الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حالات وأحوال: الفهد الأعرج وتداخل مستويات الوعى، والإدراك-4

حالات وأحوال: الفهد الأعرج وتداخل مستويات الوعى، والإدراك-4

“نشرة” الإنسان والتطور

8-4-2009

السنة الثانية

العدد: 586

حالات وأحوال

 (الحلقة الرابعة)

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

الفهد الأعرج وتداخل مستويات الوعى، والإدراك-4

موجز ما سبق:

لن نذكر الموجز اليوم، لأنه موجود بشكل كاف أمس، وما عليك إلا أن تنقر على إشارة “المقالة السابقة”  فى الموقع وسوف تجده، لأننى غالبا قد لا أعيد نشر الموجز إلا مرة واحد أسبوعيا: يوم الثلاثاء، أو لا أنشره اطلاقا، حتى ننتهى من تقديم هذه الحالة.

فى الحلقة السابقة ناقشنا – بصفة أساسية – ثلاث نقاط تتعلق بفروض عن تراكم الألم عند ياسين

  • الشعور بالعجز الحركى (نتيجة شلل الساق) منذ الطفولة، ومن ثم بالنقص (ومحاولات التعويض بالهجوم الانقضاضى، بالتبادل مع الإنكار)
  • الخوف من الحب، ومن ثَمَّ الانسحاب من العلاقة بالموضوع، وبالذات بالنسبة للخطيبة الأولى التى أحبت ياسين بجد
  • الشعور بالوحدة والفقد إثر وفاة الأم، ومن ثم بداية المرض

وقد لاحظنا أمس كيف كان ياسين يتعامل مع  عجزه أثناء لعبه مع أقرانه، أو رفضهم له، أو عجزه عن اللعب أصلا،  لعب  كرة قدم (فى الشارع غالبا) من سن باكرة، وكيف أنه كان يحلم فى نفس الليلة أحلام الطيران بشكل يكاد يكون “مجلوبا” بدرجةٍ مَا من إرادةٍ مًا.

فى هذه الحلقة سوف نركز على تداخل الحلم، مع الهلوسة، مع التخيل، خاصة بعد بداية المرض.

كما سوف ننهيها بفقرة تتعلق بالحلقة السابقة، ثم اللاحقة حيث يتجلى موقف “الخوف من الرفض” فى صورة تكوين ضلال إشاعة أنه تقدم لخطبة ثالثة ورفضوه، وقد يكون فى ذلك تمهيد مرة أخرى لبيان استقبال ياسين عرْض حب الطبيب له بعدوان صريحُ منقضّ، بمجرد أن لمح له الأستاذ بالاقتراب أو القبول أو الحب، كما سيرد تفصيلا فى الأسبوع القادم.

ملحوظة (1): على من يريد أن يرجع إلى تفاصيل الحالة من البداية، بالنص الكامل أن يرجع إلى ما سبق نشره بالروابط التالية 31-3-2009  &  1-4-2009 & 7-4-2009

ملحوظة (2): سوف نتبع نفس نظام أمس، وإن كنت غير  راضى عنه، وقد اقترح بعض الزملاء أن أكتفى بهوامش مسلسلة تعفينى وتعفى القارئ من إعادة القراءة، إلا أننى وجدت أن الهوامش تتجمع فى نهاية النشرة، ولا تنزل صفحة بصفحة، وخشيت أن يكسل القارئ عن الرجوع إليها، وفى انتظار رأيكم أرجو أن تتحملوا سخف تكرار المتن هذا اليوم فقط، وإلى الأسبوع القادم.

   سوف نجد حلا.

حلقة اليوم:

أولاً: المتن مستقلا:

د.يحيى: طيب نيجى بقى للأصوات اللى إبتديت بيها شكوتك، بتقول: (يقرأ من الشيت)  “واحد راجل يقعد يضحك وبتشوف راجل لابس أبيض فى أبيض ييجى وأنا داخل فى النوم،  وبعدين ساعات أشوف راجل تانى يقعد يضحك برضه وانا داخل فى النوم، بابقى باشوفه فى ثوانى، وبابقى عاوز أزقه

ياسين: آه

د.يحيى: (بكمل قراءة): ” وساعات أسمع صوت يقول أنا مظلوم”

         يا ترى الصوت هوه اللى مظلوم ولا بيقول كده نيابة عنك؟

ياسين: هو بيقول أنا مظلوم، ويقول لى إصحى

د.يحيى: منين  أنا مظلوم، ومنين يوجه كلامه لك : إصحى

ياسين: اللى حصل

د.يحيى: يعنى بيصحيك عشان تنقذه مثلا؟

ياسين: لأه بيقول مظلوم علىّ انا 

د.يحيى: يعنى بيقول بلسانك أنا مظلوم، وهو صوت بتسمعه انت بنفسك؟

ياسين: آه

د.يحيى: بتسمعه فى ودنك زى صوتى كده؟ 

ياسين: لأه فى الحلم

د.يحيى: يعنى ده حلم ولا علم ؟ ماتلخبطنيش، اللى مكتوب أهه:

 “ساعات أشوف واحد راجل تانى يقعد يضحك اشوفه لثوانى وأبقى عاوز أزقه لبعيد“، “…وساعات اسمع صوت لسه مادخلناش فى الحلم يقول أنا مظلوم برضه”، “…..وساعات وأنا نايم باحلم أحلام وحشه أصحى وانا  بتمنى إن ربنا يأخذنى”

 يعنى  دلوقتى فيه ثلاث حاجات:

اصوات بتسمعها وإنت داخل فى النوم

 وأصوات بتسمعها وماحددتش إمتى

  وحلم بتطلع منه بتتمنى تموت

ياسين: أيوه

د.يحيى: عاوزين نميز بين الحلم والعلم الأول

ياسين: ده حلم

د.يحيى: يعنى الأصوات. اللى بتسمعها دى، بتسمعها وإنت قاعد زى ما انت قاعد معايا كده ؟

ياسين: وأنا قاعد فى الغرفه

د.يحيى: أيوه قاعد على حيلك لسه مانمتش

ياسين: فَاِرد نفسى

د.يحيى: قبل ماتفرد نفسك عاوزين الأصوات اللى بتسمعها وإنت قاعد على حيلك قبل ماتفرد نفسك، فيه ولا مفيش؟  قاعد على حيلك زى ما إنت قاعد قدامى، بس لوحدك فى الغرفه

ياسين: أنا مرة مش عارف كنت نازل فين دكتور كان واخدنى ومش عارف رايح فين،  حسيت إن فيه حاجه واقفه قدامى 

د.يحيى: أنا باسأل عن الأصوات وانت  قاعد على حيلك، مش مفرود عالسرير

ياسين: كنت قاعد زى كده

د.يحيى: طيب أدى واحده التانيه كنت فارد جسمك على السرير وحاتنام

ياسين: آه

د.يحيى: والتالته وانت فى النوم وبتحلم، صح كده؟ ولا أنا غلطان؟ ميز لنا بقى ده بيقول إيه، وده بيقول إيه، وده بيقول إيه، وده شكله إيه، وده شكله إيه، وده شكله إيه؟ مين فيهم اللى أبيض فى أبيض، والكلام ده.

