين
د.يحيى: حصل إيه بقى ساعتها كنا الصبح ولا الظهر ولا بالليل
المريضة: لأه كان الصبح
د.يحيى: حصل إيه بقى
المريضة: كان أصل كنت لما اتخانق مع الراجل، كل لما اقول للراجل على إنه هو يعنى يأخذه يوديه لقرايبه
د.يحيى: ليه؟ هايوديه لقرايبه ليه ؟
المريضة: علشان يخفف عنى الحمل، علشان فى واحده قريبته مابتخلفشى كانت ممكن تاخذه تراعيه وهايمشى وهاياكل وهايبقى حلو، بدال ما هو قاعد تعبان وأنا تعبانه
(هامش: قرار التخلى هنا يمكن أن يُعزى جزئيا إلى كون الطفل مسخاً معوقا، بالاضافة إلى انفصالها عنه تفعيلا لإحباطها الخاص المتكرر).
د.يحيى: يعنى هو إنتى تتخلصى منه وهو ضناكى حته من جتتك، وتديه لقريبته اللى مابتخلفشى، هو إحنا بنوزع كحك ؟
المريضة: ماهو المريض عاوز رحمه
د.يحيى: المريض عاوز رحمه ؟؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: إنتى بتتكلمى عن نفسك ولا عن المرحوم ابنك؟
المريضة: أهوه إترحم فى بيت ربنا
د.يحيى: كل لما تقولى لأبوه خذه لقريبتك اللى مابتخلفش يقوم يقولك إيه
المريضة: مش عارفه
د.يحيى: يقولك آه ولا لأه
المريضة: مش عارفه إنت بتقول كلام وعكوسات أنا مش عارفاها
د.يحيى: مش إنتى بتقولى لابوه المستهتر خذ الولد لقريبتك اللى مابتخلفشى
المريضة: أيوه
د.يحيى: ما أخذهوش
المريضة: اصل أنا كنت حامل كنت عاوزة أحافظ على النونو اللى جاى جديد
حامل لمرة تانيه
(هامش: هذه الجملة بالذات كانت مفتاح الفرض الذى خطر لى لحلّ إشكالة الإمراضية فى هذه الحالة أنظر الشرح والمناقشة بعد المقابلة)
د.يحيى: تانيه إيه دول عشر مرات
المريضة: مش عارفه أحافظ على عيل
د.يحيى: تقومى تسربيه للى مابتخلفشى
المريضة: إمّال !! ضعيفه، أخليه إزاى وهو تعبان وأنا تعبانه
د.يحيى: قومتى عملتى إيه بقى وإنتى فى البلكونه
المريضة: لأه من فوق السطح
د.يحيى: من فوق السطح!!، ياصلاة النبى، عملتى إيه وإنتى فوق السطح
المريضة: رميته من فوق السطح
د.يحيى: ترمى ضناكى عنده 9 سنين من فوق السطح؟
المريضة: لأه مش 9 ده 6 أو 7 كده
د.يحيى: 6 أو 7، ماشى، عملتى إيه بقى وإنتى وهو فوق السطح؟ معلشى حاجه توجع معلشى
المريضه: باقولك رميته من فوق السطح
د.يحيى: زقتيه يعنى
المريضة: أيوه ماهو مفيش شمال وفى يمين
(هامش: رد خارج السياق لكن قد يكون له دلالته أنها تعتبر ما فعلته هذا عملا مشروعا)
د.يحيى: زقتيه ليه ياحميدة؟ زقتيه ليه يا أم عبد الرحمن؟
المريضه: إنت بتتكلم كلااام …!!
د.يحيى: مش هو كان أكبر من عبد الرحمن
المريضة: لأ كان أصغر من عبد الرحمن
د.يحيى: (للدكتور محمود)، الحادثه ديه إمتى يابنى
د.محمود: من حوالى سنتين يادكتور
د.يحيى: يبقى اصغر من عبد الرحمن صحيح، نرجع نقول زقتيه ليه؟ ماتخافيش، إحنا ولانيابه ولا نيله إنتى بتبصى للميكرفون، خفتى ياعينى، معلشى، من حقك، زقتيه ليه يا بنتى
المريضة: بقولك علشان الإصلاح بينى وبين الراجل بس
د.يحيى: علشان الإصلاح بينك وبين الراجل؟
المريضة: آه
د.يحيى: يعنى هو لما تزقيه يحصل إصلاح وهو ضناكى، لما يموت حايحصل إصلاح ازاى؟؟
المريضة: هاقولك انا هاريحك
(هامش: لم انتبه بدرجة كافية لهذه الربطة أثناء الحوار، برغم التساؤلات التالية، لكننى حين رجعت إلى سابق قولها عن زواجها أنها “…. ، يعنى الحياة مش حياة”، ثم بذلت جهدا لأقبل عمق إصرارها على أن “توجد”، ثم احباطاتها المتكررة بإجهاض مشروع وجودها كما شرحنا، وأيضا حين تذكرت موقفى من أن الوجود لايكون بشريا إلا من خلال علاقة بشرية، سمحت لنفسى فى النقاش لاحقا أن أكمل الفرض فى هذا الاتجاه)
د.يحيى: قولى لى، ريحينى
المريضة: نفوس بقى، وهم كتير، شيطانيه وسواسيه، علىّ بقى من الناحيتين، بيضربونى وبيخلوا الراجل يضربنى أدى بقى بيخلوا الراجل يضربنى
د.يحيى: مين اللى بيخلى الراجل يضربك
المريضة: نفوس الواحده
(هامش: ربط كلمة نفوس هنا، بكلمة الأنفوسية التى وردت فى البداية هو ربط وارد ويتعلق باحتمال التفكك، والوعى الأعمق بالانفصام وإعلان هذا “الجسم الغريب” F.B الذى اسمته الأنفوسى، والدال على تعدد النفوس الضارة ، الشريرة، واللسانية، والمتؤامرة)
د.يحيى: طيب معلشى إنتى عارفه ربنا كويس !! صح؟
المريضة: آه أنا بدوّر على العلاج علشان أصوم وأصلى تيجى تعملّى حديث الأمر إلى الله
د.يحيى: إنت دلوقتى بتصلى ولا لأه
المريضة: حاصلى إزاى وأنا مريضه
د.يحيى: (يقلب فى الأوراق ثم يخاطب د. محمود: أنا بدوّر يابنى على الحتة اللى فيها ميول محارمية، شهوة ناحية ابنها)
د.محمود: هى فى الأول خالص
د.يحيى: فين؟
د.محمود: صفحة اتنين، تالت سطر
د.يحيى: صح كده
د.محمود (يقرأ): “جت لى الشهوة….”، من الأول تالت سطر
د.يحيى: (يقرأ) “وجات لى الشهوة ناحية أبنى” , طيب والنبى سامحينى ياست حميدة، ربنا يخليكى، سامحينى معلش أنا راجل كبير وعايز أعلّم العيال، وعشان تخفِّى إنت واللى زيك، بصراحة لو لقينا سكة الخففان، ربنا حايسهلها لنا، ماشى ياحميدة ؟
المريضة: آه ماشى
د.يحيى: سامحينى معلش بتقولى للدكتور محمود جات لى الشهوة ناحية إبنى مرتين
المريضة: دى حقيقة
د.يحيى: دى حقيقة، طيب ماشى، الله يخليكى أنا والله العظيم مِحْتِرِمْ الحقيقة دى
المريضة: مره وأنا عليا دوره
د.يحيى: طيب جات لك الشهوة ناحية ابنك وانتى عليكى الدورة، مش كده؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: وبعدين؟
المريضة: أيوه، إمال حاموتُّه؟ أموته يعنى؟
د.يحيى: يعنى انتى ماعملَتهاش عشان كده؟
المريضة: لأه
د.يحيى: ما يمكن موّتى الواد دكهه ….، عشان الشهوة دى
المريضة: أنا مارضيتش
د.يحيى: يمكن موتيه عشان كده…، عشان ماتغلطيش
المريضة: يا بوى إنت مش فاهم، إنت بتتكلم غلط
د.يحيى: ماشى
المريضة: إنت فاهم غلط يعنى العيل
د.يحيى: (للأطباء) شوفتو الشجاعة
المريضة: العيل العيل اللى معايا، إنت بتقول إنت بتقول عالجواز، عالغلط، ده الإبن الكبير اللى هو عنده 14 سنه، إنما الصغير ده عشان أصلح أصلح فى أحوالنا يعنى أنا وجوزى
(هامش: مرة أخرى نلاحظ شجاعتها، وقوة منطقها، وسلامة تربيطها (ذكاءها) ثم هى تستعمل تعبير الزواج هنا – كالعادة- بمعنى العلاقة التى تصل للمعاشرة، وفى فقرة واحدة تربط بين تحريك الشهوة نحو ابنها الكبير السليم الباقى، وبين محاولتها إصلاح العلاقة مع زوجها، وبين إلقاء ابنها المسخ الذى تصورت أنه يمثل عائقا لها لمثل ذلك، وفى نفس الوقت عائقا أن تتفرغ لإعداد مشروعها الجديد (النونو) الذى فى بطنها ، كى توجد!)
د.يحيى: الشهوة جت لك على عبد الرحمن ولا على عادل
المريضة: لأ على عبد الرحمن
د.يحيى: عندك حق، يبقى انا كنت فاهم غلط فعلا، إمتى حصل ده؟
المريضة: مش فاكره
د.يحيى: … من سنه؟ من اتنين؟ من تلاتة؟ بعد ما الراجل مات؟
المريضة: برضه مش فاكره
د.يحيى: ماشى، ياشيخة ماشى، والله ماشى، طيب ساعة ما جت لك الشهوة بتقولى كنت عاوزة أقتله عشان مافيش أم تتجوز ابنها، ده الكلام إللى انت قلتيه للدكتور محمود.
المريضة: أيوه مفيش، ولا يبقى فيه، أنا كنت باحاول أنتحر بس مش عارفه أنتحر،
(هامش: تقفز فكرة الانتحار لها عادة حين تكتشف أن إجهاض مشروع ” أن توجد” –بموت طفلها- ليس كافيا لانهاء محاولاتها من جديد، وأيضا حين تلوح لها علاقة محارمية أو غير محارمية، لكنها تلتقط بسرعة أنها علاقة فاشلة أو محظورة، فلا يبقى أمامها إلا الانتحار).
إزاى يادكتور؟ ليه بس كده تعمل لى الإحراج ده؟ سماعات ومكروفنات على إيه؟ (تنظر للكاميرات) على حتة فتفوته دا أنا فتفوته
د.يحيى: أنتى فتفوته انت؟ دا انتى عسل
المريضة: لأ لا، أما اوصّل الميه
د.يحيى: مش فاهم، لكن والنبى أنا فهمت ليه الدكتور محمد كان (زميل أكبر نسبيا) بيقول إنه لقاكى طيبة لما قابلك وقعد معاكى، إنت طيبة فعلاً، أنا مش قادر أكرهك خالص
المريضة: ياعم أنت الدكتور!! الدكتور العلم النفس على عينى وعلى راسى
د.يحيى: يارب خليكى
المريضة: على عينى وعلى رأسى، انما الجرح الجرح، أنا اللى متحطمه بيه ….(تسكت)
(هامش: أشرنا قبلا كيف أن طيبة هذه الأم وصراحتها وتعريتها كان وراءها ألم حقيقى برغم أنه دقيق، وفى رأيى أن هذه الجملة تؤكد ذلك)
د.يحيى: آه صحيح، أنا اسمى إيه بقى؟ عايز اشوف إنت فاكره اسم اللى بيكلمك ده ولا لأ
المريضة: (لا ترد)……..
د. يحيى: أنا قولته لكى فى الأول “يحيى”
المريضة: يحيى
د.يحيى: أنا باشوف انتباهك وذاكرتك عالماشى كده، عشان الجماعة دول يتعلموا ويصدقوا نصاحتك
المريضة: ربنا يبارك فيهم
د.يحيى: والله هو ربنا عايز يبارك، (يشير إلى الزملاء) بس هما مش راضيين
المريضة: لأ ربنا يبارك فيهم كمان وكمان
د.يحيى: نقول يا رب..
المريضة: مفيش أحسن من الصلاة، العلم عند الله، ما فى أحلى من القرآن والصلاة وأبقوا شوفوا كده بس لما القيامة تقوم، والنعمة أحلى حاجة فى الدنيا العلم النور القرآن والصلاة، علّم الإنسان ما لم يعلم
(هامش: أمرٌ غير مألوف أن تعتبر أن القيامة حين تقوم هى نعمة: “.. والنعمة أحلى حاجة فى الدنيا”، ثم كيف تربط ذلك بالعلم نور .. إلخ “، لا مفر من أن أعترف بعلاقة كل ذلك بالجزء الأول من ثلاثية المشى على الصراط باسم “الواقعة” الذى كتبته قبل هذه الحالة بثلاثة عقود كاملة).
د.يحيى: (ضاحكا) بس هم الدكاترة باين عليهم مش عايزين
المريضة: وكمان انت ماغلطش، عُلَمَا بيقعدوا يصاحبوا الحوت ويلعّبوه ويوكلهوه يعنى زى برنامج فى التليفزيون، برضه أنت ماتغلطش برضه أحسن دول العلما، وربنا بيعلمهم ان هما متعلمين كمان، ده بيحبهم كمان، شوف الحب شوف الحب الطاهر ربنا بيحب علماؤه، ولا يُحب الجاهل ولا يُحب المستهتر
(هامش: قالتها بالفصحى”لا يُحب” ولم تقل: وما يحبش” ثم انظر رفضها بين حب الله للعلماء، ورفضه للجهال، والمستهترين مع تذكر وصف زوجها بالاستهتار وموت الأطفال).
د.يحيى: إيه دا كله؟ إيه دا كله، (ثم يلتفت للدكتور محمود) وتقولولى ذكاء 57 % ؟!
المريضة: (للدكتور محمود) ربنا يفرحه بحياته
د.يحيى: يا رب
المريضة: ربنا يفرحه بالقرآن ورعاية القرآن
د.يحيى: نرجع مرجوعنا للموضوع اللى كنا فيه: هو فى واحدة صحيح تيجى لها الشهوة على ابنها
المريضة: هو وسواس يعنى
د.يحيى: وسواس يعنى إيه؟
المريضة: الوسواس عدو الله
د.يحيى: بس انت فى الأول يعنى قولتى كلمة صعبة غير لما يبقى وسواس ياشيخة
المريضة: وخلق الشمال والسيئات والحسنات والسيئات، هو الخالق لا بعده خالق، هو البارق لا بعده بارق، هو الخالق لا بعده خالق هو البارق لا بعده بارق، هو الأول ولا بعده أول، هو آخر ولا بعده آخر، هو ظاهر وباطن وأول وآخر، وهو كل شىء عليم
(هامش: الأرجح أنها تعنى “البارئ”)
د.يحيى: الله الله ! ولو انى مش عارف بارق يعنى إيه، ولاّ يمكن سمعت غلط، والنعمة أنا لولا صعبان عليا العيال اللى ربنا افتكرهم دول، اللى يمكن كانوا حيطلعوا أحسن منى ومنك، يمكن كنت كلمتك كلام تانى، باحوشه دلوقتى لتكونى أنتى اللى موتيهم تفتكرينى حاعذرك، يعنى اتعاطف معاكى، وده مش كويس عشانك، وعشانى، عارفة أتعاطف يعنى أيه؟ يعنى نتصاحب وربنا يبارك، لأ مش وقته ولا مناسبته…
المريضة: أنا كنت رايحة أدفن نفسى فى الترب علشان أنا زهقت منه عشان هو عاصى
د.يحيى: مين هو
المريضة: هو الأنفُسى اللى قد صباع الإيد هو اللى كنت رايحة أدفن نفسى عشان انا كرهته يعنى
(هامش: سبب آخر للتخلص من الحياة، هو التخلص من هذا “الجسم الغريب” F.B الذى قفز واستقل بالانفصام عن هارمونية الواحدية).
د.يحيى: كرهتى مين
المريضة: الأنفُوسية الأنفوسية من شر الإيد …. هو الأنفسى
د.يحيى: يعنى كنتى رايحه الترب تعملى أيه
المريضة: أرمى نفسى فى الرمال عشان أرتاح منه
د.يحيى: ترمى نفسك وأنتى حيه فى الترب
المريضة: آه
د.يحيى: عشان ترتاحى من مين
المريضة (وهى تشير بذراعيها فى الهواء إشارة إزاحة): روحى للنار …. أعوذ بالله من النار ….. أعوذ بالله من النار ……أعوذب بالله من جحيم القبور اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم …..
(هامش: نلاحظ كيف تشطح وتبتعد مع الاقتراب من أى موضوع صعب)
د.يحيى: قومتى راجعه من الترب ما عملتيش حاجة
المريضة: ورجعت
د.يحيى: إنتى عايزة تتعالجى يا حميدة ،مش كده ؟
المريضة: أيوه
د.يحيى: ممكن تاخدى الدواء
المريضة: باخد برشمتين بس
د.يحيى: كل ليلة
المريضة: أنا على قد ما بقدر
****
المقابلة مع الأخ المرافق
د.يحيى: (للدكتور محمود) هات لنا أبو عماد يابنى
دخل أخو المريضة
د.يحيى: أهلاً أبو عماد
أخو المريضة: أهلاً بيك يادكتور
د.يحيى: أنده لك بأبو على عشان اسمك حسن، ولا أبو عماد ؟
أخو المريضة: عماد أحسن
د.يحيى: مش كده برضه عنده كام سنه
أخو المريضة: أسمه عبده
د.يحيى: يعنى نقول لك يا أبو عبده بقى
أخو المريضة: طب أستأذنك فى حاجة صغيرة
د.يحيى: لأ أنا اللى أستأذنك الأول
أخو المريضة: هى حاجة صغيرة تهمك
د.يحيى: هه
أخو المريضة: أنا إسمى فى البطاقة محسن عبده
د.يحيى: مش حسن
أخو المريضة: لأ محسن عبد التواب محمود أسم أخويا الصغير حسن عبد التواب محمود
د.يحيى: الله، إيش أدخل الكلام ده فى موضوعنا
أخو المريضة: أنا واخويا واخدين نفس الأسم عشان لو أنت حاتعمل محضر
د.يحيى: محضر إيه يا شيخ، محضر ليه ؟
أخو المريضة: لو حتعمل أى حاجة تعملها صح
د.يحيى: ياحبيبى يابنى محضر ليه، احنا علم وتعليم وعلاج وربنا، إيش أدخل المحاضر بينّا
أخو المريضة: ماشى يافندم
د.يحيى: إيه اللى جرى؟ إنت شاكك فينا؟ مش احنا استأذناك إنت واختك فى التسجيل من الأول، وانت وافقت، حانعمل محضر بتاع أيه؟
أخو المريضة: لأه لو حتعمل برضه أنا خدامك
د.يحيى: ليه حانعمل محضر ليه، هوا إيه اللى فى الحدوته يعنى يتعمل له محضر؟ موت العيال
أخو المريضة: لأ يافندم
د.يحيى: أمال أيه اللى يتعمل له محضر
أخو المريضة: خلاص يافندم
د.يحيى: إيه اللى نعمل له محضر يا أبو عماد يا أبو عبده
أخو المريضة: خلاص يافندم سيادتك اللى تشوفه صح إعمله، خلاص، إحنا مانعرفش حاجة تحت أمرك فى أى حاجة
د.يحيى: اللى أشوفه صح إن البنت اختك دى تخف، أحنا ورانا حاجة غير كده
أخو المريضة: طيب أنا ماشى وماسبتهاش لوحدها يعنى أنا معاها باستمرار يعني وديتها العباسيه، الحريم بتوعتنا بيجبوها هنا القصر عشان انا لسه ارزقي علي الله يعني بنطلع نسترزق، ما بنصدق نلاقي يوم نشتغله
د.يحيي: شوف يا ابو عبده
اخو المريضة: اتفضل
د.يحيي: لا مؤاخذه ما تأخذنيش
اخو المريضة: اتفضل
د.يحيي: حميدة مريضة، واحنا هنا ربنا حطنا عشان خدمة الناس، واحنا دكاتره يبقي عشان نعالجهم لازم نعرف حاجات كتير، منها حاجات محرجه ومنها حاجات سهله، واللى سهله عندك ممكن تكون صعبة عندنا، عشان كده الكلام أخد وعطا، يعني في حالة أختك دى، فيه حاجات صعبه زي موت العيال، زي الشهوه ولا مؤاخذة، حاجات زي كده زي اللي بيلبسنا من تحت الارض، ويخبطنا من ورا ويعمل حاجات مش كويسه، خذ مثلا: الواد الله يرحمه عادل فاكره كويس يا بو عبده؟
اخو المريضه: آه طبعا فاكره
د.يحيي: مش انت خاله
اخو المريضة: ما انا بقولك اهه
د.يحيي: طيب، الخال والد
اخو المريضة: ما انا بقول اهه، لولا الاوراق الرسميه انا ما اقولش خاله
د.يحيي: رسمية إيه وهباب إيه، يا حبيبي يابني احنا مش في محضر دلوقتي والله ما احنا في محضر ولا لينا دعوه بالحكومه بتاعة التحقيقات إذا كانت بتحقق من أصله
اخو المريضة: انا بقولك بس ولكن انا عشان خاطر ظروفها وظروف الولد فطبعا ما اقدرش اتأخر في اي حاجه
د.يحيي: ماشي يعني حاتجاوب على السؤالات
اخو المريضة: طبعا حاجاوب، ازاي ما جاوبشى، ليه
د.يحيي: احنا مش بنتكلم فى الأول علي عادل إحنا بنتكلم علي العيال اللي قبله
اخو المريضة: آه العيال اللي قبله!
د.يحيي: مستغربين شويتين، إحنا في مصر بعد ما الطب شوية اتقدم بالنسبة لصحة العيال، ما عادوش العيال بيموتوا صغيرين زى زمان، عشان كده مستغربين علي موت بنات أختك يا عم ابوعبده
اخو المريضة: آه طبعا مستغربين علي موتهم ازاي ما انا عندي اطفال صغيره وعندي اطفال كبيره وعندي رجاله وكلهم عايشين
د.يحيي: عليك نور، إنما حميدة أختك عيالها ماتوا واحد ورا التاني
اخو المريضة: دول ماتوا صغيرين كانوا بينزلوا ميتين
د.يحيي: ليه؟ اهمال؟
اخو المريضة: لأ كانوا بينزلوا …..، خلوها هى تجاوب علي السؤال (يشير إلى أخته ،كانت المقابلة مع الأخ تتم فى حضورها)
المريضة: الحقد
اخو المريضة: يعني هي بتقولك الناس بتحسدهم ولا حاجه، لكن هم العيال اللي قبل الواد اللى رمته ده كانوا بيموتوا اطفال صغيرين يعني
د.يحيي: وهم يموتوا اطفال صغيرين واحد ورا التاني اشمعني هى، إشمعنى عيالها هى؟
اخو المريضة: نصيبها لكن هم ما فيش حاجه يعني طب ما معاها عبد الرحمن، اول بنت ماتت واخد بالك اول بنت ماتت كانت سليمه وما فيهاش اي حاجه، الواد اللي هو كان مات ده من عالسطح، كان معوق خالص لا بيصد ولا بيرد ولا بيتكلم
د.يحيي: الولد مين تقصد؟
اخو المريضة: اللي هو مات من السطح
د.يحيي: عادل ؟
اخو المريضة: أيوه عادل، واخد بالك، فأنا فوجئت وانا طالع من صلاة الجمعه قالوا دا هو وقع منها، فراحوا عاملين محضر في قسم الشرطه إنه وقع منها، فهى جت بعديها بمسافه فقالت لى، لأ دا انا اللى وقعته
د.يحيي: طب ما يمكن مش هية اللى وقعته، ووقع لوحده، وبعدين عياها خلاها تقول كده.