ياسين: واحد لابس أبيض

د.يحيى: إستنى بس ده بقى وانت ممدد ولا إنت بتحلم؟

ياسين: وأنا ممدد

د.يحيى: لسه مادخلتش فى النوم

ياسين: فارد نفسى

د.يحيى: فارد جسمك

ياسين: وطافى النور

د.يحيى: وطافى النور؟ طب  وعينيك مغمضه ولا مفتحه؟

ياسين: مفتحه

د.يحيى: طيب إزاى طافى النور وعرفت إنه أبيض فى أبيض طيب مايمكن بنفسجى

ياسين: حاجه طلعت كده قدامى واحد أبيض ماعرفش أنا إيه ده

د.يحيى: ما يمكن حلم

ياسين: لأه ده وأنا فارد نفسى مش نايم

د.يحيى: وأنا إيش عرفنى، ما يمكن عينيك غفلت

ياسين: بعدين قمت إتفزعت

د.يحيى: آه…!، قمت بقى من النوم، يبقى كان حلم، غير بتاع  ابيض فى أبيض

ياسين: ما أنا باحكى لك أهه

د.يحيى: ما أنا سامع أهه

ياسين: ما ديه حاجه، وديه حاجه، هما ثلاث مرات حلمت بيهم واحده وأنا فى القبر

د.يحيى: فين؟

ياسين: فى القبر، التربه يعنى

د.يحيى: ده حلم برضه؟

ياسين: آه

د.يحيى: هِهْ كمّل

ياسين: والتانيه شفت واحد لابس ابيض ووالدتى معاه لابسه أبيض

د.يحيى: بس انت ما حكيتشى لنا بقية حلم القبر

ياسين: طيب، القبر ده حلمت بيه يعنى ساعة لما أمى ماتت تخيلته

د.يحيى: بعد ما ماتت بكام ساعه ولا بكام يوم

ياسين: بشهر

د.يحيى: شهر بحاله

ياسين: بعديها بشهر

د.يحيى: هوه انت عييت بعد موتها  بأد إيه؟

ياسين: ما أنا والدتى من ساعة ما ماتت وأنا باخرف

د.يحيى: ياجدع إنت العيا اللى هو العيا بعد ما ماتت بأد إيه؟

ياسين: بشهر

د.يحيى: يعنى مع الحلم يعنى بداية العيا هو الحلم، ولا الحلم جاب العيا؟ ولا العيا جاب الحلم ولا إيه؟ ماترسينا على بر يا ياسين يابنى

ياسين: يعنى قبل الحلم ده كنت باقعد أقول كلام، يعنى  ده بيتكلم عليا، ده بيعمل عليا ده مش عارف إيه كده، بعديها على طول حلمت بالقبر

د.يحيى: حلمت بإيه بقى؟ إنك إنت جوه القبر ولا أمك

ياسين: أنا

د.يحيى: إوصف لنا بقى القبر

ياسين: حلمت إنى أنا إيه واقف فوق ترب وإثنين ماشيين واحده حلوه وواحده وحشه

د.يحيى: كنت جوه التربه ولا براها؟

ياسين: وأنا بره

د.يحيى: آه

ياسين: واحده حلوه وواحده وحشه وبعدين باقول يا ربى هما مش خايفين وهما ماشين حد يعتدى عليهم

د.يحيي: أيوه؟

ياسين: … فجأه لقيت نفسى فين، فى التربه

د.يحيي: جوه التربه

ياسين: أه قعدت على سور كده وفيه زى رمله

د.يحيي: يخرب بيتك هو فيه جوه التربه سور؟

ياسين: لأه، بس هو ده اللى أنا شوفته

د.يحيي: أه، اللى أنت شوفته!! طيب فيه رمله وبعدين؟

ياسين: وبعدين فيه سور كده مبنى بالطوب الأحمر

د.يحيي: أه

ياسين: قعدت كده وبعدين باميل كده لقيت إيه لقيت واحد رجليه طويله ورأسه هى اللى طالعه، فأنا باقول له  إيه كل دى رجل؟ راح قال لى ربنا هو اللى عايز كده

د.يحيي: رجل واحده اللى طويله ولا الاثنين؟

ياسين: الرجلين الاتنين، وهو طويل باقول له كل دى رجل، لأ وإيه  رقبته بس هى اللى باينه، لما قلت له  كل دى رجل، فقال لى: آه،  ربنا هو اللى عايز كده، وبعدين لقيت واحد أسمر رقبته هى اللى باينه بس برضه،  وعمال يعيط وصعبان عليّا

د.يحيي: رقبته باينه من إيه ؟ من الأرض؟ 

ياسين: أه من الرمله، بس ده أنا سبتنى منه وبعدين باتلفت كده لقيت واحد أسمر وبيعيط أكنه عذاب

د.يحيي: أكنه  عذاب؟

ياسين: عذاب

د.يحيي: أه عذاب يعنى راسه باينه وعمال يعيط ؟

ياسين: أه فقلت يا ربى لما أضربه بقالب طوب يموت أحسن من العذاب اللى فيه، رحت مسكت قالب طوب وما رضيتش أحدفه بيه، خفت إن لحسن قالب الطوب ييجى  على دماغه ولا يموتشى، رحت الناحيه التانيه شفت نور قلت إيه أهرب، لقيت إيه كتفين كده طالعين، قلت إيه أشبّ كده حوالين النور ده، أطلع فوق، لقيت إيه بيضيق بيّه شويه، بس إيه وأنا عمال أعافر،  قولت إيه لما أعمل نفسى ميت علشان الضيقه ديه تخف، عملت نفسى ميت وما خدش نَفَسى فعلاً،  القبر إيه خف شويه، رحت خرجت جيت أطلع لقيت فيه نور تانى لقيت واحد طالع من الباب اللى أنا أيه جاى منه كده وواحد ريحته معفنه وسايح، روحت اتخضيت، ورحت رايح الحته اللى أنا إيه مزنوق فيها، إستنيت لما مشى حاولت أطلع ماعرفتش وقمت على الأذان بيقول الله وأكبر وعاوز أقوم، خايف بترعش، ده الحلم التانى

د.يحيي: أنى تانى حلم، هو فيه حلم غير ده .