اخو المريضة: ما هو المحضر اللي هو، ثبت إنه قضاء وقدر
د.يحيي: سيبك من المحضر، أهى عدت والسلام.
اخو المريضة: الحمد لله
د.يحيي: بس انا يتهيألي ان هي يمكن ما وقعتهوش، لأنها ما قلتشى الكلام ده إلا بعد الحادثه بشويه كتار
اخو المريضة: الله اعلم جوزها اللي بلغ
د.يحيي: جوزها الله يرحمه راخر، بيقولوا أنه هو مات فيها
اخو المريضة: ما أظنش، الواد كان زى قلته، وابوه مات بعدها بمسافه بقي
د.يحيي: بعدها بقد ايه
اخو المريضة: بمسافه يعني مثلا بأسبوعين بشهر كده يعني
د.يحيي: ودى مسافة يا ابو عبده؟ ما هو يبقي مات فيها برضه هي الحسره بتقعد قد ايه
اخو المريضة: يمكن مات فيها، يمكن…
د.يحيي: انت مش عندك عيال وعارف
اخو المريضه: يبقى مات فيها طبعا، مات فيها مات فيها، أهو مات وخلاص، بس الواد كان ما بيصدش وما بيردش، بس ابنه برضه، الضني غالي طبعا
د.يحيي: دلوقتي واحد لا بيصد ولا بيرد، طلع السطح وامه معاه، اتزحلق وقع والمحضر قال كده
اخو المريضة: آه صح، المحضر قال كده
د.يحيي: هي بعدها بأسبوعين ولا تلاته
اخو المريضة: لأ دا مش بعدها بأسبوعين ولا تلاته بقي بمسافه بعيده، بسنه
د.يحيي: ياخبر!! سنه ؟
اخو المريضة: آه
د.يحيي: بعد ما الراجل ما مات؟
اخو المريضة: بعد ما الراجل ما مات بكتير
د.يحيي: قالت انا اللي زقيته؟
اخو المريضة: آه
د.يحيي: يمكن هي ما زقتوش خالص، لأن إيه اللى خلاها تستنى سنة، وبعدين تقول
اخو المريضة: الله اعلم بس هي دي الحاله اللي هي كانت تعبانه فيها
د.يحيي: (لحميدة) ايه رأيك يا حميدة، مش يمكن الواد وقع لوحده، ثم انتِ إيه اللى فكرك بعد سنة؟
المريضه: مش عارفه.
د.يحيي: والله تلاقيكى لا زقتيه ولا نيله، إنت عايزه تجيبيه لنفسك، تجيبى لنفسك الكلام، الواد ما بيعرفش يخطي طلع علي السطح، والسطح من غير سور وقع، تيجى انت بعدها بسنه تقولي انا اللي زقيته
المريضة: ما اعرفش حاجه
اخو المريضة: هي في توهان هى بتقول ما اعرفش
د.يحيي: ولا توهان ولا غيره، ما هو اول الخففان يا بو عبده هوا إننا نعرف حقيقة اللى حصل مش كل حاجة مانقبلهاش، ولا مانفهمهاش نقول توهان.
المريضة: ما وقعش لوحده
اخو المريضة: هي مريضه
د.يحيي: استنى سيبها لما تقول، بتقولك ما وْقِعْشِى لوحده، وانا باقول يمكن…
المريضة: بقولك ما وقعش لوحده
د.يحيي: وانا بقولك يجوز وقع لوحده
المريضة: انا كنت منيّماه علي جنب عشان يقع
د.يحيي: هو بس الأول إيه اللي طلعه السطح وهوه ما بيتحركشى؟
اخو المريضة: هو ما بيطلعش
د.يحيي: طلع لواحده ؟
اخو المريضة: هو ما يقدرشى يطلع زي ما بقولك كده، دا مكسح ولا بيصد ولا بيرد واخد بالك يعني بيحطوله لبن في بقه وهوا كبير كده، بيحطوله كل حاجه
د.يحيي: لحد سن 8 سنين
اخو المريضة: لأ دا كبير سنه كبير دا خش في الـ10 سنين
د.يحيي: 10 با حميدة ولا 7 ولا قد ايه
اخو المريضة: هي ما تعرفِش، دَخَل في الـ10 سنين دا كان كبير واخد بالك ولكن
د.يحيي: خلاص يبقي ما وقعش لوحده، ما دام مكانشى بيمشى، بس برضه زقه صعب، وكمان هوه عشان يطلع السطح لازم نشيله، وهى حميده دى تقدر تشيل واحد عنده 10 سنين
اخو المريضة: كانت شايلاه وخلاص
د.يحيي: صعب، باقولك صعب، مين اللي شاله وحطه فوق السطح
اخو المريضة: هي ما قالتش حاجة، انا اللي باقول، الناس اللي هم تمموا المحضر قالوا دا هو ده وقع كذا كذا منها علي حجر، وهي كانت شايلاه، هي نفسها عايزه تتخلـَص من نفسها، مره كانت حاتنتحر
المريضة: انا دماغي وجعني
(هامش: غالبا مظهر آخر للمقاومة، حيث لا يظهر مثل ذلك إلا حين نقترب من مناطق حساسة)
د.يحيي: الكلام صعب، معلش ..!
المريضة: دماغي وجعني
د.يحيي: دماغك وجعك مش كده يا ترى عشان الكلام، ولا عشان سيبناكى وبنكلم اخوكى؟
المريضة: دماغى وجعنى وخلاص
د.يحيي: يا حميدة يا بنتى، الواد اللي لا بيصد ولا بيرد ده طلع السطح ازاى؟
المريضة: انا كنت مطلعاه علي ايدي، هي كل الحكايه انتهت وراحت لحالها، هو انا رايحه القيامه خلاص، مالوش لازمه يعني كتر الكلام يعني
د.يحيي: ليه
المريضة: ما هو مات وارتاح وخلاص، عقبال ما اموت انا التانيه وارتاح
(هامش: مرة أخرى تلاحظ ربط موت الأولاد، بما فيهم هذا المسخ، بتحريكها نحو الانتحار)
د.يحيي: طيب عايز مني حاجه يا ابو عبده
اخو المريضة: لأ يا فندم انت اللي عايز مني اي حاجه انا تحت امرك
د.يحيي: طيب احنا اول هام حندي شوية حبوب لحميدة وعايزينك تتأكد 100% انها بتاخدها كل ليله، ادي اول حاجه
اخو المريضة: انا باراقبها في الحاجات دي
د.يحيي: المسألة مش مراقبة، انت مشغول بتشتغل طول النهار وبتيجى تعبان، بس لازم تديها الحبوب بنفسك.
اخو المريضة: انا باشتغل مع مبلطين المعمار، باشيل رمله، باشتغل كده راجل أرزقي علي الله
د.يحيي: يعنى شقيان طول النهار، الدكاترة دول ما يعرفوش أرزقى يعنى إيه
اخو المريضة: أرزقي باشيل مع مبلطين وباشتغل مع مبيضين، وبشتغل اي حاجه يعني
د.يحيي: الحمد لله، ربنا يعينك، بس بقي دا ما يمنعشى إنك تدي الحبوب بنفسك لاختك من الليل لليل، أو لما ترجع من شغلك بالسلامة يقوم ربنا يبارك لك، تفوت عليها كل ليله ينوبك ثواب وتتأكد بعد ما تحطهم فى بقها انها بلعتهم، وتشوف بقها لا تكون مخبياهم فى شدقها وتتفُهُـم،
اخو المريضه: حاضر
د.يحيي: دى أول خطوة، بس الله يخليك بعد شويه حوالي شهر كده ولا شهر ونص يمكن نديها حاجة تانية هنا برضه، الدكتور محمود حينظم حاجات بسيطه في الاكل والشرب والشغل، انا عايزها زى ما قالت تقدر تفتح دكان وتربي عبد الرحمن منه
اخو المريضة: آه ماشي يا دكتور
د.يحيي: وده ممكن مع شويه رعايه منك ومنا، وهي ناصحه كانت بتشتغل فى حصالات فخار وبتاخد وتدي
اخو المريضة: آه
د.يحيي: هي ست طيبه والناس عارفين انها طيبه
اخو المريضة: طيبه جدا
د.يحيي: فلما حاتقعد علي الناصيه، وواخده الداواء بالليل، واحنا رايحين جايين عليها وتيجي للدكتور محمود كل اسبوع، تتبع يعنى، ويشور علينا، يمكن ربنا يكرمنا
اخو المريضة: ماشي يا دكتور
د.يحيي: اكتر من كده مافيش، عايز مني حاجه؟
اخو المريضة: لا يا دكتور
د.يحيي: عايزه مني حاجه يا حميدة
المريضه: ربنا يبارك فيكْ
د.يحيي: اسمي إيه بقى؟
المريضة: مش فاكره
د.يحيي: انا قولتهولك مرتين عشان اغشش الدكاتره يشوفوا إمتى بتنسى وامتى بتفتكرى، ومن اللى بتنسيه، ومين لأَّه،
المريضة: اصل دماغي بيوجعني
د.يحيي: ماشي
المريضة: ضربني في دماغي
د.يحيي: مين
المريضة: ما اعرفشى
د. يحيى: ماشي، بس برضه إسمى إيه؟
اخو المريضة: الدكتور يحيي
المريضه: (تردد بعده) الدكتور يحيي
د.يحيي: اشمعني فاكره اسم الدكتور محمود زى الموس هوا أنا ما استاهلشى؟
اخو المريضة: لأ دا انت دكتور مشهور (المريضه) الدكتور يحيي
د.يحيي: خلى بالك، لحسن أحس إنى ما ليش لازمة
المريضة: ربنا يبارك فيكْ
د.يحيي: مش كفايه مراتي
المريضة: ربنا يبارك فيها
اخو المريضة: ماشي يا دكتور
د.يحيي: هوا انتى وصلك بعد ده كله إن انا باحبِّك ولا لأ
المريضة: حب الله احسن
د.يحيي: ما انا باحبك في الله انا بحبك إيه يعني، ما هو عشان أرعاك بجد، واديكى كل اللى عندى، وانت وشطارتك تخفى بقى، هو دا الحب فى الطب
المريضة: ما تحب الله احسن
د. يحيى: ونعم بالله
المريضة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سبح إسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى أخرج المرعى
د. يحيى: حميدة، إنت رحتى فين
المريضة: بقرأ في القرآن والتفت في القرآن
(هامش: كتبنا هنا النص كما قرأته بكل الأخطاء لأسباب علمية، ثم ألحقنا به النص مصححا من القرآن الكريم)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم سبح إسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى أخرج المرعى (فأنا حرة فأنا ماشاء الله) إلا ما يعلم ما ظهر ما يذكرون الرسل الذكر فإن بعض ذكر ومن ذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذى يصلى الكبرى ثم ..
د. يحيى: الذى يصلى النار الكبرى
المريضة: آه ثم يموت فيها ولا يحيا فقد أفلح من تزكى وذكر إسم ربه فصلى وتأتمون الحياة الدنيا والأخرة مكرمة وأبقى إن هذا فى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى
د. يحيى: يعني ايه ان هذا لفى الصحف الاولي
المريضة: يعني صحف سيدنا موسي وسيدنا ابراهيم عليهم السلام
د.يحيى: يعني ايه ان هذا لفى الصحف الاولي
المريضة: يعني هم صحافة الدنيا والحياة
(النص الكريم للمقارنة لمن شاء:)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)
د.يحيي: طيب مع السلامه يا حميدة مش عايزه مني حاجه يابنتي
المريضة: عاوزه اتعالج
(هامش: حتى آخر لحظة، تؤكد رغبتها فى العلاج)
د.يحيي: حاضر اتفضلى حضرتك
المريضة: الله يبارك فيك
د.يحيي: مش حتسلمي عليا
المريضة: السلام لله (تسلم علي الدكتور يحيي)
د.يحيي: مع السلامه
****
الشرح بعد المقابلة
د.يحيي: الحالة دى محتاجة صبر قبل ما نقول فيها أى حاجة، هى صعبة صعبة، بصراحة ما ينفعشى تتاخد من بره بره، إن كان عالتشخيص أى واحد يعلق عليها اليافطة اياها، ولا تنفع ولا تشفع، فصام ماشى، حالة بارانويا، يعنى، وهات يا تشخيص فارقى وخلاص، الحالة صعبة صعبة من كل ناحية، من الناحية العلمية، والعلاجية، والأخلاقية، والدينية، والتاريخية.
أصلى بصراحة أنا اليومين دول مشغول زيادة بالمناطق اللي هي قالتها، اللى ظهرت لنا سواء فى الشيت (المشاهدة) أو فى المقابلة، قصدى مناطق الأساطير ومضاجعة المحارم، وغريزة العدوان (اللى القتل هو المظهر السلبى بتاعها)، جت الحالة دى بفضل الدكتور محمود، رمت كل ده قدامنا مرة واحدة.
التاريخ المكتوب، واللى مش مكتوب، عبر الزمان كله بيشغلنى انشغال علمى مرهق مرهق مرهق، وكل ما ألاقى حاجة تبهرنى، ألاقى حاجة تانية ضدها، مش قصدى ضدها يعنى عكسها، لأ، أقصد حاجة تهزها، تهز إللى وصلنى منها، أهو تهزها والسلام، فى نفس الوقت أنا طبيب، وكل ما أشوف حالة أقراها بكل اللى عندى، وتتوظف المعلومات والحالة اللى أنا فيها ساعتها لخدمتها، ما هو فى النهاية مهمتنا هى العلاج، ولاّ إيه، من هنا جت الصعوبة فى الحالة دى، وهى مش صعوبة شخصية، ولا معرفية، دا هى صعوبة عملية فى المقام الأول، لأن كل حاجة حانعرفها على أصولها، حاتفيدنا فى علاجها من غير فذلكة، إحنا ممكن نقول كلام كتير تخين قوى، لكن فى النهاية مش حانجيب سيرة له فى العلاج طبعا، بس حا تبقى المعلومات والفروض موجودة فى خلفية وعينا واحنا بنشتغل.
أشوف الحالة، زى ما شفناها سوا دلوقتى، تقول جملة مثلا، أتصور تصوُّرْ معيّن، تفكَّرنى بحالة تانية، أو تفكرنى بمعلومة تاريخية أو غير تاريخية، تيجى جملة تانية، ألاقى اللى وصلنى الأول مش هوه، أرجع فى كلامى، يا كُلُّه، يا تفضل حتة منه، وبالشكل ده، لحد ما اوصل لتصور مفيد ما يختبروش إلا نتيجته مع العيان نفسه، على أرض الواقع، من كتر انشغالى بالأساطير زى ما لاحظتو يمكن فى النشرات اليومية فى الموقع، أنا ما باقراش فى المواضيع دى بشكل منهجى، بس اللى انا فاكره، واللى باشوفه فى العيانين، ومن المناقشات مع بعض الأصدقاء، لقيت نفسى اليومين دول واقع جوه حكاية قتل الأولاد، دا سواء من الأم أو من الأب، ودى حكاية باين لها دلالة تطورية مهمة، أما مضاجعة المحارم، فيمكن بعضكم سمع منى تفسيراتى المتعددة لعقدة أوديب، وتحفظاتى حتى الرفض لكلام فرويد، ويمكن سمع بالذات الفرض اللى جانى إن الدعوة، والشهوة بالنسبة للعلاقة بين الإبن الذكر والأم بتبدأ أكتر من نداء لا شعورى من الأم، (وساعات شعورى، أو سماحى)، ده أنا شفته فى العيانين، وأمهات العيانين، والعيانات زى الست دى، وغيره وغيره، وفيه تفسيرات تانية كتير للحكايات دى غير الجنس الصريح زى ما الناس بتحب تفهم فرويد، فلما الحالة دى شفتها معاكم النهارده، واجتمع فيها موت الأولاد، وبعدين، قتل ولد معوق، وبعدين، تحريك شهوة جنسية محددة من أم نحو إبنها إللى فاضل، وبعدين مشاعر حسية جسدية جنسية حقيقية (الدكاترة بيحبوا يسموها هلاوس وضلالات)، كل ده خلانى أشعر بالصعوبة، وفى نفس الوقت بالرغبة فى المعرفة يمكن نساعدها، ويمكن نعرف أكتر إللى يساعدنا، فإذا ضفنا ده كله على الإشكال اللى ظهر فى الأول عن مستوى ذكاء العيانة، وبعدين اكتشافنا كلنا لطيبتها، إللى مش ماشية لا مع القتل، ولا مع حتى الضرب، وبعدين إحنا بنشوفها دلوقت بعد ماتجننت فعلا وانكشف الغطا إللى بيّن كل اللى احنا شفناه ده، تعرفوا قد إيه الصعوبة إللى احنا بنواجهها.
إنتو عارفين، ويا ما اتكلمت فى حكاية أصل مضاجعة المحارم، وإن منع الحكاية دى، وتحريمها ظهر مع نشأة مؤسسة الأسرة، واتكلمنا قبل كده على حاجة اسمها “نحو الأسرة” Grammer of the Family واللى أنا بافضل أسميها دلوقت “القواعد النحوية لتشكيل الأسرة”، والمقصود بيها إن تنظيم العلاقات محارميا هو جزء لا يتجزأ من القبول بمؤسسة الأسرة كضرورة تطورية معاصرة، جمال المصطلح ده إنه بيختصر المسألة فى كلمتين، زى ما“نحو اللغة” فيه إن ممنوع تنصب الفاعل أوترفع المفعول، أوفيه باب اسمه الممنوع من الصرف، كذلك نحو الأسرة فيه إن ممنوع تنام مع أمك ممنوع تشتهى أختك وكلام من ده، خلو بالكم علم النحو نشأ بعد ظهور اللغة مش هو اللى اشترط على اللغة إنها تلتزم بقواعده وهى بتنشأ، نفس الحكاية بالنسبة للأسرة،، لما تيجى عيانة تنكسر الكسرة دى، وتجيب لنا التاريخ متقلب عاليه فى واطيه بالشكل ده، نلاقى نفسنا قدام تاريخ العلاقات اللى أحنا بنقول عليها دلوقتى حرام عشان دخلت الممنوع، علم النحو ده ما حدش حطه من دماغه، دا بعد ما اللغة استقرت، القواعد فرضت نفسها على اللى بيتكلموها صح، جم الناس المُنَظِّرين قالوا ياللا نشوف الناس بتتكلم ازاى، ونرصد قواعد كلامهم، إيه الممنوع وإيه المسموح، ولازم القواعد دى مفيدة لاستمرار اللغة مفيدة، فنحترمها، ونتبعها، ولما اللغة تتغير نبقى نغيرها وكلام من ده، الظاهر إن الحكاية فى “نحوالأسرة” مشيت بنفس الطريقة، العيانة هنا وهى بتنكسر وتتعرى، بتنهار المؤسسات داخلها، زى ما بيتهز المجتمع خارجها، ومن ضمن المؤسسات اللى انهارت: مؤسسة الأسرة، فيضعف تأثير “النحو” طبعا، هو نحو اللغة له لازمة إلا لما يبقى فيه لغة، نفس الحكاية، هو لما تنهار المؤسسة الأسرية جوانا، يتفضل نحو؟ هنا تبقى المسألة كإنك بتشوف بعينك نتيجة الفركشة للحاجات إللى هى لمّانا على نفسنا، آدى كل الحكاية.
بصراحة أنا باعترف لكم إنى اليومين دول مشغول أكتر بالأساطير ومشغول بتاريخ الإنسان، وده بيطلع منى فى شغلى وفى كتاباتى كتير من غير قصد حتى، الانشغال ده مهواش فانطظية ولا حته علم كده زينة، أنا لا باعمل أبحاث ولا بانشر عند بتوع النشر، ولا حاجة، ودا مش ذنبى قوى، الود ودى أنشر، بس مين يرضى ينشر الكلام ده، المهم: الانشغال ده سواء رضيت أو لأَّه هو متعلق بممارستى مهنتى مباشرة، ولما باجى أقبل كلام العيان زى ما هو من غير ما استعجل واترجمه “لأعراض” أو اختزله فى “تشخيص”، بابقى واخد الحكاية جد جد، أنا قلت لكم ألف مرة إنى باقبله من جوه، باقبله على إنه حقيقة، وبيوصل للعيان إنى مِصدَّقه واللى يحصل يحصل، يقوم العيان يستريح إن هو يعنى مابقاش سافل أو شاذ أو مجرم أو قاتل زى ما بيوصلنا لأول وهلة، ولا حتى إنه هوه تافه ومتخلف بيلخبط، وخرج عن الخط وخلاص، واللى يقولك ناخده على قد عقله، واللى يقولك يُعامل معاملة الأطفال، واللى يقول لك مشم فاهم، واللى يرزعه يافطة أو اسم عرض، معلشى كله مفيد فى مرحلة معينة، إنما لو اتعلمنا ازاى نقبل بحق وحقيق من منطلق معرفى محترم، مش صُعبانية وتفويت، حانحس إن احنا ممكن نلم الحكاية سوا سوا، يا إما العيان يخف، وده وارد جدا، أو على الأقل نتعلم من اللى جارى قدام عنينا من أول وجديد، نيجى للحالة دى فيها كل ده من حيث المبدأ.
إنتو شايفين المستوى الاجتماعى، وشايفين حتى موقف أخوها وهو ضارب تعظيم سلام وبيقول اسمه الحقيقى إللى فى البطاقة عشان المحضر، ولا محضر ولا حاجة، وهى مرة تتماسك وتقول كلام أذكى من اللى أى واحد فينا يقوله، ومرة تشطح من الشرق للغرب، لا نقدر نرفض شطحها، ولا احنا فاهمينه دلوقتى، فنصبر ونحطه بين قوسين، آدى قصدى إن المعلومات هنا قليلة وضعيفة، تيجى تبنى تصوُّر أو خطة علاج على معلومات إنت مش واثق تماما فى مصداقيتها، تلاقيك بتبنى على أساس واهى، لكن نعمل إيه؟ لازم نبدأ العلاج، ماينفعش نركن البنى آدم على جنب لحد ما نحقق؟ دى مش شغلتنا، العيانة حتى لو كانت قتالة قتله، أوكَلِتْ عيالها، عايزة تتعالج، حتى السجن والعقوبات هى فى عمق “علم العقاب” علاج بشكل ما،
نبتدى بحتة احتمال إنها متخلفة، يعنى ضعيفة العقل من الأول، بالذمة بعد كل اللى سمعتوه ده، وشفتوه بعنيكم، مش نعترف إننا على الأقل قدام واحدة يا دوب متوسطة ولا إيه؟ دا يريحنا شوية،عشان مش كل ما نلاقى حاجة مش فاهمينها فى كلامها نقول أصلها متخلفة، أصلها ضعيفة العقل مش قادرة تعبر، شوف لما وصفتْ علاقتها بأمها، أو لما وصفتْ جوزها، أو لما عبرت عن احتياجها، أو لما اعترضت علىّ شخصيا وانا الدكتور الكبير، اعترضت بالأصول، ….، يعنى الحكاية ما عادتشى تنفع نلزق فى التخلف كل الصعوبات اللى قابلتنا أو حاتقابلنا على شماعة التخلف المزعوم ده مهما كانت نتائج اختبارات الذكاء، المهم استبعاد درجة كبيرة من التخلف يخلينا ناخد راحتنا فى قراية الحالة
…. بالذمة يا دكتور محمود ما ظبتش نفسك بتقارن ذكاءك بذكاءها، وغرت منها ساعات؟ أنا شخصيا حصل لى كده لمحة، بس ما زودتهاش، يبقى بعد كده نقدر نحاول قراءة الحالة من غير كل شوية ما ينط لنا التخلف، ومش عايز أقول ده يمكن يثبت تخلف مين فينا (ضحك) الست دى باين عليها من ناحية محتفظة بالقدرة المعرفية بطريقة خاصة، أو على مستوى يسمح لنا إننا نحترم كل كلمة تقولها حتى لو ما فهمناهاش، ده المبدأ إللى انا باحاول أعمله مع العيانين، وباحاول أعلمه لكم، احترام كلام العيان مش يعنى التسليم له، هو ماشى مع مبدأ احترام العيان نفسه، وبرضه ده مش معناه التسقيف للمرض، ولا للحل المرضى،
نمسك مثلا أى جملة أو كلمة، الكلمة اللى بدأت بيها شكوتها مثلا، واتكررت أثناء المقابلة، كلمة الأنفـُسِى مثلا، عرفتم يعنى أيه الأنفـُسِى هى شر اللسان؟ أنا أول ما سمعتها منك يا محمود أفتكرت أنها بتتكلم على حاجة محددة، وبعدين هى استعملتها مرتين تلاتة فى سياقات مختلفة، فابتديت اجمّع زى ماشفتم كلمة أنفُسِى هنا أنفُسِى هنا، ومرّة أتصور إنها بتتكلم عن ذوات بداخلها زى ما انت عارف علاقتى بالحكاية دى، ومرة أتصور إنها بتعبر عن “الجسم الغريب” اللى باتكلم عليه كتير، وبعد كده لما ربطتْ هى بين الأنفُسِى وعلم النفس، وعلماء النفس، اتلخبطت، وبعدين لقيت الأنفُسِى بقيت وسواس أو شيطان، عرفت إنها بتستعمل نفس الكلمة لأكثر من غرض، بأكثر من معنى، بس كله بيشاور على نوع من الاغتراب والسلام، أو حاجة كده زى رؤية الداخل مباشرة، يبقى يستحيل نعرف قصدها بالكلمة دى بالتحديد وهى خارج السياق بتاعها، مش كده ولا إيه، خصوصا لما حصل “تعيين” Concretization للكلمة وربطتها بجزء معين من جسدها لما قالت: “هو الأنفُسى اللى قد صباع اليد….”، وبعدين قعدت تشاور على تأثير الأنفُسِى ده على كل الوظائف حتى الوظائف الفسيولوجية زى الهضم، ده بعد ما جسدته ووصفته ” قد صباع اليد”، وبعدين ربطت بينه وبين انتحارها، لكن تلاحظ إنها أبدا ما ربطتشى بينه وبين موت العيال، ولا قتل ابنها المعوق.