ياسين: أيوه

د.يحيي: طب أستنى لما نخلص اللى احنا فيه 

ياسين: ماشى هو خلص على كده

د.يحيي: ما احنا حناخد وندى فيه،  كنت نايم فين ساعتها وأنت بتحلم

ياسين: على السرير

د.يحيي: الدنيا ظلمه برضه؟

ياسين: أنا صحيت والأذان بيقول الله وأكبر 

د.يحيي: يعنى كانت الدنيا ظلمه ؟

ياسين: لأه ده أنا حلمته قبل الظهر

د.يحيي: يا ابن الحلال: ما هو لما الأذان أدن، بتقول  كانت الدنيا ضلمه

ياسين: أنا حلمت قبل الأذان بتاع نص ساعه قبلها بخمس دقائق

د.يحيي: ما أنت كنت بتحلم إيه اللى عرفك إن الأذان قبلها بـ 5 دقائق؟

ياسين: ما الأذان بيقول الله وأكبر

د.يحيي: بعد الحلم

ياسين: ده بعد الحلم أه

د.يحيي: طيب أثناء الحلم،  إيه اللى عرفك أن الأذان حايقول الله وأكبر بعد 5 دقائق

ياسين: أنا قومت على الأذان بيقول الله وأكبر

د.يحيي: أيوه

ياسين: وقبلها الحلم بقد أيه؟

د.يحيي: أنا إيه اللى حايعرفنى؟

ياسين: مافيش، هو ده اللى حصل

د.يحيي: كان بعد الوالده لما اتوفت بقد أيه الحلم الأولانى ده؟

ياسين: بعديها بشهر

د.يحيي: قبل المرض بقد أيه؟

ياسين: قبل المرض ؟ يعنى إيه؟

د.يحيي: يعنى قبل المرض؟

ياسين: مرض مين ؟

د.يحيي: المرض اللى أنت فيه دلوقتى

ياسين: كان قبلها بشهر، كنت باقعد أتكلم : ده بيقول عليا كذا، وده بيعمل عليا كذا، ولدرجه كنت باقول كلام وحش على نفسى

د.يحيي: كل ده  قبل الحلم؟

ياسين: ده قبل الحلم

د.يحيي: وقبل المرض؟

ياسين: وقبل إيه!!؟؟!!

د.يحيي: المرض

ياسين: أه

د.يحيي: ولا اللى أنت فيه ده مش مرض؟  مش هوه مرض برضه؟

ياسين: والله ما أعرف يا دكتور أنا حسيت أن أنا مش طبيعى

د.يحيي: طب الحلم ده، هو ده الحلم بتاع القبر اللى بعد وفاة الست والدتك بكذا، اللى حصل قبل الفجر بـ 5 دقائق ولاّ قبل الضهر، مش عارف، أهو زى ما أنت بتقول والسلام، وما ظهرتشى فيه الست الوالده، مش كده.

ياسين: الحلم اللى قبل الفجر

د.يحيي: الحلم بتاع الرمله؟

ياسين: لأه ده قبل الضهُّر

د.يحيي: يعنى، المهم ما ظاهرتش فيه الست الوالده، مش كده؟

ياسين: لأه ما ظاهرتش ظهرت أمىّ أن أنا بتخانق وهى بتدافع عنى

د.يحيي: فين فى الحلم الأولانى؟

ياسين: لأه الأولانى ده خلاص

د.يحيي: آه  يعنى حلم غير ده كله بقى

ياسين: آه

د.يحيي: إيه بقى يا شيخ أنا اتلخبطّ، المهم إحكيه لنا حلم لما أنت بتتخانق وهى بتدافع عنك

ياسين: أن أنا بتخانق مع أبويا

 د.يحيي: أيوه

ياسين: وهى جئت تسلّك عنى تقولى خلاص، يا إبنى يا أبنى خلاص، وهى تقول له خلاص، وبعدين …

د.يحيي: (مقاطعا) مين اللى كان بيقول خلاص خلاص

ياسين: هى والدتى

د.يحيي: وأنت

ياسين: أنا بقى كنت بتشاكل مع أبويا

د.يحيي: بتتشاكل ولا بيضربك

ياسين: لأه زى اشتباك

د.يحيي: يعنى إنت كمان كنت بتضربه

ياسين: مين

د.يحيي: إنت

ياسين: لأه زى أشتباك

د.يحيي: أنا عارف يعنى إيه أشتباك؟ أنا فاهم إن اشتباك يعنى بيضربوا بعض، أو بيشتموا بعض

ياسين: إشتباك

د.يحيي: يعنى أيه أشتباك

ياسين: زى ضرب كده

د.يحيي: إنتوا الأثنين بتضربوا بعض ولا هو الى بيضربك بس

ياسين: لأه ما بيضربنيش، هو ماسك فيّا وأنا ماسك فيه

د.يحيي: ماسكين فى بعض طيب!؟ يعنى، ماشى أمك بقى عملت أيه الله يرحمها

ياسين: والدتى جات بقى قالت لى يا أبنى قول له خلاص وأنا ماسك فيه

د.يحيي: بتقول لك قول له خلاص

ياسين: آه

د.يحيي: بتقول لك انت

ياسين: أه

د.يحيي: وانت قلتله خلاص فى الحلم

ياسين: قلت له خلاص، وفعلاً سابنى،

د.يحيي: فيه حاجة تانى؟

ياسين: أنا ساعات كده بيتهيأ لى حاجات كده واقفه قدامى

د. يحيى: وانت صاحى

ياسين: وأنا صاحى

د.يحيي: ولمّا تبص، تلاقيها ولا ما تلاقيهاش

ياسين: تيجى تكلمنى أعمل لها كده (يشير بيده)  تروح ماشيه،  يعنى مره وانا قاعد، لقيت نفسى باقول  له “يا عم غور كده”،  وبعدين بابص قعدت أركز مافيش، بس كان فيه حاجه بتكلمنى

د.يحيي: بتقول لك أيه

ياسين: حاجه عماله تضحك كده، عمال تبص علىّ،  وتضحك، وبعدين باعمل لها  كده (يشير بيده)، شخص يعنى، وبا قول له  غور

د.يحيي: كان الشخص ده فى سنك ولا أكبر ولا أصغر

ياسين: راجل كبير

د.يحيي: فى سن أبوك

ياسين: لأه مش فى سن أبويا

د.يحيي: مش فى سن أبوك يعنى أكبر ولا أصغر

ياسين: واحد لابس أسود كده

د.يحيي: ما هو يا أكبر من أبوك يا أصغر يا أخى، ما تدوخنيش 

ياسين: ما أعرفش مش متخيل

د.يحيي: خلاص، موافق، مش متخيل، يبقى اسمها ما أعرفش مش أسمها لأه، إيه بقى الحلم اللى بعد كده؟

ياسين: لأه ده مش حلم، دا  أنا بلاقى واحد واقف قدامى  

د.يحيي: ماشى،  مع إنى ماعدش عارف أفرق بين الحلم والعلم،  ما علينا كان فيه حلم تانى عاوز تحكيه لينا غير حلم القبر، وحلم أبوك، الظاهر أنا قاطعتك يا ابنى وقلت لك إستنى لما نتكلم فى الأولانى،  كان فيه حلم تانى إنت عاوز تحكيه، حلمته بعد وفاه الست الوالده برضه  الله يرحمها

ياسين: مش فاكر

د.يحيي: مش فاكر إيه

ياسين: أصلى أنا بيتهيأ لى إن فيه حاجات كده واقفه قدامى بعض  ساعات

د.يحيي: وانت صاحى ؟؟!