خد برضه كلمة “حنان” وشوف هى استعملتها ازاى، حكاية حنان فى ختمى، سواء وهى بتحس بمشاعر شهوية نحو ابنها، أو وهى بتفسر شهوتها الأولانية وإن ربنا قنعها بجوزها، وبعدين تلاحظ استعمالها لكلمة ورقة وهى بتتحجج وتبرر امتناعها عن جوزها ” …. كان عندى ورقة فى خاتمى وربنا مانعنى من ناحية جوزى”
نرجع نلاحظ إنها مرة استعملت كلمة وجع فى خاتمى ومرة كلمة شهوة فى خاتمى، ويا ترى هى تقصد نفس المعنى، ولا لأه، دى مسألة عايزة صبر عشان نشوف إيه اللى تعرى وازاى هى بتعبر عنه .
خلى بالك كلمة خاتمى دى بتفكرنا بفرويد وكلامه عن الشرج (الإست) والمرحلة “الإستية” وكلام من ده، إنت عارف علاقتى بالراجل العظيم ده، أنا عمرى ما استسلمت له، لكن باحترمه احترام فظيع، من ضمن الحاجات اللى وقّفتنى كتير وانا بارفض أبجديته حكاية المرحلة الشرجية، لكن لما ييجى عيان ويقولك الكلام ده، ويربط بين قدام وورا، ويتكلم عن الحنان زى ما يتكلم عن الوجع، يتهيأ لى لازم نرفع القبعة للراجل ده خصوصا إنه هو ما شافشى ولا حالة ذهان، جنون صريح يعنى، وكل معلوماته عن الذهان من تفسيرة للسيرة الذاتية بتاعة دكتور شريبر، وبعدين أنا قعدت متحفظ متحفظ مدة طويلة على المسألة الشرجية دى، لحد ما الحالات فرضت نفسها علىَّ، حتى لقيت نفسى ابتديت اراجع فكرتى عن الشذوذ الجنسى عند الذكور، واللذة اللى بتتحقق من الشرج وكلام من ده.
أنا أظن الست دى وهى بتقول “خاتمى” ممكن تقصد اللى قدام وممكن تقصد اللى ورا، وممكن تقصد الاتنين، وتتوقف حالة النكوص ودرجته كل مرة على قصدها وشعورها الحقيقى ساعتها، بأى حق ييجى الدكاترة ويقولوا دى بيتهيأ لها؟ وشعورها ده مجرد خيال؟ أظن ده هوه إللى بيبعدنا عن العيانين، تقول استعجال، تقول خوف، زى ما انت عايز، ده إللى بيخلينا نستعجل ونسمّى أى حاجة يقولها العيان باسم عرض وتخيلات مرضية وكلام من ده، ونجمعه على بعضه ونروح رازعينه تشخيص، وكأن القضية انتهت.
نلاحظ برضه إن الست دى حتى قبل ما تعيا، ولو حتى بتقول الكلام ده بأثر رجعى، نلاحظ إنها حست بميولها الجنسية الطبيعية، وبعدين رضيت بجوزها لما قالت إن ربنا قنعها بيه، وكلام من ده، إنما يبدو زى معظم الجوازات والعلاقات، مع قلة الخبرة، إن المسألة طلعت مش هية، دا حتى هى بحدْسها من الأول أعلنت إنها مش هيه “الحياة ماهياش حياة”، فبقت تنام وهى ممتنعة عن جوزها “أنا كنت بانام تانية الركبة عشان جوزى مايلمسنيش وانا نايمة”، ثم امتد الرفض والحذر من هذه العلاقة ” لكن بعد ما مات نمت كده برضه عشان ماحدش يتجوزنى وانا نايمة”، وتواصل الكف الشعورى والكبت اللاشعورى حتى انكسرت، فتحركت المسائل من جديد، وهات يا ذوات داخلية “الأنفسى” تقوم بالواجب، وما منعشى برضه إن مشاعر محارمية تتحرك نحو ابنها زى ما شفنا.
نرجع لحكاية العيال والاحتمالات المختلفة، خلى بالكم إن الرفض ده والكبت ده حصل قبل ما جوزها يموت، ما مفيش اى علامات تقول لنا نحط حكاية موت العيال دى فين، حكاية العيال خصوصاً فى المقطع بتاع أبوهم مستهتر وأنا ضعيفة، يمكن نبالغ ونقول شوية كلام، يمكن نفسر الموت بالإهمال، ومش قتل إلا فى الجدع المعوق اللى كان لا بيصد ولا بيرد.
***
أصل ظهور الفرض أثناء الشرح
الست دى زى ما تكون ما خلفتش أبدا، زى ما يكون لما اتجوزت وربنا قنعها لفترة بوظيفة الجواز إنه يروى الشعور اللى سمحت له يتحرك من بعيد، ولو لا شعوريا، إنه يتحرك فى جسدها، وبعدين انتقل الجواز لوظيفة تانية، إنها تجيب عيل تُسْقِطْ عليه أملها إنها توجد، تِوْلد نَفْسها بنفسها، بدل الضياع ده، وتبتدى من جديد، كل ما تحبل مش بس تحبل بالعيل، لأ تحبل بالأمل إنها تتوجد، إنها “تكون”، إوعوا تفتكروا إن ده كلام بتاع مثقفين وبَس، ده ألف باء الوجود، ييجى العيل من دول ما يحققشى حلمها، تركنه على جنب، خصوصا إن اللى ماتوا كانوا أغلبهم بنات، زى ما يكون داخل داخلها بيكتشف إن المشروع ده (الحمل فالولادة) لم يحقق أغراضه، تخرج الشارع والعيل على حجرها تطلب النصيحة، ولا حد هنا، هو مين حايقرا كل ده جواها، تركن العيل على جنب يموت، وتستعد للمشروع اللى بعده، وهكذا، تلاحظوا إن الواد الوحيد اللى مات مات عقب الولادة مباشرة، نقدر ما نحسبوش، البت من دول تموت من هنا، تدخل امها فى مشروع وجود من جديد، الواد إللى عدى عدى اللى هوا عبد الرحمن إللى عنده أربعتاشر سنة دلوقتى، أما عادل فيبدو إنه عدى بالصدفة، أو غصبن عنها، ماحدش عارف، أو يمكن عشان معوق استحملته أكتر شوية، لكن نلاحظ إنها بمجرد ما حبلت من جديد، قررت إنها تستغنى عنه، زى ما تكون ما عرفتش تسربه للموت وهو صغير، يعنى تهمله يموت، ولا عرفت توزعه لقريبتهم اللى مابتخلفشى، لقته كابس على نفسها وهو كبير، حتة لحمة متحركة، دا حتى كمان ما بيتحركشى، كل ده طبعا فى اللاشعور، فلما انكسرت واتجننت أعلنت كل اللى كان حاصل بأثر رجعى فى شكل الأعراض اللى انتو سمعتوها دى، وانتوا عارفين نظريتى فى حكاية “سبق التوقيت”antedating، (“كتاب دراسة فى علم السيكوباثولوجى” الفصل العاشر النمو والتكامل” ص 572) زى ما يكون كانت عايزة تسرب البلوة المسخ ده أول ما عرفت إنها حامل، يبدوا إن كان عندها أمل فى إنها حاتجيب منقذها ومنقذ الكون، فاكرين قولتها لأبو الولد إنه يديه لقريبته إللى ما بتخلفشى، وهو ما أخدوش، ولما سألتها عن السبب إللى خلاها ترمى الواد، فقالت لى: اصل أنا كنت حامل كنت عاوزة أحافظ على النونو اللى جاى جديد، وبرضه قالت لى فى تفسير موت العيال، إنهم أهملوها هى نفسها بعد كل ولادة، وعشان كده يمكن هى أهملت العيال بالتالى، أنا مش متأكد، بس لما قالت أحافظ على النونو الجديد، وإن ده هوّا اللى خلاها تحدف، الواد المعوق ده من على السطح، قلت يمكن: عشان تتفرغ للمشروع الجديد، زى ما يكون ما وصلهاش الفشل المتكرر، سواء فى الحلم العام بتاع أى أم بتاع إن القادم هو اللى حايصلح الكون، ولا فى إن هى حاتلاقى الرعاية والشوفان إللى يبرر وجودها، وبالتالى يدفعها للرعاية بالمولودة (أىْ بنفسها) وتكبر واحدة واحدة من خلالها ومعاها
بصراحة أنا حاسس إنى بعدت، والظاهر ده حا يخلينى أشطح أكتر، أصل فيه حاجة افتكرها دلوقتى، أهو ده إللى عندى وانتو أحرار بقى، هى حاجة فى العلاج الجمعى زى إللى بنعمله هنا، فيه واحد إسمه بيون Bion ده راجل مهم جدا ،إتكلم عن حاجات معوقات لمسيرة العلاج من بينها معوق أسمه “التزاوج”، pairing، وده إحنا بنشوفه فى الجروبات باستمرار، نلاقى إتنين من أفراد الجروب شبكوا فى بعض، وبقوا متعاطفين مع بعض على حساب حركية النمو فى الجروب، وبالذات على حساب حركتهم هما كمان، كل ما نقرب على واحد منهم نهز شوية دفاعاته، نلاقى التانى نط يدافع عنه، وكأنه بيثبتّه مكانه، وهو مش واخد باله إن ده بيعطل الإتنين، وفى حالة ظاهرة “التزاوج” دى ما تفرقشى إن كان ده حصل بين راجل وست، أو بين راجلين ولا ستتين، أنا بالرغم إنى شفت الظاهرة دى كتير، وانتو فيكوا اللى شافها معايا، وكنا بنفكّهم من بعض فى المجموعة بالعافية، وكلام من ده، إلا إنى عمرى ما قبلت تفسير “بيون” ده. ليه بقى؟ الكلام ده من عشرين سنة، لأ يمكن أكتر، كان بيقول إيه بيون؟ كان بيقول إن “التزاوج” ده بيبقى وراه فى اللاشعور تصور غائر إنه حا ينتج عن التزاوج ده حاجة كده تتحقق الآمال من وضع “انتظار المعجزة”، زى “سانتا كروز”، إللى يلبى طلبات العيال من غير جهد، وكإن سانتا كروز ده هو اللى حا يحل المسائل كلها، فهما الاتنين المشتركين فى التزاوج ده يريحّوا بقى، ويبعدوا عن اللى جارى فى الجروب، بَلاَ نمو بَلاَ هدّه، بصراحة أنا استبعدت التفسير ده، التزاوج تزاوج وخلاص، زى أى حب أو تعليقة ثنائية بتلغى الباقيين، يعنى هو فيه حاجة زى العلاقة اللى بيسموها “القفل والمفتاح” ما فيهاش احتمال أى حركة تانية، المهم رفضى لتفسير بيون ده ما خلانيش أقبل العلاقة المعطلة دى، واشتعلت فيها بنجاح والحمد لله أكتر من تلاتين سنة، من غير لا سنتا كروز ولا غيره، بس برضه كانت الفكرة دى بتسهّل لى أحيانا تفسيرات عن حكاية “المهدى المنتظر” اللى بيكرروها المرضى كتير عندنا.
وانا بافكر دلوقتى معاكم، تصورت إن التفسير ده ينفع ينطبق على الحالة دى، بعد تحوير حبتين يعنى الفرض إللى جالى بيقول: إنها كان عندها تصور لا شعورى إنها بالحمل والولادة، حاتجيب، اللى يحقق وجودها سهل فى سهل، مش بس كده، لأ وحاتجيب بنت، اللى هيه هيه نفسها، تبتدى من أول وجديد، أول واد مات عند الولادة مباشرة، يمكن ما يتحسبشى، بعد كده تيجى البنت من دول، يحصل إهمال الأم، والاستهتار بيها وبمشروعها إللى ما حدش يعرفه ولا هىَّ حتى، يطلع مش هوه الحلم، يحصل الإهمال فالموت، تخش جولة تانية من الحمل والولادة، ليه يا ترى نفد منها عيل ذكر واتنين، فيه احتمالين، يمكن عشان هما ولاد، ويمكن بالصدفة، لما بعد دا كله حملت وولدت عادل مسخ بالصدفة لأسباب مش عارفينها لحد دلوقتى أصبح بقى يمثل عبء عليها، وعلى حد قولها كانت بتستعد للنونو الجديد، وجوزها ولا هو هنا، اتوكلت على اللى على حد قولها وراحت متخلصة منه ببساطة، وكأنها بتزيح حاجة هايفة عن طريق مشروعها، ومع ذلك يبدو إن النونو ده عمره ما جه، لأن ما فيش حد رصدناه فى التاريخ الأسرى بعد عادل، يا إما كان بيتهيأ لها إنها حامل، يا إما سقطت، إبقى اسألها يا محمود لو سمحت.
أنا حاسس إن الكلام صعب، ما هوه كان صعب علىَّ لمدة تلاتين سنة، بس انا كان دايما عندى تفسيرات لضلالات المهدى المنتظر من هذا المنطلق، بس مش قوى كده، خلوا بالكو الظاهرة دى ممكن تبان فى الرحلة اللى بيعملوها المدمنين وهما بيغيّروا وعيهم عشان يبتدوا من جديد، وحتى فى الإبداع
الست دى عمر ما حد اعترف بيها، عمر ما حد شافها، فاكرين كلامها عن أمها، ” أمى مكانش فيه تفاهم معاها وماحستش من ناحيتها حب أو حنان”، وكلامها عن تحريك الجنس، وبعدين الإرضاء المؤقت بالجواز، وبعدين العملية الجنسية تبقى مؤلمة،وسلس البول، وبعدين الرفض وركبها فى دقنها، والورقة اللى حطاها ورا، وبعدين إعلانها احتياجها للرعاية بعد الولادة، كل ده بيقول حاجة فى الاتجاه ده، حتى لما رمت ابنها كان نوع من التفرغ لمشروعها الجديد اللى عمره ما تم، المصيبة إن المسخ ده اللى كان بكل هذا التشوه، هوّا اللى فضل غير عبد الرحمن وانتو عارفين إن فيه تاريخ فى عيلتها حاجة زى فصام، واحد متغطى نص نص بالإدمان، والتانى على عينك يا تاجر، “سيلفانو أريتى” كان بيتكلم عن صورة الذات فى الفصام وكم هى “مشوهة” (Mutilated self image)، الاستعداد الواراثى زائد التشخيص الحالى، فى الحالة دى يسمح لنا اننا نفترض إن الواد المشوه ده الله يرحمه، مش بس كان عبء عليها، ده كان مَسْقَط لصورة ذاتها المشوهة (وراثيا وإهمالا) واللى هى بمشروعها المتكرر الفاشل كانت بتحاول تحل محلها ذات قادرة على الحياة والاستمرار، (طبعا لا شعوريا). أصبح بالشكل ده – لوصح الفرض – هذا المسخ أمامها بيتحدى إنها تنسى صورة نفسها، اللى جوه، جت حِبْلت، أو اتيهأ لها إنها حِبْلت، راحت مقررة على طول إنها تتخلص من اللى بيعطلها، وبالمرة ما تبقاش صورتها المشوهة (إبنها المسخ) قُدّام عنيها طول الليل والنهار كده.
فيه كلام كتير تانى، فى الأساطير خصوصا، يفسر حكاية قتل الأولاد، كلها احتمالات مفيش وقت للدخول فى تفاصيل تانية، نلاقى نفسنا فى تباديل وتوافيق جديدة أو بديلة، إنما بالرجوع بحذر إلى المسائل دى وجذورها التاريخية ومعناها التطورى، يمكن الصورة دى تتبدل أو تتفسر أكتر أو تتعدل، كله جايز,
الشجاعة دلوقتى إن أنا أستحمل أى تفسير تانى، هى بالشكل ده مشتركة بشكل غير مباشر على أحسن الفروض فى موت العيال، وبشكل مباشر فى قتل عادل، ثم إنها لما قالت إنها بتاخد العيل من دول وتحطه على حجرها وتقعد قدام الباب، أنا سمعتها فى الأول بتسيبه قدام الباب، وفيه كلام كتير فى التاريخ والأساطير عن الحكاية دى، ويفسر خوف الناس، من الفرعون أحسن يقتل عيالهم، الأمهات زمان كانوا يغامروا ويرموا عيالهم فى النهر يمكن، الست دى هنا كانت الأول تقعد قدام الباب تستنى نصيحة، ويمكن كانت بتستنى حد ياخدهم يحميهم، من الفرعون، وماتنسوش إنها فى الأول خالص قبل أربع سنين كانت خايفة من قرايبها إنهم يقتلوا عيالها، ده شكل تانى من التخلص من العيّل المهدد بالقتل بتسليمه للقدر أو حتى للموت، ودا يمكن جوا جواه أمل فى العيّل اللى بعده، وهكذا فيه أساطير تانية بتحكى عن ازاى العيال المتسابين بقصد أو بدون قصد ييجى الشيطان ياخدهم ويربيهم وكلام من ده،
نيجى لشهوتها ناحية إبنها، ينط لنا أوديب ومش أوديب ،المسائل دى ما تتحلش باختزالها إلى الغيرة، والخصاء والكلام ده، يبدو إن فيه قوانين أرسخ وأعمق هى اللى اتحكمت فى المسيرة البشرية، بل والمسيرة الحيوية لحد ما وصلنا لحد هنا، ييجوا العيانين بتوعنا الطيبين يتكسروا، ويقولوا، ويعيشوا، ويعيّشونا معاهم (مفروض يعنى)، تلاقيك قدام كتاب مفتوح والشاطر يقرا ويربّط.
الست دى لما اتكسرت بان القديم والجديد، مش بس القتل، لأ ومضاجعة المحارم، والدين الأصلى، والدين الملقن، وحركية الجنس، حتى الجنس الذاتى من الداخل “ألانفسية والأنفوسى بديلا عن جوزها بعد ما مات،
……………
أنا آسف، لازم نرجع للست دى، حميدة، أم عبد الرحمن، أخت أبو عبده، هل يا ترى كل اللى انا قلته ده مفيد فى علاجها؟ وهل يا ترى حد فيكم يقدر يفهمه، أو يقبله من غير ما يتصور إنه زيه زيها فى التركيب الأساسى يعنى من حيث المبدأ على الأقل
د.محمود: يعنى إيه؟
د.يحيى: تصور يا محمود يا ابنى إن الحاجات دى ماتتفهمش بصحيح لدرجة إنها تبقى مفيدة إلا لما تحط احتمال إنها عندك وعندى شخصيا، الست دى لما اتكسرت ما جابتشى حاجة من عندها، دا التركيب البشرى “هنا ودلوقتى”، واحنا حانعالج إيه غير “هنا ودلوقتى”، إحنا بعد ده كله لازم نرجع نفتكر إن احنا بنتكلم عن تركيب بشرى، تركيب حيوى لا أكثر ولا أقل، هنا عند الست دى التركيب ده اتعرى بالثٌلثْ، يا ترى نقدر نغطيه من غير ما نردم الست دى تحت أكوام من الكيميا والميكانزمات، أظن هى بقت عاجزة تماما إنها تعملْها لوحدها، هىَّ لما شعرت بالشهوة نحو ابنها اللى فاضل كانت حاتقتله، وبرضه كانت حاتقتل نفسها، وفاكر انها فكرت إنها تدفن نفسها بالحيا، هى نفدت من البوليس عشان تلاقى نفسها متفندقة ألعن، وده أخطر زى ما هو باينْ
أنا مش عايز أخش أقول لكم لو احنا كلنا كده، إمال عايشين ازاى، وبنغطى كل التاريخ ده ازاى، ومماشيين أمورنا ازاى، ده مش وقته، ولا هو ممكن، بس كونك كطبيب نفسى تقبل الاحتمالات دى من حيث المبدأ، مش ضرورى تعيشها ولا تشوفها فى نفسك، المهم تقبلها، تقوم تحترم اللى اضطروا يعيشوا التاريخ ده كله متلخبط على بعضه لظروف مرضهم، قبولك ده هوه اللى بيخلى العيانين دول يطمنوا لك، ويمكن يبتدوا من أول وجديد، طبعا بالدوا، والكهربا، وكله، فى الوقت المناسب، للهدف المناسب، لا أكثر ولا أقل.
إحنا بعد ده كله بنحط فرض أو فروض، وبنحترم كل كلمة، وبلاش حكاية بيتهيأ لها عالعمال عالبطال، كل ما تقول حاجة نقول دا بيتهيأ لها، دى مش قصدها، دى تايهة، ليه ما يكونشى اللى بيتهيأ لها ده حقيقة بس احنا مش عارفين هى بتعبر عنها بأنهى لغة، يمكن برضه ما عدتشى تفرق معاها هى موتت عيالها ولا ما موتتهمشى، دى بداية جديدة، فركيشة عايزين نلمها صح، هى مشتركة فى اللى حصل فى جميع الأحول، ولازم تتعلم منه، واحنا كمان،، ويمكن أنا عشان تعاطفى معاها زى تعاطفك معاها زى تعاطف د.محمد معاها حاقول ماتفرقش وحاسامحها، يعنى حافهمها واقبل المرحلة واللغة الخاصة، بس ده مش معناه تفويت أو طبطبة، فيه مسامحة عن مسامحة، لو مسامحة تفويت وطبطبة تبقى تشجيع ويوصل لها إنها مش مسئولة وغصبن عنها وكلام من ده، إزاى توزن الجرعة بقى؟ أهى دى الصنعة اللى بنتعلمها سوى.