ياسين: وأنا صاحى

د.يحيي: بس تعمل كده (يشاور بيده) تروح

ياسين: بس لما يكون إيه الجو هُسْ هُسْ

د.يحيي: لما يكون إيه ؟

ياسين: يعنى مافيش كلام ولا حاجه ممكن أقعد أسرح كده فى حاجه واقفه،  إيه هى؟ ما عرفش

…..

د.يحيي: طيب ننتقل لحاجة تانية: فيه حاجه غريبة برضه  قالها لنا الدكتورعدلى بس بالكلام،  يعنى شفهى، هو مش كاتبها ما اعرفشى ليه، قال لنا إنك قلت إنهم  فى الحتة  طلعوا إشاعة إنك  خطبت بنت تالتة،  وإنهم رفضوك، ما تحكى لنا عنها شوية كده يمكن نتنور ونساعدك أحسن

ياسين: كان فيه اثنين اصحابى شغالين حلاقين، وبعدين جم قالو لى إنت خطبت أخت  ابراهيم (اسم مستعار)  قلت لهم أنا ولا خطبت ولا حاجة، قالوا دول بيقولوا إنك طلعت عندهم، وشافوك، قلت لهم: أنا ولا طلعت ولا رحت ولا جيت، كل شويه ييجى واحد يقول لى : أنا عاوز طوبتين من عند نسايبك،  أنا عاوز مش عارف أيه …

د.يحيي: عاوز إيه؟

ياسين: طوبتين من عند نسايبك

د.يحيي: طوبتين ؟

ياسين: أه

د.يحيي: ليه؟ هم نسايبك اللى بيقولوا عليهم دول، بيشتغلوا أيه

ياسين: أصلى كان عندهم ردش

د.يحيي: آه كانوا بيهدوا حاجة، وبيبنوها يعنى

ياسين: أه بس كان الموضوع كده، وانا اقول لكل اللى بيقول كده إنى أنا  ولا طلعت ولا عملت …

د.يحيي: إيه اللى خلاهم يطلعوا الإشاعة دى ؟ 

ياسين: ما تعرفشى، الظاهر الواد لما مشى من عند الحلاق ده، مع إن الحلاق كان هوه اللى جايبه، وهو اللى مشاه، بس الظاهر افتكر إنىّ لى يد، حب يفتن علىّ،  اللى اتضح لى يعنى إنه حَبّ يفتن عليه علشان إيه يتخانق معانا،

د.يحيي: ألا قول لى يا ياسين: مين بيحبك غير صاحبك اللى حكيت عنه قبل كده؟

ياسين: والدتى وهو وبس

د.يحيي: والدكتور عدلى مابيحبكش

ياسين: لأه الدكتور عدلى على عينى وعلى رأسى

د.يحيي: آه على عينك وراسك شىء، وبيحبك شىء، هوه مابيحبكش؟

ياسين: لأه،  بيحبنى

د.يحيي: أمال ماجيبتش سيرته ليه فى اللى بيحبوك

ياسين: آه

د.يحيي: طب وانا مابحبكش ؟

ياسين: الله  أعلم بقى

ثانياً: المتن مع الهوامش:

د.يحيى: طيب نيجى بقى للأصوات اللى إبتديت بيها شكوتك، بتقول: (يقرأ من الشيت)  “واحد راجل يقعد يضحك وبتشوف راجل لابس أبيض فى أبيض ييجى وأنا داخل فى النوم،  وبعدين ساعات أشوف راجل تانى يقعد يضحك برضه وانا داخل فى النوم، بابقى باشوفه فى ثوانى، وبابقى عاوز أزقهياسين: آه

 

د.يحيى: (بكمل قراءة): ” وساعات أسمع صوت يقول أنا مظلوم” –  يا ترى الصوت هوه اللى مظلوم ولا بيقول كده نيابة عنك؟

ياسين: هو بيقول أنا مظلوم، ويقول لى إصحى

د.يحيى: منين  أنا مظلوم، ومنين يوجه كلامه لك : إصحى

ياسين: اللى حصل

د.يحيى: يعنى بيصحيك عشان تنقذه مثلا؟

ياسين: لأه بيقول مظلوم علىّ انا 

 

 

 

 

 

د.يحيى: يعنى بيقول بلسانك أنا مظلوم، وهو صوت بتسمعه انت بنفسك؟

ياسين: آه

د.يحيى: بتسمعه افى ودنك زى صوتى كده؟ 

ياسين: لأه فى الحلم

د.يحيى: يعنى ده حلم ولا علم ؟ ماتلخبطنيش، اللى مكتوب أهه:

 “ساعات أشوف واحد راجل تانى يقعد يضحك اشوفه لثوانى وأبقى عاوز أزقه لبعيد“، “…وساعات اسمع صوت لسه مادخلناش فى الحلم يقول أنا مظلوم برضه”، “…..وساعات وأنا نايم باحلم أحلام وحشه أصحى وانا  بتمنى إن ربنا يأخذنى”

 يعنى  دلوقتى فيه ثلاث حاجات:

اصوات بتسمعها وإنت داخل فى النوم

 وأصوات بتسمعها وماحددتش إمتى

  وحلم بتطلع منه بتتمنى تموت

ياسين: أيوه

د.يحيى: عاوزين نميز بين الحلم والعلم الأول

ياسين: ده حلم

 

د.يحيى: يعنى الأصوات. اللى بتسمعها دى، بتسمعها وإنت قاعد زى ما انت قاعد معايا كده ؟

ياسين: وأنا قاعد فى الغرفه

د.يحيى: أيوه قاعد على حيلك لسه مانمتش

 

ياسين: فَاِرد نفسى

 

د.يحيى: قبل ماتفرد نفسك عاوزين الأصوات اللى بتسمعها وإنت قاعد على حيلك قبل ماتفرد نفسك، فيه ولا مفيش؟  قاعد على حيلك زى ما إنت قاعد قدامى، بس لوحدك فى الغرفة

 

ياسين: أنا مرة مش عارف كنت نازل فين دكتور كان واخدنى ومش عارف رايح فين،  حسيت إن فيه حاجه واقفه قدامى 

 

د.يحيى: أنا باسأل عن الأصوات وانت  قاعد على حيلك، مش مفرود عالسرير

 

 

 

 

 

ياسين: كنت قاعد زى كده

د.يحيى: طيب أدى واحده التانيه كنت فارد جسمك على السرير وحاتنام

ياسين: آه

د.يحيى: والتالته وإنت فى النوم وبتحلم، صح كده؟ ولا أنا غلطان ؟ ميز لنا بقى ده بيقول إيه وده بيقول إيه وده بيقول إيه وده شكله إيه وده شكله إيه وده شكله إيه؟ مين فيهم اللى أبيض فى أبيض، والكلام ده.