ما دام الدنيا اتفندقت بالشكل ده على طول لازم أبدأ ألمّ الحكاية، المخ القديم هاج وطاح وهى مش عارفة تلمه، ألمّه أنا بالدوا اللى بيشتغل عليه لوحده أو بيشتغل عليه أكتر من غيره، ألمه بالنيورولبتات العظيمة ياأخى، بس مش على طول، ولا طول العمر، وواحدة واحدة يمكن العلاج، يعنى وجودها فى وسط ناس شايفين ومسئولين ومسامحين ومش مسامحين، وبالحسابات العلمية وغيرها يوصل لها إننا مش مستهترين زى ما وصلها من جوزها، لا احنا بنستهتر باحتياجها، ولا بمشروعها الفاشل، ولا بخيبة حلها الإجرامى أو المرضى على حساب أرواح بريئة، ولا بأى حرف من اللى فاهمينه، واللى مش فاهمينه يا شيخ.
الست دى لازم ترجع تشتغل بأسرع ما يمكن مش كفاية عليها البيت، دى بتعرف تبيع وتشترى وتكسب وتعامل الناس، ونخاف طبعا على إبنها اللى فاضل لتبلعه من شدة احتياجها، واحنا مش عارفين بقية جواها إيه دلوقتى،، لكن مش معنى كده إننا نحرمها منه، إطلاقا طبعا، دا بالعكس يبقى فيه زى علام: يعنى إيه علاقة، علام غير مباشر للواد وليها، علام لنوع آخر من العلاقات، ما تخافشى يا ابنى، هو انت عارف يعنى إيه علاقة محارمية، مش ضرورى تكون جنسية عارية بحتة يا أخى، إنت فاكر استعمالها لتعبير “حسيت حنان فى ختمى”، يا أخى مرة تستعمل كلمة “شهوة فى ختمى”، ومرة حنان، ومرة وجع، إحنا ليه يعنى ما ناخدش كلامها بإنها بتعنى إللى احنا ما نعرفوش، أنا عارف إنى بابالغ، ويمكن يا عينى هى لا تعرف معنى حنان ولا هباب، إنما أعمل ايه يعنى بالله عليك، ما هو انا من حقى أبالغ ما دام بتوع الدفن أحياء بيبالغوا وهما بيلعبوا فى مخكم بالاختزال والكيميا على ودنه طول العمر، هما يبالغوا عشان الفلوس واحنا نبالغ لصالح المرضى.
د.محمود: فيه حاجة برضه أنا خايف منها، أنا خايف لو ابتدأت تتحسن يتحرك فيها شوية إنها قتلت إبنها، وشعور بالذنب، وهى حاولت الانتحار مرة واتنين، وبتقول أنا عايزة أموت بس مش عارفة ازاى، مش لازم نحط ده فى الاعتبار؟
د.يحيى: بصراحة عندك حق، بس ما فيش أى حركة فى الحياة من غير احتمالات خطر، إحنا بنحوّط، ونحسب المسافة صح، ونهدّى اللعب، وما ننساش الدوا أول بأول، ونغير الجرعة باستمرار مع تغيير الحركة، الست دى كانت عايزة تتولد من جديد فى اولادها، بالذات فى بناتها، ما حصلشى، قالت بلاش لا انا ولا هما، نجرب تانى، وتالت، ورابع، دلوقتى فيه فرصة لو العلاج بحق وحقيق والفرض اللى احنا حاطينه صح، دلوقتى فيه فرصة انها تحقق بعض اللى هى نفسها فيه بطريقة تانية، لازم تتحرك، مش لازم بقى كل ما تيجى تتحرك نخاف تمّوت نفسها، نقوم نعكّمْها دوا زيادة، لأْ بقى، هو احنا كل ما نلاقى حد بيتحرك وناوى يكمل نخاف عليه، طب حايكبر ازاى؟ المهم نحسبها صح، أى علاج صح أو غلط فيه مخاطرة، أى علاج فيه احتمال إن العيان يموت نفسه، يبقى كل ما نلاقى حد بيتحرك عشان يكبر، نقول إلحق حا يموت نفسه، نقوم نموته احنا بالدوا طول العمر، لا إن شالله ما حد عالج، ثم إن المسألة مسألة إحصاء، نسب الانتحار بالعلاجات الأخرى مش أقل على كل حال، ثم احنا فى إيدينا كل حاجة فى الوقت المناسب، الدوا، والكهربا، والمستشفى للأسف مش هنا، العباسية ماشى، حلوان ماشى، كل حاجة ليها حاجة، بس الخطة الأصلية إن الست دى تاخد فرصتها زى ما ربنا خلقها ما دام حطنا فى طريقها، وعندنا اللى نعمله، نعمله واحنا خايفين، ما يضرش، بس نعمله.
مافيش حل تانى إلا انك تموتها بالتكتيف الكيماوى زى الحصان اللى ما عادشى نافع يجر العربية الكارو وتقول أهى ما انتحرتشى اهه، وحتى بالدوا، مين يضمن إن الست دى بالذات حاتاخده بانتظام، إنت ما سمعتش أخوها وهوّه بيقول إنها كانت بترميه فى البلاعة، أى لحظة تسهى كده ولا كده فيه احتمال تموّت نفسها برضه، المسئولية مسئولية، وهما بيحاسبونا على الاحتياطات مش على النتيجة، الأعمار بيد الله، نعمل اللى علينا طول الوقت، مافيش حل تانى إلا إذا كان الهدف مش علاجها، إذا كان الهدف الأول والأخير إنك تأمن نفسك زى اخوانّا الخواجات يا عينى، وترتاح، لا يا عم ربنا هوا اللى حايحاسبك أساسا مش بس شركات التأمين والنقابة. لازم دوا، طبعا، بس لازم وقت، ولازم ناس، ما حدش قال حاجة، نّدى دوا زى مانت عايز، إنما إمتى، وازاى، وحانقيس بإيه؟ حاجة كده زى اللى بنعمله فى الجروب حته بحته، حته بحته، ما فيش حماس نهائى ولا خطابة، فيه مسئولية وفيه ربنا المحاسب جواك وبراك، وخلاص، طبعا قبل ده ومع ده كله فيه علم وخبرة، إمال احنا بنعمل ايه بقالنا ساعتين،
د.محمود: طيب يادكتور حكاية أبنها اللى موجود ما هى برضه كانت عايزة تتخلص منه، مش نخاف عليه.
د.يحيى: طبعا نخاف ونص، زى ما نخاف عليها نخاف عليه، والرد هو نفس الرد اللى قلته دلوقت، مش معنى إن احنا نخاف إننا نبطل شغل جَدّ، إحنا فى إدينا كل الأسحلة، ونحسبها صح، والنتيجة على الله، زينا زى احتمالات المضاعفات فى كل العلاجات.
د.محمود: بس بعد الـعيا الأخير ده، هى بدأت تهتم بيه، وتفكر فى مستقبله
د.يحيى: عليك نور، بصراحة ساعات المرض زى ما بْيِظْهْرْ حاجة وحشة كانت مستخبية، بِيِظْهِرْ حاجات كويسة، يعنى الست دى أولا وأخير هى أم، صحيح الفرض اللى حطيناه إنها كانت بتستعمل أمومتها عشان تعيد حياتها هى، وما نجحتشى، مرّة واتنين وسته، هو احتمال جامد، بس ماتنساش إنه مجرد فرض، وإن ده ما ينفيش عنها صفة الام وفطرة الأم، هى بس ما خدتشى فرصة إنها تتراعى زى ما قالت، لا من امها، ولا قبل ما تتجوز، ولا بالجنس اللى سترها فى الجواز وبعدين فشل بدرى بدرى، ما نعرفشى إمتى، ولا بعد ما ولدت واحدة ورا التانية تدور عاللى يعترف بيها أو يطلق نشاط أمومتها اللى يمكن “تتوجد من خلالها” إنت ما خدتش بالك من كلامها إن بعد كل ولادة ما كانتش بتلاقى غير الاستهتار.
د.شريف: هو بس حضرتك الكلمة بتاعة حضرتك لما قالت إنها لما رمت أبنها كان عشان أصلح بينى وبين جوزى، ما اتكلمتش فيها، ما شرحتهاش لنا
د.يحيى: أنا بصراحة فعلا ما خدتش بالى منها يابنى لو فكرتنى وانا معاها كنت فتحت الحكاية أكتر، ما أظنش إنها كانت تقصد أى حاجة غير اللى احنا قلناه، هى استنت من جوزها كتير، وهو أول واحد روى لها الشعور بالشهوة اللى سمحت لنفسها بالاعتراف بيها وقالت إن ربنا قنعها بالجواز على قد ما انا فاكر، لكن زى ما قلنا يبدو إن الحكاية دى ما كانتشى كفاية، طبعا، ابتدت تظهر الآلام فى الجنس، وبعدين الرفض، وتحط ركبها فى دقنها عشان ما يقربلهاش، والسلس البولى، والكلام ده، إنما زى ما يكون كان لسه عندها أمل إن جوزها يبقى جوزها بحق وحقيق، يمكن فيه حاجتين (فى اللاشعور) مع بعض وهى بترمى الواد: أمل فى النونو القادم، زى ما قالت بالحرف، وده يخش فى الفرض بتاعنا والسكريبت، وأمل فى نفس الوقت إن السكريبت ده ينجح المرا دى، وجوزها ياخد باله منها، خصوصا بعد النونو ما يشّرف، مش زى كل مرة، يبقى ده نوع برضه من الصلح بينها وبين جوزها، يمكن، أنا مش متأكد. بس كويس إنك فكرتنى.
د.كريم: هى هنا بتكلم بسرعة شوية
د.محمد: بس هى النهاردة يادكتور متفركشة عن أى مرة قبل كده
د.يحيى: يا خبر أبيض أنا فاهم العكس أنا فاهم إنها ملمومة، إنى أنا اللى لمتها
د.محمد: لأ دى كانت ملمومة عن كده كمان، خصوصا لما كان د. محمود موجود
د.يحيى: كانت ملمومة يا محمود معاك عن كده؟
د.محمود: احنا أصلنا مافتحناش معاها أوى، ماضغطناش عليها أوى زى حضرتك دلوقتى يعنى
د.يحيى: أنا مستغرب على كلامكم ده، ومع ذالك حاقبله، زى ما يكون إنت يا محمود بتشتغل فى اللى هي بتدهولك، فى حين أنا باشتغل فى اللى بدوّر عليه، وعمال أتنقل طخ طخ طخ، فطبيعى إن الكلام يبقى مختلف، بس بصراحة أنا ما لاحظتش إنها بعدت عن الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه إلا قليل قوى، وأظن ساعتها كنا بنقرب لمناطق حرجة، وبرضه لما سمّعت القرآن الكريم، صحيح غلط، بس من غير مناسبه من غير ما حد يطلب منها، أظن كان نفس التحويدة، مش متأكد.
هات العيانة بقى نقولها احنا وصلنا لإيه
***
المقابلة الختامية مع المريضة وأخيها
(يدخلان)
د.يحيى: أزيك دلوقتى يا حميدة
المريضة: الله يسلمك
د.يحيى: حمد لله على السلامة طول الوقت ده كنا بنتكلم عنك، إنتى قولتى عايزة أخف، عايزة أخف عايزة أخف
المريضة: أيوه عشان إبنى.