ياسين: واحد لابس أبيض

د.يحيى: إستنى بس ده بقى وإنت ممدد ولا إنت بتحلم؟

ياسين: وأنا ممدد

د.يحيى: لسه مادخلتش فى النوم

ياسين: فارد نفسى

د.يحيى: فارد جسمك

ياسين: وطافى النور

د.يحيى: وطافى النور؟ طب  وعينيك مغمضه ولا مفتحه؟

ياسين: مفتحه

د.يحيى: طيب إزاى طافى النور وعرفت إنه أبيض فى أبيض طيب مايمكن بنفسجى

 

ياسين: حاجه طلعت كده قدامى واحد أبيض ماعرفش أنا إيه ده

د.يحيى: ما يمكن حلم

ياسين: لأه ده وأنا فارد نفسى مش نايم

د.يحيى: وأنا إيش عرفنى، ما يمكن عينيك غفلت

ياسين: بعدين قمت إتفزعت

د.يحيى: آه…!، قمت بقى من النوم، يبقى كان حلم، غير بتاع  ابيض فى أبيض

ياسين: ما أنا باحكى لك أهه

د.يحيى: ما أنا سامع أهه

ياسين: ما ديه حاجه، وديه حاجه، هما ثلاث مرات حلمت بيهم واحده وأنا فى القبر

د.يحيى: فين؟

 

ياسين: فى القبر، التربة يعنى

د.يحيى: ده حلم برضه؟

ياسين: آه

د.يحيى: هه كمّل

ياسين: والتانيه شفت واحد لابس ابيض ووالدتى معاه لابسه أبيض

د.يحيى: بس انت ما حكيتشى لنا بقية القبر

ياسين: طيب، القبر ده حلمت بيه يعنى ساعة لما أمى ماتت تخيلته

د.يحيى: بعد ما ماتت بكام ساعه ولا بكام يوم

ياسين: بشهر

د.يحيى: شهر بحاله

ياسين: بعديها بشهر

 

 

 

 

 

 

د.يحيى: هوه انت عييت بعد موتها  بأد إيه؟

ياسين: ما أنا والدتى من ساعة ما ماتت وأنا باخرف

د.يحيى: ياجدع إنت العيا اللى هو العيا بعد ما ماتت بأد إيه؟

ياسين: بشهر

د.يحيى: يعنى مع الحلم يعنى بداية العيا هو الحلم، ولا الحلم جاب العيا ولا العيا جاب الحلم ولا إيه؟ ماترسينا على بر يا ياسين يابنى

 

 

ياسين: يعنى قبل الحلم ده كنت باقعد أقول كلام، يعنى  ده بيتكلم عليا، ده بيعمل عليا ده مش عارف إيه كده، بعديها على طول حلمت بالقبر

 

 

 

 

د.يحيى: حلمت بإيه بقى ؟ إنك إنت جوه القبر ولا أمك

ياسين: أنا

 

 

د.يحيى: إوصف لنا بقى القبر

ياسين: حلمت إنى أنا إيه واقف فوق ترب وإثنين ماشيين واحده حلوة وواحدة وحشة

د.يحيى: كنت جوه التربة ولا براها؟

ياسين: وأنا بره

د.يحيى: آه

ياسين: واحده حلوه وواحده وحشه وبعدين باقول يا ربى هما مش خايفين وهما ماشين حد يعتدى عليهم

د.يحيي: أيوه؟

ياسين: … فجأه لقيت نفسى فين، فى التربه

د.يحيي: جوه التربه

ياسين: أه قعدت على سور كده وفيه زى رمله

د.يحيي: يخرب بيتك هو فيه جوه التربه سور؟

ياسين: لأه، بس هو ده اللى أنا شوفته

د.يحيي: أه، اللى أنت شوفته!! طيب فيه رمله وبعدين؟

ياسين: وبعدين فيه سور كده مبنى من الطوب الأحمر

د.يحيي: أه

ياسين: قعدت كده وبعدين باميل كده لقيت إيه لقيت واحد رجليه طويله ورأسه هى اللى طالعه، فأنا باقول له  أيه كل دى رجل؟ راح قال لى ربنا هو اللى عايز كده

 

د.يحيي: رجل واحده اللى طويله ولا الاثنين؟

ياسين: الرجلين الاتنين، وهو طويل باقول له كل دى رجل، لأ وإيه  رقبته بس هى اللى باينه، لما قلت له  كل ديه رجل، فقال لى: آه، ربنا هو اللى عايز كده، وبعدين لقيت واحد أسمر رقبته هى اللى باينه بس برضه،  وعمال يعيط وصعبان عليّا

د.يحيي: رقبته باينه من إيه ؟ من الأرض؟ 

ياسين: أه من الرمله، بس ده أنا سبتنى منه وبعدين باتلفت كده لقيت واحد أسمر وبيعيط أكنه عذاب

د.يحيي: أكنه  عذاب؟

ياسين: عذاب

د.يحيي: أه عذاب يعنى راسه باينه وعمال يعيط ؟

ياسين: أه فقلت يا ربى لما أضربه بقالب طوب يموت أحسن من العذاب اللى فيه، رحت مسكت قالب طوب وما رضيتش أحدفه بيه، خفت إن لحسن قالب الطوب ييجى  على دماغه ولا يموتشى، رحت الناحيه التانيه شفت نور قلت إيه أهرب لقيت إيه كتفين كده طالعين، قلت إيه أشبّ كده حوالين النور ده أطلع فوق، لقيت إيه بيضيق بيه شويه، بس إيه وأنا عمال أعافر،  قولت إيه لما أعمل نفسى ميت علشان الضيقه ديه تخف، عملت نفسى ميت وما خدش نفسى فعلاً،  القبر إيه خف شويه،  رحت خرجت جيت أطلع لقيت فيه نور تانى لقيت واحد طالع من الباب اللى أنا أيه جاى منه كده وواحد ريحته معفنه وسايح روحت اتخضيت، ورحت رايح الحته اللى أنا إيه مزنوق فيها، إستنيت لما مشى حاولت أطلع ماعرفتش وقمت على الأذان بيقول الله وأكبر وعاوز أقوم وخايف بترعش ده الحلم التانى.