د.يحيى: الله!! عشان أبنك وعشان كل حاجة، وعشانك برضه، كل الساعة دية كنا بنتكلم فى النقطة دى، بنشوف إيه الحكاية، ونقدر نعمل إيه، ماشى؟
المريضة: ماشى
د.يحيى: (للأخ) فالبركة فيك يا أبو عبده ربنا يبارك لك فى أولادك وعفيتك، إحنا معتمدين على الله وعليك
أخو المريضة: ونعم بالله
د.يحيى: إحنا عايزين الست الطيبة دى نشوفها كل أسبوع لا مقطوع ولا ممنوع إنشالله 10 سنين
أخو المريضة: عنينا حاضر خلاص كل أسبوع
د.يحيى: ربنا يخليك، حنعمل إيه؟ هو أنا باكون موجود أنا شخصياً كل أسبوع، بس مش انا اللى حاشوفها، الدكتور محمود البركة فيه، واذا عاز حاجة أو انت أو هى أديك عرفت مواعيدى (يلتفت للمريضة)، سامعة، طب انا اسمى إيه بقى؟
المريضة: نسيت
د.يحيى: معلش أنا مسامح، إسمى الدكتور يحيى
المريضة: الدكتور يحيى
د.يحيى: معلش أنا مسامح أوعى تفتكريه غصب عنك، خليه ييجى لوحده يبقى أنا حضرت معاكى، إذا ما جاش اسمى لوحده إن شالله ما جه، لحد ما ييجى يا شيخة. قلتى بقى إسمى إيه
المريضة: الدكتور يحيى
د.يحيى: عالبركة
المريضة: الله يبارك فيك
د.يحيى: طب ما تبصى لى عشان تحفظى إسمى
المريضة: أصل أنا بابص للورقة البيضة
د.يحيى: ياللا، ماشى بقى الورقة أهم منى
المريضة: لأ أصل
د.يحيى: ولاّ بتنكسفى من الرجالة
المريضة: لأ أصل باحب النية البيضه لله
د.يحيى: ماشى، شوف بقى يا أبو عبده
أخو المريضة: أيوه ياباشا
د.يحيى: دى ربنا حايديك ثواب عليها لا تتصوره، لك ولأولادك
أخو المريضة: ماشى ياباشا
د.يحيى: طيب حاتيجى تعمل إيه،… حتقابل الدكتور محمود، هوا صغير، إنما بالنسبة لحميدة هو الكل فى الكل
أخو المريضة: ماشى يافندم
د.يحيى: هو مش حايقعد يتكلم معاها كتير ويحكى ويعطلك، هوه حاينظم الدواء، ويتابع التعليمات اللى حانقولكو عليها، مثلا ينظم المشروع اللى عايزة تعمله ده عشان عبد الرحمن زى ما هى بتقول، إحنا مش حنستعجل، مش عايزين الناس تضحك علينا، طبعاً هى ملخبطة دلوقتى، إحنا حنبتدى الدواء الاول، مع شغل البيت والخروج والنوم بالليل والنظافة الشخصية، وكفاية، وطبعا حا تاخد بالها من حاجة عبد الرحمن طبعا،هوا بيروح المدرسة مش كده؟ ربنا يخليه.
أخو المريضة: ( وهو ينظر للمريضة كأنه يحملها ما نقول) ده كله
د.يحيى: إستنا، إنت مالك بيها، إحنا حانوصلها الكلام، وانت تساعد فى تنفيذه، إعمل معروف بطل نصايح وطبطبة ومحاسبة، إنت عليك تجيبها كده يوم نتفق عليه، مرة فى الأسبوع، واحنا حانتابع معاك ومعاها، نفذت إيه وما نفذتشى إيه، هى بنتنا من دلوقتى. فاهم؟
أخو المريضة: ماشى يافندم
د.يحيى: والدكتور محمود حايقوم باللازم كله بورقة وقلم، صحيح هى ما بتكتبشى بس انت بقى تاخد بالك، كل حاجة نقولها لازم تعملها بالضبط، حتى لو انت ما بتكتبشى إنت راخر
أخو المريضة: لأه، أنا بكتب يادكتور
د.يحيى: ماشى هو بس هات ورقة وقلم، بصراحة عايزين تفاصيل، فِطْرِتْ أمتى واستحمت أمتى وطبخت للولد إيه وكلام من ده، واحدة واحدة، والدوا أهم حاجة الدوا
أخو المريضة: ماشى يادكتور
د.يحيى: وبعدين نفكر بقى فى حكاية الدكان والمشروع ده إن شاء الله، شوية حاجات بسيطة زى زمان عشان تتسلى فيها إن شالله ساعة فى اليوم ونقعد نزود فيها وحاجات كده، ونشتغل، والدواء ماشى
أخو المريضة: ماشى يادكتور
د.يحيى: واذا حصل حاجة جديدة، يعنى اللخبطة زادت، الحركة بقت مش على بعضها، أو ما نامتشى أو أى حاجة جديدة تجيلنا على طول من غير معاد، إحنا معاها أوى، حتى لو جت فكرة أذية الولد ما تترعبشى، لا هوه صغير ولا هى معتوهة، إحنا مش حانحرمها من ابنها، ضناها، بس حناخد بالنا، ساعتها نزود الدوا ننقصه، زى ما الحالة تحتاج، ماتحملشى هم.
أخو المريضة: ربنا يستر
د.يحيى: وإن قالت أموت نفسى، ناخد بالنا، بس مانتخضش قوى من الكلام الخايب ده إن شاء الله ما عادشى حايحصل واحنا مع بعض، وانت عارفة يا حميدة إللى بيموت نفسه بيروح فين
المريضة: جهنم وبئس المصير
د.يحيى: خالداً مخلداً فيها، وربنا يقوله موتّ نفسك بقى هنا إن كنت شاطر يا فالح، أهو اللى انت عملته فى الدنيا ما نفعشى، أنا بس اللى آخد الأرواح، يبقى لزومه إيه اللى انت عملته ده، فاهمة؟
المريضة: عارفة
د.يحيى: (لأخو المريضة) عايز حاجة منى دلوقتى؟
أخو المريضة: لا لا لا
د.يحيى :لا إيه يا راجل عوز حاجة، طيب إنت مش حاتمشى دلوقتى، حتربّط مع دكتور محمود وأنا موجود هنا ديماً الأربعاء والخميس
أخو المريضة: ماشى يادكتور
د.يحيى: لو انت أو حميدة عُزْتو حاجة تقولوا للدكتور محمود (للمريضة) بس تكونى فاكره أسمى
المريضة: الدكتور يحيى
د.يحيى: أنتى عارفة نسيانك إسمى الأربعة مرات أو الخمس مرات دول عندى له معنى، تصورى؟
المريضة: الدكتور يحيى
د.يحيى: مش مالى عينك يا بت
المريضة: لأ حاشا لله دا أنت ابويا
د.يحيى: (ناظرا لأخيها) طيب بتنسانى ليه يا أبو عبده
أخو المريضة: بتقول لك أنت أبويا، هوه بقى ماحدش ينسى أبوه
د.يحيى: ساعات بيبقى أحسن
د.يحيى: عايز منى أيها حاجة
أخو المريضة: لأ شكراً
د.يحيى: وأنتى عايزة حاجة
المريضة: لأ
د.يحيى: يالاّ مع السلامة، حتسلمى عليا ولا لأ
المريضة: السلام لله
د.يحيى: بالإيد يعنى
المريضة: لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
د.يحيى: ماشى ياله مع السلامة حتاخد معاد من الدكتور محمود مش حاتمشى إلا لما تاخد معاد
المريضة: (تتكلم دون طلب منها، ونتبين انها تتلو قرآنا فنسجله كما قالته حتى لو به أخطاء كما فعلنا سابقا)
أرأيت الذى يكذبون بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين
د.يحيى: زعقى أسمعك
المريضة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم أرأيت الذى يكذبون بالدين فذلك الذى يدع اليتم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم على صلاتهم ساهون
(وصحة نص القرآن الكريم التى حاولت تلاوته كالتالى):
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
د.يحيى: بقى تقولى الكلام الحلو ده وتقولى أموّت نفسى؟ كتك نيلة
المريضة: صدق الله العظيم
د.يحيى: مع السلامة
المريضة: سلام يادكتور
د.يحيى: أخيراً إسمى أيه
المريضة: الدكتور يحيى يحيى
د.يحيى: ياولد!!!! طالعه منك زى الفل أخيرا
المريضة: لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
أخو المريضة: السلام عليكم
د.يحيى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
***
بعد خروج المريضة وأخيها
د.يحيى: طيب بعد كل التنظير ده وصلنا لحاجات شديدة البساطة، أنا متأكد إن الناس زمان ويمكن دلوقتى الله أعلم، كانوا بيعملو كل اللى قلناه، من غير أى تنظير ولعبكة من دى، وكانت عمايل بتجيب نتيجة، يمكن نفس النتيجة، مجرد إنك تحب الحياة وتشوف هوا إيه اللى ناقص، تلاقى نفسك بتعمل الصح، واحدة زى دى وصلت لكده، لازم نحوّطها، وانا باعرفها اسمى كنت بحاول أحْضَر فى وعيها من جديد، هى العلاقات البشرية كده، (أظن ” جاك لاكان” عمل شغل كتير فى حكاية اسم الأب دى أنا اتكلمت فيها ميت مرة)، الناس البسطا العاديين بيعملوا لوحدهم حاجات عظيمة، بيشتغلوا مع بعضهم توموتيكى، هما يشتغلو شوية، هى تشتغل شوية، تدعى لنا ندعيلها، يبدأ الخففان.
الدوا ييجى هنا لازم يكون إضافة لده، فى الحالة دى ييجى قبل كل شىء، لأن الحكاية عدت، والخطر واضح، بس ما يبقاش الدوا هو كل حاجة، طول العمر إحنا ناس ندى دوا زى ما احنا عايزين وزى ما هو لازم، بس طالع نازل، الناس كانوا زمان عارفين اللى احنا قلناه النهارده من غير أى تنظير وكل المعلومات اللى فلتها لكم فى الأساطير وغير الأساطير ما هما اللى مألفينها وحفظوها لنا كل الزمن ده، إحنا بقى بدال ما نستفيد منها بحق وحق، ونقرا عيانينا من خلالها، يا بنعلقها ديكورعلى هامش أمخاخنا، يا بنهملها وننساها أو ننكرها من أصله، الناس كانت عارفة قوانين التطور بس بتمارسها مش بتكتبها وتتفرج عليها، مش معنى كده إنى مع اللى بيقولوا زمان أحسن وكلام من ده، لأه، إحنا لازم نستفيد من كل حاجة جديدة، بس إضافة وتحسين، مش إحلال وتبديل.
……………
ما فيش أسئلة تانية؟
…………
الله يسامحكم؟
شكرا، طيب مع السلامة
***
وبعد
كل هذه الصفحات، بعد أن حذفنا ماتيسر للإقلال من التداعى والاستطراد، ماذا وصل منها؟ وكيف نعلق عليها؟ كلها ما زالت بمثابة المتن لما حدث خلال ما يقرب من ثلاث ساعات، لمريضة لم نرها إلا مرة واحدة، وما زال الأمر يحتاج لمزيد من المعلومات.
تصورت، أو قل عندى أمل، أن المتن بصورته الحالية، وهى محاولة جديدة كما اتفقنا، يمكن أن يؤدى وظائف تدريبية ومعرفية بشكل أو بآخر فيما يتعلق بما يلى على سبيل المثال، لا الحصر:
1) معنى احترام المريض (كلامه وحضوره وأزمته حتى لو وصلت إلى حد الجريمة)
2) فائدة تجنب الإسراع بتسمية الأعراض والمظاهر بأعراض بذاتها
3) طريقة الحوار مع عامة ناسنا حين يمرضون (وهم الأغلبية؟)
4) فهم أعمق لخلفية المرض فى هذه الشريحة من مجتمعنا وثقافتنا
5) عدم تعارض “وضع أصعب الفروض”، مع “التأهيل” بأبسط التعليمات
6) أهمية وضع الفرض ذى التوجه العلاجى، حتى لو لم تثبت صحته نهائيا، دون انتظار لإثباته، ثم قد يتغير أو يُنفى أو يتحور مع مسيرة العلاج
7) ضعف موقع لا فتة التشخيص فى التخطيط العلاجى العملى، مع ضرورتها كعامل مساعد، ولأسباب أخرى 0 (إحصائية مثلا)
8) تأثير الخلفية الثقافية للمعالج على تخليقه للفرض، وتخطيطه للعلاج
9) رفض الادعاء أن أى مريض مهما بلغت شدة مرضه (الجنون- الفصام- المرض العقلى إلخ) غير قابل للحوار مهما كانت الصعوبة
10) تقديم النظريات والمعلومات المختلفة القديمة والحديث فى واقع الممارسة الإكلينيكية انتقائيا، دون فرض أى منها فرضا جازما مانعا لغيرها
* * *
رجاء أخير:
هل أطمع أن يخبرنى بعض الأصدقاء :
- إن كانوا قد استطاعوا أن يتموا قراءة الحالة؟
- إن كانت هناك أسئلة أو تعقيبات أو اقتراحات أو نقد؟
- إن كانت المحاولة تستأهل التكرار؟