 

د.يحيي: أنى تانى حلم، هو فيه حلم غير ده .

ياسين: أيوه

د.يحيي: طب أستنى لما نخلص اللى احنا فيه 

ياسين: ماشى هو خلص على كده

د.يحيي: ما احنا حناخد وندى فيه، كنت نايم فين ساعتها وأنت بتحلم

ياسين: على السرير

د.يحيي: الدنيا ظلمه برضه؟

ياسين: أنا صحيت والأذان بيقول الله وأكبر 

د.يحيي: يعنى كانت الدنيا ظلمه ؟

ياسين: لأه ده أنا حلمته قبل الظهر

د.يحيي: يا ابن الحلال: ما هو لما الأذان أدن، بتقول  كانت الدنيا ضلمه

ياسين: أنا حلمت قبل الأذان بتاع نص ساعه 5 دقائق

د.يحيي: ما أنت كنت بتحلم إيه اللى عرفك إن الأذان قبلها بـ 5 دقائق؟

ياسين: ما الأذان بيقول الله وأكبر

د.يحيي: بعد الحلم

ياسين: ده بعد الحلم أه

د.يحيي: طيب أثناء الحلم،  إيه اللى عرفك أن الأذان حيقول الله وأكبر بعد 5 دقائق

ياسين: أنا قومت على الأذان بيقول الله وأكبر

د.يحيي: أيوه

ياسين: وقبلها الحلم بقد أيه؟

 

د.يحيي: أنا إيه اللى حايعرفنى؟

 

ياسين: مافيش، هو ده اللى حصل

د.يحيي: كان بعد الوالده لما توفت بقد أيه الحلم الأولانى ده؟

ياسين: بعديها بشهر

د.يحيي: قبل المرض بقد أيه؟

ياسين: قبل المرض ؟ يعنى إيه؟

د.يحيي: يعنى قبل المرض؟

ياسين: مرض مين ؟

د.يحيي: المرض اللى أنت فيه دلوقتى

 

ياسين: كان قبلها بشهر، كنت باقعد أتكلم : ده بيقول عليا كذا وده بيعمل عليا كذا ولدرجه كنت بقول كلام وحش على نفسى

د.يحيي: كل ده  قبل الحلم؟

ياسين: ده قبل الحلم

د.يحيي: وقبل المرض؟

ياسين: وقبل إيه !!؟؟!!

د.يحيي: المرض

ياسين: أه

د.يحيي: ولا اللى أنت فيه ده مش مرض؟  مش هوه مرض ده

 

ياسين: والله ما أعرف يا دكتور أنا حسيت أن أنا مش طبيعى

د.يحيي: طب الحلم ده يبقى هو ده الحلم بتاع القبر ده اللى بعد وفاة الست والدتك بكذا اللى حصل قبل الفجر بـ 5 دقائق زى ما أنت بتقول وظاهرتش فيه الست الوالده، مش كده.

ياسين: الحلم اللى قبل الفجر

د.يحيي: الحلم بتاع الرمله؟

ياسين: لأه ده قبل الضهُّر

د.يحيي: يعنى المهم ما ظاهرتش فيه الست الوالده، مش كده؟

ياسين: لأه ما ظاهرتش ظهرت أمتى أن أنا بتخانق وهى بتدافع عنى

د.يحيي: فين فى الحلم الأولانى؟

ياسين: لأه الأولانى ده خلاص

د.يحيي: أه  يعنى حلم غير ده كله بقى

ياسين: أه

د.يحيي: أيه بقى إحكيه لنا لما أنت بتتخانق وهى بتدافع عنك

ياسين: أن أنا بتخانق مع أبويا

 د.يحيي: أيوه

ياسين: وهى جات تسلك عنى تقولى خلاص يا أبنى يا أبنى خلاص وهى تقوله خلاص وبعدين لقتها

د.يحيي: مين اللى كان بيقول خلاص خلاص

ياسين: هى والدتى

د.يحيي: وأنت

ياسين: أنا بقى كنت بتشاكل مع أبويا

 

د.يحيي: بتتشاكل ولا بيضربك

ياسين: لأه زى اشتباك

د.يحيي: يعنى أنت كمان كنت بتضربه

ياسين: مين

د.يحيي: أنت

ياسين: لأه زى أشتباك

د.يحيي: أنا عارف يعنى إيه أشتباك؟ أنا فاهم إن اشتباك يعنى بيضربوا بعض أو بيشتموا بعض

ياسين: إشتباك

د.يحيي: يعنى أيه اشتباك

ياسين: زى ضرب كده

د.يحيي: إنتوا الأثنين بتضربوا بعض ولا هو الى بيضربك بس

ياسين: لأه ما بيضربنيش، هو ماسك فيّا وأنا ماسك فيه

د.يحيي: ماسكين فى بعض يعنى، ماشى أمك بقى عملت أيه الله يرحمها

ياسين: والدتى جات بقى قالت لى يا أبنى قول له خلاص وأنا ماسك فيه

د.يحيي: بتقول لك قول له خلاص

ياسين: آه

د.يحيي: بتقول لك أنت

ياسين: أه

د.يحيي: وأنت قلتله خلاص فى الحلم

ياسين: قلت له خلاص وفعلاً سابنى

ياسين: أنا ساعات كده بيتهيأ لى حاجات كده واقفه قدامى

د. يحيى: فيه حاجة تانى؟

د.يحيي: وانت صاحى

ياسين: وأنا صاحى

د.يحيي: تبص تلاقيها ولا ما تلاقيهاش

ياسين: تيجى تكلمنى أعمل لها كده (يشير بيده)  تروح ماشيه،  يعنى مره وانا قاعد، ل قيت نفسى باقول  له “يا عم غور كده”،  وبعدين بابص قعدت أركز مافيش بس كان فيه حاجه بتكلمنى

د.يحيي: بتقول لك أيه

ياسين: حاجه عماله تضحك كده، عمال تبص علىّ،  وتضحك، وبعدين باعمل لها  كده (يشير بيده)، شخص يعنى، وبا قول له  غور

 

د.يحيي: كان فى سنك ولا أكبر ولا أصغر

ياسين: راجل كبير

د.يحيي: فى سن أبوك

ياسين: لأه مش فى سن أبويا

د.يحيي: مش فى سن أبوك يعنى أكبر ولا أصغر

ياسين: واحد لابس أسود كده

د.يحيي: ما هو يا أكبر من أبوك يا أصغر يا أخى، ما تدوخنيش 

ياسين: ما أعرفش مش متخيل

 

د.يحيي: خلاص مش متخيل، يبقى أسمها ما أعرفش مش أسمها لأه، إيه بقى الحلم اللى بعد كده؟

 

 

 

 

ياسين: لأه ده مش حلم، دا  أنا بلاقى واحد واقف قدامى  

د.يحيي: ماشى،  مع إنى ماعدش عارف أفرق بين الحلم والعلم،  ما علينا كان فيه حلم تانى عاوز تحكيه لينا غير حلم القبر، الظاهر  أنا قطعتك يا أبنى وقلتلك إستنى لما نتكلم فى الأولانى،  كان فيه حلم تانى إنت عاوز تحكيه،حلمته بعد وفاه الست الوالده برضه  الله يرحمها

ياسين: مش فاكر

د.يحيي: مش فاكر إيه

ياسين: أصلى أنا بيتهيأ لى إن فيه حاجات كده واقفه قدامى بعض  ساعات

د.يحيي: وأنت صاحى ؟؟!

ياسين: وأنا صاحى

د.يحيي: بس تعمل كده (يشاور بيده) تروح

ياسين: بس لما يكون إيه الجو هس هس

د.يحيي: لما يكون إيه ؟

ياسين: يعنى مافيش كلام ولا حاجه ممكن أقعد أسرح كده فى حاجة واقفه،  إيه هى ؟ ما عرفش

…..

 

د.يحيي: طيب ننتقل لحاجة تاني: فيه حاجه غريبة برضه  قالها لنا الدكتورعدلى بس بالكلام،  يعنى شفهى، هو مش كاتبها ما اعرفشى ليه، قال لنا إنك قلت له إنهم  فى الحتة  طلعوا إشاعة إنك  خطبت بنت تالتة،  وإنهم رفضوك، ما تحكى لنا عنها شوية كده يمكن نتنور ونساعدك أحسن

 

 

 

 

ياسين: كان فيه اثنين اصحابى شغالين حلاقين وبعدين جم قالو لى إنت خطبت أخت  ابراهيم (اسم مستعار)  قلت لهم  أنا ولا خطبت ولا حاجة، قالوا دول بيقولوا إنك طلعت عندهم، وشافوك، قلتل لهم: أنا ولا طلعت ولا رحت ولا جيت، كل شويه ييجى واحد يقول لى : أنا عاوز طوبتين من عند نسايبك،  أنا عاوز مش عارف أيه …

د.يحيي: عاوز إيه ؟

ياسين: طوبتين من عند نسايبك

د.يحيي: طوبتين ؟

ياسين: أه

د.يحيي: ليه؟ هم نسايبك اللى بيقولوا عليهم دول، بيشتغلوا أيه

ياسين: أصلى كان عندهم ردش

د.يحيي: آه كانوا بيهدوا حاجه وبيبنوها يعنى

ياسين: أه بس كان الموضوع كده، وانا اقول لكل اللى بيقول أنا  ولا طلعت ولا عملت بس

د.يحيي: إيه اللى خلاهم يطلعوا الإشاعة دى ؟ 

ياسين: ما تعرفشى، الظاهر  الواد لما مشى من عند الحلاق ده، مع إن الحلاق كان هوه اللى جايبه، وهو اللى مشاه، بس الظاهر افتكر إنى لى يد،  حب يفتن علىّ،  اللى أتضح لى يعنى إنه حب يفتن عليه علشان إيه يتخانق معانا

 

د.يحيي: ألا قول لى يا ياسين: مين بيحبك غير صاحبك ده

ياسين: والدتى وهو وبس

د.يحيي: والدكتور عدلى مابيحبكش

ياسين: لأه الدكتور عدلى على عينى وعلى رأسى

د.يحيي: آه على عينك وراسك شىء، وبيحبك شىء، هوه مابيحبكش؟

ياسين: لأه،  بيحبنى

د.يحيي: أمال ماجيبتش سيرته ليه فى اللى بيحبوك

 

ياسين: آه

د.يحيي: طب وانا مابحبكش ؟

ياسين: الله  أعلم بقى

 

 

 

 

هذه الهلوسات أقرب إلى ما يسمى هلوسات الوسن، قبيل النوم، أو ما بين اليقظة والنوم  Hypnagogic Hallucination، وهى من الناحية التشخيصية أقل دلالة إمراضية، لأنها قد تحدث للأسوياء، لكنها من الناحية التركيبية فى مثل هذه الحالات تعد بنفس الأهمية أو أكثر أحيانا مما يسمى الهلوسات الباردة  Cold Hallucination هذه الهلوسات هى أقرب إلى صناعة الحلم” (إبداع الحلم) كما وردت فى أطروحتى “الايقاع الحيوى ونبض الإبداع”  حيث ينسج الحلم إبداعا بين النوم واليقظة، وكلما كان الحلم محددا واضحا، واحد لابس هكذا: “أبيض فى أبيض” الخ، كان نسيجاً فى أرضية الوعى البينى: بين النوم واليقظة، أكثر منه تشكيلا تلقائيا فى عمق وعى النوم، أو تزييفا كاملا قرب وعى اليقظة.

 

 

 

دليل على أن كلا من شخوص الحلم، وشخوص الهلوسة هى أنوات (ذوات) أخرى، وهنا تداخل، الضمائر بين “أنا” مظلوم (ضمير المتكلم) وهو هو الذى يأمر مخاطباً “إصحى” يشير إلى ترجيح ذلك. (ضمير المخاطَـبْ)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إقرار ياسين أن هذا حلم ليس دليلا فى ذاته على أنه كذلك، حيث أن المرضى بهذه الدراية awareness اليقظة يعتبرون تلقائيا التغيير النوعى فى الوعى هو الحلم، وحقيقة الأمر أنه كذلك، وهذا ياسين قد أبدى التلقائية والمبادرة فى عرض أحواله وشكاواه، لدرجة تجعلنا نحترم ألفاظه دون السجن فى مضمونها العام أو حتى العلمى عندنا، أو معناها فى المعاجم، أو عند غالبية الناس.

 

 

 

 

وضع الجسم يساعد أحيانا فى التفرقة، فالنوم على السرير “فارد نفسى” (متصلطح) يستجلب نوعا من الوعى بين النوم واليقظة يختلف كثيرا عن الوضع جالسا أو واقفا.

 

 

 

 

 

هنا: الوضع “واقفا، بل سائراً” يبعد من حيث المبدأ حالة الوسن (بين النوم واليقظة) لكن الأشكال (هلوسات بصرية هذه المرة) تتميز هنا بأنها عابرة، مؤقته، تختفى بهشةٍ من اليد، وهذا يدل على نشاط الاضطراب حيويا، أكثر من عقلنته مفاهيميا.

 

 

 

 

اختلاف أقوال ياسين يؤكد صدقه وليس العكس، لكنه فى نفس الوقت يُظهر عجزه النسبى عن التحديد، استجابة لأسئلة الفاحص.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذا امتزاج بين الأصوات التى وصفها قبيل النوم، وبين الهلوسات العابرة التى لاحت له وهو سائر وهشها بيده.

أما التأكيد على فتح العينين فهو لا يرجح كفة أنها “تزييف”، أو أنها صورimages  غير هلوسية، بل إنه يؤكد وجود تنشيط لأكثر من مستوى من الوعى “معا” و”بالتبادل” السريع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من هنا نبدأ ملاحقة عامل آخر، يحول دون الفصل الحاد بين حالة “وعى النوم”، و”وعى اليقظة”، و”وعى الصحو”، إذْ يبدو هنا أن ياسين قد تنشطت حركية مستويات وعيه “معا” لدرجة يبدو أنه أصبح قادرا على تشكيلات دالة، وكأنه يرسم  صورا رمزية وغير رمزية، تعبر عن تنشيط هذه المستويات معا بما يبلغ بها (بهذه الصورة) تداخلٌ ما ربما تحرك بفقد  أمه، هذا إلى جانب، جوعه العاطفى، وتنشيط منظومات الخير مقابل الشر والشر، والترهيب وعذاب القبر..إلخ

الأحسن ألا نعلق بعد ذلك على ما سيحكيه ياسين مما أسماه أحلاما،

ونوصى بأن يعتبر القارئ والدارس هذه الفقرة نوعا من التشكيل الذهانى الفائق الذى لم يستقر بعد  لاعلى العقلنة من ناحية، ولا على تفعيل acting out درجة من الانشقاق من ناحية أخرى.

 

 

يبدو أن وحدات الزمن التى يتساءل عنها المريض ليست بالضرورة هى الوحدات التى يعنيها الفاحص، أو تعرفها فى الحياة العادية.

 

 

 

 

 

 

 

فى بعض الأحيان يبدأ الذهان أو (يُسبقُ) الجنون، بحلم، ثم يحضر نفس الحلم فى صورة هلاوس بعد ظهور المرض.

 

 

 

 

 

ضلالات (أو أحاسيس) الإشارة، والاجتهاد قد تبدأ قبل الشرخ فالخلط الذى يحدث بين مستويات الوعى بقليل، وتعتبر فى هذه الحالة نوعا من الدفاعات.

 

 

 

 

نتوقف عن التعليق من هنا حتى نهاية أحلام (تشكيلات) القبور، لنترك للقارئ استقبالها باعتبارها صورة ذهائية دالة، تربط بين خبرات المريض الشخصية، وثقافته الفرعية حسب تراث بيئته، ثم ما تحرك فيه إثر فقد أمه، يقوم فيها ياسين بدرجات مختلفة من الإرادة بتشكيل محتويات متبادلة من الوعى، الأرجح أنها تفسر لو أصررنا على تصنيفها هذا التداخل بين ما هو “حلم” أو “ذهان” أو تخيل، وعلينا نحن أن نستقبلها بحذر مهما سمّاها ياسين حلما أو نميزه، لكن لا ينبغى أن نخنقها فى التعريف المعجمى (أو حتى العملى) لما هو “حلم”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يحتمل أن يكون هناك ربط  بين هذين الساقين، وبين الإعاقة التى يعانى منها ياسين، وأمله أن يجمعنا الله سلاما، أو يجعلنا جميعا سلاما (كما جاء فى حلقة أمس) لو شاء، ولو بعد الموت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لوحة تشكيلية كاملة، لكن: كثيرا من الزملاء الأطباء (وبعض الباحثين) حين يسمعون مثل هذا الحكى يتهمون المرضى بالتزييف أو فرط التخيل، ولا يأخذون محتوى مثل هذه التفاصيل مأخذ الجد، وقد يكون هذا صحيحاً فى الحالات التى تشخص تحت اسم الهستيريا. أو اضطراب الشخصيات غير الناضجة المعقلنه، ولكن الأمر لا ينبغى أن يعمم بهذه السهولة، لأن لكل حالة ظروفها التى تحتاج جهدا نقديا (قراءة ناقدة) أكثر مما تحتاج حكما جاهزا لمجرد عجزنا عن التصنيف الفاصل بين الحلم، والجنون، والحياة العادية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى التأكيد على ضرورة الانتباه إلى اختلاف ياسين فى علاقته بالزمن، عن مفهوم الزمن عند الفاحص، وربما عن مفهوم الزمن التتبعى العادى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هنا إشارة ضمنية، برغم بصيرة ياسين السليمة نسبيا من حيث المبدأ، إلى أن ياسين لا يعتبر حالته مرضاً صرْفاً (برغم خبرته السابقة وهو يرعى ذهان أخيه الصريح، كما سبقته الإشارة).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نفس الهامش السابق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأرحج أن هذا التشكيل أيضا هو من نوع التشكيل السابق (أحلام القبر) لكنه على مستوى أسطح وأقرب إلى الخيال الدال على ما ورد فى تاريخه من علاقته بوالديه، ودور الأم الملطف. (أنظر الحلقة الأولى).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى الهلوسات البصرية المؤقتتة العابرة.

 

 

 

 

 

عجز ياسين عن تحديد السن، أهم من اختزاله سن هذا الشخص إلى سن أبيه كما يحاول الفاحص أن يستدرجه إلى أنه أبوه كما يبدو.

 

 

 

 

هنا انتقل ياسين إلى نَفْى الحلم ربما لأول مرة مع أنه من نفس النوع تقريباً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ظهور الهلاوس يرتبط أحيانا بما نسميه “الحرمان الحسى” (أو الإفقار الحسى) على الأقل، ولهذا دلالة تركيبة هامة، وفى تجارب الحرمان من الإحساس  Sensory Deprivation Experiments يُرصد ظهور الهلاوس عند الأسوياء من المتطوعين.

 

 

 

 

نقلة إلى الجانب البارنوى من المرض المتعلق بالجوع العاطفى، والموقف التوجسى، وصعوبة العلاقات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كل هذا المقطع هو تأكيد جديد على “الخوف من الرفض”.

 

 

 

 

 

 

 

 

بداية مواجهته صريحة عن الخوف من الحب (الاقتراب الحميم) الذى أدى – كما افترضنا- فيما سبق إلى فسخ الخطبة، وفى هذه المقابلة إلى العدوان الصريح على الطبيب كما سيأتى فى الحلقات القادمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *